شمس ألمرأة لا تغيب 114

الشهرية وما يرافقها من دم ألإستحاضة وغيرها ، وكمية دم الحيض تتراوح عادة بين 150 ـ 200 غرام وتنتابها عادة بعض نوبات ضيق النفس وبعض ألإضطرابات مثل كثرة الحساسية ، والحيض يقلل من حيوية ألمرأة نظرا إرتفاع ضغط الدم وشعورها بثقل في جسمها ، ولدى إنقطاع الدم في سن اليأس يطرأ عليها عدة تغييرات هرمونية ينتج عنها إرتفاع في ضغط الدم وسمنة في الجسم ، وفي بعض ألأحيان إضطرابات عصبية ، وإذا ما طبقت ألمرأة تحديد النسل فإنها تتعرض إلى فقدان جزء كبير من الدم يصل إلى 5 كيلوغرامات أحيانا .
9 ـ الرحم : إنها تمتلك بيتا لخلق الجنين ونموه في جو ملائم للطفل .
10 ـ الثدي : إن هرمونات الثدي عندها قابلة للنمو أكثر من الرجل وتدر الحليب لإرواء الطفل وإشباعه .
11 ـ المني : إن الرجل يمتلك المني ماء الحياة الذي يتكون منه الجنين بينما تمتلك ألمرأة البويضة.
12 ـ ألآلة التناسلية : يختلف شكلها وحجمها وتركيبها وتأثيراتها .
13 ـ القراءة : توصل الباحثون ألأمريكيون إلى أن هناك فرقا في طريقة إستخدام الرجال والنساء لأدمغتهم أثناء القراءة.
14 ـ الدماغ : وصلت ألأبحاث الحديثة إلى وجود فوارق في وظيفة الدماغ عند الرجل وألمرأة من حيث التحكم في العواطف وألإدراك ، وكشفت الدراسة التي تناولت التغييرات الكيميائية في عدد من أدمغة الرجال والنساء إلى وجود إختلاف في نشاط أدمغة الإناث والذكور في ألإستجابة

شمس ألمرأة لا تغيب 115

للمؤثرات العاطفية ، وتصنيف الدراسة : إن الرجال أظهروا نشاطا أقوى في مناطق شبكة المخ الهامشية مما يؤدي إلى إستجابة عملية ، أما أدمغة النساء فهي أكثر نشاطا في المناطق ألأحدث تطورا وألأكثر تعقيدا في تلك الشبكة مما نتج عنه إستجابة رمزية ، وأخيرا فإن الدراسات عن هذه توصلت إلى أن الرجال والنساء يعيشون في عوالم مختلفة .(1)
15 ـ درجة الحرارة : تختلف درجة حرارة ألمرأة عن الرجل .
16 ـ القوى : حيث إنها أضعف من الرجل ، إذ يقول برودون(2)لدى بحثه عن نزول ألمرأة إلى ساحة العمل : «إن نسبة مجموع قوى الرجل إلى مجموع قوى ألمرأة كنسبة ثلاثة إلى إثنين»(3)ويعلق على تحرير ألمرأة إلى هذا الحد الذي

(1) مجلة الطاهرة الطهرانية : 137 /16 ، التاريخ 1423 هـ (2002 م).
(2) برودون : بيير جوزف 1224 ـ 1282 هـ (1809 ـ 1865 م) فيلسوف إشتراكي فرنسي يعتبر أبرز صانعي الفكر ألإشتراكي ، وهو صاحب مذهب ألإتجاه البورجوازي الصغير ، المعادي للماركسية ، فقد حلم برودون بالملكية الصغيرة ، وإقترح إنشاء بنوك الشعب ليمتلك العمال بواسطتها وسائل ألإنتاج.
(3) يذكرني في قوله : بتجربة حصلت لي في إحدى مستشفيات لندن حين ولادة إبنتي الثانية ، حيث إضطررنا إلى إخضاع ألأم لعملية قيصرية للولادة ، وبما أنها طلبت خلو غرفة العمليات من الرجال تماما وطلبت مني أن أصحبها ، وقد حاولوا نقلها من سرير إلى آخر بواسطة أربعة ممرضات إلا أنهن لم يتمكن من ذلك فإستعانوا بي وقالوا : عادة إن الرجال يقومون بذلك ، وكنت إلى آخر الوقت معينا لهن فيما يستعصي عليهن من حيث إستخدام القوة.
شمس ألمرأة لا تغيب 116

نراه اليوم : «إن التحرير الذي يطلبه بعضهن بإسمهن هو تسجيل الشقاء عليهن تسجيلا قانونيا إن لم أقل تسجيل العبودية».(1)
17 ـ إنبات الشعر : يختلف من مكان إلى آخر وهناك فوارق في نوعيته أيضا.
18 ـ يذكر ألأطباء بأن متوسط وزن مخ الذكر يزيد على متوسط وزن مخ ألأنثى بمقدار مائة غرام .

(1) دائرة المعارف القرن العشرين : 3 / 338 ، عن إيجاد النظام لبرودون.
شمس ألمرأة لا تغيب 117

لطائف وحكم

وحتى لا تخلو هذه المقدمة التمهيدية (1)من بعض اللطائف والحكم في دنيا ألمرأة إنتخبنا بعض ألاشعار وألأمثال والحكم واللطائف لتكون بمثابة روضة من رياض ذلك الجنس اللطيف الذي هو نعمة من ألله للبشرية فيما إذا وضع في موضعه اللائق وإلا كان نقمة إنقلبت عليه ، وما على ألإنسان إلا أن يشكر الخالق بحسن التصرف وعرفان الجميل .
*قال أحد الشعراء (2)في فلسفة الحجاب للمرأة من الكامل :
ما الدهر وهو مجرد عن حرزه بمقدر كالدر في ألأصداف


(1) حيث أن سماحة المؤلف قد وضع هذا الموضوع كمقدمة تمهيدية لمعجم ألأنصار قسم النساء من موسوعته الخالدة دائرة المعارف الحسينية ، وقد نوهنا إلى ذلك في البداية ـ المعدة .
(2) الشاعر هو الشيخ حسين العاملي .
شمس ألمرأة لا تغيب 118

وتصان بالستر الثمار وتغتدي ببروزها في معرض ألإتلاف(1)

*ومن الطرائف التي تذكر أنه سئل زيد بن حبيب (2):
إذا دخل المسجد بأي رجليه يبدأ ؟ : قال : أما سمعت ما يقال للعروس : ضعي رجلك اليمنى على المال والبنين .(3)
* ويذكر ان جدنا ألأكبر ألإمام الشيخ إبراهيم الكرباسي (4)كان معروفا بالزهد والتقى فكان يحتاط في عقد الزواج بين الطرفين ويشترط أن يكونا متكافئين في ألإيمان ، فكان إذا أراد عقد إمرأة من رجل سألهما عن المسائل العقائدية وأدلتها قبل أن يعقد عليهما ، وذات مرة عندما حضرت عنده إحداههن وبدأ يسألها عن المسائل العقائدية فلما طال موقفها ، قالت : «لا أدري أهي ليلة عرسي أم دفني» ، في إشارة إلى سؤال المنكر والنكير في القبر .(5)
* ويقال إن معاذة زفت إلى صلت بن أشيم فبات ليلة

(1) الحجاب سعادة لا شقاء : 155 .
(2) زيد بن حبيب : حفيد سلامة القضاعي (358 ـ 433 هـ) من أهل ألإسكندرية ، ومن علماء الشافعية ومحدثيها ، يكنى بأبي عمر ، له كتاب «الفرائد» وهو في الحديث .
(3) ربيع ألأبرار : 4 / 284 .
(4) إبراهيم الكرباسي : هو محمد إبراهيم بن محمد حسن بن محمد جعفر ألأشترى النخعي (1180 ـ 1261 هـ) من أعلام ألأمة وفقهائها ، من مؤلفاته : ألإشارات ، شوارع الهداية ، وهداية المسترشدين.
(5) حياة ألإمام الكرباسي (مخطوط) .
شمس ألمرأة لا تغيب 119

الزفاف يتهجد ، فسأل عن ذاك فقال : دخلت بيتا فذكرت النار ـ أراد بيت الحمّام ـ ، ثم دخلت بيتا فذكرت الجنة ـ أراد بالبيت بيت العروس ـ فما زال فكري فيهما حتى أصبحت.(1)
* وقال القاضي عياض(2)يصف إندماج الحبيبين ، من الوافر :
رأت قمر السماء فذكرتني ليالي وصلها بالرقمتين
كلانا ناظر قمرا ولكن رأيت بعينها ورأت بعيني(3)

* ومن لطائف ألأزواج : أن بعض الملوك كانت عنده ثلاث نسوة ، فسأل أي وقت هذا ؟ فقلن وقت السحر .
فقال : وما يدريكن ؟
قالت الفارسية : وجدت ريح الرياحين .

(1) ربيع ألأبرار : 4 / 285 .
(2) القاضي عياض : هو عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي السبتي (476 ـ 544 هـ) من علماء المغرب وأئمة الحديث فيها ، ولي قضاء سبتة وكان مولده فيها ، ثم تولى قضاء غرناطة ، توفى مسموما بمراكش ، له مشارق ألأنوار ، ألألماع ، وترتيب المدارك.
(3) نفح ألأزهار : 9 .
شمس ألمرأة لا تغيب 120

وقالت العربية : وجدت برد خلخالي .
وقالت النبطية : كزني ما في بطني.(1)
* وجاء في المثل : أن النساء شقائق ألأقوام(2)(أي شقائق الرجال) .
* وقال مصعب بن الزبير(3) لإحدى زوجاته : أنت مثل البغلة لا تلدين ، فردت عليه : لا وألله ، ولكن أبى كرمي أن يقبل لؤمك.(4)
*وصف بعضهم ألمرأة مخاطبا لها من البسيط :
أنت الجحيم لقلبي والنعيم له فما أمرّك في قلبي وأحلاك(5)

*يذكر عن زوجين متآلفين أجبرتهما ظروف قاهرة خارجة عن إرادتهما على الطلاق فسجل التاريخ آخر حوار لهما بعد الطلاق وأرادت ألمرأة أن ترحل ، فقال لها :

(1) ربيع ألأبرار : 4 /282 .
(2) فرائد ألأدب (المنجد في اللغة) : 101 .
(3) مصعب بن الزبير : هو حفيد العوام بن خويلد ألأسدي القرشي (26 ـ 71 هـ ) ولي العراق من قبل أخيه عبدالله بن الزبير ، وقاد الجيوش ضد المختار الثقفي وغيره وقتل في حربه مع عبدالملك ألأموي.
(4) ربيع ألأبرار : 4 / 282 .
(5) نفح ألأزهار : 15 .
شمس ألمرأة لا تغيب 121

إسمعي وليسمع كل من حضر : إني وألله إعتمتدك رغبة وعاشرتك بمحبة ، ولم توجد منك زلة ، ولم تدخلني منك ملة ، ولكن القضاء كان غالبا ، فقالت : جزيت خيرا من صاحب ومصحوب ، فما إسترثت خيرك ، ولا شكوت ضيرك ولا تمنيت غيرك ، ولم أزد إليك إلا شرها(1)، ولم اجد لك في الرجال شبها ، وليس لقضاء ألله مدفع ولا من حكمته علينا ممنع.(2)
* قال علي عليه السلام : ألمرأة ريحانة وليست بقهرمانة(3).
* ويوصي خالد بن صفوان المنقري(4) من أراد الزواج بقوله من الطويل :
عليك إذا ما كنت لابد ناكحا ذوات الثنايا بالغر وألأعين النجل
وكل هضيم الكشح خفافة الحشا قطوف الخطا بلهاء وافرة العقل(5)


(1) شره إلى الطعام : إشتد ميله إليه فهو شره ، أرادت لم أزد إليك إلا ميلا.
(2) ربيع ألأبرار : 287 .
(3) بحار ألأنوار : 100 / 252 .
(4) خالد بن صفوان المنقري : هو إبن ألأهتم خالد بن صفوان بن عبدألله بن عمرو بن ألأهتم ، ولد في القرن الأول الهجري ، وتوفى سنة 133 هـ ، كان من فصحاء العرب المشهورين ، ولد ونشأ في البصرة ، ولم يتزوج ، وله كلمات شاعت إشاعة المثل .
(5) ربيع ألأبرار : 4 / 288 .
شمس ألمرأة لا تغيب 122

* وكنت صديقا لأحد أقاربي فوجدته تزوج عن حب ، رغم معارضة والديه ، وإختلف بسبب مكانته ألإجتماعية ، فطلق عن ود ، وذهبا للمحكمة دون أن يشعر بهما أحد لينفصلا ، إلا أنهما إختلفا في وقت الطلاق فرجعا ، ثم لما إتفقا طلقا وبقيا كأصدقاء ، رغم أن كلا منهما تزوج ، ولكن كلا الطرفين بقي كل منهما سندا للآخر ، ولكن قاتل ألله الظروف(1).
* وقيل للإسكندر (2): لو إستكثرت من النساء ليكثر ولدك ، ويدوم بهم ذكرك ، فقال : دوام الذكر بتحسين السيرة والسنن ، ولا يحسن بمن غلب الرجال أن تغلبه النساء .(3)
*وقال ألله تعالى في محكم كتابه : «الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان»(4). وقال عز من قائل : «وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين»(5).

(1) مذكرات المؤلف .
(2) ألإسكندر : هو الكبير الملقب بذي القرنين ، ولد في مقدونيا سنة 1009 ق . هـ (356 ق. م) وتوفى في بابل سنة 976 ق . هـ (324 ق . م ) ، كان من الملوك الذين توسع في مملكته وبنى ألإسكندرية في مصر وشمل حكمه مصر والعراق وإيران والهند وغيرها .
(3) ربيع ألأبرار : 4 / 291 .
(4) سورة البقرة ، ألآية : 229 .
(5) سورة البقرة ، ألآية 241 .
شمس ألمرأة لا تغيب 123

*يقال أن التفاهم أساس التعايش ، وهذا يذكرنا بقصة تروى عن السيد الحميري (1)أنه إلقتى «فرجة بنت الفجاء» (2)الخارجية وهي راكبة فرسا ، وكانت فرجة فصيحة جميلة ، فتحاورا أحسن الحوار إلى أن خطب إليها نفسها فقالت : أعلى ظهر الطريق ؟ فقال : ألم يكن نكاح أم خارجة أسرع ؟ فإستضحكت وقال تصبح وننظر ممن ، فقال الحميري من البسيط :
إن تسأليني بقومي تسألي رجلا في ذروة العز من أحياء ذي يمن
إني إمرؤ حميري حين تنسبيني جدي رعين وأخوالي ذوو يزن

فعرفته وقالت : يماني وتميمية ، ورافضي وحرورية كيف يجتمعان ؟
فقال : على أن لا نذكر سلفا ومذهبا (3)فتزوجها وأقاما في عيشة راضية(4).

(1) السيد الحميري : هو إسماعيل بن محمد يزيد بن ربيعة بن مفزع (105 ـ 173 هـ ) من أعلام شعراء ألإمامية ، ومن أكثرهم نظما ، وكان مجاهرا بحبه لأهل البيت عليهم السلام ، له ديوان شعر ، جمع بعض ما عثر من شعره .
(2) فرجة بنت الفجاء : كانت من ذوي الكمال والجمال إفتتن بها السيد الحميري ولكنها كانت على مذهب الخوارج الذين يعادون عليا وأهل بيته ألأطهار عليهم السلام .
(3) حيث كان بين القبيلتين خصام قديم ، وكان الحميري على مذهب أهل البيت عليهم السلام وكانت فرجة من الخوارج الحرورية.
(4) ربيع ألأبرار : 4 / 289 .
شمس ألمرأة لا تغيب 124

*الحب القاتل في شعر أبي العتاهية (1)من السريع :
لم يبق مني حبها ما خلا حشاشة في بدن ناحل
يامن رأى قلبي قتيلا بكى من شدة الوجد على القاتل(2)

* قال النبي داود عليه السلام : إمرأة السوء لبعلها كالحمل الثقيل على الشيخ الكبير ، وألمرأة الصالحة له كالتاج المخوص بالذهب ، كلما رآها قرت عينه (3).
*تزوج أحد المكفوفين بإمرأة على أنها بكرا فتبين له أنها لم تحافظ على عفتها ، وقررا أن ينفصلا رغم إصرار الزوجة بالستر عليها ، ولكن الزوج أصر على ألإنفصال إلا أنهما إتفقا على صيغة معينة تحفظ كرامتها ، ولكن صديقات السوء إستدرجن الزوجة فباحت بسرها ، فإنتشر الخبر وكان ما كان من أمرها مما لا يحمد عقباه ، فإعتبر صديق المكفوف وتعهد مع نفسه أن يتعالى عن ذلك فيما لو حصل له ما شبه

(1) أبو العتاهية : هو إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني العنزي (130 ـ 211 هـ) نسبته إلى عنزة بالولاء ، شاعر مشهور ، مكثر النظم ، سريع الخاطر ، جمع شعره في ديوان .
(2) نفح ألأزهار : 26 .
(3) ربيع ألأبرار : 4 / 290 .
شمس ألمرأة لا تغيب 125

ذلك حفظا لكرامتها وذلك في سبيل ألله ، وما أن تزوج ذلك الصديق إلا وأنعم ألله عليه بمن هي أطهر من العفة وقد أنعم ألله عليه بإمرأة مثالية ذات خلق رفيع لا تعاب بشيء ، وما كان منه إلا أن شكر ألله على ذلك(1).
* وفي الحديث : تنكح النساء على أربع : الجمال ، والنسب ، والمال ، والدين ، فمن نكح للجمال عاقبه ألله بالغيرة ، ومن نكح للنسب عاقبه ألله بالذل ، فلا يخرج من الدنيا حتى يكسر جبينه ، ويشح وجهه ، وتخرق ثيابه وجيبه عليه ، ومن نكح للمال لم يخرجه ألله من الدنيا حتى يبتليه بمالها ، ثم يقسي قلبها عليه فلا تعطيه قليلا ولا كثير ، ومن نكح للدين أعطاه ألله المال والجمال والنسب وخير الدنيا وألآخرة(2).
* إختار ألإبن لنفسه إمرأة صالحة فوافق أبوه على ذلك قائلا له : إن أباها سيشد ظهرك ، أراد أنه غني يعينك على معيشتك ، فمضت ألأيام والليالي ولم تجاوز السنة أو تجاوزتها قليلا إلا وإضطر الزوجان على الهجرة ، ودارت ألأيام حتى توفي أبويهما ووقعت الهجرة بين العائلتين ، ولم

(1) مذكرات ألمؤلف.
(2) ربيع ألأبرار : 4 / 306 .
شمس ألمرأة لا تغيب 125

يحصل الزوجان على ميراثهما من الأبوين ، ولكن ألله أنعم عليهما فلم يكونا بحاجة إلى مال أبويهما ، وكانا عونا لأبناء ذلك ألأب الصالح والغني دون العكس وذلك بفضل نية الزوج على الزواج من فتاة عفيفة مؤمنة ، وخلافا لمقولة ألأب الذي قال إن أباها سيشد ظهرك ، ولله ألأمر من قبل ومن بعد(1).
*يقول أبو شمر الغساني (2)عن خيانة الرجل وضرورة عدم ألإختلاط ـ من الكامل ـ :
لا تأمنين على النساء أخا أخ ما في الرجال على النساء أمين
حر الرجال وإن تعفف جهده لابد أن بنظرة سيخون(3)

* ويخاطب شاعر آخر ألمرأة ويحثها على الحجاب والعفاف ، من الخفيف قائلا :
وإجعلي شيمة الحياء خمارا فهو بالغادة الكريمة أولى


(1) مذكرات المؤلف.
(2) أبو شمر الغساني:هو والد الحارث الغساني ، كان من إمرأة غسان في أطراف الشام والمتوفى سنة 8 هـ ، أدرك ألأبن ألإسلام وارسل إليه الرسول صلى ألله عليه وآله كتابا .
(3) ربيع ألأبرار : 4 / 285 .
شمس ألمرأة لا تغيب 127

وإلبسي من عفاف نفسك ثوبا كل ثوب سواه يفنى ويبلى(1)

* يقال إن عامر بن الحصين (2) نظر إلى رجل شجاع فأعجبه ، وتزوج أخته طمعا في أن ينزع ولدها إليه ، فإبتكرت بجارية فقال : الحمد لله ، ثم ثنت بأخرى فقال : الحمد لله ، ثم ثلثت ، فقال الحمد لله ، ثم ربعت ، فقال لا حول ولا قوة إلا بألله(3).
* قال أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام : «خير نسائكم العفيفة في فرجها ، الغلمة (4)لزوجها».(5)
* وقال أبو الأسود الدؤلي (6) في وصية لبنيه : يا بني

(1) الحجاب سعادة لا شقاء : 157 .
(2) عامر بن حصين : لم نعثر على ترجمته في مظانه وفي معظم المعاجم التي لدينا ، وربما كان عامر بن حفص المتوفى عام 190 هـ والذي يلقب بسخيم ويكنى بأبي اليقظان ، العالم بألأخبار وألأنساب وصاحب المؤلفات والتي منها : كتاب النوادر ، وكتاب النسب ، وكتاب خندف وأخبارها .
(3) ربيع ألأبرار : 4 / 284 .
(4) غلم : كان منقادا للشهوة.
(5) جاء في ربيع ألأبرار : 4 / 298 مرويا عن ألإمام علي عليه السلام ، وجاء في بحار ألأنوار : 100 /37 مرويا عن الرسول صلى الله عليه وآله.
(6) أبو ألأسود الدؤلي : هو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الكناني (1 ق . هـ ـ 69 هـ) ، سكن البصرة ومات بها ، وضع علم النحو وعلوم أخرى بأمر من ألإمام علي عليه السلام كان من الفقهاء والمحدثين ، والشعراء وألأدباء ، ولاه ألإمام عليه السلام على البصرة.
شمس ألمرأة لا تغيب 128

أحسنت إليكم صغارا وكبارا وقبل أن تولدوا ، قالوا : يا ابانا قد علمنا إحسانك صغارا وكبارا أفرأيت أن تبين لنا قبل أن نولد ؟ قال : قد طلبت لكم موضعا في النساء لكي لا تعيروا(1).
* قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : لايفرك (2) مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي آخر (3).
* وقال علي عليه السلام : جهاد ألمرأة حسن التبعل(4).
*صادف أن تزوج رجلا في بلاد الغربة من غير بني قومه فلم يكن قادرا على التخاطب ، فطلب من بعض أصدقائه أن يترجموا له ما يحتاجه من المفردات ليلة زفافه ، إلا أن لغة التكامل غلبت لغة التخاطب(5).
*قال علي عليه السلام : صيانة ألمرأة أنعم لحالها وأدوم لجمالها(6).
* وأخيرا ، فألمرأة زهرة إن أوليتها إهتمامك إستقبلتك بثغرها الباسم وإستمتعت بطيبها النافح ، وإن أدبرت عنها ذبلت وأذبلتك ، وأصبحت حياتك كالليل الدامس .

(1) ربيع ألأبرار : 4 / 306 .
(2) الفرك : ضد العشق.
(3) حقوق النساء في ألإسلام : 39 .
(4) ربيع ألأبرار : 4 / 295 .
(5) مذكرات المؤلف .
(6) غرر الحكم : 4 /200 .
شمس ألمرأة لا تغيب 129

ألأوصاف والمراحل

إن هذا الجنس اللطيف كالجنس الخشن ، له مراحل يطويها منذ الولادة لتصل حد العجز والشيخوخة ، واللغة العربية خصصت لكل مرحلة من تلك المراحل عنوانا خاصا ليميزها عن غيرها من مراحل الحياة ، بل إن اللغويين لم ينسوا ألمرأة في ذكر أوصافها والنعوت التي وصفت بها جراء ما يرافقها من تغييرات وتحولات في سمة من سماتها ، وهي في الواقع كثيرة إلا أننا نكتفي ببعض منها ، ربما وصفت إحداهن بوصف أو نعت في مطاوي النصوص التي سنوردها ليكون القارئ قد تعرف عليها من ذي قبل ، ونستعين في ذلك بما أورده الثعالبي (1) في ذلك ، حيث يقول عن ترتيب سني ألأنثى :

(1) الثعالبي : هو عبدالملك بن محمد بن إسماعيل النيسابوري (350 ـ 429 هـ ) المكنى بأبي منصور ، أديب ناثر ، ولغوي ناظم ، له مجموعة من المؤلفات : سحر البلاغة ، يتيمة الدهر ، وثمار القلوب .
شمس ألمرأة لا تغيب 130

هي : طفلة ما دامت صغيرة .
ثم : وليدة إذا تحركت .
ثم : كاعب إذا كعب ثديها.
ثم : ناهد إذا زاد .
ثم : معصر إذا أدركت .
ثم : عانس إذا إرتفعت عن حد ألإعصار .
ثم خود إذا توسطت الشباب .
ثم : مسلف إذا جاوزت ألأربعين .
ثم : نَصَف إذا كانت بين الشباب والتعجيز .
ثم : شهلة كهلة إذا وجدت مس الكبر وفيها بقية وجلد .
ثم : شهبرة إذا عجزت وفيها تماسك .
ثم : حيزبون إذا صارت عالية السن ، ناقصة القوة.
ثم : قلعم ولطلط إذا إنحنى قدها وسقطت أسنانها(1).
*وأورد الثعالبي عن أوصافها ونعوتها ما يلي :
ــ فإذا كانت شابة حسنة الخلق فهي خود .

(1) فقه اللغة : 84 .
شمس ألمرأة لا تغيب 131

ــ فإذا كانت جميلة الوجه غضة ، ناعمة البشرة فهي بهكنة وبضة.
ــ فإذا كانت حيية فهي خفرة وخريدة.
ــ فإذا كانت منخفضة الصوت فهي رخيمة .
ــ فإذا كانت محبة لزوجها متحببة إليه فهي عروب .
ــ فإذا كانت نفورا من الريبة فهي نوار .
ــ فإذا كانت تجتنب ألأقذار فهي قذور.
ــ فإذا كانت عفيفة فهي حصان .
ــ فإذا أحصنها زوجها فهي محصنة.
ــ فإذا كانت عاملة فهي صناع .
ــ فإذا كانت خفيفة اليدين بالغزل فهي ذراع .
ــ فإذا كانت كثير الولد فهي نثور .
ــ فإذا كانت قليلة ألأولاد فهي نزور .
ــ فإذا كانت تلد الذكور فهي مذكار .
ــ فإذا كانت تلد ألإناث فهي مئناث .
ــ فإذا كانت تلد مرة ذكرا ومرة أنثى فهي معقاب .
ــ فإذا كانت لا يعيش لها ولدا فهي مقلات .

شمس ألمرأة لا تغيب 132

ــ فإذا ولدت أحمق فهي محمقة .
ــ فإذا أتت بتوأمين فهي متآم .
ــ فإذا كانت تلد الحمقى فهي محماق .
ــ فإذا كان لها زوج ولها ولد من غيره فهي لقوت .
ــ فإذا مات زوجها فهي مراسل .
ــ فإذا مات ولدها فهي ثكول.
ــ فإذا تركت الزينة لموت زوجها فهي حاد ومحد .
ــ فإذا كانت غير ذات زوج فهي أيم وعزبة وأرملة وفارغة .
ــ فإذا كانت ثيبا فهي عوان .
ــ فإذا بقيت في بيت أبويها غير متزوجة فهي عانس.
ــ فإذا كانت عروسا فهي هدي .
ــ فإذا كانت جليلة تظهر للناس ويجلس إليها القوم فهي برزة .
ــ فإذا كانت نصفاء عاقلة فهي شهلة كهلة .
ــ فإذا أقامت على ولدها بعد زوجها ولم تتزوج فهي مشبله.

السابق السابق الفهرس التالي التالي