يا حبيبي لقد مَررْنا بهذا النـ |
|
ـبْـع يـومـاً وحُبُّنـا دفّـاقُ |
ثُم عُدنا إليه والعُشب قد جفْـ |
|
ـفَ ، وجفَّتْ في قلبكَ الاشواقُ |
هكـذا قـالَـتِ الطَبيعـةُ إنّا |
|
هكـذا ، هكـذا لقـىً و فـراق |
يا حبيبي سيرجع العُشب غضاً |
|
وسيلهـو كعهـدنـا العـشـاقُ |
والعصـافير في الروابي تُغنّي |
|
والشـذى(2) والزهور والأوراقْ |
غير قل لي ربيعنا بعدمـا غا |
|
ب ، أيُـرجـى لصبحه إشراقُ |
أنت لست المدان إن ذبل العشـ |
|
ـبُ فأودى(3) أو جفّت الغُـدران(4) |
أنت مَن أنت يا رفيق حـيـاتي |
|
وأنـا مـَن أنـا كـِلانـا دُخـانُ |
عَصفتْ حولنا الرياحُ العواتـي |
|
فهـي لا نحـن يا حبيـبـي تدانُ |
إننـي قد سألتُ قلبي لك الغفـ |
|
ـران يــا من وجـوده غفـران |
أي قلب و كيـف يسمع قلبـي |
|
و الهـوى فيه صاخـب غضبـانُ |
قُضـي الأمرُ يـا أحبةَ قلبـي |
|
ليـسَ لـي قـدرةٌ و لا سلـطـانٌ |
يـا حبـيـبـي وليس أول جُرح |
|
كم حملنا لمن نَحُبُّ جراحـا |
ونسيـنـا الجـراح وهـي دوام(5) |
|
والمسـاء الحزين والإصباحا |
سوف أنسى ، أنساكَ يا مهجةَ النفـ |
|
ـسِ وأنسى الهموم والأَتراحا |
وعلـيـك الجُنـاح(6) إذ أنّك الظا |
|
لـمُ بدءاً أمـّا أنـا لا جُناحا |
إنَّ خـوفـي أن يثـأر الحبُّ مِمَّنْ |
|
داسـهُ عـامداً وَ ولّى وراحا |
ما عليكـم فـي هجرنـا مِن مـلامٍ |
|
قـد حلمنا عن الليالـي المَلاما |
وطَـويْـنـا عـلـى الجراح قُلوبـاً |
|
دميتْ لوعـةً وذابتْ غـرامـا |
سـوفَ يـَدري مـَن ضيَّعَ العهدَ أنا |
|
منه أسمى نفسـاً وأوفى ذماما(1) |
نحـنُ مـَن لَقـّنَ الحمـامَ فغـنـّى |
|
ومِـن الشّوقِ عَطّر الأنسـاما(2) |
والـنـدى في الريـاض فيضُ دموع |
|
مِـن جفـون لَنا أبتْ أن تناما |
كم سجا(3) الليلُ والجوانح(4) هَيْمى(5) |
|
بتباريحها(6) تُناجي الظـلامـا |
النّـدامـى وأيـنَ منـّي النـُدامـى |
|
ذهبوا يَمنةً وَصِـرتُ شـآمـا |
الـرمـال العطـشـى وتلك نفـوس |
|
تتلظى صَبـابـةً(7) و هيـاما(8) |
هَـوّمي(9) يا رمال مـا دامت النعـ |
|
ـماءُ يوماً كلاّ ولا البؤسُ داما |
قد بـذلنـا النفيـس من كل شـيء |
|
فجنينـا الأحـلامَ والأوهـاما(10) |
يـا لـيـالـي الاحـلام عودي فإنّا |
|
قد عشقنـا برغمنا الأحـلاما |
نبتـدي حيث ننتهـي مـا بلغـنـا |
|
من مـرام ولا شفيْنـا أُوّامـا(11) |