لقد شيعني الحسين (ع) 389

مقياس الأفعال فضلوا وأضلوا .
إذا كان الله يفعل الشئ من دون غرض ، وأنه أجبر الخلائق على الفعل ، وأن أبا نؤاس يشرب الخمر لأن الله أراد له ذلك . فلماذا يبعث رسله وأنبياءه لهداية الناس وتوفير الحجة على الناس ، وبهذا تظهر سخافة القائلين إن الأشعرية كانوا أكثر فهما للتوحيد .
ولما قال الأشاعرة بأن الإنسان مسير وليس مخيرا وأنه يكتسب ولا يفعل ، وخالفهم المعتزلة إلى أن الإنسان مخير غير مسير ، وأنه يفعل ولا يكتسب . قالت الشيعة إنما الأمر بين أمرين ، فقال الإمام الصادق لا جبر ولا تفويض ، ولكن أمر بين أمرين وبذلك نفهم أن الله ليس بظلاما للعبيد بجبرهم على المعصية ثم معاقبتهم على ذلك وأن الإنسان مسؤول عن أفعاله وبالتالي يستحق العقاب فيكون عقابه عدلا.
ولعل الثغرة التي وقع فيها الفريقان هو أن المعتزلة تتطرف في العقل وتتجاوز بذلك كل (نص) ومنهجها العقلي لا يعدو أن يكون منهج الأقيسة المنطقية الإغريقية فيما تكمن الثغرة عند الأشاعرة في أنهم يلفقون بين بعض طرق الكلام المعتزلي الذي ورثه أبو الحسن الأشعري من فترة اعتزاله مع بعض الآراء السطحية والتجزيئية والجمود على بعض آراء أهل الحديث : بينما الشيعة كانوا لا يتجاوزون بالعقل حدود النص ولا يعارضون بالنص حدود العقل ويوازنون بين المعقول والمنقول . ولم يكتفوا بنفي القبح عن فعل الله عقلا فحسب ، وإنما استندوا مباشرة إلى ظاهر النصوص القرآنية :
-« ولا يرضى لعباده الكفر » الزمر 7 .
-« وما ربك بظلام للعبيد » فصلت : 46 .
-« إن الله لا يحب الفساد » البقرة : 205 .
-« ولا يظلم ربك أحدا » الكهف 490 .
-« وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون »

لقد شيعني الحسين (ع) 390

-« وإذا فعلوا فاحشة قالوا : وجدنا عليها آباءنا ، والله أمرنا بها : قل : إن الله لا يأمر بالفحشاء » الأعراف : 38 .
وانطلاقا من روح القرآن ، نستلهم حقيقة العدل الإلهي ، وبأن الوجود قائم عليه ، بخلاف ما ذهب إليه الأشاعرة .

في الرؤية والتجسيم :

ذهب أهل الحديث إلى التجسيم وأوردوا روايات اكتفوا بظاهرها واتبعهم في ذلك الأشاعرة فرأوا أن الله له يد حقيقة ووجه وعينان .
وكان ابن حنبل ، وداود يروحون إلى التجسيم . ويصفه الزمخشري في الكشاف قائلا :
فإن حنبليا قلت قالوا : بأنني ثقيل حلولي بغيض مجسم .
وكان ابن حنبل يرى أن الله يدا ووجها وعينا ، ومثل ذلك ذكر مالك بن أنس (7) .
كما ذكروا أن لله جسما ، وهو يجلس على العرش ، وإنه يضع قدمه على جهنم حتى تقول قط قط وينزل إلى السماء الدنيا ويقول هل من تائب ، هل من مستغفر (8) وعلى هذا المذهب سار ابن تيمية - في منهاج السنة ، وأتباعه الوهابيون .
وتطرف بعضهم كثيرا فرأى جواز المصافحة عليه تعالى والعناق (9) .
وورد عن داود أنه قال : اعفوني عن الفرج ، واللحية ، واسألوني عما وراء ذلك وقال إن معبوده جسم ذو لحم ، ودم وجوارح وإنه بكى على طوفان نوح حتى

(7) الملل والنحل .
(8) الغريب في الأمر أن أهل السنة يأخذون بهكذا حديث من دون أن يعملوا العقل في فهم أبعادها ، وكيف ينزل الله إلى السماء الدنيا وهل تتسع له وهو خالقها ، بينما الشيعة يروون الحديث من طريقة آخر أقرب إلى الوجدان ، هو : أن الله يبعث ملكا ينادي ليلة الجمعة : هل من تائب ، وهل من مستغفر .
(9) الملل والنحل .
لقد شيعني الحسين (ع) 391

رمدت عيناه وعادته الملائكة (10) .
وأقرهم الأشاعرة على ذلك ، واكتفوا بظاهر الآيات التي يبدو منها التجسيم ، ورفضوا حملها على المجاز ومن ذلك أن قال تعالى : « كل شئ هالك إلا وجهه ».
« وقالت اليهود يد الله مغلولة ، غلت أيديهم بل يداه مبسوطتان » .« وأن الله سميع بصير ».
وما إليها من الآيات التي يبدو في ظاهرها تجسيم الذات الإلهية .
والذين رفضوا تأويل هذه الآيات بالمجاز ، سقطوا في مطبات من الاعتقاد الفاسد وأذكر قصة ذلك العالم الوهابي ، عندما رفض التأويل بالمجاز وأبى إلا أن يحتفظ بالمفهوم الظاهري للآيات ، قال له أحد الحاضرين إن الله يقول « من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا » . فيلزم أن لا تبصر في الآخرة وكان هذا العالم أعمى .
ونفس الاعتراض تجسده النكتة الكلامية أنه إذا اقتصرنا على الظاهر دون التأويل فماذا نقول في الآية « كل شئ هالك إلا وجهه » فإذا كان الوجه المعني هو الوجه ، للزم أن يفنى كل جسده إلا وجهه! تعالى الله عما يصفون .
إن المجسمة هم أضعف مخلوقات الله على فهم العقائد وأي إله يعبد هؤلاء فيما لو جسدوه أمامهم .
والغريب أن الأشاعرة راحوا وراءهم بغباء عقلي يندى له الجبين .
واتفق المعتزلة مع الشيعة في تنزيه الله عن التجسيم . ولهم في ذلك أدلة عقلية وأخرى نقلية .
أما عقليا فإن التجسيم يترتب عليه التحديد والحصر والتركيب وكلها لا تجوز في حق الذات الإلهية عقلا ونصا . فالتجسيم يترتب على التحديد أي إن الجسم

(10) الشهرستاني - الملل والنحل .
لقد شيعني الحسين (ع) 392

يتحدد بالطول والعرض والعمق فهو محدود ثم إن الجسم يقتضي أن يكون له بداية ونهاية تركيبية أي إنه مركب والمركب يتفاوت زمنيا وهو ما ينافي الوحدة والقدم الإلهيين هذا بالإضافة إلى أن المركب لا يكتمل إلا بأجزائه كلها ، فهو محتاج إليها وفي حاجته إليها ينتفي كونه واجبا ويكون بالتالي ممكنا .
ثم إن الجسم بمحدداته الثلاث يحتاج إلى حيز والحاجة في هذا المقام تنفي عنه الوجوب وتجعله ممكنا أيضا وقد يكون واجبا كوجوب الحيز فيترتب على ذلك وجود تعدد الواجب وهو شرك صحيح ، أو أن يكون الحيز ممكنا ، وكان الله أقدم منه فخلقه وحل فيه ، فتكون النتيجة أن الواجب احتاج إلى الممكن وهو مستحيل عقلا .
وإذا كان الله تعالى بعد ذلك جسما كانت له جهة وهذا يدل على أنه غير موجود في جهة أخرى وأنه خاضع لحدود الحيز وهو من مخلوقاته فكيف يخضع الواجب الوجود إلى ممكنه .
أما نقليا فإن القرآن يناقض التصور التجسيمي .
يقول تعالى « وهو معكم أينما كنتم والله بما تعلمون بصير » (سورة الحديد الآية 4) .
ولا يمكن للجسم إذا كان جسما أن يحل في أكثر من حيز .
ويقول « ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم » (سورة البقرة الآية 115) .
فلو كان كما تقدم لله جسم لاستحال تواجده في كل مكان وفي كل جهة ، ذلك أن الجسم الواحد لا يتجاوز جهة واحدة وردا على من رأى الوجه في الآية حقيقيا لا مجازا أنه فرضا لو كان الوجه وجها حقيقيا ، إذا لكان لله أكثر من وجه لأنه أينما كنتم فثم وجهه ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
يقول القرآن صراحة « ليس كمثله شئ وهو السميع البصير » (الشورى : 11) .

لقد شيعني الحسين (ع) 393

والجسم شئ فيكون الله ليس كذلك! .
واقتصر المعتزلة على الجدل العقلي في رد شبهات المجسمة وأنصارهم الأشاعرة في حين اعتمد الشيعة على نصوصهم الصريحة .
فردا على الذين ظنوا أن الله يسكن السماوات قال الإمام علي (ع) ، بعد أن قال له السائل أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال : أين؟ ، سؤال عن مكان ، وكان الله ولا مكان (11).
وقال عليه السلام الله ما وحده من كيفه ، ولا حقيقته أصاب من مثله ولا إياه ني من شبهه ، ولا حمده من أشار إليه وتوهمه (12).
وذكر البغدادي قال أمير المؤمنين علي (ع) إن الله تعالى خلق العرش إظهارا لقدرته ، لا مكانا لذاته .
ولا يتردد عاقل في أن العقيدة السليمة التي تنزه الخالق وتجعل حقيقته منسجمة ع الوجدان هي عقيدة أهل البيت (ع) في الإلهيات .
وحيث إن الأشاعرة قالوا بالتجسيم تبعا لأهل الحديث والظاهرية فإنهم أثبتوا الرؤية .
وحيث إن الشيعة والمعتزلة نفوا عنه التجسيم لزم أن ينفوا الرؤية .
إذ أن الرؤية عقلا تستبطن التجسيم لأن الرؤية تشترط وجود المرئي في وجهة او حتى تتحقق رؤيته وهذا يعني أن الله حال في حيز وقد سبق ضعف هذا لاعتقاد .
ثم إن عين الإنسان إذا رأت الله في مداه المجسم يعني أن رؤية المخلوق إستطاعت احتواء جسم الخالق كله . وهذا مناف للاعتقاد السليم .
واستند الأشاعرة وأهل الحديث على النص القرآني مكتفين بظاهره على عادتهم

(11) رواه المبرد في الكامل .
(12) نهج البلاغة .
لقد شيعني الحسين (ع) 394

وهو :
« وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة ، تظن أن يفعل بها فاقرة » .
وقال أصحاب الرؤية ، كما ذكر القوشجي في شرح التجريد : إن النظر هنا يعني الرؤية وليس الانتظار كما أول الشيعة والمعتزلة ذلك أن النظر إذا أريد به الانتظار يستعمل من دون صلة مثل قوله (انتظرت) أما لو أريد به الرؤية يستعمل بصلة (إلى) .
وذلك قول الشاعر :
وجوه ناظرات يوم بدر إلى الرحمن يأتي بالفلاح
يقول الشيخ جعفر السبحاني :
يعلم ذلك - عدم النظر إلى الله - بمقارنة بعض الآيات المذكورة ببعضها عندئذ يرتفع الابهام عن وجهها وإليك تنظيم الآيات حسب المقابلة :
أ - وجوه يومئذ ناضرة يقابلها قوله وجوه يومئذ باسرة .
ب - إلى ربها ناظرة يقابلها قوله تظن أن يفعل بها فاقرة .
ولا شك إن الفقرتين الأوليين واضحتان جدا ، وإنما الكلام في الفقرة الثالثة يجب رفع إبهامها عن طريق الفقرة الرابعة التي تقابلها (13) .
فإذا كانت الوجوه الباسرة تظن وتنتظر أن يفعل بها فاقرة ، فإن الوجوه لناضرة ، تنتظر من ربها الرحمات . أضيف إلى هذا أن من قال من : الشيعة بأن لنظر معنى الانتظار إنما يعني ما كتبه الشيخ السبحاني أما (ناظرة) فواضح إنها تنظر

(13) - الإلهيات على هدى الكتاب والسنة والعقل / ج 1 .
لقد شيعني الحسين (ع) 395

إلى (رحمة ربها) بتقدير حذف المضاف لأنها متعدية بالحرف (إلى) ، ولو كانت حويا بمعنى الانتظار لما تعدت بحرف إلى ويعضد هذا الكلام ، قول الله تعالى ( رني أنظر إليك) ، (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) بمعنى النظر لذا عدت بإلى و (قالوا انظرونا نقتبس من نوركم) ، (هل ينظرون إلا أن تأتيهم لساعة) بمعنى الانتظار وإذا لم يتعد الفعلان بحرف الجر . ثم على فرض أن بعض لشيعة قال إن المراد الانتظار فمن لا يسهو وإلا أن الخلاف أضحى لفظيا ليس قيديا لأن من بهذا ومن لم يقل متفقان لا النظر إلى الله كما يقول العامة ويؤيد هذا لكلام آيات كثيرة وروايات جمة عن أهل البيت (ع) ، مما يعضد حمل الآية على لمجاز بتقدير حذف الأصل الحمل على الحقيقة .
ثم كان أولى أن يناقش المجسمة وأهل الرؤية في السر من استخدام وجوه ومئذ ناضرة بدلا عيون يومئذ ناظرة (14) فتكون أقرب إلى مفهوم الرؤية .
يقول الإمام الرضا (ع) متجل لا باستهلال رؤية باطن لا بمزايلة .
قال الإمام علي (ع) لا تدركه الشواهد ولا تحويه المشاهد ولا تراه النواظر لا تحجبه السواتر (النهج) .

في كلام الله

هذا المبحث يعد من أخطر مباحث الإلهيات نحويا ذلك أنه أحدث هزة قوية في منه وتنافرت ، بل تقاتلت الفرق حوله . وخلاصة المسألة ، تتعلق بحدوث أو دم الكلام .
وقد أثيرت المسألة في القرن الثاني للهجرة وكان أول من قال بها الجعد بن رهم حيث قال بأن كلام الله غير مخلوق ، وكان ابن حنبل قد تلقى ضربا شديدا لى ذلك فتمسك برأيه .
ويقف الأشاعرة إلى جنب أهل الحديث في القول بقدم القرآن بينما وقف

(14) نفس المصدر .
لقد شيعني الحسين (ع) 396

الشيعة والمعتزلة ضدهم يقول ابن حنبل : والقرآن كلام الله ليس بمخلوق فمن عم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر ، ومن زعم أن القرآن كلام الله ووقف ولم قل مخلوق ولا غير مخلوق ، فهو أخبث من الأول) (15) .
وقال أبو الحسن الأشعري من جهته ونقول إن القرآن كلام الله غير مخلوق وإن ن قال بخلق القرآن فهو كافر (16).
وقال المعتزلة أنه من قال بأن القرآن غير مخلوق أو قديم ، شرك بالله والذي ثبته العقل أن الكلام محدث ليس قديما ذلك لأنه يعني اللفظ والحروف ، وعليه كون الكلام غير خاضع لوحدة الزمن وذاك دليل على حدوثه وورد في القرآن ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) (الأنبياء 3) .
ولو ثبت أن كلامه - سبحانه - كان قديما للزم وجوده قبل الخلق ، ووجوده قبل لخلق ضرب من العبث لا يجوز على الله تعالى لأنه قبح والقبيح لا يصدر عنه .
ورأى الأشاعرة أن التكلم صفة ذاتية لله وقالوا بأن كلامه ، كلام نفسي وهو ير العلم والإرادة والكراهية .
وكان رأي الأشاعرة في التكلم مبهما حتى بالنسبة إليهم .
ورأى الشيعة أن كلام الله ، متقوسم بما يدل على معنى خفي مضمر ، أما بقية لخصوصيات كالصوت الذي يحدث في صدر الإنسان وخروج الكلام من الحنجرة . . و . . كل ذلك ليس دخيلا في حقيقة المعنى الذي يتقوم به الكلام (17).
وكل ما أظهر الله من عظمته وقدرته في ملكوته يسمى كلاما مثل قوله : « إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه » ( النساء 171) .

(15) ابن حنبل - كتاب السنة .
(16) الإبانة .
(17) الميزان - الطباطبائي .
لقد شيعني الحسين (ع) 397

فالله يخلق الكلام فهو فعل أنشأه وأوجده في الأشياء .
قال الإمام علي (ع) يخبر لا بلسان ولهوات ، ويسمعه لا بخروق وأدوات ، قول ولا يلفظ ويحفظ ولا يتحفظ ويريد ولا يضمر ، يحب ويرضى من غير رقة ، يبغض ويغضب من غير مشقة ، يقول لمن أراد كونه كن فيكون ، لا بصوت قرع ، ولا بنداء يسمع ، وإنما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه ومثله لم يكن من قبل لك كائنا ولو كان قديما لكان إلها ثانيا (نهج البلاغة) . صدق سيد المتكلمين باب مدينة العلم وقائد سفينة النجاة .
وقد حاول ابن حنبل كما سبق أن يجبر في خطابه كل الناس على اتخاذ موقفا بين لخلق والقدم .
ورأى أن من اقتصر على ذكر (كلام الله) ليس أقل خبثا من القائلين حدوثه .
وهذا التطرف كانت له مضاعفاته الفكرية والسياسية بحيث أدخل المجتمع لإسلامي في متاهات من السفسطة ، أخرجته عن دائرة العمل لاستنهاض لمسلمين وشلتهم وتاهت بهم في يوتوبيات فكرية مرتكزها المزاج . غير أن الأئمة ن آل البيت (ع) التزموا بموقف محايد في أزمة القول (بالخلق والحدوث) وإن ان يبدو من كلامهم القول بحدوثه تمشيا مع منطق العقل والنقل ، إلا أنهم لم تيهوا بعيدا في لجاج اللغط الذي سيطر على الأشاعرة وأهل الحديث من جهة ، المعتزلة من جهة أخرى معتمدة على سلطان المأمون .
وحفاظا على استقرار الأمة ، كانت إجابة الإمام الرضا (ع) على مسألة لقرآن كالتالي :
كلام الله لا تتجاوزوه ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا (18).
ثم قال مرة أخرى ، بسم الله الرحمن الرحيم عصمنا الله وإياك من الفتنة فإن فعل فقد أعظم بها نعمة ، وأن لا يفعل فهي الهلكة . ونحن نرى أن الجدال في

(18) التوحيد الصدوق .
لقد شيعني الحسين (ع) 398

القرآن بدعة ، اشترك فيها السائل والمجيب ، فيتعاطى السائل ما ليس له ، يتكلف المجيب ما ليس عليه ، وليس الخالق إلا الله عز وجل ، وما سواه مخلوق القرآن كلام الله ، لا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين ، جعلنا الله ، إياك من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون (19) .
كانت تلك هي الكلمة التي كتبها الإمام إلى بعض شيعته ببغداد .
والعقل يرى أن كلام الله إذا كان هو علمه فهو إذن تعبير عن علم الله الأزلي لذي هو هو ، وقد يكون عبر وسائط غير الألفاظ والحروف ، كما لو كان إنسانا ثل المسيح ، يسمى كلمة الله ، لأنه تعبير عن عظمة الله فيكون بالنتيجة حدث إذا لم يكن علما ، وكان شيئا آخر ، فلن يكون بقاطع العقل إلا ألفاظا وحروفا ، هي خاضعة للتركيب والزمن ، فيترتب على ذلك أن يكون حادثا .

(19) - نفس المصدر .
لقد شيعني الحسين (ع) 399

البداء

ما آخذ أعداء الشيعة الشيعة على شئ مثلما آخذوهم على مسألة البداء انطلاقا ن أن البداء في مفهومه الظاهر ينافي علم الله المطلق وخلاصة القول في معنى لبداء ، إن الله يبدو له في أمر فيغيره وفي شئ آخر فيستبدله .
وطبيعي أن ترفض مثل هذه العقائد ، فيما لو بقينا واقفين على عتباتها لظاهرة ، ولا نقترب من مفهومها الحقيقي . وبما أن البداء يعتبر من القضايا المهمة ي الاعتقاد الإمامي فإن أهل السنة اعتبروه ضربا من الكفر ، يخرج به الشيعة عن ائرة الإسلام .
ولست أدري كيف أن أهل السنة ، مذهبهم في الكلام الأشعرية) ، ويرفضون ذلك ، علما أنهم يؤمنون بأن الله يفعل كل شئ في لكه ، وأن ما يصدر عنه كله عدل وإن كان قبحا ، ولو كان البداء قبحا في رأيهم ثبت بالنص صدوره عن الله لزم أن يقبلوه من زاوية أنه القبح الذي جوزوا دوره عن الله وإذا رفضوه يكونوا قد ناقضوا أولياتهم في الكلام ، وهي أن ا يصدر عن الله عدل وإن كان قبحا .
غير أن الحقيقة تبقى معلولة للجهل بمفهوم البداء لغة واصطلاحا وإلا فإن لبداء أحد العقائد الراسخة في مذهب العامة نفسها كما سنرى .
والسؤال : ما هو البداء؟ وما هي عقيدة الشيعة فيه؟ .

لقد شيعني الحسين (ع) 400

ليس البداء في اللغة ، سوى الظهور ، فنقول بدا الشئ أي ظهر . وكذلك في عاجم اللغة العربية والقرآن يقول (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) .
وحسب هذا المفهوم رفض السنة (البداء) ولم يجوزوه على الله مع أنهم يؤمنون مليا بالبداء في مفهومه الاصطلاحي كما يؤمن به الشيعة .
والشيعة أيضا ، لا تجوز البداء على الله حسب هذا التعريف إذ أن علم الله طلق وواسع ظاهر وباطن ولا يغيب عن الله شئ فيبدوا له (وما يخفي على الله ن شئ في الأرض ولا في السماء) (سورة إبراهيم الآية 38) ويقول الإمام علي (ع) كل سر عندك علانية وكل غيب عندك شهادة (نهج البلاغة) .
وكلام الشيعة في البداء كثير وله أوجه كثيرة كلها ترتكز على أدلة عقلية ونقلية ونحن في هذا المقام المحكوم بالإجمال والإيجاز ، نرتئي الاقتصار على بعض من تلك الأوجه ، توخيا للإيجاز .
هناك البداء في الأقدار بمعنى التغير الذي يطرأ على قدر الإنسان بالطاعة والعمل الصالح وذلك يقوم على أساس الاعتقاد بنوعين من القدر قدر مطلق لا يتغير كأن يقدر الله على الإنسان الموت إذا انقطع عنه الأوكسجين ويموت إذا هوى من الطائرة على صخرة من الأرض .
وقدر آخر غير مطلق ، قيده الله بشرط كأن يقدر عليك طول العمر بشرط صلة الرحم ، ويقدر عليك الموت العاجل بشرط الزنا .
وهذا النوع من القدر ، هو موضوع البداء أي القدر الذي يتغير بأعمال العباد :
(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) .
وهو على هذا الضرب أي هذا القدر سيبقى ساري المفعول بشرط ألا لا تغير من أحوالك فإذا غيرت من أحوالك بدا لله فيه الحكم الآخر ، الذي هو القدر المشروط بذلك الفعل .
ولعل هذا النوع من البداء يدل على مسألة العدل والاختيار . فمن عدل الله ،

لقد شيعني الحسين (ع) 401

أن لا يجبر الإنسان على قدر واحد ، حتى ولو غير حالة وما التوبة والاستغفار سوى تعبير عن هذا البداء أي إن الدعاء كما ورد عن أهل السنة أنفسهم يرد القدر .
وما يبدو لله بهذا الخصوص هو داخل في دائرة علم الله المطلق وقدر ناسخ لقدر .
فالإمام علي (ع) لما انزاح عن الحائط المتهاوي وسأله واحد : أهروبا هذا من قدر الله فقال : إن الهرب هو من قدر الله إلى قدره . كما أن في ذلك دلالة قوية على اختيار الإنسان وقدرته على تغيير مصيره بالطاعة والعمل الصالح . وهو أمر ينسجم مع عقيدة العدل في الجزاء والعقاب ، الإلهيين .
وإذا كان البداء تعبيرا عن العدل الإلهي والاختيار البشري ، كان ذلك اعتقادا سليما ، ومن هنا يقول الأئمة : ما عبد الله بشئ مثل البداء .
ولهذا حدد الشيعة البداء فيما كان مشترطا في التقدير يقول الشيخ المفيد :
أقول في معنى البداء ما يقوله المسلمون في النسخ وأمثاله ، من الافقار بعد الاغناء والأمراض بعد الاعفاء وبالإماتة بعد الإحياء وما يذهب إليه أهل العدل خاصة من الزيادة في الآجال والأرزاق والنقصان منها بالأعمال (20).
ومن ذلك أيضا النسخ فيقول القرآن (ما ننسخ من آية أو ننسيها نأت بخير منها أو مثلها) .
فعملية النسخ هذه هي التعبير عن البداء الذي لا يناقض علم الله المطلق فينسخ الله حكما بحكم ، عندما لم يعد في الحكم المنسوخ مصلحة . ويكون عامل الزمن مرتبطا بعملية النسخ هذه ، وبالتالي فإن النسخ هذا لا يعدو أن يكون تقييدا لإطلاق الحكم من حيث الزمان (21)والنسخ ليس محصورا في الاطار التشريعي فكذلك في الاطار التكويني ، فإن الإنسان قد يخضع لمشيئة الله والبداء ، فيطول

(20) - أوائل المقالات / باب البداء والمشيئة .
(21) - الإلهيات - السبحاني .
لقد شيعني الحسين (ع) 402

عمره بعد أن كان مكتوبا عليه قصره ، أو يقصر إذا كان مكتوبا عليه طوله ، وذلك إتيان شروط ذلك البداء . فيكون البداء هو التقدير الإلهي ، لتغيير حكم على الإنسان ، وإخضاعه للقدر الإلهي المشروط . فيكون بداء يجري في حدود الأقدار التي خلقها الله ، وليس خارجها . تجاوبا مع الإرادة التي من بها الله على الإنسان ليكون مسؤولا عن أفعاله .
وحتى لا أطيل في الكلام العقلي ، أود أن أقف على الآيات والمرويات التي تحدث عن البداء وهي كلها آيات قرآنية ظاهرها وباطنها تدل عليه ، كما أن المرويات كلها بسند أهل السنة والجماعة .
يقول تعالى : (كل يوم هو في شأن) .
ذكر الزمخشري : إن عبد الله بن طاهر دعا الحسين بن فضل وقال له :
أشكلت علي ثلاث آيات دعوتك لتكشفها لي . قوله تعالى كل يوم هو في شأن وقد صح أن القلم جف بما هو كائن إلى يوم القيامة .
فأجاب الحسين بقوله : كل يوم هو في شأن فإنها شؤون يبديها لا شؤون يبتدؤها) .
ويقول القرآن : (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) (الرعد / 39) .
وقوله : (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) (الأعراف 9)
وكان يونس (ع) قد أخبر قومه بعذاب (22) واقع ، غير أن الله بدا له في ذلك فلم ينزل عليهم العقاب .
وقال تعالى : (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين) (يونس 98) .

(22) - نفيس الطبري والدر المنثور للسيوطي .
لقد شيعني الحسين (ع) 403

وهذا البداء يتعلق بالقدر المشروط . والشرط هنا هو الإيمان .
أما الأحاديث فقد كثرت في هذا المجال :
ذكر الحاكم في مستدركه ، عن ثوبان قال : قال رسول الله : (لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر . وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) .
وورد في آثار أهل السنة إن عمر بن الخطاب كان يقول في الدعاء : اللهم إن كنت كتبت لي شقيا فامحه واكتب لي سعيدا (23).
وعلى هذا تكون عقيدة الشيعة في البداء ، هي نفسها عند السنة . إلا أن الأولين فهموها ، وضبطوا إيقاعها العقائدي . بينما جهلها أهل السنة واعتقدوها من دون وعي .
وخلاصة القول إن قدر الله على قسمين . الأول مطلق لا يطرأ عليه تغيير من الخارج .
وآخر مشروط بأفعال الناس . ومعرض للتغيير . غير أنه ليس تغييرا في العلم والعزيمة ، وإنما تغيير يجري بواسطة الأقدار المشروطة بفعل الناس ، ويتحولون بواسطتها من قدر إلى آخر والكل في فلك واحد . هو قدر الله الذي لا يلغي إرادة الإنسان في إتيان الأفعال أو تركها . وفي ذلك نلمس عقيدة العدل والاختيار .

(23) - أريد أن أجعلها نكتة للذين لا يضحون بالرجال في سبيل العقيدة التي يرون فيها الصحة ، لقد ذكر الرسول في أحد إن الله ما كان ليجعل كبد حمزة في جوف يدخل النار ، وهو جوف هند زوج أبي سفيان ، ثم يرى السنة أن هندا قد أسلمت وتدخل الجنة . وهند عين البداء ، والسنة هنا أمام خيارين : إما أن يؤمنوا بالبداء (وهم يؤمنون به عمليا) أو يكفروا إحدى الصحابيات .
لقد شيعني الحسين (ع) 404




لقد شيعني الحسين (ع) 405

وأخيرا

نخلص من هذه الرحلة السريعة ، القاسية . في رحاب المعتقد ، ومن تلك الجولة التاريخية الطويلة ، لنعلن أهمية الرجوع إلى أصل المعتقدات لإعادة بناء القناعة ، على أسس علمية دقيقة ، بعيدا عن ذوي (التقليد) إنني لم أتذوق حلاوة العقيدة ، إلا في ظل هذه الجولة وفي ضوء تلك الرحلة . عندما أوقفني البحث الطويل ، المضني ، على عتبة آل البيت النبوي ، الذين ظلمهم التاريخ - الأموي - ووضع بديلا عنهم ، نماذج وهمية ، كانت هي حقا ، سببا في تشتت الدين ضمن مذاهب متفرقة ، أدخلت المسلمين في فتن ضارية .
إن واجب الأمة في اقتفاء آثار آل البيت - الأئمة مطلب شرعي ، يستوي فيه الصحابة والتابعون ومن بعدهم ، غير أن غيرهم من الأئمة ، ليس هناك نص يفرض على الأمة الاقتداء بهم ، بل هم أنفسهم يعلنون ذلك . فهل بهذا التفريط ، والتسيب الشرعي ، تثبت الحجة على الناس . وإذا كان بعض أئمة الجماعة ، يعلن تمرده عن السابقين ، ويدعي إنهم رجال . . . فأولى باللاحقين أن يتمردوا على هؤلاء الأئمة . إنني كمسلم أبحث عن تكاليفي الشرعية ، ومصادرها تبين لي أني مشدود بالواجب إلى الأئمة من آل البيت (ع) مثلما شد الشرع الصحابة بهم من قبلنا ولكنني لم أر دليلا واحدا ينهض بوجوب اتباع غيرهم . . والأئمة الأربعة هم علماء لأهل السنة بلا شك ، ولكن هل وجوب اتباعهم ، يستند إلى نص صريح ، أو بناء عقلائي متين؟! . وعليه ، ما حكم

لقد شيعني الحسين (ع) 406

الذين أتوا قبل الأئمة الأربعة؟ من يتبعون وممن يأخذون الدين؟! .
ثم لماذا كانوا أربعة وليس أكثر؟ لماذا لا ينفتح باب الاجتهاد لغيرهم ليكونوا أكثر؟ هل ثمة نص محدد لذلك؟ .
الأئمة من آل البيت (ع) ثبتوا بالنص ، وبالعقل أيضا .
وتوضح لي أن سيف (ديموقليس) هو الذي أنزلها تنزيلا على عقول الناس .
ولما قادني بحثي إلى الإمام الصادق (ع) شعرت بأنني كنت طيلة حياتي مخدوعا بعظماء وهميين . إذ أن هذا العملاق المجهول الذي كان معلما لمئات من علماء هذه الأمة ، لم يوفه تاريخ (الجماعة) حقه ، بالرغم من أن الأئمة الأربعة أخذوا عنه .
وبالرغم من أن علماء السنة أنفسهم لم يكونوا يتقدمونه لعظيم مقامه . لكن التاريخ المزيف يقلب دائما تلك الصفحات ، في حركة بهلوانية مريعة وخاطفة ، فيبقى السؤال موجودا في ذهن الباحث ، ويخفت شيئا فشيئا ، فيتبدد .
لقد بقيت زمانا طويلا ، أربي نفسي على شئ واحد ، أن أكون شجاعا ، أن أكسب نفسية قوة لا تتأثر بمسبقاتها . وإنها - لعمري - أخطر ممارسة واجهتها ، لأن مجتمعا بكامله ، وبكل ثقله العرفي والثقافي والبشري ، كان ضد اتجاهي هذا .
غير أن الدعاء والتصميم والتفاني ، جعلني أتجاوز هذا المعوقات فهل تراني إذا طالب فتنة في لجج التاريخ؟ إن هذه هي العبارة التي طوقت ألوف المخلصين ، الجوعى إلى الحقيقة المقدسة ، في صفائها وشفافيتها التي افتقدناها في فكرنا وتراثنا لقد كنت دوما أتسأل حول ما إذا خرجت بنتيجة من هذه الرحلة المعتقدية!
وخشيت أن أكون مفلسا في ذلك ، راجعا بخفي حنين . كانت هذه الأسئلة ، جزءا من منهجي في تركيز المعتقدات وتمحيصها . وفي الأخير أثلج صدري ، أن أكون قد خرجت بقيم النجاة ، وسبل الرشاد ، لقد ألفيت نفسي في موكب البيت النبوي ، أسير وفق هداه ، وأسلك وفق خطاه ورأيت نفسي منفذا ، حقيقة لمطالب الإسلام . ووجدت نفسي ممارسا لحديث الثقلين ، إذ ما أن أذكر القرآن إلا وأذكرهم ، وما أذكرهم إلا وأذكر القرآن .

لقد شيعني الحسين (ع) 407

أصبح حبلهم بيدي ، متصلا بحبل القرآن . ترى ، أي زاد كنت سأخسر وأي المعاني كنت سأفقد! وهكذا دارت علي دائرة الشكوك ، ورأيتني منسجما مع عقيدة منسجمة ، من أولها إلى آخرها . وما أكثر تلك الأسئلة التي غاب عني حلها ، فألفيتها قارا في مدرسة آل البيت (ع) .
لقد خرجت من الضيق وشدته إلى سعة الحق ورحابته .
ومن غبش المعاني إلى الوضوح والجلاء .
وإنه لجدير أن أكشف عن مدى الفجاجة التي لمستها في كل المذاهب التي انفتحت عليها . لقد قادني التفكير إلى مراجعة كل معتقداتي .
وامتدت محاولاتي في البحث والتنقيب في كل المذاهب بل والديانات بما فيها الديانات الأسطورية . إنني حاكمت يوما نفسي في خلوتها . واشترطت عليها التجرد الكامل في البحث عن الحقيقة العليا .
عن (الله) الحقيقي . وعن وحيه الأخير! لقد انفتحت على الإنجيل باحثا فيه عما ما يشفي غليلي ، فرجعت أجر أذيال البؤس ويدي بيضاء من ذل السؤال .
إنني أنعى أن تكون عمتي الباحثة عن الحقيقة قد ضلت طريقها . وأحمل مذهب العامة مسؤولية بؤس عقيدتهم . أنعى أن يقودها (تبرير) مذهب الرأي إلى أن تلوذ ب‍ (شهود يهوه) أكثر انسجاما من مذهب العامة! .
وأنني أحمل مسؤولية الكثير ممن ضل عن الطريق ، هذا المذهب الذي ظل معرضا عن تقديم إجابات منطقية لا تناقض البديهة .
وكذلك سارت بي الراحلة ، من مذهب إلى آخر ، من دين إلى آخر ، أنقب ، أبحث فراوحت إلى حضيرة الثقلين . منبت الهداية ، وموطن الحق . . .

(1) إشارة إلى دوريات (شهود يهود) ، استيقظوا وبرج المراقبة .
لقد شيعني الحسين (ع) 408

سأقول للتاريخ مرة أخرى . إنني زاولت مسؤوليتي (العقلية) فرأيت الحق مأسورا خلف قضبان التحريف ، مقيدا على أعمدة التضليل . . .
فاللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
يا غاية أملي!!!


السابق السابق الفهرس