تراث كربلاء 412

باسم ( الندوة ) وإقامة حفلات علمية وأدبية وانشاء مكتبة عامة وإحياء حفلات تمثيلية وغير ذلك . وقد بذل أعضاؤه جهوداً مشكورة في سبيل الاصلاح الوطني والديني ، وعقدت مؤتمرات وطنية في مناسبات مختلفة . ووقفت في كافة الحركات الوطنية مواقف مشرفة دلت على ايمانها القويم واخلاصها الصادق تجاه هذا الوطن ثم تولى إدارتها أخيراً الخطيب الشاعر الشيخ محسن أبو الحب ، وتوقف نشاطها بعد ذلك .
10 ـ جمعية خدمة القرآن


تأسست في صفر 1361 هـ / شباط 1942 م ، وغاية هذه الجمعية نشر معارف القرآن من طريق النشر والتأليف والمحاضرات ، وقد بدأت الجمعية عملها وافتتحت أعمالها باحتفال حضره جمع كبير من وجوه كربلاء وأدبائها وتلى فيها المعتمد كلمة تناولت هذه الغاية وتوضيح الطرق التي أخذت الجمعية على نفسها القيام بها (1) .
11 ـ رابطة الفرات الأوسط


جمعية أدبية ، تأسست في جمادى الأولى سنة 1376 هـ / 1956 م أعضاؤها المؤسسون كل من السيد مرتضى الوهاب والسيد سلمان هادي الطعمة والسيد صادق محمد رضا الطعمة والمحامي مهدي الشيخ عباس وعباس أبو الطوس وحسن عبد الأمير ، وكان مقرها في محلة باب بغداد . وقد ألقيت في افتتاح الجمعية قصيدة للشاب الشاعر صالح الشيخ هادي الخفاجي مطلعها :
اليـوم آن لنـا أن نبلـغ الأربـا بنـدوة تضمـن العرفان والأدبا
ونستعيـد نشاطـاً كـان يدفعنـا نحو السمو ونبني صرحه الخربا

وألقيت عدة محاضرات لأعضائها نشرت في جريدة ( اليقظة ) البغدادية

(1) مجلة ( الميزان ) الكاظمية ( 6 صفر 1361 هـ / 23 شباط 1942 م ) .
تراث كربلاء 413

ومجلة ( العرفان ) اللبنانية ، ودارت في جلساتها مطارحات ومساجلات صورت جوانب هامة من النشاط الفكري . وبعد مضي عام ونصف توقف نشاطها عن العمل .
12 ـ الجمعية الخيرية الإسلامية


تأسست بتاريخ 28 / 3 / 1377 هـ ( 23 / 10 / 1957 م ) بموافقة من وزارة الداخلية ، واغراضها دينية ثقافية تربوية وإرشادية خيرية ـ كما جاء في المادة الثانية من نظامها الداخلي ، ولها آثار جميلة في احياء المواسم الدينية وإصدار النشرات . وساهمت في العمل على بث الفضائل الإسلامية والتوجيه العام . وكان أول رئيس لها الخطيب الشاعر السيد صدر الدين الحكيم الشهرستاني .
13 ـ جمعية الرعاية الاجتماعية


تأسست بتاريخ 1967 م / 1387 هـ وكانت تستهدف خدمة المجتمع من النواحي الصحية والثقافية والعلمية والإنسانية .
14 ـ ندوة الخميس الأدبية


أسسها السيد سلمان هادي الطعمة في داره بكربلاء بتاريخ 1/ 6 / 1967 وكان من اهدافها نشر الثقافة واغناء الحركة الفكرية في المدينة من خلال لقاءاتها مساء كل يوم خميس ، وقد حضرها رعيل من الأدباء العراقيين .
15ـ جمعية الثقافية الوطنية


تأسست عام 1970 م . وهي جمعية سياسية تقدمية ، وكان أول رئيس لها الشاعر عبد الجبارعبد الحسين الخضر . ساهمت في تحريك الوسط الأدبي وذلك باقامة الأماسي الشعرية والندوات الفكرية ، واستقدمت العديد من شعراء وكتاب ومثقفي القطر ، كما أسهمت في التوعية القومية والوطنية .
16ـ جمعية النهضة الإسلامية


تراث كربلاء 414

جمعية دينية تأسست سنة 1970 م في مدرسة العلامة ابن فهد الحلي ، لها مكتبة عامة باسم مكتبة الرسول ، وأول رئيس لها الشيخ عبد اللطيف عبد الحسين الدارمي، وتصدر حالياً مجلة ( صوت الأسلام ) . وقد عقدت عدة أماسي أدبية في مناسبات كثيرة .
17 ـ المنتدى الثقافي


تأسس بتاريخ 12 / 6 / 1977 م موقعه في ساحة الإمام الحسين بجوار المكتبة المركزية . وقد التف حوله العدد الكبير من أبرز أدباء وشعراء كربلاء ، وساهم في أغناء الحركة الأدبية والفكرية ، واستضاف العديد من مفكري القطر لالقاء محاضراتهم ، ولا يزال يواصل نشاطه دون توقف .


تراث كربلاء 415

تاريخ الحركة الفكرية في كربلاء
1900 ـ 1980 م

الشعر :

كربلاء مصدر اشعاع فكري منذ قرون موغلة في القدم ، فقد ساهمت في تطور النهضة الأدبية والحركة الفكرية في العراق مساهمة تستحق كل أكبار خلال مراحل تاريخية مختلفة ، وقد ضمت بين حناياها جمهرة من خيرة الشعراء والأدباء والمفكرين كانوا المصابيح التي تتوهج في سماء الأدب والمعرفة . وقد سايروا التيارات الأدبية المختلفة من خلال ندوات وأمسيات ومهرجانات شعرية ، ساعد ذلك على خلق مناخ أدبي تتوفر فيه كل الشروط اللازمة لنمو الأدب .
وعاش الشاعر الكربلائي أحاسيسه مشبعاً بالروح الدينية والقومية ، وقد عكست لنا تلك البيئة صوراً صادقة لمشاعره وتطلعاته في الحياة . وهو يقرض الشعر فيضمنه بعض ما يختلج في نفسه ويعتلج من شؤون هذه الحياة واوضاعها ، لذا فان انتاجه يتميز بالصدق والاصالة والواقعية . وكان أبرز هؤلاء الشعراء محمد حسن أبو المحاسن وكاظم الهر والسيد جواد الهندي ومحسن أبو الحب وغيرهم ممن فصلتهم في كتابي ( شعراء كربلاء ) الذي يقع في ثلاثة أجزاء .
ويقف الشيخ محمد القريني المتوفى عام 1377 هـ على عتبة الثلاثينات ، حيث

تراث كربلاء 416

أصدر ديوانه ( تغاريد الحياة ) عام 1936 م وقد غلب عليه طابع التقليد . وفي الأربعينات ذاع صيت مهدي جاسم الشماسي ( الشاعر المجهول ) الذي نشر في جريدة النبأ أحلى أشعاره وبنات أفكاره وتوفى سنة 1979 م . كما لمع اسم الشاعر مظهر أطيمش الذي أصدر ديوانه ( اصداء الحياة ) في الخمسينات .
وفي أوائل الخمسينات لمع نجم شعراء أسهموا في انجاب الشعر الحر والمقفى ، وحملوا لواء التجديد في القصيدة العمودية من حيث الأسلوب والتحرر من الأفكار القديمة ، وكان رواد هذه الحركة الشعرية الدكتور صالح جواد الطعمة والدكتور زكي الصراف وعباس أبو الطوس ، ولذا استجدت موضوعات واغراض شعرية لم نكن نعهدها من ذي قبل . وقد تأثر هؤلاء بموجة الشعر الحديث التي كان روادها الأوائل بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي وآخرون غيرهم . وكان لمعاناتهم أثرها البالغ في التعبير مما حفزت الشعراء الشباب في كربلاء أن ينهلوا من غير هذا المنهل العذب ، حتى اشتد عودههم وقوي ساعدهم فبدأوا بالكتابة والنشر في مختلف الصحف والمجلات العربية على اختلافها . وامتداداً لتلك الفترة ظهرت كوكبة جديدة في سماء الشعر الكربلائي كمرتضى الوهاب وهادي الشربتي وعلي محمد الحائري والدكتور ضياء الدين أبو الحب وصدر الدين الحكيم الشهرستاني ومرتضى القزويني وغيرهم ممن ترجم لهم الاستاذ غالب الناهي في كتابه ( دراسات أدبية ) . وهذه المجموعة خضعت إلى المناسبات الدينية والسياسية ، إلا أنها كانت في الوقت نفسه تحرص على رصانة الألفاظ وصياغة المعنى . وفي هذه الفترة بدأ الشعراء الشباب الكتابة الجادة استجابة لروح العصر ومتابعة للحركات الشعرية المعاصرة ، وكان من بين هذه الأسماء شاكر عبد القادر البدري الذي كان ينظم على طريقة الشعر العمودي وتحول في الفترة الأخيرة بديوانه ( الخطوات ) نحو الشعر الحديث .
وعبد الجبار الخضر الذي تمثلت فيه النزعة الحديثة وبخاصة في مجموعته (شهرزاد في خيام اللاجئين) وعدنان غازي الغزالي في مجموعتيه (عبير وزيتون)

تراث كربلاء 417

و ( ارجوحة في عرس القمر ) وكان يهتم بالاسطورة والرمز والايحاء مما يجعل شعره يتسم برومانسية محببة . ومحمد علي الخفاجي وهو من الذين كتبوا في الشعر والمسرح ما أغنى المكتبة العربية وبخاصة في مسرحيته المشهورة ( ثانية يجيء الحسين ) وبدواوينه ( شباب وسراب ) و ( مهراً لعينيها ) و ( لولم ينطق النابالم ) و( أنا وهواك خلف الباب ) و( لم يأت أمس سأقابله الليلة ) .
وباسم يوسف الحمداني الذي صدرت له مجموعتان ( مرافئ الظلال ) و( فارس الصمت ) وقد حاول فيهما الجمع بين المنهج التقليدي وطريقة الشعر الحديث . ومن الشعراء الذين واكبوا هذه الحركة عدنان حمدان ، إذ يتميزهذا الشاعر بجزالة شعره وحسر سبكه رغم كونه لم يخرج عن النطاق التقليدي . وما دمنا في صدد الحديث عن الشعر العمودي الرصين ، فلا بد لنا أن نذكر كلاً من عبد الرضا الصخني الذي أصدر مجموعة باسم ( خواطر ) وعلي كاظم الفتال الذي صدرت له مجموعته الأولى في الستينات باسم ( براعم صغيرة ) وصالح هادي الخفاجي وعبد الستار محسن الجواد ومحمد زمان وصاحب الشاهر وغيرهم ممن حافظوا على الأساليب القديمة ، وهم اليوم يدفعون عجلة الشعر في كربلاء إلى الأمام ، ويطالبون بالتجديد . على أن هناك شعراء آخرون أخذوا بالقضية العامة ووقفوا قصائدهم عليها ، وهم اليوم في الصفوف الأولى من حياتنا النضالية والشعرية يرتبطون بفكر الثورة العربية ومسيرتها الدامية . وهي لاشك أصوات شابة أضافت أشياء جديدة لشعرنا العربي المعاصر ، وانها لتبشر بمستقبل وضاء نرجو لها التفتح والازدهار في طريق التجديد والمواكبة خدمة للوطن والثورة .


القصة :

والقصة كأي فن من الفنون الأدبية تنقل لنا صوراً عن الظواهر الاجتماعية وتعكس ما يعانيه الانسان عبر حياته اليومية من أتراح وأفراح ، وطبيعي ان لكل قصة هدفاً واتجاهاً يحاول كاتبها الوصول اليه .

تراث كربلاء 418

في الأربعينات نهضت فئة من الادباء بالأدب القصصي إلى نضوج فني في عدد من النماذج المجدة المستمدة من واقع المحيط كما لمسنا عند علي غالب الخزرجي الذي بدأ ينشر قصصه في المجلات المحلية ثم أصدرها في كتاب باسم ( مصباح الظلمتين ) عام 1949 ومشكور الأسدي الذي ساهم بقسط وافر من نتاجه في مجلة الرسالة وصحيفة الهاتف .
ثم جرت محاولات أخرى في مطلع الخمسينات لعدد من كتاب القصة اندفعوا لتصوير الحوادث الإجتماعية ونواح تتصل بحياة الناس العامة ، وشهدت هذه الفترة ازدهار القصة في الوسط الأدبي الكربلائي ، إذ سعى فريق من أدباء هذا الجيل في نشر العديد من قصصهم في صحف ومجلات عربية ، وضحت الكثير من ملامح وسمات المجتمع ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على امتلاك القاص الرؤية لواقع المجتمع ومحاولته لمعالجة العديد من مظاهر التخلف في العراق . ولعل أبرز كتاب هذه الفترة بدري حسون فريد ، صالح جواد الطعمة ، حسين فهمي الخزرجي ، ومهدي جاسم الذي صدرت له مجموعة قصصية باسم ( العمة الؤلؤة ) وفائق مجبل الكماني الذي صدرت له ( ألوان الحياة ) وكان قد نشر فصولها في جريدة (القدوة) الكربلائية .
وتبع ذلك جيل آخر وذلك في النصف الثاني من الخمسينات ، أخذ بيد الحركة الأدبية ليدفع بها إلى أمام ، ونجد بعض هذه الأعمال القصصية ما كتبه شاكر السعيد في مجموعته ( نفوس جديدة ) ومرتضى الوهاب ما نشره في مجلة ( العرفان ) اللبنانية . كما نلمس نشاطاً ملحوظاً أعقب تلك الفترة من النتاج القصصي الذي كتب في الستينات . وقد كشفت هذه الحقبة عن واقع الحياة السياسية التي لعب فيها الأديب دوراً هاماً ، مما جعله يرتبط بواقع الحياة ، رغم الاختلاف في الاتجاهات الفكرية . وشهدت هذه الفترة أعمالاً قصصية لعدد من شباب هذا الجيل واصلوا الانتاج منهم عبد الجبار الخضر ومحمد

تراث كربلاء 419

نور عباس وعلي الفتال وغيرهم ممن حاولوا معالجة المشاكل وكتابة القصص ذات الأصالة والدقة .
ويمكن للقارئ أن يجد أسماء عديدة لامعة احتلت أبرز أعمدة الصحف والمجلات للجيل الجديد الواعي من القصاصين بينما زالوا ينشرون إنتاجهم وهو يحمل تباشير نضج تدعو إلى التجديد .


النقد :

في العشرينات كان أبرز ناقد عرفته الأوساط الكربلائية ذلك هو السيد هبة الدين الحسيني وزير المعارف الأسبق وذلك بما نشره على صفحات مجلة ( المرشد ) من تعريف بالكتب الصادرة في حينها ونقدها نقداً موضوعياً . وكان ممن عالج موضوع النقد أيضاً مشكور الأسدي بما نشره على صفحات جريدة ( الغروب ) و ( الندوة ) الصادرتين في كربلاء ، وكان إذ ذاك طالباً بالجامعة المصرية .
ويقف الدكتور صالح جواد الطعمة في الخمسينات على عتبة النقد إضافة إلى اهتماماته بالشعر والقصة والمقالة . فله بحوث نقدية نشرت في الفكر والهاتف والثقافة الجديدة والأديب والآداب .
أما الدكتور محمد جواد رضا ( دعبل ) فهو الآخر الذي له جملة مقالات نقدية نشرت في جريدة ( النبأ ) والصحف المحلية الأخرى . وقد شارك في هذا الباب حسن عبد الأمير بما نشره من نقد وتحليل لبعض الكتب التي صدرت في حينها . وفي السبعينات كان لمحمد نور عباس وعلي الفتال أسهامات طيبة في تحليل الكتب وعرضها . هناك من اختص بالنقد السينمائي أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر رضا عبد الجليل الطيار الذي نشرت له جريدة ( الجمهورية ) عدة مقالات نقدية وعزي الوهاب الذي نشر بعض الدراسات والنصوص المسرحية في ( الأفلام ) و( المسرح والسينما ) و( الاذاعة والتلفزيون ) . وإضافة إلى ذلك فإن هناك الكثير من أدباء الشباب لازالوا يمارسون الكتابة في هذا المجال .

تراث كربلاء 420


الترجمة :

وفي مجال الترجمة ظهر أدباء أسهموا في ترجمة الكتب والمقالات والبحوث العديدة من اللغات الانكليزية والفرنسية والفارسية والروسية إلى العربية نذكر منهم الدكتور عبد الجواد الكليدار الذي نشر فصولاً تاريخية مسهبة عن الفرنسية على صفحات العرفان والاعتدال وجريدته الأحرار . وصادق نشأت الذي ترجم الكثير من الكتب والمقالات عن الفارسية . ومصطفى السيد سعيد الطعمة الذي ترجم كتاب ( مقدمة التربية ) عن الانكليزية ، وله عدا ذلك كتب مخطوطة كلها مترجمة . وتقي المصعبي الذي ترجم كتاب ( خطط الكوفة وشرح خريطتها ) للمستشرق لويس ماسينيون عن الفرنسية . وأحمد حامد الصراف الذي ترجم ( رباعيات الخيام ) نثراً عن الفارسية .
وفي الأربعينات برز السيد صالح الشهرستاني بترجمة المقالات عن الفارسية نشرها في مجلة ( العرفان ) ومجلة ( الاخاء ) .
أما في الخمسينات وما بعدها فقد نشط رعيل من مفكري كربلاء بعد عودتهم من جامعات الغرب فترجموا المقالات والبحوث المختلفة عن الانكليزية وقد نشرت في حينها نذكر منهم الدكتور جليل أبو الحب الذي ترجم كتاب ( كندي وسرحان لماذا ) والدكتور صالح جواد الطعمة ومحسن مهدي ومحمد تقي مهدي .
كما ترجم لنا الشاعر مهدي جاسم ( رباعيات قدس نخعي ) و( رباعيات الخيام ) شعراً عن الفارسية . ورزاق جميل الصافي الذي ترجم كتاب ( القاموس السياسي ) عن اللغة الروسية وغيرهم كثيرون .

المقالة :

احتلت المقالة وما تزال جانباً كبيراً من الساحة الأدبية ، وقد ضمت كربلاء

تراث كربلاء 421

جمهرة من اولئك الكتاب الذين أزدهر هذا القرن بثمرات قرائحهم ونتاج أفكارهم . وكانت تعقد في محافل كربلاء الأدبية جلسات وندوات وأماسي فريدة تدور فيها المساجلات الطريفة والغرر المحجلة من عيون الشعرالعربي الر ائق ، وكان لها تأثير كبير في نفوس السامعين .
وكما كان للشعر مجاله الأرحب كان للنثر أيضاً . وكان الكتاب يكتبون في مطلع هذا القرن بالطريقة المرسلة التي لا تعرف التكلف ، تناولوا موضوعات مختلفة من أدب وتاريخ ودراسة وفولكلور وقضايا اجتماعية تميزت بحسن الأداء وسهوله التعبير والصراحة والجرأة ، وقد أدوا رسالتهم بمهارة وإخلاص . ففي عام 1033 أصدر الدكتور عبد الجواد الكليدار جريدة ( الأحرار ) عارضت الوزارة الكيلانية القائمة معارضة شديدة ، وعلى أثر نشر مقال خطير بعنوان ( أمر دبر بليل ) عطلت الجريدة والقي القبض على صاحبها وأغرم بعد أن أجريت محاكمته وتوقيفه لبضعة أشهر. يقول السيد عبد الرزاق الحسني في كتابه ( تاريخ الصحافة العراقية ) :
( وبالرغم من الكوارث التي انزلت بالجريدة وبصاحبها فإنها لم تغير خطتها ولم تثن عن معارضتها ) . على أن هناك فئة أخرى من الكتاب الشباب ترسموا خطى الماضين ونسجوا على منوالهم وأضافوا إلى إنتاجهم تجارب أدبية جديدة اكتسبوها من العصر الحديث ومتطلباته .
ولعل أبرز هؤلاء الكتاب الذين أنجبهم هذا القرن هم : السيد هبة الدين الحسيني وأحمد حامد الصراف وتقي المصعبي وعباس علوان الصالح ومشكور الأسدي وعبد الجواد الكليدار وعبد الرزاق الوهاب ومصطفى السيد سعيد آل طعمة والدكتور سعدون حمادي ومحمد حسن مصطفى الكليدار والدكتور محمد جواد رضا والدكتور صالح جواد الطعمة وصادق محمد رضا الطعمة وجاسم الكلكاوي وحسن عبد الأمير ومحمد نور عباس وعلي الفتال وغيرهم

تراث كربلاء 422

ممن يطول الكلام عنهم . وقد أشبعت هذا الجانب في العديد من كتبي المطبوعة .

السابق السابق الفهرس