صيداً إذا شبّ الهياج وشابت الـ |
|
ارض الـدما والطفل رعباً شابـا |
ركزوا قناهـم في صدور عداتهم |
|
ولبيضهم جعلـوا الـرقاب قرابـا |
تجلو وجوههم دجـى النقع الذي |
|
يكسـو بظلمتـه ذكـاء نقـابــا |
وتنادبـت للذب عنـه عصبـة |
|
ورثـوا المعـالي أشيباً وشبابــا |
مـن ينتدبهم للكريـهة ينـتدب |
|
منهـم ضراغمة الاسود غضابـا |
خفوا لداعي الحرب حين دعاهم |
|
ورسوا بعرصة كربلاء هضابـا |
أسدٌ قد اتخذوا الصـوارم حليـة |
|
وتسربلوا حلق الـدروع ثيـابـا |
تخذت عيونهم القساطل كحلهـا |
|
وأكفّهم فيض النحـور خضابـا |
يتمايلـون كأنمـا غنـى لـهم |
|
وقـع الضبـا وسقاهُمُ أكـوابـا |
وأراهم وقد رأى الصدقَ منهم |
|
في الموالاة بعد كشف الغطاءِ |
مالهم من منازل قد اُعــدت |
|
في جنان الخلود يوم الجـزاءِ |
ولعمري وليـس ذا بعسيــر |
|
أو غريب من سيد الشّهــداءِ |
فلقد أطلـعَ الكليــمُ عليهــا |
|
منهم كـلَّ ساحـر بجــلاءِ |
حينما آمنـوا بما جـاءَ فيـه |
|
عندَ إبطال سحرِهم والريـاءِ |
بعد خوف من آلِ فرعونَ مرد |
|
لهم منـذر بسـوءِ البــلاءِ |
فـأراهم منـازلَ الخيرِ زلفىً |
|
وثواباً في جنـةِ الاتقيــاءِ |
لازدياد الـيقين بـالحق فـيهم |
|
بعد دحض للشك والافتــراءِ |
وثَباتاً منهم على الدين فيمــا |
|
شاهدوه من عالم الارتقاءِ(2) |
وبيتوه وقد ضـاق الفسيــحُ بـه |
|
منهم على موعد من دونه العطـلُ |
حتى إذا الحرب فيهم من غد كشفت |
|
عن ساقها وذكى من وقد ما شعلُ |
تبـادرت فتيـةٌ من دونه غــررٌ |
|
شمّ العرانين ما مالوا ولا نكلـوا |
كأنّما يجتنــى حلـواً لانفسهــم |
|
دون المنون من العسّالـة العسـلُ |
تراءت الحور في أعلى القصور لهم |
|
كشفاً فهان عليهم فيه ما بذلـوا |