لله رزؤك فيـه الدمـع ينسكب |
|
فقـد أُصيب بحـامـي عزّها العرب |
كنت الكفيل لها في كل معضلة |
|
تطيـش مـن صولهـا الأقلام والكتب |
يابن الهداة الميامين الذين جلوا |
|
ظلم العصور بصبح الرشد مـن وجبوا |
فمـا البليغ وإن غالى بمدحتـه |
|
ببـالـغ نعـتهـم يـومـاً إذا ندبـوا |
وقد ترفّـع عن نظم المديح بهم |
|
مـجـد بـه شـادت الآيـات والكتب |
ومثل أعراقهم طابت فروعهـم |
|
فـإن زكى الأصل يزكو الفرع والعقب |
جلّـت رزيتكم فينـا الغداة كما |
|
كانـت مكارمكـم فـي الناس تكتسب |
يا ناشد الفضل قد زالت معالمه |
|
بعـد ابـن جعفر قـد حلّت به النوب |
سالك البيـد طِـرْ فديتك واحمـل |
|
شـوق قلبـي لـمـن وراء البيد |
وتحدّث عـن مدنفٍ(1) ليس تخبو |
|
في حشاه نار المعنّى(2) العميد(3) |
صبحـه حـالك الحواشـي كئيب |
|
ودجـاه فـي الهـم والتسهـيـد |
لـم يهيّـج كوامن الـوجـد فيـه |
|
سحـر طرفٍ ولا التفـاتـة جيد |
بل نفوس فـي نصرة الحق طارت |
|
وشهـيـدٌ ألـوى وراء شهـيـد |
هتـف الحـق بـالجـنـود فكانوا |
|
لحمـاه السـامـي أعـزّ جنـود |
طلقـوا خسة الحـيـاة وبـاتـوا |
|
من ذرى المجـد في قـرانٍ سعيد |
شهـداء مـن هـاشـم شرع الله |
|
لهـم في السمـاء أسمـى البنـود |
رفعـوا مـن دمائهـم فوق هـام |
|
الـدهـر تاج الفخـار تاج الخلود |
أخـذ النـاس مـن سنـاه مناراً |
|
هـاديـاً في دجى الليالـي السود |
هـم نجـاة الشقـي مـن شرك |
|
الغي وغوث الداعي ورشد الرشيد |
كلمـا صنـتُ حبهـم في فؤادي |
|
خانني خاطـري فباح قصيدي(4) |
يا واضع التاريخ قم حـدّث فكـم |
|
أطفأت في عذب الحديث أواما(2) |
مـن دَكّ حصن الظلم مـن أساسه |
|
وأطـار بـاغيـة القيـود رماما |
وأعـاد للجـبـل الأشم بـهـاءه |
|
وأعـزّ فـوق هِضابـه الأعلاما |
هل عمّه مـن قبل عـاليـة السنا |
|
وأنـار منـه القلـب والأحلاما |
إذ عانقتكـم مشفقـات سجونهـا |
|
رغـم الظـلام كواكبا تتسامـى |
لو لـم يقيدهـا الجمود لأسـرعت |
|
وحنت أمـام جلالكـم إعظامـا |
لا تنثنـي تسلـم على الدنيا وقـد |
|
حوت الحفاظ الـمـرّ والاقدامـا |
الله للأحـرار كـم جرعـوا على |
|
مضض من الألم المبرح جاما(3) |
الله لـلأحـرار مـاذا أجـرمـوا |
|
حتـى استحقوا الأسر والإعدامـا |
ألأنهـم عافـوا الحيـاة ذليـلـة |
|
تحنـي أمام الظـالميـن الهامـا |
وأبوا عليهـا أن تكون على المدى |
|
ذئبـاً يمـزّق نـابـه الأنعامـا |
الله للأحـرار لـم يُثلـمْ لـهـم |
|
عزم وإن أتت الخطوب جسامـا |
عـادت بـه الآمال وهي نضيرة |
|
وعليه بنيان العروبـة قـامـا(4) |
عرصـاتك الفيحـاء عاطلة الحلى |
|
وريـاضـك الغنـاء لا تـتـرنـم |
حسرى يداعبهـا النسـيـم فتنحني |
|
وتئـن من فرط الجوى وتجمجـم(1) |
فـي كـل ناحيـة بأرضـك مأتم |
|
فَـذُّ يـرفّ عليـه روح مـلـهـم |
تبكـي بنـات الشعـر فيه عزيزها |
|
حينـاً ويغلبهـا الـذهـول فتلطـم |
تبكـي أليفـاً مـا تحـوّل قلـبـه |
|
عنهـا ولا عـن ذكـرها غفل الفم |
مـن للقـوافـي الشاردات بصيدها |
|
ويصـوغ منهـا الخـالدات وينظم |
غـرّاء تسـبـي النفس منها طلعة |
|
أزهـى من الأمـل البـهـي وأنعمُ |
مخـتالة الأعطاف ساحـرة الرؤى |
|
عن روعـة الوحـي السني تترجم |
مـن لفـحـة البيداء سمرتها ومن |
|
تـرف الحضـارة جيدها والمعصم |
تهتـزّ فـي خفقات عينيـهـا إذا |
|
هي أتلعت(2) متع(3) الهوى وتحوّم |
تشقـى النفوس فلا يـريم شقاؤها |
|
حتـى تطـالعهـا الغـداة فتنعـم |
يصغي لهـا الفجـر الندي فينتشي |
|
ويهـزّ روح الليـل حـس مبهـم |
إن أرعـدت راع الأسود زئيرهـا |
|
وإذا استرقـت خلت ظبياً يبغـم(4) |
خطرت على ربوات عامل فازدهى |
|
وتـرنّـح الصخـر الأصـم الأبكم |
وشـدت بهـا الآرام في أكنافهـا |
|
طربـاً وصـاح البلبـل المترنم(5) |
هـذا ثـرى حط الأثيـر لقـدره |
|
ولـعـزه هـام الثريـا يخضَعُ |
وضريح(5) قدس دون غاية مجده |
|
وجلاله خفض الضراح الأرفعُ |
أنى يقـاس به الضراح علا وفي |
|
مكنـونـه سر المهيمـن مودع |
جـدث عليه مـن الإله سرادق(6) |
|
ومن الرضا واللطف نور يسطع |
ودّت دراريّ الـكـواكـب أنهـا |
|
بـالـدرّ من حصبائه تترصع |