معجم  أنصار الحسين عليه السلام  (غير الهاشميين)  (الجزء الثاني)

اسم الکتاب : معجم أنصار الحسين عليه السلام (غير الهاشميين) (الجزء الثاني)

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

 

     دائرة المعارف الحسينية

معجم

أنصار الحسين عليه السلام

(غير الهاشميين)

(الجزء الثاني)

محمد صادق محمد

(الكرباسي)

المركز الحسيني للدراسات

لندن ــ المملكة المتحدة

(3)

الحقوق كافة محفوظة ومسجلة

للمركز الحسيني للدراسات

لندن ـ المملكة المتحدة

الطبعة الأولى

1439هـ ـ 2018م

(4)

 

بسم الله الرحمن الرحيم(1)

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى(2) آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم(3)، إنه لقول رسول كريم(4)، إنى لكم رسول أمين(5)، أبلغكم رسالات ربي و(6) لا أسالكم عليه أجراً إلا المودة في القربى(7) وآت ذا القربى حقه(8) ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون(9).

                                                                                                                صدق الله(10) العلي العظيم(11)

 

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة النمل، آية: 30.

(2) سورة النمل، آية: 59.

(3) سورة آل عمران، آية: 33ـ 34.

(4) سورة الحاقة، آية: 40.

(5) سورة الشعراء، آية: 107.

(6) سورة الأعراف، آية: 62.

(7) سورة الشورى، آية: 62.

(8) سورة الإسراء، آية: 26.

(9) سورة الروم، آية: 38.

(10) سورة آل عمران، آية: 38.

(11) سورة البقرة، آية: 255.

(5)

 

 

 

قال رسول الأعظم صلى عليه وآل وسلم:

        «إن الحسين مصباح هدى

                وسفينة نجاة

                        وإمام خير ويمن

                                وعز وفخر

                                        وبحر علم وذخر»(1).

                                                                                                        صدق رسوله الكريم

 

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) عيون أخبار الرضا:1/62، وقريب منه في فرائد السمطين:2/155ح: 447.

(6)

 

 

مقدمة الناشر

 

        أخي هل اختبرت من أصحابك نياتهم، إني أخشى أن يسلموك يوم الوثبة واصطكاك الأسنة».

        فقال الحسين عليه السلام: «أي والله ... بلوتهم...فما وجدت فيهم إلا الأشوس الأقعس، يستأنسون بالمنية دوني استيناس الطفل بلبن أمه».

        وهذا ما أكده الأصحاب فيما بعد بألسنتهم، فهذا حبيب يقول: أي والله، يا نافع لولا انتظار أمر  سيدي ومولاي الحسين عليه السلام لعاجلتهم في سواد هذا الليل بسيفي هذا ما ثبت قائمة بيميني.

        وأولئك الأصحاب يجيبون حبيباً بقولهم: يا حبيب إنك تعلم إنا ما طلقنا حلائلنا، ولا أعرضنا عن زهرة دنيانا، إلا لكي نفدي الحسين عليه السلام وآل الحسين عليهم السلام.

        آثرت الانطلاق من كلام عقيلة بني هاشم زينب الكبرى عليها السلام لأخيها الإمام الحسين عليه السلام ليلة الطف واستفسارها عن نوايا أصحابه وجواب الإمام لها وجوابهم هم على هذا التساؤل، لأن فيه ما يقود إلى ما أريد قوله في هذه المقدمة الوجيزة.

        فأصحاب الحسين عليه السلام في كربلاء من غير الهاشميين كانوا شوساً قعساً يستأنسون بالموت فداء الحسين عليه السلام وأهل بيته، ولا يمكن أن تصدر هذه المواقف البطولية الإيثارية من ثلة من الرجال وبعض النساء يعلمون علم اليقين أن نهايتهم الموت، ولا أمل لهم بنصر يتبعه جوائز في الدنيا إلا إذا كانوا من مستوى رفيع في العلم والتقى واليقين بصوابية ما يقدمون عليه، وصوابية أهداف نهضة إمامهم وقناعة لا شك فيها بولائهم لقائد هو إمام معصوم،لا يحكم إلا بما أنزل الله.

        هم ثلة لم تنفع معهم إغراءات عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد، فالدنيا عندهم وقفة حق، والموت عندهم كشربة ماء، والحياة الهانئة مع

(7)

 

الذل والخيبة والندم لا تساوي قشر شعيرة، ولم تخفهم كثرة جيش عبيد الله، وما سيلقونه من قتل وتقطيع وتمثيل بأجسادهم، وهذا يدل على سموهم ونبلهم وإيمانهم الثابت والراسخ بمبادئ قائدهم ورسالة جده السماوية، ولا مجال في هذه العجالة للحديث عن أولئك الرجال، وعن مآثرهم في يوم عاشوراء التي طبعت مواقفهم وبطولاتهم.

        نعرف الكثير منهم، وسمعنا في المجالس عنهم، ولكن ينقصنا الكثير من المعلومات عنهم، عن عددهم وأسمائهم الصحيحة، وتوضيح الخلط الحاصل في أسماء بعضهم، وتأكيد مشاركة بعضهم في ذلك اليوم الحزين أو عدم مشاركتهم، ومن استشهد فعلا في تلك الواقعة ومن لم يستشهد، وهذا ما تولى مؤلف هذه الموسوعة الكبرى آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي دام ظله البحث فيه بعمق وتأن وصبر، فكان هذا الجزء من أجزاء باب معجم أنصار الحسين (غير الهاشميين).

        والغائص في بحر هذا السفر يلمس مدى الجهد الذي بذله المؤلف دام ظله في التنقيب والتحليل، وبالتالي التصويب والتصحيح لكثير من الاسماء والمعلومات المتداولة، ليختم ترجمة كل شخصية بأبيات شعرية من نظمه في تلكم الشخصية ومآثرها.

        وهذا هو الجزء الثاني من هذا الباب، وفيه ترجمة تفصيل لست وثلاثين شخصية من الأنصار من حرف الألف ليختم هذا الجزء بحرف الجيم، وقد تفضل سماحته بإدراج مقدمة تمهيدية عرض فيها لمعطيات هامة تخص بحثه هذا من عدد الملتحقين بالحسين عليه السلام أو الذين تخلوا عنه وأسباب ذلك، الى عدد المستشهدين معه في كربلاء إلى جوانب عدة تتعلق بآلية البحث والعمل والتحقيق.

        ونشير في الختام إلى أن هذا الجزء هو الحادي عشر بعد المائة من أجزاء دائرة المعارف الحسينية التي صدرت إلى الآن بالاتكال على المولى العلي القدير، ودعم مشكور من عشاق الحسين عليه السلام، نسأل الله أن يحشرهم مع الحسين عليه السلام وأن يمد بعمر سماحة المؤلف إنه نعم المجيب.

                                                                                                                2/جمادى الأولى/1438هـ

                                                                                                                31/ كانون الثاني/ 2017م

 

(8)

 

 

تقدمة

 

        سبق وتحدثنا في الجزء الأول من معجم الأنصار غير الهاشميين عما يجب الحديث عنه كمقدمة تمهيدية لهذا المعجم مما لا يمكن الاستغناء عن تلك المقدمات التمهيدية التي هي على صلة وثيقة مع ما نريد بيانه هنا عن من حضر من غير الهاشميين أرض الكرامة كربلاء مع سيد الشهداء في يوم عاشوراء، وسيكون ذلك الجزء مرجعاً لكثير من الأمور الواردة في هذا الجزء وما يليه، ولا نريد الإطالة هنا في هذه التقدمة إذا أن جوهر الموضوع هو بيان سيرة هذه الثلة التي وقفت مع الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته الأطهار عليهم السلام وقفة شجاعة عبرت عن وفائها وعقيدتها وإخلاصها وصفائها، وبشكل عام فإن هناك أموراً لابد بيانها ضمن النقاط التالية:

1ـ إننا نذكر في هذا المقطع كل من ورد اسمه من بعيد أو قريب في سجل الذين حضروا ضمن الركب الحسيني من الرجال غير الهاشميين سواء أكانوا موالي أو أحراراً، صغاراً أو كباراً، كما ونتحقق من صحة وجودهم أم لا، أو صحة حضورهم إلى نينوى أم لا؟

        2ـ إننا نورد أسماء كل الذين لهم حضور في كربلاء مع الإمام الحسين عليه السلام سواء استشهدوا على أرض الكرامة أم أسروا أو جرحوا، ونذكر أيضاً كل من استشهد خارج منطقة كربلاء ممن يصعب استبعاده عن معركة عاشوراء سواء قتل قبلها أبو بعدها ولو على بعد أيام.

        3ـ إن المتتبع للقضايا المتعلقة بالنهضة يستغرب للوهلة الأولى لماذا كان أنصار الإمام الحسين عليه السلام بهذه القلة، ولكن لدى الإمعان والتحقيق لابد وأن يدرك أموراً كانت غائبة عنه وهي:

(9)

 

        أـ إن العدد المعروف بأن المستشهدين مع الإمام الحسين عليه السلام كانوا اثنين وسبعين رجلاً من الهاشميين وغيرهم، هو غير صحيح حسب ما حققناه، ولكن هذا الرقم خاص بالهاشميين فقط دون غيرهم، وما شاع فهو من خطأ التاريخ والمؤرخين، ولأن الاضطهاد كان كبيراً فلذلك لم يكن ممكنا نقل تفاصيل واقعة الطف بالشكل الواقعي، ومن جهة أخرى فإن قسماً من الذين يتناولون مسألة النهضة الحسينية يتعاملون معها من باب المظلومية ويرجون لها لأجل كسب عواطف الناس الجياشة بحب أهل البيت عليهم السلام، وربما يكون باب رزق لهم، ومن هنا دخل الكثير مما لا حقيقة له ما بين أسطر الكتب وفي مضامين أقوالهم وخطاباتهم، ومن جهة أخرى إن هذه النهضة لم تتولاها يد التحقيق منذ أن اندلعت شرارتها إلى في القرون المتأخرة، وأخذت رويداً رويداً تتبلور الأمور وتتجلي الحقيقة، ولكن بعض لا يريد أن يواكب  الحقائق والتحقيقات بل تراه متمسكاً بما لم يحقق باعتبار إن له قيمة القدم الذي لا نجده مرجحاً في هذا المجال، ومن الطريف أن بعض العاملين معنا نقل عن مدير القناة من القنوات التي تهتم بما يتعلق بالنهضة الحسينية أنهم منعوا من التفوه بالقول بأن أنصار الحسين عليهم السلام كانوا أكثر من إثنين وسبعين نفراً، وقد جاء المنع من قبل من هو مشرف على الأوقاف، بحجة أنه كان في دول خليجية وهو يتحدث إلى جماعة فاعترض عليه أحدهم قائلاً: من أين لكم أن أنصار الحسين عليهم السلام كانوا أكثر من اثنين وسبعين شهيداً، وأضاف قائلاً: إن المؤرخين القدامى ذكروهم وحددوا عددهم بما سبق، وبما أن المعترض كان من المدرسة الأخرى، فإنه تأثر بذلك، ولما عاد الى العراق منع تلك القناة حتى من مناقشة هذا الأمر عبر هذه القناة.

        ب- لقد غاب عن الأذهان أن هناك عدداً كبيراً ممن التحقوا بالامام الحسين عليه السلام من حين توقف الإمام عليه السلام في مكة المكرمة، ثم من خلال مروره في مسيرته بالمناطق الآهلة، ولكن هؤلاء الملتحقين في غالبهم كانوا من طلاب العافية، ولما وجدوا أنها الحرب والقتال والأسر والإصابة، وأن الإمام عليه السلام قد أجاز لهم الرحيل وشخص لهم ما يريده المعسكر الأموي منه، فإن جماعة كبيرة تركوا الإمام عليه السلام في كربلاء، ولكن الإمام عليه السلام رأفة بهم طلب منهم بأن يبتعدوا حتى لا يسمعوا واعيته، ومن

(10)

 

جهة فنية فإن الإمام عليه السلام كان بحاجة إلى أنصار يحملون عقيدة التفاني والوفاء، ومن هنا فقد جربهم ليلة عاشوراء فوجدهم أهل الوفاء وصفاء يحملون عقيدة التفاني والوفاء، وأما الذين هجروه فلم يكونوا كذلك،

        ت- إن المشكلة تكمن في عدم معرفة الوقائع وما آلت إليه، وهناك مقدمات غيبت من التداول لأسباب مختلفة، ولكن الذي يؤلمنا أن الذين تولوا الحديث عن هذه النهضة أخذوا منها جهة المظلومية فقط كي يدروا دموع المستمعين ولم يذكروا ما جرى قبل ذلك، ولم يتحدثوا عن الأرضية التي كانت حاضرة آنذاك، ومع التحقيق ومراجعة التاريخ نرى أن بني أمية عملوا باتجاهين.

        1ـ الاتجاه الإعلامي: سواء من حيث وضع الأحاديث عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في الوجهة التي خططوا لها، أو في نشر دعايات كاذبة، والعمل بسياسة الترهيب والترغيب.

        2ـ الاتجاه الثاني: فإنهم عينوا ولاةً على الحواضر الإسلامية وبالاخص البصرة والكوفة كانوا أناساً شروا بالمال السياسي الدفاق، وزرعوا في نفوسهم الحقد والكراهية بأطماع واهية، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن زياد ابن أبيه، وإبنه عبيد الله بن زياد منذ أن حكم الاب ثم الإبن قتلوا وسجنا الآلاف المؤلفة من الموالين لأهل البيت عليهم السلام، بل وهدموا بيوتهم ومنعوهم أرزاقهم، فكانوا ما بين قتيل وسجين وهارب، فلم يستقم لهم عود، وكانوا تحت الرقابة الشديدة، فلذلك كان معظم من لم يقتل من صحابه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحاب الإمامين علي أمير المؤمنين عليه السلام ونجله الإمام الحسن عليه السلام في سجون بني أمية أو المنفى بعيداً عن بلده قسراً، أو حكم عليهم بالنفي أو التسفير، وقد بينا ذلك في حديثنا عن سياسة الدولة الأموية في هذه الموسوعة بالتفصيل فليراجع.

        3ـ إن كثيرا من المؤلفين والكتاب ألزموا أنفسهم بالعدد «72» والذي هو في الواقع عدد مغلوط متعلقة، فلذلك متى ما وجوا إسماً شبيهاً بالآخر سواء بتقديم حرف على آخر أو بالتعجم أو الإهمال «منقطعاً أو مجرداً» أو تشابهاً في أبيه أو جد، وحدوهما دون أي دليل رغم أن قبائلهما مختلفة، مما لا يمكن الجمع بين الانتماءين، فقد استخدموا بكل

(11)

سهولة العمل بالاستحسان من بابه الواسع لتصبح الشخصيتان أو الشخصيات المتعددة واحدة، وهنا في هذا المقطع إن شاء الله سنحاول بيان ما أمكن بيانه ضمن ترجمة الناصر في موقعه.

        4ـ من الأمور التي لابد من الإشارة إليها أننا لا نستعرض بطولاتهم الجهادية في معركة الطف وما دار في إطار النهضة الحسينية إلا بمقدار الضرورة، وذلك لورودها في السيرة الحسينية بكل ما فيها من تفاصيل عن معركة الطف الحزينة، ومن هنا فإننا نحاول فقط بيان شخصياته قدر المستطاع والتحدث عن خصوصياتهم كأشخاص، باعتبارهم ناصرين لأبي عبد الله الحسين عليه السلام وتحديد هوياتهم، كما هو الحال فيمن سبقهم من النساء اللواتي كن في كربلاء أو الهاشميين الذي نصروا سيد الشهداء عليه السلام.

        وأخيراً لابد من القول: إن ما نقوم بحق هذه الصفوة ليس بالشيء الكثير ولا يفي بحقهم، ولكن لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، إنه نعم المولى ونعم النصير.

        5ـ من الأمور التي يجب الإدلاء بها أن ما ورد في كتاب «الحسين في سطور» أو قسم الشهداء في كربلاء من كتاب «أضواء على مدينة كربلاء» من أسماء لا يعد مما نعتمده كلياً لأنه سبق في باب التحقيق والنقاش والذي محله هنا، فلذلك لابد من الاعتماد على ما سنورده هنا، وإذا ما تعارض مع ما سبق في ذلك الباب فيلزم الاعتماد على ما حققناه في هذا الباب، والسبب الرئيس في مثل هذا الخطأ هو اعتمادنا على بعض مؤلفات الأعلام والذين كنا نرى أنهم قد استوفوا حق التحقيق،  ولكن بان لنا بعد ذلك أنهم كانوا في كثير من الأحيان رواة لما سمعوه من الخطباء أو اعتمدوا على مؤلفات لا يمكن الاعتماد عليها، ومع ذلك فإنهم لم يذكروا لنا مصادرهم التي اعتمدوا عليها إلا في مواضع قليلة، وبعد مراجعتها وجدناها خالية منها، ويمكن ملاحظة ذلك في طيات حديثنا عن الشخصيات المذكورة والمترجمة.

        6ـ لا يعاتب علينا بأننا نذكر ما هو ضعيف أو محتمل وجوده أو استشهاده، وهو مناف في بعض الأحيان مع ما أوردناه هناك، وذلك لأننا هنا لأجل أن نحقق في كل مقولة صدرت، أو فكرة حررت، لنرد على ما

(12)

 

ليس بصحيح، ونؤكد على ما هو مقبول أو صحيح، ولا يحق لأحد أن يستقطع من كلامنا مقطعاً مما أوردناه من دون التثبت من رأينا، إذ من الممكن أننا نأتي بأقوال الآخرين للرد عليهم أو مناقشتها وليس بالضرورة أننا نتبنى تلك الآراء.

        7ـ في هذا الجزء بالخصوص قد أسهبنا في بيان حال الأعلام تارة، وتارة في بيان حال المؤلفات وربما في غيرها، وذلك لبيان حال الشخص ناقلاً كان أو مؤلفاً، أو حال الكتاب والمصنف لنتمكن من الاعتماد عليهما في سائر هذا الجزء أو ما يليه من الأجزاء، كي لا نكرر ونعيد، بل نعتمد على الإشارة إلى ما توصلنا إليه في حالهما، ومن هنا فإن أي مناقشة وردت هنا وضعت في ترجمة شخصية لها ارتباط بهذه المناقشة، وبما أن ترجمته جاءت في بداية هذا الجزء، فإن النقاش دار في ترجمته، ولكن فائدته تعم لتشمل كل من أدرج اسمه من الأنصار في ذلك المؤلف أو نقل عن هذا المؤلف.

        8ـ إن بعض المؤلفين المعاصرين قد نقلوا أمرواً من دون التدقيق فيها، ومن المفترض أن لا تكون كذلك وبالأخص هم من ذوي العلم والمعرفة، ولكن قلمن لايخطىء، ومن ذلك إدخال الأشعث بن قيس بن معد يكرب في أنصار الحسين عليه السلام والمستشهدين لديه في كربلاء(1) فأوقعنا وآخرين في الخطأ فأوردناه في جمل من ذكر في عداد شهداء كربلاء في الجزء الأول من هذا الباب، وأنشأنا فيه قصيدة إلا أننا حورنا القصيدة بزيادة عدد من الأبيات في آخرها لتفادي الموقف، والقصيدة من بحر الرمل المخبون الموثور(2) وهي تحت عنوان «شبهة ابن قيس» والتي جاءت تاريخه في 14/7/1433هـ، وقد طرستها بكل الحروف الهجائية حيث بدء كل شطر بحرف من الحروف الهجائية حسب التسلل إلا الأبيات التي ألحقتها بها وجاءت كالتالي:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع مستدركات علم الرجال الحديث: 1/690 حيث قال: عد من شهداء الطف، ومنه نقل شهيد كربلاء: 219، وياران پايدار إمام حسين: 32، وفي الواقع أن شهيد كربلاء أخذ من ياران، حيث أورد كل الاسماء الواردة فيه دون تمحيص في كتابه.

(2) وزنه: فاعلاتن فعلاتن فعلن ×2.

(13)

 

 

أشعث ليس كنجل القيــــــــس(1)             بالولا يعرف قيد الـــــــــــــــدرس(2)

تارك عن ملل دنــــــــــيـــــــــاه              ثابت عن امل في الــــبــــــــــأس(3)

جنة العدن سعى مــبـــــــــروراً              حل ضيفاً فسما بالنـــــــــــــــــفس(4)

خارقاً جيش بني هند عـــــــــن               دعوة الله لدحض(5) الرجـــــــــس(6)

ذلك الهدي أتى مـــــــــــن رب               رزاق البر ومن في الـــركــــــس(7)

زينب تختبر الآتي فـــــــــــــي               سعيها عن خبر في العـــــــــرس(8)

شع نور وعلا في جـــــــــــمع                صدقوا أمر رسول القــــــــــــدس(9)

ضامن من بخلوص يــــــــفدي               طهر طاها بذهاب الــــــــــــــرأس

ظامىء عن عطش في المولى                عله يدرك حر الطقــــــــــــــــــس

غاله نجل خؤون طــــــاغٍ(10)                في الورى عن شـــطن الجبس(11)

قائلاً قد صدق المولى فــــــي                كربلاء سوف نرى في الرمس(12)

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) أراد أن هذا الممدوح ليس الأشعث بن قيس الكندي الذي عادى علياً عليه السلام، وابنه (محمد) عادى حسيناً عليه السلام، وابنته (جعدة) عادت الحسن عليه السلام وسمته.

(2) الدرس: الخفيف.

(3) البأس: الحرب والقتال.

(4) المبرور: المحسن الصادق.

(5) الدحض: الإبطال والمحو.

(6) الرجس: المنكر.

(7) الركس: الردة.

(8) العرس: الإقامة.

(9) القدس: الطهر.

(10) طاغ: أراد به يزيد بن معاوية الاموي.

(11) شطن الأمر: خالفه.

الجبس: اللئيم.

(12) الرمس: القبر والجدث.

(14)

 

 

ليتكم تتبعون الهادي           مثلما طف حسين يرسي(1)

نينوى قد شهدت في كندٍ              هاوياً عن رشد من قيس

وارث السعد سعيد الأخرى           يحتفى عند رحيق الكأس(2)

***

أعلموا عن خطا فخر قد              أورده فجرى عن لبس(3)

لم أجد من رجل غير الغا             وي لدينا أحداً من حدس(4)

ذا كلام حدث لا أصل                يرتقى في صحف بالطرس(5)

        9ـ ومن الامور التي اكتشفناها في تحقيقنا عن الشخصيات التي وردت أسماؤها في هذا المعجم أن صاحب ذخيرة الدارين نقل عن إبصار العين، لأن الذخيرة طبعت لأول مرة سنة 1345هـ، وكتاب الإبصار أيضاً أول مرة طبع سنة 1343هـ(6)، وقد يصرح بذلك صاحب الذخيرة في بعض الأحيان(7) وقد لا يصرح، وغلب عليه أنه يضيف ما شاء نقلاً عن كتب السيرة والتاريخ والتي لم نتمكن من معرفتها ولم نجدها فيما هو متداول بين الأيدي.

        وأما صاحب تنقيح المقال فقد بدأ بتأليف كتابه الرجالي هذا في أواخر صفر الخير من سنة 1348هـ، وانتهى منه سنة 1350هـ، وقد اعتمده فيما يتعلق في رجالات النهضة الحسينية المباركة.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يرسي: يثبت ويقيم.

(2) إشارة إلى قوله تعالى: (إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً) [الإنسان: 5].

(3) اللبس: الخلط.

(4) الحدس: الظن.

(5) الحدث: الجديد.

        الطرس: الكتاب كتبه، وطرس الشيء محاه، أي أن الأشعث لا وجود له في المصادر القديمة وإنما أورده المحدثون في كتبهم، فلا صحة له.

(6) راجع الذريعة: 1/65 و 10/16.

(7) راجع مثلا ذخيرة الدارين: 471.

(15)

 

        وأما صاحب أعيان الشيعة يبدو أنه أطلع على الكتب الثلاثة ونقل منها بعض الأمور ورد على بعض منها وتردد في قسم منها، ولربما هو أول من أنتبه إلى أن لا مستند لأقوالهم ومنقولاتهم، كما انتبه بعض المعلقين لذلك في كتاب الذخيرة والإبصار، وكذلك فعل صاحب قاموس الرجال بالنسبة إلى كتاب تنقيح المقال والذي يعد مختصراً له بل ناقداً له وقد صرح بأن فيه إشتباهات عجيبة وإلتباسات غريبة، وله تخليطات وتناقضات، وله انتقادات زيفة وفيه نواقص ومعايب، ويذكر كل ذلك في مقدمة كتابه(1) ويذكر عينات منها، بل ويصرح في ترجمة كل شخصية عن المآخذ على ترجمته لتلك الشخصية.

        ولا مجال للاعتناء بكتب المتأخرين كثيراً إلا ما جاء منها محققاً ومما تجدر الاشارة إليه على سبيل المثال أن كتاب وسيلة الدارين والذي هو في الواقع ترجمة لكتاب فرسان الهيجاء، وقد أضاف عليه بعض الامور التي وردت في الذخيرة أو التنقيح أو الإبصار، وهناك عدد من المؤلفات اعتمد مؤلفوها على من سبقهم من دون تحقيق، وهناك من حقق ولكنه وقع في فخ الاعتماد على هذه الكتب الثلاثة، واعتبرها في الأعم الأغلب صحيحة ومنقحة ومحققة، بل وجدنا البعض منهم متسرعاً في ثبت معلومة أو نفيها لمجرد الاحتمال في موارد كثيرة لم يسندها إلى أي دليل، أو أنه ينقل اسم شخصية وخصوصياتها وضبطها حسب ما يرتئيه ثم يسنده في الهامش إلى مصادر، والحال أنهم لم يذهبوا إلى أتحاد الاسم والمسميات، من دون أن يوضحوا ذلك.

        9ـ وأخيراً وجدت من المناسب أن أشفع ترجمة كلواحد من أنصار الحسين عليه السلام بقصيدة من القصائد التي نظمتها فيه وأودعتها في ديوان «سفائن الأمل في الحسين والقُلل»، ولنبدأ بالقصيدة المتسعة(2) التي أنشأناها في مجمل الانصار من غير الهاشميين، والتي هي من بحر الرجز(3)، والمنظومة بتاريخ: 25/4/1433هـ، وهي بعنوان «رجال الغاضرية»:

 

ـــــــــــــــــــــــ

(1) راجع قاموس الرجال: 1/9ـ13.

(2) المتسعة: أي أن كل بيت منها يحتوى على تسعة أشطر.

(3) وزنه: مستفعلن× 6.

(16)

 

 

قوم لهم في العرب شأن حاضر              في نينوى عجم أتوا قد ناصروا(1)

من لم يكونوا من هاشم إذ جاهروا           بالود والحب المعلى في رعيل هاجروا(2)

نظمي هنا ما كان فيمن سافروا               من جنس حوا للهدى قد بادروا(3)

مدحي لعرب أو لعجم جاوروا                سبطاً شهيداً هادياً ما كابروا(4)

من هذه الدنيا جميعاً غادروا

ليسوا جميعاً من قبيل واحد           من وابل أو من رياح شاهد(5)

في أزدها أو اسدها أو خالد           أو حارث أو بجدل أو غامد(6)

أو من بني عبد كذا من صائد        من كاهل أو راسب ذي حامد(7)

بل نهشل أو من تميم ماجد           أو أرحب أو مشرقي صامد(8)

أذ كلهم في الطف طوعاً ظافروا

من مذحج أو كندة أو خثعم           أو تيم غفار وكلب منعم(9)

أو تغلب أو بجدل نهم ملي            من عائذ طي وجهن مسلم(10)

أو شاكراً نمر وصيدا الملهم          شيبان أو همدان ضبع المعلم(11)

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) العجم: هم غير العرب.

(2) الرعيل: القطعة من الرجال.

(3) جنس حوا: بنات حواء، النساء والإناث عموماً، وأراد النساء اللاتي حضرن كربلاء.

(4) كابروا: تكبروا واستكبروا.

(5) الوابل: قبيلة عربية، وكذلك رياح، ما يذكر هنا من القبائل هم من الذين ناصروا الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء.

(6) الغامد: فخذ من قبائل العرب، كما هو الحال في أزد وأسد وخالد وحارث وبجدل.

(7) بنو عبد: صائد، كاهل، ارسب، حامد، أفخاذ من قبائل عربية.

(8) نهشل، تميم، أرحب، مشرقي كلهم قبائل عربية.

    الصامد: الثابت، الصابر القوي.

(9) مذحج وكندة وخثعم وتيم وغفار وكلب: قبائل عربية.

(10) تغلب: بجدل، نهم، عائذ وطي وجهن: قبائل عربية.

(11) شاكر ونمر وصيداً وشيبان وهمدان وضبع، أسماء لقبائل عربية.

(17)

 

عجلان جمل خزرج جعف قمي             سلمان سعد جندع أو شبوم(1)

أنمار خولان وجنف غامروا

لاشك في أن الألى في كربلا                 كانوا شديدي الحب من أهل الولا(2)

من بصرة من كوفة نالوا العلا               من طيبة أو مكة عانـــــــوا البلا(3)

أو من يمان في جنوب قد جلا                إذ كلهم من يعرب في ذي الفلا(4)

قد عرسوا في نينوى بعد القلا                لاشيء أغلى منهم حتى الغلا(5)

قوم بهم حار الملا مذ حاوروا

بعض موال قد أتوا طف الرضا              من نوبة أثيوبيا رهن القضا(6)

ترك لهم حسن الولا للمرتضى               من فارس كانوا على رحب الفضا(7)

كل أتى عن حبه مستنهضا                   ذاباً عن المولى بحسب المقتضى(8)

لم يبق منهم واحد الا مضى                          تاريخهم بالعز نوراً أومضا(9)

كانوا ولازالوا هدى قد وازروا

لا فرق في من كان مولى سيدا               أو كان عبداً خادماً من قيدا(10)

كل هفا للحرب ضد الاعتدا           عند الوفا يجري إلى وسط العدا(11)

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) العجلان والجمل وخزرج والجعف وسلمان وسعد وجندع وشبوم: قبائل عربية.

(2) أهل الولا: شيعة الرسول وأهل بيته عليهم السلام.

(3) البلا: البلاء، المحنة.

(4) اليمان: اليمن.

(5) القلا: مقصورة، الفلاة، الخلاء لا ماء فيه ولا شجر.

(6) الموالي: العبيد.

(7) الرحب: السعة.

(8) الذاب: المدافع.

(9) أومض: تلألأ وأضاء.

(10) الولى: الشريف صاحب الأمر.

(11) هفا: نظر واستعد.

(18)

 

 

لا يبتغي إلا جزاً.. أجراً غدا         من ربه الباري على حسن الفدا(1)

عبد مطيع متق طول المدى                   يرجو لقى بالمرتضى والمهتدى(2)

هاهم موالي كربلا مذ صابروا

أطفالهم سادوا الورى عن مكرمة            أخبارهم شاعت بوصف المرحمة(3)

نالوا مقاماً عالياً في المنعمة                  هذا جزاء المفتدي بالملحمة(4)

عدل العلى جار لهم في المحكمة             أعمالهم من أحمد ها مدعمه(5)

أفدوا نفيساً غالياً عن مظلمة          أعني حسيناً ناصروا بالمعلمة(6)

مالوا إلى الحق الذي قد ذاكروا

كانوا على علم بما يجري لهم        قتلا وتشريداً وطعناً يا لهم(7)

من موقف صعب عرا أحوالهم               هذا هو الإيمان فيما غالهم(8)

عن عشقهم للسبط حدث مالهم                لاخوف من موت وإن قد طالهم(9)

من أجل دين الله ظلماً كالهم          في علمهم هذا بلاءً نالهم(10)

صبر جميل بالهدى قد ظاهروا(11)

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الفدا: الفداء، التضحية.

(2) اللقى: المرة من لقي، واحدها، اللقية.

(3) المرحمة: الرحمة والمغفرة.

(4) الملحمة: المعركة البطولية التي يشتد فيها القتال أو التلاحم الضروس.

(5) مدعمة: مساندة معاونة.

(6) المظلمة: الظلامة، الحق المغتصب.

(7) التشريد: النفي.

(8) غالهم: قتلهم.

(9) طالهم: بلغهم وأصابهم.

(10) نالهم: لحقهم.

(11) ظاهر الأمر: ناصره.

 

(19)

 

قد أدركوا فيما عليهم واجب          تقدير معصوم ولاءً واصب(1)

فيهم سرى تقوى وفكر ثاقب حتماً لهم قد طاب دور صائب(2)

في نينوى عند الردى مذ ناوبوا      كي يدرؤوا الإيذاء عمن حاربوا(3)

أعني بهم آل الهدى من جاوبوا               للحق والدين الذي هم راقبوا(4)

أنصار نهج ثابتٍ قد فاخروا

طوبى لهم هذا حسين المصطفى      فيهم جرى يوم البلا والإصطفا(5)

أفدوا إماماً سيداً فيمن وفا     حتى هوى أرضا وفاً ثم اختفى(6)

فرض على أهل الولا أخذ الشفا      فوز عظيم نالهم.. هذا كفى(7)

دنيا وأخرى أجزلوا يا من صفا      أندب حماة الدين لا تأت الجفا(8)

هاهم إلى الأخرى جميعاً ثابروا(9)

***

        وقلت في قصيدة أخرى من بحر الرجز المسبع المقصور(10) بعنوان «أنصار الحسين» بتاريخ: 18/5/1433هـ، ذكرت فيها كل الأنصار الهاشميين وغيرهم والنساء والأطفال:

أنظر إلى أنصار سبط المصطفى     عرباً وعجماً كلهم أهل الوفا

_______________
(1) الواصب: الدائم.

(2) الصائب: اللائق، الحسن الصالح.

(3) يدرؤوا: يردوا ويمنعوا.

(4) راقبوا: راقب الأمر، رعاه وقام على حفظه.

(5) الإصطفا: مقصور الاصطفاء، وهو الاختيار.

(6) إختفى: مات.

(7) الشفا: البرء والسلامة، ويريد به الشفاعة.

(8) الجفا: الصد والهجر.

(9) ثابروا: واظبوا وداموا على الأمر.

(10) وزنه: مستفعلن ×6.

(20)

 

أقطارهم أجناسهم يــوم الردى        تحكي لنا عن وحدةٍ ضمن الهدى

حراً وعبدا جمعوا حول التقى        أنثى وذكـــــــراناً معاً حبوا النقا

بيضاً وسمراً كلهم ضد الجفا(1)

فيهم كبير بل صغير يمتثل           في صبغة العيش الذي فيه الأمل

لا مالك لا عامل يرخي العمل                كل له فرض لدى أمر قطل(2)

هذا حسين آمر هذي الكتل            عند البرايا أصبحوا ضرب المثل

ما واحد يخفى عليه ما خفى

من كل قوم شاخص فيهم حضر              أبوائهم صفر وسود أو غبر

فيهم مسيح مسلم ليسوا غجر(3)              لكنهم إستبسلوا عند الخطر

في كتلة صفواً جميعاً في حذر       تقوى العلى فيهم أتى سمط الدرر(4)

خاضوا معاً في  رسم ما فيه الصفا

نضر من الباري أتاهم في الغلس(5)                  مذ عرسوا في نينوى ضد الهوس(6)

نالوا من الله الذي عنه الأسس                قد راجلوا العدى كما صهو الفرس(7)

إذ ناهضوهم ليس فيهم من حلس(8)                  أيمانهم صلد وللمولى حرس(9)

ـــــــــــــــــــــــ

(1) البيض والسمر: إشارة إلى ألوان بشرة الأنصار.

(2) قطل: الشيء قطعة، وأراد به ما حدث.

(3) غجر: قوم لا حضارة لهم.

(4) إشارة إلى أن الخيط الذي يجمعهم هو التقوى، ومثل التقوى بالخيط الذي يجمع اللآلىء لتكون منها القلادة.

(5) الغلس: الظلام.

(6) عرسوا: أقاموا

     الهوس: الهوى

(7) إشارة إلى أنهم قاتلوا الأعداء راجلين وفرساناً.

(8) الحلس: الملازم لبيته.

(9) الصلد: الصلب الشديد.

 

(21)

 

لم يسمعوا شيطانهم مهما زفى(1)

ما خالفوا أمراً باعوا أمم              بل إنهم استشعروا صوت الألم

لم يصمتوا يوماً على باغ حكم               أشبالهم إستاسدوا عند الظلم

كم لبوة قد شاركت يوم الحمم(2)              ذي نسوة قد كن من خلف القمم(3)

ما من فتى عند الردى إلا هفا

قوام ليل للدعا رغم المحن(4)                 قد لازموا صوم النهار المرتهن

عشق الهوى للحور لا يبدو حسن(5)         نيل التقى هم التفى عند الفتن

هم زهرة الدنيا إذا عدل رقن(6)              رووا دماً أشجار دين ممتحن

لم يدبروا عند الرحى عكس القفا(7)

قد شخص المولى حسين من جنح(8)         أعوانه كانوا خياراً في النجح

إذ صرح السبط المفدى ما نفخ               عن صحبه قد قال: هم ممن فلح

بل صيغة فضلى بهم وصف مدح            إذ لم أجد عنهم بديلاً في الوضح(9)

هذا المديح المرتقى فيهم كفى

ــــــــــــــــــــــــ

(1) زفى: صوت، وأراد بشيطانهم: النفس الأمارة.

(2) الحمم: مفردها الحمة وهي المنية.

(3) القمم: أي من وراء رجالهم في نصرة الحق.

(4) الدعاء: الصلاة.

(5) إشارة إلى أنهم ليسوا طلاب حور بل طلاب حق ولا يهمهم الحور العين في الجنة بمقدار ما يريدون كسب رضا الله.

(6) رقن: تزين.

(7) الرحى : الحرب.

    أراد بعكس القفا: عدم الرجوع إلى القهقرى، بل كانوا مقدامين مثابرين إلى قتال الأعداء.

(8) جنح: مال إلى الحق.

(9) الوضح: الصبح، والمراد الوضوح كما هو الحال في الصبح.

(22)

 

شيب شباب بل نساء هم عجب               لم ينثنوا عن عزمهم هذا وصب(1)

في حبهم سبط عزيز قد نجب(2)              فيهم ولاء جاثم غرساً وقب(3)

لو أحرقوا ألفاً فلا منهم عزب                أنا نرى ودا لنا فيهم وجب(4)

فيه الهنا فيه الرضا فيه الرفا(5)

من يغبط الأنصار عند الوقفة        حتماً يعي ما في التقى من زلفة(6)

هذا سبيل متعب عن وجفة(7)                 يجري الفتى صبرا إزاء الغرفة(8)

قولا وفعلا نابذ للخلفة(9)                      لا ينــــــحني إلا لرب الرجفة(10)

في حينها كل الورى فيه اختفى

مجد رعيلا شاركوا في كربلا                حتى بنوا عز الورى يوم البلا

وأبك الألى ماتوا على أرض الولا           وأهج الذي في أمره خان العلى(11)

واصبر على طعن جرى فيمن صلا(12)             واذكر صبياً مات في عمر الطلا(13)

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) الوصب: الوجوب والفرض، أي أن ثباتهم هو فرض شرعي.

(2) نجب: كرم وفضل.

(3) وقب: أنتشر.

(4) أن: مخففة من المشددة.

(5) الرفا: الرفاه: الالتحام والاتفاق.

(6) الزلفة: المنزلة.

(7) الوجفة: العدوة حيث فيه عدواً سريعاً ونضالاً.

(8) الفرقة: الدرجة الرفيعة.

(9) الخلفة: العيب.

(10) الرجفة: أراد بها الراجفة والتي هي من أسماء يوم القيامة.

(11) أراد بالذي خان : هو يزيد بن معاوية.

(12) الصلا: أي طعن في صلاته وهو وسط الظهر.

(13) الطلا: ولد الظبي ساعة ولادته، في إشارة إلى عبد الله بن الحسين عليه السلام الذي ولد في يوم عاشوراء.

(23)

 

ظلوا بلا دفن عرى فوق السفا(1)

        وأنشأنا بيتاً في الأنصار أيضا، مخمسين بيتاً لرؤبة بن عبد الله العجاج المتوفى سنة 145هـ من بحر الرجز المقبوض(2) بتاريخ: 9/3/1433هـ بعنوان «صرنا وعاضاً»:

ها نحن كنا للهدى حفاظاً             صرنا جميعاً للعدا وعاظاً(3)

في يوم عاشوراء رموا ألفاظاً

لما رأينا منهم مغتاظا(4)              تعرف منه اللوم والفظاظا(5)

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) السفا: التراب.

(2) وزنه: مستفعلن مستفعلن مفعولن×2.

(3) العدا: الأعداء، الخصوم.

(4) المغتاظ: الغضبان.

(5) الفظاظا: من الفظاظة وهي سوء الخلق وخشونة الكلام.

 

حرف الألف

 

        1ـ إبراهيم بن الحصين الأسدي              ق 40ـ 61هـ

        2ـ ابن عامر بن مسلم الأنماري             ن40ـ 61هـ

        3ـ إبن مسلم بن عوسجة الأسدي           ن16ـ 61هـ

        4ـ أبو عمرو بن ... النهشلي                ق 30ـ 61هـ

        5ـ الأدهم بن أمية العبدي                    ن 15ـ 61هـ

        6ـ اسحاق  بن مالك الأشتر          11ـ 61هـ

        7ـ أسد بن حارثة الكلبي                     ن 30ـ 61هـ

        8ـ أسد بن سماك الخزرجي                  ن 11ـ 61هـ

        9ـ أسلم بن عمرو الديلمي                   ق 34ـ 61هـ

        10ـ أسلم بن كثير الأزدي                    ......ــ...... هـ

        11ـ اشعث بن سعد الطائي                  ن 30ـ 61هـ

        12ـ أمية بن سعد الطائي                    ن 30ـ 61هـ

        13ـ أنس بن الحارث الكاهلي                ن 15ق.هـ ـ 61هـ

        14ـ أنيس بن معقل الأصبحي                ن 31ـ 61هـ.

 

(25)

 

(26)