دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 350


الضياع بعد أن عنى بجمعه ، وقد رأينا بعد أن حفظ الشعر وطبع أن نقتصر منه في هذه الطبعة على ما يدل عليه ـ الناشر ـ»(1) ومن تلك القصيدة التي مدح فيها الإمام الحسن عليه السلام والتزم فيها الجناس في القافية بين كل بيتين منها ـ من الرمل ـ :
يا نزولاً بين جمـع والمصلـى قـتـل مثلي في هواكم كيف حلاّ(2)
عَقَـد الصــبُ بـكـم آمـاله لـيـت شعري من لذاك العقد حلا(3)
قال لي العاذل أضناك الهـوى فـانتجـع غيـر هواهم قلت كـلا(4)
فـانثنى عني وما زال المنـى من فتى أمسـى على الأحباب كلا(5)
أيها البـارق سلهم عن دمـي إن تـوسطـت حمـاهم كيف طُلاّ(6)
واسق جيران اللوى والمنحنـى وابـلاً تحـيـا بـه الأرض وطلا(7)
لا تـرم مـنـي سلوّاً بعدهـم نـأيهم والهجر سلّ الصـبـر سلا(8)
مـا عـلـى طيفهم لو زارني وأمـاط الحزن عن قلبـي وسـلاّ(9)
لـي قلـبٌ سبـق الناس إلـى حبهـم واعـتـاقـه السقم فصلى(10)
عجباً كيف استباحوا مهجـتـي وهي مغنى خير من صـام وصلى(11)
حسن الأخلاق سبـط المصطفى مفـزع النـاس إذا ما الخطب جلا(12)
طـالـمـا أذهب عن ذي فاقة بنـداه ظلمـة الفـقـر وجـلـى(13)


(1) هامش أعيان الشيعة : 2/238 طبعة دار التعارف ـ بيروت .
(2) حلّ خلاف حرم ، جاز .
(3) حل العقد : فسخه .
(4) كلاّ : أداة زجر ونفي .
(5) الكَلْ : العائل ومنه قولهم أصبح كلا على مولاه .
(6) طل الدم : هُدر .
(7) الطل : المطر الضعيف ، خلاف الوابل .
(8) سلّ الشيء : انتزعه وأخرجه برفق .
(9) سلاه : طابت نفسه ، وكشف عنها الهم .
(10) صلّى اللحم : شواه .
(11) صلى : أقام الصلاة .
(12) جلا : ظهر .
(13) جلا : خرج .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 351


ماجد تسري المعالي إن سرى وتنـادي بحلـول حـيـث حلا(1)
وقـع الله بـه قـدر العلـى وبـه جيـد الهـدى والدين حلى(2)
أي راع لا يـراعـي أحـداً غير مَن يـرعـى لديـن الله إلا(3)
حجـة الله الإمـام المجتبـى ذو الأيـادي خيـر خلـق الله إلا(4)
خيـر حبـل مدّة الله لمـن صـدّه الشيطـان عـنـه وأزلا(5)
نشـر العـدل فكم من ظبية تمتـطـي في مهمهٍ(6) ذئباً أزلا(7)
ذو بنانٍ كشـآبيب(8) الحيا أنهل الـحـران(9) منهن وعلاّ(10)
خفض البخل ومن دان بـه وبناء الجود والإحـسـان علّى(11)
رفعـتـه قـدرة الله إلـى مـا تمـنـى فدنـا ثم تدلّـى(12)
دوحة العلم الإلهـي التـي فرعـهـا في جنة الخلد تدلـى(13)
سيـدي يا حجة الله الـذي لأمور الإنس والجـن(14) تولى(15)
فاز والله وما خـاب فتـى بكـم يـا خيـرة الله تـولـى(16)


(1) حلّ بالمكان : أقام به .
(2) حلا : من الحلو وهو الجميل .
(3) الإلّ : العهد .
(4) إلاّ : أداة استفهام .
(5) زل عن الحق : انحرف عنه .
(6) المهمه : الصحراء ، المفازة البعيدة ، البلد القفر .
(7) أزل إليه نعمة : أسداها وأعطاها .
(8) الشآبيب : واحدها شأب وهي الدفعة من المطر ، وأول ما يظهر من الحُسن ، وهو حَسنُ شآبيب الوجه ، أي أول ما يظهر من حسنه .
(9) الحران : شديد العطش .
[10) علّ : شرب ثانية أو تباعاً .
(11) علّى الشيء : رفعه .
(12) تدلّى : اقترب .
(13) تدلّى : استرسل وتعلق .
(14) في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر : 2/475 عن سلمان الفارسي أن الجنّ آمنوا على يد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام .
(15) تولّى الأمر : تقلده وقام به .
(16) تولّى الرجل : أحبه وتبعه .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 352


حبكم شغل فؤادي في الملا ونجـيّ القلب مني إن تخلّى(1)
مفزعي أنتم إذا ما مفزعي صدّ عني يوم حشري وتخلى(2)
ألحق الله بكـم أشياعكـم وأعـاديكم جحيم النار صلى(3)
وسقى صوب الحيا أجداثكم وعليكــم سلم الله وصلـى(4)(5)

ومن شعره الديني قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مطلعها ـ من الرمل ـ :
حبذا أعلام نجد ورباها وغصون تتثنى في ذراها(6)

ومن أخرى في مدح أمير المؤمين عليه السلام يقول في مطلعها ـ من الطويل ـ :
سلام به تغدو الصبا وتروح ويعبق في ذاك الحمى ويفوح(7)

هذا وقد ترجمه السماوي في الطليعة وكاشف الغطاء في الحصون المنيعة وغيرهما ، وخلف المترجم أبناء وحفدة كلهم شعراء وأدباء ومن أبنائه الشيخ نصر الله والشيخ صادق ومن أحفاده الشيخ إبراهيم بن نصر الله والشيخ إبراهيم بن صادق وأبنائهم(8) .

(1) تخلى : مضى ، والمعنى أن القلب إذا مضى مني فنجي هو حبكم .
(2) تخلى عنه : تركه .
(3) صلى النار : أدخله وأثواه فيها ، قاسى حرّها واحترق بها .
(4) الصلاة من الله على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وآله هي الرحمة عليهم .
(5) أدب الطف : 6/61 .
(6) علماء دمشق وأعيانها : 1/87 ، أعيان الشيعة : 2/238 .
(7) أعيان الشيعة : 2/240 .
(8) هامش أدب الطف : 6/58 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 353


(43)
إبراهيم بن يوسف مرتضى
1360 ـ ...هـ = 1941 ـ ....م

هو السيد إبراهيم بن يوسف مرتضى(1) الحسيني العاملي .
ولد في دير قانون رأس العين(2) عام 1360هـ من أبوين شريفين ونشأ بها ، ثم التحق بالمدارس الحديثة بها ، ثم انتقل إلى صور لإكمال دراساته العصرية ، ثم عمل في حقل التعليم في مدارس قرى المنطقة ، وفي الثمانينات(3) ترك التعليم وتوجه إلى النجف ليلتحق بحوزتها العامرة وقضى فيها مدة خمسة عشر عاماً مكبّاً على الدراسة حيث تتلمذ على فضلائها وأعلامها كالسيد محمد باقر الصدر(4) والسيد أبو القاسم الخوئي ، وقد مارس التدريس بها إلى جانب دراساته العليا ، ولكنه رجع إلى مسقط رأسه بعد مقتل السيد الصدر عام 1400هـ واضطراب الأوضاع ، وهناك تولى المهام الدينية والاجتماعية من قبل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى(5)

(1) بيت مرتضى: بيتان في لبنان عرفا ببيت مرتضى ليس بينهما قرابة اشتهر منهم بيت مرتضى والذين هم من بعلبك،وأما شاعرنا هذا فهو من بيت مرتضى من جنوب لبنان وهم من السادة الحسينيين .
(2) دير قانون : من قرى جبل عامل ـ لبنان ـ من أعمال مدينة صور تقع على ساحل البحر الأبيض .
(3) الموافق للستينات الميلادية .
(4) الصدر : هو محمد باقر بن حيدر بن إسماعيل الصدر (1353 ـ 1400هـ) من علماء الإمامية ، استشهد في 24/ جمادى الأولى ، له مؤلفات منها : اقتصادنا ، فلسفتنا ، البنك اللاربوي في الإسلام .
(5) المجلس الشيعي : مجلس رسمي يهتم بقضايا الطائفة الإمامية في لبنان أسسه السيد موسى الصدر قبل عام 1370هـ .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 354


وإلى جانب ذلك قام بتدريس ثلة من الشباب المؤمن إلا أن الظروف الأمنية الصعبة في الجنوب اللبناني جعلته يهاجر إلى أبيدجان(1) بعد عام ونصف قضاها في لبنان متحملاً مسؤولياته كعالم دين ، ولا زال يمارس مسؤولياته الدينية والاجتماعية والثقافية في أبيدجان .
أما عن شعره فذكر لي أنه بدأ بنظم الشعر أثناء ممارسته التعليم في المدارس الرسمية قبل هجرته إلى النجف وذلك عندما كان في أواخر العقد الثاني من عمره وقد نظم في كل الأغراض الشعرية آنذاك إلا أنه عدل عن ذلك فيما بعد وخصص معظم نظمه في الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام إلى جانب المناسبات الإسلامية وغيرها وكوّن ديوانين من الشعر أحدهما بل أولاهما ظلت في ضمن مكتبته في النجف حيث لم يتمكن من اصطحابه معه وكان معظمه من وحي النجف أي ما بين عام 1385هـ و1400هـ ، وثانيهما ديوان شعر من نظم ما بعد الهجرة من النجف وهي من وحي لبنان وساحل العاج وهو لا زال مخطوطاً ومعظمهُ في النبي صلى الله عليه وآله وسلم والآل عليهم السلام وعلى الأخص شهيد كربلاء أبي عبدالله الحسين عليه السلام ، وله إلى جانب ذلك بعض الكتابات في موضوعات إسلامية إلا أنها لا زالت مخطوطة .
ومن شعره غير الحسيني قصيدة أنشأها في مولد الرسول الأعظم صلى ألله عليه وآله وسلم من الكامل ـ يقول في أولها :
عبقٌ يفـوح بجوهـا و سماها وسناً يذوب بسهلـهـا وذراها
هذا يعطر بالأريج شعـابـهـا و بذا تـلألأ روعة عليـاهـا
فتسيـر أنفـاس النسيـم بليلة همساتها خلف الهضاب تناهى
وتسيل من رئة الصباح يسوقها شــوق لتلثم للورود و شفاهها
وتذوب في وهج العنـاق بقبلةٍ كعروس صـبّ عانقت لفتاها
وترين أوراد الخميل بسكـرها وشـافهـا حَبَبُ الندى يغشاها
وكـأنمـا موجٌ النسيم سحائب تشكو لصاديه الغصون هواها
وكـأنمـا الأوراق أشرعةٌ بها قـد أبحرت جذلاً بكـل حباها

(1) أبيدجان : عاصمة ساحل العاج في أفريقيا .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 355


إلى أن يقول في آخرها :
بوركت مكة إيـهِ منتجع الهدى وحمى الفضيلة بل معينُ سقاها
أيّ الولائد يوم سعـدكِ أنجبتْ خيـر الأنـام محمّداً و بنـاها
ليحرر العقلَ الضليل من الأذى و الرق طًُرّاً في القيود عمـاها
ويحيل من شعبٍ تطـاول ليلُه شعباً يـطـاول بالعلاء علاها
يا عيد غادرتِ الفضيلة أهلهـا والشعب أدرج في سجل شقاها
وتبـدلـت تلك المفـاخر جلة والنـاس تخبط في أشد بلاهـا
عذراً إليك رسـالـة مفتـوحة وعظيـم عذري لا أقلُّ لطـاها

وله قصيدة أخرى ـ من البسيط ـ في المولد النبوي الشريف ألقيت بالمناسبة في احتفال أقيم بأبيدجان عام 1409هـ وهي :
غمـائمَ النور هلّي وامـطـري أدباً في موسم الشعر في ذكرى الهدى ذهبا
وحـوّلـي الحـرف في دنيا مآثرِهِ نمـوذجـاً من فريد الشعـر ما كتبـا
فثورة الشعر في مدح الهدى عصفت تـزجـي الغرائبَ والإبـداعَ و العجبا
ومـارد الشعر أضـحـى يوم مولده مـن قمقم الحرف في الأجواء منتصبا
يغدو القوافي ويُذْكـي نـارهـا أبدا ويُطْلـِق النَّغَمَ العِـرفـانَ ملتـهـبـا
ويـوقـظ الوترَ المشدودَ يـرسلـه معزوفـة تذهب التغمام(1) والنَّصبـا(2)
عكـاظ(3) ماذا وشعر السوق سلعتُه قُبِّحْـتَ سـوقـاً يبيع الشعـر والأدبا
هنا القـريـض هنا نفـح الشذا أبداً هنا المعـانـي هنا رِيّ الصـَّدا عَذُبا
هنا الجمـال هنا الإبداع قد شـربت منـه القـوافي كـؤوساً والهوى شربا
قيـامة الشعـر قـامـت يوم مولده في كل صقـع فهبّ الكون و اضطربا
وأَقبلـت تمـلأ الـدنيـا بشـائـره مـدائحـاً تخـرق الآفـاق و الحجبـا
فـالـدين في فَرحٍ والكفر في ترحٍ والطير في مرح في الغصن قـد طربا
والـروض رحَّب مزهـوّاً بمقدمـه و النهـرُ أوشـك من واديه أن يثـبـا


(1) التغمام : من الغم وهو الحزن .
(2) النصب : التعب .
(3) عكاظ : من أسواق العرب الشهيرة قبل الإسلام ، وهي سوق موسمية تجتمع في القبائل لمدة شهر يتفاخرون ويتبارون بما تجود به قرائح شعرائهم .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 356


يا فرحةَ الأعين الجذلى وقُرَّتها وبلسم المدنفِ(1) العاني إذا لَغِبا(2)
إليك حبّي وتقديري وما ملكت يداي بعضٌ من الحقّ الـذي وجبا

وله أبيات ـ من الخفيف ـ أنشأها بمناسبة مولد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وقد ألقاها في نهاية كلمته بالمناسبة :
أشرق البيتُ واستطال الضياءُ وبدا الأفق مشرقـاً والفضاء
وزها الركن فرحة والمصلى وصفا الجو واستطاب الهواء
وبـدا واجـم الحطيم جذولا بشـرهُ اليـوم بَيِّنٌ و الرجاءُ
يوم جاد الزمـان بخير طفلٍ بعـد طاها وبـاركتهُ السماءُ
بوليدٍ لم تعرف الأرض مثلاً له لا لا ولا وَلَـدْنَ النسـاءُ
لِعلـيٍ ومَنْ كمثـل عَـلـي لا يسامى جرى بهذا القضاءُ
بـإمام ما أنجب الدهر عِدْلاً لـه زوجـاً فكانتِ الزهراءُ

ومن قصيدة من البسيط ـ في مولد الإمام المهدي عليه السلام(3) يقول في أولها :
هـذي الخمـائـلُ في ذكراه تَأْتَلِقُ والغصن رحَّب والأزهارُ و الورقُ
والطير شادٍ على الأفنان(4) مغتبطٌ مرفرفٌ راقـصٌ لاهٍ بهـا نـَزِقُ
والنهر سار وسار الخيـر يصحبهُ جذلان يسرع في الـوادي وينطلقُ
والكون رحَّبَ كل الكون في فرحٍ والنور فاض وفاض الوهج والأَلْقُ
فـي كـل سـاح وناحٍ ذاب لؤلؤهُ والجـو أشـرف والأرجاء والأفق
فـي مـولـد وارف الأفياء يغمرهُ عطر الـولاء لآل البيـت و العبق
فـي مقـدم القائـم المهدي ومولده هذي الحناجر بالترحـاب تنطلـق


(1) المدنف : المريض .
(2) لَغِبَ : تعبَ بشدة .
(3) المهدي : هو الإمام الثاني عشر من أئمة الإمامية محمد بن الحسن العسكري ، ولد بسامراء في النصف من شعبان 255هـ ، وغاب عن الأنظار سنة 260 ، وسيظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً .
(4) الأفنان : الأغصان .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 357


إلى أن يقول :
تغـيـرُ تزحـفُ في صبحٍ وفي غسقٍ سيّان ذاك لديها الصبح و الغـسق
فيها الليوث رجال(1) الحرب من حضر فيها الأشـاوس فيها من لها خُلقوا
يمضـون حتـى يكـون الفتح غايتهم والأرض تفتح(2) والآمال تصطفقُ
ويورثُ العيشُ بعد الجذب(3) في رغدٍ ويمحي الـخـوف والبأساءُ والقَلَقُ
ويُطلـقُ الكـونُ من أسْرٍ أضَرَّ به(4) وتعتـقُ النفـس والأرواح تنعتـق
وينشـر الـعـدل في الأرجـاء رايتَهُ ويأمن البحر والأجواء والطرقُ(5)
عَـجِّـلْ فديتكُ يا ابن الأكـرمين فها كل الأراذل قد طـالـت لهم عنقُ

ولننتقل إلى شعره السياسي بعدما قدمنا بعض العينات من الشعر الديني ومن ذلك قصيدة ـ من مجزوء الرمل ـ تحت عنوان «قدس قسطال(6) الأنين» التي أنشأها في التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك من عام 1417هـ ، وقد ألقاها في مدينة أبيدجان الذي يقول في أولها :
قدسُ قدسُ المجد أنتِ أنتِ قدسُ الأقدسـيـن
أنت فوق المـدح أنتِ فوق وصف الواصفين
أنتِ كـهـف الله أنتِ أنتِ كهف العـالميـن
ولعـشـاق المنـايـا ولكـل الصـامديـن
أنـتِ تبقيـن وتبقيـ ـنَ مـلاذ الـلائدين
رغم أنف الكفر لا بَلْ رغم كل الحـاقديـن
وستبقـيـن وتبقـيـ ـنَ علـى مرّ السنين
رغم كل الكرب والبلـ ـوى و كيد الكـائدين


(1) في نسخة : «ليوث» بدل «رجال» .
(2) في نسخة : «وتفتح الأرضُ» .
(3) في نسخة : «في حصب وفي رغد» بدل «بعد الجدب في رغد» .
(4) وقال الشاعر محمد علي آل كمونة ـ من البسيط ـ :
عجل لعلك من أسرِ أضرَّ بنا تفكنا وتولّى دفن قتلانا
(5) في نسخة : «وتأمن السبل والآفاق والطرق» .
(6) القسطال : قوس قزح ، حمرة الشفق ، ومنه أيضاً كثرة الغبار .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 358


إلى أن يقول :
قدس أصبحتِ بيتـمٍ بيـن قومٍ مجرمـيـن
لا تنادِ اليـوم يا قد سُ فـلا راعٍ أمـيـن
خانكِ الأعراب يا قد سُ فسل عنهم رابين(1)
أيـن عز المسلميـن أين عهـدُ المسلميـن
أفـال حـُرٌَّ أبــيٌّ وغـيـورٌ لا يلـيـن
افـلا ليـثٌ هصور يقـتـل الوحش اللعين
يقتدي بالصيد بالأحـ ـرار جيل الصامدين
بالغيارى ينسفون الـ أرضَ تحـت المعتدين
بالأُبـاة الشوس عشّا ق المنـايـا الثـائرين
وجنـود الليـل أشبا لِ الليـالـي الساهرين

ويقول في أخرى ـ من البسيط ـ عن لبنان أنشأها عام 1418هـ في أبيدجان :
حيث استقرت عيون الشمس تلقانا إنا رفعـنـا إلـى العليـاء لبنانا
تجثو المفـاخـر إجلالاً وتكرمةً أمـامَ تـاريخنـا الزاهي ودنيانا
وتستـريـح المنى تهوى خمائلنا وتستظل العلـى في ظل عليـانا
وفي خطـانـا يسيرُ العلمُ يتبعنا أنّى ارتحلنـا ويسعـى أينما كانا
تهوى المكارم فـي شوق مرابعَنا والفضـل يبسمُ في الآفاق جذلانا
والعزُّ يزهرُ مزهوّاً ومـزدهـرا والفخر يورق في الأنحـاء ريّانا
والمجـد يدرج في أعلى مدارجنا والكـون يرمقنـا سِراً وإعـلانا
حُسنُ المآثر بعضٌ من صنائعنـا كذا الشجـاعة بعض من سجايانا
سلْ مَنْ سألتَ تجد تـاريخنا أبداً يزكـو وينشرُ أطيابا وريحـانـا
سَل الوفاء إلى الأوطان كيف غدا في أرض لبنان بعضاً من شظايانا


(1) رابين : هو إسحاق رابين ، رئيس وزارة إسرائيل السابق ، وفي عهده جرت مباحثات الصلح في أوسلو بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ، وقع مع ياسر عرفات والرئيس الأميريكي بيل كلينتون في أمريكا اتفاقية أُوسلو ، اغتيل عام 1416هـ في تل أبيب .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 359


سَلْ الجـنـوبَ سَلِ الأرض التي بَذَلَتْ دَمَ الشهـادة حتى فـاض طوفانا
سل البقـاع الـذي أعـطـى بلا كلل والجـوُّ يمطرُ أشـلاءً و نيرانـا
سَـلِ المعـارك عـنـّا عـن بسالتنـا فالمـوت يُحجمُ حين الموت يلقانا
نُفجِّـر الأرضَ يوم الرَّوع نَنْسـفـهـا تحت الطغاة فتغدو الأرض بركانا
وتخـرج الصِّيـدُ من آجامها(1) غضباً و تجعـل البيد كـل البيد مَيْدانـا
نحمي المثاب(2) نصونُ العرض نحفظهُ مـن كل باغٍ وطاغٍ رام عُـدوانا
نستنبـتُ الأرضَ أحـْراراً مـسـاورةً ونبـذل النفـس للـرحمان قربانا
هـي الحقـائـق تـبـدو فـي تَأَلّقهـا و ذي الوقـائِعُ تنبي عن مزايانـا
شـواهـدٌ حـيـَّةٌ للعـيـن مـاثـلـةٌ تحكـي و تنطـقُ إسراراً وإعلانا
حييت لبـنـان حييـت الأُلـى ركبـوا ظهرََ المنايا وصاروا من ضحايانا
ماتوا فداءً عن الأرض التـي عَشِقـوا أرض النبوَّةِ و التشـريـع مُذْ كانا
أرض المسيـح مسيـر الله صفـوتـه فأحمد الخلـق خير الخلـق ميزانا
لبنـان لبنـان أرض العـِزِّ مـن قِـدَم وغابُ أسدٍ حَوَتْ صيداً وشجعـانا(3)


(1) الآجام : مأوى الأسد ، ومنه أيضاً الشجر الكثير الملتف ، والصيد الأسود .
(2) المثاب : مجتمع الناس .
(3) من رسالة الشاعر إلى المؤلف .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 360




دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 361


المُستَدْرَك



دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 362




دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 363


موضعها الطبيعي
بعد رقم (3)


(44)
إبراهيم بن أحمد الحضراني
1338 ـ ...هـ = 1920 ـ ....م

هو الشاعر إبراهيم بن أحمد بن محمد الحضراني(1) اليمني ، ولد في بلدة خربة أبو يابس(2) وذلك عام 1338هـ وترعرع في مسقط رأسه ودخل الكتاتيب وأخذ بدايات تعليمه من مشايخ بلدته ، وكان لوالده(3) الأثر البالغ في ترسيخ ولاء أهل البيت عليهم السلام عبر المقطوعات الشعرية التي كانت متداولة والتي منها ما ينسب إلى الصاحب بن عباد(4) من البسيط :
لا عـذب الله امـي انها شربت حـب الـوصي وغذتنيه بـاللبـن(5)
وكان لي والد(6) يهوى ابا حسن فصرت من ذا وذي(7) أهوى ابا حسن

فكان لهاتين وأمثالهما من المقطوعات الولائية الاثر البالغ في بناء شخصيته الولائية والأدبية .

(1) الحضراني : نسبة إلى حضران قرية في جبل الشرق من مدينة آنس .
(2) خربت أبو يابس : تابعة إدارياً لمدينة عنس (عنز) .
(3) كان والده يعيش في تعز ويعمل في كنف ولي العهد اليماني أحمد بن يحيى حميد الدين من أئمة الزيدية .
(4) الصاحب بن عباد : هو إسماعيل بن عباد الملقب بالصاحب (326 ـ 385هـ) الطالقاني الاصفهاني ، تولى الوزارة للبويهيين ، كان شاعراً اديباً ، وعالماً فاضلاً ، وسياسياً محنكا ، مؤلفاً قديراً ، من مؤلفاته عنوان المعارف ، الاقناع في العروض ، أحوال عبدالعظيم .
(5) تردد في اليمن : «واستقتنيه باللبن» .
(6) جاء «اب» بدل «والد» .
(7) جاء في ترجمته «وانني مثله أهوى أبا حسن» .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 364


هاجر شاعرنا إلى مدينة ذمار(1) والتي كانت مركزاً لأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام وفيها أخذ من فنون الفقه على يد السيد اسماعيل السوسوة(2) ودرس فقه المذاهب الاخرى عند الشيخ أحمد بن عبدالوهاب الوريث(3) والشيخ علي بن حمود الديلمي(4) والشيخ أحمد سلامة(5) ثم انه انصرف إلى الادب حيث استذوقها منذ نعومة أظفاره واستطعمها مع الرضاعة ، فاستهوى مجالس الأدباء والتردد عليهم ، وبدأ بمراسلتهم ، فراسل استاذه الوريث ، وكانت أول قصيدة من مجزوء الرمل نشرت وهذه مطلعها :
أيـهـا القـائـم بالْـ أمرِ الذي يرضي الكتاب
دَمُ لَيْلِ الجهلِ في الأُمْـ مَـةِ بـَدراً لـَن يغـاب

ثم انه انتقل إلى مدينة تعز(6) حيث كان والده مقيماً بها وهناك التحق بمدرستها العلمية ، ودرس الادب عند الاديب أحمد بن عثمان القدسي(7) وغيره من الشعراء والادباء ، واتصل بامثل السيد محمد الكوكباني(8) والسيد يحيى بن الهادي(9) كما تردد على عدد من المفكرين كالسيد أحمد الشامي(10) ومن هنا جاء اتصاله بالأحرار(11) في اليمن ، وكان يمدهم

(1) ذمار : مدينة تقع جنوب العاصمة صنعاء ، وشرق مدينة الحديدة الساحلية وهي قاعدة المحافظة .
(2) السوسوة : من علماء أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام والمدرسين في مدينة ذمار .
(3) الوريث : كان رئيس مجلة الحكمة اليمانية وهو أحد المفكرين الأدباء ، وبيت معروف بالفضل والادب في مدينة ذمار .
(4) الديلمي : من العلماء الافاضل ومدرسي الفقه بمدينة ذمار .
(5) سلامة : من العلماء الافاضل ومدرسي الفقه والحديث بمدينة ذمار .
(6) تعز : قاعدة محافظة في جنوب اليمن تقع في منتصف طريق صنعاء وعدن تقريباً .
(7) القدسي : من المشايخ الفضلاء والادباء والشعراء بمدينة تعز .
(8) الكوكباني : من اشراف الزيدية .
(9) الهادي : من اشراف الزيدية ، حاكم مدينة صبر آنذاك .
(10) الشامي : هو أحمد بن محمد ، ولد في مدينة الضالع باليمن عام 1342هـ ، أديب شاعر ، سياسي كاتب ، تولى المناصب في الدولة ، كالوزارة والسفارة ، تولى سفارة لندن وباريس ، من آثاره : تاريخ اليمن الفكري ، النفس الأولى ، شعراء اليمن .
(11) الأحرار : حركة كانت تطالب بالاصلاح في اليمن عرفت بحركة الدستور .

السابق السابق الفهرس التالي التالي