آخر الكتب المضافة

حديث اليوم

  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
  • 6

الاوقات الشرعیة

مستلات

ومن الأنهار المندرسة الاخرى النهر الغازاني نسبة إلى غازان خان من آل جنكيز أحد ملوك التتر الذين حكموا العراق بعد سقوط الخلافة العباسية ، فأمر غازان بتجديد نهر العلقمي وتقريب مأخذه من الفرات ، وقد بتر المغول القسم الأعلى من مجرى النهر وأوصلوا القسم الآخر بالنهر الذي حفره غازان من فرات الحلة ولم يستسيغوا بقاء اسم العلقمي على هذا النهر ، لاسيما وقد طرأ عليه الكثير من التغيير والتبديل كما نص على ذلك ابن الفوطي في حوادث سنة ثمان وتسعين وستمائة بقوله : ثم أمر بحفر نهر بأعلى الحلة فحفر وسمي النهر الغازاني تولى ذلك شمس الدين صواب الخادم السكورجي وغرس الدولة ابن .... ثم سار إلى بغداد وسمي بالغازاني تخليداً لذكرى حافره غازان المذكور .
ويقول مؤلف ( تاريخ المغول ) في الوصاف : اهتز اللواء الملكي المؤيد بالنصر يوم الخميس وانتهز اجتياح طف الفرات على الطريق الذي هو من مستحدثات ايام الدولة الغانية . وضياعه الموات فيما مضى كان يطلق عليه بالعلقمي . ولاستحداثه وجريان الفرات فيه لنضارة خضرته طغى نطاق الفكر في التقدير جرى الوادي فطم على القرى . وحاز اللواء الملكي زيارة حائر الحسين المقدس . ثم اتجه على طريق الفرات الى الانبار وهيت .
تركت منظومة الري وأهملت المجاري لعدم وجود من يبتذل الجهود ويهمه استمرار بقائها لارواء المدن العطشى . وعلى الاخص لمثل نهر العلقمي لطول مجراه . لذلك أمر غازان بتجديد النهر العلقمي وتقريب مأخذه من الفرات . فبتروا أعالي مجرى النهر وأوصلوا القسم الآخر بالنهر الذي حفره غازان من فرات الحلة ولم يستسيغوا بقاء اسم العلقمي على هذا النهر لا سيما وقد طرأ عليه الكثير من التغيير والتبديل فأطلقوا عليه اسم ( الغازاني ) تخليدا لذكرى حافره غازان .
وكان العمود المنحصر بالفرد للفرات على أثر اضمحلال الفروع التي كانت تأخذ منه وتصب في دجلة ، كنهر عيسى وفوهته من الصقلا . وبه تقريبا مع نهر السراط الذي يتفرع منه . فبعد أن كانا يرويان دار السلام أو ـ مدينة المنصور ـ والاراضى المحيطة بهما يصبان في دجلة داخل بغداد . ثم نهر صرر . ينصب ازاء المدائن . ونهر الملك ويصب فيهما بين النعمانية والمدائن . ثم نهر سورى الذي انحصر به المجرى . وأصبح المندفع الاعظم لمائه . وكان موقع جسره نفس قضاء المسيب الحالي . وفي الشرقي منه على بعد ميلين كان موقع قصر ابن هبيرة ـ على ما رواه ابن واضح في البلدان ـ على فرع يأخذ مائه من الفرات سمي بنهر النيل أو الصراط . وآثار هذا القصر باقية الى يومنا هذا في الجزيرة . في نفس القضاء بمقربة من ضريح ابن القاسم ، يطلق عليه بتل هبيرة . ويتفرع من نهر سورى أو شط الحلة ، نهر النيل الذي حفره الحجاج بن يوسف الثقفي أبان عهد الدولة الاموية . وفوهته اليوم ـ تقريبا تحاذي موقع الحجمه من شط الحلة .
وكان نهري سورى والنيل يحدثان عند افتراق مجراهما واتصالهما شبه جزيرة بيضوية الشكل . ثم يصبان في بطائح أو أهوار الكوفة .
ولم يزل عمود الفرات على جريانه صوب شط الحلة حتى بعد الالف ومائتين وثمانية الهجرية . اذ حفر نهر الهندية ، بتبرع آصف الدولة ، ملك أ ود ـ الهندي بقصد أرواء ساحة الغري الاقدس . وقد صادف الماء مستوى أخفض من مجراه الطبيعي . فعندها غير مجراه الى هذا المستوى المنخفض . حتى كاد أن يقضي أبديا على الفرات الحلة لولا تدارك وعناية السلطان عبد الحميد الثاني العثماني . اذ كلف شركة جاكسن الانگليزية بتدارك ذلك . فشيدت الشركة المذكورة السدة القائمة اليوم . وكان قد عجز قبل ذلك ولاة بغداد ـ وكبدهم الكثير من الخسائر ـ من تشييد السدود لنفس الغاية .
فعلى أثر تشييد السدة الموجودة اليوم ارتوت أراضي الحلة وكربلاء واستمر بها جرى الماء طوال أيام السنة .

مستل من كتابي تراث كربلاء للسيد سلمان هادي آل طعمة وبغية النبلاء في تاريخ كربلاء للسيد عبد الحسين الكليدار الطعمة ( بتصرف )