هو الخطيب الشاعر محسن بن الخطيب الشيخ محمد حسن بن الخطيب الشاعر الشيخ محسن بن محمد ابو الحب .
ولد في كربلاء سنة 1305 هـ ونشأ في أسرة أدبية نهل من معينها المثل والقيم الأصيلة . تعرف ببيت ابو الحب التي تنتسب الى قبيلة ( بني كعب ) العربية .
قرأ النحو والصرف وعلم العروض والبلاغة على أساتذة فضلاء منهم والده ، واندفع يحفظ ( أدب الطف ) حتى برز خطيبا مفوها حاكى أباه في الخطابة ، وجارى جده في قرض الشعر ، فذاع صيته وطبقت شهرته الأندية والمجالس الحسينية لا في العراق فحسب بل تعدت الى الكويت والبحرين والشام وإيران . وامتاز باسلوبه الناصع وتوفيقه بين القديم والجديد . وكانت الطلبات تنهال عليه من مختلف الأقطار الإسلامية للقراءة في المجالس التي تعقد هناك ، إلا انه كان يرفضها ، حيث كان يفضل المكوث في مدينة كربلاء لا سيما في شهري محرم وصفر من كل عام ، حيث تعقد له المجالس . وقد واتاني الحظ للحضور في احدى مجالسه الحسينية وهو في أواخر أيامه ، فكان مجلسه حاشداً بعلية القوم من العلماء والفضلاء ، وكنت أعجب في تفننه في الخطابة ، حيث كان يعالج البحوث الإسلامية المهمة والقضايا التاريخية الغامضة ، ويأتي بأروع الأمثلة ذات الجدة والطرافة ويحسن الانتقاء للروايات الصادقة المستقاة من أوثق المصادر . فكان بعيد الغور ، متضلعا في القضايا الفكرية ، وله إلمام واسع بالشعر الفارسي ، حيث يجيده إجادة تمكنه من تلاوته بصورة متقنة . وفق لأداء حج بيت الله الحرام سنة 1346 هـ في الوقت الذي كانت وسائل السفر بدائية ، يلاقي فيها الحاج الكثير من المصاعب والمشاق والتكاليف الباهظة . ولدى عودته هنأه الخطباء العراقيون بقصائد نشرت في دواوينهم .
تتلمذ عليه عدد من الأفاضل كالشيخ عبد الزهراء الكعبي والشيخ هادي الشيخ صالح الخفاجي والسيد حسين المرعشي والسيد صدر الدين الحكيم الشهرستاني والسيد مصطفى الفائزي آل طعمة وغيرهم . وكان اللسان الذرب للجماهير الشعبية في ثورة العشرين .
شعره : يعتبر الشيخ محسن أحد الشعراء المجيدين ، فشعره حسن السبك ، متوقد القريحة . عالج فيه شتى الأعراض القومية والإجتماعية والفكاهية إضافة الى أبواب أخرى . وكان خطيب ثورة العشرين ، يلهب حماس الجماهير ، ومواقفه مشهودة من على المنابر .
من قصائده الوطنية قوله :
ألا فانهضـوا إن الجهـاد لواجب | و لا تعقدوا يا عصبة المجد والكرم | |
أما تنظروا اخوانكم دخلـوا الوغى | بعـزم وحـزم والشجاعـة والهمم | |
يحامـون عـن أوطانهـم فكأنهم | أسود شرى عاثت بجمع مـن الغنم | |
على الكفـر صالـوا والإله يمدهم | بنصـر ومنهم كافـر قـط ما سلم | |
لقـد تركـوا ابنـاء لنـدن أكلـة | وأجسـادهم صـارت لذؤبانهم طعم | |
أبادوا جنود الأنچـليـز ومزقـوا | من الكفر جمعا بعـد ذا ليـس يلتئم | |
بريطـانيـا مخـذولة لا محـالة | و قد لبست ثوبا من الـذل والعـدم | |
إلى أيـن يـأوي الإنگليـز وكلما | تحـاربه بالسيـف والرمـح والقلم | |
فيرجع مقهـورا ذليـلا و جيشـه | به الذل مـن كـل الجوانب قد ألـم |
وفاته : توفي الشاعر الخطيب فجأة في كربلاء عند طلوع الفجر من يوم الجمعة 5 ربيع الأول سنة 1369 هـ المصادف 1949 م ، ودفن في مقبرة خاصة في الروضة العباسية . ورثاه جمع من الخطباء والشعراء . وأعقب ولدين هما : الشاعر الدكتور ضياء وفائق .