دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 93


ويزيـد الصب(1) أسى وشجى(2) دمع مـن ذوب القلب جـرى
فـأهـيـم إذا مـا مـر صبـا يصبـو العشاق لـه سحـرا
ويـشـوق الـقلـب ولا عجـب برق من نحو الخيف(3) سرى
يـولـي الوادي خصبـاً سفـرا ويـزيـن النادي إذ حضـرا
ويريـك إذا مـا الجـام(4) بـدا شفة كالصبح إذا(5) سفـرا(6)

وله أيضاً من قصيدة ـ من الرمل ـ :
يا فتاة الحي هل مـن لفتة بوصـال أو خـيـال لفتـاك
تحملين العذر في الهجر له وهو لا يصغي إلى غير لقـاك(7)

وكان الشيخ مهدي كاشف الغطاء(8) يهديه كل سنة عباءتين عباءة شتائية في الشتاء تقيه البرد ، وعباءة خاچية(9) في الصيف ، فتأخرت الهدية الثانية فخاطبه بالأبيات الثلاثة ـ من الرمل ـ :
دخلت باحورة(10) الصيف التـي كنت قد أجّلت (بشتي)(11) عنده


(1) الصبّ : العاشق وذو الولع الشديد .
(2) الشجى : الحزن .
(3) الخيف : كل هبوط وارتقاء في سفح الجبل ، أو : ما ارتفع عن مسيل الماء .
(4) الجام : فارسية الأصل ، وتعني الكأس .
(5) سفر الصبح : أضاء وأشرق .
(6) شعراء الغري : 1/46 .
(7) أعيان الشيعة : 2/126 .
(8) كاشف الغطاء : هو ابن علي بن جعفر ، ولد سنة 1226هـ ، من فقهاء الإمامية وأعلامها ، له مؤلفات عديدة منها كتاب في الخيارات ، توفي سنة 1289هـ ودفن في مقبرة العائلة في النجف .
(9) خاچية : كلمة دارجة في جنوب ووسط العراق تطلق على العباءة الرقيقة المصنوعة من الصوف ، وتعتبر من أحسن العباءات وأثمنها ترتدى في الصيف ، وهي محرّفة أصلها خواجية نسبة إلى خواجه وهي كلمة فارسية بمعنى الشيخ المحترم والرجل العظيم .
(10) الباحور : شدة الحرّ .
(11) بشت : كلمة دخيلة ودارجة في جنوب ووسط العراق ، تطلق على العباءة الشتوية السميكة المصنوعة من الصوف .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 94


فـإذا جـاء الشتـاء تبدلـه بـعبـاء كـي تـقـيـني بـرده
وهلـم الأمـر جـرا كلمـا جـاء وقـت قلـت فيما بعـده(1)

وله قصائد يمدح فيها أهل البيت عليهم السلام ويرثيهم منها ما هو في الإمام الحسين عليه السلام فقد نقلناها في ديوان القرن الثالث عشر ، ومن تلك قصيدة يمدح فيها الإمامين العسكريين(2) حين توجه إلى زيارتهما في سامراء يقول فيها ـ من الكامل ـ :
يـا راكباً تطـوي المهامه عيسه(3) وتجـوب كل تنوفة(4) ومكان
يقتادها الشـوق الملح على السرى بأزمة فضلاً عـن الأرسان(5)
فكأنـه كالبـدر بيـن نجـومـه فـي فتية مـن أكرم الفتيـان
ومسافـر نحـو الزيارة قاصـداً هلاّ مننت على المسيء الجاني
ورحمـت حـال متيم قعدت بـه إذ قمتـم يـد دهـره الخـوان
بـبلـوغ مألكـة(6) إلـى ساداته خيـر البريـة إنسهـا والجان
لعلـي الهادي المكـرم وابنـه(7) و القائم(8) الخلف العظيم الشان


(1) شعراء الغري : 1/42 .
(2) العسكريان : هما علي بن محمد الهادي وابنه الحسن بن علي العسكري ، وهما الإمامان العاشر والحادي عشر من أئمة الشيعة الإمامية ، ولد الهادي عام 212هـ واستشهد سنة 254هـ وولد العسكري سنة 232هـ ، واستشهد سنة 260هـ .
(3) العيس : الواحد أعيس والواحدة عيساء : الابل البيض يُخالط بياضها سواد خفيف وهي من كرام الإبل .
(4) التنوفة : البرية لا ماءُ فيها ولا أنيس .
(5) الأرسان : واحدها : الرسن حبل يوضع على رأس الدابة .
(6) المألكة : الرسالة .
(7) ابنه : إشارة إلى الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام .
(8) القائم : إشارة إلى حفيده الإمام محمد بن الحسن المهدي المنتظر عليه السلام ، وهو الإمام الثاني عشر من أئمة الشيعة الإمامية وهو حي ينتظر خروجه ليملأ الأرض قسطاً وعدلا بعدما تملأ ظلماً وجوراً ، ولد سنة 255هـ .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 95


خزان(1) علم الله أبواب الهدى ركـن الولاء معالم الإيمان(2)

وله في التقى والصلاح ـ من الطويل ـ :
تمسكت بالتقـوى لـدى كـل مطلـب ومـن يتـق الله استتمت مطالبـه
وكـم هـددتنـي بالليـالـي جحافـل من العسر تعدو بالشتات سباسبه(3)
وحكت على عزمي كلاكل(4) روعها(5) وقـد كاد أن ينقض منـه جوانبه
فعـارضهـا ثـبـت الجـنان بصارم من العزم ماض لا تفل مضاربـه
أقـول لهـا والحرب قامـت قناتـه(6) وبالصـبر يستدني السلامة صاحبه
حـذارك مـن بأس امرئٍ لا تروعـه على الدهر من قبل العظام نوائبه(7)
تعـوّد مـسّ الضرّ في الدهر مذ نشأ(8) فما الرعب لو دارت عليه مصائبه
إليك عـن القـرم(9) الهجان(10) الذي له يد البطش تدميراً على من يغالبه(11)

وله من أبيات ـ من الطويل ـ نقلها الأمين :

(1) خزّان : قال الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام في وصف أهل البيت عليهم السلام : «هم ولاة أمر الله وخزّان وحي الله وورثة كتاب الله وهم المصطفون بسرّ الله والأمناء على وحي الله ، هؤلاء أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة...» (بحار الأنوار : 26/251) .
(2) ماضي النجف وحاضرها : 3/99 .
(3) السباسب : مفردها سبسب ، وهي المفازة ، الأرض البعيدة المستوية .
(4) الكلاكل : واحدها كلكل : الصدر أو ما بين الترقوتين ، والكلاكل : الجماعات .
(5) الروع : الفزع .
(6) القناة : العصا ، الرمح ، القامة .
(7) النوائب : واحدها النائبة وهي المصيبة .
(8) نشا : شبَّ .
(9) القرم : الفحل إذ تُرِك عن الركوب والعمل ، ويطلق على السيد تشبيهاً بالقرم من الإبل لعظم شأنه وكرمه ، والقرم : العظيم .
(10) الهجان : من كل شيء خيارُهُ وخالصه ، ومن الإبل : البيض الكرام ، ورجل هجان : كريم حسيب .
(11) شعراء الغري : 1/34 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 96


له في الهدى دين ولي غير دينه فريقان إني منجد(1) وهو متهم(2)

وله قصيدة في تعاسة حاله كشاعر وأديب قد أرسلها إلى الشيخ عبد الحسين الجواهري(3) يقول في أولها ـ من المديد ـ :
سلفـا(4) كلفتنـي شغفـا(5) شغفـاً كلفـتنـي سلفـا
فتحـريــت هـواك ولـو إنـه يعـقـبنـي التلفـا
ليت طرفاً شـح عـن أرب لك فيه لـم يكـن طرفـا
يـا أبا الفزع الشريف ومن سـاد فـي أقرانه الشرفـا
لـم لا تسـتعـطفـن أبـاً كلمـا استعطفتـه عطفـا
إنما أنـت الصريف(6) فلا تـك في باب الرجا خزفا
أهـل بيتـي يبتغون لهـم كـل يـوم من يدي علفا
كـم أعانـي فـي معاشهم باختلاس القرض والحرفا
يحسبـون الخبـز مـؤتدماً بحشيش الهندبـا(7) سرفا
غيـر أن الهــم انحلنـي في عيال عكف ضعفـا(8)

ومن ألوان شعره هذه القصيدة ـ من مجزوء الرجز المذيل ـ :
لما نصبت شركاً يا ظبية الوادي في ذلـك النـادي
هدّت فؤاداً قيدته نغمـة الشادي فـهـل لـه فـاد


(1) المنجَّد : الذي أتى نجد ، أو نزل فيها ، والمتهم : الذي أتى تهامة أو نزل فيها .
(2) أعيان الشيعة : 2/127 .
(3) الجواهري : هو ابن محمد حسن بن باقر ، من فقهاء الإمامية وأعلامها ، تتلمذ على يد الشيخ مرتضى الأنصاري توفي سنة 1273هـ ودفن في مقبرة العائلة في النجف .
(4) السلف : سلف سلوفاً : مضى وتقدم وسبق ، والسلف : كل عمل صالح قدّمته .
(5) الشغف : الولع الشديد .
(6) الصريف : الفضة الخالصة ، والصرف : الخالص من كل شيء .
(7) الهندباء : بفتح الدال وكسرها ، بقل زراعي من المركبات اللُّسَينية ينبت برياً في أوروبا وآسيا الغربية ، ورقه أزرق ، مرّ الطعم قليلاً ، يدخل في التوابل ويطبخ أيضاً ، والهندباء البرية : نبتة عشبية معمرة من المركّبات ، وأوراقها مسننة تشبه قواضم الأسد .
(8) شعراء الغري : 1/51 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 97


لله روض قطفـت مـن جنتي عاد عـاد(1) بـن شـداد
بي سعـة أطلب أن تطبق أعضادي حـبـالـة الـشـادي
لم يرني على ضنى جسمي عوادي مـن لــي بـعـوّاد
وحيثما كان هـواك فرض تسهادي ألـفـت تـسهـــادي
أقول للظعن وقـد حدا بـه الحادي الـحـادي بـالحـادي
فـلا مقيـم أيهـا الحادي ولا هادي بـالقــمـر الهـادي
أصِخ بسمعيـك إلـى رقيق انشادي مـن بـعـد إنـشـادي
عن مهجة لـي تبعت ركابك العادي بـالـرشـا(2) العـادي
جهد الهوى جسم نحيف فوق أقتاد(3) رهــيـن أقــيــاد
بريقك العذب المحلى يرتدي الصادي وقـلـبـي الـصـادي
زرني ولو طيف خيال فيـه إسعادي هـيـهــات إسعـادي
عهدي بها بين المطايا ساقها الحادي لا أفـلــح الـحـادي
شهدت ميثاق الهـوى فكان إشهادي مـن قـبـل ميـلادي(4)

ومن شعره الحر الذي كان يسمى بنداً(5) وفيه يرثي الشيخ موسى بن جعفر كاشف الغطاء(6) :
أخرس الناعي لساني
وشجاني...
فلعمري لست أدري

(1) عاد : هو ابن عوص بن أرم بن سام بن نوح ، هاجر من بابل وسكن الأحقاف بين عُمان وحضرموت ، وإليه ينسب قوم عاد ذوي القوة والبطش الشديد .
(2) الرشا : ولد الظبية الذي قوي ومشى مع أمّه ، أو الذي قد تحرّك ومشى .
(3) أقتاد : مفرده القتد بفتح القاف وكسرها ، خشب الرحل .
(4) شعراء الغري : 1/36 .
(5) راجع باب مقدمة الشعر من الموسوعة في فصل الشعر الحر والبند .
(6) كاشف الغطاء : وجّده خضير ، والشيخ موسى كان من فقهاء الإمامية وأعلامها ، أوقع الصلح بين الدولة العثمانية والدولة الإيرانية سنة 1237هـ ، توفي سنة 1241هـ .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 98


ما مقالي...
قد أراعتني بتخفيق لواها
وعلتني بصقيلات ظماها
فهي لا تصغي
إلى طور عتابي...
وطوتني بالأسى...
طي جوابي
يا لحاها(1) الله كم تجرح قلبي
بمواض(2) مزقت أحناء لبي...
ورمتني كمداً
فتّ بأعضائي
وأروى قبس الوجد بأحشائي
فسحب العين تهمي(3)
فوق خدي
كلما أبرق وجدي
من معيني في حنيني
وسؤالي من ضلالي(4)
وهي طويلة اكتفينا بهذا المقطع منها ، وأما بالنسبة إلى شعره الدارج فلم نعثر عليه رغم أن الخاقاني ذكر بأن له قصائد في اللهجتين وقد برع في

(1) لحى الشجرة : قشرها ، ولحى فلاناً : لامه وسبَّهُ وعابَهُ ، يُقال (لحا الله فلاناً) : أي قبَّحهُ ولعنَهُ .
(2) مواض : واحدها ماضي وهو السيف ، وكذلك الزمان المنصرم .
(3) تهمي : تمطر .
(4) شعراء الغري : 1/30 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 99


شعر المواليا وقد مدح بهما الشيخ جعفر كاشف الغطاء(1) .
وقال عنه حرز الدين(2) : عالم أصولي ماهر وأديب كامل شاعر له شعر مدون في المجاميع المخطوطة جيد يعد نظمه من الطبقة الوسطى حسب ما أراه وقيل هو أمتن من أبيه علماً وأدباً ووجدنا له نوادر ظريفة وشعراً كثيراً وقد رثى الحسين عليه السلام بعدة قصائد(3) .

(1) كاشف الغطاء : هو ابن خضر بن يحيى ، وهو أبو الأسرة الجعفرية ، ولد سنة 1156هـ ، من فقهاء الإمامية المبرزين ، اشتهر بكتابه كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء ، توفي سنة 1228هـ .
(2) حرز الدين : هو محمد بن علي بن عبد الله (1273 ـ 1365هـ) ولد وتوفي في النجف ، من العلماء المؤلفين ، اشتهر بكتابين معارف الرجال ومراقد المعارف .
(3) معارف الرجال : 1/21 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 100


(7)
إبراهيم بن حسن النقشبندي
القرن 9 ـ 519هـ = القرن 15 ـ 1509م

هو الشيخ برهان الدين إبراهيم بن حسن النبيسي(1) الشبستري(2) النقشبندي(3) .
ولد في شبستر إيران في القرن التاسع(4) ونشأ بها وأخذ مبادئ العربية والإسلامية ثم هاجر إلى نبيس من بلاد الشام .
قال عنه الحنبلي(5) : توفي في عام 915هـ(2) الشيخ العلامة النبيسي الشبشري ونبيس قرية في حلب والشبشر من بلاد العجم قاله النجم(7)، وقال : كان من فضلاء عصره وله مصنفات في الصرف وقصيدة تائية في النحو لا نظير لها في السلاسة ، وله تفسير من أول

(1) نبيس : قرية من قرى حلب وجاء في أعيان الشيعة : 2/127 «البنيسي» نقلاً عن الشذرات فهو تصحيف .
(2) شبستر : قرية من قرى تبريز الإيرانية .
(3) النقشبندي : نسبة إلى الطريقة الصوفية المعروفة التي أسسها بهاء الدين محمد بن أحمد الفاروقي المتوفى عام 791هـ ، ويبدو أن شاعرنا كان على النقشبندية .
(4) ولعل ولادته كانت في حدود منتصف القرن .
(5) الحنبلي : هو عبد الحي بن أحمد بن محمد المعروف بابن العماد (1032 ـ 1089هـ) ولد بدمشق وتوفي في مكة في سفرة الحج ، من أعلام الحنابلة بدمشق ، من مصنفاته : متن المنتهى ، التاريخ على السنين ، وشذرات الذهب .
(6) وقيل أنه مات سنة 917هـ وعلى رأي 919هـ ، وعلى رأي رابع 920هـ (ريحانة الأدب 3/111) .
(7) النجم : أراد به الغزي وسيأتي ترجمته .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 101


القرآن إلى سورة يوسف ، ومصنفات في التصوف ، وقتل في أرزنجان ، قتله جماعة من الخوارج(1) .
وقال الطهراني(2) معلقاً على النسبة : الشبشر(3) تصحيف شبستر البلد ، القريبة من تبريز في أذربيجان أو زنجان من بلاد المسلمين التي توجد فيها الخوارج الذين يبغضون علياً عليه السلام ويقتلون محبيه ومحبي أولاده ، وأما أرزنجان من بلاد أرمينية قرب أرزن(4) الروم فأهلها الأرمن(5) كما في معجم البلدان(6) .
وأورد الأمين ترجمته ملقبا بالبنيسي الشيشتري(7) فغير صحيح ، حيث أنه نقل عن الذهبي وابن خليفة والطهراني وكلهم لم يذكروه بهذه النسبة ، مما يظهر أن البنيسي تصحيف النبيسي والشبشتري تصحيف الشبشري أو الشبستري(8) .
قال ابن الخليفة(9) : التائية في النحو للشيخ إبراهيم الشبستري

(1) شذرات الذهب : 8/68 ، عام 915هـ عن الكواكب السائرة في مناقب أعيان المائة العاشرة لنجم الدين محمد بن محمد الغزي : 1/110 ، وفي ريحانة الأدب 3/111 : أنه مات أثناء السفر إلى مكة أو أنه قتل على يد الخوارج .
(2) الطهراني : هو محسن بن علي (1293 ـ 1389هـ) ولد بطهران وتوفي في النجف ، من علماء الإمامية ، باحث ومحقق ، له كتاب النقد الطيف ، مصفى المقال ، بالإضافة إلى الذريعة ، وطبقات أعلام الشيعة .
(3) ولا يخفى أنه لم نحصل على مثل هذه التسمية في فرهنگ آباديها ومكانهاي مذهبي كشور .
(4) كذا في معجم البلدان ، وفي بستان السياحة : 99 «أرزنة الروم» أقول ولعلها أرض روم المعروفة اليوم لأن مؤلف البستان يقول تقع على بعد فرسخ من نهر الفرات .
(5) وجاء في لغت نامه : 4/1813 ، وفيها أقلية مسلمة .
(6) الذريعة : 3/202 ، معجم البلدان : 1/150 .
(7) أعيان الشيعة : 2/127 .
(8) ولو صح لكان تصحيفاً لشوشتر إذ قد تقلب الواو ياءً في الكلمات المستعربة .
(9) ابن الخليفة : هو مصطفى بن عبد الله (1004 ـ 1067هـ) المعروف بالكاتب الچلبي ، وحاجي خليفة ، ولد وتوفي بقسطنطنية ، تولى الكتابة بها في الجيش ، ثم سكن بغداد ، تولى الكتابة بها ، له مصنفات منها تحفة الكبار ، ميزان الحق ، واشتهر بكتابه كشف الظنون .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 102


المتوفى سنة 917هـ نظم فيها الكافية وزاد عليها وسماها نهاية البهجة ثم شرحها شرحاً لطيفاً ممزوجاً وكان فريداً في الصناعة والنظم يقال له سيبويه الثاني ، والتائية في نظم ايساغوجي له أيضاً سماها موزون الميزان ثم شرحها أيضاً وكلتاهما في غاية البلاغة(1) .
وقال ابن خليفة أيضاً : نهاية البهجة تائية في النحو للشيخ الفاضل إبراهيم الشبستري النقشبندي ـ من الطويل ـ أولها :
تـيمنت بسم الله مـبـدي البريـة مفيض الجدى معطي العطايا السنية(2)

ثم شرحها ، وأولها : «الحمد لله حمداً بآلائه وفياً» ، وقد نظمها في غرة محرم سنة 900هـ(3) حيث قال في تاريخها :
فرغت وقد أبدى المحرم غرة لتسعمائة من هجرة النبوية(4)

ويقول ابن خليفة عن نظم ايساغوجي : موزون الميزان تائية في نظم ايساغوجي للشيخ الفاضل إبراهيم الشبستري أولها :
«بحمد لفيّاض الحدا(5) وتحية»

ثم شرحها وأولها : «الحمد لله الذي كرم نوع الإنسان»(6) .
ومن الغريب قول الطهراني قولاً عن ابن خليفة تحت عنوان نهاية البهجة ملقباً بـ«المستبشري» ثم تعليقاً بقوله : «أقول المستبشري هنا تصحيف الشبستري» مع العلم أن ابن خليفة ذكره الشبستري ، وكذا نقل عنه تحت عنوان موزون الميزان إن وفاته سنة 920هـ ، والحال أنه لم يذكر وفاته

(1) كشف الظنون : 1/267 .
(2) الأعيان : 2/138 ، ريحانة الأدب : 3/111 .
(3) كشف الظنون : 2/1987 .
(4) الذريعة : 3/201 .
(5) الحدا : مخففة الحداء : من حدا بالإبل حدواً إذا زجرها وغنّى لها ليحثها على السير ، وهو كناية عن قول الشعر أرجوزةً .
(6) كشف الظنون : 2/1901 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 103


هناك ، ولعل النسخة التي اطلع عليها الطهراني كانت مغلوطة ، نعم جاء في ذيل كلمة ايساغوجي(1)، ومن شرحه : «ونظم الشيخ إبراهيم الشبستري المتوفى عام 920هـ وهي تائية ثم شرحها»(2) ، وعلى كل فالذي يظهر أن الشاعر له منظومتان أحدهما في النحو وهي التي سماها بنهاية البهجة تقع في 23 ورقة(3) وفيها يقول :
وبعد فإن النحو علم مبين بكيفية الترتيب في العربية(4)

والثانية في المنطق والمسماة موزون الميزان .
وله أيضاً شرحهما أي شرح نهاية البهجة وسماه معيار الأدب(5) وشرح موزون الميزان .
وله إضافة إلى ذلك ثلاثة مؤلفات أخرى أحدهما في التفسير وثانيها في الصرف وثالثها في التصوف فالمجموع سبعة .
ويظهر من كتابه عن التصوف ومن تلقيبه بالنقشبندي أنه كان من المتصوفة النقشبندية(6) وذهب كل من الأمين والطهراني إلى تشيعه ، هذا وقد اتضح مما قدمناه أنهم اختلفوا في عام وفاته بين ثلاثة أقوال 915 ، 917 ، 920هـ ، ولكنه اشتهر بالأول(7) .

(1) ايساغوجي : يونانية تعني الكليات الخمس : الجنس ، النوع ، الفَصل ، العرض الخاص ، العرض العام ، وهو باب من أبواب التسعة في المنطق ، وقد صنف فيه جماعة من المتقدمين والمتأخرين ، وهذا الأصل الذي نظمه شاعرنا هو تأليف أثير الدين مفضل بن عمر الأبهري المتوفى حدود عام 700هـ وهو مشتمل على ما يجب استحضاره من المنطق ، وجاءت التسمية من باب المجاز وذلك لإطلاق اسم الجزء على الكل أو المظروف على الظرف أو تسمية الكتاب باسم مقدمته ، وقد شرح عدد كبير من علماء المنطق ومنهم شاعرنا .
(2) كشف الظنون : 1/208 .
(3) الأعلام : 1/35 عن مخطوطات الظاهرية تحت رقم 8382 ، قسم النحو : 540 .
(4) الذريعة : 3/201 .
(5) إيضاح المكنون : 2/515 ، وفيه أنه توفي عام 915هـ .
(6) النقشبندية : للتفصيل راجع باب مدينة كربلاء فصل الحركة الفكرية من الموسوعة .
(7) راجع الأعلام للزركلي : 1/35 ، معجم المؤلفين : 1/38 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 104


كما اتضح أنه قتل في أرزنجان ومن الطبيعي أنه دفن بها .
وذكر الغزي(1) أن ممن أخذ عنه الشيخ أبو الفتح السيستري نزيل الشميصاتية بدمشق وكان يحفظ قصيدته التائية(2) وذكر بأن له ابناً باسم عبدالله كان من العلماء الأفاضل ومن شعراء اللغتين العربية والفارسية ، دخل بلاد الروم وله مؤلفات(3) .
هذا كل ما توصلنا إليه .
لقد بذلنا جهداً وسيعاً ، من خلال الاتصال بأصدقاء لنا في المحطات والمدن التي حط فيها المترجم ، والمكتبات العامة والخاصة ، للحصول على نماذج من أشعاره ، ولم نفلح ، على أمل أن نستدرك ذلك حالما تتوفر لدينا نتاجاته الأدبية .
هذا وقد وصلنا أخيراً ـ ونحن على أبواب الانتهاء من طباعة هذا الجزء ـ مصورة عن نسخة الظاهرية من كتابه نهاية البهجة ننقل منها بعضاً من قصيدته النحوية ـ والتي هي من الطويل ـ وذلك لسد النصاب الذي حددنا به أنفسنا ، وقد أنشأها عام 899هـ ، وهذه أولها :
تيمنـتُ بسم الله مـبـدي البـريـة مفيض(4) الجَدى(5) مُعطي العطايا السنيةِ
واحــمـده حـمـداً يوافـي بنعمةٍ وُجـوداً وَجـوداً(6) منه عمت وخَصَّتِ
له الفتح يوم الخفضِ(7) والرفع بيننا جـزاءً بـعـدلٍ أو عـطـاءً بمـنـّةِ
لأنتَ المُنى في منتجـى كـل عابدٍ وأيـن سـواك المستـعـانِ لحـاجـةِ


(1) الغزي : هو محمد نجم الدين بن محمد بدر الدين القرشي ولد عام 977هـ من أعلام دمشق ومؤلفيها ومن مصنفاته الحلة البهية ، المنحة النجمية ، نظم العيقان ، وله شعر كثير أكثر في النحو والصرف ، توفي عام 1061هـ بدمشق .
(2) الكواكب السائرة : 1/110 .
(3) الكواكب السائرة : 1/217 .
(4) تفيض الجفن : سال بالدمع ، ويقال ماء فيض أي كثير .
(5) الجَدى : العطية .
(6) وجود الأولى ضد العدم والواو من أصل الكلمة ، وجود الثانية الواو فيه للعطف والجود ضد البخل .
(7) يوم الخفض : أراد به يوم القتال والحرب ، وفي البيت تورية لطيفة .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 105


وظلّ النّواصي(1) في يديك مقودةً بنـور اهتـداءٍ أو بنـارِ ضَلالـةِ
فنـدعوك يـا ربّ اهتداء طريقةٍ بـدعـوةِ خيـرِ الأنبيـاء إستنارتِ
صراطاً سويّـاً مستقيمـاً ينيرنا(2) بصحـب وأتـبـاعٍ وآلٍ وعتـرةِ
وهـذا كتابٌ نـاظـمٌ لمسائـلٍ بها حاجةُ الطلابِ في النحو مَسَّتِ
وبالنطق والفَحوى حوى كل نكتةٍ بتحريرهـا كتب النُحاة تَقـَصـَّتِ
كتابٌ جزيلٌ خُصَّ من بَين كُتبهم بـأحْسـن ترتيبِ وأزيـن حليـةِ
سديد المعانـي واثق اللفظ مُبَهج مسمـى لأمـرٍ مـّا نهايـة بهجةِ
شموس معانٍ عن مغاني قرايحٍ(3) تجلّـتْ وبـالنّظم القويـم تَحلـّتِ
نفـائـس آراءٍ نتـايـج فكـرةٍ عـرايـس أنظـارٍ علـيّ تَجلـّتِ
تراكيب عـن قيدِ التنافرِ أُطلقت وعن شوبِ(4) تعقيد المعاني تَصفَّتِ
وعـن كل أطنابٍ يمل تخلصت وعن كـل إيجـازٍ يُخـلُ تخلـتِ
وبـالضعفِ تأليفاتها مـا تعللت وبالحشـو منظوماتهـا مـا تحشتِ
ومـا شابها ما لا يزاد ضرورة ومـا شانهـا تـرك المراد لحاجةِ
وعن كل ايرادٍ على الحد أو على القواعدِ فـي كتبِ النحاةِ تفصتِ(5)
وإنـي أراهـا أعجـزَ اللهُ دونها قرايـح أربابِ الذكـا والرويـةِ(6)
كروم(7) حديدٍ والورى من ورائه فلم يستطيعوا النقب فيـه بحيلـةِ
وليـس لهـم ان يظهروه بـحجةٍ وإن بذلـوا مجهودهم ألف حجـةِ
وهـذا شروعـي فيـه بالله واثقاً لتسديـدِ قولـي واستقامةِ فكرتي
وإني لأرجو الله أن يحتدى(8) بـه ويجعل لي في يوم لا ظل ظُلّتي(9)


(1) إشارة إلى قوله تعالى :«ما مِنْ دابَّةٍ إلا هُوَآخذٌ بِناصِيَتِها» [هود : 56] .
(2) في الأصل : «يبذر فا» غير مفهموم فأبدلناه بكلمة «ينيرنا» .
(3) القريحة : ملكة يقتدر الكاتب أو الشاعر على الإجادة في الكتابة أو النظم .
(4) الشوب : ما خلط بغيره .
(5) فصّ الشيء من الشيء : انتزعه وافترزه .
(6) الروية : النظر والتفكر في الأمور .
(7) الكُروم : بالضم ، جسم بسيط وهو معدن رمادي فاتح ، لامع ، صلب ، يدخل في الفولاذ اللامتصدي ، ويستعمل في طلي بعض المعادن .
(8) احتدى الليل النهار : تبعه .
(9) الظِلة : بالكسر العز ، المنعة ، الكنف والرفاهية ، والظُلة : ما يستظل به من الحر والبرد .

السابق السابق الفهرس التالي التالي