خدمة المنبر الحسيني

الشيخ محسن ابو الحب

Post on 11 تموز/يوليو 2016

(الشيخ محسن ابو الحب ـ 1305 ـ 1369 هـ)

هو الخطيب الشاعر محسن بن الخطيب الشيخ محمد حسن بن الخطيب الشاعر الشيخ محسن بن محمد ابو الحب .

ولد في كربلاء سنة 1305 هـ ونشأ في أسرة أدبية نهل من معينها المثل والقيم الأصيلة . تعرف ببيت ابو الحب التي تنتسب الى قبيلة ( بني كعب ) العربية .

قرأ النحو والصرف وعلم العروض والبلاغة على أساتذة فضلاء منهم والده ، واندفع يحفظ ( أدب الطف ) حتى برز خطيبا مفوها حاكى أباه في الخطابة ، وجارى جده في قرض الشعر ، فذاع صيته وطبقت شهرته الأندية والمجالس الحسينية لا في العراق فحسب بل تعدت الى الكويت والبحرين والشام وإيران . وامتاز باسلوبه الناصع وتوفيقه بين القديم والجديد . وكانت الطلبات تنهال عليه من مختلف الأقطار الإسلامية للقراءة في المجالس التي تعقد هناك ، إلا انه كان يرفضها ، حيث كان يفضل المكوث في مدينة كربلاء لا سيما في شهري محرم وصفر من كل عام ، حيث تعقد له المجالس . وقد واتاني الحظ للحضور في احدى مجالسه الحسينية وهو في أواخر أيامه ، فكان مجلسه حاشداً بعلية القوم من العلماء والفضلاء ، وكنت أعجب في تفننه في الخطابة ، حيث كان يعالج البحوث الإسلامية المهمة والقضايا التاريخية الغامضة ، ويأتي بأروع الأمثلة ذات الجدة والطرافة ويحسن الانتقاء للروايات الصادقة المستقاة من أوثق المصادر . فكان بعيد الغور ، متضلعا في القضايا الفكرية ، وله إلمام واسع بالشعر الفارسي ، حيث يجيده إجادة تمكنه من تلاوته بصورة متقنة . وفق لأداء حج بيت الله الحرام سنة 1346 هـ في الوقت الذي كانت وسائل السفر بدائية ، يلاقي فيها الحاج الكثير من المصاعب والمشاق والتكاليف الباهظة . ولدى عودته هنأه الخطباء العراقيون بقصائد نشرت في دواوينهم .

تتلمذ عليه عدد من الأفاضل كالشيخ عبد الزهراء الكعبي والشيخ هادي الشيخ صالح الخفاجي والسيد حسين المرعشي والسيد صدر الدين الحكيم الشهرستاني والسيد مصطفى الفائزي آل طعمة وغيرهم . وكان اللسان الذرب للجماهير الشعبية في ثورة العشرين .

شعره : يعتبر الشيخ محسن أحد الشعراء المجيدين ، فشعره حسن السبك ، متوقد القريحة . عالج فيه شتى الأعراض القومية والإجتماعية والفكاهية إضافة الى أبواب أخرى . وكان خطيب ثورة العشرين ، يلهب حماس الجماهير ، ومواقفه مشهودة من على المنابر .

من قصائده الوطنية قوله :

ألا فانهضـوا إن الجهـاد لواجب   و لا تعقدوا يا عصبة المجد والكرم
أما تنظروا اخوانكم دخلـوا الوغى   بعـزم وحـزم والشجاعـة والهمم
يحامـون عـن أوطانهـم فكأنهم   أسود شرى عاثت بجمع مـن الغنم
على الكفـر صالـوا والإله يمدهم   بنصـر ومنهم كافـر قـط ما سلم
لقـد تركـوا ابنـاء لنـدن أكلـة   وأجسـادهم صـارت لذؤبانهم طعم
أبادوا جنود الأنچـليـز ومزقـوا   من الكفر جمعا بعـد ذا ليـس يلتئم
بريطـانيـا مخـذولة لا محـالة   و قد لبست ثوبا من الـذل والعـدم
إلى أيـن يـأوي الإنگليـز وكلما   تحـاربه بالسيـف والرمـح والقلم
فيرجع مقهـورا ذليـلا و جيشـه   به الذل مـن كـل الجوانب قد ألـم

وفاته : توفي الشاعر الخطيب فجأة في كربلاء عند طلوع الفجر من يوم الجمعة 5 ربيع الأول سنة 1369 هـ المصادف 1949 م ، ودفن في مقبرة خاصة في الروضة العباسية . ورثاه جمع من الخطباء والشعراء . وأعقب ولدين هما : الشاعر الدكتور ضياء وفائق .