وبعـد فـإن النحـو علـمٌ مُبَيـِّنٌ |
|
لكيفية التركيـب فـي العربيـة |
وغايتـه صون اللسـان عـن الذي |
|
يخالفُـهُ تركيبُ أهـل السليقـةِ(1) |
وموضوعه الألفاظ من حيث ركبت |
|
لتأديـة المعنـى بغيـر مزيـّة(2) |
وذلك إمـا مُـفـردٌ أو مـركـبٌ |
|
بـالإسناد أو بالمزج أو بالإضافة |
فمفـرده الموضـوع سُمـي كلمـة |
|
كقايمـة والتـاء حـرف الزيادةِ |
ومـا فيـه تركيـب يـُراد لذاتـه |
|
بـالإسنـاد يُدعـى بالكلام كثبتِ |
وأقسـامهـا اسـم وفعل وحرفهـم |
|
حروف المعاني لا الهجا والزيادةِ |
وأقسامـه اسمـان واسـمٌ وفعلُـه |
|
واسـمٌ وفعـل الغيـر بالسببيـةِ |
وكـل كـلام جملـةٌ دون عكسـه |
|
كشرطيـة والجملـة القسمـيـةِ |
فـرغتُ وقـد أبـدى المحرم غرةً |
|
لتسـعٍ مئيـنٍ هـجـرة نبـويـةِ |
فَثَـمّ بتلك النظـم عقـدٌ تـوشحتُ(3) |
|
جيـاد الأمـانـي منه بعد عطالةِ(4) |
وإنـي وإن لم يـُرض تثبيط همتي |
|
ببيـداء قُفـرٍ بالمكـاره حُـفـتِ |
ونحـوي محوي فـي طرق مودتي |
|
وصرفي فيها صرف كأس تصفتِ |
ولكننـي دون ارتوائـي بمشربـي |
|
بنهـر علـوم الـرسم حلّت بليتي |
وما هو إلاّ مثـل نهـرٍ بـه ابتلت |
|
فريـق عَـدَتنـا حالهـم فتعـدّتِ |
فطوبى لذي حدس(5) وسطوة جدبة(6) |
|
يـجـوز بـه ريـان لـم يتلفـت |
وتعسـاً لمستسقٍ اكتب عليـه مـا |
|
يـزيـد بـه إلا غليل(7) حلويَّـةِ |
ومـا إن أرى منه ارتوائـي سائغاً |
|
وهـذا الذي منـه اغترفْتُ بغرفةٍ |
وكان لعلـم النحـو بالحفظ حاجـة |
|
فادرجْتُـه فـي سلكِ تلك القَصيدةِ |
عليـك بـه يـا طالب النحو إنـه |
|
كفيـل بمـا يغنيـك فـي العربية |
ويـا ناظراً فيـه اعتبر غير عابر |
|
كخطفـة بـرق أو كهبـة نسمـة |
ولا تنظرن بالسخط وامنن بنظـرة |
|
بعيـن رضىً عن كل عيب كليلة(1) |
وأحمـد ربـي للفـراغ مصلـيـا |
|
علـى أحمـد المختـار خير البريةِ |
حـوى القلـم المملي نهاية بهجـة |
|
بما ذاق مـن سلسال هذي القصيدةِ |
وحلـى قراطيسـاً تخلت بنسخهـا |
|
بتعليقها الموجود عـن أصل نسخةِ |
قصيد جـرت كالسلسبيل(2) سلاسلا |
|
سبـيـل بساتـيـن العلـوم الجليلة |
لآلٍ رمـاهـا مـوج بحـر فضائل |
|
إلـى ساحـل النظـم القويم بقـوة |
سـديـدٌ معـانيهـا بديـع بيانهـا |
|
إلى نحوها قد أوجبتْ صرف همتي |
نسخـتُ لمخـدوم خدمتُ لدرسـه |
|
عـزيـز مخـاديـم سليـم غريزة |
وقـرة عيـن السعـد سيد عصره |
|
ومـولـى مواليـه بفضـل ورتبة |
حبا لطفه ربي أولي الفضل والنهى |
|
فمـن ذا ربـوا قدراً بربوة رفعـة |
وظل ذلـولا عايـذ المجـد عنـده |
|
وضـل ذليـلاً عائـذٌ بتعـنــتِ |
مُـر بي مليك الأرض شرقاً ومغربا |
|
معلـم سلطـان الملـوك بسطـوة |
مراد العُلـى والتاج والسيف والعطا |
|
سرور سرير الملك كامـلُ دولة |
أدام إلهي ملكه مع عمر من |
|
بتدبيره أركان ذا الملك شدة |
بـه أسعـد الأيـام أسـعـد جـَده |
|
وَجَـدّلـه أثـواب مجـد وَعـزةِ |
وعُمّرَ ذا المخدوم مع إخـوة رمـَوا |
|
مـراقـي فضلٍ نائلي كـل نعمةِ |
وبنفعـه ربـي بهـذي وحفظـهـا |
|
ويـوتيـه فضلاً منـه كل فضيلةِ |
وأني من العُبدان(3) في باب سعدهم |
|
مـلازم دعـواتٍ لـيـوم وليلـةِ |
ربيـب عطـايـاهم ومنظورُ لطفهم |
|
بتسليـم مخدومين أشرف خدمـةِ |
وداعيهُـمُ المدعوّ بالمصطفى أنتمي |
|
إلـى الصادق المقرئ أُنيل لرحمةِ |
ويكرمـه فـي مقعد الصدق ربنـا |
|
ويغفـر لـي مـَعْ والـديَّ برأفةِ |