بجسـرة تـذرع البيـدا بعجـرفـة |
|
وللركائب آسـاد(1) وتـوخيـد(2) |
وشاذن(3) أخذت منه المها(4) حوراً |
|
وأغيـد أطرقت منـه الظبـا الغيد |
إذا مشى اهتـز مـن فرع إلـى قدم |
|
كأنـه غصن بـالريح(5) مخضود |
مرنـح مـرح مستـعـذب عـذب |
|
مخصر ناعـم الأطراف أملـود(6) |
مستغـرق بميـاه الحسن عـارضه |
|
قـد زان منـه بياض الخـد توريد |
يـا فاضح البـدر مـن لألاء طلعته |
|
وساتر الـوجه إن الوجـه مشهود |
لي منك في حالتي سخط وعين رضا |
|
وعـد تقربـه عيـنـي وتوعيـد |
واعـدتمونا وأخلفـتـم وعـودكـم |
|
فمـا مللنا وملّتنـا المـواعيـد(7) |
أتحضني الصدود ولسـت أدري |
|
مـلالا كـان صـدك أم دلالا |
أذاع الحب فيـك مصون سري |
|
فاسـبـل مقلتيّ دمـاً مـذالا |
فدى لك يـا غزال الرمل صب |
|
يبيت الليـل يفتـرش الرمـالا |
بخلت بيقظـة بـالوصل فامنن |
|
بطيف منـك يطرقني خـيـالا |
وحسبـي أن لـي بهواك قلبـاً |
|
يكابـد بعـدك الـداء العضالا |
وكـم واش لحـاه الله يسعـى |
|
ليقـطـع مـن مودتنـا حبالا |
ولين معـاطف مـا مسـن إلا |
|
سلبن الغصـن لينـاً واعتـدالا |
وعذب مراشف لعس(8) شربنا |
|
على نعغـم بهـا الخمر الحلالا |
أين السهـول مـن جبال عامل |
|
حكـت منـاط الشهب بـالكواهل |
أخـاشبٌ(4) رواسبٌ شـوامـخٌ |
|
بــواذخٌ فــوارعٌ مــواثـلُ |
عاديـة بـل قبل عـاد رسخت |
|
معـاقلاً للفضـل والفـواضـل |
لـو رام اسكندر(5) سـد شعبها |
|
لاشنعبـث بـالملك الحـلاحـل |
يحجب قرن الشمس مشمخرهـا |
|
حتـى تـرى الهجيـر كالأصائل |
مـن كـل طود شامخ عطود(6) |
|
خوى على العيوق(7) بالكلاكل(8) |
كالكوكب الشرقـي في شروقه |
|
بـالجانب الغربـي فـي المناهل |
كأن مـن بطنانهـا ظهرانهـا |
|
تحدر سيـلاً عـرمـاً للسائـل |
إذا النسيم استن فـي ربوعهـا |
|
صـح سقيم الروض في الخمائل |
أجيل طرفـي بمجال وشحهـا |
|
كأنهـا ذات الـوشـاح الجائـل |
أصغـي ولا يرن لـي خلخالها |
|
مـا بـال ذات الخال والخلاخل |
نقلوا عن أخي المكارم نقلاً |
|
مـا أرى أن يصـح حاشا وكلا |
كيف من صح أصله عربياً |
|
يجـحـد العرب والمكارم أصلا |
إنما العرب في القديم طراز |
|
أينمـا حـل بالنـضـار محلى |
بـاقر العلـم لا جهلت تعلم |
|
كـرم العرب قدح فضـل معلى |
أيهاذ الجليل بل مـن تعدى |
|
بعـلاه الفتـى الأجـل الأجـلا |
والكريم النبيل أصلاً وفرعاً |
|
والعـديـم المثيل قـولاً وفعـلا |
لست أدري وليت أني أدري |
|
قلـت جـداً أخـي أم قلت هزلا |
أنت ذاك الفتى المشار إليـه |
|
مفرد فـي الزمان قـد عز مثلا |
بل فتى حيدر المرشح ليثـاً |
|
إن يكن رشح الغضنفـر(6) شبلا |
كل من كان حائزاً للمساعي |
|
حاز بعضاً وأنت مـن حاز كلا |
طال مـا أخطأ المكثر قولاً |
|
إنمـا القـول كلمـا قـل دلا(7) |
مـن للـمـدارس بعـده فلـقـد |
|
أمسـت بهـا تتنـاوب النوب |
ذهـب الـذي تـزهـو العلوم به |
|
فـامتـاز عما دونـهُ الـذهب |
قـل للـريـاسـة بعـده احتجبي |
|
فلقـد تـسـاوى الرأس والذنب |
مـيـت لـه العلـيـاء نـادبـة |
|
دون الـورى والمجـد ينتحب |
لـم يـجـر ذكـر حديثـه بفمي |
|
إلا انثنيـت ومـدمعـي سرب |
أبكـل يـوم ظـفـر نـائـبـة |
|
فـي مهجـة العليـاء ينتشـب |
قـم بـي نعـزي مـن بني مضر |
|
حبـراً لـه بحـر العلـوم أب |
طـود رسـا فـي يعرب فغـدت |
|
تأوي إليـه العجـم والعـرب |
شمخـت إلى الشرف الأشـم بـه |
|
شم(3) المعاطس(4) معشر نجب |
يـتـهللـون بـأوجـه شـرقـت |
|
لولا رضا الرحمان ما غضبوا |
تلقـى الأماني البيض إن نـزلـوا |
|
وترى المنايـا السود إن ركبوا |
إن طـاولـوا طالـوا بمجدهــم |
|
أو غـالبـوا بنوالهـم غلبـوا |
يـتـذاكـرون بكـل منـقـبـة |
|
حتى إذا ذكـر النـدى طربـوا |
طلبـوا بجِـدِّهــم العلـوم وقد |
|
نـالـوا لعمري فوق ما طلبوا |
ضربوا بمدرجـة العلـى قبـبـاً |
|
أطنـابهـا المعـروف والأدب |
سـارت بـأفـق سمائهـا شهب |
|
عثـرت بلمـع سنائها الشهب |
عرضت ألوك الود ذا مدمع يجري |
|
إلى ابن أبي العليا أخي الكوكب الدري |
أكفـكـف دمعي واليراع(4) بأنملي |
|
يحبّـر أسنـى مـا يجود بـه فكري |
فـأنثر فـي الطرس الدموع لئالئا |
|
وأمـزج نظـم الشعـر بـاللؤلؤ النثر |
فرائد في الأوراق سمط(5) نظامها |
|
يـروق كـأمثـال العقود على النحـر |
ومـن نـكـد الأيام أن صروفهـا |
|
تـرامت بـذي فخر سما كل ذي فخر |
أغـرٌّ نمـتـه للمـكـارم سـادة |
|
بسـؤددهـا تنمـى إلـى السادة الغـر |
مناقبـه لـم يحص بالحصر عدها |
|
ـ لعمر أبي ـ جلت عن العدّ والحصر |
فـلا غرو إن أمست تلوح زواهراً |
|
بـأفـق سمـاء المجـد كالأنجم الزهر |
مليـك يعيـد العسـر يسراً بجوده |
|
فـلا زلـت مـن جداوه أرفل باليسـر |
هو الغيـث إلا أن يظن بصـوبـه |
|
هو الليـث إلا أن ينهـنـه(6) بالزجر |
يرنـح عطفيـه ارتياحاً متى جرى |
|
حديث العلـى والسيـف والفيلق المجر |
ترامت به النزل الرواسم في السرى |
|
ألا رميـت منهـا القوائـم بـالعـقـر |
وطارت به تحت القطيـع مروعة |
|
تـرف هـواديـه كقـادمـة النـسـر |
فسر العدى ضيم عرانـي إذ غـدا |
|
سري بني فهـر(7) على نصب يسري |
وما هـو إلا الصقر صادف فرصة |
|
ليكسـر فـي فتـخـا(1) فحلق عن وكر |
فجد ـ رعاك الله ـ في طلب العلى |
|
فخيـر بنـي الدنيـا امـرؤ فـاز بالخير |
ولا تـن عـن نيل الأماني فربمـا |
|
يكـون ـ فديت الصبـر ـ عاقبة الصبر |
ومـن شيـم الضرغام يظفر بالمنى |
|
ولـو حـلَّ مـا بيـن النـواجـذ والظفر |
حطمـت من الخطب الملـم فقـاره |
|
فما زال ـ طول الدهر ـ محدودب الظهر |
ومثلك يدعـى للخطـوب إذا انبرت |
|
بقـارعـة تـوري وحـاسـمـة تبـري |
فيابن الكماة(2) الصيد حلوا من العلى |
|
مقـامـاً كبـا مـن دونه كوكب الغـفـر |
طلبت اقتناء المجد مـن غير أهلـه |
|
ورمت مـرام الـعـز من مطلـب وعـر |
فـلا تـرع للأوباش سمعـاً بمعوز |
|
فتـزداد فـي الآفـاق ضـراً عـلى ضر |
وحـد عـن قبيـح حسنته بمكرهـا |
|
فـأبنـاء هـذا الدهـر تبطش بـالمكـر |
تغربـت والأيـام شيـمـة غدرها |
|
تبيـت مـع الأمـجـاد فـاقـدة الـبـر |
ولابرحت تقصي غطارفة(3) الورى |
|
كمـا قد غـدت تـدني زعانفـة الدهـر |
رحلـت فخلفت الغـروب دوامـيا |
|
علـى الخـد تجـري والقلـوب على جمر |
فـدينـاك كـم للعـود نرقب طلعة |
|
يفـوق طـلـوع البـدر بـالمنظر النضر |
وبيـض ليـال كلمـا عنّ ذكرهـا |
|
تـشـوب سواد العيـن بالأدمـع الحمـر |
إلـى كـم أخـا العلياء تترك حسداً |
|
مـن الغـي لـم تبرح تفتـش عـن سري |
عداها الحجى(4) هل كيف تنكر إنني |
|
أخـو الصخـرة الصماء في الحادث النكر |
يطول وجيز الشعر فيك فهـل ترى |
|
أقصـر عـن مـدح يطول بـه شعري(5) |