الروضة الحسينية

القرن الثامن الهجري (1302 ـ 1395 م)

Post on 23 حزيران/يونيو 2016

الحرم الحسيني في القرن الثامن الهجري

(1302 ـ 1395 ميلادي )

يذكر المستشرق الإنكليزي براون Broun انه : في سنة 701 هـ أو سنة 703 هـ توجه السلطان غازان إلى الحلة وانحدر منها إلى كربلاء لزيارة المشهد الحسيني وأهدى إلى المشهد هدايا سلطانية وزين الروضة بالتحف النفيسة وأمر للعلويين المقيمين فيها بأموال وفيرة . وفي دور الدولة الأيلخانية الجلائرية التي تأسست أمارتها في العراق على عهد الشيخ حسن الجلائري المتوفى سنة 757 هـ وأعقبه في الحكم نجله السلطان أويس قام بتشييد بناية الروضة الحسينية المقدسة . وقد زار الحائر نجله السلطان أحمد بهادر خان بن أويس الذي تم على يده بناء الروضة الحسينية الماثلة للعيان اليوم .

وجاء اولجياتو محمد خدابنده خلفاً لأخيه غازان الذي وافاه الأجل سنة 703 هـ واقتفى اثره واهتمامه بالمشاهد وبالعلويين وقد اعتنق اولجياتو المذهب الشيعي

وفي سنة 767هـ (1366م) تجددت عمارة الروضة الحسينية للمرة السابعة ، وقد أمر بتشييده السلطان أويس بن الشيخ حسن الجلائري الأيلخاني وأتمة واكمله ولداه السلطان حسين والسلطان أحمد سنة 786هـ (1384م)، حيث أقيم بناء شامخ على القبر من الطابوق (الآجر) والجص تعلوه قبة عالية من الآجر أيضاً ، وتحف بها مئذنتان في مقدمة الحرم وشيد البهو الأمامي للروضة المعروف بايوان الذهب . أما الرواق الغربي للروضة فقد شيده عمران بن شاهين ـ كما مر بنا آنفاً ـ ويعرف اليوم برواق السيد ابراهيم المجاب . ويطلق على الرواق الشرقي برواق اغا باقر البهبهاني شيخ الطائفة الاصولية في عصره، على قبره صندوق خشبي بديع الصنع . وفي الواجهة الامامية للروضة رواق حبيب بن مظاهر الاسدي . اما الرواق الشمالي للروضة فيعرف برواق الشاه نسبة إلى وجود مقبرة بعض الملوك القاجاريين ، ويقع خلف مسجد عمران بن شاهين .

وقام أمين الدين مرجان ، الوالي على بغداد من قبل السلطان أويس ، في نفس الفترة ، أي سنة 767هـ (1366م) بتشييد مئذنة كانت تعرف بـ(مئذنة العبد) شيدت من الطابوق (الآجر) والجص وتقع في الجهة الشرقية من صحن الروضة الحسينية وبنى بجانبها مسجداً صغيرا ًوتذكر المصادر التاريخية عن ذلك بالتالي :

وفي سنة 767 هـ (1366م) قدم بغداد السلطان أويس الجلائري ، الذي أصبح سلطاناً على خراسان والعراق بعد أبيه الأمير الشيخ حسن الجلائري ، ليخمد فتنة عبده الأمير مرجان الذي كان قد عينه والياً على العراق. وأراد (مرجان) هذا أن يستقل بالعراق ولذلك فإن السلطان أويس جهز جيشاً لإخضاعه. وما إن اقترب من بغداد حتى هرب مرجان إلى كربلاء وأستجار بحرم الإمام الحسين (ع) .وعندما علم السلطان أويس بذلك تيقن من صدق مرجان في حبه لأهل بيت النبوة (ع) فأحضره وأكرمه وعفا عنه وأعاده والياً على العراق. وكان مرجان حينما أستجار بالحرم الحسيني المطهر قد نذر أن يبني مئذنة خاصة في الروضة الحسينية إن خرج ناجياً من هذه المحنة ، ففعل ذلك وبنى حولها مسجداً. ثم أجرى لهما من أملاكه في كربلاء وبغداد وعين التمر والرحالية أوقافاً يصرف واردها على المسجد والمئذنة التي عرفت بـ(مئذنة العبد) .

وعندما علم السلطان أويس بما قام به واليه على بغداد مرجان من تكريم وتعظيم لمرقد الإمام الحسين (ع) وجعل أمواله وأملاكه وقفاً عليه ، اقدم هو الآخر على تجديد عمارة المرقد الشريف وقام من بعده أبناه السلطان حسين والسلطان أحمد بهادر خان بأستكمال البناء سنة 786هـ (1384م) ، وهو البناء الذي ما زال هيكله موجوداً إلى آلان وقد شيد أيضاً في هذه الفترة البهو الأمامي للروضة الحسينية المعروف بإيوان الذهب .

وفي سنة 795 هـ زار الحائر الحسيني قُواد تيمورلنك العسكريين بعد انتصارهم على الجلائريين في المعركة التي جرت بينهم في كربلاء وورد ان : ( أمراء تيمورلنك بعد استيلائهم على خزائن السلطان توجهوا قاصدين زيارة مرقد أبي عبد الله الحسين عليه السلام يتبركون به يستجمعون قواهم ، وبعد فراغهم من مراسيم الزيارة أجزلوا بالنعم والهدايا على السادة العلويين الملازمين لقبر أبي عبد الله الحسين عليه السلام ثم رحلوا عن كربلاء بعد أن مكثوا فيها بعض يوم ) .