(1) حاولنا أن نرفق الوثائق التاريخية عن عمران المرقد الحسيني الشريف بالرسوم أو التخطيطات المستوحاة من واقع الحالة العمرانية التي كانت سائدة آنذاك وتطبيقها مع المعلومات والتفاصيل التي وردت في الأحاديث وكتب التاريخ عن المرقد الحسيني ، فبالنسبة إلى القرنين الثالث والرابع الهجريين مثلاً يجدر الإشارة إلى أن الطراز المعماري رغم أنه كان ينحو في اتجاهات ثلاث إلا أن أسسها كانت متقاربة إلى حد بعيد ، والإتجاهات الثلاث هي كالآتي :
1ـ الطراز العباسي : ويتجسد في مثل مسجد أبي دلف في سامراء والذي شيد عام 246 هـ ، وجامع سامراء المشيد عام 234 هـ حيث نجد أن المسجدين أقيماعلى مساحة مستطيلة يتوسطهما صحن مكشوف تحيط به أروقة ويحيط به من الخارج سور من الطوب ( الآجر ) إرتفاعه عشرة أمتار، وتدعمه أبراج نصف دائرية بارزة عن الجدران بحوالي مترين .
2ـ الطراز البويهي : وتعتمد مساجدهم عادة على ثلاثة أشكال :
أ ـ مسجد مربع مقفول تغطيه قبة ، ب ـ مسجد ذو ايوان مقبب ، ج ـ مسجد يتكون من صحن مكشوف تحيط به العقود من جهاته الأربعة ، ومن أقدم المساجد التي لا تزال قائمة إلى يومنا هذا هو مسجد مدينة نائين في إيران .
3ـ الطرز السماني : فقد أقاموا ضريحاً لإسماعيل بن أحمد السماني المتوفى عام 295 هـ في بخارى على مساحة مربعة الشكل إستخدم الطوب والآجر على نطاق واسع في عمارته ، وقد غطيت واجهاته الأربعة من الداخل ومن الخارج بقوالب الآجر في ترتيب زخرفي جميل ، ويعلو الضريح قبة كما توجد في أركانه أعمدة متصلة بالجدران تنتهي بأربع قباب صغيرة . ولا يخفى أن في بغداد القريبة من كربلاء قد بنى العباسيون على قصرهم قبة مرتفعة خضراء يمكن رؤيتها من مسافات بعيدة ، وللمزيد راجع فنون الشرق الأوسط في العصور الإسلامية : 45 ـ 69 .
(2) تاريخ كربلاء وحائر الحسين : 169 . وجاء في هامش اعيان الشيعة : 9 / 337 عن كتاب تاريخ طبرستان وروبان ومازندران : 169 ما تعريبه « في عهد الداعي محمد ابن زيد ارسل من طرفه اموالاً وعّمر مشهد الحسين عليه السلام » .
|