عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 133

نفذ هذا الباب من الإيوان الناصري أو الحميدي ، ويبلغ ارتفاع مبنى المدخل حوالي 15 متراً وتعلوه ساعة كبيرة تعتبر تحفة معمارية رائعة. أما عمق المدخل فيبلغ 10 أمتار وعرضه يتفاوت بين 4.50 متر في بدايته و6 أمتار في نهايته ، وتتقدمه بوابة أرتفاعها 4 أمتار وعرضها 3 أمتار.
  • باب الكرامة : ويقع في الزاوية الشمالية الشرقية من الصحن مقابل سوق الحسين الشهير الذي أزيل قسم منه سنة 1980م ، والقسم الآخر سنة 1991م . والمدخل معقود ومزين بالقاشاني الجميل ويبلغ عمقه 12 متراً وينحرف قليلاً في نهايته وعرضه 3.50 متر ، وتتقدمه بوابة أرتفاعها 4 أمتار وعرضها 3 أمتار.
  • باب الرجاء: ويقع في الزاوية الجنوبية الشرقية من الصحن ، مقابل خان الباشا القديم الذي شيدت على أنقاضه الحسينية الطهرانية التي سميت بعد ذلك بالحيدرية والتي أزيلت عمارتها عام 1991م من قبل الحكومة العراقية. ويبلغ عمق مدخله 16 متراً وينحرف قليلاً عند نهايته أما عرضه فيبلغ 3.50 متر ، تتقدمه بوابة أرتفاعها 5 أمتار وعرضها 3.50 متر(1).
  • باب الصالحين : يعتبر هذا المدخل من المداخل الجديدة التي فتحت سنة 1960م في الجهة الشمالية من الصحن ، ويقع في إيوان الوزير ، ويبلغ عمقه 10 أمتار وعرضه 7 أمتار ، تتقدمه بوابة يبلغ أرتفاعها 4 أمتار وعرضها 3 أمتار(2).

    وبعد سقوط النظام البائد في 9/ 4/ 2003 ، والذي كانت إدارة العتبات المقدسة في كربلاء والمدن الأخرى في العراق تحت إشرافه ، تشكلت لجنة

    (1) السيد هادي الصدر : مجلة رسالة الشرق ، ص : 41 42 ، العدد 2 ، مطبعة النجاح بغداد ، 1373هـ (1954م)
    بغية النبلاء في تاريخ كربلاء ، مصدر سابق ، ص : 169. مخطط الروضة الحسينية لسنة 1980م ، مصدر سابق.
    (2) بغية النبلاء في تاريخ كربلاء ، مصدر سابق ، ص : 171. مخطط الروضة الحسينية لسنة 1980م ، مصدر سابق .
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 134

    من قبل المرجعية الدينية في النجف الأشرف سُميت بـ(اللجنة العليا لإدارة العتبات المطهرة في كربلاء المقدسة) وتألفت اللجنة من عضوية كل من السادة : العلامة السيد محمد الطباطبائي والعلامة السيد أحمد الصافي والعلامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي. وكان الغرض من تشكيل هذه اللجنة هو الإشراف على إدارة العتبات المقدسة وتقديم أفضل الخدمات لزائري الإمام الحسين وأخيه العباس (ع) .
    وقد تم تشكيل لجنة المشاريع والصيانة لعمارة الروضتين الحسينية والعباسية ، ومن الاعمال التي تم أنجازها في الروضة الحسينية والقسم الآخر منها ينجز حالياً وتحت إشراف هذه اللجنة ـ:
  • مدرسة الإمام الحسين (ع) للعلوم الدينية.
  • مكتبة الروضة الحسينية.
  • قاعة للمؤتمرات.
  • قاعة الانترنيت والاعلام.
  • قاعة متحف الامام الحسين (ع).
  • مضيف الامام الحسين (ع).
  • مكاتب ادارية.
  • صحن مقام السيدة زينب الكبرى في تل الزينبية.
  • اضافة طابق ثانٍ فوق الأواوين المطلة على الصحن خصوصاً في الضلعين الشرقي والشمالي ، وقد روعي في التصميم والبناء أن تكون الأقواس والأكساء بالبلاط القاشاني على غرار ما هو موجود في أواوين الطابق الأرضي .

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 135

  • صيانة وتركيب قطع المرايا الصغيرة والمرمر داخل الحضرة الشريفة.
  • إدارة وصيانة منظومة التبريد والتكييف المركزي الجديدة.
  • الإشراف على تركيب شباك موضع الاستشهاد المقدس.
  • الإشراف على المسقفات الحديثة التي تقع على جانبي الساحة الواسعة بين الروضتين لغرض تهيئة أماكن مظللة لجلوس الزائرين.
  • الإشراف على مجاميع المرافق الصحية وأستراحة الزائرين عند باب القبلة لصحن الروضة الحسينية.

    هذا بالإضافة إلى العديد من المشاريع الأخرى المتوسطة والصغيرة كإنشاء الغرف والقاعات الجديدة والنافورات والأسبلة (سقايات الماء) وورش التصليح وغيرها.
    وقد قدم مقترح من قبل الدكتور المهندس السيد محمد علي الشهرستاني لتسقيف صحن الروضة الحسينية وتحويله إلى قاعات مسقفة كبير ملحقة بالحضرة وتكون جزء منها ، وذلك بعد تنفيذ الطابق الثاني فوق الغرف والأواوين المطلة على الصحن.
    ومعظم المشاريع التي يتم تنفيذها في الروضة الحسينية تقع تحت إشراف لجنة المشاريع والصيانة وبالتعاون مع الدكتور السيد الشهرستاني.

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 136

    الروضة الحسينية

    مقترح تسقيف صحن الروضة الحسينية

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 137

    الروضة العباسية

    يُعد جامع ومرقد العباس (الروضة العباسية) ثاني أهم المعالم المعمارية الإسلامية في مدينة كربلاء المقدسة. ويضم رفات سيدنا العباس (ع) الذي أستشهد مع أخيه الإمام الحسين (ع) في واقعة الطف عام 61 هـ (60م)(1).
    وكان بناء مرقد العباس منذ تشييده ، يولى من الأهتمام والعناية ما كان يولى مرقد أخيه الإمام الحسين (ع) خلال المراحل التاريخية التي مرت بها مدينة كربلاء(2).
    وأول بناء اقيم على قبر العباس كان سنة 372هـ (983م) في عهد عضد الدولة البويهي الذي شيد في هذه الفترة بناء فوق القبر تعلوه قبة عالية من الطابوق (الآجر) والجص(3).
    وفي سنة 1032هـ (1623م) خلال عهد الشاه الصفوي عباس الأول حفيد الشاه طهماسب تم تزيين قبة مرقد العباس بالبلاط القاشاني الملون ووضع صندوق مشبك على القبر ونظم الرواق وكذلك الصحن المحيط بالحضرة كما شيد البهو الأمامي للحضرة أيضاً(4).
    وفي سنة 1153هـ (1740م) أهدى نادر شاه الأفشاري إلى مرقد العباس تحفاً كثيرة زين بعض مباني المرقد(5).

    (1) د. رؤوف محمد علي الأنصاري : جريدة الحياة ، ص : 21 ، 28/ 5/ 1996م ، العدد 12146 لندن.
    (2) د. عبد الجواد الكليدار : تاريخ كربلاء وحائر الحسين ، ص : 276. عبد الرزاق الحسيني : العراق قديماً وحديثاً ، ص : 129.
    (3) سلمان هادي طعمة : تراث كربلاء ، ص : 62 ، عن تاريخ وجغرافيائي كربلاء معلى ، عماد الدين الاصفهاني ، ص : 182.
    (4) عبد الرزاق المقرم: العباس ، ص : 387 ، دار الفردوس ، بيروت لبنان ، 1408هـ (1988م ) .
    (5) عبد الرزاق المقرم: قمر بني هاشم ، ص : 126ـ 127 ، منشورات المطبعة الحيدرية في النجف ، 1369هـ (1949م ) .
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 138

    وفي سنة 1182هـ (1768م) تبرع النواب (بهراء) بتجديد سقف ضريح العباس بالخشب الصاج والزان ، وكان المشرف على تجديده الميرزا محمد باقر الراجه الحائري ، وقام بزخرفته النجار باشي أسطه إسماعيل(1).
    وفي سنة 1183هـ (1769م) أمر وزير نادر شاه الأفشاري ميرزا حسين شاه زادة بإعادة بناء الرواق الأمامي للحضرة وصنع صندوق مشبك جديد للضريح(2).
    وبعد حادثة الوهابيين سنة 1216هـ (1801م) أمر فتح علي شاه القاجاري بتجديد قبة مرقد العباس وتعميرها وإكسائها من الخارج بالبلاط المزجج (القاشاني) الملون(3).
    وفي سنة 1221هـ (1806م) تم إكساء مئذنتي الروضة العباسية من الخارج بالبلاط القاشاني من قبل محمد حسين صدر الأعظم الأصفهاني(4).
    وفي سنة 1236هـ (1821م) أمر محمد شاه بن عباس ميرزا بن فتح علي شاه القاجاري بصنع صندوق جديد مشبك فضي لضريح العباس (ع) ، وفي سنة 1246هـ (1831م) تم الأنتهاء من صنع الصندوق وتركيبه فوق القبر(5).
    وفي سنة 1259هـ (1843م) قام سلطان مملكة أودة في الهند محمد علي شاه بن السلطان ماجد علي شاه ، بإكساء قبة العباس والبهو الأمامي للحضرة بالقاشاني وكذلك تجديد عمارة مبنى الرواق والصندوق المشبك فوق الضريح(6)

    (1) سلمان هادي طعمة : تراث كربلاء ، ص : 65.
    (2) محمد باقر مدرس : شهر حسين ، ص : 342.
    (3) عبد الرزاق المقرم: العباس ، ص : 388 ، دار الفردوس بيروت / لبنان 1408هـ (1988م ) .
    (4) سلمان هادي طعمة : تراث كربلاء ، ص : 64.
    (5) المصدر السابق ، ص : 65.
    (6) عبد الواحد المظفر : بطل العلقمي ، ص :318/ الجزء الثالث ، قم إيران .
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 139

    وفي سنة 1266هـ (1850م) تم إعادة بناء وتعمير مرقد العباس من جديد من قبل السلطان العثماني عبد المجيد الأول بن السلطان محمود الثاني الذي تولى الخلافة سنة 1256هـ (1840م) وتوفي سنة 1277هـ (1861م)(1).
    وفي سنة 1283هـ (1866م) تولى الشيخ عبد الحسين الطهراني الملقب بـ(شيخ العراقين) بأمر من ناصر الدين شاه القاجاري تشييد الجهة الغربية وقسم من الجهة الشمالية للصحن. أما الجهة الشرقية والقسم الباقي من الجهة الشمالية للصحن فتولى تشييدها محمد صادق الشوشتري الشهير بالأصفهاني سنة 1304هـ (1887م) وقام أيضاً بإعادة إكساء قبة المرقد من الخارج بالبلاط القاشاني(2).
    وفي سنة 1306هـ (1889م) أمر السلطان العثماني عبد الحميد بإعادة تسقيف البهو الأمامي للحضرة بالخشب الصاج والزان(3).
    وفي سنة 1309هـ (1892م) قامت السيدة أحترام الدولة زوجة ناصر الدين شاه القاجاري بإكساء البهو الأمامي لحضرة العباس بالذهب. وقد أكمل آصف محمد علي شاه (اللكناهوري) بإكساء البقية الباقية من الجدار الأمامي لهذا البهو بالذهب أيضاً(4).
    وفي سنة 1311هـ (1894م) نصبت ساعة كبيرة فوق باب القبلة لصحن مرقد سيدنا العباس (ع) من قبل الحاج أمين السلطان وما تزال قائة حالياً ، وأشرف على نصبها السيد علي قطب(5).

    (1) الحاج علي آل كمونة : ديوان ابن كمونة ، ص : 103 ، مطبعة دار والتأليف ، النجف 1367هـ (1948م ) .
    (2) محمد حسن مصطفى آل كليدار : مدينة الحسين ، ص : 62.
    (3) سلمان هادي طعمة : تراث كربلاء ، ص : 64.
    (4) محمد حسن مصطفى آل كليدار : مدينة الحسين ، ص : 62.
    (5) سلمان هادي طعمة : تراث كربلاء ، ص : 64.
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 140

    وفي سنة 1367 هـ (1948م) تبرع أحد التجار الإيرانيين الحاج حسين حجار باشي بتبليط أرضية الروضة العباسية بالرخام الذي جلب من إيران(1).
    وفي سنة 1371هـ (1951م) تم إكساء الواجهات الأمامية للصحن بالقاساني المعرق الذي جلب من إيران ، كما تم تزيين جدران وسقف الحضرة من الداخل بالكريستال وقطع من المرايا الصغيرة وبزخارف فنية رائعة(2).
    وفي سنة 1375 هـ (1955م) تم طلاء قبة مرقد العباس بقشر خفيفة من الذهب لأول مرة(3).
    وفي سنة 1385هـ (1965م) وضع صندوق جديد مشبك مصنوع من الفضة والذهب ومطعم بالميناء والأحجار الكريمة على قبر العباس بأمر من المرجع الكبير السيد محسن الحكيم(4). وفي نفس السنة تم أستملاك قطعة أرض مجاورة لصحن مرقد العباس ، وشيد عليها مبنى خصص ليكون مضيفاً لسيدنا العباس (ع)(5).
    وفي سنة 1400هـ (1980م) أنتهى العمل من إزالة جميع الأبنية الملاصقة من الخارج لصحن مرقد العباس وتشييد سور خارجي يحيط بالصحن يبلغ ارتفاعه 9.93 متر وتتوزع فيه الأبواب (المداخل) من جميع الجهات(6).

    وصف عمارة الروضة العباسية حالياً

    تبعد الروضة العباسية حوالي 300 متراً إلى الجهة الشمالية الشرقية من الروضة الحسينية. وتتصل بمحيطها شوارع قديمة وحديثة أهمها الساحة الواسعة

    (1) سلمان هادي طعمة : تراث كربلاء ، ص : 64.
    (2) المصدر السابق ، ص : 70.
    (3) المصدر السابق ، ص : 68.
    (4) حسن الأمين : دائرة المعارف الشيعية ، ج11/ ص : 356.
    (5) سلمان هادي طعمة : تراث كربلاء ، ص : 71.
    (6) د. رؤوف محمد علي الأنصاري : مجلة النور ، العدد 61/ ص : 6 ، لندن 1417هـ (1996م ) .
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 141

    المكشوفة التي تتصل بالروضة العباسية وكذلك بشارع العباس وشارع العلقمي وشارع صاحب الزمان وشارع بغداد.
    تشغل ابنية الروضة العباسية أرضاً مستطيلة الشكل طولها 118.50 متر وعرضها 93.60 متر. وتتألف من بناية الحضرة ، التي تحتل القسم الوسطي من الروضة. ويبلغ طولها 48 متراً وعرضها 39 متراً ، تتوسطها غرفة الضريح الواسعة نسبياً ، وصحن واسع يحيط بالحضرة من جميع الجهات ، وسور يفصل الحضرة وصحنها عن الشارع المحيط بها(1).
    أن تخطيط الروضة العباسية ، لا يختلف عن تخطيط الروضة الحسينية من حيث السعة والضخامة وعظمة البنيان وطرازها المعماري الإسلامي(2) ، إلا في حجم الأروقة التي تحيط بغرفة الضريح التي تعتبر بمثابة قلب الروضة. وهي على شكل مربع تقريباً ، واسعة نسبياً يبلغ طول ضلعها 19 متراً من الخارج. وتتسم بضخامة جدرانها وأرتفاعها. ويتوسط ضريح العباس (ع) فناء هذه الغرفة ، وهو مغطى بصندوق فضي مشبك غاية في الدقة والجمال. وتعلو غرفة الضريح قبة مرتفعة ، يبلغ قطرها 16 متراً من أوسع قطر لها ، وأرتفاعها عن سطح أرضية الحضرة إلى أعلى السارية المعدنية التي تعلوها 32.7 متر ، وشكلها نصف كروي مدبب الرأس وذات رقبة أسطوانية طويلة قطرها 15.3متر ، تتخللها نوافذ ذات عقود (أقواس) مدببة من جميع الجهات ، وقد كسيت من الداخل بتشكيلات زخرفية رائعة على شكل مقرنصات مغطاة بالكريستال وقطع من المرايا الصغيرة ، أما من الخارج فقد طليت بقشرة خفيفة من الذهب. تتوسط جدران غرفة الضريح أربعة مداخل تؤدي بدورها إلى أربعة أروقة مفتوحة بعضها على بعض ، عرض كل منها خمسة أمتار تحيط بها غرف. وتفتح هذه الأروقة على صحن الروضة بواسطة ستة أبواب أهمها الباب القبلي للحضرة الذي يفتح على بهو مستطيل

    (1) د. رؤوف محمد علي الأنصار : جريدة الحياة ، العدد 12146/ ص : 21 ، لندن 28/ 5/ 1996م .
    (2) حسين علي محفوظ: موسوعة العتبات المقدسة لجعفر الخليلي ، ص : 158.
    طارق جواد الجنابي : حضارة العراق ، ج10/ ص : 321 .
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 142

    واسع ، طوله 30.90 متر وعرضه 6.90 متر يعرف بـ(إيوان الذهب) كُسي جداره الأمامي من السقف حتى أرتفاع مترين من مستوى أرضية الأيوان ببلاطات نحاسية مطلية بقشرة خفيفة من الذهب.
    وترتفع عند جانبي إيوان الذهب مئذنتان أسطوانيتا الشكل ، ملا صقتان لجدار الحضرة ، أرتفاع كل منهما 39 متراً عن مستوى أرضية الحضرة ، وقطرها 3.65 متر عند القاعدة ، غطي قسمهما العلوي والشرفة بقشرة خفيفة من الذهب. أما قسمهما السفلي فقد كسي بتشكيلات زخرفية رائعة من البلاط المزجج (القاشاني) وكتبت في وسطهما آيات قرآنية كريمة بالخط الكوفي الجميل.
    ويخترق جسم كل مئذنة سُلم حلزوني ، يتم الدخول إليه من الطابق الأرضي للحضرة ، ويؤدي إلى شرفة الأذان المسقفة التي تقع في النصف العلوي من المئذنة ، وتستند الشرفة على صفين من المقرنصات الجميلة المتراكبة.
    أما القسم العلوي الذي يعلو شرفة الأذان ، فهو أسطواني الشكل أيضاً. ويتميز بطوله ومتانته ولكنه أقل قطراً من جسم المئذنة حيث يبلغ قطره 2.7 متر ، ومتوج بقبة صغيرة بصلية الشكل ذات حافة ومؤلفة من الفصوص تعلوها سارية مكونة من كرات نحاسية متفاوتة الأحجام(1).
    ومن الملفت للنظر في بناء الروضة العباسية ، وجود نفق على شكل مستطيل يحيط بالحضرة ويؤدي إلى الموقع الذي دفن فيه رفات العباس (ع) . وقد بني هذا النفق على شكل هندسي ، ويمكن النزول إليه من باب في أحد أروقة الحضرة الخلفية(2), وقد زينت الجدران الداخلية للصحن بزخارف رائعة من الفسيفساء والقاشاني وهي من صنع قديم(3)

    (1) د. رؤوف محمد علي الأنصاري : جريدة الحياة. العدد 12146/ ص : 21 ، لندن 28/ 5/ 1996م .
    (2) محمد حسن مصطفى آل كليدار : مدينة الحسين ، ص : 63 64.
    د. عبد الجواد الكليدار : تاريخ كربلاء وحائر الحسين ، ص : 276. 3ـ حسن الأمين : دائرة المعارف الشيعية ، ج11/ ص : 356 .
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 143

    أما الجدران الخارجية للروضة العباسية فقد زينت بتشكيلات زخرفية من الطابوق (الآجر) والجص ، يعلوها شريط من القاشاني باللون الأزرق تتخلله كتابات من الآيات القرآنية الكريمة باللون الأبيض ، ويبلغ أرتفاعها 9.93 متر ، وتفتح على الصحن بسلسة من الغرف يبلغ عددها (57) غرفة يتصدر كل منها إيوان ذو عقد (قوس) مدبب الشكل وزينت جدران هذه الغرف من الداخل والخارج بالفسيفساء(1).
    ويمكن الدخول إلى صحن الروضة العباسية عن طريق ثمانية أبواب كمداخل وتتفاوت أرتفاعاتها ما بين 11 12 متراً ، وواجهاتها تعلوها عقود (أقواس) مدببة ومزينة بتشكيلات زخرفية رائعة من الطابوق الآجر والقاشاني ، والأبواب هي :
  • باب القبلة : ويقع في جهة القبلة للروضة في منتصف الضلع الجنوبي ويؤدي بالخارج من الروضة إلى شارع العباس ، وتعلوه ساعة كبيرة تجلس على برج أرتفاعه من أعلى الساعة إلى مستوى أرضية الصحن 24 ، 2 متر ، ويبلغ عمق مدخله 22.50 متر وعرضه 3.50متر ، وتتقدمه بوابة أرتفاعها 4 أمتار وعرضها 3.50 متر..
  • باب الإمام الحسن : وهو الباب المؤدي إلى الساحة الواسعة المكشوفة حالياً التي تربط مرقد العباس (الروضة العباسية) بمرقد الإمام الحسين (الروضة الحسينية) ويقع في الجهة الغربية من المرقد ويبلغ عمق مدخله 7.50 متر وعرضه 3.50 متر ، وتتقدمه بوابة أرتفاعها 4 أمتار وعرضها 3.50 متر.
  • باب الإمام الحسين : وهو أيضاً يؤدي إلى الساحة الواسعة المكشوفة التي تربط المرقدين ويقع بجوار باب الإمام الحسن ، ويبلغ عمق مدخله 12 متراً ، وعرضه 3.50 متر يتسع عند منتصفه ، وتتقدمه بوابة أرتفاعها 4 أمتار وعرضها 3.50 متر.

    (1) د. رؤوف محمد علي الأنصاري : جريدة الحياة ، العدد 12146/ ص : 21 ، لندن 28/ 5/ 1996م .
    طارق جواد الجنابي : حضارة العراق ، ج10/ ص : 322.
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 144

  • باب صاحب الزمان : وهو الباب المؤدي إلى شارع صاحب الزمان ويقع في الجهة الغربية من المرقد أيضاً وبجوار باب الإمام الحسين ، ويبلغ عمق مدخله 12 متراً وعرضه 3.50 متر ، وتتقدمه بوابة أرتفاعها 4 أمتار وعرضها 3.50متر.
  • باب الإمام موسى الكاظم :وهو الباب الذي يقع في الجهة الغربية من المرقد أيضاً ، ويبلغ عمق مدخله 20 متراً وينحرف عند وصوله إلى صحن الروضة. أما عرضه فيبلغ 6 أمتار ويقل عند وصوله إلى الصحن ، وتتقدمه بوابة أرتفاعها 4 أمتار وعرضها 3.50 متر.
  • باب الإمام محمد الجواد : ويقع في الجهة الشمالية من المرقد ويؤدي إلى محلة باب بغداد ، ويبلغ عمق مدخله 10.50 متر وعرضه 4 أمتار ، يتسع عند منتصفه ليصبح 6 أمتار ، وتتقدمه بوابة أرتفاعها 4 أمتار وعرضها 3.50 متر.
  • باب الامام الهادي : ويقع في الجهة الشمالية من المرقد أيضاً ، ويؤدي إلى محلة باب بغداد ، ويبلغ عمق مدخله تقريباً 7 أمتار وعرضه 3.50 متر ، وتتقدمه بوابة أرتفاعها 4 أمتار وعرضها 3.50 متر.
  • باب العلقمي : ويسمى أيضاً بباب الإمام علي بن موسى الرضا أو باب الفرات ، وهو الباب المؤدي إلى شارع العلقمي ويقع في الجهة الشرقة من المرقد ، ويبلغ عمق مدخله 10.50 متر وعرضه 4 أمتار ، وتتقدمه بوابة أرتفاعها 4 أمتار وعرضها 3.50 متر.
  • باب الإمام امير المؤمنين : وهو الباب المؤدي إلى سوق باب الخان ويقع في الجهة الشرقية من المرقد أيضاً ، ويبلغ عمق مدخله 9 أمتار وعرضه 3.50 متر ، وتتقدمه بوابة أرتفاعها 4 أمتار وعرضها 3.50 متر(1).

    (1) دليل العتبات المقدسة في لواء كربلاء ، ص : 19 20. طباعة دار الجمهورية بغداد 1967م .
    مدينة الحسين ، مصدر سابق ، ص : 60 61. مخطط الروضة العباسية لسنة 1968م ، ديوان الأوقاف بغداد .
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 145

    ومن الأعمال التي تم إنجازها والقسم الآخر منها ينجز حالياً في الروضة العباسية بعد سقوط النظام البائد في 9/4/2003م من قبل لجنة المشاريع والصيانة التابعة للجنة العليا لإدارة العتبات المطهرة في كربلاء المقدسة :
  • فتح باب جديد للحضرة يسمى (باب أم البنين) يؤدي إلى الصحن من الجهة الخلفية (الشمالية) للحضرة ، وقد خصص هذا الباب للنساء فقط.
  • فتح باب جديد يسمى (باب الإمام الرضا) يؤدي إلى الصحن من الجهة الشرقية للحضرة ، وقد خصص هذا الباب أيضاً للنساء فقط.
  • تجديد مضيف العباس ، حيث يتكون من ثلاثة طوابق: طابق تحت الأرضي يستعمل كمخزن للمواد الأولية للطبخ ، أما الطابق الأرضي فيستخدم كمطبخ ، وأما الطابق الأول فهو عباة عن قاعة كبيرة للطعام بالإضافة إلى الإدارة.
  • تم إجراء الديكورات اللازمة لمكتبة الروضة العباسية.
  • تصليح وترميم بعض اقسام واجهات الروضة وخاصة تغيير البلاط القاشاني.
  • بالإضافة إلى العديد من المشاريع الأخرى المتوسطة والصغيرة.

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 146

    الروضة العباسية

    قبة الروضة العباسية

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 147

    مراقد المعارف في كربلاء

    تنتشر في مدينة كربلاء وضواحيها معالم عمرانية إسلامية شيدت على طرز معمارية مختلفة. وهي مراقد تنسب إلى أشخاص لهم منزلة دينية رفيعة عند الناس ، كأبناء أئمة أهل البيت (ع) وأحفادهم . والبعض الآخر منها لأشخاص تبوؤا مراكز دينية وأجتماعية وعلمية مهمة ، كالعلماء والشخصيات الدينية.
    والعديد من هذه المباني لم يتم التركيز عليها وإظهارها كبقية العمائر الإسلامية الأخرى. وذلك لأنها ابنية بسيطة ، ولكنها في الوقت نفسه تحمل دلالات دينية وأجتماعية. وتختلف حالة هذه المراقد في الكبر والصغر والأتقان بأختلاف أحوال منشئيها. والعديد منها يؤمها الزوار عند زيارتهم لمدينة كربلاء ومراقدها المقدسة خصوصاً في مواسم الزيارات الدينية.
    ومن أهم هذه المراقد:

  • مرقد الحر بن يزيد الرياحي

  • يقع هذا المرقد على بعد 9 كيلومترات إلى الغرب من مدينة كربلاء بالقرب من المنطقة التي تعرف بالكمالية.
    والحر بن يزيد الرياحي أستشهد مع الإمام الحسين (ع) في واقعة الطف عام 61هـ (680م ) .

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 148

    وأول بناء أقيم على قبر الحر كان من قبل الشاه إسماعيل الصفوي عند زيارته إلى العراق سنة 914 هـ (1508م) ، الذي شيد فوق القبر بناء تعلوه قبة من الطابوق (الآجر) والجص ، وجعل له صحناً (الفناء المكشوف) ، تحيط به الأواوين التي تعلوها الاقواس المدببة.
    وفي عام 1330هـ (1912م) قام آغا حسين خان شجاع السلطان الهمداني بإعادة تعمير قبة الحر ، وإكسائها من الخارج بالبلاط القاشاني(1). وجرى تحسين المرقد وإصلاحه وترميمه مرات عدة وفي فترات زمنية مختلفة وخاصة البهو الامامي (الإيوان) .
    وصف مبنى المرقد حالياً: تشغل أبنية مرقد الحر أرضاً مربعة الشكل طول ضلعها 70 متراً. وتتألف من بناية الضريح التي تحتل القسم الوسطي من المرقد ، وهي مضلعة الشكل تبلغ مساحتها حوالي 80/2م2 تتوسطها غرفة الضريح. ويتوسط ضريح الحر فناء هذه الغرفة وهو مغطى بصندوق فضي مشبك ، وتعلو غرفة الضريح قبة يبلغ قطرها حوالي 7 أمتار وارتفاعها عن أرضية غرفة الضريح حوالي 10 أمتار ، كُسيت من الخارج بالبلاط القاشاني. ويحيط بغرفة الضريح رواق من جهاتها الثلاث أرتفاع سقفه 5 أمتار. أما الجهة الأمامية لمبنى الضريح فيتقدمه بهو (إيوان) واسع طوله 26 متراً وعرضه 3 أمتار ، تتصدره واجهة تتكون من عقود (أقواس) مدببة ، القوس الأوسط فيها أكثر أتساعاً من الأقواس الأخرى. وتجلس الأقواس على أعمدة ذات مقطع دائري ، وقد زينت من الخارج بالبلاط القاشاني.
    ويحيط ببناية الضريح صحن واسع تحيط به من جهاته الأربعة غرف تتقدمها أواوين صغيرة تعلو واجهاتها عقود (أقواس) مدببة ، وتستخدم هذه الغرف والأواوين لأستراحة الزائرين.

    (1) إبراهيم الموسوي الزنجاني : جولة في الأماكن المقدسة ، ص : 88 89.
    د. حسين علي محفوظ : موسوعة العتبات المقدسة لجعفر الخليلي ، قسم كربلاء ، ص : 156.
    أحمد سوسة : الدليل الجغرفي ، ص : 60 ، بغداد 1379هـ (1960م ) .

    السابق السابق الفهرس التالي التالي