عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 149

ويمكن الدخول إلى صحن مرقد الحر عن طريق مدخلين أحدهما في السور الأمامي والثاني في السور الايسر للمرقد.

  • مرقد عون بن عبد الله

  • يقع هذا المرقد إلى الشمال الشرقي من مدينة كربلاء بنحو 12 كلم وعلى طريق بغداد كربلاء الجديد.
    وعون هو عون بن عبد الله بن جعفر الذي ينتهي نسبة إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)(1).
    وتذكر بعض المصادر التاريخية أن هذا المرقد هو مرقد عون بن عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب(2).
    وصف بمنى المرقد حاليا: يشغل بناء مرقد عون بن عبد الله أرضاً مستطيلة الشكل تقريباً طولها 55 متراً وعرضها 50 متراً يتقدمه بهو (رواق) طويل طوله 55 متراً وعرضه 2.50 متر. ويقع المدخل الرئيسي في منتصف هذا الرواق والذي يؤدي إلى بناية الضريح ، أما واجهة هذا الرواق فهي عبارة عن فتحات تعلوها أقواس مدببة ومغلفة بالسيراميك المشبك ذي اللون الأزرق ، وواجهة الرواق مزينة بالطابوق (الآجر) والبلاط القاشاني.
    أما بناية الحضرة التي تحتل القسم الوسطي من المرقد ، فهي مربعة الشكل ، طول ضلعها 10.50 متر ، تتوسطها غرفة الضريح المربعة التي يبلغ طول ضلعها 5.50 متر ، ويتوسط ضريح عون بن عبد الله فناء هذه الغرفة. وهو مغطى بصندوق خشبي طوله 2.50 متر ، وعرضه متران ولونه بني ويحتوي على مشبك بلون ذهبي.

    (1) محمد حرز الدين : مراقد المعارف ، ص : 141 142/ ج2 ، مطبعة الآداب في النجف ، 1391هـ (1971م ) .
    (2) سلمان هادي طعمة : كربلاء في الذاكرة ، ص : 166.
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 150

    وتعلو غرفة الضريح قبة بصلية الشكل قطرها 5.50 متر وأرتفاعها عن مستوى أرضية غرفة الضريح حوالي 7 أمتار ، كُسيت من الخارج بالبلاط القاشاني تتخللها كتابات من الآيات القرآنية الكريمة ويعلو نهاية القبة هلال معدني مذهب.
    تتوسط جدران غرفة الضريح أربعة فتحات عرض كل منها متران وأرتفاعها 2.50 متر ، تؤدي بدورها إلى أروقة مفتوحة بعضها على بعض ، عرض كل رواق 2.50 متر. ويحيط ببناية الضريح الصحن (الفناء المكشوف) وتحيط به من الجانبين ، الأيمن والايسر ، غرف ملاصقة لسور المرقد.
    ويوجد مدخلان آخران وأحد من منتصف السور الأيمن للمرقد والآخر عند نهاية السور الأيسر.

  • مرقد أحمد بن فهد الحلي

  • هو الشيخ العالم العارف الفاضل جمال الدين أبو العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد الحلي الأسدي المولود سنة 756هـ (1355م) في مدينة الحلة ونشأ فيها. وقد بقي فترة مدرساً في المدرسة الزينبية في الحلة (السيفية) ، ثم انتقل إلى مدينة كربلاء وبقي فيها وأسس حوزتها العلمية. وأزدهرت بأنتقاله الحركة العلمية في كربلاء وأصبحت إحدى المراكز العلمية المهمة كالنجف والحلة وبغداد(1).
    توفي الشيخ أحمد بن فهد الحلي سنة 841 هـ (1438م) ودفن في داره في شارع قبلة الإمام الحسين (ع) ويسمى أيضاً شارع أبو الفهد. والمرقد حالياً حديث البناء شيد من قبل سماحة المرجع الديني السيد محسن الحكيم(2).

    (1) السيد محمد عبد الرزاق : تراثنا ، رقم 16/ العدد 13 ، ص : 646 648 ، عن مؤسسة آل البيت لإحياء التراث ، 1409 هـ (1989م ) .
    (2) محمد حرز الدين : مرقد المعارف ، ص : 76/ الجزء الأول .
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 151

    وصف مبنى المرقد حالياً: مخطط المرقد عبارة عن مضلع الشكل مساحته 22.66 متراً مربعاً ، تعلوه قبة بصلية الشكل تجلس على رقبة مضلعة الشكل تتوزع فيها الشبابيك. ويبلغ قطر القبة حوالي 4 أمتار. أما أرتفاعها عن سطح الأرض فيبلغ حوالي 9 أمتار. وقد كُسيت القبة من الخارج بالبلاط القاشاني الملون المزخرف. ويحيط بالمرقد صحن (الفناء المكشوف) يستعمل مأوى لزائري مرقد الإمام الحسين في مواسم الزيارات.
    ويحيط بالصحن مبنى يتألف من طابقين ، يحتوي على غرف أعدت لتكون مدرسة لطلاب العلوم الدينية تسمى مدرسة الشيخ أحد بن فهد الحلي. يضم الطابق الأرض خمس غرف مع مجاز وإيوان ومسجد. اما الطابق الأول فيحتوي على عشر غرف. ويستغل مبنى المدرسة حالياً من قبل الحوزة العلمية للمرجع الديني السيد صادق الشيرازي(1).

  • مرقد السيد أحمد أبو هاشم

  • يقع هذا المرقد في بادية كربلاء إلى الشمال الغربي من مدينة شثاثا (عين التمر) بحوالي 25 كلم ، وبالقرب من ناحية الرحالية ، وفي المنطقة التي تعرف بمقاطعة رأس العين ، قرب وادي الأسود ، وإلى الغرب من مدينة كربلاء بنحو 75 كلم(2).
    والسيد أحمد أبو هاشم (الذي يعرف محلياً بأحمد بن هاشم) هو السيد شرف الدين بن هاشم أحمد بن أبي الفائز الذي ينتهي نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر (ع) توفى سنة 745هـ (1345م)(3).

    (1) سلمان هادي طعمة : كربلاء في الذاكرة : ص : 392. محمد حرز الدين : مراقد المعارف ، الجزء الأول: ص : 77 78.
    (2) سلمان هادي طعمة : تراث كربلاء ، ص : 117. محمد حرز الدين : مراقد المعارف ، الجزء الأول/ ص : 85 86.
    (3) محمد حرز الدين : مراقد المعارف ، الجزء الأول/ ص : 85 86 .
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 152

    وصف مبنى المرقد حلياً: مخطط بمنى مرقد أحمد بن هاشم مستطيل الشكل طوله 84.50 متر وعرضه 45 متراً. والبناء يتألف من بناية الضريح والصحن والأواوين. وبناية الضريح تحتل القسم الوسطي من المرقد وهي مستطيلة الشكل طولها 22.50 متر وعرضها 14.50 متر وأرتفاعها 6 أمتار ، تتوسطها غرفة الضريح التي تعلوها قبة بصلية الشكل تحملها ثمانية أعمدة ذات مقاطع مربعة الشكل ، طول ضلع كل مقطع 65سم . قطر القبة حوالي 7 أمتار وأرتفاعها 10 أمتار عن مستوى أرضية بناية الضريح إلى قمتها ، تتخللها ثمانية نوافذ موزعة على رقبتها من جميع الجهات ، عرض كل نافذة منها متر واحد وأرتفاعها متر أيضاً. والقبة مزينة من الخارج بالبلاط القاشاني الجميل ، وتعلو نهايتها سارية معدنية هي عبارة عن كرات متفاوتة الأحجام .
    ويتقدم بناية الضريح بهو (إيوان) تتصدره واجهة تتكون من ثلاثة أقواس ذات رؤوس مدببة ، الأوسط أكثرها أرتفاعاً ، وقد زينت من الخارج بالقاشاني . ويعلو الواجهات الخارجية لمبنى الضريح شريط من البلاط القاشاني كتبت عليه الآيات القرآنية الكريمة. ويحيط ببناية الضريح صحن واسع تحيط به من جهاته الأربع أواوين مسقفة تعلو واجهاتها أقواس مدببة ، وتستخدم هذه الأواوين لأستراحة الزائرين(1).

  • مرقد الأخرس بن الكاظم

  • الأخرس بن الكاظم هو محمد بن أبي الفتح الذي ينتهي نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) .
    يقع هذا المرقد بضواحي مدينة كربلاء المقدسة في المنطقة المعروفة بـ(الأبيتر) وهي إحدى المناطق التابعة للغاضرية وسط طريق زراعي وتبعد عن مركز كربلاء بحوالي 12 كلم(2) .

    (1) د. رؤوف محمد علي الأنصاري : جريدة الحياة ، العدد 12008/ ص : 21 لندن 1996م .
    (2) محمد حرز الدين : مرقد المعارف ، الجزء الأول/ ص :131.
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 153

    وصف مبنى المرقد حالياً: بناء المرقد بسيط ، شيد من قبل الساكنين في المنطقة والمحيط بالمرقد. مخطط المبنى عبارة عن مستطيل الشكل طوله 8.50 متر وعرضه 7 أمتار ، أما أرتفاعه فهو 4 أمتار ، وتتوسط غرفة الضريح مبنى المرقد وهي مستطيلة الشكل طولها 6.50 متر وعرضها 4 أمتار ، ويتوسطها قبر الأخرس بن الكاظم ، وهو مغطى بصندوق حديدي مشبك طلي باللون الأخضر ، طوله 3 أمتار وعرضه 1.65 متر وأرتفاعه متران.
    تعلو مبنى المرقد مئذنتان قصيرتان يبلغ أرتفاع كل منها عن أرضية سطح المبنى 1.50 متر. أما قاعدة المئذنة فهي مربعة الشكل طول ضلعها نصف متر ، يعلوها جسم اسطواني قطره 40 سم وينتهي بقبة صغيرة مخروطية الشكل.

  • مرقد إمام نوح

  • إمام نوح هو أبو أيوب نوح بن دراج النخعي الكوفي المتوفى سنة 182هـ (798م) وأشتهر بإمام نوح. في (تاريخ الكوفة) طبعة النجف ، صفحة 215: (أن نوحاً كان قاضي الجانب الشرقي من الكوفة) . وفي (سفينة البحار) الجزء الثاني ، صفحة 615 (كان قاضياً من قبل الخليفة العباسي هارون الرشيد على الكوفة والبصرة ، وكان يقضي بقضاء الإمام علي بن أبي طالب (ع » (1).
    يقع مرقد إمام نوح بضواحي مدينة كربلاء ، عند قبيلة المسعود على أحد فروع نهر الحسينية في منطقة الأبيتر ، ويبعد عن مرقد الأخرس بن الكاظم بحوالي كيلومتر واحد.
    وصف مبنى المرقد حالياً: بناء المرقد بسيط ، شيد من قبل أحد أهالي المنطقة وهو السيد مهدي نشمي المسعودي. مخطط المبنى عبارة عن مربع الشكل طول ضلعه 17 متراً تقريباً وأرتفاعه 3.60متر ، ويحتوي على صحن داخلي مكشوف ، والدخول إلى المرقد يتم عبر بوابة على شكل قوس بارتفاع

    (1) السيد حسين بن أحمد البراقي : تاريخ الكوفة ، ص : 215 ، المطبعة الحيدرية ، النجف 1356هـ (1937م ) .
    محمد حرز الدين مراقد المعارف ، الجزء الثاني/ ص : 350 352 .
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 154

    2.40 متر وعرض 1.40 متر. ويؤدي المدخل إلى غرفة دائرية قطرها 4 أمتار يتوسطها ضريح إمام نوح. ويعلو الغرفة قبة يبلغ 5.50 متر ، أما أرتفاعها عن أرضية الضريح فيبلغ 6 أمتار. وتعلو المدخل مئذنتان صغيرتان أسطوانيتا الشكل يبلغ أرتفاع كل منهما عن أرضية سطح المبنى 1.25 متر وقطر منهما 50 سم .

  • مرقد أبن الحمزة

  • هو محمد علي أبن الحمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن الإمام علي بن أبي طالب (ع) ، كما هو مثبت في اللوحة التذكارية المعلقة على قبره(1).وهناك رواية آخرى تقول بأنه الشيخ محمد علي بن حمزة الطوسي ، كان عالماً فقيهاً من أعلام القرن الخامس الهجري ، وهو من تلامذة الشيخ محمد بن الحسن الطوسي(2).
    يقع مرقد أبن الحمزة على الطريق العام المؤدي إلى مدينة الهندية (طويريج) ، وقد شيد سنة 1330هـ (1912م ) .
    وصف مبنى المرقد حالياً: المرقد عبارة عن بناء مستطيل الشكل طوله 7.58 متر وعرضه 6.60 متر تعلوه قبة يبلغ قطرها حوالي مترين وأرتفاعها عن سطح البناء متران أيضاً ، كسيت من الخارج باللون الأخضر .
    وتتقدم مبنى المرقد طارمة (إيوان صغير) مسقفة مستطيلة الشكل طولها 9.25 متر وعرضها 3.50 متر ، وتعلو وأجهتها كتابات من الآيات القرآنية الكريمة باللون الأبيض على أرضية زرقاء من البلاط القاشاني.
    ويحيط بالبناء صحن (الفناء المكشوف) ، أضلاعه غير منتظمة ، وبجانبه دار واسعة تابعة للمرقد.

    (1) محمد حرز الدين : مراقد المعارف ، الجزء الأول/ ص : 55 56.
    (2) سلمان هادي طعمة : كربلاء في الذاكرة ، ص : 167 .
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 155

    مرقد الحر بن يزيد الرياحي سنة 1890م

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 156

    مرقد الحر بن يزيد الرياحي

    مرقد عون بن عبد الله

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 157

    مرقد الشيخ احمد بن فهد الحلي

    مرقد السيد احمد بن هاشم

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 158

    المـقـامـات

    أصل المقام في اللغة : اسم لموضع القيام ، وورد في (المنجد) أن المقام (بالفتح) هو موضع القدمين وجمعها مقامات(1) ، والمُقام (بالضم) : الإقامة وموضعها وزمانها ، والمقام (بالفتح) ايضاً جمعها مقامات هي المنزلة(2).
    وقد ورد في القرآن الكريم بمعنى موضع القيام في قوله سبحانه وتعالى: « فيه آيات بينات مقام إبراهيم ... »(3) يريد موضع قدميه في الصخرة التي كان يقوم عليها لبناء البيت الحرام في مكة المكرمة. ويأتي معنى المقام على المكان الذي كان يتعبد فيه الشخص المنسوب إليه المقام(4).
    ومن هنا جاءت التسمية على أماكن تواجد (الأنبياء والأئمة والأولياء والصحابة فيها بالمقام ولو كان فترة بقائهم لأجل أداء ركعتين من الصلاة) ، وإن كثيراً من المسلمين يحرصون على أداء صلاتهم داخل (المقام) التماساً للبركة والتيمن بهذا المكان.
    ولقد أصطلح بعض الناس على إطلاق أسم (المقام) على المكان الذي فيه ضريح لأحد الأنبياء او الأولياء من أهل الصلاح والتقوى ، وهو وإن لم يكن خطأ بالمعنى العام فإنه غير متعارف عليه.

    (1) المنجد في اللغة والإعلام ، ص : 663 ، الطبعة 34 ، دار المشرق بيروت.
    (2) المصدر السابق ، ص : 664.
    (3) سورة آل عمران ، الآية : 97.
    (4) الشيخ طه الولي : المساجد في الإسلام ، ص : 108.
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 159

    وتنتشر في مدينة كربلاء مقامات عديدة يجدها الزائر في الأزقة والشوارع ، ليست بمثابة المقامات المذكورة في الشهرة والإجلال(1).
    وعمارة المقامات هي عبارة عن مبانٍ بسيطة تختلف في مساحاتها وأحجامها ، البعض منها مستقل البناء كمقامي المهدي وتل الزينبية. والبعض الآخر منها يشغل جزء من بناء او ملتصق به أي عبارة عن شباك صغير يرمز إلى المقام كمقامي كف العباس وعلي الأكبر وغيرهما.
    ومعظم أبنية المقامات شيدت من الطابوق (الآجر) والجص وكُسي البعض منها من الخارج بزخارف آجرية وقاشانية جميلة.
    ويبلغ عدد المقامات في مدينة كربلاء 14 مقاماً. ونتيجة لفتح شوارع جديدة ، وبسبب عدم ترميم بعض هذه المباني وصيانتها ، فقد أزيل قسم منها. أما البعض الآخر فمهمل ، سوى إعادة بناء مقامي المهدي وتل الزينبية من قبل الأهالي في السنوات الماضية. أما أهم هذه المقامات فهي :
    مقام الإمام جعفر الصادق (ع) ، مقام الإمام علي (ع) ، مقام الإمام موسى بن جعفر (ع) ، مقام رأس الحسين ، مقام أم البنين ، مقام علي الأكبر الأول ، مقام علي الأكبر الثاني ، مقام نخل مريم ، مقام الحسين وأبن سعد ، مقام الكف الأيمن للعباس ومقام الكف الأيسر للعباس.
    ويعتبر مقاما الإمام المهدي (ع) وتل الزينبية من أبرز المقامات في مدينة كربلاء.

    1ـ مقام الإمام المهدي (ع)

    يقع هذا المقام على الضفة اليسرى من نهر الحسينية الحالي عند مدخل مدينة كربلاء من طرف بغداد ، على الطريق المؤدية إلى مقام الإمام جعفر

    (1) الشيخ فرج العمران القطيفي : الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج7/ ص : 64 ، 1383هـ (1964م ) .
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 160

    الصادق (ع) ، وهو مزار معروف ، وقد سمي هذا المقام تيمناً باسم الإمام المهدي المنتظر (ع) حيث يروى أن الإمام المهدي (ع) قد صلى في هذا المكان وأنصرف(1).
    وصف مبنى المقام حالياً:
    يشغل المبنى أرضاً مستطيلة الشكل مساحتها 400 متر ، ويتم الدخول إليه بواسطة بوابة تقع في الواجهة الأمامية للبناء.
    يتألف المبنى من مصلى للرجال يقع على يمين المدخل ، وهو على شكل مربع طول ضلعه 7 أمتار وأرتفاعه 6.50 متر عن مستوى أرضية البناء ، تعلوه قبه بصلية الشكل قطرها 4 أمتار تقريباً وأرتفاعها 17.50 متر عن مستوى أرضية البناء.
    وعلى يسار المدخل يقع مصلى النساء. وهو على شكل مستطيل طوله 18 متراً وعرضه 7 أمتار وأرتفاعه 6.50 متر. وبجانب مصلى النساء توجد غرفة المؤذن والمسؤول عن المقام ، وهي على شكل مستطيل طوله خمسة أمتار وعرضه 4 أمتار ومرفق بها حمام وسلم (درج) . وإلى جانب غرفة المؤذن توجد طارمة مسقفة تطل على الصحن (الفناء المكشوف) الذي تفتح عليه بوابة من الخارج. وإلى جانب الصحن يوجد مبنى صغير عبارة عن غرفة طعام كبيرة ملحق بها مطبخ . وتتوزع الشبابيك على واجهة جدران المبنى الخارجية التي كُسيت بالحجر الجلان الأبيض. ويعلو الجدران شريط من البلاط القاشاني الملون تتخلله كتابات من الآيات القرآنية الكريمة.

    (1) سلمان هادي طعمة : كربلاء في الذاكرة ، ص : 160.
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 161

    2ـ مقام تل الزينبية

    يقع في الجهة الغربية من الروضة الحسينية ، بالقرب من باب الزينبية ، على المرتفع المعروف بـ(تل الزينبية) . ويقال أن هذا التل كان يشرف على مصارع القتلى في واقعة الطف ، حيث كانت السيدة زينب الكبرى (ع) تتفقد حال أخيها الإمام الحسين (ع) ، وتيمناً بها سُمي الموضع بأسمها(1).

    وصف مبنى المقام حالياً:
    المبنى يرتفع عن الشارع العام بحوالي 1.25 متر ويتم الصعود إليه بواسطة سلالم (درجات) .
    مخطط المبنى مستطيل الشكل طوله وهو الواجهة الأمامية للمبنى يبلغ 6.50 متر وعرضه 4 أمتار وأرتفاعه حوالي 4 أمتار.
    ويتألف مبنى مقام تل الزينبية من قسمين : القسم الأمامي يوجد فيه موقع وقوف السيدة زينب (ع) . أما القسم الخلفي فيستعمل كمصلى. وتعلو البناء قبة قطرها 4 أمتار وترتفع عن مستوى سطح البناء حوالي 4 أمتار أيضاً ، وقد كسيت من الخارج بالبلاط المزجج (القاشاني) . غطيت جدران البناء من الداخل إلى أرتفاع 1.50 متر بالمرمر أما القسم العلوي منها فقد كُسي بالجبص تتخلله زخارف من قطع المرايا الصغيرة الرائعة.
    أما من الخارج فقد غطيت الجدران ، وخاصة الواجهة الأمامية ، إلى أرتفاع 1.50 متر عن مستوى الأرضية بالمرمر ، والقسم العلوي كُسي بالبلاط القاشاني الجميل. ويتم الدخول إلى البناء بواسطة بوابة خشبية عرضها متران وارتفاعها متران أيضاً وتقع في مقدمة البناء.

    (1) سلمان هادي طعمة : كربلاء في الذاكرة ، ص : 162.
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 162

    مقام تل الزينبية

    مقام الامام المهدي

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 163

    المخيـّم

    يعتبر هذا المبنى أحد المعالم العمرانية والتاريخية البارزة في مدينة كربلاء. ويقع في أطراف المدينة القديمة ، إلى الجنوب الغربي من الروضة الحسينية بحوالي 400 متر. ويدل مكان المبنى على الموقع الذي خيم فيه الإمام الحسين (ع) مع أهله عند وصوله كربلاء(1).
    والمخيم يقع في منطقة كانت تعرف بأسم محلة آل عيسى. وفي أواخر سنة 1272هـ (1886م) عرفت المحلة بأسم المخيم . وتذكر بعض المصادر التاريخية إن موقع المخيم الحالي كان يعرف بأسم مقام الإمام زين العابدين حتى سنة 1217هـ (1802م)(2).
    وأشار الرحالة أبو طالب خان عند زيارته لكربلاء سنة 1217هـ (1802م) إلى المخيم قائلاً: وعلى بعد ربع ميل خارج المدينة قرية المخيم ومقام الإمام زين العابدين (ع) شيدت عليه زوجة آصف الدولة عمارة لائقة ، وأقامت قربة رباط لم يتم بناؤه بسبب وفاة آصف الدولة(3).
    وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن مبنى المخيم الحالي شيده الوالي العماني في بغداد مدحت باشا عند زيارته إلى مدينة كربلاء سنة 1285هـ (1868م) من أجل ضيافة السلطان ناصر الدين شاه القاجاري وحاشيته وعساكره(4).

    (1)Iraq and the Persian Gulf. Naval Inteligence Division. page: 537.
    (2) محمد باقر مدرس : شهر حسين ، ص : 33.
    (3) ميرزا أبو طالب خان بن محمد الأصفهاني : مسير طالبي ، ص : 283 ، طبع في الهند ، 1227هـ (1812م ) .
    (4) سلمان هادي طعمة : تراث كربلاء ، ص : 112 .
    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 164

    وصف مبنى المرقد حالياً:
    مخطط المبنى مستطيل الشكل طوله متراً. وعرضه وهو الواجهة الأمامية للمبنى يبلغ 40 متراً ، وتتوسطه بوابة رئيسية عالية يبلغ أرتفاعها خمسة أمتار ويعلوها قوس كبير مدبب الشكل. وتؤدي البوابة الرئيسية إلى مدخل كبير طوله 8.70متر وعرضه 7.10متر وسقفه من الداخل عبارة عن قبة يبلغ قطرها حوالي 5.50متر. أما أرتفاعها فيبلغ حوالي 8.40 متر عن مستوى أرضية المدخل ، وقد زينت من الداخل بقطع صغيرة من المرايا والبلاط القاشاني الجميل. أما جدران المدخل فقد زينت أيضاً بالبلاط القاشاني.
    عند نهاية المدخل توجد 4 درجات (سلالم) نزول تؤدي إلى ممر طوله 11.50 متر وعرضه 5.10متر ، يقع على جانبيه جداران ، كل جدار يحتوي على أقواس دائرية من الطابوق (الآجر) والجص عددها (8) في كل جانب ، والجدار بارتفاع متر واحد عن أرضية الممر وسماكة 80 سم . ويؤدي الممر إلى المبنى الرئيسي للمخيم الذي يحيط به صحن من ثلاث جهات. ويتم النزول إلى الصحن بواسطة ثلاثة درجات (سلالم) تقع على جانبي الممر.
    الجهتان الجانبيتان من الصحن تحتوي كل منهما على 12 إيواناً تعلوها أقواس مدببة الشكل. أما الجهة الخلفية من الصحن فتوجد فيها 7 أواوين تعلوها أقواس مدببة أيضاً. وهناك باب جانبيه تؤدي إلى الصحن عن طريق غرفة.
    مخطط المبنى الرئيسي من المخيم عبارة عن مضلع الشكل تقريباً ، أرتفاعه حوالي 7.50 متر شيد من الطابوق (الآجر) والجص ، تعلو وسطه قبة قطرها حوالي 5.50 متر وأرتفاعها حوالي 8.50 متر عن مستوى أرضية البناء ، وقد زينت القبة من الخارج بالبلاط القاشاني الأزرق. وتوجد عند جدران المبنى من الداخل أماكن صغيرة خصصت لقراءة القرآن الكريم .

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 165

    مبنى المخيم


    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 166

    البوابة الداخلية لمبنى المخيم


    السابق السابق الفهرس التالي التالي