|
|
ان سوء الظن ينشا في الغالب من الباطن السيئ والنفس المريضة والشخص السيء لا يحسن الظن باحد لان مراة باطنة سيئة ووسخة ومهشمة . ولذلك فهو لا يستطيع بواسطة هذه المراة المهشمة والوسخة ان يرى وجوه الاخرين نظيفة وبشكلها الحقيقي الصحيح . حيث يقول الامام امير المؤمنين عليه السلام : (الشرير لا يظن باحد خيرا لانه لا يراه الا بطبع نفسه) (1) . والاسوا من ذلك كله هو ان تسيء الزوجة الظن بزوجها . فهي في هذه الحالة تدمر حياتها وحياة زوجها . طالعوا هذه الرسالة التي تتضمن سوء ظن الزوجة بزوجها .
الرسالة : . . . زوجتي تريد ان تعرف وتطلع على كل شيء وتسال وتستجوب ايا كان ، فهي تراقب كل داخل وخارج وتتنصت على كلام الاخرين واحاديثهم ، انها تسيء الظن بالجميع وهي تتصور دائما ان الاخرين ينصبون لها الافخاخ ويريدون الايقاع بها وان هناك دسيسة في الامر ونظرة سوء تجاهها .
انها مجبولة بالشك وسوء الظن وتريد دائما ان تعرف اين اذهب مع من اتحدث وما هي الامور التي اتحدث عنها مع الاخرين ولماذا تحدثت حول تلك الامور واحيانا تتعقبني بصورة سرية الى مكان عملي . . . واحيانا عندما كنت البس حذائي كانت تنظف حذائي وتربط اشرطة الحذاء وكنت في البداية اتصور انها تفعل ذلك بدافع حبها لي وتعلقها بي ولكني اكتشفت بعد ذلك انها تقوم بفحص احذيتي والتدقيق فيها لدى عودتي الى المنزل لتتاكد من انني لم اذهب الى اي مكان اخر غير مكان عملي ، ولكي تتاكد هل فككت اشرطة حذائي ام لا ؟! .
لقد تعبت من هذه التصرفات واريد ان اتخلص من هذه الحياة المليئة بالعذاب والالام . . . فماذا افعل ؟
1ـ ان مثل هذه الافكار والظنون قد تظهر احيانا عند النساء والزوجات نتيجة عواطفهم الجياشة ومحبتهم الشديدة . فالمراة تقلق وتضطرب وتقوم بمثل هذه
|
|
(1) غرر الحكم ودرر الكلم حرف الشين .
|
التصرفات ظنا منها ان امراة اخرى قد تاخذ زوجها منها وتستولي على قلبه ومشاعره والحل في مثل هذه الحالة هو ان يطلع الزوج زوجته برواحه ومجيئه والاماكن التي يتردد عليها وذلك في اطار ما يقره العقل ويسمح به الشرع ويطمئنها بانه لا يزال وفيا لها وملتزما بما تعهد به لها .
2ـ واحيانا تظهر مثل هذه الحالة وهذه التصرفات عند المراة نتيجة مجالسة النساء الشريرات والخبيثات اللواتي يبدان بتلفيق الاكاذيب عن هذا وذاك وينسبن الى الاخرين ، مختلف التهم والافتراءات ما يترك القلق والاضطراب في قلب هذه الزوجة الشابة المسكينة حيث تعشعش الوساوس والاوهام في كيانها وافكارها وكان هناك في اعماقها من يحذرها ويقول لها : اياك ان تغفلي عن زوجك لحظة واحدة فهو عديم الوفاء وطائش . وفي مثل هذه الحالة فان على هذه الزوجة ان لا تعاشر مثل هؤلاء النسوة الخبيثات الماكرات لان الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام يقول :( مجالسة الاشرار تورث سوء الظن بالاخيار) (1) الى جانب ذلك فان على الزوجة ان تملا اوقات فراغها بالاعمال المفيدة النافعة التي تبعث الامل في نفسها وتقوي ثقتها بذاتها كما ان عليها مصادقة ومعاشرة الصالحات والطيبات والمؤمنات من النساء .
3ـ اعلم ايها الاخ الكريم بان جذور سوء الظن تنشا وتنمو في الادمغة الظحلة والنفوس الضعيفة وتضيق الخناق على الافكار القويمة والصحيحة وتقضي على حصيلة العمر وسعادة وهناء الحياة . كما ان سوء الظن هو دافع لارتكاب مزيد من الاخطاء والانجراف نحو مزيد من الاثام والمعاصي وقبائح الاعمال والتصرفات وخلاصة القول ان سوء الظن هو «افة تهدد سلامة الحياة العائلية» . وعليه يجب ان نقوي الروح من خلال ذكر الله ومن خلال ترسيخ الايمان بالله والالتزام اكثر فاكثر بالورع والتقوى .
وعلينا ان نعمق افكارنا بالحكمة والمعرفة وان نحول دون تنامي سوء الظن واستفحاله من خلال الالتزام بمبادئ الامانة والصدق والوفاء والعفة ونؤمن بذلك حياة هادءة لائقة ومرفقة لنا ولافراد اسرتنا وللجميع . ونحن كلنا امل في ان تعملوا
|
|
(1) بحار الانار ، ج 74 ص 197 .
|
بهذه التوجيهات وتنفذوا هذه الارشادات لتنعموا انتم وافراد اسركم بالسعادة والهناء ويعود الوئام والمحبة الى بيوتكم .
نتمنى لك التوفيق ايها الاخ الفاضل واطلب العون والسداد من الباري تبارك وتعالى .
|
الكذب يدمر الحياة الزوجية
|
|
|
 |
ماهي اسوا صفة يمكن ان تتصف بها المراة ؟
وردا على هذا السؤال كتبت احدى الاخوات المثقفات تقول :
الرسالة : . . . ان اسوا صفة يمكن ان تتصف بها المراة هي :
1ـ الكذب 2ـ سوء الخلق 3ـ الكلام البذيء والتهكم 4ـ . . . .
فالكذب هو صفة سيئة ومذمومة سواء كان الكذب بجد او بهزل ومزاح والمراة يجب ان لا تكذب ابدا على زوجها واولادها مهما كانت الظروف ، والويل لتلك المراة التي تتعود على الكذب . لان الحياة الزوجية اذا سادها الكذب فان جوا من عدم الثقة وعدم الوئام والتنازع والخلافات سيحل محل الالفة والمحبة والصفاء بين افراد الاسرة ولاسيما بين الزوج والزوجة وسيجعل كلا منهما لا يقبل بكلام الاخر ويسيء الطن به وتكون النتيجة ان يعيش كل من الزوج والزوجة كل لحظة في قلق واضطراب . . . ولكن في بعض الاحيان تضطر الزوجة للكذب نتجية تعنت الزوج واستبداده برايه . فعلى سبيل المثال ياتي ضيف الى المنزل وبعد فترة يغادر البيت . ثم ياتي الزوج الى المنزل ويسال زوجته : من جاء الى البيت ؟ ونظرا لان الزوجة تخاف ان ينزعج زوجها وتثور ثائرته ويغضب فانها تضطر لان تكذب عليه وتقول له : لم يات احد الى البيت . لانها تخشى ان هي اخبرته بالحقيقة ان يثير نزاعا وشجارا في البيت ويقول لها : ماذا حدث ؟ لماذا ياتون الينا في كل يوم ؟ اني لم اذهب الى بيتهم الا نادرا .
 |
|
 |
حبذا لو نصحتم الازواج بان لا يتخذوا موقفا متشددا الى هذا الحد وفي نفس الوقت انصحوا الزوجات بالامتناع عن الكذب . . .
دعونا نتحدث اولا عن قباحة الكذب الذي هو من اكبر اخطاء اللسان ، لان الاخلاق والعادات واساليب الكلام وكذلك مظهر الوجه كلها تختلف من شخص لاخر فبعضها قبيح وبعضها جميل وحسن وبعضها الاخر اكثر جمالا من غيره او ان بعض تلك الاخلاق والعادات والصفات اقبح من غيره . وفيما يتعلق باساليب الكلام والاقوال فان الكذب هو من اقبح الكلام وارذل الصفات ويقال ان العبد عندما يكذب فان الملائكة تنفر وتبتعد عنه لشدة رائحة الميتة النتنة التي تنبعث منه . الكذب هو بمثابة الفاس التي تدمر بناء وكيان الاسرة المتين وتقتلع جذورها من الاساس وتزلزل امنها واستقرارها . الرجل او الزوج عندما يعود الى البيت يحب ان يرى المنزل مشرقا تنبعث منه رائحة زكية طيبة . ولكن الكذب يجعل البيت مظلما ومصيره ومستقبله غامضا مجهولا ويجعل من القضايا والامور غير الواقعية التي تحدث في البيت قضايا واقعية . والكذب يفصم عرى الثقة بين افراد الاسرة الواحدة . اذ لا يمكن الاعتماد على الشخص الكذاب والوثوق به والاطمئنان الى كلامه وحديثه الكاذب . كيف لا يكون الشخص الكذاب كذلك وهو الذي قضى على سمعته واساء الى علاقاته مع الاخرين ودمر تلك الثقة التي كان الاخرون يولونها له بل ان الشخص الكذاب هو انسان فقد حياته واصبح ميتة تنبعث منه رائحة نتنة . . . لان الحي يمتاز على الميت بكونه يمكن الاتصال به والاعتماد عليه والشخص الكذاب ليس جديرا بالثقة وبالتالي فهو يجعل نفسه في عداد الموتى .
اذن ما اقبح ان يكذب الزوج والزوجة احدهما على الاخر ويقضيا على شجرة الحياة اليانعة ويقتلعا جذور الثقة فيما بينهما . فقد ثبت من خلال التجربة بان الكذب لا يدوم وسرعان ما تنكشف وتتضح الحقيقة من خلال تصرف معين او كلام يبوح به الشخص الكذاب دون وعي . والسبب هو ان نظام الخلقة والحوادث التي تقع ضمن هذا النظام مرتبطة تماما ببعضها البعض وان اي انسان او غير انسان لا يمكنه ان يخفي جميع حلقات ووقائع حادث ما او عدة حوادث واذا افترضنا انه استطاع ان يخفي حقيقة حادث ما فانه لا يستطيع ابدا ان يخفي كافة العناصر والوقائع العديدة المرتبطة بذلك الحادث ، اذا ان بعض جوانبه ووقائعه تتكشف
وتظهر للعيان لا محالة ويتضح كذب هذا الشخص وعدم اهمية وتفاهة كلامه . والقران الكريم يحدثنا عن قصة يوسف عليه السلام وكيف ان اخوته كذبوا على ابيهم حيث يقول تبارك وتعالى قي القران الكريم : «وجاءوا اباهم عشاء يبكون ، قالوا يا ابانا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فاكله الذئب وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين . وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم انفسكم امرا . . .» (1) .
فاخذ الوالد يعقوب عليه السلام قميص يوسف عليه السلام ونظر اليه بدهشة وتعجب وتساءل قائلا : كيف ان الذئب افترس ابني وقطع اوصاله في حين ان ثيابه لم تتمزق وبقيت سليمة ؟! .
* * *
الزوجة التي تكذب على زوجها وتقول له : «لم يات احد الى بيتنا» قد ترتاح لبعض الوقت من الضجة التي يثيرها زوجها ولكن الحقيقة سوف تتضح وتتكشف عاجلا ام اجلا ويظهر كذبها وعندها ستحدث مشكلة اكبر وضجة اعنف . فالزوج يقول في نفسه : من المؤكد ان اشخاصا اخرين يترددون على بيتي وان هذه المراة الكذابة تخفي بمكرها وخداعها الحقيقة علي وتخدعني . وتكون هذه بداية سوء الظن بين الزوج وزوجته حيث تحرق نار سوء الظن شجرة الحياة الزوجية اليانعة الخضراء وتقضي على سعادة الاسرة وكيانها وقد يشعل الكذب في حالات كثيرة شرارة تحرق كيان الاسرة وتقضي على هنائها وسعادتها وتفاؤلها واستقرارها وتحولها الى رماد . اذن وعلى ضوء ما ذكرناه علينا ان نقر ونعترف بان الكذب هو من اسوا الصفات ويجب على الزوج والزوجة ان لا يكذب احدهما على الاخر وعلى الابوين ان لا يكذبا على ابنائهما فالامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام يقول : (الكذب افة تفسد كل شيء وليست هناك صفة اقبح من الكذب) (2) .
وفق الله الجميع للالتزام بالصدق واجتناب الخداع والكذب والخيانة وسوف نتحدث فيما بعد عن ضرورة ان يعامل الزوج زوجته برفق ولطف ومحبة .
|
(1) سورة يوسف ، الايات : 15 ، 16 ، 17 .
(2) نهج البلاغة .
|
|
الالتزام بالحجاب والعفة يجعل الحياة الزوجية والعائلية
مستقرة يسودها التفاهم والمحبة والوئام
|
|
|
 |
من اجل المحافظة على امن وسلامة كيان الاسرة وتامين سعادتها واستقرارها وتعزيز اركانها ، هناك واجباب ومسؤوليات تقع على عاتق كل من الزوج والزوجة : فيجب على الزوجة ان لا تتبرج امام غير المحارم من الرجال وان تلتزم بالرصانة والعفة ولا تبدي زينتها وجمال جسمها ومفاتنها امام سائر الرجال ولا تتبختر امامهم لتثير غرائزهم الجنسية واذا التزمت بهذه الامور فانها تكون وفية لزوجها وتثبت بذلك حبها واخلاصها له ، والزوج ايضا يجب ان يكون وفيا ومخلصا لزوجته ويمتنع عن النظر الى غير المحارم من النساء ويغض بصره عنهن . واذا ما وقع بصره على امراة اجنبية بصورة لا ارادية وعن غير قصد فيجب عليه ان يغض بصره عنها فورا . لان مواصلة النظر الى المراة الاجنبية يثير نار الشهوة ويؤدي بالتالي الى الانحراف كما قال الامام الصادق عليه السلام : (النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة كفى بها لصاحبها فتنة) (1) لان العين لا تشبع من النظر الى جمال المراة وهي ترغب بكل ما تراه من وجوه جميلة وتكون نتيجة ذلك الخروج عن طريق العفة والوفاء والامانة والوقوع في شرك الرذيلة والخيانة الزوجية حيث ان النظر الحرام الى المراة الاجنبية هو سهم مسموم من سهام الشيطان ، يعكر صفو الحياة العائلية ويهدد سلامتها ويقوض اركانها ويهدم جدران الامن والسلامة
|
|
(1) وسائل الشيعة ، ج 14 ص 139 باب 104 ح 6 .
|
والسعادة التي تحيط بالبيت ، مما يجعل الحياة العائلية والزوجية عرض الانحرافات والمشاكل والخيانة وعدم الوفاء . فالرجل الذي يرمي بنظراته الى هذه المراة الاجنبية او تلك لا يعود ينظر الى جمال زوجته وبيته واولاده ولا تعود زوجته تعني في نظرة شيئا ومهما تزينت ولبست اجمل الملابس وافخرها فان ذلك كله لا يعود يعني شيئا في نظر زوجها المتهتك الذي يسعى وراء شهواته وملذاته ، والامام الصادق عليه السلام يقول : النظرة سهم من سهام ابليس مسموم (1) . والان لنقرا هذه الرسالة التي وصلتنا من احدى الاخوات الفاضلات .
الرسالة : . . . يعلم زوجي كم انا ضحيت وقترت على نفسي واقتصدت في نفقات البيت حتى وصل الى ما وصل اليه الان ، عشنا معا مدة خمسة عشر عاما حياة سعيدة جدا وانجبت له طفلين . كنا نحب بعضنا بعضا الى اقصى الحدود . . . ولكنه اكتسب عادة سيئة في الاونه الاخيرة فهو ينتقدني على ما ارتديه من ملابس ويقول : زوجت فلان اجمل منك واكثر روعة من حيث الملابس التي ترتديها . انه يرمق النساء الاخريات بنظرات مريبة ويتحدث امامي دائما عن هندامهن وجمالهن . . .
وعندما نذهب لزيارة الاقارب والاصدقاء فانه ينهمك في النظر الى النساء الاخريات والمزاح والضحك معهن وملاطفتهن ولا يهتم بي ابدا. . . عندها تستعر النار في قلبي وانفجر بالبكاء . . . لقد نفذ صبري ولم اعد احتمل ، اريد ان اخذ اطفالي وافر الى الصحاري والجبال . . . ارجوكم قدموا النصح والتوجيه لي ولزوجي . قولوا له لماذا يقوم بمثل هذه التصرفات ، لماذا يحرق قلبي ؟ لماذا يدمر حياتنا الزوجية السعيدة التي كنا نعيشها من قبل ؟ لماذا تخلى عن وفائه واخلاصه لي ؟ . . .
اذن لكي لا تنهار الحياة الزوجية ولا يحترق قلب رفيقة العمر ولا تجرح مشاعرها واحاسيسها يجب على الرجل ان يغض بصره عن غير المحارم من النساء . كما يجب على الزوجة (المراة) التي تعتبر مسؤولية الامومة شرفا كبيرا لها ومن اغلى القيم التي يمكن ان تحظى بها وترى ان سلامة اسرتها مستمدة من
|
|
(1) وسائل الشيعة ، ج 14 ص 138 باب 104 .
|
سلامة الاسر الاخرى ، ان لا تختلط اكثر من اللازم ولا تتمازح وتضحك مع غير المحارم من الرجال ولا تتبرج ولا تبدي امامهم زينتها ومعالم جمال جسمها . (ان القران الكريم واحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والائمة الاطهار عليهم افضل الصلاة والسلام تدعو كلها الى ذلك وتطلب من المراة ان تلتزم بالحجاب وتمتنع عن مخالطة الرجال غير المحارم ولاتتبرج ولا تبدي زينتها ومعالم جمالها الا لزوجها والهدف من ذلك كله الحفاظ على كيان الاسرة والحيلولة دون تفككها وانهيارها والذي يعني في الحقيقة انهيار المجتمع الذي يستند وجوده وكيانه على وجود وكيان الاسرة فكلما كانت الاسر سليمة متماسكة كلما كان المجتمع قويا وسليما ومتماسكا وان ما نشهده اليوم من تفكك في المجتمعات الغربية والمجتمعات غير الاسلامية هو نتيجة لتفكك الاسر وانهيار القيم الخلقية فيها وهذا كله نتيجة تمادي النساء في تلك المجتمعات في مخالطة الرجال والتبرج دون حدود ونتيجة ما يسمى بثقافة العري السائدة فيها ونتيجة لذلك كله باتت المجتمعات الغربية تواجه ازمات خطيرة تنعكس اثارها على كل فرد من افرادها وبات الغرب اليوم مهددا بالانهيار اجتماعيا وخلقيا) (1) .
اذن على المراة ان تتحجب وتمتنع عن التبرج حتى امام اقاربها من الرجال عندما ياتون الى منزلها . اذ كثيرا ما تصدر عن الاقارب من الرجال تصرفات مشينة وهفوات ، حيث لا تنتبه المراة الى النظرات المشبوهة والنوايا السيئة لهؤلاء الرجال ولا تدرك مغزاها ، بسبب طهارة قلبها وصفاء مشاعرها واحاسييها . فزوج العمة وزوج الخالة وابن العمة وابن العم وابن الخالة وابن الخال وشقيق الزوج وزوج الاخت وزوج اخت الزوج و . . . هؤلاء كلهم ليسوا محارم بالنسبة للمراة ويجب عليها ان تتحجب ولا تتبرج امامهم وتلتزم بما يفرضه عليها الشرع الاسلامي وهي ترتكب ذنبا اذا لم تلتزم بهذه الامور التي ذكرناها وكثيرا ما تؤذي المراة زوجها وتجعله يسخط عليها بسبب تصرفاتها هذه . كما ان عدم التزام المراة بالحجاب الاسلامي وظهورها متبجة امام الرجال يهدم الحياة الزوجية ويؤثر سلبيا على الصفاء والمحبة والتفاهم الموجود بين الزوجين . الرسالة التالية وصلتنا من احد الاخوة والافاضل ويتحدث كاتبها عن هذا الموضوع الذي اشرنا اليه انفا :
الرسالة : . . . تزوجت منها قبل حوالي ثماني سنوات ولي منها ولدان احدهما في الخامسة والاخر في الثالثة من العمر . زوجتي امراة طيبة وربة بيت بارعة واني اخذ الدروس والعبر من اخلاقها وتضحياتها واخلاصها . ولكن الشيء الذي يؤلمني ويعذبني هو انها لا تلتزم بالحجاب كما يجب ولا سيما في البيت . فعندما ياتي الينا ضيوف تكتفي بارتداء ملابس غير محتشمة وهي لا تغطي شعر راسها بشكل كامل امام الرجال الاخرين . وعندما اطلب ان تتحجب بشكل كامل تقول : المهم ان يكون القلب نظيفا . اما الامور الاخرى فليست مهمة وليست ذنبا . ارجو منكم ان تقدموا النصائح والارشادات والتوجيهات لزوجتي والنساء والاخريات من امثالها . لعلها تسمع كلامكم وتفهم حقيقة مايقوله الشرع الاسلامي وتقرر الالتزام بالقوانين والمبادئ الشرعية ، اني احبها كثيرا واريد ان اعيش معها حياة سعيدة وهانئة .
هناك نقطة مهمة جدا يجب ان ياخذها جميع الرجال بعين الاعتبار وهي : صحيح ان الغيرة والحرص على الشرف والكرامة هي من الصفات الحسنة والمحببة وان كل رجل يجب ان يكون غيورا بكل معنى الكلمة حفاظا على عفة زوجته وشرف كرامة بيته واسرته ولكن الغيرة اذا تجاوزت حدودها تصبح امرا قبيحا وضارا . واساسا فان القاعدة العامة في هذا المجال هي التي وردت في القران الكريم حيث يقول : «يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع عليم» (1) .
اي لا تطلبوا من عباد الله امورا لم يطلبها منهم الله ورسوله . ويقول الامام جعفر الصادق عليه السلام : (انما يامر بالمعروف وينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال : عالم بما يامر ، عالم بما ينهى ، عادل فيما يامر ، عادل فيما ينهى ، رفيق بما يامر ، رفيق بما ينهى) (2) .
|
(1) سورة الحجرات ، اية : 1 .
(2) تحف العقول عن ال الرسول ، ص 261 . ط الاعلمي ـ بيروت .
|
لان استخدام الشدة والعنف في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يجعل الاخرين الذين نريد ان ننصحهم ونرشدهم الى الطريق الصحيح ينفرون ويتذمرون منا . لنقرا الرسالة التالية :
الرسالة : . . . تزوجت من فتاة غير واعية وغير ملتزمة بالحجاب وعندما تزوجنا اشترطت عليها ارتداء الحجاب الشرعي فوافقت على ذلك كما تعهدت بغض بصرها عن غير المحارم من الرجال وعدم مخالطتهم كما اشترطت عليها شروطا اخرى وافقت عليها جميعا وتعهدت بان تكون مخلصة ووفية لي .
. . . اما انا فكنت اوكد عليها كثيرا بخصوص الحجاب وكنت انبهها باستمرار الى هذا الموضوع والالتزام به . كنت الح واصر عليها كثيرا . صار عندي نوع من الوسواس ، اذ كنت اقول لها دائما ، لماذا نظرت الى الرجل الفلاني ؟ . . . لماذا زارك بهذا الشكل ؟ لماذا ربطتك هكذا ؟ لماذا ولماذا ؟ . . .
والان وبعد ان تخلت زوجتي عن الحجاب الذي كنت اريده ولم تعد تقبل العيش معي ، ادركت باني كنت متشددا جدا في هذا الامر ، واني كنت اطلب منها اكثر بكثير مما يطلبه الاسلام منها . . . على ايه حال فقد اصبح لديها نوع من التذمر والتنفر تجاهي وهي الان تريد الطلاق وتقول ، بانها لا تستطيع الاستمرار في هذا الحياة المليئة بالمعاناة والعذاب . . .
وحبذا لو ضغطت ايها الاخر الكريم على نفسك وتجنبت التعسف والشدة ، بدل اتخاذك هذا الموقف المتصلب تجاه زوجتك . لان الامام الصادق عليه السلام يقول : (مامن مظلمة اشد من مظلمة لا يجد صاحبها عليها عونا الا الله عزوجل) (1) .
ان دين الله ، له طريق قويم ومستقيم يؤدي اليه ، واي انحراف عن هذا الطريق واي افراط وغلو واي اهمال وتقاعس ، يعيق حركة الانسان باتجاه تنفيذ مبادئ واحكام الاسلام التي سنها الباري تبارك وتعالى . نساله تعلى ان يرشدنا دائما الى الطريق القويم وان يثبتنا على طريق الحق .
|
|
(1) اصول الكافي ، ج 2 ص 333 باب 136 ح 4 .
|
|
النظر بشهوة وتلذذ الى غير المحارم من النساء يعتبر ذنبا وخيانة للزوجة
|
|
|
 |
ان الاستشارة وتبادل وجهات النظر تضيء دائما معالم طريق الحياة امام الانسان . والذين يتشاورون ويتبادلون وجهات النظر مع الاخرين بصدق ومحبة من المؤكد انهم يفتحون امام انفسهم ابواب السعادة والهناء وعلى هذا الاساس فاننا قررنا ان نتشاور معكم ونتبادل واياكم وجهات النظر ونرد ـ ما امكننا ذلك ـ على رسائلكم وتساؤلاتكم ونستفيد من توجيهاتكم وارشاداتكم ونشير هنا الى اننا نختار من بين الرسائل التي تصلنا تلك التي نرى انها ضرورية ومفيدة للقارئ الكريم اكثر من غيرها . والان لنطالع معا هذه الرسالة التي وصلتنا من احدى الاخوات الكريمات :
الرسالة : . . . تحية لكم والسلام عليكم . . . تزوجت منه قبل حوالي اربع سنوات ولي منه ولدان . تمنيت ان اعيش مع زوجي في محبة ووئام كما كنا في الايام الاولى لزواجنا . ولكن هناك بعض التصرفات تصدر عنه تجعلني اتالم واتعذب وهذه التصرفات تركت اثارها السلبية على حياتنا الزوجية . فمثلا عندما اخرج معه من البيت لا يتورع عن النظر الى النساء والفتيات الجميلات وعندما اعترض على تصرفه هذا يقول : انت على خطا ، فليست لدي اي نوايا سيئة . واحيانا يقول لي: لاباس ان ينظر الرجل الى النساء الجميلات ويتلذذ من ذلك . الرجل يستطيع ان ينظر الى ايه امراة يشاء . اما المراة فلا يصح ان تنظر الى رجل اخر . . .
والان برايكم ماذا علي ان افعل لكي يكف زوجي عن هذا التصرف القبيح ؟ واقولها بصراحة انه يخونني احيانا امام عيني . اصبحت اكرهه تماما . تصرفاته هذه تثير اعصابي الى درجة تجعلني اصرخ من الغيظ وافضحه امام الاخرين . . .
هذا الامر يعذبني كثيرا ويجعلني اياس من الحياة . وخاصة عندما يخرج زوجي من البيت فينتابني قلق شديد .
ايتها الاخت الكريمة ، ان الزواج هو رباط محبوب ومقدس ، حيث يتعهد الزوجان بالعيش سوية بمحبة ووئام ووفاء فالزوجة تتعهد بان لا تجعل في حياتها اي رجل اخر غير زوجها والرجل يتعهد بان لا يرغب ويتمنى اية امراة اخرى غير زوجته . والان لنر ماذا يستفيد زوجك ـ الذي على حد قولك ينظر الى هذه المراة وتلك ويسبب لك الاذى والمعاناة ـ ماذا يستفيد حقا من النظر الى النساء الاخريات وماهي الاضرار التي تعود عليه من جراء ذلك ؟
* لقد قال زوجك بنفسه ان يشعر باللذة من النظر الى النساء . ولكن لا يعلم بان الامر لا ينتهي عند مجرد النظر والشعور باللذة . فالقلب والمشاعر ايضا تتحرك وتتهيج وتتمنى . لان النظرات المتتالية الى المراة الاجنبية توقد نار الرغبة والشهوة في القلب ويتبع ذلك الانجرار نحو الفساد والوقوع في المعصية . فالقلب في هذه الحالة لا يقر له قرار . فنرى مثل هذا الرجل المهووس يوجه نظراته الى هنا وهناك ولكنه يعود بعد فترة تعبا يائسا تعتصر الحسرة قلبه .
* لماذا ؟ لان العين تنظر الى هذا وذاك بسرعة البرق . اما القلب فانه مهما تحرك بسرعة فهو لا يلحق بنظرة واحدة تنظر بها العين وبالتالي فان القلب سرعان ما يسقط من شدة الياس والتعب . وعليه فان مجرد نظرة خاطفة ولذة عابرة تكون سببا في عناء وعذاب طويلين ودائمين وشعور مرهق ومضن ويستتبع ذلك شعور بالاحباط والحرمان وكان مئات الاشواك تخترق قلبه الواحدة تلو الاخرى .
* ان الرجل الذي يوجه نظراته المشبوهة الى غير المحارم من النساء يفقد رغبته بزوجته وتصبح حياته الزوجية خاملة فاترة لان الجمال الذي تتمتع به زوجته
تتمتع به ايضا النساء الاخريات . ان الذي يؤمن بان المراة المتزوجة لا يجوز ان تنظر الى الرجال الاخرين عليه ان يقبل بان الرجل ايضا يجب ان لا ينظر بتلذذ وشهوة الى غير زوجته من سائر النساء . لان الرجل اذا رمق النساء الاخريات بنظرات مريبة يكون قد اساء عمليا الى سلامة المجتمع وعفته وفسح مجال التعدي والخيانة امام زوجته .
* الا يعلم زوجك ما للنظرة من قوة سحرية ؟! اذ ان نظرة عابرة واحدة قد تجلب للانسان المصائب والبلاء. كما ان مجرد نظرة واحدة قد تثير عاصفة هوجاء تدمر بيوتا وتقضي على اسر باكملها . ونظرة واحدة عن حرام قد تشعل نار الحسرة وتسلب من قلب صاحبها السعادة والاستقرار والنشاط والقناعة وتجعله لا يرضى عن اي شيء ويعيش حالة اضطراب وقلق دائمين لان «النظرة الحرام سهم مسموم من سهام الشيطان تجعل صاحبها يعيش في حسرة وحزن واسى لفترة طويلة جدا» .
* ولتجنب الوقوع في هذه العناء والعذاب وللتخلص من هذا الاضطراب وعدم الاستقرار وهذه الانحرافات والاثام النفسية فقد امر الله تبارك وتعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ان يقول للمؤنين ويطلب منهم ان يغضوا من ابصارهم حيث قال تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز : «قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون» (1) .
ولهذا فليس عبثا ان الذين يرتكبون مثل هذا الذنب اي النظر بشهوة الى غير المحارم من النساء «يعذبون يوم القيامة بادخال قضبان حديدية ملتهبة في عيونهم» وهذا هو اقل عذاب يمكن ان يواجهوه يوم القيامة لان مثل هؤلاء المذنبين السفلة ومن خلال نظراتهم المشبوهة ورغباتهم غير المشروعة انما يكونون سببا في شقاء انفسهم وتفكك اسرهم والعشرات من العائلات الاخرى . (ويجب ان نشير هنا الى ان المراة التي لا تلتزم بالحجاب وتظهر متبرجة اما غير المحارم من الرجال وتبدي زينتها ومفاتنها امامهم تعذب يوم القيام بعذاب ادهى وامر لان المراة بتبرجها هي السبب في اغواء الرجل وجره الى المعاصي والذنوب . فقد جاء في
|
|
(1) سورة النور ، اية : 29 .
|
|
|