منتقى الدرر
في النبي واله الغرر


ديوان
شعر المرحوم المبرور العالم الروحاني الخطيب المفوّه الشهير
الشيخ كاظم السبتي
1255 ــ 1342 هـ

المكتبة الحيدرية


منتقى الدرر في النبي واله الغرر أ

ما قيل في صاحب الديوان

قرض هذا الديوان جماعة من الشعراء نذكر منهم العلامة المرحوم الشيخ عبدالحسين الحياوي قال :
نقدت بديع النظم نقد الصيارف فطل وإفتخر فيه على كل عارف
وجزت مدىً مستوقفاً كل فكرة بصائب فكر عنه ليس بواقف
وجئت بما لم يأت فيه إبن حرة مجيدا قريضا من تليد وطارف
نظمت دنانير البديع قلائدا تحلي بأبهاهن جيد الصحائف
والقحت أبكار القريض فأنتجت يتيمات در أعجزت كل واصف
وتاجرت ال الله بالمدح والرثا ففزت بربح منه خضر المطارف
وأثلجت أكباد الموالين فرحة وأرغمت فيه أنف كل مخالف
سرى القلم الجاري بيمناك مادحا فلست ترى في الحشر هول المواقف

ومنهم المرحوم الشيخ محمد حسن سميسم قال :
سر مستقيما على القرطاس يا قلمي (سعيا على الرأس لا سعيا على القدم)
مقرضا ناثرا درا على درر أمثلها تشتكي الأيام من يتم
أطلق لسانك في التقريض منبسطا على نظام خطيب العرب والعجم
إن قلت سحرا فهذا كله حكم والسحر عار من أإعجاز والحكم
أو قلت شعرا فذا آيات منزلة تروى عن الروح بل واللوح والقلم
قل في تقدم هذا كل معجزة كانت تكون ونزهه عن القدم

وقد رثاه جماعة كثيرون من الشعراء الأفاضل والأدباء الفطاحل وها نحن نثبت ما حصلنا عليه من تلك المراثي .
فمنها قول العلامة المرحوم الشيخ محمد السماوي مؤرخا وفاته :
قد أصبح المنبر في وحشة قلب الصفا منها المصفى رق
قلت له مالك في دهشة فقال أرخ (كاظم فارق)
سنة 1342


منتقى الدرر في النبي واله الغرر ب

ومنهم الخطيب الشهير الأستاذ محمد علي اليعقوبي :
أي فؤاد عليك لم يذب وأي عين بالدمع لم تصب
فيا لرزء عن مثله عقمت أم الخطوب العظام والنوب
أدمى عيون النبي أحمد والصهر علي والعترة النجب
يا ظاعنا خلف نعشه ظعنت غر المساعي للحشر لم تؤب
عجبت كيف المنون منك دنت وكم أرتنا المنون من عجب
أجبت داعي الاله حين دعى شوقا لما قد حباك من رتب
قد حجب اللحد منك بدر هدى لهفي لبدر في الترب محتجب
بعدك من للأعواد إن نصبت يلقي عليها نفائس الخطب
شيدها حيدر بصارمه وفيك شيدت بمقول ذرب
فلتبك شجوا وأهلها معها ليتمها بالإتقاد خير أب
أنفقت أيامك التي سلفت بالفضل والمكرمات والأدب
كم لك في مدح ال فاطمة عقود نظم كاللؤلؤ الرطب
وفي رثاء القربى فرائد قد كانت الى الله أعظم القرب
فلم تزل في الأنام زاهرة تغيب شمس الضحى ولم تغب
قد صرت منهم والمرء يحسب من قوم بمحض الوداد لا النسب
كم طلبت شأوك الرفيع علا قوم فخابت بذلك الطلب
ولم أقس فيك منهم أحدا أنى يقاس النحاس بالذهب
ما لذ طيب الكرى أبا حسن بعدك والعيش قط لم يطب
جاورت حامي الجوار في جدث تنحط عنها علا ذرى الشهب
فنم قرير العيون فيه ولا تخش من الهول ثم والكرب
وإهنأ بأبنائك الكرام فكم شادوا لبيت الفخار من طنب
كلا تراه يقول ها أنا ذا وليس نقصا أن قال كان أبي
صبرا بنيه فالصبر غايته يلقى به المرء غاية الأدب


منتقى الدرر في النبي واله الغرر ج

فالموت حتم على العباد ولا ينجو الفتى من لقاه بالهرب
والدهر من طبعه الجفاء ولا يزال يرمي الكرام بالعطب
سقى سحاب الرضوان قبر أب لكم وحياه واكف السحب

ولفضيلة الأستاذ المؤرخ الشهير السيد محمد الحلي مؤرخا طبع الديوان :
ال بيت النبي للبشر في سماء الرشاد كالقمر
بهم يهتدى إذا أتبعوا وبهم يتقى لظى سقر
في محيط الوجود هم سفن من أتاهم نجا من الخطر
إن سفرا حوى مديحهم ورثا ال خيرة الخير
لهو سفر قد فاز ناظمه بدوار الأئمة الغرر
فليباهي به أبو (حسن) (كاظم) كل منكر أشر
يوم يعطاه باليمين فلا يختشى من تطاير الشرر
يالديوانه الذي تليت آيه الباكرات كالسور
فلكم ضم فيه من حكم ولكم ضم فيه من عبر
ونتاج العقول ناتجه ومراح النفوس والفكر
فهو ذكر من بعده حسن ولأُخراه خير مدخر
وهو في أفق نظمه قمر ومن الروض عاطر الزهر
ومن الزهر حسن منظره ومن الريح نسمة السحر
ومن الماء ري منتجع ومن الغصن يانع الثمر
بل وقد قال لي مؤرخه ومن البحر «منتقى الدرر»
1372

محمد الحسيني الحلي


ومن قصيدة للشاعر الشهير السيد جعفر الحلي :
إن دار العلى بكاظم أضحت تضع الفرقدين تحت الأساس


منتقى الدرر في النبي واله الغرر د

عربي له فصاحة سحبان ذكي له ذكاء أياس
مدحه في بني النبوة لا بـأ لعبشميين أو بني العباس
كم له في مديحهم بنت فكر حليت من بديعها بالجناس
تتمنى منابر الذكر أن لا يرتقي غيره على الجلاس
لا تقسه بالناس والفرق باد عدم الفرق من شروط القياس
أن من قاس كاظما بسواه مثل من قاس عسجدا بنحاس
طبعه رق كالنسيم ولكن أين من حلمه الجبال الرواسي

وممن رثاه الفاضل المرحوم الشيخ مهدي الحجار قال :
لم تحي يا مرء في سمع وفي بصر الا لتحيي منك القلب بالعبر
هماد ليلاك أن الدهر ذو غير وإن آجالنا تأتي على قدر
أعد أخا العقل في أولى الورى نظرا فهل ترى منكر الأخرى أخا نظر
إن الذي صير الأحياء ميتة هو الذي يبعث الموتى من الحفر
أعمار هذا الورى في دهرهم شجر لكن أعمالهم للعمر كالثمر
لا تعجبنك أعمال أتيت بها فالعجب يجعلها كالزرع في المدر
كم زارع خاب من عقبى زراعته وكم أخي تجرة قد آب بالضرر
قل للمواعظ قد أودى أبو حسن إن تنصفي فالحقي فيه على الأثر
هل بعد كاظم ذو وعظ مواعظه في القلب تثبت مثل النقش في الحجر
يا واعظا أصبحت فينا منابره كأنها الفلك الخالي من القمر
يبكيك منبرك السامي وحق ظما لعوده اليبس إن يبكي على المطر
قد كنت إنسان عين الواعظين فما من بعد إنسان تلك العين من أثر
هب صرت عيا فأنت اليوم واعظنا بما عليك تلوناه من السور
لا تحسبن مات من في الناس خلفها مآثرا كعداد الأنجم الزهر
تاجرت ربك في عمر حباك به ولا يخيب لديه كل متجر
قد كنت من أجله ترقى على سرر الدنيا فرقاك في الأخرى على سرر


منتقى الدرر في النبي واله الغرر هـ

رح بالأمان الى الفردوس أن بها أحبابك السادة الأطهار من مضر
إن تبكك الناس تبكي منك أوثقها فعلا وأصدقها في النقل للخبر
من للمحافل إن قراؤها خرست رأيت أقواله فيهن كالدرر
من للرثاء إذا ما عيي ناظمه أدى مطول معناه بمختصر
من للصلاة يؤديها بأولها كانما كان ذا حتما على البشر
من للظلام إذا ما جن حالكه أحياه نافلة لله بالسهر
بؤس الزمان فقد أودى بزينته وزين أهليه من بدو ومن حضر
يا دهر لا تعتذر عما جنيت فقد كسرت في المجد كسرا غير منجبر
إن كنت تأمل منا العفو فإرع لنا ما دمت باق حمى أبنائه الغرر
الحائزين العلى والحالفين بها لا يتركون بها فخرا لمفتخر
والناهجين على منهاج والدهم وكان برا عفيف النفس والأزر
فمن علي على قدرا ومن حسن كجعفر ونداه غير منحصر
بشراك إيتها الأعواد في نفر هم للمكارم كالأرواح للصور
قد أشرق الدهر بشرا من خلائقهم إشارق ناحية أآكام بالزهر
يا ربي فإقبل دعائي بالختام بأن تكون خاتمة للسوء والكدر

ولصاحب الفضيلة الشيخ ماظم السوداني :
هذي المنابر والمحافل من ذلها كاف وكافل
تبكي كما منه بكت في مدمع هام وهامل
قد كنت حلية جيدها واليوم منها الجيد عاطل
عقم الزمان فلم يلد في العالمين له مماثل
فالى الأواخر غاية وبفضله سبق الأوائل
من قاسه في غيره كمقيس سحبانا بباقل
رب البلاغة مفصحا ما مثله أن قال قائل
إن الندي لناقص وإذا أتاه كان كامل


منتقى الدرر في النبي واله الغرر و

متدرع في أفواه ما خانه إن جال صائل
بعزائه سمة البكا وهو المعزي وهو ثاكل
في كل فن حازم أنى إنتحى رد المباهل
يبكيك إنشادا وإنشاءا بأحسنها أقاول
داع وتلتمس الورى منه المسائل والمسائل
فإذا إمتطى نهد السرير فمن لذروته مطاول
أخذ الندي مخبرا إن راكبا أو شاء راجل
لم يرتض ريب الحديث ولم يشب حقا بباطل
ما كان ينطق بالهوى وحديثه بالوحي نازل
سيف وبدر الحدا قد فل ذاك وذاك آفل
قل للجحود بفضله هو في العلى جم الفضائل
لا تطلبن أدلة فالبدر وضاح الدلائل
عم العراق ومصرها والشام بل كل المناقل
ما خص في بلد كما قد عم في كل القبائل
ولكم سئلت مرددا والدمع فوق الخد سائل
هذي المنابر والمحافل من بعده أحدا أسائل
فاجابني نادي الثنا بشارك في حسن أواهل
فيه إقتدى بفعاله والشبل فعل الليث فاعل
وهو الذي قد أدركت فيه المعالي ما تحاول
السحب منه ترتجي يوم الندى والجود نائل
والشهب منه تختشي مجدا عليها جاز طائل
وكذا على قدره فيه العلى تحصيل حاصل


منتقى الدرر في النبي واله الغرر ز

إن مد كفانا لها طولا بأطراف الأنامل
أفمن يساجله ومن لعلائه شرفا مقابل
أبناء مجد يصعدون الى العلى من غير نازل
فمن العلي الى الزكي وجعفر هو والفواضل
قد فاض بحرا في الندى لا مثل جعفر والجداول
وقيتم عن مثلها بختامها نوب النوازل

ولصاحب الفضيلة الخطيب السيد محمد ال شديد الكاظمي :
مذ صوت الناعي بفقد الكاظم أورى الضرام بقلب أهل الكاظم
أصمى القلوب بفقده وبنعيه نثر الدموع وعجز فكر الناظم
لم أدر لما غاله غول الردى هل رام فيه سوى ضلال العالم
إذ كان هاديه الوحيد بوعظه ولسانه في الوعظ شفرة صارم
هذي المنابر قد فقدن معظما بفراقه أضحت بغير قوائم
فقدت خطيبا عالما في فنه ما كل من يدعى الخطيب بعالم
قد كان شيدها بحسن خطابه ولكم به هديت صنوف عوالم
هذي المآتم موحشات بعده وبفقده إشتغلت بنصب مآتم
بكت المحقق والمدقق والذي قد أثبت الحق الصريح لفاطم
كم عصبة في نصحه وبهديه للحق أرشدها بحسن تفاهم
لما سروا في نعشه وتخاله فلكا جرى في بحرها المتلاطم
حفت به من ال هاشم عصبة إذ كان يدعى للحسين بخادم
ولهاشم أولى به من أهله إذ كان يحسن في المديح لهاشم
إن غاب عنا شخصه فالكل من أشباله علم وليث ضراغم
هذا علي حاز مجدا في الورى ما حازه أحد بنصب سلالم
حسن الفعال كريمة أخلاقه في العز والعلياء غير مزاحم
وكذاك جعفر في الأنام مبجل والكل بحر قد جرى بتلاطم


منتقى الدرر في النبي واله الغرر ح

ما فاتهم في نثره من ناثر أو فاتهم في نظمه من ناظم
عذرا اليك أبا الحسين فإنني ما كنت في فن القريض بعالم
لكنما ولدت عقيمة فكرتي بكرا وما أتفقت ولادة عاقم
خذها وطوقها بحسن قبولكم في طوق عفو لا بطوق حمائم

ومنهم المرحوم الشيخ محمد حسن سميسم قال في رثائه :
من للمنابر بعد كاظم لم لم تسخ منها القوائم
من ترتجيه بعده يجري عليها الدمع ساجم
هذي المآتم بعده حقا تقيم لها المآتم
إني أعزي فاطما بمن إسترق لال فاطم
ولرب أعين سادة تجري الدموع لخير خادم
لا أفطم الأجفان عن رزء به بكت الفواطم
إن كنت فيه جاهلا ساني فإني فيه عالم
هذا أبو الحسن العليم بكل ما حوت العوالم
يروي عن المحفوظ لا المحفوظ عن بعض التراجم
وإذا رقى ظهر المنابر خلته ليث الضراغم
وإذا ترجل بالمحافل خلتها عادت ملاحم
ويجول فيها جولة الــ ـمقداد والمرقال هاشم
نثر المواعظ في الورى لكنه للدين ناظم
قد شيد الدين الحنيف بمقول للشرك هادم
ما مات من أبقى له خلفا على حفظ الذمائم
حسنا عليا جعفرا كلا غدا حاوي المكارم
في السن فوق المنابر خلتها بيضا صوارم
قد عاد فيهم منبر الإسلام للجوزا مزاحم
هذا لعمري أرثهم أبدا فليس لهم مقاسم


منتقى الدرر في النبي واله الغرر ط

يا جازعا لفراقه وعلى المنابر كنت واجم
بشراك فيهم لا تقل من للمنابر بعد كاظم

للأستاذ الشيخ حسن سبتي وقد ساله الفاضل سراج المتقين الشيخ راضي سبط حجة الإسلام والمسلمين المرحوم الشيخ محمد حسن ال ياسين بأنه قد أرخ وفاة والده المرحوم ويريد للتاريخ مقدمة (والتاريخ هو عز عزاها لفقد كاظمها) والتمس منه أن يصوغ له مقدمة وكان زائرا في تلك الأيام الإمامين الجوادين فقال مقدمة لكلمات التأريخ :
منابر الدين في مآتمها تنوح حتى قيام قائمها
تبكي على فيلسوفها أسفا من يرشد الخلق في مآتمها
تندب قوامها التقى أسى ملا هوى اليوم عن قوائمها
ضلت فرادى به مشتتة تندب شجوا من بعد ناظمها
فقال مذ أعولت مؤرخها (عز عزاها لفقد كاظمها)

وله أيضا :
يا كاظم الغيض يا كنز التقى عملا قد فقت فضلا وفخرا كا مفتخر
إذا رضعتك المعالي صفو درتها لذا إرتديت الإبا والعز في الصغر
حتى علوت على أعلى مناسمها ففضلك الجم عدا غير منحصر
أبدعت في نظم شعر أنت ناظمه كأنما هو آيات من السور
كأن نظمك ملك للقريض وقد وشحته بمراثي سادت البشر
رصعته ببديع في البيان كما توجته مدخحا كالأنجم الزهر
كللته حكما حفت بموعظة قلدته بلالي منتقى الدرر

ومنهم المرحوم السيد حسن بحر العلوم :
لقد مضى للملك المنان مكون الكون بلا مكان
إنسان عين الدهر والزمان من فاق فضله على الأقران
أصدق أهل الفن في الروية أدلهم لغامض المعاني


منتقى الدرر في النبي واله الغرر ي

قلت لمن قاس به سواه قست هجين القوم بالهجان
إذا علا المنبر وإرتقاه أفصح عن قس وعن سحبان
يقرط السماع ذكر الحسين فتسكب العيون دمعا قاني
ذاكرا أهل بيت هادي الورى بأبلغ الثناء والبيان
مهبط وحي الله ذي الجلال ومحكم التنزيل والقرآن
هم فاطم وبعلها وإبناها وسبعة من بعدهم وإثنان
طوبى له مضى الى لقاء الله وللروح وللريحان
وحل في ظل إمام الغري تطوفه ملائك الرحمن
بقرب حامي الجار منجى الورى من غضب الله العظيم الشان
وشافع الخلق بيوم الجزا ومنقذ العاصي من النيران
وفاز بشراه بأعلى الغرف معانقا للخرد الحسان
إن رمت تاريخ أبي جعفر يا حسن الفعال واللسان
فقم لك البقى وأرخ الا نال المنى كاظم بالجنان
سنة 1342

وله أيضا مؤرخا عام وفاته رحمه الله :
ومذ مضى لربه يسعى الخطيب العالم
على الكريم وافدا والقلب منه سالم
وللنعيم مسرعا والثغر منه باسم
قلت مؤرخا لقد نال الجنان كاظم
سنة 1342

ولبعض الأدباء وقد حذف منها بعض الأبيات :
أم الرزايا رميت بالهبل تركت جيد الفخار في عطل
طويت من أعجب الزمان به وسار فينا نداه كالمثل
ما ضره لو يعود ثانية كالشمس عادت لدارة الحمل


منتقى الدرر في النبي واله الغرر ك

لو كان يشرى من الورى أحد لكنت تشرى بالنفس والخول
يا خاتم القارئين قاطبة جزاك بالخير سيد الرسل
وفوق فخر القريب في نسب بالفضل فخر القريب في العمل
لو كان يكفي تقارب نفعت قربى نبي الهدى أبا جهل
مضيت لكن بالذكر عشت وكم ماض كأن لم يكن ولم يقل
أنت الى الخلد خير منتقل وجنة الخلد خير منتقل
ما خاب من يشتري الجنان وما فيها بعمر محتم الأجل
رح خاليا من أذى الزمان فقد كنت شجي الفؤاد غير خلي
حق على الله أن يأمنه وجه خشاه فإصفر من وجل
ما دهر هذا الورى سوى علل فإذهب سليم الحشى من العلل
ذو الفضل يخفى لفضله وكذا يشرد النحل مجتنى العسل
ما كنت الا كالفرض حين مضى فات ولم يغن سائر النفل
من أجل قبر حللت فيه غدا قدر التراب أجل من زحل
عي اللسان وأنت تخرسه فإت تساعد مقالة فقل
هيهات أن تسمع النداء وقد بت بحور الجنان في شغل
أجبت داعي الاله حين دعى وكنت قبلا تجب متى تسل
قد كنت للدين والعبادة و الأخبار والذكر غير منحل
وكنت فينا بالود متصلا وأفضع الخطب قطع متصل
وصلتنا في الهوى بلا سئم واليوم فارقتنا بلا ملل
تحيي الدياجي ومن سواك إذا قام تمطى من شدة الكسل
يشتاقك الذكر الرفيع كما إشتاق النبات لعارض هطل
أن يبك من خفة عرته فقد كنت وقورا أرسى من الجبل
بيت من الشعر قد تجيء به يكفي بمضمونه عن الجمل
واللفظ لا تستوي مواقعه في القول الا لعاقل نبل


منتقى الدرر في النبي واله الغرر ل

مثل السنام الرفيع محتقر إذا دعوه بحدبة الجمل
طوتك كف الردى فلا برحت كف الردى والمنون في شلل
لا يفخر الغيق إن سقاك فقد كان لجدوى يديك كالبلل
قد بت جار أبي الزكي كما بتنا جوار اخي الزكي علي
ولي أمر يحي أباه وكم للفضل نص على علاه جلي
أوسع بالزهد نفسه كللا إن الجنان تنال بالكلل
يقتحم المجد راكبا لججا وليس تكفيه حصة الوشل
ولا كمثل الزكي إن خرست صيد وضاقت مسالك الجدل
يزد بأول من نحاه فإن أعيى ينله بحيلة البطل
والفضل للحق في الخصام فإن لج عنود فالضل للحيل
يفشل من يبتغي علاه ولا يرد راجي نداه بالفشل
يخاف عقباه وهو ممتثل وأحسن الخوف خوف ممتثل
عن كاظم فيهموا لنا بدل لولا بنوه مضى بلا بدل
دنوا شعاعا كما ناؤا أمدا كالشهب تبصرها ولم تنل

وللشيخ علي البازي مؤرخا :
لكاظم الغيظ مواهب بها أشاد ذكرا للميامين الغرر
رثاه والمدح ترى في ظمنه للمنبريين عظاة وعبر
ما تليت آياته في محفل الا لها قد كان أبلغ الأثر
الف منها حسن الأفعال ما قد ملأ السمع شعورا والبصر
في ذكرال المصطفى ونعيهم فكان ديوانا به الدهر إفتخر
ها هو كالبحر فخض غماره ففيه أغلى كل شيء يدخر
وثق (بفرد) الدهر أن أرخته (ينبيك بالأبحر منتقى الدرر)
سنة 1372


الفهرس التالي التالي