أبا صالـح ان الـعـزا لمحـرم |
|
ومنكم بنو الزهرا استحل به الدم |
لكم بين اضـلاعـي مواقد لوعة |
|
بذكر رزاياكم تشـب وتـضرم |
تزاحم في فكـري اذا رمت عدها |
|
رزاياكم الجلـى فأبكـى وأوجم |
وما انس من شيء فلا انس وقعة |
|
تهد لها السبع الطبـاق وتهـدم |
وقد جددت حزنـي ولم يك مخلقاً |
|
غداة استهلت ادمعـي والمحرم |
اصاب بهـا مـن كربلا قلب احمد |
|
وقلـب علـي والبتـولـة اسهـم |
غداة بنوه الغـر فـي نصـر دينه |
|
سرت ونهار العدل بالحـور مظلم |
بفتيان صدق فـي الحفيظـة يممت |
|
ركاب العلى في ظعنهم حيث يمموا |
تطالـع اقـمـاراً بهـم واهـلـة |
|
اذا اسفـروا في موكـب وتلثـموا |
و ان صـرت الهيجـاء ناباً تراهم |
|
اسـوداً فـأفيـاء الضبـا تتـأجم |
و ان فل حد السيف امضاه عزمهم |
|
بأمضى شبـا منهـم فـلا يتكتـم |
و تهوي المنايـا للهـوان كأنـمـا |
|
المنايا لهـا دون الـدنيـة مغنـم |
ميامين يـوم السلـم لكـن يـومهم |
|
على من دنا بالشـؤم منهـم لأشأم |
قد ادرعوا درعاً جديـداً واخـروا |
|
من الصبر أقوى منه نسجاً واحكم |
وماراع جيش الكفـر الا عصـابة |
|
حداها من الايمان جيش عـرمرم |
حجازيـة نحـو العـراق ومنجـد |
|
ثناهـا باجـواز الفيـافي ومتهم |
بأجسامها في عرصة الطف عرست |
|
وارواحها في عالم القـدس عوم |
تضاحك بشـراً بالمنـون كانـمـا |
|
الحياة عـذاب والمنـون تنعـم |
وترقص شـوقـاً للـقـاء قلوبهـا |
|
اذا اخذت فـي ذكـرهـا تترنم |
وان بزغ النـور الإلـهـي بينهـا |
|
ترى البدر حفت فيه بالسعد انجم |
لقد ثبتـوا للذب عنـه بمـوقـف |
|
يشيب به طفل القضـاء ويهرم |
وتذهل امـلاك السـمـاء لـوقعه |
|
وبذبل منـه يـذبـل ويلمـلـم |
ولما قضوا في حلبة المجـد حقها |
|
وحق لها نحو الجنـان التقـدم |
تهاووا فقل زهر النجـوم وتهافتت |
|
واهووا فقل شم الرواسـي تهدم |
بحرب على اعوان حرب قد انكفى |
|
صواعق من قرع الاسنة تضرم |
تعثر فـيه بالجمـاجـم خـيلهـم |
|
واجسامها للطير والوحش مطعم |
وتعبـس مـن خـوف وجوه امية |
|
اذا كر (عباس) الوغـى يتبسـم |
أبو الفضل تأبى غيره الفضل والابا |
|
أباً فهو اما عنـه أو فيـه يرسم |
عليم بتـأويـل المنـيـة سيـفـه |
|
نزول على من بالكريهـة معلـم |
ويمضي الى الهيجاء مستقبل العدى |
|
بماضي به أمـر المنـيـة مبرم |
وان عاد ليـل الحرب بالنقع أليلاً |
|
فيـوم عـداه منـه بالشـر أيوم |
وان سمع الاطفـال تصرخ للظما |
|
تصارخ منه الجحـفـل المتضمم |
وصال عليهم صولة الليث مغضباً |
|
يحمحم من طول الطـوى ويدمدم |
وراح لورد المستقى حـامل السقا |
|
واصدر عنه وهو بالمـاء مفـهم |
ومذ خاض نهــر العلقمـي تذكر |
|
الحسـين فـولى عنـه والـريـق علقــم |
واضحى ابن ساقي الحوض سقا بن |
|
أحمد يروي عطاشا المصطفى الطهر إن ظموا |
ولما أبى منـك الابـاء تـأخـراً |
|
وان أبـا الـفــضـل الــذي يـتـقـدم |
بهم حسمـت يمنـاك ظلمـا ولم |
|
اخل يمين القضا في صـارم الشـرك تحسم |
وان عمود الفضل يخسـف هامه |
|
عـمـود حـديـد للـضـلالـة يـدعــم |
وحين هوى اهـوى اليـه شقيقه |
|
يشـق صـفـوف المـخـلـدي ويـحطـم |
فألفاه مقطوع اليديـن معـفـراً |
|
يـفـور مـن مـخسـوف هـامتـه الـدم |
فقال اخي قد كنت كبش كتيبتي |
|
وجـنـة بـأس حـيـن ادهـى وادهــم |
فمن ناقع حر القلوب من الظما |
|
ومن دافـع شـر الـعـدى يـوم تهـجـم |
ومن يكشف البلوى ومن يحمل اللوا |
|
ومن يدفع اللأوي ومـن يتقحـم |
رحلـت وقد خلفتني يا ابن والـدي |
|
اغاض بأيدي الظالمين واهضـم |
احاطت بي الاعداء من كل جانـب |
|
ولا ناصـر الاسنـان ولـهـذم |
فما زال ينعـاه وينــدب عنـده |
|
الى ان افـاض البقعة الدمع والدم |
واقبل محني الضلوع الـى النسـا |
|
يكفكف عنها الدمـع والدمع يسجم |
ولاحت عليـه للـرزايـا دلائـل |
|
تبـيـن لهـا لكـنـه يتـكـتـم |
واقدم فـرداً للكـريـهـة ليثهـا |
|
وسبعون ألفاً عنه في الكر احجموا |
فتحسب عزرائيـل صـاح بسيفه |
|
عليهم ففروا مـن يديـه واهزموا |
وقل غضب الجبار دمدم صاعقاً |
|
بمنحوس ذياك الوجود واعـدموا |
ولما اعاد البـر بحـراً جـواده |
|
السفين به لكنما المـوج عـنـدم |
نمت عـزمه البقيـا عليه فما انثنوا |
|
ورق علـى مـن لا يـرق ويرحم |
وقـام لسـان الله يخطـب واعـظاً |
|
فصموا لماعـن قـدس انواره عموا |
وقال انسبوني من انا اليوم وانظروا |
|
حلالاً لكـم منـي دمـي أو محـرم |
فمـا وجـدوا الا السهـام بنحـره |
|
تراش جـوابـاً والعـوالـي تقـوم |
ومذ أيقن السبط انمحـى ديـن جده |
|
ولم يبق بين الناس في الارض مسلم |
فدى نفسه فـي نصرة الدين خائضاً |
|
عن المسلميـن الغـامـرات ليسلموا |
وقـال خذيـنـي ياحتوف وهاك يا |
|
سيوف فأوصالـي لك اليـوم مغنـم |
وهيهات ان اغدوا على الضيم حائماً |
|
ولو لي على جمـر الاسنـة مجثـم |
وكر وقد ضاق الفضا وجرى القضا |
|
وسال بوادي الكفـر سيـل عرمرم |
ومذ خـر بالتعظـيـم لله سـاجداً |
|
له كبروا بين السيـوف وعظـمـوا |
وجـاء اليـه الشمـر يـرفع رأسه |
|
فقام به عنـه السنـان المـقـوم |
وزعزع عرش الله وانحـط نـوره |
|
فأشرق وجه الارض والكون مظلم |
ومذمال قطب الكون مـال واوشك |
|
انقلابا يميـل الكـائنـات ويعـدم |
وحين ثوى في الارض قر قرارها |
|
وعادت ومن اوج السما وهي اعظم |
فلهفي له فـرداً عليـه تـزاحمت |
|
جموع العدى تـزداد جـهلاً فيحلم |
لهفـي له ضـام يجـود وحـوله |
|
الفرات جرى طام وعنـه يـحرم |
ولهفي له ملقـى وللخيـل حـافر |
|
يجول على تلك الضلـوع وينسـم |
ولهفي على اعضـاك يا ابن محمد |
|
توزع في اسيـافهـم وتـسـهـم |
فجسمـك ما بيـن السيوف موزع |
|
ورحلك ما بيـن الاعـادي مقسم |
فلهفي على ريحانـة الطهر جسمه |
|
لكل رجيـم بالحجـارة يـرجـم |
أبو الابـاء وابـن بجدة اللقـا |
|
رقى من العلياء خيـر مرتقى |
ذاك أبو الفضل أخـو المعالـي |
|
سلالة الجـلال والجـمـال |
شبل علي ليث غابـة الـقـدم |
|
ومن يشابه ابـه فـما ظـلم |
صنو الكريمين سليلـي الهـدى |
|
علماً وحلماً شرفـاً وسـؤددا |
وهو الزكي فـي مدارج الكرم |
|
هو الشهيد في معـارج الهمم |
وارث من حاز مواريث الرسل |
|
أبو العقـول والنفوس والمثل |
وكيف لا وذاتـه القـدسـيـة |
|
مجموعة الفضائـل النفسـية |
عليـه أفلاك المعالـي دائـرة |
|
فانه قطـب محـيـط الدائرة |
له مـن العلـيـاء والمـآثـر |
|
ما جل ان يخطر في الخواطر |