معجم  أنصار الحسين  (النساء)     (الجزء الأول)

اسم الکتاب : معجم أنصار الحسين (النساء) (الجزء الأول)

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

ومعنى ذلك أنها كانت آنذاك في عمر يمكنها الإنجاب فيه، وهو في الغالب يكون 14 سنة أو أكثر، فتكون ولادتها عام 31هـ أو ما قبله.

3- إنها إذا دخلت في ملك الإمام الحسن «عليه السلام» عام 45هـ لا بد أنها وقعت في الأسر في الحروب التي وقعت في هذه السنة وما قبلها، وأقربها من هذا التاريخ هو بعض الفتوحات الإسلامية لبلاد الروم سنة 43هـ و44هـ(1)، وفي عام 45هـ قام معاوية بن حديج(2) بحملة على شمال إفريقيا انطلق من مصر ووصل إلى تلمسان(3) في الجزائر(4) فإذا صح أن رملة كانت رومية فلربما كانت من الفتوحات التي تمت في بلاد الروم عام 43 أو 44هـ.

وعلى أي حال فإن المازندراني والكاشفي(5) يذكران بأنها حضرت كربلاء(6)، وبعض المؤلفات الحديثة عبرت عنها لدى وداع ابنها القاسم لها يوم عاشوراء بالعجوز حين قال: «حتى أتى إلى أمه العجوز العاجزة»(7)، ولا ندري مدى صحة هذا التوصيف، وقد سبق وقلنا إنها على أقل التقادير ولدت عام 31هـ فيكون عمرها يوم عاشوراء لا يقل عن ثلاثين سنة، ولا يصح أن توصف بالعجوز، نعم إذا قيل بأن أبا بكر شقيق للقاسم، فإنه ولد

______________
(1) راجع تاريخ الطبري: 3/178 و194.

(2) معاوية بن حديج: هو حفيد جفنة بن قنبر الكندي السكوني، كان من الموالين لمعاوية بن أبي سفيان، شارك في حرب صفين، وقد ولاه معاوية إمرة جيش جهزه إلى مصر فقتل واليها من قبل علي «عليه السلام» محمد بن أبي بكر، وأخذ البيعة من أهل مصر لمعاوية، اعتمد عليه معاوية كثيراً إلى أن مات في مصر عام 52هـ.

(3) تلمسان: مدينة في شمال الجزائر تقع على مقربة من الحدود المغربية وغير بعيدة عن ساحل البحر الأبيض المتوسط.

(4) راجع التوفيقات الإلهامية: 1/77.

(5) الكاشفي: هو حسين بن علي البيهقي السبزواري المولود في حدود منتصف القرن التاسع، والمتوفى سنة 910هـ، من العلماء المشاركين في العديد من العلوم، ومن آثاره: جواهر التفسير، المواهب العلية، وأسرار القاسمي.

(6) معالي السبطين: 2/235، روضة الشهداء: 401 و409.

(297)

 

عام 25هـ، فيكون ولادتها على أقل التقادير السنة العاشرة للهجرة، ليكون عمرها سنة 61هـ احدى وخمسين سنة، وربما عندها يصح نسبة العجز إليها.

ويحتمل من عدم إنجابها غير القاسم بن الحسن «عليه السلام» أو أكثر من القاسم وأبي بكر على القول بأنهما شقيقان يدل على أحد أمرين: إما أنها لم تكن ولودة بالشكل المتعارف، أو أنها كانت كبيرة عندما دخلت بيت الإمام الحسن «عليه السلام» فلم تنجب له أكثر مما ذكر، بمعنى أنها عند ولادة القاسم كان لها من العمر أكثر من الأربعين فتكون ولادتها في العقد الأول من الهجرة والله العالم.

وليس لدينا ما نضيفه هنا من سيرتها إلا القول بأنها توفيت بعد معركة الطف، ودفنت على الأكثر في البقيع.

(298)

 

(35)

روضة بنت... المدنية

ق5ق.هـ- ب61هـ = ف617- ب680م

 

هي: روضة (خادمة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)) المدنية(1).

ضبط المفردة: «روضة» بفتح الراء وسكون الواو، وفتح الضاد على زنة زهرة، مؤنث الروض وكلاهما بمعنى الأرض المخضرة بأنواع النبات، والجمع يأتي روض ورياض وروضات وريضان، وقيل إنما سميت الروضة بذلك لاستراضة الماء فيها، واستراض الحوض أو المكان إذا غطى الماء وجهه.

فالروضة إنما استخدمت في الأرض المخضرة بأنواع النبات لما يوجب جمالها بهجة وسروراً، ومن هنا جاءت تسمية الإناث بها، وربما كان الاسم جاهلياً، ولكن ليس لدينا ما يدل على ذلك(2) إلا اسم من بصدد ترجمتها حيث كانت أمة لرسول الله «عليه السلام» إذ روى الطبري في تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها)(3) بإسناده عن عمرو بن سعيد الثقفي(4)،

___________
(1) معالي السبطين: 2/230.

(2) ورد في أعلام النساء: 1/471 «روضة بنت عمرو كان يعشقها عبد الرحمان بن إسماعيل وضاح اليمن، فذهبت به كل مذهب فخطبها فامتنع قومها من تزويجه أياها وعاتبه وعشيرته، فقال في ذلك قصائد، وذكر أيضاً: واختلف في أهل روضة فقال بعضهم: إنها من بنات الفرس، وقال آخرون: إنها امرأة من كندة، وقال قوم: إنها من أهل اليمن- نقلناه بالمضون-.

(3) سورة النور، الآية: 27.

(4) الثقفي: هو عمرو بن سعيد الثقفي، ويقال القرشي، مولى أبي سعيد البصري، روى =

(299)

 

أن رجلاً استأذن على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: ألج؟

فقال النبي «عليه السلام» لأمة له يقال لها روضة: قومي إلى هذا فكلميه، فإنه لا يحسن يستأذن، فقولي له يقول: السلام عليكم، أدخل؟

فسمعها الرجل، فقالها، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أدخل(1).

وروى المجلسي(2) بأنه كان للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جارية اسمها روضة(3)، ولا يخفى أن بعض الملوك كالنجاشي(4) ملك الحبشة، والمقوقس(5) ملك مصر كانوا قد أهدوا للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هدايا وكان فيها الإماء، وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعتق الإماء إلا إنهن يفضلن البقاء في خدمته، وكانت روضة إحدى هذه الإماء، والتي يحتمل أن تكون من هدايا النجاشي، فعليه ربما كان وصلوها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في السنة السابعة من الهجرة أول صفر حين ورد عليه جعفر الطيار إلى خبير(6)، وربما أهداها له في المرة الأولى حين أجابه على رسالته، والله العالم.

ويقول المازندراني: وكانت الأمة- روضة- تخدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أن توفي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبعده انضمت إلى ابنته فاطمة ، وكانت في بيت علي «عليه السلام» تخدم أولاده إلى أن زوج علي «عليه السلام» ابنته زينب من عبد الله بن جعفر،

______________
= عن أنس بن مالك ولم يذكر أن له صحبة، ولربما روى عن أحدهم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو ليس عمرو بن سعيد بن هلال الثقفي الذي كان من أصحاب الإمامين الباقر والصادق «عليه السلام».

(1) جامع البيان: 9/279.

(2) المجلسي: هو محمد باقر بن محمد تقي، مضت ترجمته.

(3) بحار الأنوار: 126.

(4) النجاشي: مضت ترجمته، وقد سبق وقلنا إنه معرب نيجوستي والتي تعني باللغة الحبشية الملك، والمراد به هنا أصحمة المتوفى سنة 9هـ.

(5) المقوقس: هو لقب زعيم الأقباط في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو الذي راسل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وظل على قيد الحياة حتى عهد عمر بن الخطاب، فصالح قوات المسلمين فدخلوا الإسكندرية، ويقال إن أصل الكلمة يوناني، تعني قوقاسيوس أو قفقازي، ويقال أيضاً إن أصله كان من القفقاز، وقد ولاه هرقل على مصر، وكان يرعى الكنيسة أيضاً.

(6) راجع السيرة الحسينية: 1/357 (الموسوعة الحسينية).

(300)

فكانت في بيت عبد الله بن جعفر الطيار تخدم السيدة زينب وأولادها إلى أن خرج الحسين «عليه السلام» من المدينة إلى العراق، فخرجت زينب- أخته- معه وخرجت الجارية- روضة- معها حتى أتت كربلاء(1).

والحاصل أنها كانت تخدم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في حياته، ومعنى ذلك أنها كانت لا أقل في العقد الثاني من عمرها، بمعنى أن ولادتها تكون قبل الهجرة أي لا أقل في العقد الثاني قبل الهجرة ليكون عمرها أيام مقتل الإمام الحسين «عليه السلام» في حدود السبعين عاماً، وبمقتضى القاعدة أنها رجعت مع الإمام زين العابدين «عليه السلام» ومولاتها زينب «عليه السلام» إلى المدينة وتوفيت فيها بعد عام 61هـ، فهي على أقل تقدير خدمت في بيت زينب «عليه السلام» أربعين عاماً، وقلبها خدمت الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم في بيت علي «عليه السلام» نحو أربعة عشر عاماً ومن قبلها خدمت سنوات عديدة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) فكانت ملاصقة لبيت النبوة والإمامة أقل من ستين سنة بقليل، ونستشف من كون فضة كانت أول من خدمت البيت النبوي أن روضة جاءت بعدها لتخدم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا كان لديه روضة آنذاك فمن غير المعقول أن لا يرسلها إلى بيت فاطمة عندما كانت متعبة وطلبت من أبيها من يخدمها فعلمها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) التسبيحات التي عرفت باسمها وانتظر فترة طويلة إلى أن أهدى النجاشي- على قول- له فضة النوبية عام 5هـ فجعلها في خدمة بيت علي وفاطمة «عليه السلام»(2)، إذاً فقد خدمت في بيت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في آواخر السنة الخامسة أو بعدها.

وقد رافقت السيدة زينب «عليه السلام» إلى كربلاء لعلاقتها بسيدتها التي كانت على شاكلة أمها الزهراء «عليه السلام» من حيث التعامل مع وصيفاتها إذ كانت تتقاسم الأعمال بينها وبينهن كما هو الحال مع فضة النوبية.

وبما أننا لم نتمكن من الحصول على خصوصياتها فقد لقبناها بالمدنية لأنها سكنت المدينة معظم حياتها فتستحق بجدارة أن تكون من أهل المدينة، وقد سبق وذكرنا في ترجمة الإمام الباقر «عليه السلام» أن جابر بن

____________
(1) معالي السبطين: 2/230.

(2) راجع السيرة الحسينية: 1/261.

(301)

 

يزيد الجعفي عندما قصد المدينة كي ينتهل العلم من آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قال له الإمام «عليه السلام» في ظل الظروف الأمنية القاسية إذا سألك أحد من أين أنت، فقل من أهل المدينة، فتعجب من ذلك جابر وقال: أيحل لي أن أكذب؟ قال «عليه السلام»: ليس هذا بكذب، من كان في مدينة فهو من أهلها حتى يخرج(1).

كما أننا وصفناها بخادمة الرسول «عليه السلام» حيث هذا شرف وما فوقه شرف فعرفناها بما هو الأجلى وكفى بذلك تعريفاً عنها.

___________
(1) راجع ترجمة الإمام الباقر «عليه السلام» من معجم الأنصار الهاشميين الجزء الثالث.

(302)

 

حرف الزاي

36- زبيدة، بنت الحسين الهاشمية           .... - ....هـ

37- زينب بنت الحسن الهاشمية             ق43- ب61هـ

38- زينب بنت الحسين الهاشمية            ن31- ق45هـ

39- زينب الصغرى بنت علي الهاشمية      23- ب61هـ

4- زينب الكبرى بنت علي الهاشمية          6- 62هـ

 

(303)

 

(304)

 

(36)

زبيدة بنت الحسين الهاشمية

.... - ....هـ = .... - ....م

 

هي: زبيدة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي.

ضبط المفردة: «زبيدة» بضم أولها وفتح ثانيها ورابعها بينهما سكون وتنتهي بتاء التأنيث على زنة زبير، وهذا الوزن فعيل وفعيلة يأتي للتصغير كما في أسد تقول: أسيد وأسيدة، وقد يكون التصغير لمزيد الدلع والحب، وجذر الكلمة مأخوذ من الزبد وهو خيار الشيء وأفضله، ومنه قولهم: «زبدة الكلام»، وقد اتخذ من الزُبد، والزباد، الزَبّد، والزبيد، والزبيدة، والزبدة، والزبيدة أسماء للذكور والإناث(1) منذ العهد الجاهلي ثم الإسلامي، فالزبيد بطن من مذحج وهو منبه الأكبر ابن صعب بن سعد العشيرة ابن مالك، واشتهرت في العهد العباسي زبيدة بنت جعفر بن المنصور العباسية (نحو 150- 216هـ) والتي في الأساس اسمها أمة العزيز، إلا أن جدها المنصور كان يداعبها فيقول لها زبيدة فغلب عليها ذلك(2)، وهناك من الراويات من تسمى بزبيدة(3).

وأما بالنسبة إلى من نريد ترجمتها فقد ورد في أسرار الشهادة بأنها ابنة الحسين «عليه السلام» التي تزوجها الحسين لابن أخيه القاسم بن الحسن «عليه السلام» يوم عاشوراء، وهذا نص ما أورده: «إن الإمام المظلوم زوج القاسم بنته

__________
(1) راجع تاج العروس: 8/133.

(2) راجع أعلام النساء: 2/17.

(3) مستدركات علم رجال الحديث: 8/576.

(305)

 

المسماة زبيدة، وهي التي ولدتها شاه زنان بنت الملك يزدجرد، وكانت شاه زنان خالة سيد الساجدين «عليه السلام» وقد تزوج بها سيد الشهداء «عليه السلام» بعد وفاة أم سعيد الساجدين، ويحتمل أن يكون اسم هذه الإمرأة شهربانو، واسم أم سيد الساجدين شاه زنان»(1).

ويضيف الدربندي قائلاً: «وأما مقبرة زوجة القاسم أي بنت سيد الشهداء روحي له الفداء، وهي المسماة عند الناس بزبيدة خاتون فهي واقعة في محلة محلات الري، والمسافة بينها وبين مقبرة السيد الأجل عبد العظيم الحسني- بالري- بما يقرب من ثلث فرسخ(2)»(3).

ويقول أيضاً: «بأنها أنجبت للقاسم بن الحسين القاسم الثاني والمشتهر عند عوام الناس بشهزاده قاسم»(4).

يظهر من كلامه رحمه الله عدة أمور:

1- إن الإمام الحسين «عليه السلام» تزوج أخت أم السجاد «عليه السلام» بعد وفاتها.

2- إن القاسم بن الحسن «عليه السلام» قد تزوج بالفعل من ابنة الحسين «عليه السلام».

3- إن ابنة الحسين «عليه السلام» اسمها زبيدة.

4- أن أم زبيدة هي: خالة الإمام السجاد «عليه السلام» «شهربانو» بنت يزدجرد الثالث بن شهريار الساساني.

5- إنها أنجبت له إبناً سمي بالقاسم الثاني ابن القاسم الأول ابن الحسن السبط.

6- إن زبيدة دفنت في مدينة الري في إيران.        

7- إن ابنها القاسم الثاني قتل على أيدي بني أمية حيث خرج عليه وقتل.

_____________

(1) أسرار الشهادة: 3/317.

(2) الفرسخ: حوالى 5,5 كيلومتر، وثلثه يساوي 1,834 كيلو متراً.

(3) أسرار الشهادة: 3/319.

(4) أسرار الشهادة: 3/317.

(306)

 

8- إن رأس القاسم الأول وجسد القاسم الثاني دفنا في مرقد واحد في إحدى قرى شمرانات- طهران.

ويرد على هذه النقاط بما يلي:

1- إن مسألة زواج القاسم بن الحسن «عليه السلام» من ابنة الحسين «عليه السلام» سبق وفند، وغاية ما احتملناه أنها كانت باسمه على الشكل المتعارف بين الأٌقارب والأحباب من تسمية الفتاة باسم الشاب وبالعكس منذ هم أطفال، وربما إن توسعنا في الأمر قلنا إنها كانت خطيبته.

2- أن تكون ابنة الحسين «عليه السلام» اسمها زبيدة هذا ما تفرد به، حيث لم نحصل على ذلك في المصادر التي لدينا لا القديمة منها ولا الحديثة، والدربندي نفسه ربما يناقض نفسه حيث أورد عن كتاب أنساب آل أبي طالب قائلاً: قد ذكر أن الزفاف قد وقع، وقد حبلت فاطمة وولدت ذكراً أسماء أهل أمها وعشيرتها من جهة الأم بالقاسم المثنى»(1).

فتارة يذكرها فاطمة وأخرى يذكرها زبيدة، إلا إذا قيل بأن اسمها فاطمة وتلقب أو توصف بزبيدة كما يظهر من كلامه عن مرقدها: «مقبرة زوجة القاسم أي بنت سيد الشهداء وهي المسماة عند الناس بزبيدة خاتون فهي واقعة في محلة من محلات الري»(2). وقد ورد في كتاب عرس ومأتم(3) أن الحسين «عليه السلام» نادى أخته زينب الكبرى وقال فيما قاله: «وأخرجي الثياب التي أعددتها لابنتي فاطمة الصغرى.. ».

ومن المعلوم أن أكثر ما قيل عن بنات الحسين «عليه السلام» أن هناك فاطمتين كبرى وصغرى، وهناك من يقول بأن له فاطمة واحدة تزوجها الحسن المثنى، وأما القائلون بأنها اثنان فقد اتفقوا على أن إحداهما حضرت كربلاء وأخرى بقيت في المدينة، ولكنهم اختلفوا في أيهما

________
(1) أسرار الشهادة: 2/309.

(2) أسرار الشهادة: 2/319.

(3) عرس ومأتم لمحمد علي الناصري: 11.

(307)

 

حضرت كربلاء، كما اختلفوا في أيهما كانت زوجة الحسن المثنى، ولكنهم لم يختلفوا بأن التي تزوجها الحسن المثنى كانت ابنة أم إسحاق التيمية، وكان اختيارنا أن التي حضرت كربلاء هي الصغرى وأنها ابنة أم إسحاق وزوجة الحسن المثنى وأن التي بقيت في المدينة هي فاطمة الكبرى وأمها الرباب(1) وحينئذٍ لا مجال للقول بأنها تزوجت من القاسم بن الحسن «عليه السلام»، وربما كل هذا جاء من الخلط بين الأخوين الحسن المثنى والقاسم ابني الإمام الحسن «عليه السلام»، وربما يؤيده أن الحسن المثنى لم يكن قد بنى بها، والله العالم.

3- كون أم زبيدة هي شهربانو بنت يزدجرد الساساني أمر غريب، حيث إن المؤرخين ذكروا بأن اثنتين من بنات يزدجرد أسرتا في الحرب، إحداهما كانت تسمى شاه  زنان والثانية تسمى شهربانو، ومن المشهور والمروي أن إحدى الأختين تزوجها الإمام الحسين «عليه السلام» والثانية تزوجها محمد بن أبي بكر. قال القمي(2) في نفس المهموم: «وفي الإرشاد: وأمه – أم زين العابدين- شاه زنان بنت يزدجرد بن كسرى، ويقال: إن اسمها كان شهربانويه، وكان أمير المؤمنين «عليه السلام» ولي حريث بن جابر الحنفي(3) جانباً من المشرق فبعث إليه بنتي يزدجرد بن شهريار بن كسرى، فنحل ابنه الحسين «عليه السلام» شاه زنان فأولدها زين العابدين «عليه السلام»، ونحل الأخرى محمد بن أبي بكر(4) فولدت له القاسم بن محمد

___________
(1) راجع ترجمة محسن بن الحسين «عليه السلام» في معجم  الأنصار الهاشميين الجزء الثالث.

(2) القمي : هو عباس بن محمد رضا، وقد مضت ترجمته.

(3) حريث بن جابرالحنفي: وقد لقبه بعضهم بالإضافة إلى الحنفي بالبكري أو الجعفي؛ فالجعفي نسبة إلى جعفي بن سعد العشيرة المذحجي، إلا أنه لا يصح لأنهما قبيلتان لا تلتقيان، وأما البكري فنسبه إلى بكر بن وائل، وبنو حنيفة هم قبيلة من بكر بن وائل ينتمون إلى حنفية بن لجيم، إذا فالحنفي بكري أيضاً، وحريث هذا كان من الموالين لأمير المؤمنين «عليه السلام»، وقد استعمله على لهازم البصرة، وكان قد اشترك مع علي «عليه السلام» في حرب صفين، وكان شاعراً له نظم في معركة صفين.

(4) محمد بن أبي بكر: هو محمد بن عبد الله (أبي بكر) بن عثمان (أبي قحافة) بن عامر التيمي القرشي (10- 108هـ) ولد بين المدينة ومكة في حجة الوداع، ونشأ في المدينة في حجر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام» لأنه تزوج أمه أسماء بنت =

(308)

 

ابن أبي بكر(1)، فهما ابنا خالة»(2).

أقول(3): إني احتمل قوياً أن اسمها الأصلي كان سلافة فصحفت بسلامة أو بالعكس، وشاه زنان لقبها، وشهربانويه الاسم الذي سماها به أمير المؤمنين، فقد حكي أنه قال لها أمير المؤمنين «عليه السلام»: ما اسمك؟

فقالت: شاه زنان بنت كسرى.

قال أمير المؤمنين «عليه السلام»: «نه شاه زنان نيست بر أمت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)(4)، وهي سيدة النساء، بل أنت شهربانويه، وأختك مرواريد بنت كسرى».

قالت: «آريه»(5)(6).

والحاصل أن تعدد الأسماء لا يدل على تعدد الذوات أيضاً، بل إنهما شقيقتان الأولى تزوجها الإمام الحسين «عليه السلام»، والثانية تزوجها محمد ابن أبي بكر، ولا مجال للثالثة ليعاد إلى القول بأن الإمام الحسين «عليه السلام»

___________
= عميس بعد وفاة أبيه أبي بكر سنة 13هـ وشهد مع علي «عليه السلام» وقعتي الجمل وصفين، وولاه إمارة مصر بعد اغتيال مالك الأشتر، فقتل بأمر من معاوية في مصر، ودفن في مسجد زمام خارج مدينة الفسطاط.

(1) القاسم بن محمد بن أبي بكر: أحد الفقهاء السبعة في المدينة (37- 107هـ) ولد في المدينة، وتوفي في القديد، بين مكة والمدينة حاجاً أو معتمراً، وكان يكنى بأبي محمد، وكان من الموالين للإمام السجاد «عليه السلام» ومن أصحابه وأصحاب الباقر والصادق «عليه السلام» أيضاً، وقد تزوج الإمام الباقر «عليه السلام» ابنته أم فروة فأنجبت له الإمام الصادق «عليه السلام».

(2) الإرشاد: 2/137، بل ورد أنهن كن ثلاث بنات فجعلت واحدة لعبد الله بن عمر فأولدها سالماً، والأخرى لمحمد بن أبي بكر فأولدها قاسماً، والأخرى للحسين فأولدها علياً.

(3) القول للقمي.

(4) الجملة فارسية ومعناها: «لا، لست سيدة النساء في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)» في إشارة إلى أن فاطمة الزهراء «عليه السلام» هي سيدة النساء.

(5) آريه: فارسية تعني نعم.

(6) نفس المهموم: 478.

(309)

 

تزوجها بعد وفاة أختها، واحتمال أن محمد بن أبي بكر طلقها فتزوجها الإمام الحسين «عليه السلام» لم يصر إليه أحد، نعم يمكن القول بأنه «عليه السلام» تزوجها بعد وفاة محمد بن أبي بكر الذي توفي سنة 38هـ، ولكن لم يؤيد بنص من قبل المؤرخين أو الرواة أو علماء الأنساب، ولو صحت هذه الرواية لحلت الكثير من الأمور، منها نسبة بعض أولاد الإمام الحسين «عليه السلام» المنسوبين إلى شاه زنان (شهربانويه  ) كزينب وأم كلثوم وعبد الله كما اختاره، ابن فندق(1)، ولكن تذكر بعض المصادر أن مرواريد هي الأخرى توفيت في نفاسها من القاسم بن محمد بن أبي بكر(2)، مما لا يدع مجالاً لهذا الاحتمال، كما أن الإمام الحسين «عليه السلام» كان حتى عام 38هـ متزوجاً اثنتين: الرباب وليلى، ومن عام 38هـ كان حتى عام 50هـ متزوجاً من ثلاث: الرباب وليلى وعاتكة، وفي خلالها أي بالتحديد عام 44هـ أو 45هـ تزوج من زينب لفترة بسيطة وهذا يعني أن زواجه من مرواريد لو صح لكان ما بين 38- 44هـ، ومن المفروض أن تكون قد توفيت قبل زواجه من زينب إن صحت الروايتان.

       4- أما مسألة إنجاب زبيدة للقاسم بن الحسن «عليه السلام» ففيها نظر، لأن أصل الزواج لم يثبت فكيف بالإنجاب، وعلى فرض أن الزواج بمعنى عقد الزواج قد تم، فهل يعقل أنه بنى بها والمعارك دائرة وسني عمرها لا تقتضي الإنجاب حسب العادة الغالبة، وكيف بالقاسم الذي يريد أن يلقى ربه بالشهادة ولا يمتلك الماء للشرب فكيف يدبر أمر الغسل إلا إذا قيل إنه تيمم وهذا لا يرتاح إليه ضمير العاقل، كما لا يتطابق مع النبل المعروف به أهل هذا البيت الطاهر الذي أهذب الله عنهم الرجس، مضافاً إلى أن الدربندي لم يستند في كل ذلك على رواية صحيحة أو سند يوثق به مما يكون دعماً لكلامه ومدعاه.

       5- إن وجود قبر باسم زبيدة خاتون على مقربة من مزار عبد العظيم الحسين لم نحصل على تأكيد له، وما عرف فهو قبر ينسب إلى السيدة

_____________
(1) لباب الأنساب: 1/349.
(2) مستدركات علم رجال الحديث: 6/374.

(310)

 

شهربانو والتي هي السيدة شاه زنان والدة الإمام السجاد «عليه السلام» والذي لا يمت إلى الصحة بشيء.

       6- إن مسألة القاسم الثاني فإن وجوده لا دليل عليه بل كل القواعد تنفيه، فكيف بمقتله في انتفاضة قام بها ليقتل على أيدي الأمويين إذ لم يوجد مثل هذا في كتب التاريخ أبداً، ولو كان لبان، وإن روايات العامة لا يمكن أن تكون سنداً لمسألة تاريخية بهذه الأهمية، وربما كان المراد به رجلاً آخر من آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فاختلط اسمه بغيره.

       7- أما كون رأس القاسم ابن الإمام الحسين «عليه السلام» مفدون هناك فهذا أمر أغرب من غيره، حيث إن الرؤوس إن حملت جميعها إلى الكوفة والشام فلا شك أن الإمام زين العابدين «عليه السلام» أرجع الرؤوس إلى كربلاء ودفنها عند اجسادها، ورغم بعض الخلافات فإنه لم يرد بأن رأس القاسم حمل إلى تلك البلاد، ولا مؤيد له في التاريخ والسير. ولعل المراد بالقاسم المدفون في منطقة الشمرانات- في إيران- هو القاسم بن الحسين ابن زيد ابن الإمام علي بن الحسين «عليه السلام» كما ذكره المجدي(1) وغيره(2).

       نعم هناك في تجريش(3) مقام للقاسم بن الحسن «عليه السلام» وكتب على الباب منه ما يلي: «هذا المرقد الشريف والقبر المنيف صلوات الله على مشرفها، هو سلطان المقربين وبرهان المتقين سلالة الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين قاسم بن الحسن ابن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وابن عم رسول رب العالمين أسد الله الغالب علي بن أبي طالب «عليه السلام»»(4).

       والظاهر أنه متحد مع ما قبله وفي الثانية خفف من نسبه أولاً، وكان

____________
(1) المجدي: هو علي بن محمد بن علي بن محمد العلوي العمري (348- 490هـ) من علماء الأنساب، ومن أعلام الإمامية، من آثاره: المبسوط، العيون، وكتاب الشافي.

(2) مشاهد العترة الطاهرة: 104، عن المجدي.

(3) تجريش: محلة كبيرة في شمال شرق طهران.

(4) دليل الزائر إلى العتبات المقدسة في إيران: 72.

(311)

 

للتصحيف بين الحسن والحسين دور في ذلك ثانياً، بحيث تخيل البعض بأنه الابن المباشر للإمام الحسن «عليه السلام» وقد بحثنا المقامين أو المرقدين، مرقد السيدة زينب بنت الحسين «عليه السلام»، ومرقد القاسم بن الحسن «عليه السلام» في باب المراقد فليراجع.

       وأخيراً فإن احتمال أن تكون زبيدة اسم أم كلثوم التي هي ابنة شاه زنان أو تصحيف لشقيقتها زينب بنت الحسين «عليه السلام» وارد، وأما أن تكون شخصية برأسها فهذا ما لا يمكن تأييده.

(312)

 

(37)

زينب بنت الحسن الهاشمية

ق43- ب61هـ = ق663- ب681م

 

       هي زينب بنت الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشية.

       ضبط المفردة «زينب» سيأتي في ابنة عمها زينب بنت الحسين «عليه السلام»، وذلك لأننا سبق وترجمنا تلك قبلها.

       قبل الحديث عن أي شيء آخر لا بد من الحديث عن مسألة حضورها كربلاء، وفي الحقيقة فإن مسألة حضورها كربلاء هي مسألة استنباطية، إذ ليس في النصوص ما يدل على ذلك، ولكن العادة الغالبة على حضور من في موقعها جعلنا نستظهر ذلك، حيث لا مجال للفصل بين حضور ابنها الإمام الباقر «عليه السلام» كربلاء، وعدم حضورها وبالأخص أن عمره كان ثلاث سنوات، ولم يستقل بنفسه.

       ولو قيل إن الأم تخلفت في المدينة لمرض أو حمل أو ما شابه ذلك ولم تصحب زوجها السجاد «عليه السلام» فهذا معقول، أما لماذا حضر ابنها الباقر «عليه السلام» وهو بهذا العمر، فكان عليه أن يبقى في كنف والدته، إذ لا ضرورة لحضوره، لا لقتال مفروض عليه فيحضر كأبيه ولا ضرورة لحضوره باعتباره أن المفترض على أمه أن تصحب زوجها، فلماذا لم تحضر(1)؟

____________
(1) واحتمال أن حضور الإمام الباقر «عليه السلام» لكونه سيتولى الإمامة، أو لأنه كان معرضا لاغتيال، لا دليل عليهما، والله العالم.

(313)

 

       هذا السؤال الذي بقي بلا جواب كان من وراء استظهار حضورها، وما ورود بعض الأقوال باسم زينب بنت الحسين فيمن حضرن كربلاء لعلها جاءت تصحيفاً لزينب بنت الحسن والله العالم بحقيقة الحال.

       ولكن: إن الخلاف وقع في اسم والدة الإمام الباقر «عليه السلام» فقيل هي زينب كما عليه العبدلي(1)، وقيل اسمها فاطمة كما علين ابن(2) أبي الثلج(3)، وقيل اسمها أم عبد الله كما عليه المفيد(4)، ويمكن الجمع بين كون أم عبد الله هي كنيتها وليس باسمها ليصبح عندنا قولان أم عبد الله فاطمة(5) أو أم عبد الله زينب(6)، وربما أمكن الجمع أيضاً بين القولين بأن فاطمة اسمها، وأن زينب لقبها وأن أم عبد الله كنيتها، وبالأخص إذا قلنا بأن «زينب» أصلها «زين أب» فإمكانية احتمال ذلك يكن أكثر، وهذا أمر متعارف كما نلاحظ ذلك في زبيدة ابنة جعفر ابن المنصور العباسي حيث كان اسم زبيدة أمة العزيز، فإن جدها كان يداعبها ويقول لها زبيدة فعرفت به.

       هذا وقد اختلفوا في كونها أماً للإمام محمد الباقر «عليه السلام» وأم عبد الله الباهر أيضاً فمنهم من اعتبرهما شقيقين كالقمي(7) ومنهم لم يعتبرهما شقيقين كالمفيد(8)، وهناك من ذهب إلى أبعد من ذلك فاعتبر الحسن والحسين والباقر والباهر أشقاء(9)، وربما كان السبب من وراء ذلك هو

__________
(1) أخبار الزينبيات: 126.

(2) ابن أبي الثلج: هو محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل البغدادي، ولد قبل منتصف القرن الثالث وتوفي سنة 325هـ في بغداد، كان من أعلام الإمامية ، له: أخبار النساء المحمودات، أخبار فاطمة والحسن والحسين، وكتاب من قال بالتفضيل من الصحابة.

(3) تاريخ الأئمة: 24.

(4) الإرشاد للمفيد: 2/155.

(5) كما ذهب إلى ذلك الطبرسي في إعلام الورى: 1/498.

(6) كما ذهب إلى ذلك العبدلي في أخبار الزينبيات: 126.

(7) منتهى الآمال: 2/66.

(8) الإرشاد: 155.

(9) لباب الأنساب: 1/379.

(314)

 

الخلط الواقع بين اثنين من أولاد الإمام الحسن «عليه السلام» حيث له أكثر من عبد الله، وعلى أي حال فالمشهور أن محمداً الباقر وعبد الله الباهر شقيقان، ولكن الخلاف وقع أيضاً في أيهما أكبر.

       إذاً فمن هي والدة أم عبد الله أو فاطمة أو زينب؟

       وقبل الإجابة على ذلك يظهر من مجمل الكلام في بنات الإمام الحسن «عليه السلام» أن له ثلاث فواطم:

       1- فاطمة بنت أمة الله بنت محمد بن عبد الرحمان بن أبي بكر بن أبي قحافة التيمية(1).

       2- فاطمة بنت الرباب المازنية.

       3- فاطمة بنت أم إسحاق بنت طلحة بن عبد الله التيمية(2).

       ويظهر من كلام ابن فندق أن أم الإمام الباقر «عليه السلام» هي فاطمة بنت أمة الله لأنه يقول: «فالباقر «عليه السلام» أشرف أرباب الأنساب وله نسب الحسن والحسين «عليه السلام»، ونسب الأكاسرة من قبل جدته شهربانويه، وجدته ولد(3) (والدة) أم عبد الله من حافدات أبي بكر»(4) ويبدو من كلامه أن هذه هي مكناة بأم عبد الله.

       كما لا بأس بالإشارة إلى أن للإمام السجاد «عليه السلام» ولداً باسم عبد الله ملقباً بالباهر كما هو واضح، وبما أن والدة الإمام الباقر «عليه السلام» كانت تكنى بأم عبد الله فلربما اختلط الأمر على بعض الرواة فاحتملوا أن أم عبد الله الباهر، وأم الإمام الباقر «عليه السلام» متحدتان، وهذا هو الذي جعل بعضهم يؤكد أن أم عبد الله الباهر أم ولد، ويصرح بأن أم محمد الباقر هي أم عبد الله أو فاطمة أو زينب.

_______________
(1) لنا كلام حول هذا أثبتناه في ترجمة الإمام محمد الباقر «عليه السلام» في معجم الأنصار الهاشميين فليراجع.

(2) راجع لباب الأنساب: 1/343 وغيرها.

(3) في الأصل: «ولد» واحتملنا أن تكون الكلمة «والدة».

(4) لباب الأنساب: 1/380.

(315)

 

 

وربما احتمال البعض بأن عبد الله الباهر كان أكبر من الإمام الباقر «عليه السلام» ولذلك كنيت أمها ــ على فرض الاتحاد ـ بأم عبد الله، أو أنه تولى صدقات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين «عليه السلام» لكونه الأكبر، والوصية تشير إلى أن التولية تكون بيد أكبرهم.

  ولكن المشهور أن الإمام الباقر «عليه السلام» كان أكبر أولاد الإمام السجاد «عليه السلام» ، ومن جهة أخرى فإن الإمام الباقر «عليه السلام» فوض أخاه بالصدقات كما وكله الآخرون أيضاً .

وقد تفادى هذا الأمر الحسني(1) حيث قال : «أكبرهم سناً وقدراً الإمام محمد بن علي الملقب بالباقر وأمه فاطمة بنت الحسن السبط»(2).

وكذلك فعل القرشي(3) حين قال: وتولى عبد الله بالنيابة عن إخوانه صدقات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأمام أمير المؤمنين «عليه السلام»  وتوزيعهما وأدارتهما حسب ما جاء في وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأمام أمير المؤمنين «عليه السلام»(4).

والظاهر أن هويتهما كالتالي :

1ـ الاسم: فاطمة

2ـ اللقب: زينب

3ـ الكنية: أم عبد الله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الحسني : هو هاشم بن معروف بن علي بن احمد (1333ـ1400 هـ) ولد في قرية جناتا ـ لبنان ـ وتوفي ودفن فيها: درس في النجف، وتولى قضاء صور، ثم عين مستشاراً في المحكمة الجعفرية في بيروت، من آثاره: سيرة المصطفى أصول التشيع، وتاريخ الفقه الجعفري.

(2) سيرة الأمة ألاثني عشر :2/183

(3) القرشي : هو باقر بن شريف المولود في النجف سنة 1344هـ ، من العلماء المحققين والكتاب الباحثين، له مؤلفات جمة، منهما: إيضاح الكفاية، شرح العروة، وشح المكاسب، ولا زال يواصل عمله العلمي و التحقيقي في النجف.

(4) حياة الإمام محمد الباقر: 1/88، وقد جاء في لباب الأنساب :1/380 إن زيداً ابن الإمام الحسين «عليه السلام»كان المتولي لصدقات أمير المؤمنين «عليه السلام» فخرج زيد بن الحسن إلى هاشم بن عبد الملك والتمس منه أن يجعل تولية ملك الصدقات الى أخيه عبد الله بن علي، فجعله هاشم متولياً وزيد بن الحسن مشرفاً عليها.

(316)