ديوان الحاج بدقت ألأسدي 52

تخاطبها(1)وهي لا ترعوي وتسألها وهي لا تسمع
فعدت تروم سبيل السلو وسهمك طاش به المنزع
خذوه بألسنة العاذلين فقد عاد في سلوة يطمع
تجاهلت حين طلبت السلو علام قد إنضمت ألأضلع؟
هل إرتعت من وقفت ألأجرعين (2) فأمسيت من صابها (3)تجرع؟
فأينك من موقف بالطفوف يُحَطُ له الفلك ألأرفع
بملمومة(4)حار فيها الفضاء وطاش بها البطل ألأنزع
فما أقلعت دون قتل الحسين فيا ليتها الدهر لا تقلع(5)
إذا ميَّز الشمر رأس الحسين أيجمعها للعلى مجمع؟
فيا بن الذي شرع المكرمات وإلا فليس لها مشرع
بكم أنزل ألله أم الكتاب وفي نشر آلائكم يصدع
أ وجهك يخضبه المشرفي وصدرك فيه القنا يشرع؟
وتعدو على جسمك الصافنات وعلم ألإله به مودع
وينقع منك غليل السيوف وإن غليلك لا ينقع
ويقضي عليك الردى مصرعا وكيف القضا بالردى يصرع؟
بنفسي ويا ليتها قدمت وأحرزها دونك المصرع
ويا ليته إستبدل الخافقين وأيسر ما كان لو يقنع
لقد أوقعوا بك يا بن النبي عزيزا على الدين ما أوقعوا


(1) في بعض المصادر : تعاتبها .
(2) الجرع : وألأجرع والجرعاء : ألأرض الحزنة يعلوها رمل .
(3) الصاب : شجر مر ، أو هو عصارة الشجر المر : والواحدة : صابة .
(4) الملمومة : الكتيبة المجتمعة .
(5) لا تقلع : لا تتحرك .
ديوان الحاج بدقت ألأسدي 53

وخرص(1)متى نسفت مربعا(2) تلقفها بعدها مربع
لقد أوقروها بنات النبي فهل بعدها جلل أسفع؟(3)
أتدري حداة مطياتها بمن أرقلوا وبمن جعجعوا ؟
حريم يغار عليها ألإله (4) وأملاكه عندها تخضع
تلاحظها في السبا أغلف(5) ويحدو بها في السرى أكوع(6)
يطارحن بالنوح ورق الحمام فهذي تنوح وذي تسجع
يهم الزفير بأكبادها إلى أن تكاد به تنزع
تسير وتخفى (7)لفرط الحيا جواها (8) ويعربه المدمع
تنادي وقد كان غوث المنا.... ....دي حماها وهل يفزع المفزع؟


(1) الخرص : الرمح القصير السنان ، جاء في (الصحاح) : الخرص بضم الخاء وكسرها : الحلقة من الذهب والفضة ، إنتهى .
أقول : ولم ندر أن ألأعداء جاءوا بالخرص المصنوع من حلق الحديد وقيدوا آل الرسالة بها في تلك الصورة الرهيبة المرعبة من صور الفجائع التي إرتكبت بحق الحسين وأهل بيته في واقعة الطف الدامية وما تلتها من أحداث جسام !!
(2) المربع : محل ألأنس .
(3) ألأسفع : ألأسود الممزوج بحمرة .
(4) يغار عليها : أي يأنف من الحمية ، أن يشاركه أحد في حبه لهم .
(5) ألأغلف : الذي لا يعي ولا يفهم ومنه : قلب أغلف ، ويقصد به الشاعر من قساة القلوب .
(6) ألأكوع : مأخوذ من قولهم : تكوعت يده أي أصابها التشويه بأن إعوجت كفه من قبل الكوع ( وهو طرف الزند الذي على ألإبهام) وأقبلت إحدى اليدين على ألأخرى ، أو أقبل إبهام الرجل على أخواته إقبالا شديدا مما يجعل منظرها مشوها ممجوجا .
(7) تخفى : أي تستر ، بصيغة المبني للمعلوم ، والفعل من الثلاثي المزيد من باب ألأفعال ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي تعود على بنات النبي (ص) السابق ذكرها في ألأبيات المثبتة أعلاه .
(8) الجوى : حرارة الحشا . شدة الوجد من حزن أو عشق .
ديوان الحاج بدقت ألأسدي 59

قافية الفاء
(38)

(من الطويل)


وقال راثيا آل البيت (ع) (1):
فلله من خطب له كل مهجة يحق من الوجد المبرح تتلف
وأقسم ماسن الضلال سوى ألألى على عترة المختار بغيا تخلفوا
فيوم عدوا بغيا على دار فاطم أتت جندهم للغاضرية تزحف
وقتل إبنها من يوم رضت ضلوعها ومن هتكها هتك الفواطم يعرف
ومن يوم قادوا حيدر الطهر قد غدوا بهن أسارى شأنهن التلهف
فمن مبلغ الزهراء أن بناتها عليها الرزايا والمصائب عكف
تطوف بها ألأعداء في كل بلدة فمن بلد أضحت لآخر تقذف
إذا رأت ألأطفال شعثا (2) وجوهها وألوانها من شدة الرزء تخطف
بنفسي النساء الفاطميات أصبحت من ألأسر يسترئفن (3) من ليس يرأف
وقد أبرزوها جهرة من خدورها عشية لا حام يذود ويكنف
توارت بخدر من جلالة قدرها بهيئة أنوار ألإله تسجف(4)
لقد قطع ألأحشاء رزء بني الهدى وقد غادر ألأكباد تهفو وتوجف
عليهم صلاة ألله ما حن طائر بذكر وما دامت منى والمخيَّف


(1) عثرت على هذه القصيدة في مجموع أدبي يحتفظ به الخطيب السيد مصطفى الفائزي آل طعمة ..
(2) شعث ، يشعث وشعوثة : الشعر كان متغيرا متلبدا ، أو رأسه أو جسمه إتسخ ، ألأمر تفرق وإنتشر .
(3) من باب إسترأف : إذا إستعطفه أو حمله على الرأفة .
(4) السجاف : الستر والحجاب : أي أن النساء محجوبات ومستورات لحجاب ألله وستره .
ديوان الحاج بدقت ألأسدي 60

قافية اللام
(40)

(من الرجز)


وقال في قبة الحسين (ع) :
لم يضرب إبن المصطفى فوق البســ ــيطة قبة متفيئا بظلالها
لكنها مذ زلزت بعدوه ضربت بها لتقر عن زلزالها


(41)

(من الرجز)


وقال في ولاء أهل البيت (ع) :
بشرى لكل منتم إلى بني أحمد بل لكل من لهم ولي
بشرى بها تهتف أملاك السما في العالم العلوي عن أمر العلي
سيماؤهم في الكون قد لاحت سنا ظواهر ألأشهاد سماها جلي
طوباهم أتت بأنقى غصن أينع بالعز وبالتطول
جل الجليل فإعتبر كيف حبا من إجتبى وإختص بالفخر الجلي
حقيقة واحدة أبرزها بإثنين إعرابا لأمر مشكل
أنى تحل في الورى سابقة ترى لها محمدا ترى علي
إثنين لم يثنّيا تعددا لكن كما قال نبي وولي
تال ومتلو ولكن بهما ترى الذي تلا هو الذي تلي
فما أجلت الطرف في تاريخه : (أما ترى محمدا تلا علي)
42 + 610 + 93 + 431 ـ 110 = 1286 هـ


ديوان الحاج بدقت ألأسدي 61

(42)

(من الطويل)


وقال في قبة الحسين (ع) :
تجلت لعيني في حمى الطف قبة وميض سناها طبّق الحزّنّ والسهلا
فقلت لصحبي حين لاحت لناظري أيا صحب هذي قبة الفلك ألأعلى


(44)

(من الرمل)


وقال في مولد ألإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في سنة 1278 هـ (1):
أجل (2)الفكر بمعراجَي عُلا فيهما فكر ألألباءِ(3)إنشغل
من نبي العرش معراجا غدا وعليٌ كتف سلطان الرسل
فإنصفن يا منصفا أيهما كان عند ألله أعلى وأجل(4)


(1) هذه ألأبيات معربة عن الفارسية لقائلها الميرزا محيط العالم المعروف ، وهي :
معراج نبي عرش خادي اكسير معراج على كتف رسول دار
انصاف بده تو صاحب انصاف بر معراج كدام ازكدام بالاتر
(2) أجال الشيء وبالشيء : أداره . أجال السيف : لعب به وداره على جوانبه.
(3) ألألباء : جمع : اللبيب وهو العاقل .
(4) إن عود الضمير في أيهما راجع إلى العرش الذي عرج إليه النبي محمد (ص) ، وكتف الرسول (ص) الذي صعد عليه علي (ع) لتكسير ألأصنام ، وقد فضل كتفه على العرش ، وهذا مما لا شك فيه ولا ريب ، لأننا نعتقد أن النبي (ص) عو أفضل الموجودات على ألإطلاق بما فيها العرش وغيره ، مما سوى وجود واجب الوجود جل وعلا . ومن هنا يتبين مدى بلاغة الشاعر وعبقريته في سلوك فنون البديع والمحسنات البلاغية في التشبيه والتورية والتمثيل .
ديوان الحاج بدقت ألأسدي 62

قافية الميم
(45)(*)

(من الطويل)


قالها في رثاء ألعباس (ع) :
نَبَتْ بالذي رام المعالي صوارمه إذا ما حكتها بالنضاء عزائمه
حسامك مشهور وعزمك مغمد هوى بالخوافي من نحته قوادمه
فإن ترم العليا فجردهما معا وإلا فأبعد بالذي أنت دائمه
ضللت الذي ينهى إلى مدرك العلى وقد نجمت في كل أوج نواجمه
ألم تر من قد أحرز الفخر كله وحازت به العرش العظيم مكارمه
أبا الفضل في يوم به جمح القضا وعاثت بكل العالمين عظائمه
أقام مقاما يملأ الكون سبقه وحسبك مما كان أن هو قائمه
يطول بشأو ألأولين بنورهم وإن له شأوا به طال هاشمه
يقوم ببحر بالعظايم مترع وأعظم منه كف من هو عائمه
فإن لأسباب القضاء عوالما وإن الردى يمنى أبي الفضل عالمه
فنازلها حربا تذوب لهوله ألــ ـسماوات لولا أنه هو حاجمه
على سابح لو شاء من طوله به لداست مناط النيرات مناسمه
فأرسله في الجيش حتى تفللت حدود مواضيه وخارت ضراغمه
فأحرز مجرى الماء كف يفوقه بمجرى الندى في بعض ما هو ساجمه
فأعيى بأن تطفى ضراغم قلبه وقلب حسين ليس تطفى ضراغمه
فلم يرو منه غير قلب مزاده وعاد كوجس الرعد تزجى هماهمه
تنازله ألآساد علما بأنه يصادم محتوم القضا من يصادمه
فأمضى بهم عزما ترى دونه الردى وإن الردى أن لا تهب عزائمه


(*) عثرت على هذه القصيدة في مجموعة خطية ضخمة حوت قصائد لشعراء رثوا آل البيت عليهم السلام ، كتبها الشاعر الكربلائي الشيخ محمد بن وحيد بن جمعة البحراني المولود في كربلاء سنة 1287 هـ والمتوفى بها سنة 1353 هـ ، ترجمت له في كتابي (شعراء كربلاء) ج3 ص 74 .
ديوان الحاج بدقت ألأسدي 63

إلى أن أشاد الشرك حاسم باعه وقد حسم الدين الحنيفي حاسمه
وكان ورود الماء فيض نواله ولما قضى قد عاد مورد هادِمه(1)
فعج به ناعيه في عالم العلى فأرعبه حتى تزلزل عالمه
تعاظم سبط المصطفى هول فقده ولو يتداعى الكون لا يتعاظمه
كأني به قد مزق الجيش دونه أخو عزمات أرغمت من يراغمه
وطاف إلى أن كاد أن يطلع القضا عليهم عيانا والردى حام حائمه
فأبصر جسما يرسل الشمس نوره غدت مركز السمر العوالي نواعمه
فأهوى عليه وهو يعرب عن جوى تذيب الجبال الراسيات ضرائمه
يقول أخي قد مزق الحتف مهجتي وما هو إلا حيث سامك سائمه
أيعلم سيف خضبتك كلومه(2) بأن ضيا عيني ما هو كالمه؟
أيرقى دمي(3)عيني وفيك أرقته ويخبو جوى قلبي ورزؤك صارمه؟
قصمت قرى ما كان لو حمل السما لتجهده لكن فقدك قاصمه
عدوتك لي درعا فحسَّره الردى وسيفا ولكن بارح الفكر قائمه
وجيشا ولكن قد تعرقت كبشه وباعا ولكن قد تفلل صارمه
فيا بدر أنسي كيف كوّر نوره وربع سروري كيف أقوت معالمه؟
فيا ليت لا يعلو سواك بمشهد على سابح إلا وزاغت قوائمه
أيقتاد كفا الموت منك شكائما وقد كن وقفا في يديك شكائمه؟
أيدعم بيت الفضل بعدك داعم كما أنت بالسمر العواسل داعمه؟
أيجمع شمل الدين بعدك جامع وقد هام حزنا لإفتقادك هائمه؟
أيشرع نهج المجد بعدك شارع وقد دُرِست لما قضيت مراسمه ؟
حميت حمى الدين الحنيف فمذ مضى ألــ ـقضا بك صارت تستباح محارمه


(1) هادمِه : هكذا وردت اللفظة في المخطوط ، والصواب رفعها.
(2) الكلوم : الجروح .
(3) هكذا ورد في ألأصل .
ديوان الحاج بدقت ألأسدي 64

أمية كم لله قدما عوالم وإنك أخنى من حوته عوالمه
أجسم يزيد في الحشايا منعم وجسم حسين في الصعيد نواعمه؟
وهند تواريها الخدور وزينب ينوء بها مشي المطي ورازمه؟
فأي نبي ساغ في شرعه بأن تُعفَّرَ أبناه وتسبى كرائمه؟
أخالكم أن لا يقام بوتره فما خلته إلا وقد قام قائمه
يهب بعزم يملأ الكون لم يدع من الشرك قِرنا(1)لا يكوّر ناجمه


ديوان الحاج بدقت ألأسدي 66

قافية النون
(54)

(من الكامل)


وقال راثيا ألإمام الحسين بن علي عليه السلام :
فوق الحمولة لؤلؤ مكنون زعم العواذل إنهن ضعون
لم لقبوها بالظعون وأنها غرف الجنان بهن حور عين
هب زعمهم حقا إيمنعك الهوى أم للصبابة عن هواك(1)يبين؟
إني بمن أهواك مفتون وذا.... ....ك بأن يؤنب بالهوى مفتون
كلا فما شأني وشأن مؤنبي شرع سواء للرجال شؤون
عذرا فما للوم تهجين الهوى إن الملام لأهله تهجين
قد أسرفوا فيه ولولم يسرفوا إني بما شرعوه لست أدين(2)
يا أيها الرشأ الذي سميته قمر السماء وأنه لقمين
مهما نظرت وأنت مرآة الهوى بك بان لي ما لا يكاد يبين


(1) وفي رواية (عن حشاك) .
(2) هذا البيت ورد في بعض المجاميع .
ديوان الحاج بدقت ألأسدي 67

ناظرت قلبي رقة فملكته لكنما (1)ملكت يداك ثمين
لم تجر ذكرى نيّر وصفاته إلا ذكرتك والحديث شجون
يا قلب ما هذا شعار متيم ولعل حال بني الغرام فنون
خفض فخطبك غير طارقة الهوى إن الهوى عما لقيت يهون
ما برّحت بك غير ذكرى كربلا فإذا قضيت بها فذاك يقين
ورد إبن فاطمة المنون على ظما إن كنت تأسى فلتردك منون
ودع الحنين فإنها العظمى فلا تأتي عليها حسرة وحنين
ظهرت لها في كل شيء آية كبرى فكاد بها الفناء يحين
بكت السماء دما ولم تبرد به كبد ولو أن النجوم عيون
ندبت لها الرسل الكرام وندبها عن ذي المعارج فيهم مسنون
فبعين (نوح) سال ما أربى على ما سار فيه فلكه المشحون
وبقلب (إبراهيم) ما بردت له ما سجّر (النمرود) وهو كمين
ولقد هوى صعقا لذكر حديثها (موسى) وهوّن ما لقي (هارون)
وإختار (يحيى) أن يطاف برأسه وله التأسي (بالحسين) يكون
وأشد مما ناب كل مكوِّن من قال قلب (محمد) محزون؟
فجزاك تيم بالضلالة بعده للحشر لا يأتي عليه سكون
عقدت بيثرب بيعة قضيت بها للشرك منه بعد ذاك ديون
برقي منبره رقي في كربلا صدر وضرج بالدماء جبين(2)


(1) ألأصوب كتابتها (لكن ما) حتى تعرب ما موصولة ، بمعنى الذي محل نصب إسم لكن ، وثمين خبرها . وجملة : ملكت يداك من الفعل والفاعل ـ صلة الموصول لا محل لها من ألإعراب. (2) خمس هذا البيت والبيت الذي يليه الشاعر السيد مهدي ألأعرجي بقوله :
قد أمروا (تيم بن مرة) في الملا والمرتضى قد أجلسوه المنزلا
أ ضئيل تيم منبر الهادي علا (برقي منبره رقي في كربلا
صدر وضرج بالدماء جبين)

=

ديوان الحاج بدقت ألأسدي 68

لولا سقوط جنين فاطمة لما أودى لها في كربلاء جنين
وبكسر ذاك الضلع رضت أضلع في طيها سر ألإله مصون
وكما (1)(علي) قّودُهُ بنجاده فله (علي) بالوثاق قرين
وكما (لفاطم) رنة من خلفه لبناتها خلف العليل رنين
وبزجرها بسياط (قنفذ) وشحّت بالطف في زجر لهن متون
وبقطعهم تلك ألأراكة دونها قطعت يد في كربلا ووتين
لكنما حمل الرؤوس على القنا أدهى وإن سبقت به صفين
كلٌ كتاب ألله هذا(2)صامت خاف وهذا ناطق ومبين


=
عن فاطم قتل إبنها متضرع وبطفلها بالطف أودت رضّع
وبسيل أدمعها أسيلت أدمع (وبكسر ذاك الضلع رضت أضلع
في طيها سر ألإله مصون)
وهذا التخميس نشر في (ديوان شعراء الحسين) لمحمد باقر ألإيرواني ج1 ص 195 .
(1) في بعض المجاميع (وكذا) .
(2) في بعض المجاميع ( لكن) .
ديوان الحاج بدقت ألأسدي 70

(58)

(من البسيط)


وقال رحمه ألله في رأس الحسين عليه السلام :
رأس وقد بان عن جسم وطاف على رمح وترتيله القرآن ما بانا
رأس ترى طلعة الهادي البشير به كأنما رفعوه عنه عنوانا
تنبي البرية سيماه وبهجته بأن خير البرايا هكذا كانا
يسري ومن خلفه ألأقتاب (1)موقرة سهلا يجاب بها سهلا وأحزانا


(1) ألأقتاب : جمع قَتب أوقَتَب بفتح أوله وفتح التاء ، وهو الرحل الصغير أو الرحل مطلقا صغيرا كان أو كبيرا .
ديوان الحاج بدقت ألأسدي 73


الروضة


ديوان الحاج بدقت ألأسدي 74

تشتمل هذه الروضة على (28) قصيدة على غرار روضة صفي الدين الحلي التي قالها في مدح ألإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام . وقد نقلتها كاملة من المجموع المرقم (21) الموجود بمكتبة آل كاشف الغطاء في النجف . وجاء في المجموع ما يأتي : «هذه روضة على ترتيب حروف الهجاء مما نظمها المرحوم الحاج جواد الشهير ببدقت الكربلائي وقد نقلتها من نسخة بخطه وهي مسودة ومبيضة لا ثاني لها . وهذا المقدار المرسوم الذي جادت به قريحته إلا أن من قافية الهمزة فقد بعض أبياتها وهي هذه » إنتهى.

ــ المحقق ــ


قافية الهمزة

(من مجزوء الكامل)


فقد بعض ألأبيات منها ، وإليك المثبت :
أعلى الورى شأنا وأوقــ ـر بهم لجبار السماء
إن الوجود لذو إبتدا... ...ءٍ وهو باء ألإبتداء
إن شاء أن يثني الوجو... ... د من البقاء إلى الفناء
ألقى المساء بلا صبا ... ...ح والصباح بلا مساء
إن الزمان به أقيم لما يفيض من العطاء
إني على طول المدى ما يستمر به بقائي
أثني عليه وأين يبــ ـلغ من معاليه ثنائي
ألله يا هذي البريــ ـة فيه قولي ما تشائي
إلإنتهاء بلا إبتداء وألإبتداء بلا إنتهاء


ديوان الحاج بدقت ألأسدي 75

أنا ما أقول بمن به حارت جميع ألأنبياء
إيه(1)مؤمل لفظه بُلِّغت غايات المناء
إني بلغت به مرا... ... مي في إبتدائي وإنتهائي
إني أصبت به رشا ... ... دي بل نجوت من إبتلائي
ألقى به الجلاّ وإن حلت فيكشفها لقائي
أفلا ترى أني به عيشي أحيل على صفاء
أدركت أقصى ما أرو... ...م بمحض بسط يد العطاء
أنا ليس لي إلا ولا ... ...ه وسيلة يوم الجزاء
أرجوه لي ومعولي أن لا يخيب به رجائي

قافية الباء

(من مجزوء الكامل)

بدأتك بالفضل الرباب وسواك يدعو لا يجاب
بدعاك للقيا فــ ــإن بها دعاءك مستجاب
بمجرد الدعوى أزيل ألـ ـستر وإنكشف الحجاب
بت وادعا فلقد أصبــ ــت من المنى ما لا يصاب
بترائب(2)في بسطها لك في فم الواشي تراب
بألله جد علي الطلا ... ... ب فأنت يسعفك الطلاب
بعد إجتهاد الكاشحيــ ـن بلغت ما ترجو وخابوا
بألله كفّ فليس للـ ـحساد داعية تجاب


(1) إسم فعل مبني على الكسر ، وقد ينون ، يطلب به ألإستزاده من حديث أو فعل . قاله الجوهري في (صحاحه) والرازي في (مختاره) .
(2) الترائب : جمع التريبة ، وهي العظمة من الصدر أو أعلاه . ولا أدري هل قصد الشاعر بالترائب ما تضمه الضلوع من أمنيات . فقد قال : بت وادعا مثلوج الصدر مرتاحا لأنك أصبت المنى ، أم أنه قصد شيئا آخر !!.

السابق السابق الفهرس التالي التالي