آخر الكتب المضافة

حديث اليوم

  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
  • 6

الاوقات الشرعیة

مستلات

عين التمر

 عين التمر، أو شثاثا او شفاثا قضاء تابع لمحافظة كربلاء قال عنها ياقوت الحموي صاحب معجم البلدان : بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة بقربها موضع يقال له شفاثا منهما يُجلَب القصب والتمر إلى سائر البلاد وهو بها كثير جدا وهي على طرف البرية وهي قديمة افتتحها المسلمون في أيام أبي بكر على يد خالد بن الوليد في سنة 12 للهجرة تتواجد في عين التمر عيون الماء النقية الصالحة للشرب، وبها انواع نادرة من الاسماك الصغيرة والملونة، وينابيع المياه فيها مازالت تتدفق من باطن الارض منذ الاف السنين. وتعتبر منطقة عين التمر أحد أهم واجمل الواحات الصحراوية وفيها انواع مختلفة من بساتين التمور. ولد فيها شاعر الزهد والحكمة أبي العتاهية .

 جغرافيا تبعد مسافة 80 كم غربي مدينة كربلاء ، يحدها من الغرب منطقة شريش ، ومحافظة الأنبار ، وشريش اسم المنطقة التي يمر فيها نهر قديم يسمى بنفس الاسم ومن الشرق الطار وهو حافة منخفض أبي دبس أمام منطقة الشعيب ، ويسمى أيضا طار السيد كما يحدها من الشمال بحر الملح وهور أبي دبس ومن الجنوب منطقة السلام .

عين التمر أو شثاثة أو شتاثة تسميات لمكان واحد يعج به أريج التاريخ والطبيعة والصحراء والماء والنخيل..كل شيء في هذا المكان من الممكن أن تجده وكأن الله أراد أن يعطي دروسا للبشرية من أن الصحراء من الممكن أن تكون واحة خضراء وعيونا تتدفق منها المياه .

سطح شثاثا : جزء من سطح منطقة الأودية في الهضبة الغربية المتحدة من غرب الفرات ، وتختلف أجزاؤه باختلاف المناطق ، فهناك المنخفضات التي أصبحت تربتها رسوبية رملية مالحة بفعل السيول الناتجة من مياه الأمطار المنسابة في الأودية ، ومياه منخفض هور أبي دبس وبحر الملح تطغي على مساحة واسعة من الأراضي المنخفضة التي تقع فيها شثاثا وبعض أراضيها ذات طبيعة شبه صحراوية .

 والأراضي المستغلة زراعيا يغلب عليها السبخ ، ومع ذلك فان أراضيها تمتاز بصلاحيتها للزراعة ، وتملك الواحة معينا لا ينضب من المياه الجوفية التي خلقت فيها جنة في وسط تلك البوادي القاحلة.

في الطريق إلى عين التمر تبدو الصورة وكأنك تريد أن تقطع الصحراء لكنك تقطع آثارا ما زالت تعاند الطبيعة . . فطوال أكثر من 80كم هي المسافة الفاصلة ما بين آخر نقطة من مدينة كربلاء وأول نقطة من عين التمر لا شيء غير الصحراء والآثار وبحيرة ترزّ الماء إلى الصحراء لتصلحها وكأنها الرزّة التي توضع في الباب لتحكمه كما يقول مختار الصحاح.

هناك تدخل مباشرة إلى غابة من النخيل قاطعا قناطر صغيرة ترتفع فوق مياه صافية يجري ماؤها رقراقاً . هناك وسط غابات النخيل تواجدت العيون المشهورة . . عيون كبريتية لا يتوقف الماء فيها ، تسقي شلالات النخيل والبساتين عبر سواق وانهار صغيرة وجداول جعلت من الحب آصرة لها لتغدق على الأرض بعضا من حب الله لهذه الأرض . .فتكون سرا من أسرار الصحراء فتحولت إلى مركز تجاري للبدو بعد أن كانت مركزا تجاريا لتجارة القوافل في عهد ما من عهود التاريخ ..

التسمية والأثر

إن التسمية كما تقول مصادر التاريخ جاءت حين هجر الناس إحدى العيون بسبب الجفاف أو الحروب لينتقلوا إلى عيون أخرى يجتمعون عليها بطريقة التشتت فقد نزحوا شتاتا وعلى شكل فئات فأطلقت التسمية فكانت شتاتا لتتحول بمرور الزمن إلى شثاثا أو شتاثا كما يطلق عليها العامة من الناس...أما تسمية عين التمر فقد جاءت لكثرة أنواع التمر فيها واشتهارها بغابات النخيل وقد استوطنها الناس قبل الميلاد لاسيما في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد حين اشتهرت وازدادت أهميتها التجارية والزراعية وعيونها المائية الجميلة الصافية بعد الفتح الإسلامي والتي عدت من أهم المناطق لمرور القوافل ومكاناً للتجارة ومركزاً عسكرياً أيضا ويؤكد إن التسمية جاءت لأنها تعد عينا من ( عينات ) التمر المتفردة والفريدة في المنطقة. يقول ايضا: تعد عين التمر من اكبر الواحات في الهضبة الغربية وإنها رفدت الحضارة العراقية والإسلامية والإنسانية بالكثير من رجال العلم والفكر والقادة ومنهم القائد العربي موسى بن نصير فاتح الأندلس وسيد اشبيلية. إن هذه المنطقة شهدت الكثير من الغزوات والمعارك ما بين الأقوام العربية الباحثة عن السلطة وما بينها وبين أعدائها الباحثين عن منطقة توصلهم بمشارق الأرض ومغاربها. الآثار الأولى وقصور المدينة نشاهد اطلالها في الطريق المؤدية إلى عين التمر وعلى بعد مسافة 11كم غربي مدينة كربلاء تقوم بحيرة واسعة تلتقي أطرافها بالأفق البعيد في عناق دائم وتشرئب إليها ذوائب أشجار الكالبتوس تلك هي بحيرة الرزازة التي كانت في زمن ما مركزاً سياحياً وخاصة في فصل الصيف حيث تتحول البحيرة إلى موسم حقيقي للفرح فآلاف المواطنين والمصطافين يتمتعون بسحر الطبيعة ومناخ البحيرة ورمالها الذهبية.

وهي من المدن القديمة ويعتقد بأن تاريخها يعود الى 3000 سنة قبل الميلاد وان الاسم القديم لها شفافا (شثاثا) ويعني باللغة الارامية ( الرائقة الصافية ) . وان المدينة قد ذكرها المؤرخون وقد كانت جزء من مملكة الحيرة. . يشاهد اليوم بعض الاطلال لقصر شمعون بن جابر اللخمي ( الذي نصر النعمان الرابع سنة 593م) ولكن بعض الاهالي قد بنوا بداخله بيوتا لهم

السياحة في عين التمر

ان السياحة في مدينة عين التمر لا تقتصر على التمتع في مشاهدة العيون الصافية والاستحمام بها للعلاج من بعض الامراض الجلدية , بل ان هناك سياحة دينية يرفد اليها الناس من كل حدب وصوب وتعتبر اماكن مقدسة يتبرك بها الناس ومنها :

  • مقام الامام الحسن (ع) : يعتقد بأن الامام الحسن قد وصل الى هذا المكان وصلى فيه .
  • مقام دوسة الامام علي (ع) : يعتقد بأن الامام علي (ع) قد وقف في هذا المكان .
  • حوض الامام علي (ع) : يعتقد بأن الامام علي قد اغتسل في هذا المكان .
  • مقام الامام زين العابدين (ع) او مرور السبايا : مكان قبل الدخول الى المدينة ويعتقد بأن مرور سبايا من ال بيت النبي (ص) قد مكثوا في هذا المكان وكان ذلك بعد مجزرة كربلاء واثناء رجوعهم الى المدينة من الشام . 
  • قبر احمد بن هاشم بن ابراهيم المجاب بن الامام موسى الكاظم (ع) : يكون خارج المدينة في الجهة الغربية منها .
  • قطارة الامام علي (ع) : وهي على مسافة 2 كم من الطريق العام بين كربلاء وعين التمر ويعتقد بأن الامام علي (ع) اراد الصلاة والوضوء ولم يكن هناك ماء فدعى الامام ربه فأنحدر الماء من الجبل واليوم يذهب الناس للتبرك من هذا الماء .

 

قبل أن تصل إلى عين التمر لا بد لك من أن تمر بشواهد التاريخ ..فعلى يمين الطريق وميسرته ترى مواقع أثرية أطلق عليها (كهوف الطار) التي يمتد عمرها إلى أكثر من خمسة آلاف عام مضت وهي تقبع فوق تلال صخرية تشاهد على يمين الطريق العام وتشكل هيئات اسطوانية بفتحات متعددة .لتأخذك عجلات السيارة بعدها إلى حصن الاخيضر الذي يعد من الأبنية الأثرية الشاخصة ويعد من المعالم الاثرية الرفيعة من حيث التصميم والهندسة ذات الطابع العربي الإسلامي ويقع في الصحراء الغربية على بعد 51كم إلى الجنوب الغربي من مدينة كربلاء لتصل بعدها إلى عين التمر بعد أن تجتاز أقدم كنيسة في الشرق الأوسط التي يمتد عمرها إلى أكثر من 1550 عاما.

عين التمر سر الصحراء التي عاندت قسوة الطبيعة وحولتها إلى سحر سياحي ومحاكاة عذبة لجمال المكان لتكون مركزا تجاريا للبدو وللراحلين إلى الغرب ..مدينة الصحراء لها تربة رسوبية ومياه جوفية مترسبة من أمطار نزلت في الأودية لتكون عيونا مشهورة لها طعم خاص فاشتهرت أسماؤها عند الساكنين وقاطعي الطريق..فيما تتمركز أسماء أخرى تعطي ملامح المدينة من خلال قصورها الأربعة في مركز القضاء فهناك قصر العين وقصر الجردان وقصر ثامر وقصر البهوي والقصر عبارة عن مجموعة بيوت مشيدة بالطين على أسس صخرية ومسقفة بالجذوع وسكان القصر هم عادة يتألفون من عشيرة واحدة. ويشاهد في أطراف مركز القضاء آثار بعض القصور المندثرة التي يرجع تاريخها إلى عدة قرون خلت وأهمها قصر شمعون وتقع آثاره شمال شرقي القضاء وقد شيده شمعون بن جابر اللخمي احد رجال الدين المسيحيين وقصر حمود الجاسم وقصر أبو جبل وقصر شتاته.

عيون الماء

تنتشر في شثاثا ( عين التمر ) العيون ذات المياه المعدنية التي يخرج من أعماقها، ويجري عبر قنوات ومجاري فرعية تصل إلى مسافات بعيدة في الأراضي الزراعية ، ومياهها بصورة عامة قليلة الملوحة ولكنها تحتوي على الكلوريد والكبريتات ، مما جعلها غير صالحة للشرب، وتتغذى عيون شثاثا من المياه الجوفية المتجمعة في الصخور الكلسية والجيرية في أنحاء الهضبة الغربية الواسعة

 والأمطار هي المصدر الرئيس لهذه المياه ومنطقة تجمع المياه من الناحية الغربية تمتد إلى ما وراء الحدود العراقية حيث تستمر بالارتفاع حتى قلب هضبة نجد ، وتنحدر الأراضي تدريجيا إلى وادي الفرات ، ويقدر معدل الانحدار بنحو من متر واحد في كل 200م ، والانحدار التدريجي وطبيعة الصخور المسامية ساعدت على تجمع المياه

يوجد اكثر من 20 عينا واهمها 3 عيون هي :-

1-عين السيب : وتعني التفاح أو مجرى الماء ولهذه العين ثلاثة انهر تسقي البساتين واشجار الرمان ، وتقع في الطرف الشرقي من المدينة ، وهناك اسطورة عند البسطاء من الناس الطيبين تقول ان عين السيب يجب ان تأخذ منهم ولدا كل سنة (يموت غرقا) .. والواقع ان هناك من لايتمكن من السباحة ثم يغرق ولا ينتبه اليه احد.

2-العين الحمرة : التي لها نهران صغيران على شكل حفرتين يجري منهما الماء عبر فتحتين وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الأرض المسماة بالحمرة التي تقع فيها العين والعائدة للسادة ( البوضوي ) .

3-العين الكبيرة : ويطلق عليها العين الزرقة لعمق الماء ويظهر بلون ازرق وكان يسميها البدو ( اليد ) أو ( العربيد ) لسرعة جريان الماء المتدفق في مجاريها.

كما يوجد في شثاثا : اكثر من عشرين عينا كعين الضباط وعين عبيد المهنة وعين بيت السمينة والعونية وعلوان الجاسم .

الزائر إلى عين التمر لا بد أن يعرف أن فيها عيونا وإلا أصبحت معرفته في هذه المنطقة سطحية. . إن هذه العيون ليست كما العيون المعروفة في الشمال مثلا أو لكونها عيونا يخرج منها الماء من بين الحجر فحسب بل هي أماكن مسورة بجدران مرتفعة فتغدو وكأنها أماكن للسباحة أو حوض كبير يتلألأ فيها الماء الصافي.. حتى لكأنك تتابع حركة ما يقذف في داخلها حتى يستقر في قعرها.. إنها عيون صافية تمتاز بجمالها وعمقها وألوانها الزاهية وتسمياتها المختلفة التي تدل كل تسمية على اثر ما.. وتتغير درجات حرارتها حسب ميل الشمس عليها ويمكن للزائر أن يلاحظ حركة البخار وهو يتصاعد إلى الأعلى المنبعث مع ساعات الصباح الأولى. ويضيف إن لهذه العيون فوائد صحية أيضا لذلك فان الكثير من المواطنين من داخل العراق وخارجه يأتون إلى هذا المكان لطلب العافية من مياه هذه العيون إنها تتصل بالمزارع والبساتين عن طريق انهار تتفرع منها.