شمس ألمرأة لا تغيب 133

ــ فإذا أرضعت ولدها ثم تركته لتدرجه إلى الفطام فهي معفرة.
ــ فإذا كانت نهاية في السمن والعظم فهي قمعلة .
ــ فإذا كانت لا تختضب فهي سلتاء .
ــ فإذا كانت حديدة اللسان فهي سليطة .
ــ فإذا زادت سلاطتها وافرطت فهي سلقانة وعزقانة .
ــ فإذا كانت شديدة الصوت فهي صهصلق .
ــ فإذا كانت جرية قليلة الحياء فهي قرثع بلهاء .
ــ فإذا كانت بذية وقحة فهي سلفعة .
ــ فإذا كانت تتكلم بالفحش فهي مجعة .
ــ فإذا كانت تلقي عنها قناع الحياء فهي جلعة .
ــ فإذا كانت شديدة الضحك فهي مهزاق(1) .
ويضيف قائلا :
ــ إذا كانت ضخمة وهي على إعتدال فهي ربحلة.
ــ فإذا زاد ضخمها ولم يقبح فهي سبحلة.

(1) فقه اللغة 149 .
شمس ألمرأة لا تغيب 134

ــ فإذا دخلت في حد ما يكره فهي مفاضة وضناك .
ــ فإذا أفرط ضخمها فهي عفضاج(1).
هذا وقد أطلق الرسول ألأعظم صلى ألله عليه وآله واهل بيته الأطهار عليهم السلام كلمات تنبئ عن تكريمها حيث قالوا : إنها ريحانة ، ونعمة ، ورحمة . فما أعظم هذه الكلمات في حقها ، بينما كانوا يتعاملون معها في الجاهلية بكل قساوة ومهانة ، وإلى ذلك يشير القرآن الكريم : «وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ{58} يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ{59}»(2).

(1) فقه اللغة : 28 .
(2) سورة النحل ، ألآيتان : 58 ـ 59 .
شمس ألمرأة لا تغيب 135

مفردات أخرى

هناك مفردات تستخدم في شقيق الرجل لم ترد في المقطع ألسابق فلابد من ألإشارة إليها ولو بإيجاز وهي : ألمرأة ، النساء ، ألأنثى ، السيدة ، ألآنسة ، الجنس ألاخر ، الجنس اللطيف ، الجنس الناعم ، ولا بأس بألإشارة إلى معانيها اللغوية وألإصطلاحية وبإيجاز .
1 ـ ألمرأة : مؤنث المرء ، مثلث الميم ، والمراد به ألإنسان ، أو شخصه ، وكذلك ألإمرأة ، مؤنث ألأمرء وهو ألإنسان ، أو شخصه ، وعلامة ألإعراب في ألأمرء بثبت الهمزة على الحروف الثلاث الهمزة للنصب ، والياء في حالة الجر ، والواو عن الرفع ، وبألإستقلال عند السكون ، وهذا ما شاع خلافا للمختار الذي نرى بإستقلالية الهمزة كغيرها من الحروف لتكون الحركة علامة ألإعراب ، فتكتب كحالة سكون الهمزة هكذا «إمرء» ، وتظهر الحركات الثلاث مع السكون على الهمزة ، ولا حاجة لثبت الهمزة على شيء.

شمس ألمرأة لا تغيب 136

وعلى أي حال فألمرأة وألإمرأة مفردتان لا جمع لهما من جنسهما وتجمعان على نساء ونسوة .
2 ـ النساء : بكسر النون وهي جمع ألمرأة من غير لفظها ، ولها مفرادات أي أن ألمرأة وألإمرأة تجمعان نساء ونسوة بكسر النون وضمه أيضا ، وعلى نسوان بالكسر ، وعلى النسون بالكسر ، وعلى النسنين بالكسر .
3 ـ ألأنثى : بضم أوله وسكون ثانيه ، وهو خلاف الذكر ، ويجمع على إناث بالكسر وأناثي بالفتح ، وجمع الجمع يأتي على أنث بضمتين ، والمؤنث يقابله المذكر ، فألأول إسم جنس والثاني إسم نوع .
4 ـ السيدة : مؤنث السيد وهي بفتح السين وتشديد الياء المكسورة وهو رئيس القوم وشريفهم ، وجمع السيد : سادة وأسياد وسيائد ، وجمع الجمع منه سادات ، وجمع السيدة يأتي على سيدات ، ويطلق السيد والسيدة على كل من المذكر والمؤنث من باب ألإحترام والتجليل ، وفي مقابل هذا التعميم فهناك تخصيص السيد والسيدة لمن كان من ألأشراف من نسل الرسول صلى الله عليه وآله عبر فاطمة الزهراء عليها السلام ولكن المقصود بهما هنا هو مطلق الرجل وألمرأة بغض التكريم والتبجيل ، وقد شاع إستخدامهما بهذا المعنى في هذه ألأيام .

شمس ألمرأة لا تغيب 137

5 ـ ألآنسة : بمد الهمزة وكسر النون من آنس يؤانس مؤانسة من باب المفاعلة الدال على وقوع الفعل من الطرفين كما في ضارب يضارب مضاربة ، جذره يعود إلى ألأنس بضم الهمزة وسكون النون وهو ضد الوحشة ، وآنسه بمعنى لاطفه وآلفه وسلاه ، وأسكن قلبه ، وألآنسة هي ألمرأة الطيبة النفس والجمع أوانس وآنسات .
وإصطلح في عصرنا إطلاق ألآنسة على الفتاة غير المتزوجة ، وأما في أصل الوضع فلم يؤخذ هذا ألأمر بعين الإعتبار بل أريد من المفردة : ألمرأة التي يؤنس بحديثها أو يسكن إليها قلب الرجل ، وقال تعالى :« ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها »(1).
6 ـ الجنس ألآخر ، الجنس الناعم ، الجنس اللطيف : كلها مصطلحات حديثة إستخدمت في ألمرأة كمصطلح أدبي جديد ، أريد من ألأول الجنس ألآخر في قبال الذكر «الرجل» وهو إصطلاح غير محبذ ، لأن فيه جرح لمشاعر ألمرأة حيث يفهم منه أن ألأصالة للرجل فتكون ألأنثى هي الجنس ألآخر المتفرع من الرجل ، وربما كان هذا ألأمر صحيحا من حيث الخلقة ، فالمتفق عليه في الشرائع

(1) سورة الروم ، ألآية : 21 .
شمس ألمرأة لا تغيب 138

السماوية : أن ألله خلق آدم أولا ثم خلق منه حواء ، لكن من ناحية أخرى فإن القانون ألإلهي بعد ذلك تمثل في كون ألأنثى هي مصدر للرجال والنساء فألأم هي التي تحبل وتلد دون ألأب ، وإن نوقش هذا بأن ألمرأة ليست إلا ظرفا للبنات والبنين ولا دخل لها في تحديد الذكر من الأنثى بمعنى أن مني الرجل بما يحمله من الصبغيات يحدد ألأنوثة والرجولة ، دون بويضات الزوجة(1)، ومع هذا فإنه لا يمكن إنكار دور ألأم بشكل إعتيادي وطبيعي بأنها مصدر الجنسين ، ومن هنا سميت بألأم ، ولا ننسى أن عيسى ولد دون أب ، فكان له أما ولم يكن له أبا .
وفي الواقع أن هذه مجرد مناقشات بعيدة عن الموضوع الذي نحن بصدده فلذلك لا مجال للتوسع فيها .
وأما الجنس الناعم وكذلك اللطيف : فهما إسمان على مسمى ، لأنه لا يمكن إنكار نعومة ألمرأة ولطافتها في قبال الجنس الخشن (الرجل) والذي عادة يكون أضخم من ألمرأة ، والمراد بالنعومة نعومة الملمس والمراد باللطافة الرفق والرقة ، حيث أن معاملة ألمرأة وممارستها تتم برفق ، كما أن

(1) راجع المقدمة التمهيدية لـ «باب الحسين العظيم في القرآن الكريم» من هذه الموسوعة.
شمس ألمرأة لا تغيب 139

الملاحظة على تركيبتها الجسدية هو الدقة وليس فيها خشونة الرجل وكثافته ، هذا بشكل عام ، إذ رُبَّ رجل يكون ناعما في ملمسه ولطيفا في تركيبته الجسدية ، ولطيفا يتعامل برفق في ممارسته اليومية ، وهناك من النساء من تميل إلى الخشونة والضخامة ولكن ذلك لا يعد متعارفا .
وهناك مفردات أخرى تستخدم في مراحل حياة ألمرأة مثل الصبية والفتاة والشابة والمراهقة ، وما إلى ذلك ، فإنها في الحقيقة جاءت من تانيث المفردات التالية : الصبي والفتى والشاب والمراهق ، وهي كثيرة لها مدلولاتها في إستخدامها في الجنسين وليست خاصة بألأنثى ، وقد بحثنا ذلك في مطاوي الموسوعة فلا نكرر .

(1) يلاحظ أن الباحث الكرباسي يسهب في هذه المباحث إستنادا إلى المصادر اللغوية إسهابا قد يخرج البحث عن مقاصده مما ، يدفع بألإبتعاد عن فكرة البحث الذي يتناول موضوعة ألمرأة وعلاقة الموضوعة بالإمام الشهيد الحسين عليه السلام ولكن بما انه لا يريد في مطاوي البحث عن مدلولات هذه المفردات وتتكرر ، فقد قدمها على البحث ـ المعدة ـ .
شمس ألمرأة لا تغيب 140




شمس ألمرأة لا تغيب 141

ألمرأة وألإسلام

إن ألإسلام كرم ألمرأة بإستقلاليتها في الرأي والعمل ، وخلصها من نظام التبعية التي كانت سائدة وربما لا زالت التبعية شائعة في بعض القبائل ، أو الحضارات ، وفي العرض السريع نبين موارد ذات أهمية لحياة ألمرأة مما منحها ألإسلام الحق في إستقلالية القرار ولا يخفى أن إستقلالية القرار هو ألأصل ، والتبعية تحتاج إلى دليل ، ومع هذا فإن في بيان بعض الموارد فرصة لفهم ألإسلام ، ونظرته الشمولية وألإستقلالية في شأن ألمرأة ، إن كلما يرتبط بالزوج من الوقت والسمعة فليست حرة فيه تماما ، حيث له تأثير على الحياة المشتركة التي وقعت عليها سلفا ، لكن في غير ذلك فهي مستقلة في القرار ، ومن ذلك :
1 ـ قرار الزواج : لا يحق لأي أحد مهما كان أن يسلبها هذا الحق ، وقد كانت ألمرأة في الجاهلية لابد لها ألإذعان إلى رغبة ألأب ، وليس لها الحق في الرد أو القبول

شمس ألمرأة لا تغيب 142

فيما إذا إختار ألأب لها الزوج ، ولا زال هناك من يتعامل على هذا ألأساس مع ألأسف ، وربما روج أعداء ألإسلام هذا طعنا بالعقيدة ألإسلامية ، ولكن هناك رواية صريحة يرويها إبن عباس حيث يقول : إن جارية بكرا جاءت إلى النبي صلى ألله عليه وآله فقالت : إن أبي زوجني من إبن أخ له ، ليرفع خسيسته ، وأنا له كارهة . فقال صلى ألله عليه وآله : أجيزي ما صنع أبوك . فقالت : لا رغبة لي فيما صنع أبي . قال صلى ألله عليه وآله : فإذهبي فإنكحي من شئت . فقالت : لا رغبة لي عن ما صنع أبي ، ولكني أردت أن أعلم النساء أن ليس للآباء في أمور بناتهم شيء(1).
غاية ما هناك على البنت الباكر أن تستشير أباها في من تختاره لتستفيد من خبراته ، وأن لا تقع في جهالة ، وإن لم تستشره صح العقد ، ولكنها فعلت حراما ـ على المختار ـ ، هذا إذا كان ألأب قد راعى مصلحتها .
2 ـ ألإستقلالية في المال : في بعض الحضارات إذا تزوج الرجل بألمرأة فإنها تشاركه في كل صغيرة وكبيرة من أمواله من يوم عقد عليها ، ولكن ألإسلام أعطى كلا من الزوجين ألإستقلالية في حفظ أمواله ، والتجارة فيها والتعامل معها ، وليس لأحدهما الحق في التصرف في مال غيره من

(1) سنن إبن ماجة : 1 / 578 .
شمس ألمرأة لا تغيب 143

دون إذنه ، وإذا إنفصلا فلكل ماله ، وبذلك يحافظ ألإسلام على كيان كل واحد منهما .
3 ـ التبعية مرفوضة : جرت القوانين الوضعية وألأنظمة المدنية على أن تتبع ألمرأة بعد الزواج لزوجها في تحملها إسم عائلته ، فتصبح ملقبة بلقبه العائلي ، وهذا من الحط من كرامتها وإستقلاليتها ، نعم إذا كان ذلك بالتفاهم وبالتراضي فلا بأس ، وأما أن تكون التبعية هذه هي ألأصل فهذا ما لا يقبل ، حيث هو حط من كرامتها .
4 ـ العزل : حق من حقوق ألمرأة فمن المفروض أن يتم برضاها ، كما لها إستخدام العازل أيضا من دون أن تخبر زوجها أو أن يكون برضاه ، كما أن ألإنجاب رغم أنه حق من حقوق الزوجين منوط بموافقتها .
5 ـ المساواة في الحقوق والواجبات : حيث قال جل وعلا : «أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ»(1).
وقال تبارك إسمه «مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا

(1) سورة آل عمران ألآية : 195 .
شمس ألمرأة لا تغيب 144

كَانُواْ يَعْمَلُونَ»(1)، وقال جل إسمه «مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ»(2)، وكأن هذه ألآية جاءت ردا على من نفى كونها من الجنس البشري ، فجاءت ألآيات لتقف أمام الجدل الذي ساد في الغرب ، هل هي إنسان أو غير إنسان ؟ وهل تحمل روحا أم لا ؟(3) أو إعتبرها مخلوقة أدني من الرجل خلقت لأجل ترفيهه لا غير ، أو سلب عنها خيار ألإنفصال عن الزوج فيما إذا عاشت الجحيم معه . وعليه كانت أكثر الديانات كالهندوسية والبوذية والنصرانية واليهودية ، ولا ننسى الحضارات الصينية واليونانية والفارسية التي كان تعامل ألمرأة معاملة مغايرة للرجل .
6 ـ جاء ألإسلام ليكشف أن المعايير السابقة عليه لم تكن معاييرا حقيقية ولا واقعية بل كانت معايير سلطوية وطائشة أخذت بعين ألإعتبار مصلحة جانب واحد ، وألغت دور الفكر والعقيدة ، فقد روي عن ألإمام الصادق عليه السلام : «ألمرأة الصالحة خيرا من ألف رجل غير صالح»(4)

(1) سورة النحل ، ألآية : 97 .
(2) سورة غافر ، ألآية : 40 .
(3) ألمرأة مع النبي : 74 .
(4) ألمرأة مع النبي : 77 .
شمس ألمرأة لا تغيب 145

فإنه عليه السلام جعل قيمة ألإنسان إمرأة كانت أم رجلا في قيمته العقائدية والفكرية وألإجتماعية (1) مادام يحمل عقلية صالحة وسلوكا صالحا فهو المفضل دون أي إعتبار لمسألة الجنس ، وقد قال تعالى : «إنَّ أكرَمكم عند ألله أتقاكم»(2) إلى غيرها من موارد لا مجال لذكرها .

(1) يكثر الباحث هنا من ألإسهاب مما يخرجه عن الموضوع ، لكنه يرى لابد من إعطاء صورة متكاملة عن ألمرأة في ظل ألإسلام ـ المعدة ـ .
(2) سورة الحجرات ، ألآية : 13 .
شمس ألمرأة لا تغيب 146




شمس ألمرأة لا تغيب 147

الزوجة المفضلة

هناك عدد كبير من الروايات تذكر صفات ألمرأة التي تصلح للتزوج بها ، نذكر هنا بعض المرويات عن طريق أهل البيت عليهم السلام .
روى الصادق عليه السلام عن أبيه الباقر عليه السلام ، قال : النساء اربعة أصناف : فمنهن ربيع مربع ، ومنهن جامع مجمع ، ومنهن كرب مقمع ، ومنهن غل قمل .
فإما الربيع المربع : فالتي في حجرها ولد وفي بطنها آخر .(1)
والجامع المجمع : الكثيرة الخير المحصنة.
والكرب المقمع : السيئة الخلق مع زوجها .
وغل قمل : هي التي عند زوجها كالغل القمل(2) وهو

(1) تعبير عن كونها ولود .
(2) مثل عربي يضرب لمن لا نفع فيه ، بل يكون مصدرا للشر .
شمس ألمرأة لا تغيب 148

غل من الجلد يقع فيه القمل فيأكله ، فلا يتهيأ أن يحل منه شيئا (1).
يقول داود الكرخي (2)قلت للصادق عليه السلام هممت أن أتزوج . فقال عليه السلام : أنظر أين تضع نفسك ، ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرك وأمانتك (3)، فإن كنت لابد فاعلا ، فبكرا تنسب إلى الخير وإلى حسن الخلق ، وإعلم ـ من الوافر ـ :
ألا أن النساء خلقن شتى فمنهن الغنيمة والغرام
ومنهن الهلال إذا تجلى لصاحبه ومنهن الظلام
فمن يظفر بصالحهن يسعد ومن يغبن فليس له إنتقام

وهن ثلاث : فإمرأة ولود ودود ، تعين زوجها على دهره لدنياه وآخرته ، ولا تعين الدهر عليه .
وإمرأة عقيم لا ذات جمال ولا خلق ، ولا تعين زوجها على خير .

(1) مكارم ألأخلاق : 1 / 435 .
(2) داود الكرخي : من أتباع ألإمام الصادق عليه السلام .
(3) التعبير عن الزوجة بالشريكة في المال والمطلعة على أسرار الزوج ، وصف دقيق وجليل .
شمس ألمرأة لا تغيب 149

وإمرأة صخابة ، ولاجة ، همازة تستقبل الكثير ولا تقبل اليسير (1).
وقال ألإمام علي عليه السلام : تزوج عيناء(2)، سمراء ، عجزاء(3)، مربوعة(4)، فإن كرهتها ، فعلي صداقها(5).
وقال علي السجاد عليه السلام : خمس خصال من فقد واحدة منهن لم يزل ناقص العيش ، زائل العقل ، مشغول القلب ، فأولهن : صحة البدن ، والثانية والثالثة : السعة في الرزق والدار ، والرابعة : ألأنيس الموافق .
فقيل له : وما ألأنيس الموافق .
قال : الزوجة الصالحة والولد الصالح والخليط الصالح .(6)
والخامسة : وهي تجمع هذه الخصال ، الدعة(7).
وقال الرسول صلى ألله عليه وآله : إذا أراد أحدكم أن يتزوج فليسأل

(1) مكارم ألأخلاق : 1 / 436 .
(2) العيناء : الحسنة العين.
(3) العجزاء العظيمة العجز .
(4) المربوعة : الوسيطة القامة.
(5) مكارم ألأخلاق : 1 / 436 .
(6) أراد ، البيئة والصداقة الصالحة.
(7) مكارم ألأخلاق : 1 / 437 .
شمس ألمرأة لا تغيب 150

عن شعرها كما يسأل عن وجهها فإن الشعر أحد الجمالين(1).
وقال الرسول صلى الله عليه وآله : خير نسائكم الطيبة الريح ، الطيبة الطعام التي إن أنفقت أنفقت بمعروف ، وإن أمسكت أمسكت بمعروف فتلك من عمال ألله ، وعامل ألله لا يخيب(2).
وروى ألإمام الصادق عليه السلام عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : «أفضل نساء امتي أصبحهن وجها وأقلهن مهرا».(3)
وقال ألإمام الصادق أيضا عليه السلام : الخيرات الحسان من نساء أهل الدنيا ، وهن أجمل من الحور العين (4).
وجاء رجل إلى رسول ألله صلى الله عليه وآله فقال : إن لي زوجة إذا دخلت تلقتني ، وإذا خرجت شيعتني ، وإذا رأتني مهموما قالت : ما يهمك إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك ، وإن كنت تهتم بآخرتك فزادك ألله هما .
فقال له رسول ألله صلى الله عليه وآله : بشرها بالجنة وقل لها : إنك عاملة من عمال ألله ، ولك في كل يوم أجر سبعين شهيدا(5).

(1) من لا يحضره الفقيه : 3 / 245 .
(2) من لا يحضره الفقيه : 3 / 246 .
(3) مكارم ألأخلاق : 1 / 439 .
(4) مكارم ألأخلاق : 1 / 438 .
(5) من لا يحضره الفقيه : 3 / 246 .
شمس ألمرأة لا تغيب 151

نساء خلَّدهن القرآن

إذا ما لوحظت ألآيات القرآنية نرى بأن فيها ما ركزت على ثلة من النساء اللاتي خلدهن القرآن بالذكر الحسن ، حيث كان لهن دور هام في أداء رسالة الإنسانية في تلك المجتمعات المستهلكة ، وقد وقفن بشجاعة وإيمان أمام التيارات الظالمة للشعوب ، فكان لهن الفضل في الدفاع عن حقوق الفكر والعقيدة والطهارة والكمال ، وربما كان دورهن أعظم من دور الكثير من الرجال ، بل كن رواد بناء العديد من رجالات التاريخ ، وقد صنعن تاريخ أممهن فكرمهن ألله تعالى ، وكتب القرآن الكريم عن سيرتهن بأحرف من نور ، فأصبحن المثل ألأعلى للرقي والكمال ، وسنذكرهن بالتسلسل التاريخي ، مشيرين بإيجاز كلمات عن سيرتهن :
1 ـ مثال الطاعة : (هاجر المصرية) (1)زوجة النبي

(1) هاجر : كانت من مصر ، أهداها الملك المصري سنان بن علوان بن عبيد بن عولج إلى سارة زوجة النبي إبراهيم عليه السلام .
شمس ألمرأة لا تغيب 152

إبراهيم الخليل عليه السلام وأم إسماعيل عليه السلام والتي تحملت عناء الهجرة من فلسطين لتحل بدار الغربة مكة ، في بلد ليس فيه زرع ولا ماء ، وبقيت وحيدة مع إبنها إسماعيل ليس لشيء إلا لطاعة ألله ، وتحملت ذلك ألإمتحان ألإلهي لزوجها في إبنها ليعبد رب البيت وتهوي إليه أفئدة من الناس فلم يتركها سبحانه دون تكريم فبارك ألله تلك البلاد حين قال : «رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ»(1).
2 ـ مثال التحدي :(آسية بنت مزاحم ألإسرائيلية) زوجة فرعون مصر (2)وقد تحدت زوجها فرعون ، وآمنت برب موسى بن عمران ، وكفرت بزوجها الذي إدعى ألألوهية وقاومته تاركة من ورائها عز الرفاه والسلطان ، والقصور والديباج ، فعذبها زوجها عذابا كان فيه حتفها ، وإرتحلت إلى رحاب ألله وعزته ، وكان لها من قبل دور كبير في بقاء موسى عليه السلام على قيد الحياة فكرمها ألله بقوله : «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً

(1) سورة إبراهيم ، ألآية: 37 .
(2) فرعون مصر : هو الوليد بن مصعب بن معاوية بن نمير بن الهلواس بن ليث بن هران بن عمر بن عملاق ، وهو رابع فراعنة مصر ، وقد إسترق أهل مصر .
شمس ألمرأة لا تغيب 153

فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ»(1).
3 ـ مثال الصبر : (أفاحية بنت أشموئيل الخليلية)(2)زوجة عمران بن يعمر ألأسرائيلي ، وأم النبي موسى عليه السلام ، تلك ألمرأة التي صمدت بإيمانها الراسخ بألله أمام كل عذابات طاغية زمانها فرعون مصر ، وواجهت ملاحقته بالصبر في حين يذكر المؤرخون لم يبق في مصر من النساء المؤمنات إلا آسية بنت مزاحم ، وحزبيل ، ومريم بنت ناموسا ، وكانت رابعتهن أم موسى وخالته كلثم ، فلم يغادر عسكر فرعون بيتها ، فأخفى ألله حملها ومولودها ، وألهمها ألله أن تضعه في صندوق وتتركه في البحر ألأحمر ، فإلتقطه فرعون ، فخلدها ألله بقوله : «إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى{38} أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي{39}»(3).
4 ـ مثال العفة : (صفيراء بنت شعيب الخليلية)(4)زوجة النبي موسى بن عمران عليه السلام تلك الفتاة التي كانت مع أختها تخدم أباها ذلك النبي العجوز ، وتقوم بشؤون حياته

(1) سورة التحريم / ألآية : 11 .
(2) الخليلية : نسبة إلى إبراهيم الخليل .
(3) سورة طه ، ألآيتان : 38 و 39 .
(4) الخليلية : نسبة إلى إبراهيم الخليل عليه السلام ، حيث هي إبنة شعيب بن نويب بن رعويل بن مرة بن عنقاء بن مدين بن إبراهيم الخليل عليه السلام .

السابق السابق الفهرس التالي التالي