العباس عليه السلام338

زيارتك(1) ولكن الالفاظ الواردة عن أهل البيت يلزم الاحتفاظ بها لأنها اشتملت على ما يناسب مقام المزور من الخواص وما له من جهاد نافع في سبيل الدين مضافاً الى ما فيها من التأدب عند أداء السلام عليه .
فالقول الماثور من أهل البيت عليهم السلام في السلام عليهم أو على احد أولادهم أو أصحابهم راجح ومن هنا افتى صاحب الرسائل فيها وخاتمة المحدثين النوري في المستدرك باستحباب زيارة الحسين بالزيارة المأثورة وآدابها ولا خصوصية له على غيره من أئمة الهدى عليهم السلام وبذلك المناط يتسرى الى غيرهم .
ومن يقرأ ما ورد عن الامام الصادق في زيارة أبي الفضل بتدبر وامعان يعرف رجحان الاخذ بقوله عليه السلام وان الزاير مهما يبلغ من المعرفة والكمال لا يحيط خبراً بحقيقة أبي الفضل وما يليق بجليل قدره وعظيم منزلته ومن هنا كان الراجح للزائر عند زياة العباس ان يقف مواجهاً له مستدبراً القبلة كما هو الشأن في زيارة المعصومين وهو مقتضى التأدب أمام «قمر بني هاشم» فان زيارته ميتاً كزيارته حياً (والشهداء احياء عند ربهم يرزقون) ولا شك انه لو كان

(1) أسرار الشهادة ص 146 .
العباس عليه السلام339

حياً ودخل عليه الزائر فلا يسلم عليه الا مواجهاً له .
ويشهد لذلك ما في مزار البحار ص 165 عن المفيد وابن المشهدي والشهيد الأول انهم قالوا ان الزائر للعباس يقف أولاً على باب السقيفة ويستأذن للدخول فيقول سلام الله وسلام ملائكته . الخ . ثم يدخل وينكب على القبر ويقول السلام عليك أيها العبد الصالح . الخ . ثم ينحرف الى عند الرأس فيصلي ويدعو ويعود الى الضريح ويقف عند الرجلين ويقول السلام عليك يا أبا الفضل العباس الخ .
وقد يدعى ان هذه العبارة وما رواه ابن قولويه عن أبي حمزة الثمالي يقتضي الوقوف على قبر العباس من دون تخصيص بجهة من الجهات فان العبارة «ثم ادخل وانكب على القبر وقل ، الخ» ولم يبين كيفية الانكباب هل انه من جهة القبلة كما هو شأن زيارة الامام المعصوم أو من جهة عكسها أو من جهة الرجلين أو الرأس .
الا ان المنصرف من الاطلاق ارادة جهة القبلة خصوصاً لو كان الباب التي يدخل منها الى الروضة المطهرة في ذلك الزمان كما عليه اليوم وحينئذ تكون زيارة أبي الفضل على حدّ زيارة المعصوم مواجهاً له مستدبراً القبلة .

العباس عليه السلام340

فالتوقف عن رجحان مواجهته حال الزيارة في غير محله واستظهار المجلسي تخيير الوقوف في زيارته محل المناقشة فانه لم يرد عن الائمة خبر التفصيل بين المعصوم وغيره باستحباب المواجهة له في الأول واستقبال القبلة في الثاني .
وغاية ما ورد في زيارة الحسين وأبيه عليهما السلام مواجهة القبر وجعل القبلة بين كتفيه وهناك اخبار مطلقة بالوقوف على قبريهما كاطلاقها على قبري الجواديين والعسكريين والرضا عليهم السلام .
فلا تخصيص للمعصوم على غيره وما ورد في صفة زيارة أمير المؤمنين من استقبال القبلة ووضع اليد على القبر والتوقيع المروي في الاقبال عن صاحب الزمان عجل الله فرجه اذا أردت زيارة الشهداء فقف عند رجلي الحسين فاستقبل القبلة بوجهك فان هناك حومة الشهداء وقم وأشر الى علي بن الحسين وقل السلام عليك يا أول قتيل من نسل خير سليل . الخ .
اخص من المدعى على ان الاعتبار يشهد بأن السلام والثناء على المزور يستدعي مواجهته لا استدباره وكيف يكون الحال فأبو الفضل ممتاز عن ساير المؤمنين بخواص لا يأتي البيان على حصرها كيف وقد بلغ من الدرجات الرفيعة ما

العباس عليه السلام341

يغبطه عليها جميع الشهداء والصديقين وقد اعلمنا الامام الصادق بالزيارة التي علمها أبا حمزة الثمالي بأن لابي الفضل مكانة سامية ودرجات عالية لا ينالها الا اولوا العزم من الرسل فرجحان مواجهته عند السلام عليه متعين كما هو الحال في أئمة الهدى عليهم السلام وبذلك أفتى شيخنا الحجة الشيخ عبد الحسين مبارك قدس سره في بشارة الزائرين ثم قال : (ولعمر أبيه الطاهر صلوات الله وسلامه عليهما انه بذلك لحقيق جدير فانه ابن سيد الوصيين والمواسي ريحانة خير الخلق اجمعين صلى الله عليه وآله) .
ومن هنا كان بعض العارفين من العلماء الأعلام يقدم زيارة العباس على زيارة الحسين لأنه بابه في الحوائج وهو في محله وعليه العمل منذ عهد قديم وفي هذا يقول الاديب السيد مهدي الأعرجي رحمه الله :
قصدتك قبل ابن النبي محمد وادمع عينـي كالحيا في انسكابها
لأنك في كل الحوائـج بابـه وهل يقصدون الدار من غير بابها


العباس عليه السلام342

صلاة الزيارة

ان من الراجح المؤكد صلاة ركعتين بعد الفراغ من زيارة أبي الفضل عليه السلام ويشهد له ما في مزار البحار ص 165 عن مزار المفيد وابن المشهدي من الرواية عن الأئمة عليهم السلام في كيفية زيارته وبعدها قال ثم انحرف الى عند الرأس فصل ركعتين ثم صل بعدهما ما بدا لك .
وذكر السيد ابن طاووس في مصباح الزائر الصلاة ركعتين بعد الفراغ من الزيارة .
كما ان الشيخ المفيد وابن المشهدي وابن طاووس ذكروا في مزاراتهم عند زيارة العباس يوم عيد الفطر والاضحى وليلة عرفة ويومها الامر بركعتي الزيارة بعد الفراغ منها .
وجاء في زيارة الاربعين ان جابر الانصاري زار العباس

العباس عليه السلام343

بن أمير المؤمنين ثم صلى ركعتين ومن البعيد جداً ان يكون الحكم ممنوعاً منه عند الأئمة ولا يعلمه مثل جابر المتخرج من مدرستهم الكبرى او انه كان يغض الطرف عن هذا المنع بل ظاهر الفعل منه انهما ركعتي الزيارة وانه لما علمه من أئمته فسار على نهجهم .
وان من المستبعد جداً ان يثبت هؤلاء الاعاظم وهم عمد المذهب المنقبون في الآثار مثل هذه الوظائف من دون تخريج عن أئمتهم بحيث يتورطون في التشريع المحرم والبدعة التي لا تقال عثرتها (كلا وحاشا) بل لم يودعوا في كتبهم ومزاراتهم الا ما وقفوا عليه عن أئمتهم وان لم نحط به خبراً ككثير مما وقفوا عليه .
وقد ذكر السيد ابن طاووس في آخر مصباح الزائر ان ما وقع اختياره عليه في هذا الكتاب قد وصل على الوجه الذي استحسنه واعتمد عليه من جهة الرواية .
وذكر ابن المشهدي في أول مزاره ان ما اودعه في الكتاب ما حصل لديه من الروايات الواردة عن أئمة الهدى .
إذن فكيف يسعنا نسبة ما أودعوه في كتبهم الى محض آرائهم من دون تخريج عن أهل البيت .

العباس عليه السلام344

ولقد أفادنا بصيرة في تأكدي هذا شيخ المحققين الشيخ اسد الله الكاظمي قدس سره في (كشف القناع) ص 230 وحاصل ما ذكره ان من الجائز ان يحصل لبعض حملة اسرار الائمة العلم بقول الامام الغائب عن الابصار اما بنقل احد سفرائه سراً على وجه يفيد اليقين واما بتوقيعه ومكاتبته كذلك واما بالسماع منه عليه السلام مشافهة على وجه لا ينافي الرؤية في زمن الغيبة فلا يسعه التصريح بما حصله من الحكم على هذه الوجوه ولم يجد في الادلة ما يدل عليه ولم يكن مخصوصاً بذلك الحكم وممنوعاً عن اظهاره لسائر الناس فلا مندوحة حينئذ من اظهار هذا الذي اطلع عليه بصورة الاتفاق عليه والتسالم وهذا هو الأصل في كثير من الزيارات والاداب والاعمال المعروفة التي تداولت بين الامامية ولا مستند ظاهر من اخبارهم ولا من كتب قدمائهم الواقفين على آثار الائمة واسرارهم .
ومن ذلك ما رواه والد العلامة الحلي والسيد ابن طاووس عن السيد الكبير العابد رضي الدين محمد بن محمد الازدي الحسيني المجاور بالمشهد الاقدس الغروي عن صاحب الزمان في طريق الاستخارة بالسبحة وكما سمعه منه صلوات الله عليه ابن طاووس في السرداب وكدعاء العلوي

العباس عليه السلام345

المصري المعروف الذي علمه محمد بن علي العلوي الحسني المصري في حائر الحسين وقد أتاه في خمس ليال حتى تعلمه .
وهذا هو الاصل في كثير من الاقوال المجهولة القائل فيكون المطلع على قول الامام لما وجده مخالفاً لما عليه الامامية او معظمهم ولم يتمكن من اظهاره على وجهه وخشي ان يضيع الحق جعله قولاً ومن أقوالهم واعتمد عليه وافتى به من دون تصريح بدليله .
فتحصل من ذلك ان العلماء لم يدعوا في كتبهم حكماً من الاحكام من دون أن يعثروا عليه عن أئمتهم وقد يكون بطريق المشافهة من إمام العصر أرواحنا له الفداء فما ذكره المشايخ المتقدمون في مزاراتهم من صلاة ركعتي الزيارة بعد الفراغ من زيارة أبي الفضل لا ينبغي الوقفة في رجحانه عند أهل البيت اذ لعله وصل إليهم بالخصوص وان جهلنا طريق الوصول اليهم .
ولو تنازلنا عن ذلك لدلنا حديث ابي حمزة الثمالي المروي في كامل الزيارة ص 240 عن الامام الصادق الواردة في زيارة الحسين المشتملة على المقدمات والمقارنات الكثيرة وفيه قال الصادق .

العباس عليه السلام346

(فإذا فرغت فصل ما احببت الا ان ركعتي الزيارة لا بد منهما عند كل قبر) فانه اثبت بعمومه رجحان ركعتي الزيارة عند كل مزور وليس له مخصص يدفع العموم .
وخلو بعض الروايات الواردة في زيارة غير المعصومين من التعرض لركعتي الزيارة لا ينهض لمصادمة العموم فالعام محكم في موارده حتى يجيء المخصص المخرج .
كما ان خلو رواية ابي حمزة الثمالي الواردة في زيارة العباس عليه السلام عن ذكر صلاة الزيارة لا يدل على عدم المشروعية .
والتنصيص في زيارة المعصومين لا يدل على عدم المشروعية في غيرهم .
فهذا العموم وما ذكر في مزارات من تقدم ذكرهم من النص عليها كاف في المشروعية والرجحان .
فما حكي عن بعض معاصري العلامة المجلسي من منع صلاة الزيارة لغير المعصومين مستدلاً بخلو الاخبار الواردة في زياراتهم عنها في غير محله لما عرفت من الدليل عليه مضافاً الى ما حكاه المجلسي في مزار البحار ص 180 عن مؤلف المزار الكبير عن صفوان الجمال عن الصادق عليه

العباس عليه السلام347

السلام من الامر بصلاة ركعتي الزيارة بعد الفراغ من زيارة علي الأكبر ويتم في أبي الفضل بعدم القول بالفصل .
وفيه عن المزار الكبير ومزار الشهيد بعد ذكر زيارة مسلم بن عقيل قال ثم انحرف الى عند الرأس فصل ركعتين ثم صل بعدهما ما بدا لك وظاهره ان الركعتين للزيارة ولكنه نقل عن مزار السيد ابن طاووس التصريح بذلك فانه بعد الفراغ من الزيارة قال (ثم تقبل الضريح وتصلي صلاة الزيارة وتهدي ثوابها له ثم تودعه وتنصرف) .
وفي مزار البحار عند ذكره زيارة هاني بن عروة قال ثم صل صلاة الزيارة واهدها له وادع لنفسك بما شئت وودعه وانصرف .
وعلى ما تقدم من ان هؤلاء الاعلام لم يدعوا في مزاراتهم الا ما رووه عن أئمتهم أو وجدوه مروياً واعتمدوا عليه .
ويتضح لنا رجحان ركعتي الزيارة لمسلم وهاني على ان الاطلاق المذكور يشملهما .
فاذن في أبي الفضل عليه السلام بطريق أولى .

العباس عليه السلام348

تقبيل القبر

مما يدل على رجحان تقبيل قبر العباس بن أمير المؤمنين ما رواه في مزار البحار ص 180 عن مؤلف المزار الكبير عن صفوان الجمال عن الصادق وساق الزيارة للحسين الى ان قال ثم تأتي الى قبر العباس بن علي وتقول السلام عليك أيها الولي الى ان قال : (ثم تنكب على القبر وتقبله وتقول بأبي وأمي يا ناصر دين الله السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين السلام عليك يا ناصر الحسين الصديق السلام عليك يا شهيد ابن الشهيد السلام عليك منّي أبداً ما بقيت وصلى الله على محمد وآله وسلم) .
وفيه كفاية لمن يتطلب النص على المشروعية والرجحان ويضاف اليه ما ذكره المفيد وابن المشهدي وابن طاووس في مزاراتهم فانهم قالوا بعد الاستئذان ثم ادخل

العباس عليه السلام349

وانكب على القبر وقل السلام عليك أيها العبد الصالح . الخ .
ولهذا وأمثاله كان شيخ المحققين ونخبة المرتاضين مجدد المذهب في المائة الثانية عشر محمد باقر البهبهاني اذا دخل الى حرم ابي الفضل عليه السلام يقبل عتبة الباب كما يفعل في حرم سيد الشهداء عليه السلام(1) وفعل هذا المتبحر حجة وعمله اكبر برهان لمن يتبع الحق «افمن يهدي الى الحق احق أن يتبع»(2) .

(1) أسرار الشهادة ص 66 .
(2) سورة يونس ، آية : 35 .
العباس عليه السلام350

أولاده واحفاده

كان للعباس من الاولاد خمسة عبيد الله والفضل(1) والحسن(2) والقاسم(3) وبنتان(4) وعد ابن شهراشوب من الشهداء في الطف ولد العباس محمد فأما عبيد الله والفضل فامهما لبابة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وامها ام حكيم جويرية بنت خالد بن قرظ الكنانية .
كانت من أجمل النساء وأوفرهن عقلاً ولما قتل بسر بن

(1) اما عبيد الله فذكره اهل النسب والمقاتل واما الفضل فذكره صاحب الناسخ والوزير بهامش ص 84 مقاتل الطالبيين .
(2) ذكره الشيخ الفتوني في حديقة النسب ومعارف ابن قتيبة ص 96 امه ام ولد .
(3) ذكر عن بعض كتب المقاتل .
(4) حدائق الانس .
العباس عليه السلام351

ارطأة ولديها عبد الرحمن وقثم وكانا صبيين صغيرين وهي تنظر إليهما فقدت الصبر واخذها الوجد فكانت تدور في البيت ناشرة شعرها وتقول في رثائهما(1) .
يا من احس بـابنـي اللـذين هما كالدرتين تشظى عنهمـا الصدف
يا من احـس بابنـي اللذيـن هما سمعي وقلبي فمخي اليوم مختطف
نبئت بسراً وما صدقت ما زعموا من قولهم ومن الافك الذي اقترفوا
انحي على ودجـي ابنـي مرهفة مشحـوذة وكـذاك الافك يقترف
حتى لقيـت رجـالاً من ارومته شم الانـوف لهم في قولهم شرف
فالآن العن بسـراً حـق لعنتـه هذا لعمر ابي بسـر هـو السرف
من ذل والهـة حـرى مولهـة على صبيين ضلا اذ غـدا السلف

فسمع قولها هذا رجل من أهل اليمن فرق لها واتصل

(1) مروج الذهب ج 2 ص 66 .
العباس عليه السلام352

ببسر حتى وثق به ثم احتال لقتل ابني بسر فخرج بهما الى وادي أوطاس فقتلهما وهرب وقال(1) .
يا بسر بسر بني ارطأة ما طلعت شمس النهار ولا غابت على الناس
خير من الهاشميين الـذيـن هم عين الهدى وسمام الاسـوق القاسي
ماذا أردت الى طفلـي مولـهة تبكي وتنشد من اثكلـت فـي الناس
أما قتلتهما ظلماً فقـد شرقـت من صاحبيـك قناتي يـوم أوطاس
فاشرب بكأسهما ثكلى كما شربت أم الصبييـن او ذاق ابـن عبـاس

ولما بلغ قتلهما أمير المؤمنين دعا على بسر فقال اللهم اسلبه دينه وعقله فخرف بسر حتى كان يلعب بخرئه ويقول لمن حضر انظروا كيف يطعمني هذان الغلامان ابنا عبيد الله هذا الخرء فشدوا يديه الى ورائه ليمنع من ذلك فانجا يوماً في مكانه واهوى بفمه ليتناول منه فمنع منه فقال انتم تمنعوني وعبد الرحمن وقثم يطعماني وبقي على هذا حتى مات في

(1) الاغاني ج 15 ص 45 .
العباس عليه السلام353

سنة 86 هجرية أيام الوليد بن عبد الملك(1) .
خلف على لبابة بعد أبي الفضل عليه السلام زيد بن الحسن بن أمير المؤمنين فأولدها نفيسة تزوجها الوليد بن عبد الملك بن مروان(2) .
فولدت له ولداً فكان زيد بن الحسن يفد الى الوليد ويجلس معه على السرير ويكرمه لمكان ابنته عنده ووهب له ثلاثين ألف دينار دفعة واحدة(3) .
وخلف عليها بعد زيد بن الحسن الوليد بن عتبة بن أبي سفيـان فـولدت له القاسم(4) .
واتفق أرباب النسب على انحصار عقب العباس ابن أمير المؤمنين في ولده عبيد الله وزاد الشيخ الفتوني العقب للحسن بن العباس وكان عبيد الله من كبار العلماء موصوفاً بالجمال والكمال والمروة مات سنة 155 هجرية(5) .
تزوج من ثلاث عقائل كرام رقية بنت الحسن بن علي

(1) مروج الذهب ج 2 ص 155 .
(2) تذكرة السبط ص 223 .
(3) سر السلسلة .
(4) المجدي .
(5) المجدي .
العباس عليه السلام354

وبنت معبد بن عبد الله بن عبد المطلب وبنت المسور بن مخرمة الزبيري(1) ولعبيد الله هذا منزلة كبيرة عند السجاد كرامة لموقف أبيه (قمر بني هاشم) وكان إذا رأى عبيد الله رق واستعبر باكياً فاذا سئل عنه قال اني اذكر موقف ابيه يوم الطف فما املك نفسي .
وانحصر عقب عبيد الله في ولده الحسن وكان لأم ولد عاش سبعاً وستين سنة أولد الحسن بن عبيد الله بن العباس خمسة 1 ـ الفضل . 2 ـ حمزة . 3 ـ إبراهيم . 4 ـ العباس . 5 ـ عبيد الله وكلهم اجلاء فضلاء ادباء .
فأما الفضل فكان لسناً متكلماً فصيحاً شديد الدين عظيم الشجاعة محتشماً عند الخلفاء ويقال له ابن الهاشمية(2) اعقب من ثلاثة جعفر والعباس الاكبر ومحمد ولكل منهم أولاد فيهم الادباء(3) .
فمنهم أبو العباس الفضل بن محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس كان خطيباً شاعراً وقع عقبه الى قم وطبرستان وله أبيات في موقف جده العباس يوم

(1) ذخيرة الدارين .
(2) المجدي .
(3) عمدة الطالب : ص 357 .
العباس عليه السلام355

الطف نذكرها في فصل المديح .
وأما حمزة فيشبه جده أمير المؤمنين خرج توقيع المأمون بخطه وفيه يعطي لحمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن أمير المؤمنين ألف درهم لشبهه بجده أمير المؤمنين تزوج زينب بنت الحسين بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار المعروف بالزينبي نسبة الى امه زينب بنت أمير المؤمنين وكان حفيده محمد بن علي بن حمزة متوجهاً شاعراً نزل البصرة وروي الحديث عن الرضا وغيره مات سنة 286(1) وسيأتي في ترجمة ابن اخيه الحمزة صاحب المشهد بقرب الحلة ان ام صاحب الزمان التجأت الى بيته وترجمه الخطيب في تاريخ بغداد ج 2 ص 63 وقال كان راوية للاخبار وهو صدوق وله الرواية عن جماعة كثير وفي تهذيب التهذيب ج 9 ص 352 وصفه بالعلوي البغدادي ونقل عن ابن أبي حاتم انه صدوق ثقة .
وأما إبراهيم ويعرف بجردقة كان من الفقهاء الادباء والزهاد وابنه علي احد الاجواد له جاه وشرف مات سنة 264 أولد تسعة عشر ولداً ومن احفاده ابو الحسن علي بن يحيى بن علي بن ابراهيم جردقة كان خليفة أبي عبد الله بن الداعي

(1) عمدة الطالب ص 358 .

السابق السابق الفهرس التالي التالي