الحسين وأهل بيته وأنصاره  (الجزء الثالث)

اسم الکتاب : الحسين وأهل بيته وأنصاره (الجزء الثالث)

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم(1)

        الحمدلله وسلامٌ على عباده الذين اصطفى «2» آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم«3» إنه لقول رسول كريم «4»، إني لكم رسول أمين«5»، أبلغكم رسلات ربي و«6» لا أسالكم عليه أجراً الآ المودة في القربى«7» وآت ذا القربى حقه«8» ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون «9».

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صدق الله (10) العلي العظيم(11)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة النمل، آية: 30.

(2) سورة النمل، آية: 59.

(3) سورة آل عمران، آيتان: 33، 34.

(4) سورة الحاقة، آية: 40.

(5) سورة الشعراء، آية: 107.

(6) سورة الاعراف، آية: 62.

(7) سورة الشورى، آية: 23.

(8) سورة الاسراء، آية: 26

(9) سورة الروم، آية: 38.

(10) سورة آل عمران، آية: 95.

(11) سورة البقرة، آية: 255.

 

(5)

 

 

                قال رسول الأعظم ص:

                « إن الحسين مصباح هدى

                                وسفينة النجاة

                                        وإمام خير ويمن

                                                وعز وفخرٍ

                                                        وبحر علم وذخر»(1).

                                                                صدق رسول الكريم

 

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) عيون أخبار الرضا:1/62، وفرائد السمطين:1/155 ح: 477.

(6)

 

مقدمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

        مشهد ما أروعه... مشهد ما أهيبه...

        قبة سامقة تحاكي السماء سمواً وشموخاً وكبرياء... بريقها بنافس بريق الشمس في عليائها... وحضرة رحبة تضوع روحاً وريحاناً ينافسان رياحين الجنة... وتربة أعطر من عطر الياسمين ... وأزكى من أريج القرنفل ... عطرتها دماء أبي الأحرار وسيد الشهداء الإمام الطهر الطاهر أبي عبدالله الحسين ع.. تلك التربة التي تشفي من كل داء.

مولى بتربته الشفاء وتحت قبته               الدعاء من كل داع يسمع

        وهذا مايدفع الملايين من محبي أبي عبدالله الحسين ع الموالين له لزيارته كل عأم، رجالاً ونساء، شيباً وشباباً وأطفالاً من عامة القوم وسادتهم، من البلاد العربية والإسلامية وغيرها من دول العالم... لا تمنعهم عاديات الزمن ولا قيظ او زمهرير ولا قرارات الحكام، وغير ذلك... تظللهم كلمات الأئمة من أهل البيت ع (زيارة الحسين ع تعدل عمرة مقبولة مبرورة). [وسائل الشيعة:14/4 عن الامام الرضا ع].

        وكلهم يأمل ان يكون في جوار نبيه ص وجوار علي وفاطمة ع (من أراد ان يكون في جوار نبيه وجوار علي وفاطمة فلا يدع زيارة الحسين ع).[ وسائل الشيعة:14/425 عن الإمام الصادق ع].

        هذا في الأرض وكذلك في السماء إذ (ليس شيء في السماوات إلا وهم يسألون أن يأذن لهم في زيارة الحسين ع، فوج ينزل وفوج يعرج).[وسائل الشيعة: 14/409، والتهذيب:6/46 عن الإمام الصادق ع].

        في هذا الجزء الثالث من تاريخ المراقد الحسينية يتابع المؤلف

(7)

 

سماحة الشيخ الكرباسي عرض دراسته عن تاريخ المراقد الحسينية ومراقد المتعلقين به فيبدأ في هذا الجزء بالقرن الخامس عشر وينتهي بالدراسة الفنية للمرقد ويستعرض خلال ذلك جداول وإحصاءات عن سدنة المرقد الحسيني ويذكر عدد الزائرين طيلة التاريخ، كما يذكر جدولاً بالدمار الذي لحق بالمرقد والإعمار الذي أجري عليه، وأيضاً جدولاً بالهدايا النفيسة التي أهديت للمرقد من قبل الكثير من الزعماء والشخصيات السياسية والاجتماعية، ولا يسنى سماحته أن يذكر جدولاً بزيارة الشخصيات السياسية والحكومية  الداخلية والخارجية كالملوك والأمراء والرؤساء والوزراء من العرب وغيرهم، ووضع سماحته جداول أخرى، كذلك تطرق الى الأمور الفنية من قبيل الإعمار والزخارف والنقوش المستخدمة.

        ونلفت في ختام هذه المقدمة الى أن هذا الجزء هو الجزء الحادي والثلاثين من أجزاء هذه الموسوعة العملاقة التي يصر المؤلف حفظه المولى على مواصلة طباعتها رغم كل الظروف القاسية لاسيما المادية، أملاً رضا الحسين أهل البيت ع، ونحن بدورنا نطمع برضاه ع طمعاً بالرضا الأكبر رضا الله سبحانه وتعالى، والحمدلله رب العاليمن .

        سلام على تلك القبة السامقة ... وسلام على تلك الحضرة الفارهة .. وسلام على ذلك الجدث الطاهر... وسلام على تلك الدماء الزكية في كربلاء مهوى أفئدة المؤمنين الوالهة.

                                                                                                                                                        14/جمادى الثانية/ 1426هـ

                                                                                                                                                30/ تموز/ 2005م

(8)

المستدرك على ما سبق

باسم العلي الأعلى روب الكلمة العليا

        من المؤسف جداً أن نتحدث عن آثام الطباعة ثانية، ويبدو وكأن قدرنا مع من لا يدركون أهمية وضع الشيء في محله، ويتعاملون مع الكتاب معاملة مادية دون ان يعيروا إهتمامهم لذلك، ومن هنا نجد السقطة تلو الأخرى، كما ستلاحظون ذلك، وحتى لا نحمل الذنب كله لهم لابد منا الاعتراف بأننا كنا نبعث لهم بالاضافات أو التصحيحات إحداها تلو الأخرى كي يلحقوها بالأصول وتوضع في محلها، إلا أن غفلة العاملين يبدو كانت من وراء عدم درجها في موضعها، مما جعلنا نضع هذا المستدرك قبل البدء بهذا الجزء كضرورة فنية وعلمية، فنية من حيث تقديمها هنا وبالذات لأنها سبقت هذا الجزء تأريخياً، وعلمية لأنها جزء من تاريخ المرقد الحسيني الشريف الذي لابد من التعرف عليها حتى لا يبقى القارئ بعيداً عنها، أما الأخطاء المطبعية فنتركها لتلحق بهذا الجزء كما هو ديدننا لأنها ليست من صلب الموضوع، ولئلا تشوش ذهن القراء الكرام، ولقد أوردنا هذا المستدرك حسب تاريخ الحدث، بالأسلوب الذي خطونا به في هذا الباب.

        وتجدر الإشارة الى ان القصور وربما التقصير لم ينته الى هذا الحد، فإن الرسوم والصور في الجزء الثاني لم تعط حقها رغم كل مابذلناه في الحصول على أفضل الصور وأدقها، إلا أن الإشكال وقع بين مؤسسة التنضيد ومؤسسة الطباعة، حيث لم يذكر أحدهما الآخر بالنسب التي يجب استخدامها بالنسبة الى الألوان، فوقعت الكارثة على أضعف الأطراف الا وهو الكتاب، ولم تأت الصور والرسوم على الشكل المطلوب، وأخيراً

(9)

 

نأمل منه سبحانه أن يسدد خطانا ويوفقنا لما فيه مرضاته.

        ومما يمكن درجه هنا تحت عنوان القصور أو التقصير هي الكتابات التي تكتب من قبل عامة الناس على الصور، مما تشوه صورة الحقيقة، فعلى سبيل المثال حصلنا على صورة كتب عليها«كربلاء المقدسة سنة 1807م(1222هـ)» وقد قدمها حاملها إلينا بكل فرح وسرور، باعتبار إنها صورة تخص موضوعنا، وقد أخذت منا الكثير من الوقت لأجل تطبيقاها مع سائر المزارات المشابهة، حيث كانت قديمة، فتبين لنا في النهاية أنها صورة لمرقد العسكرين ع ، وهناك الكثير من هذا النماذج.

        ومما تجدر الاشارة أليه أمران:

        1- قد تكون بعض التواريخ مختلفة بعض الشيء في هذا الباب، وهذا ناتج عن أمرين، إما أن يكون التحقيق قد أوصلنا الى ذلك، أو أن هناك خلافاً في ذلك، فوضعنا ما وصلنا عند ثبت المعلومة.

        2- إن نسبة بعض الأشخاص الى أجدادهم قد يورد مغايراً من موضع لآخر، وذلك بسبب نسبته الى الاكثر شهرة من بين الاجداد، كما هو ديدن القدامى، وهذا لايضر في تعريف الشخص، وهو خارج عن اهتمانا في مثل هذا الموقع، إلا في بعض الأحيان.

  • وقبل أن نورخ عن المرقد الحسيني نجد من المناسب ان نهدي القارى الكريم معلومة لم تأت حسب تصوري أعتباطاً وصدفة، بل نجد فيها سراً الهياً وهي أن البعد بين الصفا والمروة هو يبلغ 394,5متراً(1) أي من الجدار الى الجدار، والذي يعادل البعد بين الروضتين الحسينية والعباسية(2)، وقد توصلنا الى هذا النكتة قبل سنة، وذلك حين طرق سمعنا مفردة السعي التي استخدمها شاعر فارسي في زيارته المرقدين الشريفين، فقادتنا الكلمة الى تحقيق أوصلنا الى هذه الحقيقة، وعندها أهديناها الى

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع كتاب مكة قديماً وحديثاً:86.

(2) راجع كتاب محافظة كربلاء: 84 وفيه أن البعد بين المرقدين350متراً، وأما بين الروضتين فيكون بالدقة كالبعد بين الصفا والمروة.

(10)

عدد من الأعزة وكان فيهم من هو أبرز الخطباء(1) فنرجو من الله القبول.

        وهنا نود أن نتعمق في هذا الأمر أكثرمما سبق حيث أشرنا الى أن الأمر لم يأت عن فراغ: وذلك لأن السيدة هاجرـ زوجة النبي إبراهيم ع- قامت بالسعي بين الصفا والمروة لطلب الماء لإرواء رضيعها النبي إسماعيل بن إبراهيم ع، وفي طف كربلاء سعى سيدي أبو الفضل العباس أبن أمير المؤمنين ع الى النهر المتفرع من الفرات الذي كان يروي منطقة الغاضرية لطلب الماء ليروي به عطش أطفال بني هاشم وعلى رأسهم عبدالله الرضيع ابن الامام الحسين ع، ومما تجدر الإشارة إليه أن أسماعيل مفردة سريانية تعني بالعربية (مطيع الله) ومن هنا يكنى كل من كان أسمه إسماعيل بأبي مطيع(2) إذاً فمطيع الله يعادل عبدالله، ولايخفى أن جوهر العبادة هو الاطاعة وقد قال تعالى:(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)(3) أي ليطيعون، فهنا يكمن السر بين الحدثين: أن هاجر سعت للماء لتروي رضيعها إسماعيل(مطيع الله) أبو الفضل سعى للماء ليسقي رضيع أخيه الحسين عليهما السلام عبد الله(مطيع الله)، ومن المعلوم أن سلالة عبدالله بن الحسين ع تصل الى إسماعيل بن إبراهيم على نبينا وعليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام.

        وفيما يلي نورد السقطات أولا ثم ماتجدد، حسب سني وقوعها:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كان من بينهم سماحة الخطيب الألمعي المفوه الشيخ عبدالحميد المهاجر حفظه الله الذي تلقى المعلومة بكل اعتزاز، وتحدث عنها على منابره العامرة، في كل من الكويت والبحرين والعراق وربما غيرها، وعلى أثره نال بعض بركات ملموسة من هذا البيت النبوي الطاهر.

(2) راجع تاج العروس29/228.

(3) سورة الذاريات، الآية: 56، وجاء في تفسير القمي:2/331« أن الله خلقهم اختياراً ليختبرهم بالامر والنهي من يطع الله ومن يعص الله»، وفي علل الشرائع: 1/20«خرج الحسين بن علي ع على أصحابه فقال: أيها الناس إن الله ما خلق العباد الأليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه- أطاعوه- فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواء، فقال له رجل: يابن رسول الله بأبي أنت وأمي فما معرفة الله؟ قال: معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته».

(11)

 

(12)

 

 

القرن الأول

(16/7/622ـ 23/7/719م)

 

  • بعد أن دفن الامام ع وأنصاره وأهل بيته رضوان الله عليهم في محرم سنة 61هـ، قدم الى أرض الطف جماعة من الموالين من أهل البحرين فانضموا الى بني قبيلتهم من اهل البصرة من العبديين لنصرة الإمام الحسين ع ظناً منهم بأنه لازال على قيد الحياة، ولما وصلوها وجدوه قد قتل ودفن، فقاموا بواجب العزاء والزيارة ورجعوا الى ديارهم والغصة في قلوبهم(1).
  • وفي سنة 61هـ، زار الزعيم الكوفي عبيدالله بن الحر الجعفي(2) قبر الامام الحسين ع مظهراً ندمة على عدم التحاقه بركبه ع وأخذ ينشد قصيدته الميمية المعروفة(3).
  • وفي 12/3/66هـ، قصد المختار الثقفي(4) الحائر الحسيني ووقف على قبر الامام الحسين ع ليسلم عليه ويستلهم منه العبر والعزيمة ـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع باب الشعائر الحسينية من هذه الموسوعة.

(2) عبيدالله بن الحر الجعفي: هو حفيد عمرو، كان من القادة الشجعان، ولد في أوائل الهجرة، وكان أيام عثمان عثمانياً،ثم أموياً، شارك مع معاوية  في حرب صفين، وبعدها سكن الكوفة، وبعد مقتل الحسين ع أصبح من الموالين لأهل البيت ع، توفي سنة 68هـ.

(3) راجع ديوان القرن الأول: 2/148.

(4) المختار الثقفي: هو ابن أبي عبيدة بن مسعود(1ـ67هـ) من أبرز المنتفضين على حكم بني أمية لأخذ الثار عن مقتل الحسين ع مضت ترجمته في الجزء الأسبق: 24.

(13)

 ولعله وعده ايضاُ بأخذ الثأر من قاتليه ـ ثم إنه ودع الامام ع وتوجه نحو الكوفة ليعلن من هناك ثورته ضد الأمويين(1).

  • قبل سنة 76هـ، قام الراوي الشهير أبو الصلت زائدة بن قدامة الثقفي(2) بزيارة المرقد الحسيني، كان يداوم على زيارته(3).
  • في سنة 94هـ وما قبلها، قام الامام زين العابدين ع بزيارة قبر أبيه الحسين ع مراراً وتكراراً الى أن حانت منيته في أوائل سنة 95هـ(4).
  • في حدود سنة 95هـ، لابد وأن بني أسد هم الين كانوا يتولون أمور المرقد الحسيني لولائهم للبيت العلوي من جهة ولقربهم للمرقد، كما يظهر ذلك من خلال مبادرتهم الى دفن الأجساد الطاهرة، ثم توالي زيارتهم للقبر الشريف(5)، والقبائل في العادة لهم من يتزعمهم ويتولى شؤونهم، ولشرافة أمر تولي شؤون المرقد لابد وأن يناط الى كبيرهم وسيدهم.
  • بعد عام95هـ قام الامام الباقر ع بزيارة قبر جده الامام الحسين ع بعد وفاة أبيه(6) عدة مرات، الى جانب زيارته السابقة مع أبيه السجاد ع(7).

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع مجالس المؤمنين: 2/248.

(2) زائدة بن قدامة الثقفي: هو حفيد مسعود، ولد في أوائل الهجرة، وقتل سنة 67هـ في معركة بأسفل الفرات، وهو ابن عم المختار الثقفي، وما ورد في مدينة الحسين:2/73 أنه توفي سنة 161هـ، لعله من الخلط مع ابنه قدامة، وفيه أنه زار المرقد الحسيني في أواخر المائة الأولى، وهو أيضاً من الخلط بينه وبين أبنه الذي روى عنه هذه الزيارة.

(3) كامل الزيارات:260.

(4) راجع فرحة الغري: 30ـ36، راجع أيضاً مقدمة باب الزيارات من هذه الموسوعة«دائرة المعارف الحسينية».

(5) جاء في إدارة العراق: 363أن السدانة في عقود من القرن الثامن كانت بيد رجال أقوياء من بني أسد التي كانت تفرض هيمنتها على البلدة.

(6) توفي الإمام السجاد ع في 25/1/95هـ.

(7) راجع فرحة الغري: 31 ـ 43، راجع أيضاً مقدمة الباب الزيارات من هذه الموسوعة.

(14)

 

  • نحو سنة 96هـ، قام الراوي الكبير والفقيه الإمامي جابر بن يزيد الجعفي(1) بزيارة قبر الامام الحسين ع رغم المنع المفروض على زيارة مرقده الشريف(2).
  • وفي سنة 100هـ، توجه الشاعر الكبير عقبة بن عمرو السهمي(3) نحو الطف ووقف على قبر أبي عبدالله الحسين ع وأخذ يستذكر ما أصابه وأهل بيته، وبكى وبدأ يرثيه بقصيدته الرائية المشهروة(4).

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) جابر بن يزيد الجعفي: هو حفيد الحارث الكوفي المولود في حدود ممنتصف القرن الأول والمتوفى سنة 128هـ بالكوفة، مضت ترجمته في الجزء الأسبق:256.

(2) راجع مدينة الحسين:2/81، والحسين والتشريع الاسلامي(مخطوط): ج2.

(3) عقبة بن عمرو السهمي: السهم سهمان، سهم جمح وسهم قريش، وكلاهما أخوان أبنا عمرو بن حصيص بن كعب لؤي. لكننا لم نتمكن من تحديد شخصيته وربما كان أخا للحارث بن عمرو الحارث السهمي الذي نزل البصرة والمكنى بأبي السفينة والملقب بالباهلي، ولكن يرجح أن يكون من قريش، وأنه ولد بعد منتصف القرن الأول وتوفي في الربع الأول من القرن الثاني، وكان من أهل الكوفة وهناك من ذكر بأنه من بني سهم بن عوف بن غالب.

(4) راجع ديوان القرن الأول:1/178.

(15)

 

القرن الثاني

(24/7/719ـ 29/7/816م)

 

  • في أوأئل القرن الثاني أقدمت الحكومة المروانية(1) على منع الموالين من زيارة المرقد الحسيني(2) خوف الانتفاضة.
  • بعد عام 114هـ قام الامام الصادق ع بزيارة قبر جده الامام أميرالمؤمنين والحسين ع كراراً ومراراً، وذلك بعد وفاة أبيه(3) بالاضافة الى زيارته السابقة بصحية أبيه الباقر ع(4).
  • قبل سنة 121هـ زار زيد(5) بن علي بن الحسين قبر جده الحسين ع وبالاخص قبل أن ينتفض بوجه الأمويين(6).
  • في صفر سنة121هـ، رجع يحيى(7) بن زيد ابن الإمام

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الحكومة المروانية: تطلق على من حكموا من بني أمية بعد معاوية بن يزيد بن معاوية، اي من مروان بن الحكم، الرابع من بني أمية والى مروان بن محمد الملقب بالحمار، آخر ملوك بني أمية، وذلك في الفترة ما بين 64ـ132هـ.

(2) راجع فرحة الغري: 44ـ84، ومقدمة باب الزايارات من هذه الموسوعة.

(3) توفي الإمام الباقر ع في 7/12/114هـ.

(4) دائرة المعارف الشيعية العامة: 15/110، ومقدمة باب الزايارات من هذه الموسوعة، والحسين والتشريع الاسلامي من هذه الموسوعة- فصل حوزة كربلاء المقدسة.

(5) زيد بن علي بن الحسين الهاشمي القرشي(نحو 69ـ122هـ)، ولد في المدينة وقتل في الكوفة، انتفض على حكم بني أمية سنة 120هـ أيام أمامة عمه الامام الباقر ع وحكومة هشام بن عبدالملك بن الأموي.

(6) راجع فرحة الغري: وحياة الحيوان للدميري، مادة فهد.

(7) يحيى بن زيد: هو حفيد الإمام السجاد ع (98ـ125هـ) ثار مع أبيه على بني مروان ولما قتل أبوه وصلب بالكوفة، انصرف الى بلخ- أفغانستان- وأخذ البيعة=

(16)

 

السجاد ع بعد مقتل أبيه فأقام بجبانة السبيع(1) وتفرق الناس عنه الا عشرة فقرر الرحيل، ولما سئل عن وجهة سفره فقال أريد نهري كربلاء، فخرج ووقف على قبر جده الحسين ع فاختطلت عبرته بالعبر، واستلهم منه الصمود، وخرج منتفضاً على الأمويين(2).

  • قبل سنة 126هـ، رام الشاعر الموالي سليمان بن قتة العدوي(3) المرقد الحسيني وجعل ينظر الى مصارع آل الرسول صلوات الله عليهم أجمعين بكربلاء فبكى ثم أنشاء يرثيهم بقصيدته التائية التي شاعت على الألسن(4).
  • في سنة 130هـ، عقد كبار العباسيين وكان في مقدمتهم أحد قيادييهم أبو سلمة الخلال(5) عند مرقد الحسين ع مؤتمراً لدراسة كيفية

ــــــــــــــــــــــ

= لنفسه، وخرج على بني مروان فقبض عليه ثم اطلق سراحه ثم انطلق الى سرخس وبيهق ثم الى نيسابور وبعد مقتلة بينه وبين عمال بني مروان انتصر فيها عليهم، انصرف الى هراة وجرت بينه وبين ولاة بني مروان في الجوزجان مواجهة قتل على أثرها في قرية أرغوية، وحمل رأسه الى الوليد، وصلب جسمه في الجوزجان، وبقي مصلوباً الى أن ظهر أبو مسلم الخراساني فدفنه.

(1) جبانة السبيع: أصل الجبانة هي المقامر حسب المصطلح الكوفي آنذاك، وهذه كانت في الكوفة وللمختار فيها يوم.

(2) راجع مقاتل الطالبيين: 146، مراقد المعارف:2/368.

(3) سليمان بن قتة العدوي: هو سليمان بن حبيب بن محارب القرشي، وقد اشتهر باسم أمه قتة، ولد في حدود منتصف القرن الأول الهجري وتوفي بدمشق سنة 126هـ، كان من التابعين والموالين لأهل البيت ع.قيل إن زيارته لقبر الحسين ع كانت في اليوم الثالث من مقتله، إلا أنه لم يثبت ذلك، واشتهر شعره وقد نسب الى غيره، وعلى أي حال فإن صحت زيارته في الأيام الأولى من مقتل الإمام الحسين ع فيكون مورد هذه الزيارة في القرن الأول.

(4) راجع ديوان القرن الثاني:52.

(5) أبو سلمة الخلال: هو حفص بن سليمان الهمداني، ولد بعد منتصف القرن الأول وتوفي سنة132هـ، وهو أول من لقب بالوزارة في حكومة إسلامية، حيث أصبح وزيراً في الدولة العباسية، كان إقامته بالكوفة، وصرف أمولاً طائلة في إرساء قواعد الدولة العباسية، استوزره أبو العباس السفاح عند توليه الامر، وكان يقال له وزير آل محمد، كما كان يقال لأبي مسلم الخراساني: أمين آل محمد، وإنما لقب بالخلال لأنه كان يقيم بدرب الخلالين بالكوفة.

(17)

 

الاطاحة بالحكم الأموي، مستلهمين من خامس أصحاب الكساء سبط الرسول المصطفى العبر وروح مقارعة الأعداء، متعهدين له الأخذ بثأره، والتحق بهم أبو العباس السفاح(1) مؤخراً، ثم نهضوا بعدها وذهب كل للقيام بالمهام التي أنيطت بهم بعدما اتفقوا عليها(2).

  • قبل تاريخ 21/12/132هـ، قام الراوي الكوفي الحسين ابن بنت أبي حمزة الثمالي(3) بزيارة قبرسيد الشهداء أبي عبدالله الحسين(4).
  • قبل سنة 133هـ قام إسماعيل(5) ابن الإمام أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام بزيارة قبرجده أبي الحسنين أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام ومن ثم زيارة قبر جده الإمام أبي عبدالله

ــــــــــــــــــــــ

(1) أبو العباس السفاح: هو عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس (104ـ136هـ) لقب بالمرتضى والقائم، أول من حكم من العباسيين، ولد ونشأ بالشراة الواقعة بين الشام والمدينة، وتقع اليوم في الأردن بين امؤتة والبتراء، بويع له بالملك سنة 132هـ في الكوفة بعد مقتل مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية، وكانت إقامته بالانبار في العراق حيث بنى عندها مدينة الهاشمية، توفي شابا بالجدري في الأنبار.

(2) راجع مدينة الحسين:2/79، والحسين حركة تلد أخرى من هذه الموسوعة (مخطوط).

(3) الحسين: هو ابن حمزة( أبو الحسن) الليثي الكوفي سبط أبي حمزة الثمالي ثابت بن دينار، وقد امتازت كامل أسرة أبو حمزة الثمالي بولائها لأهل البيت عليهم السلام، وقد كان الحسين ابن بنته هذا من اصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهم السلام ومن ثقات الرواة، كما كان أبوه من ثقات أصحاب الإمام الباقر عليه السلام.

(4) راجع كامل الزايارات: 111، وجاء في مدينة الحسين:2/77نقلا عن كامل الزيارات بأن أبي حمزة زار المرقد الحسيني إلا أنه قد اختلط عليه الأمر، كما أنه ذكر بأن الزيارة كانت يوم عرفة، وهذا أيضا مما لا يوجد في المصدر، بل إن الذي زاره حسب المصدرهو إسحاق بن عمار، ومن هنا يقول السماوي في أرجوزته:

روى ابن قولويه في الكمال           عن الحسين السبط الثمالي

أي أن الحسين هو السبط الثمالي.

(5) إسماعيل بن جعفر الصادق: ولد قبل عام 127هـ وتوفي سنة 133هـ أو 143هـ، وأمه فاطمة بنت الحسين الأثرم ابن الامام الحسن عليه السلام، وربما كان القول بوفاته سنة 143هـ أقرب الى الواقع، والله العالم، وعلى أي حال فان وفاته كانت في حياة أبيه، إلا أن جماعة من الاسماعيلية ادعوا توفي بعد وفاة أبيه وقالوا بإمامته.

(18)

و

الحسين ع(1).

  • في عام 144هـ، زارالامام الصادق ع مرقد جده أبي عبدالله الحسين ع وتوقف عند قبره(2).
  • حوالى سنة 147هـ، قام الفقيه الزاهد سليمان بن مهران الأعمش(3) مع جمع غفير من الموالين بزيارة المرقد الحسيني الشريف(4).
  • قبل سنة 148هـ، زار(5) الراوي الشهر والفقيه الإمامي إسحاق ابن عمار الساباطي(6) قبر أبي عبدالله الحسين ع ليلة عرفة(7).

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع فرحة الغري: 52، وجاء فيه أن أسماعيل حينما زار قبرجده أمير المؤمنين ع بصبحة أبيه عرج على قبر الإمام الحسين ع.

(2) راجع مجلة الحوزة القمية:72/145، وقد عرف مقره بمقام الإمام الصادق ع.

(3) سليمان بن مهران الأعمش: الأسدي بالولاء، يكنى بأبي محمد ويلقب بالأعمش (61ـ148هـ) أصله من الري- بإيران-، ولكنه نشأ بالكوفة، من أعلام المفسرين والمحدثين، تابعي، له روايات كثيرة قيل بلغت 1300رواية، كان اذ شخصية فذة حتى نقل بأنه لم يرى السلاطين والملوك والأغنياء في مجلس أحقر منهم في مجلسه.

(4) الرؤيا مشاهدات وتأويل:1/307.

(5) إن لإسحاق الساباطي زيارتين مسجلتين، أحداهما كانت في ليلة عرفة، وأخرى في وقت آخر، وكلاهما كانت في عهد الإمام الصادق ع- راجع مستدرك علم رجال الحديث:1/574.

(6) اسحاق بن عمار الساباطي: هو حفيد موسى بن مهران، كان من الأثرياء الإمامية قيل إنه كان فطيحاً، أي يقول بإمامة عبدالله الأفطح ابن الامام الصادق ع، ورغم ذلك فقد وثقوه، وهناك من يرى أن هناك شخصيتين أحدهما الصيرفي الذي كان إثني عشرياً، والثاني الساباطي الذي كان فطحياً، فإن صح ذلك فإن رواية الساباطي من الامام الكاظم ع تنقض فطحيته، إلا إذا قيل أن لا منافاة بين العقيدة والوراية، أو أنه من الخلط بين الشخصيتين، ويظهر من بعض الروايات أنه مات في عهد الامام الصادق ع حيث أشار الإمام الى موته في شهر ربيع، ولكن هناك رواية أخرى حددها بسنتين، وعليه فيمكن أن يكون ذلك في أواخر سني الامام، وبقي الساباطي الى عهد الإمام الكاظم ع وروى عنه ثم توفي، فتكون وفاته في حدود سنة 150هـ، وإذا علمنا أنه روى عن الامام السجاد ع ونجله أيضاً، فيتضح لنا أنه ربما كانت ولادته بعد منتصف القرن الأول، وعلى أي حال فقد كان له أصل يعتمد عليه.

(7) كامل الزيارات:115.

(19)

 

  • وفي حدود عام 159هـ توجه الامام الكاظم ع الى قبر جده الإمام أبي عبدالله الحسين ع وتوقف عنده بعد أن أطلق سراحه في المرة الأولى(1).
  • قبل سنة 190هـ، توجه أحد أعمدة الأدب العربي الشاعر منصور ابن سلمة النمري(2) الى الغاضرية(3) ووقف على قبر أبي عبدالله الحسين ع وأخذ يرثيه بقصيدته اللامية(4) المشهورة(5).
  • قبل 3/6/193هـ، كان أمر السدانة قد تعاهدته قبيلة بني أسد بعد أن أقصي القاضي ابن أبي داود(6) ولعل زعيمهم هو الذي تولى هذا الامر(7).
  • بعد 3/6/193هـ، قيل إن الأمين العباسي(8) أمر بتشيد الروضة (9)، وربما الخلط بين الأخوين كان من وراء نسبة البناء الى المأمون(10)، أو لعل السياسة كانت من وراء قلب الحقائق كما حدث إبان

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع مجلة الحوزة القمية: 72/174، دائرة المعارف تشيع:6/562، الحسين والتشريع الأسلامي من هذه الموسوعة- فصل حوزة كربلاء المقدسة.

(2) منصور بن سلمة النمري: هو حفيد الزبرقان بن شريك المولد في رأس العين بالجزيرة في سوريا في أوائل القرن الثاني والمتوفى بها في سنة 190هـ، أخباره كثيرة مع العباسيين ومع أستاذه كلثوم بن عمرو العتابي، وعلى أي حال فهو من فحول الشعراء.

(3) الغاضرية: نسبة الى بني غاضرة، وهم من أفخاذ قبيلة بني أسد الذين سكنوا شمال شرق الحائر فعرفت المنطقة باسمهم والتي أصبحت اليوم ضمن مدينة كربلاء.

(4) راجع ديوان القرن الثاني:155.

(5) بغية النبلاء في التاريخ كربلاء: 148، عن زهر الأداب للحصري:651.

(6) أحمد بن أبي داود: هو أحمد بن فرج الأيادي المولود بعد منتصف القرن الثاني والمتوفى سنة 240هـ، مضت ترجمته في الجزء الأسبق:265.

(7) راجع شهر حسين:443.

(8) الأمين العباسي: هو محمد بن هارون الرشيد(170ـ 198هـ) مضت ترجمته في الجزء الأسبق:267.

(9) راجع دليل تاريخ العتبات المقدسة:59.

(10) المأمون العباسي: هو عبدالله بن هارون الرشيد(170ـ 218هـ) مضت ترجمته في الجزء الأسبق:267.

(20)

 

حكم صدام حسين(1) للعراق، حيث قلب الكثير من الحقائق وجعلها في صالحة، وعليه فان البناء الأول كان للأمين والثاني للمأمون، وهو الأفخم والأوسع.

ــــــــــــــــــــــــ

(1) صدام: هو ابن حسين مسلط التكريتي(1346ـ....هـ)، وقع في قبضة المحتل الأمريكي للعراق، مضت ترجمته في الجزء الأسبق:478.

(21)

 

القرن الثالث

(30/7/816ـ7/8/913م)

 

  • قبل سنة 224هـ، قام الراوي الكبير الحسن بن محبوب الزراد البجلي(1) بزيارة قبر الامام الحسين ع خفية، حيث كانت السلطات تعاقب من يزرو قبره الشريف(2).
  • في سنة 227هـ، نهب الواثق العباسي(3) الخزانة الحسينية(4).
  • في سنة 247هـ، تولى السيد أبراهيم المجاب(5) شؤون المرقد الحسيني وذلك بعد أن حل بكربلاء وجاور المرقد المطهر(6).
  • في سنة 250هـ، توجه الثائر العلوي يحيى بن عمر الطالبي(7)

 

ــــــــــــــــــــــ

(1) الحسن بن محبوب الزراد البجلي: ويلقب أيضاً بالسراد، وكلاهما بمعنى واحد، فالزراد هو الذي يصنع الزرد، وهو نوع من الدروع المتداخلة، والسراد هو الذي يصنع السرد أي الدروع، والحلق، وعلى أي حال فهو حفيد وهب بن جعفر بن  وهب الكوفي المكنى بأبي علي(149ـ224هـ) كان جده وهب عبداً سندياً، من أصحاب الإمامين الكاظم الرضا ع وهو من الثقات المبرزين عند الأمامية، وهناك من يرى بأن ولادته قبل ذلك.

(2) كذا ورد في مدينة الحسين:2/77 إلا أن المصادر خلية من ذلك رغم تفحصنا الواثق بالله العباسي: هو هاورن بن محمد المعتصم أبن هاورن الرشيد(196ـ232هـ)، حكم بعد أبيه المعتصم سنة 227هـ، وحكم بعده عمه المتوكل.

(3) الواثق بالله العباسي: هو هارون بن محمد المعتصم ابن هارون الرشيد(196-232هـ) حكم بعد أبيه المعتصم سنة 227هـ، وحكم بعده عمه المتوكل.

(4) هامش بغية النبلاء: 68 عن بحر الأنساب.

(5) ابراهيم المجاب: هو ابن محمد العابد ابن الامام الكاظم ع(ق250ـ300هـ) سبقت ترجمته في الجزء الأسبق:287.

(6) راجع مدينة الحسين(الملحق):4/28، وشهر حسين: 443.

(7) يحيى بن عمر الطالبي: هو حفيد يحيى بن الحسين بن زيد ابن الامام =

(22)

 

نحو قبر جده الحسين ع، فوقف على قبره وقد كان يدورفي خاطره ما فعله الظالمون بأجداده، فخرج من هناك ليعلن عن انتفاضته على العباسيين الذين تحايلوا على العلويين والموالين، حين أعلنوا أن ثورتهم جاءت لنصرة آل الرسول ص ولأخذ الثأر من قتله أبي عبدالله الحسين ع إلا أنهم لم يفوا بعهدهم(1).

  • في سنة 254هـ، أمر الإمام الهادي ع أبا هاشم الجعفري(2) بأن يذهب الى الحائر ويدعوا له بالشفاء عند قبر جده(3).
  • في محرم سنة 267هـ، شكل عبيد الله المهدي(4) خلية في كربلاء مهمتها رصد زوار المشهد الحسيني، وكان ممن التقوا به علي بن الفضل الجيشاني(5) الذي ترك اليمن حاجاً الى بيت الله الحرام ثم اتجه نحو

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

= السجاد ع انتفض سنة 235هـ على المتوكل العباسي، ولما أراد التوجه نحو خراسان القي القبض عليه وحبس في بغداد وعذب وأطلق سراحه ثم توجه نحو الكوفة أيام المستعين بالله العباسي فاستولى على الكوفة وعسكر بالفلوجة، وقاتله العباسيون وظفر عليهم أولا ثم قتل في بلدة شاهي قرب الكوفة سنة 250هـ، وحمل رأسه الى المستعين.

(1) راجع مقاتل الطالبين: 506، والحسين حركة تلد أخرى( مخطوط).

(2) أبو هاشم الجعفري: هو داود بن القاسم بن اسحاق بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب(رض)، أدرك خمسة من الأئمة (الرضاـ المهدي) ع، كان ثقة جليلاً عد من سفراء الإمام المهدي ع، وهو ابن خالة الامام الصادق ع، وقد علمه الامام الهادي ع عدداً من اللغات منها الهندية، توفي في جمادى الأولى261هـ.

(3) كامل الزيارات: 274، بحار الأنوار:5/224، 98/112.

(4) عبيد الله المهدي: هو ابن أحمد بن إسماعيل الثاني أبن محمد بن إسماعيل ابن الامام الصادق ع، ولد في حدود منتصف القرن الثالث الهجري وتوفي سنة 322هـ في المهدية بتونس، وكان قد هاجر من سلمية بشمال سوريا الى تونس اسس دولة الفاطميين سنة 297هـ، وكان أول ملوكها، وقد أنقرضت في سنة 567هـ على عهد الرابع عشر منهم ألا وهو العاضد لدين الله عبدالله بن يوسف.

(5) علي بن الفضل الجيشاني: هو حفيد أحمد القرمطي المتوفى سنة 303هـ، انتفض سنة 290هـ في اليمن وأصبحت له زعامة وتملك قسماً من اليمن واتخذ المذيخرة(من أعمال الصنعاء) عاصمة لملكه.

(23)

 العراق لزيارة قبر الامام الحسين ع في محرم، فتعرف عليه الداعي، ولما انتهى من زيارة المرقد أخذ يتحدث معه حتى أصبح من دعاة الفاطميين(1).

  • قبل سنة 271هـ، توالت زيارة الراوي الزاهد علي بن عاصم(2) لقبر الامام الحسين ع ولم ينقطع عنها منذ أن عرف حقه(3).
  • وفي سنة 279هـ عندما تولى الأمر المعتضد بالله العباسي(4) أمر بعمارة المشهدين الحيدري والحسيني وتفقد الخزائن بدارالخلافة فأخرج منها ما نهبة الواثق من مال مشهد الحسين ع وأعاده إليه(5).
  • في سنة 286هـ قام الراوي والفقيه الإمامي محمد بن يحيى الشيباني(6) بزيارة قبر سيد الشهداء ع وذلك بعد رجوعه من حج بيت الله

ــــــــــــــــــــــ

(1) راجع المقفى الكبير:67.

(2) علي بن عاصم: عرف بعبادته وتقواه لأنه كان كذلكـ وهو ممن روى عن السيد ابن طاوس في سلسلة مشايخه، والظاهر أنه كوفي.

(3) راجع نزهة أهل الحرمين: 32، ومجالي اللطف:28، وجاء في مدينة الحسين: 2/96 عن بحارة الأنوار: 66/286 أن زيارته كانت سنة 265هـ، وهو من الخلط الذي وقع بينه وبين علي بن عاصم الذي سجنه المعتضد العباسي سنة 280هـ- راجع مستدركات علم رجال الحديث:5/391.

(4) المعتضد بالله العباسي: هو احمد ابن الموفق بالله طلحة ابن المتوكل على الله جعفر(242ـ289هـ) خلف عمه المعتمد على الله، أحمد ابن المتوكل سنة 279هـ، وحكم بعده ابنه المكتفي بالله علي.

(5) هامش بغية النبلاء: 68 عن بحر الأنساب.

(6) محمد بن يحيى الشيباني: وقيل الصحيح محمد بن بحر الشيباني الرهني المكنى بأبي الحسين، نسبة الى رهنة وهي قرية من قرى كرمان، توفي حدود سنة 34هـ، كما في الذريعة:24/83، وفيه: إنه سكن ترماشير من قرى كرمان، أنه شيباني بالولاء، ومن المعمرين، وكان من متكلمي الشيعة وفقهائهم وعالماً بالأخبار، له نحو خمسمائة مصنف منها: نحل العرب، الدلائل على نحل القبائل- راجع هامش بحار الانوار:23/148، معجم الأدباء:17/31، وجاء في مستدركات علم رجال الحديث:7/368، ملقباً بالذهبي بدل الرهني، وعده من الرواة الذين اعتمد عليهم الكليني، وجاء في البحار مكنى بأبي الحسين، مما يفهم اتحادهما.

(24)

 

الحرام. ويذكر أن الشيباني شاهد جموعاً كثيرة تعدو الى كربلاء(1).

  • في سنة 296هـ(2). عقد دعاة الفاطميين مؤتمراً سياسياً عند مرقد الحسين ع ويعد الأول من نوعه بغرض تأسيس دولتهم في المغرب العربي، وكان ممن حضروا: أحمد بن عبدالله القداح(3) ورستم بن الحسين الكوفي(4) ومحمد بن الفضل اليماني(5) وبعد أن أنهو اجتماعتهم، عقدوا العزم على إقامة دولتهم، وحققوا ما أرادوا فعله(6).
  • في سنة 300هـ، تولى سدانة المرقد الحسيني الشريف السيد محمد الحائري(7) وذلك بعد وفاة أبيه السيد ابراهيم المجاب(8).

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار:51/10 عن إكمال الدين:2/89.

(2) يظهر من كتاب النجوم الزاهرة:3/166أن التقاءهم كان في سنة 295هـ، لأن إظهار دعوتهم كانت في السابع من ذي الحجة سنة 269هـ.

(3) أحمد بن عبدالله القداح: هو حفيد ميمون بن ديصان، وإنما لقب أبوه بالقداح لأنه كان يعالج العيون ويقدحها، أي يسحب الماء الذي يتجمع خلف عدسة العين،كان من أهالي الكرخ ببغداد.

(4) رستم بن الحسين الكوفي: هو حفيد ابن حوشب بن دادان النجار الكوفي.

(5) محمد بن الفضل اليماني: كان من زعماء اليمن وأثريائهم، ويحتمل، والله العالم، أن يكون شقيقاً لعلي بن الفضل الجيشاني السابق الذكر.

(6) راجع الكامل في التاريخ:6/126، والحسين حركة تلد أخرى من هذه الموسوعة (مخطوط)، وجاء في مدينة الحسين:2/100 أن اجتماعتهم كان في يوم عرفة.

(7) محمد الحائري: هو ابن ابراهيم المجاب الموسوي، ولد بعد الربع الأول من القرن الثالث وسكن كربلاء مع أبيه سنة 247هـ، توفي ودفن في واسط وذلك حدود سنة 325هـ، كان من أعلام كربلاء.

(8) راجع شهر حسين:444.

(25)

 

 

القرن الرابع

(8/8/913ـ 14/8/1010م)

 

  • في حدود سنة 325هـ، تولى السيد ابراهيم (أبو جعفر) بن محمد الحائري(1) سدانة الحرم الحسيني ولك بعد وفاة أبيه(2).
  • في حدود 352هـ، تولى السيد أحمد(أبو عاتقة) بن ابراهيم بن محمد الحائري(3) السدانة(4).
  • في سنة 366هـ، زار الوزير البويهي ابن بقية(5) المرقد الحسيني(6).
  • قبل سنة 367هـ، وصل الرحالة ابن حوقل النصيبي(7) الى العراق.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) ابراهيم أبو جعفر الحائري: هو ابن محمد الحائري الموسوي، ولعله ولد في كربلاء في أوائل القرن الرابع وتوفي بها على الظاهر بعد منتصف القرن ذاته، وقد جمع بينا لسدانة للحرم الحسيني ونقابة الأشراف بالحائر.

(2) راجع شهر حسين: 444، وتاريخ مرقد الحسين والعباس:196.

(3) أحمد أبو عاتقة: من أحفاد الامام الكاظم ع ولد قبل القرن الرابع وتولى النقابة في أوائل القرن الرابع، كان من أشراف وأعيان مدينة الحسين.

(4) كربلاء في حاضرها وماضيها(مخطوط)، وشهر حسين:444.

(5) ابن بقية: هو ابو طاهر محمد بن بقية، ولد في أوائل القرن الرابع وقتل سنة 367هـ، عرف بالفضل والكرم، تولى الوزارة سنة 362هـ.

(6) جاء في كتاب تحت قبة الحسين لسعيد الصفار(مخطوط) نقلا عن تكملة تاريخ الطبري للهمداني: 231أن الوزير ابن بقية كان قد رافق السلطان عز الدولة البويهي.

(7) ابن حوقل النصيبي: هو محمد بن حوقل البغدادي الموصلي المكنى بأبي القاسم، ولد في أواخر القرن الثالث وتوفي بعيد سنة 367هـ، رحالة تاجر، رحل من بغداد سنة 331هـ الى المغرب وصقليه، وجاب بلاد الأندليس وغيرها، وكان متعاوناً مع الفاطميين، له كتاب المسالك والممالك.

(26)

 

فتوجه الى كربلاء المقدسة لزيارة الروضة الحسينية الشريفة، وقال في ذلك عن سفرته هذه:« وكربلاء من غربي الفرات فيما يحاذي قصر ابن هبيرة(1)، وبها قبر الحسين بن علي صلوات الله عليهما، وله مشهد عظيم، و- تلقى فيه- خطب في أوقات السنة بزيارته، وقصده جسيم»(2).

  • في حدود سنة 385هـ، قام السيد علي المجذور بن أحمد الحائري(3)بتولى سدانة الحرم الحسيني بعد وفاة والده أبو عاتقة(4).
  • في عاشوراء سنة 386هـ، توجه على عادته الشريف الرضي(5) الى كربلاء ووقف على قبر جده الحسين ع فشاهد الجماهير المحتشدة عند القبر المطهر وهي تبكي، فهرع اليها مهرولا، وارتجل مقصورته- من الرمل- والتي شاعت بين الموالين ومطلعها.

كربلاء لا زلت كرباً وبلا             ما لقي عندك آل المصطفى(6)

  • في 15/8/398هـ، اجتمع علما الشيعة وأعيانهم في الصحن

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) قصر أبن هبيرة: نسبة الى يزيد بن عمر بن هبيرة الغطفاني(87 ـ132هـ) الذي ولي البصرة والكوفة أيام مروان بن محمد الأموي، والقصر يقع على مقربة من جسر سورا، ولما ملك السفاح العباسي نزله واستتم تسقيف مقاصير فيه، وزاد في بنائه وسماه الهاشمية.

(2) لمحات من تاريخ كربلاء: 77، وبغية النبلاء في تاريخ كربلاء:20، وكلاهما عن صورة الأرض لابن حوقل:166.

(3) علي المجذور: هو المكنى بأبي فوبرة بن أبي عاتقة أحمد بن محمد الحائري بن ابراهيم المجاب الموسوي، كانت له مكانة اجتماعية، حيث تولى نقابة الأشراف الى جانب مصاهرته لأبي القاسم بن نعيم رئيس سقي الفرات، وكانت توليته للنقابة بعد سنة372هـ.

(4) راجع مدينة الحسين(الملحق):4/29.

(5) الشريف الرضي: هو محمد بن الحسين بن موسى المكنى بأبي الحسن(359ـ 406هـ) من أعلام الإمامية وأشعر الطالبيين في عصره، أنتهت اليه نقابة الأشراف في حياة والده كما انتهت إليه زعامة الإمامية في بغداد، له ن المؤلفات: ديوانه ـ تلخيص البيان، وحقائق التأويل.

(6) ديوان القرن الخامس: 35، وهناك من يرى بأنه أنشد القصيدة في عرفة من سنة 405هـ، وعليه فيعد هذا الحدث من وقائع القرن الخامس الهجري.

(27)