دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 1




دائرة المعارف الحسينية
ديوان
القـرن الاول
(الجزء الاول)


دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 2




دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 3


دائرة المعارف الحسينية

ديوان
القرن الأول

16/7/622 ـ 23/7/719 م
( الجزء الأول )

محمد صادق محمد
( الكرباسي )

المركز الحسيني للدراسات
لندن ـ المملكة المتحدة


دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 4


الطبعة الأولى
1414 هـ ـ 1994 م


دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 5

بسم الله الرحمن الرحيم(1)

الحمد لله وسلامٌ على عباده الذين اصطفى(2) آدمَ ونوحاً وآلَ إبراهيم وآلَ عمرانَ على العالمين ، ذريّة بعضها من بعضٍ واللهُ سميعٌ عليم(3) ، إنّه لقول رسول كريم(4) ، إني لكم رسولٌ أمين(5) ، أبلغكُم رسالات ربّي و(6) لا أسألكم عليه أجراً إلا المودّة في القربى(7) وآتِ ذا القُربى حقّه(8) ذلك خيرٌ للذين يُريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون(9) .

صدقَ الله(10) العليّ العظيم (11)


(1) سورة النمل ، آية : 30 .
(2) سورة النمل ، آية : 59 .
(3) سورة آل عمران ، آية : 33 ـ 34 .
(4) سورة الحاقة ، آية : 40 .
(5) سورة الشعراء ، آية : 107 .
(6) سورة الأعراف ، آية : 62 .
(7) سورة الشورى ، آية : 23 .
(8) سورة الأسراء ، آية : 26 .
(9) سورة الروم ، آية : 38 .
(10) سورة آل عمران ، آية : 95 .
(11) سورة البقرة ، آية : 255 .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 6

قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم :

« إن الحسين مصباح هدى
وسفينة نجاة
وإمام خير ويمن
وعز وفخر
وبحر علم وذخر »
(1)

وصدق رسوله الكريم

(1) عيون اخبار الرضا : 2/ 62 .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 7

مقدمة الناشر

وتمر الأيام والسنون.. ويرحل جيل تلو جيل .. والحسين باق أبداً شاهداً وشهيداً في ذاكرة التاريخ .. يرسم للأجيال خط الإباء ، والتضحية ، والصبر ، والجهاد ..
وليس هذا كلاماً عبثاً لا دليل له أوسند .. بل هو كلام تثبته وتؤيده تلك العبرات التي ما برحت تطلقها أحداق المحبين له كلما ذكروه .. أو كلما قرأوا أو سمعوا بعضاً من سيرته .
وأيضاً يثبته ويؤيده التاريخ ذاته .. بما تحتضنه صفحاته وتشرق به كلماته من تفاصيل نهضة الحسين .. ومواقف الحسين .. ومبادئ الحسين .. خطتها يراعات موالية وغير موالية ، بحثاً وتحليلاً ، ودراسة ، ومقطوعات من النثر ، وقصائد من الشعر .
الحسين مدرسة كبرى تبلور معاني الدين السامية ، وتربي براعم البشرية المتلهفة ، إنه حضارة متكاملة ، لم يعد حكراً على أهل بيته وأتباعه ، فللجميع حق التعرف عليه والتأسي به ، والتطلع إليه من منظاره الذي يرتضيه .
وما بين يديك عزيزي القارئ ، أو الباحث ، أو المؤلف ليس كتاباً فرداً عن الحسين عليه السلام .. بل جزء من موسوعة كبرى ودائرة معارف حسينية ، فاقت الثلاثمائة جزء حتى الآن .
وما هذه الموسوعة إلا محاولة جادة لإلقاء الضوء الكاشف على جوانب متعددة لهذه الشخصيـة الفذة فلقـد فرغ المؤلـف نفسه منذ مسـاء عاشـوراء 1408 هـ (1988 م) لتسجيل صورة شاملة عن جميع تلك الاتجاهات وقام بدراساتها من النواحي التاريخية والعلمية والأدبية والتراثية والسياسية وغيرها .

دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 8

والجزء الذي بين يديك عزيزي القارئ أو الباحث ليس الجزء الأول من الموسوعة ، بل هو أول الأجزاء التي بوشر بطباعتها ، وكان بود المؤلف أن يؤجل طباعته إلى أن تجهز كل الأجزاء لتطبع كلها دفعة واحدة ، لأجل أن يتمكن من إلحاق أي معلومة أو مادة ترد إليه أو يحصل عليها بالموسوعةفوراً ، تجنباً لاصدار ملحق أو مستدرك في حال كون الموسوعة قد طبعت بكاملها لكن المؤلف عدل عن رأيه هذا بعد طلب وإلحاح من الكثيرين ممن سمعوا بهذه الموسوعة ، وقرر المباشرة بالطبع .
والجدير بالذكر أن هذه الموسوعة مجموعة مؤلفات تجمعها شخصية الإمام الحسين عليه السلام والمؤلف لايزال يواصل العمل بها ليلاً ونهاراً ونحن بدورنا سنقوم بطباعة كل ماهو متكامل في موضوعه ولو جزئياً .

15 / رمضان / 1414 هـ
26 / شباط / 1994 م

دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 9


قسم

الحسين في الشعر العربي القريض


دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 10




دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 11

بسم الله الرحمن الرحيم

حمداً للبارئ كما حمد نفسه
وصلاة على نبيه كما خصه
وسلاماً على آله كما أراده

لندن
محمد صادق
شتاء
1414 هـ ـ 1994 م .



دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 12




دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 13

تمهيد

لعل أبدع ما خلقه الله هو الإنسان (1)
ولعل أبدع ما أنعم عليه هو البيان(2)
ولعل أبدع ما في البيان هو الشعر (3)
وإن لم يكن للشعر ميزة إلا الخلود لكفى في فضله على النثر ، ومن هذا المنطلق أفردت للشعر مجلدات عرفت بالدواوين وفاقت على مجلدات الخطب النثرية بكثير .
وما هذا الذي بين يديك إلا إحدى تلك الدواوين الشعرية التي جمعت في ظل شخصية الإمام أبي الاحرار عليه السلام وفي إطار نهضته المباركة خلال القرن الأول للهجرة النبوية الشريفة .
وستلي هذه المجموعة دواوين أخرى تحزم كل باقة منها بحزام قرن من القرون المتعاقبة عليه وقد تميز القرن الأول هذا عن سائر القرون بأنه احتضن واقعة الطف الحزينة التي تركت آثاراً متعددة الجوانب في نفوس الشيعة بل المسلمين جميعاً أبرزها أن عرق الجهاد لم يفارق جبينها منذ أن صرع قائد نهضتها ، وظلت تعيش بقلب الولاء وتتنفس برئة الخوف والاضطهاد تتحين الفرص لأخذ ثأرها من الظالمين والغاصبين وتسقي شجرة

(1) كما قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام :
وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
ديوان أمير المؤمنين جمع السيد محسن الأمين : 76 .
(2) لقوله تعالى : « خلق الإنسان ، علمه البيان » ( الرحمن : 3و4 ).
(3) لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم :« إن من البيان لسحراً وإن من الشعر لحكمة » . ( الأدب الديني : 148 ) .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 14

النهضة التي غرسها إمامها بدماء أوداجها لتسري نسوغ الحياة في أغصانها وأوراقها ، مستثمرة بقاء روح الإسلام نابضاً عبر القرون ، متحدية الطغاة ذوي شهوة القمع والإجرام .
وفي ظل ظروف القمع والإبادة هذه تمكنت من فتح نوافذ مستقيمة وملتوية لتستنشق نسيم الحرية والإباء وتتنفس الصعداء ، وربما عانقت الكرامةواحتضنت الشهادة لتعيش الخلود وتسمو على الشعوب .
وللشعر أرضية خصبة للترفيه عن النفس وإعطاء صورة تكشف الحقيقة التي عايشها أنصار الحرية وطلاب الكرامة من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام فعبرت تارة عن حزنها العميق المتأصل فيها بعد معركة الكرامة بكربلاء ، وصورت تارة أخرى واقعها المليء بالأحداث نتيجة حركاتها التصحيحية لإعادة الإسلام بإتجاه مسيره الأصيل .
لقد شق النور في هذا القرن ورسم التاريخ بحاجبيه كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء ، ومنذ ذلك استمرت عاشوراء وتوسعت رقعة كربلاء فكسر بذلك طوق الزمان وسور المكان .
وهذا الديوان ـ وما يتبعه من دواوين ـ كفيل ببيان هذه الحقيقة المرة .
وأما بخصوص ديواننا هذا فيبدو واضحاً لمن اطلع عليه وجود بعض الملاحظات التي لابد من الإشارة إليها وهي كالتالي :
1ـ قلة نظم الشعر خلال القرن الأول في الإمام عليه السلام رغم أن ولادته المباركة (1) واستشهاده المأساوي (2) وقعا فيه .
2ـ عدم احتلال القصيدة موقعها ، بل احتلت المقطوعات الشعرية الصدارة دونها .
3 ـ غلبة الرجز على مجمل الديوان (3).

(1) كانت ولادة الإمام الحسين عليه السلام في الثالث من شعبان عام 4 للهجرة .
(2) كان استشهاده في العاشر من محرم عام 61 هـ .
(3) راجع مقدمة أبواب الشعر باب تطور الشعر الحسيني من الموسوعة .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 15

4ـ وجود بعض الأبيات التي أساءت إلى الإمام أبي عبد الله عليه السلام ونهضته المباركة .
5ـ اختفاء شعر الإمام أبي الاحرار عليه السلام عن سطور هذا الديوان .
6ـ ظهور بعض العينات التي دون المستوى .
ويعزى السبب في الأول إلى الأمورالتالية :
أ ـ كساد سوق الشعر منذ ظهور الإسلام وبالأخص الديني منه للأسباب التي أوضحناها في محله (1).
ب ـ اضطهاد أهل البيت عليهم السلام ومن والاهم والتي آلت إلى استشهاد إمام العدالة علي عليه السلام (2)وسيد المصلحين الحسن عليه السلام (3) وأبي الأحرار الحسين عليه السلام ، وقد كانت السلطات الأموية وحلفاؤها تحارب الموالين بشتى الوسائل المتاحة لها للقضاء على مدرسة أهل البيت عليهم السلام بل وعلى ذكرهم أيضاً ـ وقد بينا ذلك في محله(4) ـ مما لم يدع مجالاً للأديب الموالي أو الشاعر غير المنحاز إلى أن يصب نفثات قلبه في صيغ شعرية ، ولعل هناك الكثير ممن نظم في ذلك وأخفاه مخافة القتل والتنكيل والسجن والتعذيب .
ج ـ بعد عصرنا عن تلك العصور وصعوبة نبش بطون المكتبات المندرسة والكتب المغتالة على أيدي أبطال الحقد والكراهية وجلاوزة سلاطين الجرم والنكاية .
وأما الشيء الذي يمكن أن يكون سبباً في قلة القصائد الحسينية في هذا القرن فلعله بعض الأسباب التي ذكرناها في البند الأول مضافاً إلى عامة وضع الشعر في هذا القرن .
وأما قصة المقطوعات الرجزية (5) فقد كان من عادة تلك القرون

(1) راجع مقدمة باب الشعر من الموسوعة .
(2) استشهد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في 21 / رمضان / 40 هـ .
(3) استشهد الإمام الحسن عليه السلام في 7 / صفر / 50 هـ .
(4) راجع باب السياسة ودورها في النهضة من الموسوعة .
(5) ولا يخفى أن الرجز وإن إبتذل في السوق الشعري إلا أنه بإجماع النقاد والأدباء =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 16

استخدام الشعر كوسيلة للحماس في الحروب ولسرعة السير بالجمال ولكن لكل لحنه الخاص به فالحماسي للحرب والحدي للسير ، وقد احتلت الموسيقى منذ زمن غير بعيد مكان الحماسي والحدي ، ولكن الجوهر في كلتا الفترتين واحد إلا أن في الأول زيادة تحكم للمنطق على الهوى ، وبما أن معركة عاشوراء (1) ، وعين الوردة(2) ، والخازر (3) كانت في هذا القرن وفي كلها استخدم الرجز بشكل رئيسي فقد طغت على الديوان ظاهرة الرجز .
وأما وجود بعض الأبيات المناوئة للإمام الحسين عليه السلام فلأجل تعهدنا بذكر كل ما له ارتباط بالإمام عليه السلام أو نهضته المباركة ، وسرد أمثال هذه العينات لا يرجع بمردوده إلا على ناظمه الذي ينتمي إلى مدرسة الظلم ومذهب الإرهاب ويكشف عن مدى مظلومية الحق ومن وراؤه ، وهذه الأبيات القليلة لم تتجاوز هذا القرن حيث لم نعثر على مقطوعة مناوئة في القرون المتعافية على القرن الأول وذلك لأن هذا القرن كان عصر الصراع المباشر بين الإمام عليه السلام والأموية البغيضة ، فبروز مثل هذه الأبيات أقل بكثير من الطبيعي .
وأما عن اختفاء شعر سبط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من هذا الديوان فلأننا قد خصصنا للشعر المنسوب إليه ديواناً مستقلاً وسجلنا فيه كلما نسب إليه سواء الذي كان في سبيل نهضته أم في أغراض أخرى ، وبما أننا لم نشأ أن يقع التكرار في موسوعتنا احترزنا من تثبيت ما خص من شعره بنهضته المباركة هنا .

= أقدم الأوزان العربية بل هو أساس الشعر العربي فلذلك له أهميته التاريخية وربما أراد البعض القول بأن الرجز ليس من الأوزان الأصلية بل نشأ عندالعرب بسبب تأثرهم باليونان ولكن التحقيق يأبى ذلك وإن وجد عند اليونان الوزن المعروف عندهم بالايامبي ، وهو ذو شبه تام مع الرجز . ( راجع تاريخ الأدب العربي لعمر فروخ : 1/ 85 ) .
(1) وقعت معركة عاشوراء في العاشر من محرم عام 61 هـ بكربلاء بين الإمام الحسين وأنصاره من جهة وبين جيش يزيد من جهة أخرى .
(2) وقعت معركة عين الوردة في 22/ جمادى الأولى عام 65 هـ بعين الوردة بين التوابين وبين جيش الشام .
(3) وقعت معركة الخازرفي 10 / محرم عام 67 هـ بالخازر بين جيش المختار وابن الأشتر وبين جيش الشام .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 17

وأما ظهور بعض المقطوعات غير اللائقة بالديوان من حيث مستواها الأدبي أو مضامينها الركيكة ، فلالتزامنا بسرد كل ما يرتبط بالإمام عليه السلام ونهضته المباركة وحتى لا يكون إجحافاً أشرنا إلى ذلك في الهامش جمعاً للحقين .
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الأشعار التي نسبت إلى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام والإمام زين العابدين عليهالسلام والسيدة زينب وأم كلثوم وما سيأتي في القرن الثاني إنما هي مجرد نسبة لا غير وإلا فإن الكثير منها ليس فيها مقومات تجعلها في مصاف شعر أئمة البلاغة وسادات الفصاحة علي عليه السلام وبنيه عليهم السلام وهؤلاء النخبة التي عجز البلغاء من مجاراتهم وخاب الشعراء في مناجزتهم لا يتصور أن ينشؤوا مثل هذه المقطوعات ، فضلاً عن أن بعضها مما لا يصدر عمن هو أقل منهم شأناً وأدنى منهم منزلة .
إن الذي يجول في أزقة التاريخ ويحلق في أخبار العرب يجد أن كلامهم فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق فهذا نهج البلاغة الذي أجمع البلغاء على فصاحته ، وهذه خطبة الزهراء عليها السلام التي احتجت بها على الصحابة ، وتلك خطب السجاد عليه السلام وعماته وأخواته التي أذهلت العقول وأشخصت العيون لدى إلقائها (1) وشهد لهم الحكام والولاة بأنهم من أهل بيت لا يضاهيهم في البلاغة والفصاحة أحد (2).
إذاً في مثل هذا الحال لا بد من القول بأن بعض هذه المقطوعات الشعرية دخيل ولعله كان من إنشاء المؤرخين والرواة على سبيل لسان الحال

(1) في البحار : 45 / 108 قال بشير بن حزيم الأسدي : « ونظرت إلى زينب بنت علي عليه السلام يومئذ ولم أر والله خفرة قط أنطق منها كأنما تفرغ عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وقد اومأت إلى الناس أن اسكتوا فارتدت الأنفاس وسكنت الأجراس ..ثم يقول : فوالله لقد رأيت الناس يومئذ حيارى .. ورأيت شيخاً يقول : بأبي أنتم وأمي كهولكم خير الكهول وشبابكم خير الشباب ونساؤكم خير النساء ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى « . وقول ابن زياد فيها كما في البحار : 45 / 116 : « هذه سجاعة ، ولعمري لقد كان أبوك سجاعاً شاعراً » .
(2) راجع باب السيرة من هذه الموسوعة : فصل الأسرى في الكوفة والشام .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 18

ثم اندرج في أقوالهم وإنشائهم ، وأما السبب في إثبات أمثاله في الديوان فلالتزامنا بإثبات كل ما ورد في الإمام الحسين عليه السلام أولاً ولدرجها بالشكل المنقول للأمانة التاريخية ثانياً ، ولكنا لم نترك التعليق عليه في الهامش ولو بالإيجاز (1) .
ومن الجدير بالذكر أنه ورد عدد من المقطوعات الشعرية في هذا الديوان باسم الأعرابي ، فلا بد من الإشارة إلى أننا لم نتمكن من التعرف على شخصياتهم ولا تحديد تواريخ وفياتهم حيث جاء ذكرهم في الروايات والمصارد باسم الأعرابي فقط وقد بذلنا جهداً كبيراث للكشف عن شخصياتهم دون جدوى ولكن الذي تم معرفته تغاير هذه الشخصيات وتعددها التي صدرت منها هذه المقطوعات فلأجل ذلك أعطينا كلاً منهم رقماً بغرض التحديد ، وبالطبع هذه الأرقام لا تعبر عن تحديد عصورهم وترتيبها حسب الأرقام .
وهناك ملاحظاات أخرى(2) لابد لجامع الديوان أن يذكرها في المقدمة إلا أننا صرفنا النظر عنها هنا لإثباتها في مجلد خاص اعتبرناها كمقدمة لقسم الأشعار لوجود القاسم المشترك بين سائر القرون ، والتكرار معيب إلا لدى الضرورة فالرجاء الإطلاع عليها .
هذا ونرجو من القارئ الكريم أن يحسن الظن ويولي الصفح ولا يصحر به التفكير في متاهات بعيدة ومذاهب فجة ، حيث لم نرد إلا الإسهام في خدمة تراثنا الأصيل ، ولم يكن رائدنا غير إقرار الواقع وتقرير الحقيقة وأداء الأمانة التاريخية ولا ندعي أننا أهل لذلك ولكننا نحب المساهمة في هذا المضمار بمقتضى قولهم : « أحب الصالحين ولست منهم » .
هذا ونرجو من الله التوفيق والعون على إكمال المسيرة ، كما نأمل من الإخوان إسداء النصح والإرشاد للسير نحو الأفضل إن شاء الله تعالى .

(1) وللتفصيل يراجع مقدمة ديوان الإمام الحسين عليه السلام من هذه الموسوعة .
(2) من حيث الترتيب والتحقيق ومصادر التخريج إلى دراسة الشعر عبر القرون ومقارنته .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 19


قافية الهمزة


دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 20




دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 21

الهمزة المضمومة
(1)
قتلى بالطف (*)

أربعة أبيات من الخفيف (**):
1ـ كيف نومي على الفراش ولما تشمل الشام غارة شعـواء
2ـ تذهل الشيخ عـن بنيه وتبدي عن براها العقيلة العـذراء
3ـ أنا عنكـم بني أميـة مـزور وأنتـم في نفسي الأعـداء
4ـ إن قتلى بالطف قـد أوجعتني كان منكـم لـئن قتلتم شفاء

(*) الأبيات نهاية قصيدة لعبيد الله بن قيس الرقيات المتوفى سنة 75 هـ وهي في مدح مصعب بن الزبير يفتخر بقريش مطلعها :
أقفرت بعد عبد شمس كداء فكـدي فالركـن فالـبطحاء
(**) ديوان عبيد الله بن قيس الرقيات : 95 مقطوعة رقم 39 .
(1) هذا البيت هو السابع والخمسون من القصيدة ، وقيل إنه منسوب إلى محمد بن الجهم صاحب الفراء .
في نسخة : « يشمل » بالياء بدلاً من التاء .
الشعواء : المنتشرة كناية عن عظمتها وسعتها .
(2) في نسخة : «عن خدام العقيلة».
قيل إن البيت منسوب لمحمد بن الجهم .
البرى : الخلاخيل ، وواحدتها برة ، والمعنى : إن النساء يكشفن عن خلاخيلهن وسيقانهن أثناء الهرب حين وقوع الفزع .
(3) مزور : مائل ، مفارق ، مباعد .
(4) أراد بقتلى الطف : الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأنصاره .
في نسخة: «كان فيكم لمن».

الفهرس التالي التالي