ديوان الحاج بدقت ألأسدي 129

وهو لا أنفك عن أداء ديون كل فرض قد كان يعفى أراها
مجهدا نفسه عليها إلى أن شاقها عودها إلى مبداها
فدعى داعي القضا منه نفسا لو دعته لما دعى لباها
فأجابت لما دعاها ولو شا ءت لأجرى على القضاء قضاها
عندها أبصر الضلال سبيلا فبدت كل ضلة أخفاها
والمضلون أعربت ما أكنّت من خفايا أحقادها أداها
فإرتضت تعقد الخلافة في عكس مقام له ألإله إرتضاها
عدلت عن زعيمها وهداها لِغويٍّ ما كان كي يهواها
وتحدت تلك المقالة حتى أولتها بمقتضى أهواها
هي أمضى بأن تؤولها بل كا ن من دون أمره أمضاها
إن نمتها له فلم تنف عنه فعل عاد عن الهدى بإنتماها
أبحجم الورى من الشرق والــ ـغرب كمن حبها ليوم جزاها
يتلقى من ألإله أمورا وإليهم بأمره ألقاها
ثم يوصيهم بأن أوّلوها وخذوا عكس ما حوى معناها
أي هاد يشيد للهدي سبلا ثم يوصي من بعده بإنتفاها
وإذا جاء عن سواه فهل كا ن سواها بل أفكها وإفتراها
إن تلك الحال الخطيرة إذ أوَّ لتموها بضد ما أداها
وهو أجري بها المؤذن في القر بى وكان الوفاق في مجراها
فالذي لا وفاق فيه وأبعا د لأرحامه ونكر ولاها
لو تأولتم بها كان أولى من أبى من أموره أولاها
مذ زعمتم عن التراث زواها (1) أوَّلوه بأنه ما زواها


(1) زواها : الشيء يزويه زيا وزويا نحاه وصرفه . قال طرفة بن العبد : (سامية تزوي الوجوه بليل) أي تفيض الوجوه وتكلحها ، ومنه زوى ما بين عينيه.
ديوان الحاج بدقت ألأسدي 130

يا أخلاي لو تحاول هديا كان فرضا على ألإله هداها
أمة لا تحول أيسران(1) عن سبيل لسخطه أنهاها
بارحت غاية وقامت مقاما منذ كانت لقربه أبلغاها
تقتفي إثر من يأبى مقام في سبيل الرشاد ما أجراها
بعد علم بأنه كلما في الكون من سبه له منتهاها
آزروه مأزرا لو أعاروا أمرها لإختياره لنفاها
عالم ما يؤل من سوء عقبى أمره فإستقالها وأباها
فإذا ما إستقالها فإرتكاب ألـ ـغي عنه أبانها ونفاها
وإرتضته لها أميرا وإن عـ ـصت ألله بالذي أرضاها
كذبت أحمدا ولو صدقته لأجابت دعاه لما دعاها
مذ دعاها إلى رعاية مولى ما براها إلا لكي يرعاها
ردعاها في عالم الذر باريـ ـها إلى ما ذكرت حين سراها
وجميع الورى دعوه ولم يعـ ـلو برشد إلا الذي لباها
لم قد أمنت سواه زعيما ما عدى منهج الرشاد سواها
بصريح الكتاب أجلى نصوص لعلي بعد النبي ولاها
هو نفس النبي من باهل اللـ ـه عداها فمن عداه عداها
فإذا رام أن يقيم أميرا كيف يعدو عن نفسه لسواها
ومن الحتم أن يقيم لآيا تٍ وشطر من الكتاب رواها
وإتَّبع سنة النبيين من قبـ ـلك هل للوصية إستثناها
من قضى منهم بغير وصيٍّ فرمى أمره به وإقتضاها
رب لا تبق من مناويه ديّـ ـارا وواصل بقاءها بفناها
علمت كلما ذكرت وألوت رب خذها بعلمها وإلتواها


)1(هكذا في ألأصل .
ديوان الحاج بدقت ألأسدي 131

زعمت أنه أعادَ إليها أمره بعده ورام رضاها
تهتدي بعده بمن تهتديه وتصافي من تصطفى بولاها
لا وحق ألإله أي نبي جاء يبغي في أمة مرضاها
شرع الدين للنبي لتهدى بهداه أم يهتدي بهداها
أم بأمر يصبو إلى دعواه وبأمر يصبوا إلى دعواها
وهوى ألأنام يختاره الـ ـله ويختار للأنام هواها
إن يكن في إختياره الرشد ما أر سل رسلا تقيمها نصباها
لأتى الوحي يا برية فإختا ري زعيما وحسبها وكفاها
أ فهل عاقد ألإله البرايا للتساوي أو أنه صافاها
إنه يصطفي له أنبياء والورى تصطفي له أوصياها
فإذا أضلت السبيل فلا لو م عليها بل ربها أغراها
إن تكن حجة ألإله عليها لأقام ألإله من ألقاها
إن هذا بعض الذي يغريها أن يكن لإختيارها ألجاها
وإذا قال كل صحبي كفوا وإنتفى ألإفترا بمن رواها
لم أبت اشبه ألأنام به خلـ ـقا وخُلقا فكل عين أباها
قال ولُّوا تيما فبُعدا لتيم أي شر تخصيص إستيلاها
أقرت ذا سوابق ضاق ذرعا ما حوى الخافقان في أدناها
إن نفسا لا يسأل ألله أجرا غير حفظ الوداد في قرباها
من يباهي يوم الكساء به ألـ ـله وآياته بمن أوجاها
يوم نادى يا ساكن الملأ ألأعـ ـلى يمينا بعزتي وعلاها
إن هذا الكساء ضم أناسا أنا لم أبد ذرة لولاها
أي نفس تعزى لأجلاف تيم قد حواها الكساء فيمن حواها
وبمن قال أحمد باب علمي ما أتاني كل إمرئ ما أتاها
أنت مني وإن نفسك نفسي أفهل قصده أبوه نماها


ديوان الحاج بدقت ألأسدي 132

أيها الناس عزتي أهل بيتي لن تضلوا إذا دنتم بولاها
هجر ألله والنبي بهذا أم لحال في الدين قد أحماها
دون هذا يرعى جبير بن كنـ ـعان فوا سوأتاه لا سترعاها
أحماها عن أن ترى الحق حام أرأته فأنكرت مرآها
ليس تقضى براءة دفع من يعـ ـزل عنها بمن مضى وتلاها
ما رآه ألإله كفوا أداها إذ لديه الهداة من أكفاها
فمولوه أم دين البرايا أي شرك عدته في دنياها
لا تقل قال ما أراد مراء أنا جنيت ما عليها مراها
كل حال أوردتها في عليٍّ كان منا ومنهم من رواها
من روى لي كرامة لعتيق ليس فينا من ردها وأباها
وعلينا الولا لأجلاف تيم وعلينا البراء من شناها
وإذا ما دمت فلم أملت ذا دون هذا وأي حاد حداها
وأقامت غير الوصي وصيا هل قضى أن تقيمه بإهتداها
فنُؤوِّل غير النبي نبيا فلتؤمل غير الإله إلها
أو ليس إلإله أوضح في فر... قانه للورى سبيل هداها
إن جرت طوعه فأية آي منبئ بالذي جنت معناها
بلك غدت صحيفة أنشأتها أي قوم كباها منشآها
وأقامت بنصها خلفاء وأعادت إلى النبي إنتماها
هي قامت بنصبها كيف كانت خلفاء النبي بل خلفاها
وكذا أباؤها عائد وألأو ثان كانت أربابها أهداها
يصنعون ألأوثان فيهم ومن بعـ ـد يخرو سجدا لرضاها
إنها جاهلية فإدعاهم ألـ ـدين إفك وضلة للأدعاها
إن عقباهم لظى وهي عقبى كل قوم ما راقبت عقباها
كيف لم يقتد بهذا وصي كانت ألأنبيا به مقتداها


ديوان الحاج بدقت ألأسدي 133

بلغت عذرها فأيان تعشو لسناه والغيِّ قد أعماها
وا عنائي لزعمها نهجها الحـ ـق فيا ليت لأعداها عناها
أي حق تنص لها دفع ألـ ـله عن حقها ونكر ولاها
تدعي أنها إدارة ذي العر ش فأين ألإيمان من مدعاها
أبغير القرآن أحكم أحــ ـكاما إليها دون الملا أوجاها
إن أسالت نفس النبي المنايا فإقطعوا بعد فقدها أقرباها
أم وعت في الكتاب آي كمجراها وحاشا الكتاب عن مجراها
كل مصداقه المودة في القر بى ومن كل ما نفى إستثناها
فلعل النبي خالف ما جا ء فأوحى بقطعها وقلاها
وأقامت يوم السقيفة تبغي أن تراعي إنفاذ ما أوصاها
ذاك يوم لولاه ما خلق ألـ ـله جحيما ولا تشب لظاها
ما أضل ألأنام من مبدء الدهـ ـر إلى أن يكاد أن يثناها
غير ما أحكمت به ومضلا ت جميع الورى به أحكماها
لم يوار النبي حتى أتيحت حرمة الدين وإستبيح حماها
وتماري المهاجرين مع ألأنـ ـصار حتى وهت لعظم مداها
رام كل للدين راع كأن ألــ ـدين شيء يقوم بإسترعاها
ليت شعري ما قادها لعتيق أهداة أمالها أم عماها
من رأى ذا هدى رأى غصب ذي القـ ـربى حباءً به ألإله حباها
يوم قامت نوادب الدين تدعو هل مغيث ولا يجاب دعاها
فادح نال البتول منالا كان منها مشاء ورد رداها
يوم جاءت تنث من كل عضو حسرة للمعاد لا تتناهى
كل شكوى تبت في ظلم الحق في البرايا تنبتُّ من شكواها (1)


(1) هكذا في ألأصل .
ديوان الحاج بدقت ألأسدي 134

عولة ترحب البسيطة حتى أوشكت أن تلفها بسماها
مذ تلقى أنفاسها صاحب الصو ر أقيمت من جانبيه قواها
وإستبدوا من بعده نفحات في الورى حين يقتضي أبداها
فيبيد ألأنام في أولاها ويعيد ألأنام في أخراها
أتراها تسعى إلى غير تدبيـ ـر البرايا فأي حال تراها
فبها للأحزان في دنياها دبرت فيه مقتضى عقباها
فلأي ألأحوال كانت تناوي ولأي ألأشياء قد ناواها
أ لإظهر دين طه وهل أمـ ـرك قد جاء عن دين طاها(1)
ترتمي نحوها بجيش ضلال لو رمى أمة لدوى صداها
فمتى كان يسحب الفيلق المجــ ـد وينجو الكماة(2)يوم وغاها(3)
ومتى أبصرته أمة حرب في إقتحام ألأهوال قد مناها
أبأحدٍ لما أرتقى ظلمة ألأر ض ولو نال لأرتقى لسماها
وإذا كان من مؤاس أيودي من دما قلب أحمد من دماها
أن من تاب عن نبي أيرعى آلَهُ أم يستبيح حماها(4)
طارقا بهابها بجذوة نار ما أعدت إلا لكي يصلاها
وهو وألآل ألأنام ضلالا(5) والمضلات من لدنه إبتداها
زعما أن أحمدا وهو حي كان يوحيهما بأن يزوياها
ما وجدت النبي إلاه فصلا بأمورٍ هما له لسناها


(1) هكذا في ألأصل .
(2) الكماة جمع الكميت من الخيل الذي خالط حمرته قنوء أي سواد غير خالص ، وقيل : بين ألأسود وألأحمر . وعزة كميت في لونها وهي من أصلب الثمرات لحاء وأطيبها ممضغا.
(3) الوغى : الحرب .
(4) هكذا في ألأصل .
(5) هكذا في ألأصل : وألأصوب : وهو ألآل وألأنام ضلالا.
ديوان الحاج بدقت ألأسدي 135

بمراعي الدين الحنيفي لم يو ص وفي قطع بنته أوصاها
هل وجدت النبي يمضي عن ألـ ـله أمورا عليه ما أمضاها
يأمر الناس بإتباع نصوص الذ كر لكن لنفسه ينهاها
ونصوص من الحكيم اللواتي بالمواقيت قائم معناها
كل مفهومها إذا قام قوم لم يحز إرثها سوى إبناها
فلعل النبي خالف أم ما ذا دهاها أتته أم ما وعاها
أم رعاها فظن من عند غير ألـ ـله جاءت أم جبرئيل إفتراها
وعلى ما أفتروه من أن أبنا ءَ النبيين لم ترث أباها
لم سليمان قد تأرث داو د ولم ذو الجلال قد أوحاها
هل أضلا أم لم يكونا نبييـ ـن ودعوى النبوة إفترياها
أم هما خالفا الجميع وضلا عن سبيل ألإيمان وإغتصباها
إن ربي على إدعاها شهيد كل شرك فيمن يرد إدعاها
لو درى حين أذهب الرجس عنها إنها تفتري لما زكاها
إن يكونا دانا بدين أبيها ما أغضّا فؤادها بشجاها
دهياها (1)من غيهم(2)بدواه فقضت وهي تشتكي ما دهاها
وإلى ألآن ما أحاد ألمت أي فج من الثرى واراها
وأبو الغي لم يزل يتحد دى بالمساوي آثار من واراها
مجهدا نفسه بتشييد أركا... ..ن المساوي حتى دهاها(3)
فمضى وألأنام لم تعد علما أنه في ضلالة أمضاها
والذي صار للعجيب مجيبا ظله بعد فقدها أبداها


(1) دهى : الداهية ألأمر العظيم ، ألأمر المنكر جمع دواهي.
(2) الغي : الفساد ، وقيل واد في جهنم ، والغاوون : الشياطين.
(3) هكذا في ألأصل .
ديوان الحاج بدقت ألأسدي 136

بينما يستقيلها وهو حي إذ ثناها لغيره ولواها
حاد عن سنة النبي فأوصى أم بترك الوصاة قد جاراها
وأقاموا من بعده داعي ألـ ـلـه أناس لا يعرفون ألإلها
فإلهٌ يدعو إليه البرايا من أقاموا لأرتضيه إلاها
إن يكن زاهدي يقيم البرايا لهدى نفسه سبيل هداها
شر دهر أيام أحكم فيها أمره في البلاد وإستولاها
طال فيها المدى وما هي إلا خلة حق أن يطول مداها
أوقدت في حشا الهداية نارا أوهنت في وقودها أحشاها
جذوة لا تزال من مبدء الدهــ ـر إلى الحشر لا يبوخ لظاها
قل فقد عاد جيش مظهر الرشــ ـد على ناهج الرشاد عفاها
هل مسيء أمضى على الخلق مما كان منه أهالها وأساها
لو جرت حين قال لولا علي نفسه وفق قوله أنجاها
لو رسى في مظنة كل نفس سنرى عكس ما خبته نداها
لم يقم فوق ما أقام عليه من مضلاته التي أبداها
أوردته ... غامضات المنايا رب كف أصابها مرماها
فأعاد ألأمور من بعد شورى لكي ... تعرف الورى مقتداها
ما درى ألله مقتداها فتبا ها به أم درى وما نباها
بإحتباء ألإله خير إذا را م مقيما للخلق أم بإحتباها
فعلام إنبرت بإبن عفان(1) فياليت ربها لا يراها
أي داعي إلى الخلافة فيه لعكوف الورى عليه دعاها
إن تكن هذه الخلافة شرعا لم عدى ما أتى به شيخاها
حاد عما كانا عليه أقاما أبيا ملة الهدى أم أباها


(1) هو عثمان بن عفان .
ديوان الحاج بدقت ألأسدي 137

هل وجدتم قدما خليفة حق لأعادي نبيه آواها
أم نبيا أقام قطبا لينفي جل أحكام دينه فنفاها
والنبيين أخرت قرباها والوصيين قدمت قرباها
فترى غامرات أموال آل ألله معمورة بها أعداها
إن بنت النبي ترحض عنها وأبن ذات البغا قد إستولاها
أمرة لا يكون للحق مبداها لما أجهرت به غصباها
فإستدارت به يد الدوائر حتى أوغلت نفسه سهاما رماها
كل نفس علت بغير رضاء ألله حطت من حيث نالت علاها
أي فضل ساد ألأنام عن ألله به أم بأي شيء وشاها
أجمعت أمة النبي قولتـ ـه والقت له قياد هداها
إن يكن في جماعة ألأمة الحق وإن الضلال فيمن عداها
فلقد أجمعت على قتله طرا إذا مات مشركا بصباها
فإلى كم تنفي وتثبت بألإجما ع حالا ثبوتها لأنتفاها
هل أتى النص أن تدين بهذه أم هو نص عن آله أنساها
قام في أمرة إذا لم تكن مشركا جليا فالشرك من نضراها
أمرة للنساء تسري فهل ذو العرش هذي أرادها وإرتضاها
يوم جاءت تطوي الدياميم والـ ـجيش إلا نوتى محدق بإزاها
أين تنوي عن دارة حتم ألله علمها إن لم تبارح فناها
هل أبوها راض بما إرتكبت أم خالفت بالذي جنته أباها
لم تقاتل إلا أباها فهذا كأبيها قد كان من أبواها
فإذا أخطأت أباها لها العذ ر فأما خطاه إما خطاها
كل بدع حرب النساء ولكن ليس في أمة بها من تلاها
أمة أوجبت ولاء أبيها خير بدع فيها قتال نساها
لم يكدني من البرية فيما كان إلا علجان قد ظاهراها


ديوان الحاج بدقت ألأسدي 138

لو يكونان من قروم(1)قريش ما إستقاما لها ولا تبعاها
أرجال لبأسها تعتفيها أم نساء كانوا لها أشباها
كان أوفى لنيل ما ترتجيه لو أعادت ذاك الفؤاد أباها
يوم ثارت للحرب فيه ندوب أوردت نفسه كؤوس رواها
يا نساء النبي مذ أنزلت هل خصصت من نسائه ما سواها
فإذا خصصت سواها فلم تبــ ـق لها ذمة لكي ترعاها
وإذا ضمها إليهن بالحكم فلم خالفته في مسعاها
لو تمثلتها على كل حال ليس تقضي إلا لزوم خطاها
يا ترى أن أمة شايعتها أي حاد لما ذكرت حداها
أفهل راقبت أباها وهلا راقبت بإبنة النبي أباها
تدعي أنه المخلف فيها وعلى فرض من يصح أدعاها
أي قوم إن راقبت خلفاها في بغيها وراقبت أنبياها
وإذا راقبت به خلفاها فالذي قاتلته من خلفاها
فعلى أي ملة قاتلته وعليها سلت (2)عليه ضباها(3)
هل يرى ألله ملة في البرايا عن سواهم من الملا أخفاها
يقتضي شرعها قتال الوصيــ ـين وقد قاتلوا على مقتضاها
أم رأيت ألإله أرسل رسلا ثم أوصى أن قاتلوا أوصياها
أبصرتهم عدو اليهود فضاهت روح موسى ودقت ألأشباها
ليس تحت الخضراء من جازت الصفـ ـراء في غيها سوى حمراها


(1) القروم : القرم سمة في أنف البعير ، وعلامة على سهام الميسر ، وقيل للسيد أو العظيم على التشبيه بالفحل المذكور وقد إجتمعا كلاهما في قول المتنبي :
ولكنا نداعب منك قرما تراجعت القروم له حقاقا
(2) سلت : أشهرت .
(3) ضباها : الضبا : السيف .
ديوان الحاج بدقت ألأسدي 139

مذ رأت أن غرة الدين أشر ق مصباح ولاح ضياها(1)
أوقدت للحروب نارا ولما هاج مقدامها وشب لظاها
وإلتوت بالحسام أعناق قوم كان مُعي لولا الحسام إلتواها
وإستعفت الطعان أكباد قوم ليس يشفى إلا الطعان صداها
وجدت دون قصدها عزمات لو دعت غائر القضا لباها
عزمات لو هيج في أسفل ألأكوا ن أرعبن ساكن أعلاها
وسيوف لو ينتضيها مهم ولجلى ألأقدار عن مجراها
عفرت في الثرى جباه رجال لم تعفر لله فيه جباها
من رأى من أولي المضلة قدما أمة صيرت بعيرا إلها
كم ترى أمة من الناس طافت حوله والردى يطوف وراها
ما اقلتهم البسيطة حتى أبصرتهم ... على أرجاها(2)
لو ترى ألأرض حين غطت رؤوسا خلت أن الرؤوس نبت رباها
حيث مهما وطأت في كل فج موأما ما وطأت إلا جباها
هلكت إبن مالكين فمن هـ ـذا رواها وذاك ورد لظاها
وتلاها زنيم هند ولو لم يجد الغي منهجا ما تلاها
هو وإبن التي ترى كل عضو فيه سل البغي من أعضاها
يوم قاما ليطمسا بيضة الديـ ـن ويأبى ألإله إلا إنجلاها
فأقاما للحرب أهوال لم يبـ ـق فؤاد في الدهر ما قاساها
مشهد لابس القيامة هولا وحكته عظمائها وحكاها
كان يتلو زجل الصوارم (3)فيه كفر قوم تبرى بهن طلاها


(1) أرى من ألأصوب أن يكون البيت هكذا :
مذ رأت أن غرة الدين قد أشر رق مصباحه ولاح ضياها
(2) هكذا في ألأصل .
(3) الصوارم : السيوف .
ديوان الحاج بدقت ألأسدي 140

لو رآها تمج في الحرب موتا تحسب الموت كامنا في سباها
أكلت انفسا بها ما براها ألـ ـله إلا قوتا لها مذ براها
أو هوت فوق يذبل (1)لتداعى هل ترى أن جلقا تقواها
إنما الكفر نهجها لا سواه وهل الكفر أمة لأسداها
بدأت بعد أحمد بعتيق ليت شعري فما عدا مبداها
إن تكن بيعة السقيفة حقا قد تسرى لحيدر مجراها
وإبن حرب نادى عليا عليها لو رآها هد لما ناواها
وهي أعطت يدا رأت بها رشد إبن حرب والكفر في إعطاها
حبها ظلة بعمرو زعيما ويح قوم يكون من زعماها
لم يكن لإبن أم عمرو مراسا أن نحته خريدة أو نحاها
مذ أتى يرتل الخميس(2)بعزم هو أوهى من أمة في لقاها
أين هذا من مقدم ترجف ألأر ض وتندك أن سطا أرجاها
فإلتوت نفسه وقد أشرق السيف عليها ولات حين إلتواها
فجلا أسته ولو يجتليها قوم لوط لأكرموا مثواها
لست أدري وحق أن لست أدري أي قصد أجاب مذ أبداها
يا لأست قد كان فرضا عليه شكرها حيث صار من طلقاها(3)
كف عن نفسه الردى وكساها سُبَّة دونها ورود رداها
لم يسوني في الدهر إلا أناس جعلته دون الورى مقتداها
قادها بالفُرى لإدراك دنيــ ـاه فأفنت من دونها أخراها
وبما أحكمت عقود إبن هند أحكم ألله في لظى مثواها
عاقد كفه على مقت كف هو يوم الفتوح من أسراها
جاء يبغي ترات بدر وهل أسـ ـياف بدر شبت وكلَّ شباها


(1) يذبل : جبل .
(2) الخميس : الجيش .
(3) هكذا في ألأصل .

السابق السابق الفهرس التالي التالي