العباس عليه السلام395

المديح والرثاء

من الواضح الذي لا يرتاب فيه ان نظم الشعر في أي رجل تعريف به واحياء لذكره واقامة لامره فان آثار الرجال مهما كبرت في النفوس وعظم أمرها قد يهمل ذكرها بمرور الزمن وتباعد العهد فيغفل عن تلك المآثر ويتناسى ما لها من أهمية كبرى ولما كان القول المنظوم اسرع تأثيراً في الاصاخة لرغبة الطباع اليه فتسير به الركبان وتلوكه الاشداق وتتحفظ به القلوب وتتلقاه جيلاً بعد جيل وتأخذه امة بعد امة حتى يرث الله الأرض ومن عليها فتلتفت الى ذلك الفضل المتقادم وقد حفظ لنا الادب العربي كثيراً من قضايا الامم وسيرها وحروبها في الجاهلية والاسلام .
وبما ان ذكرى أهل البيت قوام الدين وروح الاصلاح وبهاتدرس تعاليمهم ويقتفي آثارهم طفق أدباء هذه الامة يذكرون ما لهم من فضل كثار وما جرى عليهم من المصائب ولاقوا

العباس عليه السلام396

في سبيل احياء الدين من كوارث ومحن لان في ذلك احياء أمرهم (ورحم الله من أحيى أمرهم ودعا الى ذكرهم) وقد تواتر الحث من الائمة المعصومين على نظم الشعر فيهم مدحاً ورثاء بحيث عدّ من أفضل الطاعات .
ولم يعهد من الائمة الطاهرين مع تحفظهم على التقية والزام شيعتهم بها تثبيط الشعراء عن المكاشفة في حقهم واظهار باطل المناوئين مع أن في الشعراء من لا يقر له قرار ولا يأويه مكان فرقاً من اعداء أهل البيت لمحض مجاهرتهم بالولاء والدعوة الى طريقة أبناء الرسول صلوات الله عليه كالكميت ودعبل الخزاعي ونظرائهما بل كان الأئمة يؤكدون ذلك بالتحبيذ وادرار المال عليهم واجزال الهبات لهم وذكر المثوبات وليس ذلك الا لأن المكاشفة ادخل في توطيد اسس الولاية وعامل قوي لنشر الخلافة الحقة حتى لا يبقى سمع الا وقد طرقه الحق الصراح ثم تتلقاه الاجيال الآتية كل ذلك حفظاً للدين عن الاندراس ولئلا تذهب تضحية آل الله في سبيله ادراج التمويهات .
ولولا نهضة اولئك الافذاذ من رجالات الشيعة للذب عن قدس الشريعة بتعريض أنفسهم للقتل كحجر بن عدي وعمرو بن الحمق ورشيد وميثم التمار وأمثالهم ومجاهرة الشعراء بما قدم به الاطهار من أهل البيت النبوي لما عرفت

العباس عليه السلام397

الاجيال المتعاقبة صراح الحق .
ومما ورد من الحث على النظم الشعر مدحاً ورثاءاً قولهم عليهم السلام «من قال فينا بيتاً من الشعر بنى الله له بيتاً في الجنة وفي آخر حتى يؤيد بروح القدس» .
وفي ثالث «ما قال فينا مؤمن شعراً يمدحنا الا بنى الله له في الجنة مدينة أوسع من الدنيا سبع مرات يزوره فيها كل ملك مقرب ونبيّ مرسل» .
وقال أبو جعفر الباقر للكميت لما انشده (من لقلب متيم مستهام) القصيدة : «لا تزال مؤيداً بروح القدس ما دمت تقول فينا» .
واذن الامام الجواد عليه السلام لعبد الله بن الصلت ان يندبه ويندب أباه الرضا عليه السلام .
وكتب إليه أبو طالب أبياتاً يستأذنه فيها في رثاء أبيه الرضا فقطع أبو جعفر الابيات وكتب إليه «أحسنت وجزاك الله خيراً» .
وتقدم في ص 172 مدح الصادق لمن يرثي لهم ويمدحهم .
وحسب الشاعر ان يترتب على عمله البار هاتيك

العباس عليه السلام398

المثوبات الجزيلة التي تشف عن ان ما يصفه بعين الله سبحانه حتى يبوأه الجليل عز شأنه من الخلد حيث يشاء وتزدان به غرف الجنان ولا بدع فانه بهتافه ذلك معدود من أهل الدعوة الالهية المعلنين لكلمة الحق وتأييد الدين فهو بقوله الحق يرفع دعامة الاصلاح وتشييد مبانيه ويطأ نزعة الباطل باخمص الهدى ويقم اشواكه المتكدسة امام سير المذهب ويلحب طريقه الواضح فحياهم الله من دعاه الى مراضيه .
وبما أن أبا الفضل العباس من اولئك الاطهار الذين بهم تمت الدعوة الالهية وعلت كلمة الله العليا بازهاق نفوسهم المقدسة حتى قضوا كراماً طيبين مضافاً الى ما حواه من صفات الجلال والجمال مما أوجب أن يغبطه الصديقون على ما منحه الباري سبحانه عوض شهادته .
بادر من كهربه الولاء الخالص طلباً لذلك الاجر الجزيل بنظم مديحه ورثائه وأول من رثاه امه أم البنين كما في مقاتل الطالبيين فانها كانت تخرج الى البقيع تندب أولادها اشجى ندبة واحرقها فيجتمع الناس لسماع ندبتها وكان مروان يجيء لذلك فلا يزال يبكي فمن رثائها فيهم .

العباس عليه السلام399

لا تـدعونـي ويك ام البنين تذكرونـي بليـوث العـرين
كانت بنـون لـي ادعى بهم واليوم اصبحت ولا مـن بنين
أربعة مثـل نسـور الـربى قد واصلوا الموت بقطع الوتين
تنازع الخـرصان اشلاءهم فكلهـم امسـى صريعاً طعين
يا ليت شعري اكما اخبـروا بأن عباسـاً قطيـع الـوتيـن

وقولها الآخر :
يا من رأى العباس كر علـى جماهير النقد
ورواه من أبناء حيدر كل ليـث ذي لبـد
نبئت ان ابني اصيب برأسه مقطـوع يد
ويلي على شبلي امال برأسه ضرب العمد


العباس عليه السلام400

لو كان سيفك في يد يك لما دنا منه احد

ورثاه حفيده الفضل بن محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن أمير المؤمنين على ما في (المجدي) .
اني لاذكـر للعبـاس مـوقفـه بكربلاء وهام القـوم يختـطـف
يحمي الحسين ويحميه على ظمأ ولا يولي ولا يثـنـي فمختلـف
ولا أرى مشهـداً يوماً كمشهده مع الحسين عليه الفضل والشرف
أكرم به مشهـداً بانـت فضيلته وما اضاع لـه افعـالـه خلـف

وحكى الشيخ الجليل العلامة ميرزا عبد الحسين الاميني في كتاب (الغدير) ج 3 ص 5 عن روض الجنان في نيل مشتهى الجنان المطبوع للمؤرخ الهندي اشرف علي ان الفضل بن الحسن المذكور قال في جده العباس عليه السلام .

العباس عليه السلام401

احق الناس ان يبكى عليه فتى أبكـى الحسين بكربلاء
اخوه وابـن والـده علي أبو الفضل المضرج بالدماء
ومن واساه لا يثنيه شيء وجاد له علـى عطش بماء

وهذه الأبيات نسبها أبو الفرج في المقاتل الى الشاعر ونسبها السيد الحجة المتتبع السيد عبد الله شبر قدس سره في جلاء العيون الى الحسين عليه السلام .
وقد رثى أبا الفضل العباس جماعة كثيرة من الفضلاء الادباء والعلماء البارعين لو جمعت لكانت مجلداً ضخماً ولعل فيض أبي الفضل يشملنا فنخرجها الى القراء بالقريب العاجل وفي هذا الكتاب نذكر ما يتحمله منها .
ومن جيد ما رثي به قصيدة الشاعر الشهير الحاج هاشم بن حردان الكعبي الدروقي المتوفي سنة 1231 هـ وهي مثبتة في ديوانه المطبوع في النجف وفي كشكول الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق في الفقه ج 2 ص 392 وفي الدر النضيد للعلامة السيد محسن الامين ومطلعها :

العباس عليه السلام402

هل ام طوق كذات الطوق في السلم نحـن شوقاً الى أيامنـا القـدم

الى أن يقول :
يوم أبـو الفضـل تدعوا الظاميات به والماء تحـت شبـا الهنديـة الخذم
والخيل تصطك والزعف الدلاص على فرسانها قـد غدت نـاراً على علم
واقبل الليث لا يلـويـه خـوف ردى بادي البشاشـة كالمدعــو للنعـم
يبدو فيغدو صميـم الجمـع منصدعا نصفين ما بين مطـروح ومنهـزم

ورثاه العلامة الشيخ محسن آل الشيخ خضر المتوفي حوالي سنة 1303 .
فلله زيـنـب اذ تسـتـغيـث أبا الفضل يا كهف عزي المهابا
ويا ليث قومي اذا الخطب ناب وكشـرت الحـرب سنـاً ونابا
اتتركنـي نصـب عيـن العدو تنتهب القوم رحلـي انتـهـاباً


العباس عليه السلام403

ولله مقـولهـا اذ تـقـول ينشعب القلب منـه انشعاباً
عذرتك يا ابن أبي فالحميم بكفيه يحمي اذا الخطب نابا
فشلت اكـف علـوج برت يمينك اذ يسلبونـي النقـابا
وذاب عمود حديـد رماك واخطأ سهم حشـاك اصابا

ورثاه شاعر أهل البيت في عصره السيد حيدر الحلي المتوفي سنة 1304 هـ وهي مثبتة في ديوانه مطلعها .
حلولك في محل الضيم داما وحدّ السيف يأبى أن نضاما

ورثاه العلامة السيد جعفر الحلي المتوفي سنة 1315 هـ وقد ابدع فيها وهي مثبتة في ديوانه المطبوع في صيدا وفي منير الاحزان والدر النضيد مطلعها .
وجه الصباح عليّ ليل مظلم وربيع أيامي عليَّ محرم

وفي ص 99 وص 153 وص 150 ذكرنا أبياتاً منها .

العباس عليه السلام404

ورثاه الحاج محمد رضا الازري ومطلعها :
اوما اتاك حديث وقعة كربلاء اني وقد بلغ السماء قتامها

طبعت في منير الاحزان للعلامة الشيخ شريف الجواهري وفي الدر النضيد .
ورثاه الامام الحجة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ادام الله ظله(1) .
أبا صالـح ان الـعـزا لمحـرم ومنكم بنو الزهرا استحل به الدم
لكم بين اضـلاعـي مواقد لوعة بذكر رزاياكم تشـب وتـضرم
تزاحم في فكـري اذا رمت عدها رزاياكم الجلـى فأبكـى وأوجم
وما انس من شيء فلا انس وقعة تهد لها السبع الطبـاق وتهـدم
وقد جددت حزنـي ولم يك مخلقاً غداة استهلت ادمعـي والمحرم


(1) نقلتها من كتاب سوانح الافكار في منتخب الاشعار تأليف الفاضل المهذب الخطيب السيد محمد جواد شبّر .
العباس عليه السلام405

اصاب بهـا مـن كربلا قلب احمد وقلـب علـي والبتـولـة اسهـم
غداة بنوه الغـر فـي نصـر دينه سرت ونهار العدل بالحـور مظلم
بفتيان صدق فـي الحفيظـة يممت ركاب العلى في ظعنهم حيث يمموا
تطالـع اقـمـاراً بهـم واهـلـة اذا اسفـروا في موكـب وتلثـموا
و ان صـرت الهيجـاء ناباً تراهم اسـوداً فـأفيـاء الضبـا تتـأجم
و ان فل حد السيف امضاه عزمهم بأمضى شبـا منهـم فـلا يتكتـم
و تهوي المنايـا للهـوان كأنـمـا المنايا لهـا دون الـدنيـة مغنـم
ميامين يـوم السلـم لكـن يـومهم على من دنا بالشـؤم منهـم لأشأم
قد ادرعوا درعاً جديـداً واخـروا من الصبر أقوى منه نسجاً واحكم
وماراع جيش الكفـر الا عصـابة حداها من الايمان جيش عـرمرم


العباس عليه السلام406

حجازيـة نحـو العـراق ومنجـد ثناهـا باجـواز الفيـافي ومتهم
بأجسامها في عرصة الطف عرست وارواحها في عالم القـدس عوم
تضاحك بشـراً بالمنـون كانـمـا الحياة عـذاب والمنـون تنعـم
وترقص شـوقـاً للـقـاء قلوبهـا اذا اخذت فـي ذكـرهـا تترنم
وان بزغ النـور الإلـهـي بينهـا ترى البدر حفت فيه بالسعد انجم
لقد ثبتـوا للذب عنـه بمـوقـف يشيب به طفل القضـاء ويهرم
وتذهل امـلاك السـمـاء لـوقعه وبذبل منـه يـذبـل ويلمـلـم
ولما قضوا في حلبة المجـد حقها وحق لها نحو الجنـان التقـدم
تهاووا فقل زهر النجـوم وتهافتت واهووا فقل شم الرواسـي تهدم
بحرب على اعوان حرب قد انكفى صواعق من قرع الاسنة تضرم


العباس عليه السلام407

تعثر فـيه بالجمـاجـم خـيلهـم واجسامها للطير والوحش مطعم
وتعبـس مـن خـوف وجوه امية اذا كر (عباس) الوغـى يتبسـم
أبو الفضل تأبى غيره الفضل والابا أباً فهو اما عنـه أو فيـه يرسم
عليم بتـأويـل المنـيـة سيـفـه نزول على من بالكريهـة معلـم
ويمضي الى الهيجاء مستقبل العدى بماضي به أمـر المنـيـة مبرم
وان عاد ليـل الحرب بالنقع أليلاً فيـوم عـداه منـه بالشـر أيوم
وان سمع الاطفـال تصرخ للظما تصارخ منه الجحـفـل المتضمم
وصال عليهم صولة الليث مغضباً يحمحم من طول الطـوى ويدمدم
وراح لورد المستقى حـامل السقا واصدر عنه وهو بالمـاء مفـهم


العباس عليه السلام408

ومذ خاض نهــر العلقمـي تذكر الحسـين فـولى عنـه والـريـق علقــم
واضحى ابن ساقي الحوض سقا بن أحمد يروي عطاشا المصطفى الطهر إن ظموا
ولما أبى منـك الابـاء تـأخـراً وان أبـا الـفــضـل الــذي يـتـقـدم
بهم حسمـت يمنـاك ظلمـا ولم اخل يمين القضا في صـارم الشـرك تحسم
وان عمود الفضل يخسـف هامه عـمـود حـديـد للـضـلالـة يـدعــم
وحين هوى اهـوى اليـه شقيقه يشـق صـفـوف المـخـلـدي ويـحطـم
فألفاه مقطوع اليديـن معـفـراً يـفـور مـن مـخسـوف هـامتـه الـدم
فقال اخي قد كنت كبش كتيبتي وجـنـة بـأس حـيـن ادهـى وادهــم
فمن ناقع حر القلوب من الظما ومن دافـع شـر الـعـدى يـوم تهـجـم


العباس عليه السلام409

ومن يكشف البلوى ومن يحمل اللوا ومن يدفع اللأوي ومـن يتقحـم
رحلـت وقد خلفتني يا ابن والـدي اغاض بأيدي الظالمين واهضـم
احاطت بي الاعداء من كل جانـب ولا ناصـر الاسنـان ولـهـذم
فما زال ينعـاه وينــدب عنـده الى ان افـاض البقعة الدمع والدم
واقبل محني الضلوع الـى النسـا يكفكف عنها الدمـع والدمع يسجم
ولاحت عليـه للـرزايـا دلائـل تبـيـن لهـا لكـنـه يتـكـتـم
واقدم فـرداً للكـريـهـة ليثهـا وسبعون ألفاً عنه في الكر احجموا
فتحسب عزرائيـل صـاح بسيفه عليهم ففروا مـن يديـه واهزموا
وقل غضب الجبار دمدم صاعقاً بمنحوس ذياك الوجود واعـدموا
ولما اعاد البـر بحـراً جـواده السفين به لكنما المـوج عـنـدم


العباس عليه السلام410

نمت عـزمه البقيـا عليه فما انثنوا ورق علـى مـن لا يـرق ويرحم
وقـام لسـان الله يخطـب واعـظاً فصموا لماعـن قـدس انواره عموا
وقال انسبوني من انا اليوم وانظروا حلالاً لكـم منـي دمـي أو محـرم
فمـا وجـدوا الا السهـام بنحـره تراش جـوابـاً والعـوالـي تقـوم
ومذ أيقن السبط انمحـى ديـن جده ولم يبق بين الناس في الارض مسلم
فدى نفسه فـي نصرة الدين خائضاً عن المسلميـن الغـامـرات ليسلموا
وقـال خذيـنـي ياحتوف وهاك يا سيوف فأوصالـي لك اليـوم مغنـم
وهيهات ان اغدوا على الضيم حائماً ولو لي على جمـر الاسنـة مجثـم
وكر وقد ضاق الفضا وجرى القضا وسال بوادي الكفـر سيـل عرمرم
ومذ خـر بالتعظـيـم لله سـاجداً له كبروا بين السيـوف وعظـمـوا


العباس عليه السلام411

وجـاء اليـه الشمـر يـرفع رأسه فقام به عنـه السنـان المـقـوم
وزعزع عرش الله وانحـط نـوره فأشرق وجه الارض والكون مظلم
ومذمال قطب الكون مـال واوشك انقلابا يميـل الكـائنـات ويعـدم
وحين ثوى في الارض قر قرارها وعادت ومن اوج السما وهي اعظم
فلهفي له فـرداً عليـه تـزاحمت جموع العدى تـزداد جـهلاً فيحلم
لهفـي له ضـام يجـود وحـوله الفرات جرى طام وعنـه يـحرم
ولهفي له ملقـى وللخيـل حـافر يجول على تلك الضلـوع وينسـم
ولهفي على اعضـاك يا ابن محمد توزع في اسيـافهـم وتـسـهـم
فجسمـك ما بيـن السيوف موزع ورحلك ما بيـن الاعـادي مقسم
فلهفي على ريحانـة الطهر جسمه لكل رجيـم بالحجـارة يـرجـم


العباس عليه السلام412

وللعلامة الشيخ محمد حسين الاصفهاني قدس الله سره المتوفي سنة 1361 هـ 5 ذي الحجة .
أبو الابـاء وابـن بجدة اللقـا رقى من العلياء خيـر مرتقى
ذاك أبو الفضل أخـو المعالـي سلالة الجـلال والجـمـال
شبل علي ليث غابـة الـقـدم ومن يشابه ابـه فـما ظـلم
صنو الكريمين سليلـي الهـدى علماً وحلماً شرفـاً وسـؤددا
وهو الزكي فـي مدارج الكرم هو الشهيد في معـارج الهمم
وارث من حاز مواريث الرسل أبو العقـول والنفوس والمثل
وكيف لا وذاتـه القـدسـيـة مجموعة الفضائـل النفسـية
عليـه أفلاك المعالـي دائـرة فانه قطـب محـيـط الدائرة
له مـن العلـيـاء والمـآثـر ما جل ان يخطر في الخواطر


العباس عليه السلام413

وكيف وهـو في علو المنزلة كالروح من نقطة باء البسملة
وهو قوام مصحـف الشهادة تمـت بـه دائـرة السعـادة
وهـو لـكـل شـدة ملمـة فانه عنقـاء قـاف الهـمـة
وهو حليـف الحق والحقيقة والفرد في الخلقـة والخليقـة
وقد تجلـى بالجمـال الباهر حتى بدا سر الوجود الـزاهر
غرته الغـراء فـي الظهور تكاد ان تغلـب نـور الطور
رقى سمـاء المجـد والفخار بالحق يدعى قمـر الاقـمار
بل في سمـاء عالم الاسماء كالقمر البـازغ فـي السماء
بل عالم التكوين من شعاعه جل جلال الله فـي ابـداعه
سر أبيه وهو سـر البـاري مليك عـرش عالـم الاسرار


السابق السابق الفهرس التالي التالي