دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 54

5ـ وعنـد غني قطرة مـن دمائنا سنطلبها يومـا بها حيث حلت
6ـ فـلا يبعد الله الديـار وأهلهـا وإن أصبحت منهم برغم تخلت
7ـ فإن قتيل الطف مـن آل هاشم أذل رقـاب المسلمين فذلـت
8ـ وقد أعولت تبكي السماء لفقده وأنجمهـا ناحت عليه وصلت
9ـ فإن تتبعوه عائذ البيت تصبحوا كعاد تعامت عن هداها فضلت


(5) غني : حي من غطفان ، نسبة إلى غني بن أعصر بن سعيد بن قيس عيلان بن مضر ومن هذه القبيلة عقبة الغنوي قاتل أبي بكر بن الحسن بن علي عليه السلام والذي عناه الشاعر في هذا البيت .
قوله :« من دمائنا » : النسبة إلى نفسه باعتبار انقطاعه إلى أهل البيت عليه السلام وانتسابه إليهم من باب المتابعة . في الناسخ :« سنطلبهم » وفي الأعيان :« سنجزيهم » وفي الناسخ : « سنطلبهم .. حيث ولت » وفي الأنساب :« سنجزيهم يوما ».
(6) في الحسن والحسين والجوهرة :« فلا يبعد الله البيوت ».
في البحار والناسخ : « بزعمي » بالزاي المعجمة ، وفي المقاتل :« برغمي » بالراء المهملة ، وفي الأعيان :« وإن أصبحت من أهلها قد تخلت » .
الرغم : الكره .
تخلت : أي خلت من ساكنيها .
(7) في المنتخب : « الا إن قتل السبط من آل هاشم» وفي المعجم واللهوف والبحار : « ألا إن قتلى الطف من آل هاشم» وقتيل الطف : هو الإمام الحسين عليه السلام . وفي الجوهرة « وإن قتيل » وفي اللهوف والبحار : «ذلت ركاب . . . » وفي الحسن والحسين والأعيان عن التهذيب و التذكرة والكنى والجوهرة : « أذل رقابا من قريش » . يريد بإذلال الرقاب : أنهم سوف لايرعوون عن قتل قرشي أو مسلم بعد قتل الإمام الحسين عليه السلام .
(8) في الناسخ : 4/ 136 : « تبكي النساء» وفي بعض المصادر : « وأنجمنا » ويصح على سبيل الكناية . وجاء في الحسن والحسين :« وأنجمها » وفي مقتل الخوارزمي : « وقد طفقت تبكي السماء . . وأنجمها ناحت عليه وحنت » . وفي بعض نسخ العوالم :« تبكي النساء وانجما » . وفي بعضها الاخر : « وقد اقبلت » وفي اخرى : « وقد اعبلت تبكي » وفي الينابيع : « وقد أبصرت تبكي السماء » .
أعول : رفع صوته بالبكاء والصياح .
(9) عائذ البيت : عبد الله بن الزبير .
تعامى : أظهر من نفسه العمى ، وهنا : تغافل وتجاهل . والمراد : أنكم ياقتلة الإمام الحسين عليه السلام ان اتبعتموه بقتل ابن الزبير ضللتم كما ضلت عاد ، وهي قبيلة عاد =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 55

10 ـ فليت الذي أهوى إليه بسيفـه أصاب بـه يمنى يديـه فشلت
11ـ حبيب رسول الله لم يك فاحشا أبانت مصيبتك الأنوف وجلت


= ابن عوص بن إرم بن سام بن نوح التي عصت النبي هود عليه السلام فأهلكها الله .
(10) أهوى بالشيء : أومأ به ، وأهويت له بالسيف فأطرت أرنبة أنفه .
(11) أبان : فصل . وفي العجز خبن ، ولا وجه للخطاب ، فلو قال : « أبانت رزاياه » سلم من الاثنين .
أبان الشيء : قطعه . وفي الناسخ : « مصيبتك الأنام » .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 56

(17)
سليل المطهرين (*)

تسعة أبيات من الخفيف (**) :
1ـ أصبـح الملك عالي الدرجات بـكـرام وسـادة وحـمـاة
2ـ ياسليل المطهرين من الرجـ ـس ويا رأس منبر الحاجات
3 ـ لك أعني خليفة الله ذا المجـ د والجود والفضل والكرامات
4ـ أي دهـر أظـلنـا أي دهـر قد غصنا بالموت والنكبـات


(*) الأبيات لسديف بن إسماعيل (بن ميمون ) المكي المتوفى عام 146 هـ أنشأها بحضرة عبد الله بن محمد السفاح المتوفى عام 136 هـ وهو بالحيرة وعنده جماعة من الأمويين وذلك بعدما استتب له الأمر ، ويحرض فيها السفاح على أخذ ثأر آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم منهم وسياتي أنه أنشده القصيدة التي مطلعها :
أصبح الملك ثابت الأسـاس بالبهاليل من بني العبـاس
وهناك من يقول : إن الأمويين أجتمعوا عند أمير السفاح وهو عبد الله بن علي العباس المتوفى عام 146 هـ بالشام .
(**) معالي السبطين : 2/ 267 .
(1) حامى عنه : منع ودافع عنه ، والحماة جمع الحامي ، وهو الأسد لحمايته .
(2) السليل : الولد .
الرجس : القذر . والمطهرون من الرجس هم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وفيهم نزلت آية التطهير : « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً » [الأحزاب : 33 ] ولايخفى أن السفاح ليس سليلا لهم ، فقول الشاعر ليس بصحيح ، إلا إذا قيل إن السليل يشمل الأقرباء من باب التسامح .
رأس منبر الحاجات : أي رأس منبر قضاء الحاجات وعلمها الذي يقصد .
(3) المجد : العز والرفعة .
قوله :« الكرامات » خرج به عن تفعيلة القصيدة ، فأربك وزن العجز .
(4) غصنا : كذا في المصدر ، والصحيح :« غصصنا » .
النكبة : المصيبة .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 57

5ـ غدرونـا بنـو أميـة حتـى لبس الجسم منـهم سقمـات
6ـ واستباحـوا دمـاءنا وسبينـا ورمينـا بـالذل والنقمـات
7ـ أين زيد وأين عون ومن حـ ـل ثاويـا بأرض الفـرات
8ـ والإمام الذي بحـران أضحى ثاويـا في مهـامـه وفـلاة
9ـ كيف أسلـو وقد أبيدوا جميعا لا رعى الله من سعى بالشتات


(5) غدرونا : لو قال :« غدرتنا » كان أسلم ، ليتجنب تكرار الفاعل لفعل واحد ، وما هنا صحيح على لغة« قتلوني البراغيث » .
السقم : المرض ، والسقمة : المرة منه ، والجمع سقمات ، كرحمة ورحمات .
(6) النقمات : جمع نقمة ، وهو الاسم من الانتقام .
(7) زيد : هو زيد الشهيد ابن الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام الذي استشهد ثم نبش قبره وصلب مصلوبا بالكناسة أربع سنين ثم أحرق وذري .
عون : هو ابن عبد الله بن جعفر المستشهد بكربلاء سنة 61 هـ .
حل المكان : نزل فيه .
ثوى المكان وفيه : أقام ، وثوى الرجل : مات ، والمراد به : الإمام الحسين عليه السلام .
ولاشك في وجود سقط في البيت ولعل الصحيح : « . . ومن حل كريما ثوى بأرض الفرات » .
(8) حران : بلد في الجزيرة شمال الشام ، والإمام الذي أصيب بها هو إبراهيم بن محمد ابن علي صاحب الدعوة العباسية والذي قتل عام 131 هـ .
المهامه : جمع مهمه ومهمهة ، وهي المفازة البعيدة .
الفلاة : الصحراء الواسعة .
(9) سلا الشيء : نسيه ، وطابت نفسه عن ذكره وهجره .
أباده : أهلكه .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 58

(18)
ليبكِ على الإسلام (*)

أحد عشر بيتا من الطويل (**) :
1ـ ليبكِ على الإسلام من كـان باكيا فقد ضيعت أحكامـه واستحلت
2ـ غـداة حسـين للرمـاح دريئـة وقد نهلت منه السيـوف وعلت
3ـ و غودر في الصحراء شلوا مبددا عليه عناق الطيـر باتت وظلت
4ـ فما نصرتـه أمة السـوء إذ دعا لقد طاشت الأحلام منها وضلت


(*) الأبيات لجعفر بن عفان الطائي المتوفى حدود عام 150 هـ رثى بها الإمام الحسين عليه السلام .
(**) ناسخ التواريخ : 4/ 229 ، البحار : 45 / 286 ، أعيان الشيعة : 4/ 128 ، الدر النضيد : 59 ، المنتخب لفخر الدين الطريحي : 84 ، أدب الطف : 1/ 192 ، مقتل الحسين لبحر العلوم : 261 مقتل الحسين للخوارزمي : 2/ 144 ، عوالم العلوم : 583 .
(1) إن البكاء على الإسلام في قتل الإمام الحسين عليه السلام له جهات عديدة لعل من أبرزها : أـ انتهاك شرعة السماء والقوانين الإسلامية . ب ـ القضاء على حاميها والمحافظ عليها والذي من أجل ذلك كانت نهضته المباركة .
(2) في بعض المصادر : « دوية » وهو تصحيف « درية » . الدريئة : حلقة يتعلم عليها الطعن . في العوالم « ذرية » وهو تصحيف . نهلت الإبل : شربت أول الشرب . عل : شرب ثانيا وتباعا .
(3) الشلو : الجسد في الأعيان والأدب والناسخ :« لحما » وما أثبتناه أبلغ .
بدد الشيء : فرقه .
عناق الطير : من الجوارح الصائدة ، والعنقاء : العقاب في الأعيان والد :« عتاق » بنقطتين .
في أدب الطف ومقتل الخوارزمي : « باتت » .
(4) طاش : خف ونزق ، ذهب عقله .
الأحلام : جمع حلم ، وهو العقل .
ضل : حار عن الحق أو الدين .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 59

5ـ ألا بـل محـوا أنـوارهم بأكفهم فـلا سلمت تلك الأكـف وشلت
6ـ و نـاداهـم جهـرا بحـق محمد فإن ابنـه من نفسـه حيث حلت
7ـ فما حفظوا قرب الرسول ولارعوا و زلـت بهم أقدامهم واسـتزلت
8ـ أذاقتـه حـر القتـل أمـة جـده هفت نعلهـا في كربـلاء وزلت
9ـ فـلا قـدس الرحمـن أمـة جده وإن هي صامـت للإله وصلت
10ـ كما فجعت بنت الرسـول بنسلها وكانوا كماة الحرب حين استقلت


(5) في مقتل الخوارزمي :« بلى قد محوا » وفي المنتخب : « ولكن محوا » .
في مقتل بحر العلوم : « فتبت أكف الظالمين وشلت » .
(6) في مقتل الخوارزمي :« وذكرهم جهدا» وفي الأعيان : « وناداهم جهدا» وفي العوالم : في نسخة :« وناداهم جهرا أنا ابن محمد » .
(7) في مقتل بحر العلوم : « وما حفظت قرب النبي ولارعت » .
زل : زلق ، وزل عن الحق : انحرف ، وهو المراد .
(8) هفا الرجل : زل ، والهفوة : الزلة والسقطة . في نسخة من العوالم :« هفت فعلها » .
(9) في مقتل الخوارزمي : «فلا قدس الرحمان منها نفوسها » .
وجاء في الحديث عن الباقر عليه السلام :« بني الإسلام على خمس : على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ، ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية » وسائل الشيعة : 1/ 18 .
وفي بعض الروايات عن الصادق عليه السلام : « ولاتنفع واحدة منها إلا بصاحبتها » الوسائل : 1/ 16 . وفي مستدرك الوسائل : 1/ 74 عن الحسن أو علي عليهما السلام « فعمل الناس بأربع واستخفوا بالخامسة والله لايستكملوا الأربع حتى يستكملوها بالخامسة » .
(10) في رجال الكشي ومنتهى المقال لأبي علي الحائري أنه روى الشحام قال : كنا عند أبي عبد الله الصادق عليه السلام و نحن جماعة من الكوفيين ، فدخل جعفر بن عفان الطائي على ابي عبد الله فقربه وأدناه ثم قال : ياجعفر قال : لبيك جعلني الله فداك ، قال : بلغني أنك تقول الشعر في الحسين عليه السلام وتجيد ؟ فقال له : نعم جعلني الله فداك فقال : قل ، فأنشده . . . الأبيات .
فبكى الإمام عليه السلام ومن حوله حتى صارت الدموع على وجهه ولحيته ثم قال : « يا جعفر والله لقد شهدت الملائكة المقربون هاهنا وانهم لهاهنا يسمعون قولك في الحسين ، ولقد بكوا كما بكينا وأكثر ، ولقد أوجب الله تعالى لك ياجعفر في ساعتك الجنة وغفر لك ـ ثم قال ـ : ألا أزيدك» ؟ قال : نعم ياسيدي قال عليه السلام : ما من أحد قال في الحسين شعرا فبكى وأبكى به إلا أوجب الله له الجنة وغفر له » . =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 60

11ـ وكانوا سرورا ثم عادوا رزية لقد عظمت تـلك الرزايا وجلت



= الكماة : جمع كمي ، وهو الشجاع .
استقلت الشمس في السماء : ارتفعت ، استقلته الرعدة : أصابته ، وأراد هنا قيام الحرب وارتفاع عجاجتها .
جاء في مقتل الخوارزمي :« كما أفجعت » .
(11) هذا البيت من إضافات الخوارزمي .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 61

(19)
تبكي العيون (*)

أربعة عشر بيتا من البسيط (**) :
1ـ تبكي العيون لركن الدين حين وهى و للرزايا العظيمـات الجليلات
2ـ هل لامرئ عاذر في خزن أدمعـه بعد الحسـين وسبي الفاطميات
3ـ ام هـل لمكـتئب حـران أفـقده لذاذة العيش تكـرار الفجيعـات
4ـ قضت على آل خيـر الخلق كلهم وهم غياث البرايا في الملمـات


(*) الأبيات من قصيدة لجعفر بن عفان الطائي المتوفى حدود عام 150 هـ رثى بها الإمام الحسين عليه السلام وقد ذكر الخوارزمي والمجلسي : أن القصيدة طويلة انتخبا منها هذه الأبيات ، ولعل القصيدة باجمعها في الإمام الحسين عليه السلام .
(**) مقتل الحسين للخوارزمي : 2/ 145 ، بحار الأنوار : 45 / 287 ، عوالم العلوم : 583 ، ناسخ التواريخ : 4/ 230 .
(1) في البحار والعوالم :« بكى الحسين ».
في نسخة من العوالم :« خير» بدل«حين » . وهي الحائط : سقط .
الرزية : المصيبة العظيمة .
في البحار والناسخ : « وللأمور العظيمات » .
(2) عاذر : أي هل للمرء من يعذره على خزن أدمعه في البحار : « حزن دمعته» وما أثبتناه الصحيح .
في البحار : « ومسبى الفاطميات » .
(3) اكتأب : كان في غم وسوء حال وانكسار من حزن . في نسخة في العوالم :« لمكتسب » .
الحران : الشديد العطش .
في البحار : « فقده » ، وفي الناسخ : « أم هل لمكتئب من أجل فقدته » .
(4) هذا البيت لم يرد في الناسخ والبحار .
الغياث : ما أغثت به المضطر من طعام أو نجدة .
البرايا : جمع البرية ، وهم الخلق .
الملمة : النازلة الشديدة من نوازل الدنيا .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 62

5ـ مثل النجوم الدراري يستضاء بها إن غاب نجم بـدا نجم لميـقات
6ـ ياأمة السـوء هاتـوا ماحجاجكم إذا بـرزتم لجبـار السمـاوات
7ـ و أحمد خصمكـم والله منصفـه إن قال في جمعكم دون المحاباة
8ـ ألـم أبيـن لكم مـافيـه رشدكم من الحلال ومن ترك الخطيئات
9ـ فمـا صنعتـم أضل الله سـعيكم فيما عهدت إليكم من وصيـاتي
10ـ أمـا بني فمقتـول و مـكتبـل وهارب في رؤوس المشمخرات
11ـ و قد أخفتم بناتي بين أظهركـم مـاذا اردتم شقيتم مـن بنياتي
12ـ ينقلـن مـن عند جبار يؤنبهـا لآخـر مثلـه نقـل السبيـات


(5) في البحار : « الذراري في مراتبها »وفي نسخة في العوالم : « الدواري » . در السراج : أضاء ، وكوكب دري : ثاقب وضيء كالدر ، والجمع : الدراري . وفي الآية الشريفة :« مثل نور كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري » [ النور : 35 ] .
الميقات : الوقت ، والموعد .
(6) برز : خرج إلى الفضاء ، والمراد : الوقوف بين يدي الله سبحانه يوم القيامة . وفي الآية الشريفة : « وبرزوا لله الواحد القهار » [ إبراهيم : 48 ] .
(7) في البحار :« بالحق والعدل منه لا المحاباة» . حابى الرجل : نصره ، وحابى القاضي زيدا في الحكم : مال إليه منحرفا عن العدل .
(8) في البحار :« ترك الخبيثات » .
(9) في البحار : « في وصايات» .
(10) في البحار : « فمقتول ومكبول» وبه يختل الوزن ، وفي نسخة في العوالم : « مكبل» وبه يختل الوزن أيضا .
اكتبل الأسير : قيده .
اشمخر الجبل : كان عاليا .
(11) بين أظهركم : وسطكم وفي معظمكم .
في البحار :«شفيتم » وما أثبتناه أبلغ .
(12) في البحار : « جبار يعاهده ، إلى جبابر أمثال السبيات» .
أنبه : عنفه ولامه .
لآخر : الأصل فيها عدم الصرف والتنوين للضرورة .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 63

13ـ أكـان هذا جزائي لاأبـا لـكم في أقربائي و في أهل الحريمات
14ـ ردوا الجحيم فحلـوها بسعيكم ثـم أخلدوا في عقوبـات أليمات



(13) هذا البيت والذي بعده وردا في الناسخ والبحار . لا أب لك : كلمة تقال مدحا أو ذما ، والمراد الأخير .
في البحار : « الحرمات» ولا يستقيم معه الوزن . الحريم : ما يدافع عنه الرجل ، ومنه سميت نساء الرجل حريمه ولعله أراد أهل الحرمة .
(14) ورد الماء : صار إليه والمراد دخول الجحيم .
حل المكان : نزل فيه .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 64

(20)
سبطان (*)

وهي أربعة أبيات من البسيط (**) :
1ـ سبطان أمهمـا الزهـراء منجبـة سـادت نسـاء جميـع العالميـات
2ـ ابن الرسـول الذي جلت فضائلـه إن عدد الفضل عن وصف المقالات
3ـ و ابنا الوصي الذي كانت ولايتـه حتمـا مـن الله في تنزيـل آيـات
4ـ أولاك من آدم في بـيـت معلـوة تـواضعت عنـده كـل البيوتـات


(*) الأبيات لإسماعيل بن محمد الحميري المتوفى عام 178 هـ أنشأها في مدح الإمامين الهمامين السبطين الحسن والحسين عليهم السلام .
(**) أعيان الشيعة : 3/ 421 ، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 3/ 386 .
(1) في المناقب :« منتجبة » ولا يستقيم معه الوزن . والمنجبة : التي ولدت النجباء . والصحيح أن يقول : « نساء العالمين » إلا إذا قيل أن العالميات صفة للنساء ، وفيه تكلف وبعد ، أو يقال : إن كلامه حجة إذ كان ضمن الفترة التي اعتبر فيها كلام العرب حجة .
وقد جاء في حديث طويل رواه الأصحاب عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لفاطمة الزهراء عليها السلام : « ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين » ـ حلية الأولياء : 2/ 29 .
(2) جل : عظم .
(3) الوصي : هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب والسنة ، فأما آيات الكتاب فمن أبرزها قوله تعالى « إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون » [ المائدة : 55 ] وأما السنة فالروايات كثيرة وأشهرها قوله صلى الله عليه وآله وسلم :« من كنت مولاه فهذا علي مولاه » .
(4) قوله أولاك من آدم : لعله إشارة إلى ما رواه المفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام في حديث طويل يقول فيه : « إن الله خلق الارواح قبل الاجساد فجعل اعلاها وأشرفها أرواح محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة ، فلما أسكن آدم عليه السلام وحواء الجنة نظرا إلى منزلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة فوجداها أشرف منازل أهل الجنة » . . الحديث نقلناه باختزال عن الأنوار النعمانية : 1/ 21 .
وجاء في كنز جامع الفوائد : 186 في حديث رواه أنس وبريدة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه لما قرأ آية :« « في بيوت أذن الله أن ترفع . . . » [ النور : 36 ] قام إليه أبو بكر فقال : يارسول الله هذا البيت منها ؟ وأشار إلى بيت علي وفاطمة عليهما السلام قال : نعم من أفضلها » ـ الحديث نقلناه مختزلا وقد ورد في البحار أيضاً : 23 / 325 .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 65

(21)
من زار الحسين (*)

بيتان من الخفيف (**) :
1ـ و حـديث عـن الأئـمـة فيمـا قـد روينا عن الشيوخ الثقات
2ـ إن مـن زاره كمن زار ذا العـر ش على عرشه بغير صفات


(*) البيتان لسفيان بن مصعب العبدي المتوفى حدود عام 178 هـ أنشأها في فضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام ولعلهما لعلي بن حماد العدوي المعروف بالعبدي أيضا المتوفى حدود عام 400 هـ .
(**) مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب : 4/ 128.
(1) الثقات : جمع ثقة ، وهو من يعتمد عليه ويؤتمن .
(2) إشارة إلى الحديث المروي عن الرضا عليه السلام :« من زار قبر أبي عبد الله عليه السلام بشط الفرات كان كمن زار الله فوق عرشه» نور العين في المشي إلى زيارة قبر الحسين : 39 .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 66




اسم الكتاب 67


قافية الخاء


دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 68




دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 69

الخاء المضمومة
(22)
ويل لمن قتل الحسين (*)

أربعة أبيات من الكامل (**) :
1ـ ويل لمن شفعـاؤه خصمـاؤه والصور في بعث الخلائق ينفخ



(*) الأبيات لمسعود بن عبد الله القايني ( القرن الثاني ) أنشأها متضمنا الحديث النبوي الشريف : « تحشر فاطمة . . وهي آخذة بقميص الحسين ملطخ بالدم . . . وتقول : رب احكم بيني وبين قاتل ولدي الحسين فيؤخذ لها بحقها » كما في مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب و نور العين في مشهد الحسين للاسفراييني .
ففي مناقب ابن شهرآشوب أن الأبيات لمسعود بن عبد الله القايني ولكنه ذكرها بيتين الثاني والأول ، وأما الإسفراييني فذكرها أربعة أبيات ونسبها إلى قائل ، والشيخاني ذكرها بيتين وذكر أنهما كتبا على حجر ، ذكر الطريحي أن سبط ابن الجوزي ( 654 هـ ) كان يعظ الناس بجامع دمشق فطلب منه أهل المجلس أن يذكر شيئا في مصرع الحسين بن علي عليه السلام فأنشد البيتين ثم وضع المنديل على رأسه واستعبر طويلا ونزل عن الكرسي وبذلك ختم مجلسه . ونقل الشيخاني أن سلمان بن يسار الهلالي (107 هـ ) قال : وجد حجر مكتوب عليه ، البيتان هذا وقد ضمن أبو فراس الحمداني ( 357 هـ ) الشطر الأول من البيت الأول في شعره وقال :
مذ قال قبلي في قريض قائل ويل لمن شفعـاؤه خصمـاه
وجاء في تذكرة الخواص : نقل عن سليمان بن يسار وجد حجر عليه مكتوب البيتان .
(**) نور العين في مشهد الحسين : 51 ، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب : 3/ 328 ، سيرتنا وسنتنا للأميني : 154 ، عن الصراط السوي لمحمود الشيخاني : المنتخب للطريحي : 223 ، و 420 ، مقتل الحسين للمقرم : 134 ، أدب الطف 3/ 259 كلاهما عن ابن شهر آشوب ، ناسخ التواريخ : 3/ 219 ، نفس المهموم : 226 ، تذكرة الخواص : 274 ، روضة الواعظين : 195 .
(1) الويل : الهلاك . =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 70

2ـ لا بد أن ترد القيـامـة فـاطم وقميصهـا بدم الحسـين ملطخ
3ـ فتقـول ربي إنني لك أشتكـي قتل الحسين ابني وها أنا أصرخ
4ـ والله يـأمـر بالجميـع لنـاره ويل لمـن قتلـوا الحسين يؤرخ



= الصور : شيء كالقرن ينفخ فيه ، والنفخ فيه علامة لقيام القيامة . في غير النور :« والصور في يوم القيامة » .
(2) في الناسخ والتذكرة : « فاطمة » وبه يختل الوزن .
القميص : الشعار تحت الدثار ، أي مايلبس فوق الجلد .
لطخه به : لوثه به .
(3) إشارة إلى الحديث رواه المجلسي عن الصدوق في البحار : 43 / 220 عن عيون أخبار الرضا المروي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال :« تحشر إبنتي فاطمة عليها السلام يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بالدماء تتعلق بقائمة من قوائم العرش تقول ياعدل احكم بيني وبين قاتل ولدي ».
(4) أراد بالجميع : جميع قتلة الإمام الحسين عليه السلام ومن حاربه .
يؤرخ : لا وجه لها ، والبيتان الأخيران تفرد بهما نور العين ، فإن أراد تأريخ الواقعة فالحساب لايساعد ، وإن أراد أن التاريخ سيذكر قاتليه بالويل فلا معنى لذلك مع قيام القيامة ودخولهم النار بأمر الله ولعل الصحيح : « يؤرج» من أرج النار : أي أوقدها ، كناية عن تجدد حياتهم بعد موتهم وهم في النار ، وهنا يأتي عيب اختلاف الروي .

السابق السابق الفهرس التالي التالي