علم الحسين أنه إذا بقي في المدينة قتل وأهل بيته لا محالة ، فكان اول انتهاك لحرم رسول الله صلى الله عليه وآله بقتل ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله بقتل ذرية رسول الله فلم يجد بداً من مغادرة المدينة ، واذا خرج فالى أي بلاد يتوجه يا ترى ألليمن ـ ولا منعة فيه ـ أم الى الكوفة وهو يعهدها بالخيانة ، ولم تتبدل حالها في نظره ، بل كان الحزم له أن يتوجه الى مكة ، لأنه لم يسبق لأحد انتهاك حرمتها في جاهلية ولا إسلام ، وبعد فإنه ، سوف يجتمع هناك وفود المسلمين ، وفيهم أهل الحل والعقد ، فيتمكن أن يصدع بحجته ، ويدعم ببراهينه أمام الرأي العام ، وهناك يصفو جو الخلافة وتسكن زوابعه . لكن بني أمية اخلفوا ظنه وخالفوا شرايع الاسلام والقواعد العربية ، فاجتهد عمرو بن سعيد(1) امير الحاج بالقبض عليه ، وأمده يزيد فدس في الحاج ثلاثين رجلاً من شياطين بني أمية(2) ، وأمرهم بالفتك بالحسين عليه السلام ولو وجدوه متعلقاً بأستار الكعبة(3) بين الركن والمقام ، الأمر الذي اضطر الحسين أن يخرج من مكة قبل إكمال حجه(4) ، لئلا تنتهك بقتله حرمة الحرم ، ويعم الخوف والقتل وفود
بيت الله ، ولعل له في خروجه حينذاك مآرب أخرى منها أن يعلن للرأي العام من أمة جده أن بني أمية لا حظ لهم في الاسلام حيث أخافوه واخرجوه من البيت وقد جعله الله حرماً آمناً ولا يمتون للنواميس العربية بصلة ، فقد كان عاراً في الجاهلية أن يتعرض أحدهم في الحرم لقاتل أخيه أو أبيه ، والحمام في الحرم آمن لا يهيجه أحد بسوء ومن كان هذا شأنه كيف يجوز للحسين مبايعته ، وتسليم أزمة الخلافة بيده ، وهو لا يؤمن على حمامة . وقد ألح الكثير من محبي الحسين ونصحائه أن لا يتخذ الكوفة دار هجرة له ، إذ لم يعهد لها سابقة جميلة مع أهل البيت عليهم السلام ، وكان رأي الحسين عليه السلام في بادي الأمر أن يلحق بالشعاب والرمال ، إن لم تطمئن به الدار في مكة ، حتى تسفر له الأيام عن نتيجة صالحة يمشي على خطتها(1) . لكن أهل الكوفة ساداتهم وسوادهم نقضوا عزيمته بما ارسلو إليه من كتبهم المملوة بالعهود والمواثيق التي لا تقوم لها السموات والأرض ، والمشتملة على فنون الإستعانة والطلب ، فيمم الكوفة بخروجه من مكة ، وهذا من الأمور التي يعترض بها القوم على الحسين ولا يرون له فيها عذراً لأنه جرب المجرب وأتمن الخائن ، وذلك نتيجة النظر في التاريخ سطحياً ، ومفاسد قلة التأمل مما يضيق عنها نطاق البيان ونظرة إجمالية في تاريخ الكوفة مع أهل البيت عليهم السلام يزيل الستار عن وجه الحقيقة وتقصر الخطأ والتقصير كله لأهل الكوفة دون الحسين ، فهلم معي لننظر في تاريخها نظرةً عابرةً ، إذ لا يسعنا طول المكث والوقوف في تلك العرصة . نعم لقد كبا تاريخ الكوفة كبوته العظيمة ، حيث خدعهم ابن العاص برفع المصاحف يوم صفين ، فخالفوا المرتضى في وضع اوزار الحرب ، وقد بلغ الحق
مقطعه ، وخفقت على جيشهم ألوية النصر ، ولاحت لهم مخائل الظفر(1) . ثم سقط تاريخهم لحر وجهه ، إذ غدروا بالمجتبى ، وكتبوا لمعاوية بما كتبوا ، حتى الجأوا الحسن لصلح معاوية ، وصفا له الملك ، فهناك دارت عليهم دوائره ، فولى عليه عماله الجفاة الشداد ، مثل المغيرة بن شعبة(2) وزياد بن أبيه(3) ، وسمرة بن جندب(4) يجرعونهم الغصص ، يسيغونهم الرنق ، فقتلوا خيارهم واستبقوا شرارهم ، وسلموا أعينهم ، وقطعوا أيديهم وأرجلهم ، تشفياً من علي بشيعته ، وطلباً بأوتار آبائهم المقتولين بسيفه عند تأسيس قواعد الإسلام ، وإن
اظهروا بذلك الطلب بدم عثمان وكيف يطوي معاوية وعماله صحيفة الطلب بدم عثمان من علي وشيعته ، وما قام ولا استقام ملكهم إلا بنشر تلك الصحيفة ، وقد قال الحكماء علة الحدوث هي علة البقاء . فندم اهل الكوفة ـ طبعاً ـ على ما فرطوا في جنب أهل البيت عليهم السلام ندامة ما عليها مزيد ، وطلبوا منهم غير مرة أن ينهضوا بهم لمعارضة هذا الحكم الغاشم ، لكن سبطي رسول الله أنفا أن يعلق بهما وصمة الغدر ، وإن لم يكن عليهما لوم بذلك لأن معاوية لم يستقم لهما ولم يف بشئ من شروط الصلح ، لكن «كل إناء بالذي فيه ينضح(1)» ، فلبث العراق لأنه عاصمة الشيعة يرزح في العذاب طيلة عشرين سنةً مدة ملك معاوية المعدود من رجال الحلم والدهاء ، ثم استخلف على الأمة ولده يزيد ، ولا يشك أحد أن جوره وعتوه على أبيه يزيد ، وقد تحقق أهل العراق أن صلح الحسن إنما كان لمعاوية ، وأن ليس له أن يستخلف يزيداً وغيره ، إذن فليس ليزيد المترقب ظلمه وتهتكه في الدين شئ في أعناق أهل البيت فخفوا لبيعة الحسين ـ على بكرة أبيهم ـ عن شوق ورغبة ، وطاروا بأجابته لهم فرحاً وسروراً ، هذا مع أن الحسين عليه السلام لم يكتف بكتبهم ورسلهم بل أرسل أمامه رائداً من أهله وثقة من بيته مسلم بن عقيل ، فألفاهم فوق ما يظن
من تفانيهم في حب أهل البيت عليهم السلام واسراعهم لنصرتهم وبيعتهم ، فكتب إليه يبشره بما لاقى منهم من الحفاوة وسيتحثه على القدوم اليهم(1) . فلعمري إنه لا يتصور عاقل بعد هذا البيان غدر أهل الكوفة برجل من سائر بني هاشم ، يثور بهم في وجه أمية ليصدهم عن منكراتهم في الشرع والوجدان ، فضلاً عن أن يكون سيد بني هاشم الذي انتهت اليه مواريث النبوة ورجعت إليه أمور الإمامة ، ولكن له اسوةً بجده مع اليهود إذ كانوا ينتظرونه أشد الأنتظار «وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين»(2) من اليهود ومن أهل الكوفة الذين خسروا حظوظهم ، فلم يستضيئوا بنر النبوة والإمامة ، ولا لوم على ابن المصطفى لأنه سلك الطريقة العقلائية والسيرة المألوفه ، «ومن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً»(3) . هذا ولكني لا أظن المعترض يرى أن الحسين تبدل اعتقاده في أهل الكوفة ولو جئته بكل آية ، بل يحتم على الحسين استصحاب حالتهم مهما طالت المدة وتوفرت الطوارئ والتطورات ، فلنسلم له دعواه ونتنازل معه على إرادته ثم علينا أن نسأله أين يتوجه الحسين ، وأي أرض تمنعه من القتل ولم يمنعه حرم الله وحرم رسوله ، إذن فهو مقتول على كل حال ولا مزية للمقتول في الأرض التي يقتل فيها ليمكث في الحجاز ، أو يسير إلى اليمن فيقتل هناك . على أن الذي أعرفه أنا في إختيار العراق إمور : الأول : أن المدد في الحجاز منقطع عنه ، إذ ليس في المدينة بيتان من محبي أهل البيت ، بخلاف الكوفة فإنها عاصمة شيعتهم الذين أبرمهم ظلم بني أمية ، وقد
استغاثوا به ولاحت له مخايل صدقهم ، فيكون امدادهم له معلوماً في سيرة العقلاء ومظنوناً ـ على الأقل ـ في رأي المعترض . الثاني : إقامة الحجة عليهم بين يدي الله تعالى فإنهم دعوه ليوازروه على العمل فيهم بكتاب الله ويسير فيهم بسيرة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والحجة الشرعية مبنية على ما يظهر للمرء في عقيدته ، فإن خيانتهم بأبيه وأخيه قبل عشرين سنة لا تكون له عذراً في ترك ألوف النفوس من المسلمين في استبداد منكرات بني أمية ومبتدعاتهم في الدين ، والله تعالى يقول : «ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمناً»(1) . الثالث : أنه بقدومه العراق كان السبب العظيم الكثير منهم أدركوا به السعادة ، وشملتهم نفحات ألطافه وبركاته ، وهم طوائف كثيرة واليك المهم منها : 1 ـ أنصاره الذين قتلوا معه فإنهم كلهم ـ غير ما شد وغير الهاشميين ـ من أهل الكوفة ، مثل حبيب بن مظاهر(2) ، والحر الرياحي(3) ، وثلاثين رجلاً إنسلوا من معسكر ليلة عاشوراء(4) . 2 ـ الذين قتلهم ابن زياد قبل وصوله كربلاء ، وكان من نياتهم نصرته كميثم التمار(5) وغيره .
3 ـ الذين حال ابن زياد بينهم وبين نصرته حيث زجهم في أعماق السجون وغيابات الطوامير ، وهم الكثير من أهل الكوفة كالمختار بن أبي عبيدة(1) ، والتوابين وعلى رأسهم سليمان بن صرد الخزاعي(2) . 4 ـ من تهياؤا لنصرته أو ساروا فلم يدركوها لمعاجلة ابن زياد له بالقتل ، كابن مسعود النهشلي وجيشه الكثيف من أهل البصرة (3) . 5 ـ من هداهم رأسه الشريف وحرمه المسبيات معه الى دين الإسلام وستأتي الإشارة الى هذا انشاء الله تعالى . 6 ـ الباكون والمتباكون عليه وهم الكثير من الناس . واين يقع أهل الكوفة ـ لو نصروه فلم يقتل ـ من انصاره برثائه والبكاء والتباكي عليه ، جعلنا الله منهم وكافة إخواننا المؤمنين
ولكني أرى المعترض وإن كف لسانه عن الحسين ما دام لم يسمع بقتل مسلم بن عقيل وانقلاب حالة الكوفة ، أما بعد أن سمع بذلك ، حتى لقد قام في اصحابه خطيباً(1) وأخبرهم بتبدل الحالة ، فتفرقوا عنه ذات اليمين وذات الشمال ، فبقي في أصحابه المخلصين ، وهم جماعة قليلة لا تقوم لاجناد الكوفة فضلاً عن أمدادهم من جنود الشام ، فإنه لم تبق في رأي المعترضين حجة يتعلل بها الحسين في تصميمه على قصد الكوفة ، وقد صرح له المخض عن الزبد ، وتفرى له الصبح عن بلجه . والذي أعرفه أنا من وجوه العذر هنا ثلاثة : الأول : أن الفوائد التي كان يتوخاها الحسين من الكوفة ـ وقد ذكرناها ـ لا يختلف عليه الاأمر ، فإنه لم ينقطع حينذاك أمله من أهل الكوفة بتاتاً ، كيف وقد كان أول القوم لحوقاً به منهم عند ملاقاته للحر ، ثم اتصلت عناية الله بهداية من اراد الله هدايته الى ما بعد مقتل الحر بين يديه . الثاني : أن الركبان قد بشروه بأن عامة أهل الكوفة قلوبهم معك (وعلى ما في القلب المعول) وإن كانت سيوفهم بحسب الحالة الحاضرة مع بني أمية(2) ، فلا جرم أنه طمع بإفاقة أهل الكوفة من سكرتهم عندما يحضر لديهم شخصاً فيجتهد في تنبيههم من رقدة الغفلة وسنة الضلال في اتباعهم ليزيد ، لا سيما إذا انضم لتلك البشارة أنه قد سبر أهل الكوفة كأصحاب موسى لا يصبرون على طعام
واحد ، بل سرعان ما يسأمون الوالي القديم ويزفون الى للجديد بأجنحة خوافيها الرغبة وقوادمها الترحيب ، كما صنعوا أخيراً إذ تركوا بني أمية لقدوم المختار ثم هجروه لورود مصعب(1) علهيم ، ثم قتلوه لمجئ عبد الملك بن مروان(2) ، وكم فعلوا مثل هذه الأفعال أولاً وأخيراً ، فكان من الجائز في نظر العقلاء أن سيتركون بني أمية ويفيئون للحسين ، كما تركوا بيعته لقدوم ابن زياد ، لكن القوم عثر جدهم فلم يسيروا هذه المرة على جاري عادتهم . الثالث : أن قتل مسلم وابن يقطر(3) وانقلاب حالة الكوفة لم تبلغ الحسين إلا بطريق الآحاد ، من رواة لا يعرفون بالصدق ولا بالكذب «وما آفة الأخبار إلا رواتها» . وأما خطبته في اصحابه فإنها مبنية على ما أخبر به الركبان ، على أن فيها فائدة تمييز الخبيث من الطيب ، وهو أمر مرغوب اليه في كل حال . هذا كله قبل ملاقاته ، للحر ، أما بعد ذلك فقد رام تبعاً لرأي المعترض أن يرجع الى المدينة ، ولو سفك دمه على قبر جده ، أو اريق على شاذروان(4) بيت ربه أو على غيرهما من البقاع ، فإنه يعلم أن بني أمية لا يتركونه حتى يستخرجوا علقة جوفه ، لكن الحر ومن جعجعوا به وقطعوا عليه خط الرجوع ، بل أرادوا إلجاءه أن
يستأسر معهم حتى يدخلوا به على ابن زياد فيرى فيه رأيه ، وبعد هن وهنات انزلوه أرض كربلاء (1) فاحاط به الكرب والبلاء ، واقبلت لقتاله ، المواكب تتلوها المواكب ، والكتائب تقفوها الكتائب .
|
(1) في الثاني من شهر محرم سنة 61 هجرية نص على ذلك :
1 ـ الطبري في تاريخه ج 4 ص 309 . 2 ـ الشيخ المفيد في ارشاده ج 2 ص 84 . 3 ـ الفتال النيسابوري في روضة الواعظين ج 1 ص 181 . 4 ـ ابن نما في مثير الاحزان ص 49 . 5 ـ السيد بن طاووس في الملهوف على قتلى الطفوف ص 139 . وآخرون . (2) من قصيدة عصماء للمرحوم الشيخ حمادي الكواز الحلي المتوفى سنة 1283 هجرية مطلعها :
|
|
ومماشاته لأهل الكوفة |
(1) سورة التوبة : 128 . (2) لما خرج الامام الحسين من مكة يريد العراق في الثامن من شهري ذي الحجة سنة 60 هجرية انتهى به السير الى قصر بني مقاتل فالتقى في هذا الموضع بـ«عبد الله بن الحر الجعفي» فدعاه الامام الى نصرته قائلاً : (يا بن الحر ان أهل مصركم هذا ـ يريد الكوفة ـ كتبوا الي أنهم مجتمعون على نصرتي وسألوني القدوم عليهم وليس الامر على ما زعموا وان عليك ذنوباً كثيرة فهل لك من توبة تمحوا بها ذنوبك) . قال : وما هي يابن رسول الله ؟ قال الحسين عليه السلام : تنصر بن بنت نبيك وتقاتل معه . فقال ابن الحر : والله اني لا علم ان من شايعك كان السعيد في الاخرة ولكن ما عسى اغني عنك ولم اخاف لك بالكوفة ناصراً فانشدك الله ان تحملني على هذه الخطة فإن نفسي لا تسمح بالموت ولكن فرسي هذه (المحلقه) فأركبها فوالله ما تطلبت عليها شيئاً قط إلا لحقته ولا طلبني احد وانا عليها الا سبقته فخذها فهي لك فاركبها حتى تلحق بمأمنك وأنا لك بالعيالات حتى أردها اليك . فقال الحسين عليه السلام : (إما إذا رغبت بنفسك عنا فلا حاجة لنا في فرسك ولا فيك وما كنت متخذ المظلين عضداً ولكن فر فلا لنا ولا علينا فوالله لا يسمع واعيتنا احد ثم لا ينصرنا إلا أكبه الله على وجهه في نار جهنم) . وبودي أن أذكر هنا أن هذا الرجل الذي لم يستجب للحسين ورفض الانضواء تحت لوائه لان نفسه لم تسمح له بالموت ـ كما مر عليك في جوابه له عليه السلام ـ ندم بعد ذلك وتأسف وتلهف على ما فاته من نصرة الحسين وأنشأ أبياتاً رقيقة ضمنها أسفه وندمه وحسرته وهي :
|
|
(1) هو عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري ممن انزعت الرحمة من قلوبهم . كان قائداً أعلى للقوات المسلحة التي زحفت لقتال سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي عليه السلام عام 61 هجرية . أخبر الرسول الاعظم عن سوء عاقبته مراراً فقد روى الرواة أنه اجتاز يوماً على النبي فلما رآه قال : (يكون مع قوم يأكلون الدنيا بألسنتهم كما تلحس الارض البقرة بلسانها) . دعا الحسين عليه السلام ربه تبارك وتعالى أن يسلط عليه من يذبحه على فراشه فاستجاب الله دعائه فذبحه ابو عمره على فراشه . . . تجد تفصيل ذلك ضمن قصة المختار حشره الله تعالى مع الأئمة الاطهار . (2) مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 8 . (3) كخطبة زهير بن القين التي افتتحها بقوله : (يا أهل الكوفة نذار لكم من عذاب الله نذار . . .) . وكخطبة برير بن خظير الذي قال فيها (يا معشر الناس ان الله بعث محمداً بشيراً . . .) . = |
|
لقد أسمعت لو ناديت حياً | ولكن لا حياة لمن تنادي |
= وكخطبة الحر بن يزيد الرياحي التي استهلها بقوله (يا أهل الكوفة لامكم الهبل والعبر إذ . . .) . وبوسعك ـ أيها القارئ الكريم ـ أن تقف على هذه الخطب وغيرها في كتب المقاتل . (1) سورة الروم / 52 . |
|
(1) للحسين عليه السلام ومنذ نزوله كربلاء والى أن استأثرت بروحه الرحمة الإلهية في العاشر من شهر محرم من الخطب ما يلي :
1 ـ الخطبة التي ألقاها على أهل بيته وأصحابه بعد وروده كربلاء بساعات قليلة والتي قال فيها (أما بعد فإنه قد نزل بنا من الأمر ما قد ترون وإن الدنيا . . .) . 2 ـ الخطبة التي خطبها بعد أن جمع أصحابه ليلة العاشر قال فيها : (اثني على الله احسن الثناء وأحمده في . . .) . 3 ـ الخطبة التي خطبها يوم العاشر على جند عمر بن سعد قال فيها : (أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى اعظكم . . .) . 4 ـ الخطبة التي خطبها بعد أن ركب فرسه وأخذ مصحفاً ونشره على رأسه ووقف بإزاء القوم قائلاً : (تباً بكم أيتها الجماعة وترحاً حين . . .) . هذا مجموع خطب الامام الحسين عليه السلام التي نقلها لنا أرباب المقاتل والسير منذ أن وطأت قدماه أرض كربلاء وحتى ساعة شهادته روحي فداه . (2) وإن صح أن هذا الشق افتراه ابن سعد كما يخبرنا به عقبة بن سمعان / المؤلف . (3) قال الميداني في كتابه مجمع الامثال ج 1 ص 276 بعد ذكره لهذا المثل : الخرط قشرك الورق عن الشجرة اجتذاباً بكفك والقتاد شجر له شوك أمثال الابر يضرب للامر دونه مانع . |
|
صرعى تقلبهم ايدي الجياد وما | لهم بغير وشيج السمر تظليل(2) |
(1) يشير المؤلف طيب الله ثراه الى ما حصل الحديبية وذلك في السنة السادسة من الهجرة . انظر السيرة النبوية لابن هشام ج 3 ص 331 ، والمغازي للواقدي ج 1 ص 610 . (2) من قصيدة لمؤلف الكتاب عطر الله تربته وقد مرت الاشارة اليها آنفاً . |
السابق | الفهرس | التالي |