دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 365


بشعره وكانت أول قصيدة نشرت له في صوت اليمن التي تتولاها المعارضة وذلك تحت عنوان نشيد الاحرار من مجزوء الخفيف والتي مطلعها :
إن يكنْ بادَ مجدنا وهوى ركنه المشيد

وفي عام 1367هـ قام الأحرار بانقلاب فاشل(1) فألقي القبض عليه في مجموعة كبيرة من الأحرار إلا أن أفرج عنه ولو بعد حين .
تولى مهام إدارية منها عضو الوفد اليمني في الجامعة العربية بالقاهرة ، ومستشار ثقافي في سفارة اليمن بالكويت ، وفي وزارة الثقافة باليمن ، من نتاجه الشعري المطبوع ديوان القطوف الدواني .
هذا وله قصائد في الإمام الحسين عليه السلام أوردناها في ديوان القرن الخامس عشر . ومن شعره غير الحسيني قصيدة من الخفيف بعنوان الشلال منها :
يا حبيبي لقد مَررْنا بهذا النـ ـبْـع يـومـاً وحُبُّنـا دفّـاقُ
ثُم عُدنا إليه والعُشب قد جفْـ ـفَ ، وجفَّتْ في قلبكَ الاشواقُ
هكـذا قـالَـتِ الطَبيعـةُ إنّا هكـذا ، هكـذا لقـىً و فـراق
يا حبيبي سيرجع العُشب غضاً وسيلهـو كعهـدنـا العـشـاقُ
والعصـافير في الروابي تُغنّي والشـذى(2) والزهور والأوراقْ
غير قل لي ربيعنا بعدمـا غا ب ، أيُـرجـى لصبحه إشراقُ


(1) عرفت بثورة 48 ، التي نشبت في شهر بيع الثاني من عام 1367هـ بزعامة عبد الله بن أحمد الوزير ، وعلى أثرها اعتقل عدد كبير من الأدباء والمفكرين والشعراء منهم أحمد الشامي الذي يذكر في مقدمة كتابه تاريخ اليمن الفكري : 1/9 «ساقتني الاقدار مع قافلة العلماء والادباء والوجهاء إلى معتقلات جمة.. وكان السجن يضم الخيرة من رجالات اليمن علماً وأدباً ، وبينهم فطاحل الحفاظ والفقهاء والقراء والشعراء والأدباء وزهرة شبان صنعاء وذمار واب وتعز من طلبة العلم.. وبعد مضي عامين سمح بدخول الكتب الينا.. وتحول السجن إلى جامعة علم وأدب» ومنها تخرج عدد من الادباء والشعراء والمؤلفين ، وفيها صنف المصنفات ومن نتائجها كان كتاب تاريخ اليمن الفكري .
(2) الشذى : كِسر العود ، قوة ذكاء الرائحة .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 366


يا حبيبـي وفي الضـلـوع رماد من بقايـا أيامنا عبـّاقُ(1)
ضعه فوق الجراحِ ضعه ولو طر فـة عيـن فإنّه تريـاقُ(2)
هـذه لحظـة هـي الدهر لامـا ضٍ تولّى ولا غدٍ سيُطاقُ

ويواصل حديثه ولكنه يتحول إلى قافية النون ليقول :
أنت لست المدان إن ذبل العشـ ـبُ فأودى(3) أو جفّت الغُـدران(4)
أنت مَن أنت يا رفيق حـيـاتي وأنـا مـَن أنـا كـِلانـا دُخـانُ
عَصفتْ حولنا الرياحُ العواتـي فهـي لا نحـن يا حبيـبـي تدانُ
إننـي قد سألتُ قلبي لك الغفـ ـران يــا من وجـوده غفـران
أي قلب و كيـف يسمع قلبـي و الهـوى فيه صاخـب غضبـانُ
قُضـي الأمرُ يـا أحبةَ قلبـي ليـسَ لـي قـدرةٌ و لا سلـطـانٌ

ويسترسل قائلاً بعد أن ينتقل إلى قافية الحاء :
يـا حبـيـبـي وليس أول جُرح كم حملنا لمن نَحُبُّ جراحـا
ونسيـنـا الجـراح وهـي دوام(5) والمسـاء الحزين والإصباحا
سوف أنسى ، أنساكَ يا مهجةَ النفـ ـسِ وأنسى الهموم والأَتراحا
وعلـيـك الجُنـاح(6) إذ أنّك الظا لـمُ بدءاً أمـّا أنـا لا جُناحا
إنَّ خـوفـي أن يثـأر الحبُّ مِمَّنْ داسـهُ عـامداً وَ ولّى وراحا

وله قصيدة أخرى ـ من الخفيف ـ بعنوان رمال عطشى :
النُدامى وأينَ منّي النُدامى ذَهبوا يَمْنةٌ و صِرتُ شـآما(7)
يا أحبـاءنـا تنكـَّر دَهرٌ كـان بالأمسِ ثَغـرُه بَسّاما


(1) عبق الطيب به : لزق به ، وعبق المكان بالطيب : انتشرت رائحة الطيب فيه .
(2) الترياق : دواء يدفع السموم ، مطلق المرهم المهدئ .
(3) أودى : هلك .
(4) الغُدران : مفرده الغدير وهو مجمع الماء من السيل أو المطر .
(5) دوامي : مفرده دامية .
(6) الجناح : بالضم : الاثم .
(7) الشأم : خلاف اليُمن ، وفي البيت تورية لطيفة .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 367


ما عليكـم فـي هجرنـا مِن مـلامٍ قـد حلمنا عن الليالـي المَلاما
وطَـويْـنـا عـلـى الجراح قُلوبـاً دميتْ لوعـةً وذابتْ غـرامـا
سـوفَ يـَدري مـَن ضيَّعَ العهدَ أنا منه أسمى نفسـاً وأوفى ذماما(1)
نحـنُ مـَن لَقـّنَ الحمـامَ فغـنـّى ومِـن الشّوقِ عَطّر الأنسـاما(2)
والـنـدى في الريـاض فيضُ دموع مِـن جفـون لَنا أبتْ أن تناما
كم سجا(3) الليلُ والجوانح(4) هَيْمى(5) بتباريحها(6) تُناجي الظـلامـا
النّـدامـى وأيـنَ منـّي النـُدامـى ذهبوا يَمنةً وَصِـرتُ شـآمـا
الـرمـال العطـشـى وتلك نفـوس تتلظى صَبـابـةً(7) و هيـاما(8)
هَـوّمي(9) يا رمال مـا دامت النعـ ـماءُ يوماً كلاّ ولا البؤسُ داما
قد بـذلنـا النفيـس من كل شـيء فجنينـا الأحـلامَ والأوهـاما(10)
يـا لـيـالـي الاحـلام عودي فإنّا قد عشقنـا برغمنا الأحـلاما
نبتـدي حيث ننتهـي مـا بلغـنـا من مـرام ولا شفيْنـا أُوّامـا(11)

وله قصيدة أخرى ـ من السريع ـ بعنوان كلهم يحدثني عنك ، أولها :
حُبُّكِ مـا أقوى وما أعمقا قـد عَلَّم الاشياءَ أنْ تَنْطقا
قالتْ لي الصَخرةُ لا تنسهُ و كيفَ أنسى حُبّي الأسْبَقا
والنهر لما جئتـه مُغـرداً يَسألُني عَن موعد المُلتقى


(1) الذمام : الحرمة ، الحق .
(2) الانسام : مفردها النسيم .
(3) سجن الليل : سكن .
(4) رجل هيمان وامرأة هيمن : محب شديد الوجه كأنه جن من العشق فذهب على وجهه على غير قصد .
(5) التبريح : المشقة .
(6) الجوانح : واحدها الجانحة ، الاضلاع تحت الترائب .
(7) معجم البابطين : /80 ـ 81 .
(8) الصَبابة : بالفتح الشوق ، رقة الهوى ، الولع الشديد .
(9) الهيام : الحب ، الجنون من العشق .
(10) هوّم : نام قليلا .
(11) الأوام : بالضم شدة العطش ، دوار الرأس .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 368


و الروض حتى الروض ما لم تكن بـجــانبي ينظرني مُحنقا(1)
نَسْمتُهُ فـي مسمـعـي عـاصفٌ وزَهرهُ يوشـك أن يُحرقـا
والعطـر يـأبـى كلّمـا رمتـه من غير أنـفـاسكِ أنْ يَعْبَقا
عَلَّمـتُ ما حولـي حديثَ الهوى وكيـف يضني قلبي الشَيِّقا(2)

هذا ما أمكن الحصول عليه .

(1) الحنق : الغيظ .
(2) ضنى : هزل ومرض .

السابق السابق الفهرس