الروضة الحسينية

القرن العاشر الهجري (1495 ـ 1591 م)

Post on 23 حزيران/يونيو 2016

الحرم الحسيني في القرن العاشر الهجري

(1495 ـ 1591 ميلادي )

وفي سنة 914 هـ فتح الشاه اسماعيل الصفوي بغداد، وكان همه الأول هو التبرك بزيارة أجداده الأئمة المعصومين ، فقصد زيارة مرقد الحسين (ع) في يوم 26 جمادى الثانية فأمر بتذهيب حواشي الضريح الحسيني ويعتبر هذا أول عهد بدأ فيه بإدخال الذهب على البناء . ، وأهدى اثني عشر قنديلاً من الذهب، كما اهدى الشاه نفسه شبكة فضية للضريح وهو صندوق بديع الصنع من الفضة نصب فوق القبر الشريف . وفرش تلك الحضيرة القدسية البسط وجلله بأنواع الحرير والاستبرق ، وبذل الأموال الكثيرة لللائذين بقبره الشريف . واعتكف هناك ليلة ثم رجع في اليوم التالي متوجهاً إلى الحلة ومنها إلى النجف . ويظهر ان الصندوق الذي أمر به الشاه اسماعيل لم يتم إلا في عام 932 هـ .

وذكر الزيارة هذه المستر لونكريك في كتابه ( أربعة قرون من تاريخ العراق )

وفي سنة 920 هـ أهدى الشاه اسماعيل الصفوي صندوقا الى القبر الشريف حيث ورد انه عندما دخل الشاه اسماعيل الصفوي الاول ـ مؤسس الدولة الصفوية في ايران والذي يرتقي نسبه الى الامام السابع موسى بن جعفر عليه السلام ـ بغداد فاتحا سنة 914 هـ وعمل ثوبا حريريا لقبره الشريف ، وعلق اثنى عشر قنديلا من الذهب ، أطراف القبر ، ثم خرج قاصدا النجف الأشرف

وفي سنة 936هـ (1530م) زار طهماسب الأول ابن الشاه اسماعيل الصفوي المراقد المقدسة في كربلاء بعد ان استعاد السيطرة على العراق مرة اخرى من العثمانيين

وفي سنة 941 هـ / 1534 م تم فتح العراق على يد السلطان سليمان القانوني الذي احتل بغداد في 18 جمادى الأولى سنة 941 هـ وزار مرقد الإمامين الهمامين الجوادين (ع ) في ظاهر بغداد . ثم قصد زيارة المشهدين المعظمين أمير المؤمنين وأبي عبد الله الحسين عليهما السلام واستمد من أرواحهما . وكانت زيارته لكربلاء في 28 جمادي الأولى من السنة المذكورة ، وأمر بشق نهر كبير من الفرات وأوصله إلى كربلاء وجعلها كالفردوس الأمر الذي زاد في محصولاتها وأثمار أشجارها وأنعم على الخدمة والسكان . كما وأنعم على ساكني دار السلام .

وفي عام 982 رممت منارة العبد وارخ ذلك بكلمة انكشتيار ـ أي خضر المحب ـ

وفي سنة 984 هـ ورد ان الوالي على باشا الوند زادة ، بأمر من السلطان مراد الثالث العثماني قد جدد بناء جامع الحسين وقبته المنورة . وقد ارخ هذا البناء أحد الشعراء المشهورين بأبيات مطلعها :

بحمد الله كه از عون الهي   نموده خدمة شاه شهيدان
شه كشور ستان خاقان اعظم   مراد بن سليم ابن سليمان

 وقد وهم الاستاذ حسن الكليدار في كتابه ( مدينة الحسين ) ص 38 ، اذ ذكر ان هذه الابيات قد قيلت بمناسبة تشييد القبة من قبل مراد الرابع العثماني ، الا ان الصحيح ما ذكرناه .

وفي سنة 980 هـ (1573م) أستطاع الشاه طهماسب الأول بن إسماعيل الصفوي أن يسيطر على بغداد من جديد بعد أن كان العثمانيون قد سيطروا عليها . وبعد أن عقد مع الدولة العثمانية معاهدة صلح قام للمرة الثانية بزيارة كربلاء والمراقد المقدسة فيها وأمر في هذه الزيارة بالأهتمام بالمدينة وبالمرقد الحسيني الشريف.

وفي سنة 984 هـ (1576م) قام الوالي العثماني علي باشا الوندزادة بأمر من السلطان العثماني مراد الثالث بتشييد ضريح الأمام الحسين (ع) وكذلك شيد المسجد والرواق والقبة وعمر ايضاً قباب شهداء كربلاء .