تراث كربلاء 106

الفصل الثالث

الآثار التاريخية في كربلاء

تعتبر كربلاء من اقدس وأشهر المدن الإسلامية الكبرى ، إذ يؤمها ملايين الزائرين من جميع الأقطار الإسلامية وغيرها لزيارة مرقدي الإمام الحسين بن علي وأخيه العباس عليهم السلام وباقي الآثار التاريخية فيها . فإلى جانب هذين المرقدين المقدسين ، تحتضن كربلاء عدة مزارات مقدسة وقبور أساطين العلم ومقامات رفيعة الشأن بأسماء الأئمة الأطهار . فمن بين هذه المراقد التي تزار في الروضة الحسينية هي :

مرقد السيد ابراهيم المجاب

والسيد ابراهيم هوابن السيد محمد العابد المدفون في شيراز ابن الإمام الهمام موسى بن جعفرعليه السلام يقع مرقده الشريف في الزاوية الشمالية الغربية من الرواق المعروف باسمه في الورضة الحسينية ، وعليه ضريح لطيف الصنع من البرونز . لقد أجمع المؤرخون وعلماء النسب ان السيد ابراهيم المجاب الضرير الكوفي هو أول فاطمي انتقل إلى الحائر الحسيني ، وآثر الاستيطان فيه بعد حادثة مقتل

تراث كربلاء 107

المتوكل في أيام ابنه المنتصر العباسي وذلك سنة 247 هجرية ،أي في منتصف القرن الثالث الهجري ، ولذا يلقب ابنه الأكبر بمحمد الحائري وهو الجد الأقدم السادات ( آل فائز ) المعروفين اليوم في كربلاء بـ ( آل طعمة وآل نصرالله وآل ضياء الدين وآل تاجر وآل مساعد وآل سيد أمين ) ذكرها العلامة السيد محسن الأمين في موسوعته قائلاً : عن كتاب عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب للسيد الشريف النسابة أحمد بن علي بن الحسين أنه قال : وأما ابراهيم الضرير بن محمد بن موسى الكاظم عليه السلام فهو المعروف بالمجاب وقبره بمشهد الحسين عليه السلام معروف مشهور 1هـ . وفي رجال بحر العلوم وإنما لقب أبوه محمد العابد لكثرة عبادته وصومه وصلاته كما ذكر المفيد طاب ثراه في الإرشاد وغيره انتهى . أي ان المفيد ذكر كثرة عبادته لأنه قال ذلك سبب تلقيبه بالعابد .أما سبب تلقيبه ابراهيم المجاب فهو يقال أنه سلم على الحسين عليه السلام فأجيب من القبر والله أعلم بصحة ذلك وليس هو جد السيدين المرتضى والرضي كما يتوهم لأن جدهما ابراهيم ابن الامام موسى الكاظم عليه السلام (1).
وذكره النسابة الشهير ابن زهرة نقيب حلب في كتابه :« غاية الاختصار » فقال : وبنو المجاب ابراهيم بن موسى قالوا : سمي بالمجاب برد السلام وذلك لأنه دخل إلى حضرة أبي عبد الله الحسين بن علي فقال : السلام عليك ياأبي فسمع صوت وعليك السلام ياولدي (2) .
وقال الشيخ شرف الدين العبيدلي في كتابه ( تذكرة الانسان ) : ابراهيم الضرير الكوفي المجاب برد السلام يقول بعض ولده :
من أين للناس مثل جدي موسى أو ابن ابنه المجاب

(1) أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين العاملي ج 5 ص 401 .
(2) غاية الاختصار في البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار للسيد تاج الدين ين محمد بن حمزة ابن زهرة الحسيني ( طبع النجف ) ص 89 .
تراث كربلاء 108

إذ خاطب السبط وهو رمس جاوبه أكرم الجواب (1)

وجاء ذكره أيضاً في كتاب ( نزهة أهل الحرمين في عمارة المشهدين ) هذا نصه ك في الجواب عن أول من جاور الحائر المقدس من الاشراف الحسينية فاعلم ان آل ابراهيم المجاب ويقال له ابراهيم الضرير الكوفي ابن محمد العابدبن الإمام موسى الكاظم عليه السلام أول من سكن الحائر فيما أعلم ولم أعثر على من تقدم في المجاورة عليهم ، فإن علماء النسب كلهم ينسبون محمد بن ابراهيم المجاب بالحائري ويصفون ابراهيم المجاب نفسه بالكوفي ، وفي بالي إني رأيت انه كان ابراهيم المجاب الضرير مجاور الحائر وبه مات وقبره هناك معروف لكني لا أذكر الكتاب الذي رأيت فيه ذلك لكن نص الكل عل أن أبنه محمد الحائري كان في الحائر وعقبه بالحائر كلهـم انتهى (2).
وعلق المؤلف نفسه بالنسبة لقبور بعض بني هاشم الشهداء وبعض أولاد الأئمة المحترمين قوله : ومنهم ابراهيم المجاب بن محمد العابدبن الامام الكاظم قبره في رواق حرم الحسين وهو صاحب الشباك وهو أول من سكن الحائر من الموسوية كان ضريراً يسكن الكوفة ثم سكن الحائر وقد وهم فيه السيد بحر العلوم في الفوائد الرجالية فظنه ابراهيم بن الامام الكاظم وانه ابراهيم صاحب أبي السرايا وهو وهم في وهم وعرفت التحقيق فيما وقد شرحت التفصيل في كتاب تكلمة أمل الآمل في ترجمة السيد المرتضى انتهى (3) .
وجاء في كتاب ( بغية النبلاء ) ص 20 أقول : كانت قرية المجاب حتى سنة 1217 هـ سبعة عشر والف ومائتين _ على ما ذكره ابو طالب ابن محمد الاصفهاني

(1) تذكرة الانساب لا أحمد بن محمد بن مهنا بن علي بن مهنا الحسيني النسابة فصل ( بيت أبي الفائز ) مخطوط في مكتبة الامام الرضا بمشهد سنة 657 هـ ص107 ـ 112 .
(2) نزهة أهل الحرمين في عمارة المشهدين ـ للسيد حسن الصدر ( طبع لكهنو ) ص 21 .
(3) نزهة أهل الحرمين ص 21 .
تراث كربلاء 109

في رحلة ( مسير طالبي ) في الصحن الشريف وعندما ألحقت بالروضة الطاهرة الأروقة الثلاثة الشرقي والغربي والقسم الشمالي أصبح عندئذ ضريحه في الرواق الغربي حيث الشمال كما هو عليه اليوم (1) .
تلك هي بعض الآراء في السيد ابراهيم المجاب جاولنا عرضها قدر المستطاع ، وهي غيض من فيض أردنا التنويه عنها .

مرقد حبيب بن مظاهر الأسدي

وهو أحد شهداء حادثة الطف ، ناصر الحسين عليه السلام وشهر سيفه أمام الأعداء حتى سقط صريعاً على رمضاء كربلاء ، ودفن في الواجهة الغربي من الرواق الأمامي للروضة الحسينية المطهرة وضريحة مصنوع من الفضة . وهو أجل شأناً من أن يوصف . ذكره الكشي في رجاله فقال : كان حبيب من السبعين الرجال الذين نصروا الحسين عليه السلام ولقوا حبال الحديد واستقبلوا الرماح بصدورهم والسيوف بوجوههم ، ويعرف عليهم الأمان والأموال ، فيأتون ويقولون : لاعذر لنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان قتل الحسين عليه السلام ومنا عين تطرف حتى قتلوا حوله رحمهم الله وحشرنا معهم برحمته في جوار مولانا الحسين عليه السلام . ولقد خرج حبيب بن مظاهر الأسدي وهو يضحك ، فقال له يزيد بن حصين الهمداني وكان يقال له سيد القراء : ياأخي ليس هذه بساعة ضحك ، قال : فأي موضع أحق من هذا بالسرور والله ماهو إلا أن يميل علينا هذه الطغاة بسيوفهم فنعانق الحور العين (2). ويقال ان حبيب بن مظاهر كان يحفظ القرآن عن ظهر قلب ، وكان يشرع بتلاوة جميع القرآن من بعد صلاة عشائه حتى الفجـر في كـل ليلـة (3) .

(1) بغية النبلاء في تاريخ كربلاء للسيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة ص 120 .
(2) رجال الكشي ( طبع بمبي ) ص 52 .
(3) تحفة الأحباب للشيخ عباس القمي ص 51 .
تراث كربلاء 110

وذكره الزرگلي في ( الاعلام ) قائلاً : حبيب بن مظهر أو مظاهر أو مطهر ابن رئاب بن الأشتر بن حجوان الأسدي الكندي ثم الفقعسي تابعي من القواد الشجعان ، نزل الكوفة وصحب علي بن أبي طالب عليه السلام ثم كان على ميسرة الحسين يوم كربلاء وعمره خمس وسبعون سنة ، وهو واحد من سبعين رجلاً استبسلوا في ذلك اليوم ، وعرض عليهم الأمان فأبوا وقالوا : لاعذر لنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان قتل الحسين وفينا عين تطرف حتى قتلوا حوله (1).
وجاء في ( القاموس الإسلامي ) وهذا نصه : حبيب بن مطر تابعي من شيعة الحسين وهو حبيب بن مطهر تابعي من شيعة الحسين وهو حبيب بن مطهر بن رئاب الأسدي اشترك مع الحسين في وقعة كربلاء وهو كهل في الخامسة والسبعين من العمر وعرض عليه الأمان فأبى واستشهد مع أصحابه عام 61هـ ( 680 م ) (2).
إلى غير ذلك من الأقوال التي تؤكد على موقف حبيب بن مظاهر الحازم في حادثة الطف ، وما أداه من بطولة نادرة وشجاعة فريدة يضرب بها المثل .

ضريح الشهداء

وموقعه في شرقي الضريح الحسيني ، حيث مثوى أصحاب الحسين والقاسم ابن الحسن عليه السلام وهم ملحدون في ضريح واحد . وهذا الضريح وضع علامة لمكان قبورهم وهم في التربة التي فيها قبر الحسين عليه السلام (3) . والضريح لطيف بديع الصنع ، مصنوع من الفضة ، وقد شيده ناصر الدين شاه القاجاري . اما بقية شهداء الطف فإنهم يرقدون في الساحة الأمامية لضريح الشهداء المذكور .

(1) الاعلام خير الدين الزركلي ج 2 ص 173 .
(2) القاموس الاسلامي وضع : أحمد عطية الله ج 2 ص 33 طبع القاهرة .
(3) بغية النبلاء في تاريخ كربلاء ص 54 .
تراث كربلاء 111

المخيم

من معالم كربلاء الأثرية والأماكن المقدسة التي يتبرك بها الزوار المخيم ويقع في الجنوب الغربي من الحائر الحسيني ، يؤخذ من أقوال المؤرخين ان المخيم الحالي الذي نتحدث عنه لايمت إلى الحقيقة بصلة ولا يستند إلى دليل أو برهان ، ولذا لم نجد أثر يذكر لموقع مخيم الحسين في كتب ارباب السير والتواريخ .
زار كربلاء الرحالة الالماني كارستن نيبور فوصلها يوم 27 كانون الاول سنة 1765 م . ولنتركه يصف لنا ما شاهده في المخيم قال : ان هذا الموقع قد اصبح حديقة غناء واسعة الارجاء تقع في نهاية البلدة وتشاهد فيه بركة كبيرة من الماء ، وموقع هذه البركة هو نفس الموقع الذي كان الامام العباس قد حفر فيه لايجاد الماء فلم يعثر على شيء منه . ويروي نيبور بالمناسبة ان الناس هناك كانوا يعتقدون بأن ظهور الماء في البركة بعد ذلك يعتبر من المعجزات .
وقد أشار إلى وجود هذه البركة الكبيرة في الموقع نفسه الرحالة البرتغالي تكسيرا الذي زار كربلاء في 1604 م أي قبل مجيء نيبور إليها بمئة وستين سنة ، كما ذكر قبل هذا . ومما يذكره كذلك ان موقع المخيم كان يوجد بقربه مرقد غير كبير ، دفن فيه القاسم بن الامام الحسن عليه السلام وعدد من الشهداء الآخرين الذين سقطوا في معركة التضحية والبطولة يوم عاشوراء ويسرد بالمناسبة قصة القاسم الشاب وعرسه المعروفة (1).
ويروي الرحالة أبو طالب خان في رحلته عند زيارته لكربلاء سنة 1217هـ قائلاً : وعلى بعد ربع ميل خارج المدينة قرية المخيم ومقام زين العابدين عليه السلام شيدت عليه زوجة المرحوم آصف الدولة عمارة لائقة ، وأقامت قربه رباط لم يتم

(1) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء ج 1 ص 288 بحث الاستاذ جعفر الخياط .
تراث كربلاء 112

بناؤه بسبب وفاة آصف الدولة (1) .
غير ان هناك رأياً للعلامة السيد محمد تقي الطباطبائي نقله عن المرحوم العلامة السيد حسن الصدر يقول فيه :ان مخيم الحسين كان قريباً من المستشفى الحسيني في كربلاء اليوم ، ويغلب على الظن ان هذا الموضع أقرب إلى الصواب الأمر الذي اكتفينا بالتنويه عنه (2) .
والمرجح عندنا ان المخيم الحالي من ألابنية التي ابتدعها مدحت باشا من أجل ضيافة السلطان ناصر الدين شاه وعساكره وحاشيته . كما يؤكد بعض الثقاة ان عبد المؤمن الدده تولى بناء غرفة في هذا المكان لتكون رمزاً لمخيم الحسين ، وذلك عندما قطن كربلاء في القرن العاشر الهجري وغرس بجنبه نخيلات لتكون صومعة له . ولم يزل البستان الواقعة جنب المخيم تعرف ببستان الدده .
وعندما أتم السيد علي الطباطبائي المشهور بصاحب الرياض بناء سور لكربلاء سنة 1217 هـ بعد غارة الوهابيين أتخذ هذا المحل مقبرة لدفن الموتى واستبدل الطرف بمحلة المخيم ، وكانت قصبة كربلاء القديمة التي شيدها عضد الدولة البويهي في المائة الرابعة الهجرية تحتوي على ثلاثة أطراف : يدعى الطرف الاول منها بمحلة آل فائز والطرف الثاني بمحلة آل زحيك والطرف الثالث بمحلة آل عيسى ، وعندما أتم السيد علي الطباطبائي بناء سور كربلاء جعل له ستة أبواب عرفت كل باب باسم خاص واستبدل أسماء الاطراف بأسماء تلك الابواب كما هو عليه الحال اليوم . وبعد مجيء مدحت باشا هدم قسماً من السور من جهة طرف باب

(1) مسير طالبي مرزا أبو طالب خان بن محمد الاصفهاني ( فارسي ) طبع الهند سنة 1227 هـ ص 283 . ومما يجدر التنويه به ان الكتاب طبع باسم ( رحلة أبي طالب خان ) إلى العراق واوروبا سنة 1213 هـ / 1799 م . ترجمها من الفرنسية إلى العربية الدكتور مصطفى جواد ( مطبعة الايمان بغداد 1970 ) .
(2) مدينة الحسين محمد حسن الكيدار آل طعمة ج 2 ص 24 .
تراث كربلاء 113

النجف وأضاف طرفاً آخر إلى البلدة سمي بمحلة العباسية ، فأصبحت لكربلاء سبعة أطراف (1) .
وتنص الوثائق والمستندات التاريخية القديمة التي أطلعنا عليها لدى سادات كربلاء ان محلة المخيم والقسم الشرقي من محلة باب الطاق كانت تعرف بمحلة السادة ( آل عيسى ) حتى أواخر عام 1276 هـ . وقد تغير هذا الاسم إلى محلة المخيم بعد هذا التاريخ . وعلى باب المخيم توجد رخامة نقشت عليها أبيات للشاعر الكربلائي المرحوم السيد حسين العلوي ، وهي :
هـذي خيام بني النبي محمد بالطف حصنـاً شيدت للدين
قد خصها الباري لكل فضيلة شرفاً فلا نبـت لهـا بقرين
ان قلت مكة قلت هذي كربلا فخراً سرت من عالم التكوين
سلهـا إذا شرفت في أعتابها أين الحسين بعبـرة وشجون
فتجبـل ماقـد ناله وأصابها من بعده أعـداؤه حـرقوني

المخيم الحسيني

(1) المصدر السابق ج 1 ص 15 .
تراث كربلاء 114

هذا وقد أجريت على المخيم مؤخراً إصلاحات جديدة من قبل وزارة الاوقاف حيث قامت بتعميره سنة 1978 م .

سبيل خانة المخيم

مرقد الحر بن يزيد الرياحي

لو أتجهنا نحو ثلاثة أميال عن غربي كربلاء لاحت لنا قبة من القاشاني الملون ، تلك هي قبة الحر بن يزيد الرياحي التميمي الذي استشهد مع الحسين عليه السلام في

تراث كربلاء 115

حادثة الطف ودفن في هذا المكان ، ويقصد مثواه الاهلون للزيارة والتنزه في البساتين المحاطة بمرقده ، ويرى الزائر لدى دخوله عند بـاب الايوان كتيبتيـن تقـرأ الاولى « تعمير الايوان بسعي الحاج السيد عبد الحسين كليدار حضرة سيد الشهداء سنة 1330 هـ » . وفي الجانب الآخر الكتيبة التالية « قد عمر هذا المكان بهمة آغا حسين خان شجاع السلطان الهمداني دام ظله الفاني سنة 1330 ». وكان أول من بذل الاهتمام بتشييد هذا القبر هو السلطان اسماعيل الصفوي الذي زار العراق عام 914 هـ ـ 1505 م وبنى عليه قبة وجعل له صحناً .
وللشيخ محسن أبو الحب خطيب كربلاء المتوفى سنة 1305 هـ أبيات يخاطب فيها الحر بن يزيد الرياحي بقوله :
نصـرت أبياً من عرانين هاشم فتى من حماه النصر يستنجد النصرا
وجدت بنفس كان لو لإبن أحمد عزيزاً علـى مـن رام إذلالها قسرا
ولكنهـا هانـت عليك لأن من فديت بهـا كبـر النفوس لـه صغرا
جريت بها جـري العبيد أبرها عبودية حتـى غـدوت بهـا حـرا
ألا يا قتيـلاً زعزع المجد قتله فأضحـى عليه المجد ذا مقلة عبرا(1)

وسمع السيد محمد القزويني قول أحد الشعراء المتقدمين في الحر :
أشر للحر من بعد وسلم فإن الحـر تكفيه الإشاره

فقال رداً عليه :
زر الحر الشهيد ولاتؤخر زيارته على الشهدا وقدم
ولاتسمع مقالة من ينادي أشر للحر من بعد و سلم

وقال في المعنى نفسه :

(1) الحائريات / للشيخ محسن أبو الحب المتوفى سنة 1305 هـ ( مخطوط ).
تراث كربلاء 116

إذا ما جئت مغنى الطف بادر لمثوى الحر ويحك بالرواح
وزر مغنـاه من قرب وأنشد ( لنعم الحر حر بني رياح )

مرقد ابن الحمزة

وهو عماد الدين محمد بن علي بن حمزة الطوسى المعروف بابن الحمزة ، كان فقيهاً عالماً فاضلاً عن أعلام القرن الخامس الهجري . يقع مرقده في الطريق العام المؤدي إلى مدينة الهندية ( طويريج ) .

مرقد الأخرس ابن الكاظم

وهو محمد بن أبي الفتح الأخرس (1) ينتهي نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر عليه السلام واليه ينتسبون السادة آل الخرسان في النجف . يقع مرقده بضواحي مدينة كربلاء في المقاطعة المعروفة بـ ( الأبيتر ) .

مرقد عون بن عبد الله

وعلى بعد سبعة أميال من شمال كربلاء ، تشاهد قبة مزينة بالقاشاني ، تلك هي قبة عون بن عبد الله بن جعفر من سلالة الإمام الحسن بن علي عليه السلام . وقد ذكر النسابة السيد جعفر الأعرجي الكاظمي في كتابه ( مناهل الضرب في أنساب العرب ) مانصه : كان سيداً جليلاً مقيماً في الحائر الحسيني ، وكانت له ضيعة على ثلاثة فراسخ من كربلاء ، خرج اليها وأدركه الموت ، فدفن في ضيعته وبنى على مرقده هذا المزار المشهور ، وعليه قبة عالية ، والناس يقصدونه بالنذور وقضاء الحاجات ، ويظن الناس أنه قبر عون بن عبد الله بن جعفر الطيار وهو غير صحيح ، إذ ان اسمه عون بن عبد الله بن جعفر بن مرعي بن علي بن الحسن البنفسج بن ادريس بن داود بن أحمد المسود بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط بن الإمام أمير المؤمنين

(1) مراقد المعارف / للشيخ محمد حرز الدين ج 1 ص 133 .
تراث كربلاء 117

علي بن أبي طالب عليه السلام الأمر الذي اكتفينا بالتنويه عنه (1) ويزار مرقده من قبل العامة والخاصة ، وتنحر عنده الذبائح وتقدم اليه النذور والهدايا .

مرقد السيد أحمد أبو هاشم

يقع مرقده في الشمال الغربي من شفاثا الحالية في طريق طوله 25 كيلو متراً .
ان السيد أحمد الناظر لرأس العين هو أبن محمد أبو الفائز الذي طلبه الرشيد طبيب اولجاتو خدابنده لكي يقتل تاج الدين وأطمعه في نقابة العراق فامتنع من ذلك وهرب من ليلته إلى الحائر (2)أما شهرته أحمد بن هاشم فهي خطأ ، ويحتمل أن يكون أبو هاشم ، لأن الناس إذا أرادوا أن يعظموا علوياً يستنهضونه فيخاطبونه بأبي هاشم .
أما مقاطعة رأس العين فهي نسبة إلى عين شفاثة وتعرف حتى اليوم برأس العين ، وهي أراضي مساحتها 4786 مشارة ، تقع إلى شمال غربي شفاثة بالقرب من الرحالية ، وان تلك الأراضي التي كان السيد أحمد ناظراً عليها ، فيها عين ماء ، ولكن ماءها قليل ، لأنها مطمورة (3) .
وفي أوائل القرن الثامن الهجري صادف فتح العراق من قبل الأمير اقساس تيمور الشهير بتيمور لنك وذلك سنة 797 هـ فجاء إلى كربلاء الأمير عثمان بهادر خان بن تيمور لنك على رأس جيش لمنازلة السلطان أحمد الجلائري ، والتحم

(1) مناهل الضرب في أنساب العرب / للسيد جعفر الأعرجي الكاظمي ( مخطوط ) نسخته في مكتبة الشيخ آغا بزرك الطهراني في النجف .
(2) عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب / لأحمد بن مهنا الداودي ص 335 طبع النجف وانظر : مناهل الضرب في أنساب العرب للنسابة السيد جعفر الأعرجي الكاظمي ( مخطوط ص 565 ) و( مراقد المعارف ) للشيخ محمد حرز الدين ج 1 ص 87
(3) مذكرات السيد مجيد السيد سلمان آل وهاب آل طعمة .
تراث كربلاء 118

القتال بينهما في سهل كربلاء ، ولما فر السلطان أحمد والتجأ إلى حصن عين التمر ، أعقبه عثمان بهادر خان ،وفي الطريق خرج من ضيعته لاستقباله السيد الجليل الحسيب النسيب السيد محمد بن أحمد الموسوي الملقب بأبي طراس ، وعند ذلك خلع عليه الأمير عثمان الخلع والهدايا وعينه ناظراً على حصن عين التمر وخازناً للمشهدين كربلاء والنجف ، ولقب بالأمير محمد شمس الدين بن أحمد شمس الدين الذي قبره لازال ظاهراً يزار فوق شفاثا يعرف بقبر أحمد بن هاشم وهو الجد الأعلى للسادة آل فائز اليوم في كربلاء . ومنذ ذلك الحين أصبح للسادات العلويين من آل فائز وآل زحيك القبيلتين العلويتين الساكنتين يومئذ في الحائر الحسيني أراضي ومزارع من تلك الأراضي التي فتحها الامير المذكور ووهبها لهؤلاء السادة . جاء في كتاب « غاية الاختصار » المنسوب لابي الحسن ابن زهرة نقيـب حـلب قولـه :« وبيت أبي الفائز بالحائر الحسيني قوم من العلويين ذوو نيابة ونخل بشفاثا من أعيان سادات المشهد وكان جدهم شمس الدين محمد ناظراً لشفاثا كريماً موصوفاً بالافضال والجود وهم كانوا بالمشهد على قاعدة البدو وقد دخـلوا فـي طـي الخمـول (1) » .
أما نسب السيد أحمد أبو هاشم فهو : السيد أحمد ناظر رأس العين ابن محمد أبو الفائز ابن أبي جعفر محمد بن علي بن أبي فويرة بن أبي جعفر محمد الحبر خير العمال ابن علي المجدور ابن أبي الطيب أحمد بن محمد الحائري ابن ابراهيم المجاب بن محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام .
وينص صاحب موسوعة ( دائرة المعارف ) بقوله : أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن ابراهيم المجاب بن محمد العابد بن موسى بن جعفر عليه السلام المشهور بأحمد بن هاشم أو أبو هاشم الموسوي الظاهر هو الذي قبره بشفاثة على

(1) غاية الاختصار في البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار / المنسوب لنقيب حلب ص 88
تراث كربلاء 119

ثلاثة مراحل بكربلاء (1).
وقد دون هذا النسب الشريف في المشجرات العائلية المنتشرة في كربلاء وخارجها ،وفي مصنفاث كثيرة مخطوطة ومطبوعة (2) .
وضمن مشجرة سادات كتابجي ، ذكر النسابة المعاصر السيد شهاب الدين المرعشي نسب السيد أحمد أبو هاشم في القرآن الكريم المطبوع في طهران مراراً بطبعات مختلفة .
وهناك الكثير من تلك الادلة الصريحة التي تثبت صحة هذا النسب الشريف .
أما مرقده فلا يقل عن المراقد والمزارات الاخرى أهمية ، حيث تعلوه قبة من القاشاني ، ويحيط به صحن واسع ، ويزور مثواه عدد كبير من عشائر كربلاء وأسرها ، وكذلك من المدن المجاورة في مواسم الزيارات الخاصة كل عام ، فتنحر حواليه الذبائح وتقدم القرابين وتهدى النذور .

(1) دائرة المعارف المسماة بمقتبس الاثر ومجدد ما دثر / للشيخ محمد حسين بن سليمان الأعلمي الحائري ج 3 ص 256 ( طبع قم ).
(2) من المصادرالتي وجد فيها نسب السيد أحمد أبو هاشم هي :
أ ـ أنساب مشجر : لمؤلفه غياث الدين منصور دشتكي الشيرازي المتوفى سنة 968 هـ ، رأيت نسخته الأصلية المخطوطة في مكتبة الامام الرضا العامة بمشهد .
ب ـ تذكرة الأنساب : لمؤلفه أحمد بن مهنا العبيدلي الحسيني ص 657 فصل ( بيت أبي الفائز بالحائر ) مخطوط بمكتبة الامام الرضا العامة بمشهد .
ج ـ بحر الأنسان : للسيد المراد بن المرحوم السيد أحمد النقيب ص 174 مخطوط بمكتبة الامام الرضا العامة بمشهد .
د ـ جامع الأنساب : للسيد محمد علي الروضاتي ج 1 ص 35 طبع إيران 1376 هـ .
هـ ـ بحر الأنساب : للسيد حسين بن محمد الرفاعي الشافعي الحنفي ص 30
و ـ مراقد المعارف : للشيخ محمد حرز الدين ج 1 ص 85

السابق السابق الفهرس التالي التالي