العباس عليه السلام111

جمعهم وإياه الامومة أيضاً .
والمشارك له في الاسم عباس الاصغر نص عليه النسابة السيد محمد كاظم اليماني في النفحة العنبرية قال وكان شقيقاً لعمر الاطرف وفي ناسخ التواريخ ذكر العباس الشهيد والعباس الاصغر ويؤيده ان النسابة العمري في المجدي وابن شهراشوب في المناقب والشبلنجي في نور الابصار والمحب الطبري في ذخائر العقبى وصفوا الشهيد بالعباس الأكبر وهذا التعبير في عرف النسابين يقع لمن يكون له اخ اصغر منه شاركه في الاسم لا فيمن هو اكبر اخوته مطلقاً ولو لم يشاركه في الاسم والظاهر ان العباس الاصغر درج في أيام أبيه لأنه ليس له ذكر في الوارثين لأمير المؤمنين من ولده .



العباس عليه السلام112

أخواته

كانت أخوات العباس من أبيه ثمان عشرة(1) فمنهن من توفيت أيام أبيهن كزينب الصغرى وجمانة وامامة وام سلمة ورملة الصغرى(2) ومنهن من لم يذكر خروجهن الى ازواج والذين خرجن الى ازواج ـ فالعقيلة زينب الكبرى كانت عند عبد الله بن جعفر الطيار فأولدت له جعفر الأكبر وعباساً وعلياً المعروف بالزينبي وعوناً الأكبر قتل يوم الطف في حملة آل أبي طالب وأم كلثوم وهي التي زوجها الحسين من ابن عمها القاسم ابن محمد بن الطيار وانحلها البغيبغات(3) ورقية عند ابن عمها الشهيد مسلم بن عقيل ولدت له عبد الله وعلياً ومحمد ، وفي العمدة تزوج مسلم ام كلثوم بنت علي عليه

(1) الطبري ج 6 ص 89 .
(2) مناقب السروي ج 2 ص 76 .
(3) المصدر السابق ج 2 ص 171 .
العباس عليه السلام113

السلام فولدت له حميدة تزوجها الفقيه الجليل عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب أولدها محمداً منه العقب .
ولا يتم هذا الا بعد وفاة احداهن اذ لا يجوز الجمع بين الاختين .
وكانت فاطمة عند أبي سعيد بن عقيل ولدت له حميدة وخديجة ـ كانت عند عبد الرحمن بن عقيل ولدت له سعيداً ، وام هاني تزوجها عبد الله الأكبر بن عقيل ولدت له عبد الرحمن ومحمداً .
وأم الحسن خرجت الى جعدة بن هبيرة المخزومي .
وامامة كانت عند الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ولدت له نفيسة(1) .

(1) اعلام الورى والمجدي ومعارف القتبي .
العباس عليه السلام114

العقيلة

وكيف ما كان فالمهم في هذا العنوان النظر في العقيلة الكبرى التي هي أعظمهنّ قدراً واجلهن شأناً فانها شظية من شظايا النبوة وفلذة من أفلاذ الامامة وهي الجوهرة الفردة التي ضمها إليه صدف القداسة (الزهراء الطاهرة) عليها السلام وانجب بها سيد الأوصياء .
بجلال احمد في مهابة حيدر قد انجبـت ام الأئمة زينبـا

فكانت شريكة الامامين سيدي شباب أهل الجنة في ذلك المرتكض الطاهر والحجر الزاكي والصلب القادس واللبان السائغ والتربية الالهية .
اضف الى ذلك العلم المتدفع والفقه الناجع وقد شهد لها ابن اخيها السجاد عليه السلام (بأنها عالمة غير معلمة

العباس عليه السلام115

وفاهمة غير مفهمة)(1) وحسبها من الخطر ان ما انحنت عليه الاضالع هو ذلك العلم المفاض عليها من ساحة القدس الالهي لا بارشاد معلم أو تلقين مرشد مع البلاغة في المنطق والبراعة في الافاضة كأنها تفرغ عن لسان أبيها الوصي :
وعن الوصي بلاغة خصت بها اعيت برونقها البليـغ الاخطبـا
ما استـرسلت الا وتحسب انها تستل من غرر الخطابة مقضبـا
او انها اليـزني فـي يد باسل اخلا بـه ظهـرا واوهـى منكبا
او انها تقـتاد منهـا فيلـقـا وتسوق من زمر الحقـايق موكبا
أو ان في غـاب الامامة لبوة لزئيرها عنـت الوجـوه تهيـبا
أو انها البحر الخضم تلاطمت أمواجه علمـاً حجـى بـأساً ابا

(1) احتجاج الطبرسي ص 166 طبع النجف والطراز المذهب والكبريت الاحمر ج 2 ص 17 .
العباس عليه السلام116

أو ان من غضـب الاله صواعقا لم تلف عنهـا آل حرب مهربا
أو ان حيـدرة علـى صهـواتها يفني كراديس الضـلال ثبـاثبا
أو انـه ضـمـتـه ذروة منبـر فأنار نهجاً للشـريعـة ألحبـا
أو ان في اللاؤي عقيلـة هـاشم قد فرقت شمل العمى أيدي سبا(1)

ولم تكن هذه البراعة والاسترسال في القول الا عما انطبع فيها من النفسيات القوية والملكات الفاضلة ممتزجة بثبات جأش وطمأنينة نفس وشجاعة ان شئت فسمها بالاديبة والا فهي فوق ذلك ، وكانت تلقي خواطرها بين تلك المحتشدات الرهيبة أو فقل بين الناب المخلب غير متعتعة ولا متلعثمة وتقذفها كالصواعق على مجتمع خصومها فكانت اعمالها وخطبها الجزء الأخير للعلة من نهضة السبط الشهيد واصبحت تمام الفضيحة للامويين بما نشرته بين الملأ من صحيفتهم السوداء حتى ضعضعت عرش دولتهم وفككت

(1) من قصيدة للعلامة ميرزا محمد علي الاوردبادي طبعت في كتاب (زينب الكبرى) .
العباس عليه السلام117

عرى سلطانهم والصقت بهم العار من كل النواحي فكانت شريكة الامام الشهيد في هذه الفضيلة :
وتشاطرت هي والحسين بدعوة حتم القضـاء عليهـمـا ان يندبا
هذا بمشتبـك النصـول وهذه في حيث معترك المكاره في السبا

وهذه النفسية التي حوتها والثبات الذي انطوى عليه أضالعها أوجب لأخيها الشهيد أن : يصحبها في سفره الى مشهد الطف علماً منه بلياقتها لتلقي الاسرار كما هي وأدائها في مورد الاداء كما يجب ، وهذا هو الذي اهلها لتحمل شطر مما يحمله الامام بعد حادثة الطف حفظاً للسجاد عن عادية الأعداء فكان يرجع اليها في معرفة الاحكام الشرعية وان كان المرجع اليها زين العباد عليه السلام .
ففي الحديث عن أحمد بن ابراهيم قال دخلت على حكيمة بنت الجواد عليه السلام اخت أبي الحسن الهادي فكلمتها من وراء حجاب وسألتها عن دينها فسمت من تأتم بهم عليهم السلام ثم قالت والحجة بن الحسن بن علي فسمته قلت لها جعلني الله فداك معانية أو خبراً قالت خبر عن أبي محمد الحسن بن علي كتب به الى امه فقلت لها فأين

العباس عليه السلام118

الولد قالت مستور قلت الى من تفزع الشيعة قالت الى الجدة أم أبي محمد عليها السلام فقلت لها اقتدي بمن وصيته الى امرأة فقالت اقتداء بالحسين بن علي فانه أوصى الى اخته زينب بنت علي في الظاهر فكان ما يخرج من علي بن الحسين من علم ينسب إليها ستراً على علي بن الحسين عليه السلام(1) .
ولليقين الثابت والبصيرة النافدة لم تكترث بشيء من الاهوال ولا راعها الهزاهز منذ مشهد الطف الى حين وصولها المدينة وكان بمنظر منها مصارع آل الله نجوم الأرض من آل عبد المطلب وبينهم سيد شباب أهل الجنة بحالة تنفطر لها السموات وتنشق الأرض وتخرّ الجبال هدّا .
وليس معها من حماتها حميّ ولا من رجالها ولي غير الامام المضني الذي أنهكته العلل ، ونسوة في الاسر مكتنفة بها بين شاكية وباكية وطفل كظّه العطش الى اخرى أقلقها الوجل .
وأمامها الجيش الفاتح الجذر بسكرة الظفر وبشر الشماتة ودعة السلام والفرح بالغنيمة ومخيم آل بيت الله

(1) اكمال الدين للصدوق ص 275 والغيبة للشيخ الطوسي ص 148 .
العباس عليه السلام119

طنبت عليه الكوارث والمحن ، فقد الحماة والخوف من الاعداء ، والاوام المبرح ، ونحيب ونشيج ، وشراخ وعولة .
والعقيلة في كل هذه الاحوال هي المهدئة لفورتهن والمسكنة لروعتهن فلم يشاهد منها عزم خائر ولا جأش مائر ولا صرخة عالية ولا ذهول عن أمر الحرم .
كيف وهي بقية أمير المؤمنين ونائبة الحسين على تلكم الاحوال والناهضة الكريمة الى مغزى أخيها والمتممة لقصده الراقي وامره الرشيد .
نعم اهمها من بين ذلك شيء رأته نظرت الى ابن أخيها السجاد يجود بنفسه حينما شاهد تلك الجثث الزواكي تصهرها الشمس فعظم عليها أمر الامام فأخذت تصبره وتسليه وهو الذي لا توازن بصبره الجبال وفيما قالت له : (ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي واخوتي فوالله ان هذا لعهد من الله الى جدك وأبيك وعمك ولقد أخذ الله ميثاق اناس من هذه الامة لا تعرفهم فراعنة هذه الارض وهم معروفون في أهل السموات انهم يجمعون هذه الاعضاء المتفرقة والجسوم المضرجة فيوارونها وينصبون بهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره ولا يعفو رسمه على مرور الليالي والأيام وليجتهدن أئمة الكفر واشياع

العباس عليه السلام120

الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره الا ظهوراً وامره الا علو)(1) .
وهل بعد هذا يبقى مجال للشك في موقفها من الثبات ومحلها من الطمأنينة ومبوئها من العظمة .
وان حديث الرواة لما وقفت على جسد أخيها وقالت : ( اللهم تقـبّل منّـا هـذا القربـان) (2) يدلنا على تبوئها عرش الجلالة وانها المأخوذ عليها الميثاق بتلك النهضة المقدسة كأخيها الحسين وان كان التفاوت محفوظاً بينهما حتى ان احدهما لما أتم النهوض بالعهد وخرج عن العدة بازهاق نفسه المطهرة نهض الآخر بما وجب عليه ومنه تقديم (الذبيح) الى ساحة الجلال الربوبي والتعريف به ثم طفقت سلام الله عليها ناهضة ببقية الشؤون التي وجبت عليها ولا استبعاد في ذلك بعد وحدة النور . وتفرد العنصر .
ثم هلم معي لنقرأ موقفها امام ابن مرجانة وقد احتشد المجلس بوجوه الكوفة واشرافها وهي امرأة عزلاء ليس معها الا مريض يعاني ألم القيود ونساء ولهى وصبية تئن فأفرغت عن لسان أبيها بكلام أنفذ من السهم واحد من شبا السيوف

(1) كامل الزيارة .
(2) الكبريت الاحمر ج 3 ص 17 عن الطراز المذهب .
العباس عليه السلام121

والقمت ابن مرجانة حجراً إذ قالت له : (هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج ثكلتك أمك يا ابن مرجانة .
وأوضحت للملأ المتغافل خبثه ولؤمه وانه لن يرحض عنه عارها وشنارها كما انها ادهشت العقول وحيرت الفكر في خطبتها بالناس والناس يومئذ حيارى يبكون لا يدرون ما يصنعون وانى يرحض عنهم العار بقتلهم سليل النبوة ومعدن الرسالة وسيد شباب أهل الجنة وقد خاب السعي وتبت الأيدي وخسرت الصفقة وباؤوا بغضب من الله وخزي في الآخرة ولعذاب الله أكبر لو كانوا يعلمون .
كما انها اظهرت أمام ابن ميسون اسرار نهضة أخيها الحسين وعرفت الامة طغيان يزيد وضلال أبيه وفظاعة أعمالهم وعظيم ما اقترفوه وفيما قالت له : «أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا اقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الاسارى ان بنا على الله هواناً وبك عليه كرامة . الى آخر كلامها»(1) .

(1) رواها احمد بن ابي طاهر طيفور من اعلام القرن الثالث في بلاغات النساء ص 21 النجف والخوارزمي في المقتل مخطوط والطبرسي في الاحتجاج ج 2 ص 308 والصدوق في الامالي ص 142 .
العباس عليه السلام122

ولهذه الفصاحة الدقيقة جاء بها شهيد العز والاباء الى العراق لعلمه ان الغاية التي يضحي بنفسه لأجلها ستذهب أدراج السلطة الغاشمة وتبقي الحقيقة مستورة على السذج لو لم يتعقبها لسان ذرب وان كل احد لا يستطيع في ذلك الموقف الحرج الذي تحفه سيوف الظلم ان يتكلم بالحقيقة مهما بلغ من المنعة في عشيرته الا العقيلة فانها التي تعلن بموبقات ابن مرجانة وابن معاوية وان ما جرى على ابن عفيف الازدي شاهد له .
كما انه عليه السلام كان على يقين وثقة باخبار جدّه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ان القوم وان بلغوا الخسة والغواية وتناهوا في الخروج عن سبيل الحمية لا يمدون الى النساء يد السوء وقد أنبأ سلام الله عليه عن هذا بقوله لهن ساعة الوداع «البسوا أزركم واستعدوا للبلاء واعلموا ان الله حاميكم وحافظكم وسينجيكم من شر الاعداء ويجعل عاقبة أمركم الى خير ويعذب أعاديكم بأنواع العذاب ويعوضكم عن هذه البلية بأنواع النعم والكرامة فلا تشكوا ولا تقولوا بألسنتكـم ما ينقص من قدركم»(1) .

(1) جلاء العيون للمجلسي .
العباس عليه السلام123

النبي صلى الله عليه وآله وسلم عما الصقوه بساحته من الاباطيل ولا قبح فيه عقلا كما لا يستهجنه العرف ويساعد عليه الشرع .
والمرأة وان وضع الله عنها الجهاد ومكافحة الاعداء وامرها سبحانه أن تقرّ في بيتها فذلك فيما إذا قام بتلك المكافحة ودافع عن قدس الشريعة غيرها من الرجال واما اذا توقف اقامة الحق ونصرة الدين عليها فقط كان الواجب النهوض بعبء ذلك كله كي لا تندرس آثار الحق وتذهب تضحية اولئك الصفوة دونه ادراج التمويهات ولذلك نهضت سيدة نساء العالمين للدفاع عن خلافة الله الكبرى حين أخذ العهد على سيد الأوصياء بالسكوت .
على ان الخضوع لناموس عصمة الامام في جميع أقواله وأفعاله الصادرة عنه طيلة حياته يحتم علينا الاذعان بأن ما صدر منه منبعث عن حكم الهي قرأه في الصحيفة الخاصة به التي يخبر الصادق عليه السلام عنها «ان لكل واحد منا صحيفة يعمل بما فيها» ويقول الامام الباقر فيتقدم علم من رسول الله قام عليّ والحسين وبعلم صمت من صمت منا كما انه عليه السلام أعلم بذلك جابر الانصاري حين قال له الا تصالح كما صالح اخوك الحسن فقال ان أخي فعل بأمر من الله ورسوله وأنا أفعل بأمر من الله ورسوله .

العباس عليه السلام124

فهذه الاحاديث تفيدنا نموذجاً من الاهتداء الى معرفة سير الامام في جميع أفعاله وانها ناشئة عن حكم ربانية لا يتطرق إليها الشك والريب وليس الواجب علينا الا التصديق بكل ما يصدر منه من دون ان يلزمنا الشرع أو العقل بمعرفة المصالح الباعثة على تلك الافعال الصادرة منه سواء كانت الافعال في العرف والعادة فظيعة جداً أم لا .

العباس عليه السلام125

أمّ البنين

هي فاطمة(1) بنت حزام(2) بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن .
1 ـ وأمّها ثمامة(3) بنت سهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب .
2 ـ وأمها عمرة بنت الطفيل بن مالك الاخرم بن جعفر بن كلاب .

(1) هذا في عمدة الطالب وفي تاريخ الخميس ج 2 ص 317 اسمها وايسي .
(2) في الاصابة ج 1 : ص 375 ومعارف ابن قتيبة ص 92 اثبته بالراء المهملة بعد الحاء وعند ابن جرير وابن الاثير وابي الفدا وغيرهم بالزاء المعجمة .
(3) سماها في عمدة الطالب ليلى .
العباس عليه السلام126

3 ـ وامها كبشة بنت عروة الرحال بن جعفر بن كلاب .
4 ـ وامها ام الخشف بنت أبي معاوية فارس الهرار بن عبادة بن عقيل بن كلاب .
5 ـ وامها فاطمة بنت جعفر بن كلاب(1) .
6 ـ وامها عاتكة بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وسماها في العمدة فاطمة .
7 ـ وامها آمنة بنت وهب بن عمير بن نصر بن قعين بن الحرث بن ثعلبة بن ذوان بن أسد بن خزيمة .
8 ـ وامها بنت جحدر بن ضبيعة الاغر بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن ربيعة بن نزار .
9 ـ وامها بنت ملك بن قيس بن ثعلبة .
10 ـ وامها بنت ذي الرأسين وهو خشين بن أبي عصم بن سمح بن فزارة وفي القاموس خشين بن لاي وفي تاج العروس لاي بن عصيم .
11 ـ وامها بنت عمر بن صرمة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن الريث بن غطفان .

(1) سماها في الاغاني ج 15 ص 50 خالدة .
العباس عليه السلام127

هذا ما ذكره أبو الفرج في المقاتل من جدّات أم البنين والدة العباس عليه السلام ومنه عرفنا آباءها واخوالها ويعرفنا التاريخ انهم فرسان العرب في الجاهلية ولهم الذكريات المجيدة في المغازي بالفروسية والبسالة مع الزعامة والسؤدد حتى اذعن لهمه الملوك وهم الذين عناهم عقيل بن أبي طالب بقوله : ليس في العرب اشجع من آبائها ولا أفرس .
وذلك مراد أمير المؤمنين من البناء على امرأة ولدتها الفحولة من العرب فان الآباء لا بد وان تعرق في البنين ذاتياتها وأوصافها فاذا كان المولود ذكراً بانت فيه هذه الخصال الكريمة وان كانت انثى بانت في أولادها والى هذا أشار صاحب الشريعة الحقة بقوله : الخال احد الضجيعين فتخيروا لنطفكم .
وقد ظهرت في أبي الفضل الشجاعتان الهاشمية التي هي الاربى والارقى فمن ناحية أبيه سيد الوصيين والعامرية فمن ناحية امه ام البنين .
فان من قومها أبا براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب جد ثمامة والدة أم البنين وهو الجد الثاني لام البنين قيل له ملاعب الاسنة لفروسيته وشجاعته لقبه بذلك حسان لما رآه يقاتل الفرسان وحده وقد احاطوا به قال ما هذا الا ملاعب

العباس عليه السلام128

الاسنة وقيل ان أوس بن حجر قال فيه(1)
يلاعب اطراف الاسنة عامر فراح لـه حظ الكتائب اجمع

وهو الذي استعانه ابن أخيه عامر بن الطفيل على منافرة علقمة بن علاثه بن عوف بن الاحوص لما تفاخرا على أن يسوق كل منهما مائة ناقة تكون لمن يحكم له ووضع كل منهما رهناً لمن أبنائهم على يد رجل من بني الوحيد .
فسمى الضمين الى اليوم وهو الكفيل ولما استعانه عامر دفع إليه نعليه وقال له استعن بهما في منافرتك فاني قد ربعت بهما أربعين مرابعاً(2) .
والمرباع ما يأخذه الرئيس من ربع الغنيمة دون اصحابه خالصاً لنفسه وذلك عندما كانوا يغزون في الجاهلية(3) وهذان النعلان من مختصات الرئيس التي يخرج بها في الايام الخاصة والا فلا مزية لهما حتى يستعين بهما على المنافرة .
ومنهم عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب

(1) رسالة بن زيدون بهامش الصفدي على لامية العجم ج 1 ص 130 .
(2) الاغاني ج 15 ص 50 وبلوغ الارب ج 1 ص 317 بغداد ورسالة ابن زيدون .
(3) القاموس والتاج .
العباس عليه السلام129

وهو أخو عمرة الجدة الأولى لام البنين كان عامر أسود أهل زمانه(1) واشهر فرسان العرب بأساً ونجدة وابعدها اسماً حتى بلغ ان قيصر اذا قدم عليه قادم من العرب قال ما بينك وبين عامر بن الطفيل فان ذكر نسباً عظم عنده وأرفده والا اعرض عنه ، وفد عليه علقمة بن علاثة فانتسب له قال له قيصر انت ابن عم عامر بن الطفيل فغضب علقمة ثم انه دخل على ملك الروم فقال له انتسب فانتسب له قال الملك انت ابن عم عامر بن الطفيل فغضب وخرج عنه(2) .
ومنهم عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب والد كبشة الجدة الثانية لام البنين كان وفاداً على الملوك وله قدر عندهم ومن هنا سمي الرحال وهو الذي اجاز لطيمة النعمان التي كان يبعث بها كل عام الى سوق عكاظ فقتله البراض بن قيس الكنائي واستاق العير وبسببه هاجت حرب الفجار بين حي خندف وقيس(3) .
ومنهم الطفيل فارس قرزل وهو والد عمرة الجدة الأولى لام البنين كان معروفاً بالشجاعة والفروسية وهو أخو ملاعب

(1) اغاني ج 15 ص 35 .
(2) سمط اللئالئ ج 2 ص 890 ومجمع الأمثال ج 2 ص 23 .
(3) بلوغ الارب ج 1 ص 142 .
العباس عليه السلام130

الاسنة وربيعة وعبيدة ومعاوية بنو جعفر بن كلاب يقال لامهم ام البنين وإياها عنى لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب لما وفد بنو جعفر على النعمان بن المنذر وكان سميره الربيع بن زياد العبسي فاتهموه بالسعي عليهم فلما غدوا على النعمان كان معهم لبيد وهو اصغرهم فرأوا النعمان يأكل مع الربيع فقال لبيد :
يا واهب الخير الجزيل من سعة نحن بنو ام البنيـن الاربعـة
ونحن خيـرعامر بن صعصعة المطعمون الجفنة المـدعدعة
الضاربون الهام وسط الخيضعة اليك جاوزنا بلاداً مسبـعـة
تخبر عـن هـذا خبيرا فاسمعه مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه
ان استه مـن بـرص ملمعـة وانه يـولـج فيهـا اصبعه(1)

(1) الى هنا من شواهد المغني للسيوطي ص 68 .

السابق السابق الفهرس التالي التالي