خذ بالبكاء ولا تسأل عن السبب |
|
وعزني أو فدعني في لهى النوب |
وأي قاصمة للظهر قد طرقت |
|
في ليلة فجرها قد بان عن عطب |
ويومها قد طوى منه الحمام لنا |
|
صحف البلاغة بل صحفا من ألأدب |
والفضل باد شجا في عبرة سفحت |
|
قد غيض بحر لغات الفرس والعرب |
وصوّح الروض روض المكرمات ضحى |
|
وغودرت قصبات السبق في قطب |
أودى الجواد الذي أغنت فصاحته |
|
عن ذكرها لذوي ألألباب والرتب |
وكم بيوت ملاها من قصائده |
|
مفاخرا قد سمت فيها إلى الشهب |
قل للبلاغة لا نبغي به بدلا |
|
قد غاب مفزعها بالمنطق الذرب |
قل للفصاحة قري في الصدور لقد |
|
أودى زعيمك فإنحادي عن الطلب |
لو كنت أعلم غير ألله خالقها |
|
لقلت ذا واضع ألألفاظ للعرب |
يلقي المعاني على ألألفاظ من قدر |
|
فيه تزان كزين السبك للذهب |
آه لمفتقد ذا اليوم من بلد |
|
وإن كرمت بها ما زلت في كرب |
ألبّةٍ بذكاء كان يحمله |
|
وجودة أحرقت أحشاه باللهب |
لو عشت من بعده دهرا بلا نكد |
|
لعشت حقا بلا خل ولا صحب |
يا أبحر الشعر غيضي بعد بؤرته |
|
من الدراري ومن للؤلؤ الرطب ؟ |
قل للقوافي قفي من بعده حزنا |
|
فإن بيتك منبوذ بلا سبب |
إن العروض حواها بعد غيبته |
|
من لا يميز بين الضرب والظرب |
قد غاب منتقد ألأشعار حافظها |
|
من غدر منتحل للشعر منتهب |
لئن حجبت عن ألأبصار طلعته |
|
فإن غر المزايا غير منتحب |
ظننت يا شعر لما أن أن ظفرت به |
|
سلبت منه علاء غير مستلب |
يا بحتري زمان كنت نزهته |
|
لما قضيت زماني عاد في رهب |
قد كنت في محفل ألآداب متقدا |
|
كالشمس في شرق والبدر في الشهب |
لو أنصفتك بنو ألآداب لأبتدرت |
|
تفديك من نوب تفديك من شجب |
جزيت عن روضة أودعتها دررا |
|
من المدائح جنات بلا نصب |