معجم  أنصار الحسين  (النساء)     (الجزء الأول)

اسم الکتاب : معجم أنصار الحسين (النساء) (الجزء الأول)

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

4ـ الوالد: الحسن ابن علي ابن أبي طالب

5ـ الجدة: فاطمة الزهراء بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفاطمة بنت أسد.

6ـ الوالدة: أمة الله بنت محمد بن عبد الرحمان بن أبي بكر(1).

وأما عن ولادتها فلا بد أن تكون قبل سنة 43هـ لمكان ولادة الإمام الباقر «عليه السلام» سنة 57هـ ،وأما عن وفاتها فلا شيء لدينا يمكن الاعتماد عليه ، فلو أنها حضرت كربلاء فكان بالإمكان تحديد وفاتها بعد عام 61هـ .

نعود من جديد لنطرح مسألة حضورها فإن قلنا بأن عبد الله الباهر شقيق الإمام الباقر «عليه السلام» وقلنا بأن الباهر اصغر من الباقر «عليه السلام» فلا محيص من القول بأن ولادته كانت عام 61هـ أو بعده ، وربما كان حمل إلام من وراء بقائها في المدينة(2).

وأما إذ قلنا بأنهما  مجرد أخوين فالعادة تقتضي أن تكون حاضرة في معركة الطف في كربلاء إذا كانت على قيد الحياة، وربما يعود السبب إلى ذلك عدم وجود ذكر لها في معركة الطف هو وفاتها قبل هذا الحدث، ولكنه بعيد لأمرين، الأول: إن مثل هذا يذكر عادة لأن مؤداه أن الإمام الباقر «عليه السلام» تربى يتيماً وهذا ما لم يذكره المؤرخون، الثاني: إن القائلين يكون عبد الله الباهر شقيق الإمام الباقر «عليه السلام» يشيرون إلى أنه أصغر منه «عليه السلام» فلا بد أن تكون ولادته عام 61هـ أو بعيده..، والمظنون أنها كانت على قيد الحياة.

_______________

(1) وإذا كانت أم عبد الله وفاطمة غير متحدتين، وفي هذا المجال يذكر ابن فندق في لباب الأنساب: 1/343 أن والدة أم عبد الله هي خولة بنت منظور بن زبان الفزارية أي إنها والحسن المثنى شقيقان.

(2) وبما أن المؤرخين والنسابة ذكروا بأنه توفي وله من العمر 57 سنة- راجع لباب الأنساب: 1/380- ومعنى ذلك أن وفاته كانت عام 118هـ، وبذلك يكون قد أدرك صحبة الإمام الصادق «عليه السلام» حيث تولى أعباء الإمامة بعد وفاة أبيه الإمام الباقر «عليه السلام» سنة 114هـ، وهذا يتناسب ما رواه الوليد بن صبيح بدخول عبد الله الباهر على الإمام الصادق «عليه السلام» ونقاشه معه- راجع قاموس الرجال: 6/529.

(317)

 

هذا وقد لقب الإمام السجاد «عليه السلام» والدة نجله الأكبر الإمام الباقر «عليه السلام» بالصديقة(1)، ويعبر عنها حفيدها الإمام الصادق «عليه السلام» بقوله: «كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن مثلها»(2).

وأما الإمام الباقر «عليه السلام» فيذكر شيئاً من كرامتها إذ يقول: «كانت أمي قاعدة عند جدار فتصدع الجدار وسمعنا هدة شديدة، فقالت(3) بيدها: لا وحق المصطفى ما أذن الله لك في السقوط فبقي معلقاً في الجو حتى جازته فتصدق أبي بمائة دينار»(4).

ورواية الإمام الباقر «عليه السلام» هذه توحي بأنها كانت بعد معركة كربلاء على قيد الحياة لمكان روايته، إلا أنه ليس بالدليل القاطع حيث إنه(5) روى مقاطع من وقعة كربلاء أنه لم يتجاوز الرابعة من عمره الشريف.

وإلى هنا ننهي الحديث عنها لأمرين: لعدم ثبوت حضورها كربلاء، ولعدم توفر معلومات عنها.

_________

(1) حياة الإمام محمد الباقر: 1/19 عن الجزء الثاني من ضياء العالمين.

(2) الكافي: 1/469.

(3) واحتمال أن حضور الإمام الباقر «عليه السلام» لكونه سيتولى الإمامة، أو لأنه كان معرضاً للاغتيال، لا دليل عليهما، والله العالم.

(4) قالت: أي ما شاءت بيدها وقالت.

(5) الكافي: 1/469.

(318)

 

(38)

زينب بنت الحسين الهاشمية

ن31- ق45هـ = ن651- ق665م

 

هي: زينب بنت الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشية.

ضبط المفردة: «زينب» على زنة جعفر ولكنه ليس منه لأن وزنها فعلل وهو أحد الأوزان الستة الواردة في الاسم الرباعي المجرد، فهو إذا رغم أنها بفتح الفاء وسكون العين وفتح اللام الأولى ليست من الرباعي بل من الثلاثي المزيد فيه ويكون وزنها فيعل على شكل صيرف، وجذر الكلمة إما الأرنب وهو السمين، أو مأخوذ من الزينب والذي يقال للشجر الحسن المنظر، وإما أنها مركبة من «زين+ أب» ولما خففت سقط الألف لكثرة الاستعمال، فأصبحت زينب(1)، وفي الأخير وردت رواية من أهل البيت «عليه السلام» في ذلك(2)، سميت بذلك المرأة للاعتبارات السابقة، وقال أبو الفتح(3) في كتاب الاشتقاق(4): إن زينب علم مرتجل، وذكر بأن زينب

___________
(1) راجع تاج العروس: 3/26.

(2) راجع زينب وليدة النبوة والإمامة: 37.

(3) أبو الفتح: هو عثمان بن جني الموصلي المولود في أوائل القرن الرابع والمتوفى سنة 392هـ، يكنى بأبي الفتح ويعرف بابن جني، من أئمة اللغة والأدب ومن أعلام الإمامية، ولد في الموصل وتوفي في بغداد، والمدفون في مقابر قريش في الكاظمية، له مؤلفات جمة منها: التصريف الملوكي، التلقين، وسر الصناعة.

(4) الاشتقاق: هكذا عبر عنه صاحب تاج العروس وفي الحقيقة فإن اسم كتابه المبهج في اشتقاق أسماء شعراء الحماسة.

(319)

 

على زنة فيعل مأخوذ من زنبة وهي السمينة(1)، وقال ابن الأعرابي: الزينب شجر حسن المنظر، طيب الرائحة، وبه سميت المرأة، وواحد الزينب للشجر زينبة(2)، وتصغر على زنيبة، ويبدو والله العالم أنها من الإسماء الإسلامية أو التي كانت قريبة من العهد الإسلامي الأول في مكة، حيث لم نجد قبل ذلك من سمى بناته بذلك، وربما كانت أولاهن السيدة زينب التي قيل إنها ابنة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث أختلف في ذلك هل هي ابنة زوجته خديجة أو ابنة أختها هالة، وذهب بعض المحققين إلى أنها ابنة أخت خديجة وأن خديجة والرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)(3)، وعلى أي حال فإنها تزوجت من أبي العاص بن الربيع(4) وولدت له علياً وأمامة، وتوفيت زينب عام 8هـ. وزينب أم المساكين وذلك في الجاهلية، وقد سميت في الإسلام بزينب، وكان زواج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) منها سنة 3هـ وأما وفاتها فكانت عام 4هـ، وكذلك زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية، وكانت تسمى برة وهي التي زوجها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مولاه زيد بن الحارثة(5) ثم لما طلقها فتزوجها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وكانت ولادتها سنة 33ق.هـ، ووفاتها سنة 290هـ، فهؤلاء من أقدم من سمين بزينب، ومن الواضح أنهن سمين في بداية البعثة النبوية(6).

_________________

(1) راجع تاج العروس: 3/27.

(2) لسان العرب: 6/88.

(3) راجع الجزء الأول من السيرة الحسينية من هذه الموسوعة حيث تحدثنا بإيجاز عن ذلك.

(4) أبو العاص بن الربيع: هو القاسم بن ربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي، اختلف في اسمه على خمسة أسماء، واشتهر بكنيته، ولد قبل الهجرة بعقود وتوفي سنة 12هـ.

(5) زيد بن الحارثة: هو حفيد شراحيل (شرحبيل الكلبي) ولد في الجاهلية، واختطف صغيراً، وبيع في سوق النخاسين فاشتراه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بمال خديجة ولما تزوجها وهبته إليه، ولما أظهر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الإسلام، أسلم زيد فاستوهبه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) استشهد في معركة مؤتة سنة 8هـ.

(6) راجع كتاب أخبار الزينبيات ليحيى بن الحسن الأعرجي.

(320)

 

وأما بالنسبة إلى من نحن بصدد ترجمتها السيدة زينب بنت الحسين «عليه السلام» وقال: «زينب بنت الحسين «عليه السلام» ماتت صغيرة، أمها شهربانو بنت يزدجرد»(1) وذكر من أشقائها علي بن الحسين السجاد «عليه السلام» وعبد الله بن الحسين «عليه السلام»، وأم كلثوم بنت الحسين «عليه السلام»، ويظهر من سرد الأسماء زينب أكبر من أم كلثوم، كما لا شك أن الإمام زين العابدين «عليه السلام» هو أول أولادها وأن عبد الله هو آخر أولادها ليكون على الشكل التالي:

1- علي بن الحسين السجاد.

2- زينب بنت الحسين.

3- أم كلثوم بنت الحسين.

4- عبد الله بن الحسين.

وذكر الأمين بأن للحسين «عليه السلام» ستة ذكور وثلاث إناث: علي الأكبر وعلي الأوسط وعلي الأصغر ومحمد وعبد الله وجعفر، والبنات زينب وسكينة وفاطمة، وأورد في الأعيان ذكرها أيضاً إلا أنه قال: «ذكرناها في المجالس السنية(2) ولا أعلم الآن من أين نقلت ذلك، ولم يذكرها المفيد(3) في الإرشاد، وربما دل كلام المسعودي(4) في زينب الكذابة على وجود زينب بنت الحسين «عليه السلام»»(5).

________
(1) لباب الأنساب: 1/349- 350.

(2) المجالس السنية: 1/10.

(3) المفيد: هو محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (336- 413هـ) ولد في عكبراء شمال غربي بغداد، وتوفي في بغداد، كان من أعلام الإمامية، من آثاره: المقنعة، الأمالي، وأصول الفقه.

(4) المسعودي: هو علي بن الحسين بن علي المتوفى سنة 346هـ، مضت ترجمته.

(5) أعيان الشيعة: 7/132.

(321)

 

قال المسعودي: «وقد ذكرنا خبر علي- الرضا- بن محمد رضي الله عنه مع زينب الكذابة بحضرة المتوكل- العباسي- ونزوله رضي الله عنه إلى بركة السباع وتذللها له، ورجوع زينب- الكذابة- عما ادعته من أنها ابنة الحسين بن علي بن أبي طالب «عليه السلام» وأن الله تعالى أطال عمرها إلى ذلك الوقت في كتابنا: أخبار الزمان»(1).

ومن هنا يظهر بأن للحسين بن علي «عليه السلام» ابنة باسم زينب حيث تمكنت من أن تدعي زينب الكذابة بأنها هي؛ وربما جاء تأكيد ابن فندق بأنها ماتت صغيرة لدحض ادعاء هذه الكذابة بأنها عمرت طويلاً وأنها هي ابنة الحسين «عليه السلام».

وينقل طه الولي(2) لدى ذكره لمشهد السقط في حلب: إن سيف الدولة الحمداني(3) لما ظهر له مرقد محسن بن الحسين «عليه السلام» جمع آل علي ابن أبي طالب «عليه السلام» ليتحقق من نسب محسن فقال بعضهم: «إنه عندما حملت أسرة الحسين بن علي بعد مقتله من كربلاء إلى دمشق، وكان من بينها زينب بنت الحسين وهي حامل فطرحت في المكان الذي شيد فيه المشهد فيما بعد»(4).

ونقل ابن عساكر عن مقتل الحسين لأبي مخنف(5) ما نصه: حدثني

___________

(1) مروج الذهب: 4/86، وأخبار الزمان.

(2) طه الولي: هو محمد بن طه، المولود في طرابلس الشام سنة 1340هـ، سكن بيروت والقاهرة وغيرهما، شغل منصب مساعد القضاء في المحكمة الشرعية في بيروت، من آثاره: الأميركان في الميزان، القرامطة، والسياحة والرحالة الأجانب إلى الشرق.

(3) سيف الدولة الحمداني: هو علي بن عبد الله بن حمدان التغلبي الربعي (303- 356هـ)، ثالث ملوك الحمدانيين، حكم بعد أبيه سنة 333هـ وحكم بعده أخوه ناصر الدولة الحسن بن عبد الله، اتخذ من حلب عاصمة ملكه بعدما كانت في ماردين، لم يجتمع بباب أحد من الملوك كما اجتمع بباب سيف الدولة من العلماء والأدباء في شتى المجالات.

(4) المساجد في الإسلام: 116.

(5) أبو مخنف: هو لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الأزدي (نحو 65- =

(322)

 

سليمان بن أبي راشد(1)، عن حميد بن مسلم الأزدي(2)- أنه- قال: سماع أذني من الحسين وهو يقول: قتل الله قوماً قتلوك يعني ابنه علياً الأكبر ابن الحسين، ما أجرأهم على انتهاك حرمة الرسول، على الدنيا بعدك الدبار، وكأني أرى امرأة خرجت كأنها شمس طالعة تنادي: يا أخاه، فقيل: هي زينب بنت الحسين، وأكبت عليه، فجاء الحسين فأخذ بيدها وردها إلى الفسطاط»(3).

وهذا الحديث مردود من جهات أهمها أن المصادر التي نقلت رواية أبي مخنف ذكرتها زينب ابنة (أمير المؤمنين)(4) علي بن أبي طالب «عليه السلام»(5)

___________
= 157هـ) مؤرخ كبير اعتمد عليه من تأخر عنه، له مؤلفات جمة منها: كتاب الجمل، وكتاب صفين، وكتاب الغارات.

(1) سليمان بن أبي راشد: ليس له في كتب المعاجم والرواة ذكر، ولكن يظهر من هذه الرواية التي وردت في معظم كتب التاريخ والمقاتل أن عصره كان ما بين 65ه وسنة اختفاء ذكر حميد بن مسلم وبين سنة 157هـ وفاة أبي مخنف وبشكل أكثر تحديداً لا بد أن تكون ولادته قبل عام 45هـ ووفاته بعد عام 100هـ، ولقد بذلنا بعض الجهد للتعرف عليه وذلك عبر من عرف بأبي راشد فتوصلنا إلى شخصيتين هما أنسب ما يمكن أن يكون أحدهما والده، أبو راشد الحبراني الحميري الحمصي الدمشقي والذي قيل اسمه أصغر أو النعمان الراوي عن علي «عليه السلام» والمقداد، ويروى أنه ركب البحر إلى قبرس في عهد عثمان (23- 36هـ)، وثانيهما: أبو راشد الأزدي الذي قيل اسمه عبد الرحمان الفلسطيني، والذي له صحبة وقد غير الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) اسمه واسم أبيه عندما أسلم من عبد العزى بن أبي مغوية إلى أبي راشد عبد الرحمان، ولعل الثاني أنسب لكونه أزدياً حيث يوري الأزدي أبي مخنف عن الأزدي سليمان عن الأزدي حميد بن مسلم، والله العالم.

(2) حميد بن مسلم الأزدي: كان من أهل الكوفة، ولقد حضر معركة الطف في الجانب الأموي، إلا أنه لم يقاتل، كانت منزلته منزلة الصحفيين في مثل هذه الأيام، حيث كان همه جمع الأخبار، عدوه من أصحاب الإمام السجاد «عليه السلام»، وقد اشترك في القتال مع التوابين على الأمويين في معركة عين الوردة عام 65هـ، وليس عنه أثر بعده.

(3) تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: 69/169.

(4) راجع مقتل الحسين لأبي مخنف: 129 طبعة مؤسسة الوفاء- بيروت.

(5) راجع مقتل الإمام الحسين بن علي لأبي مخنف: تحقيق كامل سلمان الجبوري: 139.

(323)

 

أو ابنة فاطمة الزهراء «عليه السلام»(1)، أو لم يصرح باسمها ولكنها نادت: «يا أخياه ويابن أخياه»(2) مما يدل على أنها أخت الحسين «عليه السلام» ليكون علي الأكبر ابن أخيها، ولا يخفى ما في سندها حيث إن سليمان بن أبي راشد مجهول، إلى جانب أمور أخرى ربما نستعرضها في مكان آخر إن شاء الله تعالى.

ولا يخفى أن النسابة العبدلي لم يذكرها في كتابه أخبار الزينبيات الذي حاول أن يستقصي كل من اسمها زينب من آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحتى ابن عساكر قال معلقاً على هذه الرواية: «لم أجد لزينب هذه ذكراً في كتاب النسب للزبير». هذا كل ما لدينا عن زينب بنت الحسين «عليه السلام».

ويرد على قول المسعودي: إن التفاصيل التي أوكلها إلى كتابه أخبار الزمان جاءت على شكلين إحدى الروايات تذكر بأن الحدث كان مع الإمام الرضا «عليه السلام» (148- 203هـ) وفي عهد المأمون العباسي (198- 218هـ) في خراسان، بينما الرواية الثانية تذكر بأن الحدث وقع مع الإمام الهادي «عليه السلام» (212- 254هـ) وفي عهد المتوكل العباسي (232- 247هـ) في سامراء، وجاء نص كل منهما كالآتي: روى الإربلي(3) أنه كان بخراسان امرأة تسمى زينب فادعت أنها علوية من سلالة لفاطمة «عليه السلام»، وصارت تصول على أهل خراسان بنسبها، فسمع بها علي الرضا «عليه السلام» فلم يعرف نسبها فأحضرت إليه فرد نسبها، وقال: هذه كاذبة.

فسفهت عليه وقالت: كما قدحت في نسبي فأنا أقدح في نسبك.

فأخذته الغيرة العلوية فقال «عليه السلام» لسلطان خراسان(4): أنزل هذه إلى بركة السباع يتبين لك الأمر.

__________

(1) راجع كتاب مقتل الحسين لأبي مخنف تحقيق الحسن الغفاري: 164.

(2) راجع وقعة الطف لأبي مخنف تحقيق هادي اليوسفي الغروي: 243.

(3) الإربلي: هو علي بن عيسى، المولود في بداية القرن السابع الهجري والمتوفى سنة 692هـ، يكنى بأبي الفتح، ويلقب ببهاء الدين وكان من الكتاب والشعراء، شغل منصب ديوان الإنشاء في بغداد، ولد في إربل- شمال العراق- وتوفي في بغداد- من آثاره: المقامات الأربع، حياة الإمامين زين العابدين ومحمد الباقر، وطيف الإنشاء.

(4) ويفهم من استخدامه كلمة السلطان أن المراد به غير المأمون العباسي أو ربما كان الحدث بعد مقتل الأمين عام 198هـ وانتقال المأمون إلى بغداد.

(324)

 

وكان لذلك السلطان بخراسان موضع واسع، فيه سباع مسلسلة للانتقام من المفسدين، يسمى ذلك الموضع ببركة السباع، فأخذ الرضا «عليه السلام» بيد تلك المرأة(1) فأحضرها عند ذلك السلطان.

وقال: إن هذه كذابة على علي وفاطمة «عليه السلام»، وليست من نسلهما(2) فإن من كان حقاً بضعة من علي وفاطمة فإن لحمه حرام على السباع، فألقوها في بركة السباع، فإن كانت صادقة فإن السباع لا تقربها، وإن كانت كاذبة فتفترسها السباع.

فلما سمعت ذلك منه قالت: فانزل أنت إلى السباع فإن كنت صادقاً فإنها لا تقربك ولا تفترسك.

فلم يكلمها- الإمام- وقام «عليه السلام» فقال له ذلك السلطان: إلى أين؟ قال إلى بركة السباع والله لأنزلن إليها.

وقام السلطان والناس والحاشية وجاؤوا وفتحوا باب البركة، فنزل الرضا «عليه السلام» والناس ينظرون من أعلى البركة، فلما حصل بين السباع أقعت(3) جميعها إلى الأرض على أذنابها، وصار يأتي إلى واحد واحد ويمسح وجهه ورأسه وظهره، والسبع يبصبص له(4)، هكذا إلى أن أتى على الجميع؛ ثم طلع والناس ينظرون إليه.

فقال لذلك السلطان: أنزل هذه الكذابة على علي وفاطمة «عليه السلام» ليتبين لك.

فامتنعت فألزمها ذلك السلطان، وأمر أعوانه بإلقائها فمذ رآها السباع وثبوا إليها وافترسوها، فاشتهر اسمها بخراسان بزينب الكذابة وحديثها هناك مشهور(5),

______________
(1) قوله: «فأخذ الرضا بيد تلك المرأة» أي ساقها.

(2) وعلق الأمين في أعيان الشيعة: 7/132 على النص الذي ذكره أبو سعيد النيسابوري المتوفى سنة 406هـ «وزعمت أنها بنت فاطمة وعلي» فقال: أي من ذريتها لتصريح المسعودي أنها ادعت أنها بنت الحسين بن علي.

(3) أقعى الكلب: جلس على أسته.

(4) بصبص الكلب: حرك ذنبه.
(5) كشف الغمة: 3/50.

(325)

 

وأما نص الرواية الثانية فهي كالتالي:

روى(1) ابن شهرآشوب: كانت زينب الكذابة تزعم أنها بنت علي بن أبي طالب فأحضرها المتوكل وقال: اذكري نسبك، فقالت: أنا زينب بنت علي؛ وأنها كانت حملت إلى الشام فوقعت إلى بادية من بني كلب، فأقامت بين ظهرانيهم.

فقال لها المتوكل: إن زينب بنت علي قديمة وأنت شابة؟

فقالت: لحقتني دعوة رسول الله بأن يرد شبابي في كل خمسين سنة.

فدعا المتوكل وجوه آل أبي طالب فقال: كيف يعلم كذبها.

فقال الفتح(2): لا يخبرك بهذا إلا ابن الرضا(3) فأمر بإحضاره وسأله.

فقال «عليه السلام»: إن في ولد علي علامة.

قال: وما هي؟

قال: لا تعرض لهم السباع، فألقها إلى السباع فإن لم تعرض لها فهي صادقة.

فقالت: يا أمير المؤمنين الله الله في فإنما أراد قتلي، وركبت الحمار وجعلت تنادي ألا زينب الكذابة(4).

_______________
(1) روى ابن شهرآشوب عن أي الهلقام وعبد الله بن جعفر الحميري والصقر الجبلي وأبي شعيب الحناط وعلي بن مهزيار.

(2) الفتح: هو ابن خاقان بن أحمد بن غرطوج، ولد بعد منتصف القرن الثاني الهجري وقتل سنة 247هـ مع المتوكل، وكان يكنى بأبي محمد، فارسي الأصل من أبناء الملوك، وكان أديباً شاعراً، وفصيح اللسان، فطناً ذكياً، قربه المتوكل العباسي حتى اتخذه أخاً له، واستوزره، وكان يقدمه على جميع أهل وولده، وكانت له مكتبة ضخمة جداً، وألف عدداً من المؤلفات منها: الروضة والزهر، الصيد والجوارح، واختلاف الملوك.

(3) ابن الرضا: أراد به الإمام الهادي «عليه السلام» حيث اشتهر أبناء وأحفاد الإمام الرضا «عليه السلام» من الأئمة المعصومين بابن الرضا.

(4) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب: 4/416 وجاء فيه «وفي رواية أنه عرض =

(326)

 

ويبدو والله العالم أن الرواية الثانية أقرب إلى الواقع لأن المعروف وجود بركة السباع في سامراء، وقد صرح النيسابوري(1) في آخر روايته وبعد أن تبين للمتوكل كذبها باعترافها «فأدبرت على جمل في طرقات سر من رأى ينادى عليها بأنها زينب الكذابة وليس بينها وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رحم ماسة»(2).

أما بالنسبة إلى ما نقله طه الولي فيبدو والله العالم أن سيف الدولة الحمداني لم يأخذ بقول بعض العلويين بأن محسن هو ابن زينب بنت الحسين «عليه السلام» وإلا لماذا جاءت  الكتيبة كالتالي: «عمر هذا المكان المشهد المبارك ابتغاءً لوجه الله وقربة إليه على اسم مولانا المحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الأمير الأجل سيف الدولة أبو الحسن علي بن عبد الله ابن حمدان سنة واحدة وخمسين وثلاثمائة»(3)، ولمزيد الكلام يراجع ما تحدثنا عنه في ترجمة محسن بن الحسين «عليه السلام».

وأما بالنسبة إلى قصة زينب الكذابة، فالروايتان متضاربتان من حيث الزمان والمكان ومن تعاملوا مع القضية بين إمامين وسلطانين مختلفين مما يضعف أصل الموضوع.

وسبق ونقلنا أن هناك من يرى بأن زينب ورقية متحدتان(4)، وقال المازندراني لدى عده أولاد الإمام الحسين «عليه السلام»: «وأما البنات فسكينة

_______________
= عليها ذلك فامتنعت فطرحت للسباع فأكلتها»، وجاء فيه أيضاً: جرب هذا على قائله، فأجيعت السباع ثلاثة أيام ثم دعا بالإمام «عليه السلام» وأخرجت السباع فلما رأته لاذت به وبصبصت بأذنابها- أي حركتها- فلم يتلفت الإمام إليها وصعد السقف وجلس عند المتوكل ثم نزل من عنده والسباع تلوذ به وتبصبص حتى خرج وقال: قال النبي حرم لحوم أولادي على السباع.

(1) النيسابوري: هو أحمد (محمد) بن عبد الملك بن محمد النيسابوري الخركوشي المكنى بأبي سعيد والمتوفى سنة 406هـ، وهناك من ذكره باسم أبيه عبد الملك بن محمد، وذكر له: كتاب البشارة والنذارة، تهذيب الأسماء، وكتاب الزهد.

(2) أعيان الشيعة: 7/132 عن شرف المصطفى للخركوشي.

(3) المساجد في الإسلام: 116.

(4) راجع ترجمة أم كلثوم بنت الحسين «عليه السلام» من هذا المعجم.

(327)

 

وأمها الرباب، وفاطمة الكبرى الملقبة بزينب الصغرى، وقيل أمها القضاعية، فعلى هذا هي وجعفر من أم واحدة، وليس بمعلوم، بل أمها أم إسحاق كما سيأتي، وفاطمة الصغرى»(1).

ويظهر من كلامه أن هناك زينبين كبرى وصغرى، وذكر بأن الصغرى أمها قضاعية أي سلافة، ولكن كمونة يذكر بأن مرقد زينب الصغرى بنت الحسين «عليه السلام» في دمشق، ويقع شرقي الجامع الأموي(2) واستظهرناه أنه أراد بذلك مرقد السيدة رقية الواقع على الشمال الشرقي من الجامع الأموي، وما يهمنا هنا أنه أورد ذكر زينب بنت الحسين «عليه السلام» ووصفها بالصغرى كدلالة على أن هناك زينب الكبرى أيضاً.

وعلى أي حال فقد سبق وقلنا إذا كانت زينب شقيقة الإمام السجاد «عليه السلام» فمن المفروض أنها ولدت عام 32هـ، وأما إذا قيل إن أمها سلافة القضاعية فمعنى ذلك أنها ولدت بعد عام 22هـ فإذا كانت سلافة قد تزوجت من أبي عبد الله الحسين «عليه السلام» حدود عام 20هـ، وتوفيت قبل عام 30هـ، وأنجبت له جعفراً بعد عام 21هـ، فلا بد من القول بأنه زينب على فرض أن أمها سلافة القضاعية ولدت بعد عام 22هـ وقبل عام 30هـ، وربما نختار ما يلي حسب المعطيات التي بين أيدينا، ولكن دون أن نؤكد شيئاً.

1- إن فاطمة الكبرى أمها سلافة القضاعية لتكون ولادتها عام 20هـ، وذلك لأمرين، الأول: إن هناك من ذكر بأن فاطمة الكبرى ملقبة بزينب(3)، والثاني: إن هناك من حدد ولادتها بعام 20هـ من خلال تحديد عمرها ووفاتها(4)، وعليه تكون فاطمة الكبرى ملقبة بزينب وهي زينب الكبرى أيضاً لا الصغرى، وإنما جاء الخلط من احتمال الاتحاد.

___________
(1) معالي السبطين: 2/214.

(2) مشاهد العترة الطاهرة: 90.

(3) راجع معالي السبطين: 2/214.

(4) راجع كتاب فاطمة بنت الحسين للأميني.

(328)

 

2- إن زينب الصغرى هي ابنة شاه زنان لتكون ولادتها عام 31هـ، لأمرين، الأول: إن هناك من ذكر بأن زينب هي ابنة شاه زنان (شهربانويه)(1)، والثاني: إن الإمام السجاد «عليه السلام» ولد عام 33هـ وتوفيت أمه في نفاسها منه(2)، وعليه تكون زينب موصوفة بالصغرى في قبال أختها فاطمة الكبرى التي وصفت زينب وربما عرفت بها.

أما مسألة وفاتها فليس في اليد غير عبارة واحدة ألا وهي أنها ماتت صغيرة فهل المراد بها الصغرى أم الكبرى فهذا ما يجب بيانه، وبما أن الكبرى كانت وصفاً لفاطمة الكبرى وهناك روايات تقول: بأن إحدى الفاطمتين بقيت في المدينة عام 61هـ بينما حضرت الأخرى معركة الطف فلا بد من القول بأن زينب الصغرى هي التي توفيت وهي صغيرة، وقد سبق وقلنا إن الصغر يطلق على كل من لم تبلغ أو لم تكن مؤهلة للزواج أي قبل إكمال التاسعة أو قبل إكمال الرابعة عشرة، فإذا اخترنا بأن ولادتها كانت عام 31هـ فلا بد أن تكون وفاتها قبل 41هـ أو قبل 45هـ، وبما أنه لا يمكن البت بذلك فالأولى القول بأنها ماتت قبل عام 45هـ لأنه أشمل من القول بأنها ماتت قبل سنة 41هـ، والله العالم وإذا كانت هي ابنة شهربانو خالة الإمام السجاد «عليه السلام» فقد سبق وقلنا: إنها ولدت في عام 57هـ، وتوفيت في الموصل سنة 61هـ، والله العالم بحقائق الأمور.

_____________
(1) لباب الأنساب: 1/350.

(2) راجع ترجمة الإمام زينب العابدين من معجم الأنصار الهاشميين.

(329)

 

(39)

زينب الصغرى بنت علي الهاشمية

23- ب61هـ = 644- ب681م

 

هي: زينب الصغرى بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشية.

أمها: أم شعيب المخزومية المولودة في حدود عام 2ق.هـ، والمتوفاة بعد عام 40هـ، وقد تزوجها الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» في حدود عام 20هـ في المدينة(1)، وأنجبت له ثلاث بنات هن:

1- نفيسة (22- ب61هـ)، وقد تزوجت من عبد الله الأوسط ابن عقيل في حدود عام 36هـ، وأنجبت له أم عقيل، وكان عبد الله من أصحاب الإمام السجاد «عليه السلام» (61- 95هـ)(2).

2- زينب الصغرى (23- ق40هـ) على ما ذكروا، وقد تزوجت من محمد الأكبر ابن عقيل وذلك عام 37هـ، وأنجبت له عبد الله الأحوال وجعفراً، وكانت ولادة محمد عام: 20هـ واستشهاده عام 61هـ.

3- رقية الصغرى (24- ب61هـ) وقد تزوجت من مسلم بن عقيل سنة 45هـ(3) وذلك بعد وفاة أختها رقية الكبرى، وأنجبت له عبد الله الأصغر وحميدة وعاتكة، ومحمد الأصغر وإبراهيم، ولا يخفى أن مسلم ابن عقيل ولد في حدود عام 3هـ واستشهد في الكوفة في عام 60هـ.

____________

(1) معالي السبطين: 2/227 و228.

(2) هذا تاريخ فترة إمامته، وأما ولادة السجاد «عليه السلام» فهو عام 33هـ.

(3) ويحتمل أن يكون زوجها ما بين سنة 41- 45هـ.

(330)

 

والحاصل أن زينب الصغرى كانت لها من الشقيقات نفيسة أكبر منها ورقية الصغرى أصغر منها، وما تجدر الإشارة إليه أن ابن شهرآشوب ذكر بأن زينب الصغرى توفيت في حياة أبيها(1) أمير المؤمنين «عليه السلام» أي قبل رمضان عام 40هـ، ولكن لم يثبت ذلك، بل الثابت أن الذين توفوا من أولاد علي «عليه السلام» في حياته ممن أمهاتن أم ولد هم كالتالي:

1- تقية قبل سنة 35هـ.

2- عون الأكبر سنة 38هـ.

3- معين سنة 38هـ.

4- رملة الصغرى قبل سنة 40هـ.

5- أمامة قبل سنة 40هـ.

6- جمانة قبل سنة 40هـ.

7- أم سلمة حدود عام 35هـ.

8- أمة الله قبل عام 35هـ(2).

ولا يخفى أن في النسخة التي لدينا من المناقب لابن شهرآشوب لم يفصل بين زينب الصغرى وأم الكرام، ما يفهم منه أن أم الكرام هي كنية زينب الصغرى، ولكن بما أن المصادر الأخرى وربما هو أيضاً ذكروا بأن أولاده «عليه السلام» الذين توفوا في حياته ثمانية فلذلك لا بد من القول بسقوط حرف العطف (الواو) بينها من قبل النساخ ليصح عددهم وإلا فيكون الناتج سبعة وقد بينا ذلك في ترجمة والدة أم الكرام(3).

هذا وقد صرح المازندراني في معاليه(4) بأن زينب الصغرى حضرت مع زوجها محمد بن عقيل بن أبي طالب معركة الطف، وقد تطرقنا إلى ذكرها في ترجمة زوجها محمد بن عقيل فلا نكرر.

________
(1) مناقب آل أبي طالب: 3/305.

(2) راجع مقدمة معجم الأنصار الهاشميين من هذه الموسوعة.

(3) معالي السبطين: 2/227.

(4) راجع المقدمة التمهيدية لمعجم الأنصار الهاشميين.

(331)

 

والحاصل أنه من المسلمات أنها أنجبت لمحمد ولدين:

1- عبد الله الأحول المولود سنة 38هـ في المدينة وبقي حياً حتى عام 142هـ، حيث أدرك الإمام الصادق «عليه السلام» وكان من أصحابه الأخيار، وكان بدرجة عالية من الفقاهة، وعد من المحدثين المعمرين، تزوج من ابنة عمه حميدة بنت مسلم بن عقيل.

2- جعفر المولود سنة 39هـ في المدينة، والمستشهد في كربلاء سنة 61هـ، وقد سبقت ترجمته في معجم الأنصار الهاشميين فليراجع.

وهنا لا بد من الإشارة إلى وصفها بالصغرى في قبال الكبرى التي هي ابنة فاطمة الزهراء «عليه السلام» عقيلة الهاشميين، ومن المؤكد: لا يراد بها أم كلثوم الكبرى ابنة فاطمة الزهراء «عليه السلام» حيث هي الأخرى تسمى بزينب وتوصف بالصغرى في قبال العقيلة(1)، كما أنها اشتهرت بأم كلثوم ووصفت بالكبرى في مقابل أم كلثوم الصغرى، وعليه فإن بنات علي «عليه السلام» ببعض الاعتبارات أربع سمين زينب ويكنين بأم كلثوم وهن كالتالي:

1- زينب الأولى بنت فاطمة الزهراء «عليه السلام» (5/5/6- 15/7/62هـ) تزوجها عبد الله بن جعفر الطيار، وعرفت بزينب الكبرى.

2- زينب الثانية بنت فاطمة الزهراء «عليه السلام» (16/8/9- 16/7/61هـ) تزوجها عون بن جعفر الطيار، وعرفت بأم كلثوم الكبرى.

3- زينب الثالثة بنت أم شعيب المخزومية (22- ب61هـ) تزوجها محمد بن عقيل بن أبي طالب، وعرفت بزينب الصغرى.

4- زينب الرابعة بنت أم سعيد الثقفية (24- ق/9/40هـ) تزوجها كثير بن العباس بن عبد المطلب، وعرفت بأم كلثوم الصغرى.

فالثالثة هي التي يدور كلامنا حولها، وليس لدينا عن سيرتها غير ما أوردناه في السيرة الحسينية وهنا.

__________
(1) أم كلثوم بنت فاطمة «عليه السلام»: توصف بالوسطى في قبال ابنة أم شعيب المخزومية، راجع أخبار الزينبيات: 125 حيث وصفت أم كلثوم بنت فاطمة الزهراء «عليه السلام» بالوسطى.

(332)

 

ويذكرها العبدلي بقوله: زينب الصغرى بنت علي بن أبي طالب أمها أم ولد تزوجت ابن عمها محمد بن عقيل، فولدت له القاسم وعبد الله وعبد الرحمان، أعقب منهم عبد الله، وماتت زينب (الصغرى) في المدينة(1).

ويظهر من تكنية محمد الأكبر ابن عقيل بأبي عبد الله أن عبد الله هو بكر أبنائهما، وهو الملقب بالأحول، ولقد سبق وقلنا بأن الشيء المسلم به هو أنها أنجبت له عبد الله الأحول وجعفراً، وأما القاسم وعبد الرحمان ففيهما خلاف(2).

_____________
(1) أخبار الزينبيات: 125.

(2) راجع ترجمة محمد بن عقيل في معجم الأنصار قسم الهاشميين.

(333)

 

(40)

زينب الكبرى بنت علي الهاشمية

6- 62هـ = 627- 682م

 

هي: زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشية.

أمها: فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن هاشم القرشية.

جدتها لأبيها: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن مرة القرشية.

جدتها لأمها: خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية.

وقد سبق بيان نسبها في أمها وأبيها في المقدمة التمهيدية لمعجم الأنصار الهاشميين.

ولدت في المدينة يوم الثلاثاء الخامس من شهر جمادى الأولى من السنة السادسة للهجرة(1) كما وقع اختيارنا عليه(2)، ولا يخفى أنها ثالث

_____________

(1) ويذكر كما ورد في الخصائص الزينبية: 154 «غلب على فاطمة الزهراء «عليه السلام» أيام حملها بزينب الهم والغم، وفيه أنها ولدت وكذلك أم كلثوم من الجانب الأيسر على الخلاف تماماً من ولادة الحسن والحسين «عليه السلام»، وفيه أيضاً أن جبرئيل أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، بالمصائب التي ستبتلى بها».

(2) راجع السيرة الحسينية: 1/306، إذ إن هناك أقوالاً أخرى بحثناها هناك، من تلك أنها ولدت عام 5هـ؛ وجاء في الخصائص الزينبية: 157 أن ولادتها كان في غرة شعبان عام 6هـ.

(334)

 

أولاد فاطمة الزهراء «عليه السلام» وأولى بناته، وهناك من ذهب إلى أن العقيلة هي ثاني بناتها أي رابع أولاها ولكنه خلاف المشهور والمختار.

أما كنيتها فهي أم كلثوم ولكنها لم تشتهر بها بل اشتهرت باسمها خلافاً لشقيقتها حيث اشتهرت بالكنية أم كلثوم وغاب اسمها «زينب» عن الألسنة، ومن كنى العقيلة أم الحسن وتلقب بعقيلة بني هاشم.

ولنرجع إلى تسميتها فقد ذكروا أنها لما ولدت جاءت بها أمها الزهراء «عليه السلام» إلى بعلها علي «عليه السلام» وقالت له: سم هذه المولودة.

فقال علي «عليه السلام»: ما كنت لأسبق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

ولما جاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسأله علي «عليه السلام» عن اسمها، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ما كنت لأسبق ربي تعالى فهبط جبرئيل يقرأ على النبي السلام من الله الجليل، وقال له: سم هذه المولودة زينب فقد اختار الله لها هذا الاسم.

فقال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): يا بنية ائتني ببنتك المولودة.

فلما أحضرتها أخذها وضمها إلى صدره الشريف ووضع خده المنيف على خدها فبكى بكاءً عالياً وسال الدمع على محاسنه الشريفة.

فقالت له فاطمة «عليه السلام»: لماذا بكاؤك لا أبكى الله عينك يا أبتاه.

قال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا بضعتي وقرة عيني إن من بكى عليها وعلى مصائبها كان كمن بكى على أخويها الحسن والحسين(2).

وأقبل الصحابة إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يهنئونه بولادتها، وكان سلمان الفارسي قد أقبل على أمير المؤمنين «عليه السلام» يهنئه بذلك فألفاه واجماً حزيناً

________
(1) راجع السيرة الحسينية: 1/308 عن الخصائص الزينبية: 13 وزينب الكبرى: 17. راجع أيضاً سيدات بيت البنوة: 663 عن sayyidah zainab

 لمحمد الحاج سالمين.

(2) السيرة الحسينية: 1/308 عن الطراز المذهب: 46، والخصائص الزينبية: 13.

(335)

 

يتحدث عما سوف تلقى ابنته في كربلاء(1).

ويذكر بأنها كانت شبيهة بجدتها السيدة خديجة خويلد(2)، ولا يخفى أن السيدة خديجة كانت من أجمل نساء قريش وأعلقها، وكانت بمليكة العرب، وتعرف بسيدة البطحاء(3)، ويذكر أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إنها شبيهة بخالتي أم كلثوم(4).

ويروى أن فاطمة الزهراء «عليه السلام» دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبيدها زينب الكبرى فجلست فاطمة بجوار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وزينب أمام جدها تلعب، ثم وقفت على باب الحجرة ونظرت لجدها فتبسم، وقال لها: نعم.

ثم نظرت إليه الثانية، فقال لها: نعم.

ثم نظرت إليه الثالثة، فقال لها: نعم.

ثم نظرت إليه الرابعة، فقال لها: لا، فبكت.

فقالت فاطمة «عليه السلام»: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، ما نعم ولا، لزينب؟

فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لقد طلبت الأولى أن تكون: هي الرئيسية، فقلت لها: نعم.

ثم طلبت الثانية أن تكون: هي المشورة، فقلت لها: نعم.

ثم طلبت الثالثة أن تكون: هي المتصرفة، فقلت لها: نعم.

ثم طلبت لرابعة أن تكون: هي صاحبة الشفاعة يوم القيامة، فقلت لها: لا، لا تحل إلا لي(5).

ولقد نشأت العقيلة زينب «عليه السلام» في بيت الوحي وفي أحضان النبوة

________
(1) السيرة الحسينية: 1/308 عن عقيلة بنت هشام لبنت الشاطىء: 664.

(2) الخصائص: 165.

(3) الخصائص: 166.

(4) الخصائص: 166.

(5) عقيلة الطهر والكرم: 77 عن كتاب الأنساب لمصعب الزبيري.

(336)

 

وفي كنف الأئمة المعصومين علي والحسن والحسين «عليه السلام» فتخرجت من مدرسة السماء النموذج الأروع للكمال البشري والمصداق الأظهر للمؤمنة التي أرادها أن تكون مثلاً حياً لسائر السناء، فكانت صورة عن أمها الزهراء «عليه السلام» ومثالاً يقتدى بها فإن لم تكن معصومة بالعصمة الكبرى فقد تحلت بالعصمة الصغرى لا ترتقيها بعد أمها فاطمة «عليه السلام».

وكانت كما خاطبها الإمام الحسين «عليه السلام»: «أنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة»(1)، إذاً فهي وليدة بيت الوحي والعصمة، ورضيعة العلم والحكمة، وربيبة الزهد والتقى، ووريثة الفصاحة والبلاغة، وصاحبة الجود والكرم، ومنبع الفكر والأدب، ورفيقة الشهادة والشهامة، وذرية الجرأة والشجاعة، وفرع شجرة النبوة، وقرين نور الإمامة، تجسدت فيها المثل وانبعث منها النبل، فهي مهد الشرف والعفة، ذات الصفات الحميدة، والمحاسن الجليلة.

ويروى أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) دخل ذات يوم منزل علي وفاطمة «عليه السلام» فأخذ الحسن وحمله فأخذ علي الحسين وحمله، فأخذت فاطمة زينب وحملتها(2).

ويذكر أيضاً: إن علياً وفاطمة وأولادهما كانا يتفقدان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قبيل رحيله للاطمئنان عليه فجاءا ذات يوم ليروي كل منهما رؤياه على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فما أن فسره الرسول برحيله من هذه الدنيا إلا وعلا صوتها بالبكاء والنحيب فالتفتت زينب وهي آنذاك صغيرة، وقالت: يا جداه رأيت البارحة رؤيا، إنها انبعثت ريح عاصفة اسودت الدنيا وما فيها وأظلمتها وحركتني من جانب إلى جانب، فرأيت شجرة عظيمة فتعلقت بها من شدة الريح فإذا قد قلعتها وألقتها على الأرض، ثم تعلقت على غصن قوي من أغصان تلك الشجرة فقطعتها أيضاً، فتعلقت بفرع آخر فكسرته أيضاً، فتعلقت على أحد الفرعين من فروعها فكسرته أيضاً، وأبعد مني فاستيقظت من نومتي هذه.

____________
(1) زينب الكبرى: 34.

(2) زينب وليدة النبوة الإمامة: 43 عن كتاب مع بطة كربلاء: 22، عن بحار الأنوار.

(337)

 

عندما سمع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مقالتها بكى بكاءً شديداً، وقال: الشجرة جدك، والغصن الأول الذي تعلقت به هو أمك فاطمة، والغصن الآخر أبوك علي، والغصنان الآخران أخواك الحسنان(1).

ويروى أنها حضرت وفاة أمها الزهراء «عليه السلام» فأخذت توصيها بأن تصحب أخويها وترعاهما وتكون لهما من بعدها أماً(2)(3).

ويذكر عن طفولتها: أنها كانت جالسة في حجر أبيها علي «عليه السلام» وهو يلاطفها ويقول لها قولي: واحد.

فقالت: واحد.

ثم قال علي «عليه السلام» لها: قولي اثنان.

فسكتت، فقال علي «عليه السلام» تكلمي يا قرة عيني.

فقالت: يا أبتاه ما أطيق أن اقول اثنين بلسان أجريته بواحد(4).

ويشير يحيى المازني(5) إلى عفتها وأدبها خلال فترة الطفولة والصبى ويقول: كنت في جوار أمير المؤمنين «عليه السلام» مدة مديدة، وبالقرب من البيت(6) الذي تسكنه زينب ابنته فوالله ما رأيت لها شخصاً ولا سمعت لها صوتاً، وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تخرج ليلاً والحسن عن يمينها، والحسين عن شمالها، وأمير المؤمنين أمامها، فإذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين  فأخمد ضوء القناديل.

______________
(1) سيدات بيت النبوة: 673.

(2) تكون أماً: أي بمنزلة الأم.

(3) زينب وليدة النبوة والإمامة: 46 عن الطراز المذهب: 342.

(4) مع بطلة كربلاء: 100.

(5) يحيى المازني: الظاهر هو يحيى بن سليم المازني المستشهد مع الإمام الحسين «عليه السلام» في كربلاء، وهناك إثنان آخران وهما يحيى بن سليمان المازني والذي كان من الرواة ومن أصحاب الإمام الكاظم «عليه السلام» المتوفى سنة 203هـ، والذي لا يناسب عمره، والثاني يحيى بن راشد المازني والذي يكنى بأبي سعيد البصري ويلقب بالبراء، وهو من الطبقة الثامنة، مما لا يناسب أيضاً.

(6) البيت: الغرف الأرضية.

(338)

 

فسأله الحسن مرة عن ذلك، فقال علي «عليه السلام»: أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك زينب(1).

وسألت أباها ذات يوم قائلة: أتحبنا يا أبتاه؟

فأجاب علي «عليه السلام»: وكيف لا أحبكم وأنتم ثمرة فؤادي.

فقالت: يا أبتاه إن الحب لله تعالى والشفقة لنا(2).

ويروى أنها كانت على درجة عالية من الذكاء حيث كانت في ربيعها الخامس حين وفاة جدها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد حضرت خطبة أمها الزهراء «عليه السلام» حينما طالبت فيها أبا بكر- في حشد من المسلمين بمسجد أبيها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)- إرثها من أبيها فقامت بنقلها إلى ابن عباس(3).

ويذكر بأنها كانت تتلو شيئاً من القرآن الكريم بمسمع أبيها، فبدا لها أن تسأله عن تفسير بعض الآيات ففعلت، ثم استطرد علي- متأثراً بذكائها اللامع- يلمح إلى ما ينتظرها في مستقبل أيامها من دور ذي خطر، ولشد ما كانت دهشته حين قالت له ابنته زينب في جد رصين؛ أعرف ذلك يا أبي.. أخبرتني به أمي، كيما تهيئني لغدي(4).

تركت السيدة زينب «عليه السلام» خلفها فترة الطفولة التي كانت مكتظة بالآلام والمحن حيث فقدت العديد من الأعزاء على قلبها كجدها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عام 11هـ، ومن بعده أمها الزهراء «عليه السلام»، إلى جانب عمها جعفر الطيار وأمثاله في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولكن من جانب آخر فقد شاهدت بأم عينها الكثير من الأحداث وسمعت بأذنها العديد من الأمور التي بعضها مؤلمة وأخرى مريحة، مما كانت من وراء صقل نفسيتها مضافاً إلى الأرضية التي كانت تتمتع بها من حيث إنها وليدة بيت الوحي والنبوة فأصبحت محنكة بحنكة الكبار، وضليعة بأمور الأمة بمستوى القادة،

__________
(1) زينب الكبرى: 22.

(2) مع بطلة كربلاء: 100.

(3) زينب وليدة النبوة والإمامة: 15 عن مقاتل الطالبيين: 92، وأدب الطف: 1/238.

(4) سيدات بيت النبوة: 664.

(339)

 

ومرت الأيام عليها كمرور السنين بأتراحها وأفراحها فامتلكت وعياً دونه وعي الكبار، ولذلك لما انصرم ربيعها التاسع كانت مؤهلة فتقدم إليها الكثيرون من كبار القوم وأشراف قريش في العام السادس عشر من الهجرة(1)، إلا أباها أمير المؤمنين «عليه السلام» رفضهم حيث لم يجد فيهم الكفؤ لها، متذكراً قول حبيبه وابن عمه الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) حين نظر إلى أولا علي وجعفر إبني أبي طالب: «بناتنا لبنينا وبنونا لبناتنا»(2).

ويروى أنه «عليه السلام» كان يقول لدى رده لمن خطبها: «بناتي لأولاد إخوتي»(3). ويذكر أيضاً أن الأشعث بن قيس الكندي خطبها فرده أمير المؤمنين «عليه السلام» وقال له: يا بن الحائك(4) أغرك ابن أبي قحافة حين زوجك أخته(5).

ومن هنا فلما تقدم ابن أخيه عبد الله بن جعفر الطيار وله يوم ذاك ستة عشر ربيعاً لم يتردد في الموافقة على زواجها منه بعد أن أخذ برأيها، وتذكر بعض المصادر أنه «عليه السلام» جعل صداقها كصداق أمها الزهراء «عليه السلام»

_____________

(1) ولقد ورد في هامش نهضة الحسين للشهرستاني: 109 ما نصه: «لأمير المؤمنين «عليه السلام» بنتان بهذا الاسم وبكنية أم كلثوم، والكبرى هي سيدة الطف، وكان ابن عباس ينوه عنها بعقيلة بني هاشم، ولدتها الزهراء بعد شقيقها الحسين بسنتين، وتزوجها عبد الله ابن عمها جعفر بعد وفاة أختها في خلافة عثمان أو معاوية، وكانت قطب دائرة العيال في المخيم الحسيني» ظاهره غريب إذ معنى ذلك أن زواجها من عبد الله يكون بعد عام 23هـ، أو بعد عام 36هـ على الخلاف في وفاة أم كلثوم، وظاهره أنه في البدء تزوج أم كلثوم بعد مقتل عمر بن الخطاب على قول من ذهب إلى ذلك، ثم لما توفيت تزوج من زينب إلا أنه مخالف للمشهور ولم يقله أحد، فالظاهر أن الشهرستاني بعدما كان متزوجاً بشقيقتها بل هو مجدر توقيت، وعلي أي: فإن القول أساساً ملغى، والله العالم.

(2) زينب بنت الإمام أمير المؤمنين: 67 عن تحفة العالم: 1/231.

(3) عقيلة بني هاشم لعلي بن الحسين الهاشمي: 31.

(4) الحائك: المحتال أو الكذاب، وكان من قصة الأشعث بن قيس أنه أرتد فيمن ارتد من الكنديين وأسر فيمن أسر، ولما أحضر إلى أبي بكر أسلم فأطلقه وزوجه أخته أم فروة فأولادها محمد بن الأشعث.

(5) عقيلة بني هاشم للهاشمي: 31 عن زينب الكبرى للنقدي: 75.

(340)