آخر الكتب المضافة

حديث اليوم

  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
  • 6

الاوقات الشرعیة

مستلات

 

بعد قيام الدولة العراقية سنة 1921م ، ونظر لموقع مدينة كربلاء الديني والسياحي والجغرافي ، بدأ العمران في هذه المدينة بأخذ منحى جديداً كسائر المدن العراقية الكبيرة. فقد أنتقلت إليها أساليب جديدة في التصميم والبناء وأنماط وعناصر المفردات المعمارية الغربية ، وخاصة في الابنية التي أستحدثت خارج حدود المدينة القديمة. وكانت أقرب المصادر المعمارية هي إنكلترا نظراً لتأثيرها الملموس في تلك الفترة التاريخية من العراق.
بدأ تخطيط المناطق الجديدة من مدينة كربلاء بالأبتعاد عن الأزقة الضيقة والطرق الملتوية التي تميز بها الجزء القديم منها وخاصة في المناطق المحيطة بالروضتين ، وكان ذلك بحكم ظروف الحروب والغارات التي كانت تتعرض لها المدينة. ولأول مرة أستعملت في المباني الجديدة مواد بناء كالأسمنت والحديد وخاصة حديد الشيلمان (I Beam) الذي استعمل بكثرة في تسقيف البيوت والأبنية الأخرى بدلاً من أخشاب جذوع النخيل وألواح جذوع الحور (القوغ) وبعض الأخشاب الأخرى ، خصوصاً في القسم الجديد من المدينة والذي تم تخطيطه في عهد الوالي العثماني مدحت باشا.
وقد أعيد بناء تلك المباني مرة أخرى ، نتيجة لتشييدها على أرض سبخة تنز فيها المياه مما أدى إلى أنهيارها. وكان سبب ذلك وجود مستنقع كبير يحيط

بمدينة كربلاء من الناحية الجنوبية والجنوبية الشرقية وعلى طريق كربلاء الحلة(1).
وقد حافظت البيوت والمباني داخل محيط مدينة كربلاء القديمة على النسيج العرماني والطابع المعماري الخاص بالمدينة ، إذ كانت منخفضة وذات طابق واحد إلى طابقين بحيث تلائم طبيعة وبساطة العادات الأجتماعية والوضع الأقتصادي والبيئي. وكذلك لا تتعدى أرتفاعاتها أرتفاع السور الخارجي لصحني الروضتين الحسينية والعباسية والتي ظلت على ما هي عليها منذ قرون عديدة وذلك حرمة لمكانة المرقدين.
وفي هذه الفترة أشتهرت مدينة كربلاء ببعض العمائر البارزة اشهرها رباط الهنود (الإسماعيلية) المعروفين بـ(البهرة) ، وكذلك بناية دائرة الماء والكهرباء ودائرة الحكومة ودائرة البرق والبريد بالإضافة إلى بعض المكتبات ومبنى البلدية الذي كان موقعه في الميدان القديم ، وكذلك الاسواق التراثية والعديد من الخانات التي كانت تستقبل التجار والزائرين للسكن فيها(2).
وفي مركز مدينة كربلاء ، حيث تكون الروضتان موقع تجمع سكان المدينة ومحور حياتهم ، كانت الأسواق تحيط بالروضتين والمباني الدينية الأخرى ، وتمتد أمام مداخلها بحيث لا يمكن للزائر إلا أن يمر من خلالها. وتمتاز هذه الأسواق ببساطة بنائها وطابعها المعماري الإسلامي.
ومن أهم هذه الأسواق وأشهرها سوق الحسين ، وسوق العرب ، وسوق المخيم ، وسوق العباس ، بالإضافة إلى القيساريات التي كانت موزعة ضمن الأسواق(3).

(1) عبد الرزاق الحسيني : موجز تاريخ البلدان العراقية ، ص : 63 64. سلمان هادي طعمة : تراث كربلاء ، ص : 96.
د. خالد السلطاني : دراسة في عمارة العراق ما بين الحربين ، آفاق عربية ، عدد 10/ ص : 62 85 ، سنة 1980م .
(2) عبد الرزاق الحسني : العراق قديماً وحديثاً ، ص : 126. تراث كربلاء ، مصدر سابق ، ص : 102.
(3) د. عماد عبد السلام رؤوف: حضارة العراق ، ج10/ ص : 184ـ 185. تراث كربلاء ، مصدر سابق ، ص : 102.

للمزيد اقرأ كتاب عمارة كربلاء
دراسة عمرانية وتخطيطية