عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 39

وسبق للإمام علي بن أبي طالب (ع) خلال سفره إلى حرب صفين أن شاهده أنصاره يقف متأملاً ما في هذه الارض من أطلال وأثار ، فسئل عن السبب فقال: إن لهذه الارض شأناً عظيماً فها هنا محط ركابهم وها هنا مهراق دمائهم ، فسئل في ذلك فقال: « ثقل لآل محمد ينزلون هنا » (1) .
وإلى جانب تلك القرى الموغلة في القدم كانت توجد قرى أخرى عامرة بالسكان والحياة. وكانت أكبر هذه القرى المحيطة بكربلاء هي بلدة (عين التمر) والتي تضم ناحية شثاثا ومنها يجلب القسب (التمر اليابس) والتمر(2) .
ومن القرى المحيطة بكربلاء أيضاً قرية الغاضرية. وقد أنشئت بعد أنتقال قبيلة بني أسد إلى العراق في صدر الإسلام . وعلى هذا فإنها ليست قديمة في التاريخ ، وهي لا تزال معروفة بأسم « الغاضريات » وهي الأراضي المنبسطة التي هي اليوم إحدى نواحي مدينة كربلاء وتعرف بمنطقة الحسينية الواقعة على طريق كربلاء بغداد القديم عامرة ببساتين النخيل والفواكه(3) .
وكانت توجد قرية بالقرب من كربلاء عامرة بالمساكن تسمى (العقر) . وقد روي إن الامام الحسين (ع) ، لما أنتهى إلى هذه الأرض قال لبعض أصحابه: ما تسمى هذه القرية؟ واشار إلى العقر ، فقيل له: اسمها العقر ، فقال الحسين (ع) : نعوذ بالله من العقر ، ثم قال (ع) : فما أسم هذه الأرض التي نحن فيها؟ قالوا: كربلاء ، فقال (ع) : أرض كرب وبلاء! وأراد الخروج منها فمنع كما هو مذكور في مقتله(4).

(1)الدينوري : الأخبار الطوال ، ص : 253 ، الطبعة الأولى ، القاهرة 1960م . د. مصطفى جواد: موسوعة العتبات المقدسة لجعفر الخليلي ، ج2 من قسم كربلاء ، ص : 16.
(2) ياقوت الحموي : معجم البلدان ، ج4/ ص : 176.
(3) د. عبد الجواد الكليدار : تاريخ كربلاء وحائر الحسين ، ص : 112.
(4) ياقوت الحموي : معجم البلدان ، ج7/ ص/ 229. الدينوري : الأخبار الطوال ، ص : 252 .
عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 40

وعلى أية حال لم تكتسب مدينة كربلاء الحالية هذه المكانة السامية والمنزلة المقدسة التي لها الأن لولا استشهاد الإمام الحسين (ع) وصحبه في اليوم العاشر من شهر محرم الحرام سنة 61 هـ (680م) ، في هذه البقعة التي تقع بين كربلاء القديمة في التاريخ والنواويس على وجه التحديد. وقد تنبأ بذلك الإمام الحسين (ع) نفسه قبل أن يرد أرض كربلاء ويلقى مصرعه فيها ، إذ قال (ع) : كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء(1) .
ولكن كل ما يمكن القول عن تاريخها القديم عند الفتح الإسلامي : إنها بقعة زراعية واقعة على ضفاف نهر الفرات ، والأقوام الذين سكنوها كانوا يعولون على الزراعة لخصوبة تربتها ، وغزارة مائها لكثرة العيون التي كانت منتشرة في أرجائها .

(1) السيد أبن طاووس : اللهوف في قتلى الطفوف ، ص : 25 ، دار المرتضى بيروت/ لبنان.
نور الدين الشاهرودي : تاريخ الحركة العلمية في كربلاء ، ص : 13 ، الطبعة الأولى دار العلوم بيروت/ لبنان ، 1410هـ (1990م ) .
عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 41

واقعة الطف

شهد التاريخ الإسلامي في كربلاء واقعة مروعة تعد من أكبر الوقائع والأحداث المؤلمة التي شهدها العالم الإسلامي ، ألا وهي حادثة الطف (عاشوراء) التي وقعت بين قوى الخير والشرعية المتمثلة بالإمام الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) وأهل بيته واصحابه المعدودين ، وبين يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وجيشه الكبير في شهر محرم الحرام سنة 61هـ (680م ) .
ولد الإمام الحسين (ع) الذي يكنى (أبا عبد الله) في الخامس من شهر شعبان سنة 4هـ (626م) ، وأبوه أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب (ع) وهو أبن عم النبي محمد (ص) ورابع الخلفاء الراشدين ، وأمه فاطمة الزهراء (ع) بنت النبي محمد (ص) وقد أنجبت إلى جانب الإمام الحسين (ع) الإمام الحسن (ع) ومحسناً الذي توفي صغيراً من الذكور ، وزينب الكبرى (ع) وأم كلثوم الكبرى من الإناث. ثم تزوج الإمام علي (ع) بعد وفاة السيدة فاطمة (ع) من أم البنين بنت حزام التي يرجع نسبها إلى بني كلاب فأنجبت منه العباس ، وجعفراً ، وعبد الله ، وعثمان ، وقد قتلوا جميعاً مع الإمام الحسين (ع) في واقعة الطف(1) .
لقد عاش الإمام الحسين (ع) في كنف رسول الله (ص) ست سنوات وستة أشهر ، أي إلى وفاة النبي (ص) يوم 28 من شهر صفر سنة 11هـ (633م)(2) .

(1) أبن جرير الطبري : تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك ، ج5/ ص : 468 469 ، دار المعارف القاهرة 1963م .
أبن عساكر : من تاريخ دمشق ، ترجمة ريحانة رسول الله الإمام الحسين (ع) ، ص : 23 ، الطبعة الأولى ، مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر ، بيروت لبنان 1398هـ (1978م ) .
(2) السيد محسن الأمين : أعيان الشيعة ، ج1/ ص : 578 ، دار التعارف للمطبوعات ، بيروت لبنان 1403هـ (1983م ) .
العلامة المجلسي : بحار الأنوار ، ج22/ ص : 514 ، مطبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت لبنان 1403هـ (1983م ) .
عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 42

وينقل عن أنس بن مالك: « إن رسول الله (ص) سئل: أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال: الحسن والحسين. وكان يقول لفاطمة (ع) : ادعي إلي أبني فيشمهما ويضمهما إليه »(1). وفيما رواه الترمذي بسند حسن : « إن رسول الله (ص) قال: حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حيسناً ، حسين سبط من الأسباط »(2) .
وروى الإمام أحمد والترمذي بسندهما عن أبي سعيد الخدري (رض) : « إن رسول الله (ص) قال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة »(3) .
بعد أستشهاد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) يوم 21 من شهر رمضان سنة 40هـ (661م) ، تسلم زمام أمور الخلافة الإسلامية الإمام الحسن (ع) ، وكان معاوية بن أبي سفيان والياً على الشام . فبدأت بوادر الحرب تظهر بين جيش الإمام الحسن (ع) في الكوفة وجيش معاوية في الشام .
ووقف الإمام الحسن (ع) من هذه الفتنة موقف الحازم اليقظ الذي تمثلت فيه الحكمة ، فتم الصلح بينه وبين معاوية. وكان أحد شروط هذا الصلح أن يخلف معاوية في الحكم الإمام الحسن (ع) . ولكن معاوية أغتال الإمام وذلك بدس السم إليه ، وقد توفي يوم 7 من شهر صفر سنة 50هـ (670م)(4). فكانت هذه بداية الحرب على الإمام الحسين (ع) وأهل بيت النبي (ص) من قبل معاوية وابنه يزيد .
دعا معاوية الناس إلى البيعة ليزيد سنة 49هـ (670م) خلافاً لقيم ومبادئ الإسلام والشريعة. وقد كره الناس ذلك وأستنكروه لما يعلمون من سيرة يزيد السيئة. وقد أمتنع الإمام الحسين (ع) ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، وأبن عباس ، وآخرون عن مبايعة يزيد بالخلافة(5).

(1) الترمذي : سنن الترمذي ، ج5/ ص : 658 ، حديث رقم 3772 ، مطبعة دار إحياء التراث العربي ، بيروت لبنان.
(2) المصدر السابق ، حديث رقم 3775.
(3) المصدر السابق ، ج5/ ص : 661 ، حديث رقم 3781.
(4) السيد محسن الأمين : أعيان الشيعة ، ج1/ ص : 570 571. أبو فرج الأصفهاني : مقاتل الطالبيين ، ص : 60 ، 80 ، الطبعة الثانية ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت لبنان 1408هـ (1987م ) .
(5) أبن جرير الطبري : تاريخ الرسل والملوك ، ج5/ ص : 303.
عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 43

وعندما ذهب معاوية إلى مكة لأداء العمرة خاطب المسلمين ، وطلب مبايعة يزيد. وتحت تأثير التهديد والوعيد أنصاع عدد كبير لمبايعته(1) .
فلما توفي معاوية بن أبي سفيان وذلك في رجب سنة 60هـ (679م) ، كتب يزيد إلى الوليد بن عتبة ، وكان أمير المدينة ، يأمره بأخذ البيعة على أهلها عامة ، وخاصة على الحسين (ع) . وعندما أحس الإمام (ع) بضغط الأمويين عليه لمبايعة يزيد ، خرج من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة ، وعند وصوله اقبل أهل مكة ومن كان بها من المعتمرين وأهل الآفاق يختلفون إليه ويجتمعون عنده(2) .
وبلغ أهل الكوفة امتناع الإمام الحسين (ع) عن بيعة يزيد. ولذلك كتبوا إلى الإمام (ع) الكثير من الكتب وأوفدوا إليه الرسل من العراق وخاصة من أهل الكوفة يدعونه إليهم ، ويستعجلونه للقدوم ليبايعوه بالخلافة عوضاً عن يزيد بن معاوية. ولم يجد الإمام الحسين (ع) بداً من إرسال أبن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلى أهل العراق ليكشف له حقيقة هذا الأمر ، وبعث معه كتاباً إلى أهل العراق بذلك(3) .
وتوجه مسلم بن عقيل نحو الكوفة فسمع أهلها بقدومه ، فجاؤوا إليه في دار هاني بن عروة أحد أشراف الكوفة الذي أستضاف مسلماً في داره ، فبايعوه على إمرة الحسين (ع) وحلفوا له لينصروه بأنفسهم وأموالهم ، فأجتمع على بيعته من أهل الكوفة أثنا عشر ألفاً ثم بلغوا ثمانية عشر ألفاً(4) .

(1) أبن كثير : البداية والنهاية في التاريخ ، ج8/ ص : 79 80 ، الطبعة الأولى ، مطبعة السعادة ، مصر 1932م .
أبن الأثير : الكامل في التاريخ ، ج4/ ص : 6 ، دار صادر ودار بيروت ، بيروت لبنان 1385هـ (1965م ) .
أبن عساكر : من تاريخ دمشق ، ترجمة ريحانة رسول الله (ص) الإمام الحسين (ع) ، ص197.
(2) السيد أبن طاووس : اللهوف في قتلى الطفوف ، ص : 10 ، دار المرتضى ، بيروت لبنان.
أبن الجوزي : المنتظم في تاريخ الأمم والملوك ، ج5/ ص : 327 ، دار الكتب العلمية ، بيروت لبنان 1412هـ (1992م ) .
(3) المسعودي : مروج الذهب ، ج3/ ص : 64 ، المكتبة الإسلامية ، بيروت لبنان. أبن الأثير : الكامل في التاريخ ، ج4/ ص : 20.
دائرة المعارف البريطانية ، ج6/ ص : 741 ، الطبعة 15 ، جامعة شيكاغو ، طبعت في أمريكا 1985م .
(4) تاريخ الطبري ، ج5/ ص : 375. الكامل في التاريخ ، ج4/ ص : 22. من تاريخ دمشق ، ص : 207.
عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 44

فكتب مسلم بن عقيل إلى الإمام الحسين (ع) يخبره بأن أهل الكوفة قد بايعوه وطلب منه أن يعجل في القدوم ، فتجهز الإمام من مكة قاصداً إلى الكوفة(1).
وعلى أثر ذلك عزل يزيد بن معاوية ، أمير الكوفة النعمان بن بشير الأنصاري حيث شك بموقفه من الإمام الحسين (ع) وعين بدلاً عنه عبيد الله بن زياد والي البصرة أميراً على الكوفة والبصرة(2).
فشدد أبن زياد على أهل الكوفة وطارد أصحاب مسلم بن عقيل حتى بقي وحده ووقع أخيراً في قبضة عبيد الله بن زياد فأمر بقتله وقطع رأسه ، كما أمر بقتل هاني بن عروة(3). وكان ذلك بداية للأعمال المروعة التي لم يشهد لها التاريخ الإسلامي مثيلاً.
إن قصة خذلان أهل الكوفة لمسلم بن عقيل طويلة ومشجية وفيها دلالات على أستخدام العنف والقتل والقمع وعلى طبيعة الخضوع للقوة والمادة والجاه والمنصب ، وإن كان ذلك يعارض المبادئ والقيم والمثل. ولما علم الناس في المدينة بخروج الإمام الحسين (ع) إلى الكوفة اشفقوا عليه وحذروه من ذلك. وأشار عليه ذوو الرأي منهم والمحبة له بعدم الخروج إلى العراق ومنهم عبد الله بن عباس ، وأبن عمر ، وابو سعيد الخدري ، وجابر بن عبد الله الأنصاري وسعيد بن المسيب ، ولقيه الشاعر الفرزدق في الطريق فسأله الإمام عن أمر الناس في الكوفة فقال: « يا أبن رسول الله ، القلوب معك والسيوف عليك والنصر من السماء » (4).

(1) من تاريخ دمشق ، ص : 207. د. حسين أمين : موسوعة العتبات المقدسة لجعفر الخليلي ، ص : 48 49 ، الطبعة الأولى ، الجزء الثاني من قسم كربلاء ، دار التعارف ، بغداد 1386هـ (1966م ) .
(2) البداية والنهاية في التاريخ ، ج8/ ص : 152. دائرة المعارف البريطانية ، ج6/ ص : 741.
(3) مروج الذهب ، ج3/ ص : 69. البداية والنهاية في التاريخ ، ج 8/ ص : 157.
(4) البداية والنهاية في التاريخ ، ج8/ ص : 160 ، 161 ، 166 ، 167.
الدينوري : الأخبار الطوال ، ص : 244 ، الطبعة الأولى ، دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة.
دائرة المعارف البريطانية الجديدة ، ج6/ ص : 741 .
عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 45

فلما علم الإمام الحسين (ع) بمقتل أبن عمه مسلم بن عقيل وهو في طريقه إلى الكوفة ، جمع أنصاره ومن أنضم إليه في طريقه من العرب فخطب فيهم وأبلغهم بما جرى لمسلم وقال لهم: لقد خذلنا أنصارنا فمن أحب منكم أن ينصرف فلينصرف ليس عليه منا ذمام . فتفرقوا يمنياً وشمالاً ولم يبق معه (ع) إلا أهله واصحابه المخلصون الذين جاؤوا معه من المدينة ونفر يسير ممن أنضموا إليه في الطريق(1).
ولما علم عبيد الله بن زياد بوجهة الإمام الحسين (ع) أتخذ أحتياطات عسكرية مختلفة وحاول جاهداً مراقبة تحركات الإمام (ع) . وقد أرسل أحد قادته وهو الحر بن يزيد الرياحي مع ألف فارس لهذا الغرض. والتقى بركب الإمام الحسين (ع) في منطقة (شراف) . وكانت مهمة الحر على ما يبدو قطع الطريق على الإمام (ع) وعدم مفارقته حتى يأتي به إلى الكوفة. ولما أحس الإمام الحسين (ع) بما ينتويه ضده وضد أنصاره أمر أصحابه بالأنصراف نحو الحجاز. ولكن القائد الأموي (الحر بن يزيد) منعهم من ذلك ، فقال له الحسين (ع) : ما الذي تريد؟ قال: أريد أن أنطلق بك إلى الأمير عبيد الله بن زياد. قال الإمام الحسين (ع) : إذن والله لا أتبعك. قال الحر : إذن والله لا أدعك.
وكثر الجدال بينهما فقال الحر : إنني لم أؤمر بقتالك وإنما أمرت ألا أفارقك حتى أقدمك الكوفة ، فخذ طريقاً لا تدخلك الكوفة ، ولا تردك إلى الحجاز حتى أكتب إلى الأمير عبيد الله بن زياد ، فلعل الله أن يأتي بأمر يرزقنا فيه العافية ولا أبتلي بشيء من أمرك. فسار الحسين (ع) مع ركبه والحر بن يزيد يسايره(2) .
وأتجه الإمام الحسين (ع) بأصحابه حتى بلغ (عذيب الهجانات) كان بها هجائن النعمان ترعى هناك فنسب إليها والحر بن يزيد ملازم له ، ثم وصل

(1) اللهوف في قتلى الطفوف ، ص : 30. الكامل في التاريخ ، ج4/ ص : 43.
(2) تاريخ الطبري ، ج5/ ص : 402. الكامل في التاريخ ، ج4/ ص : 47 ، 48.
عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 46

إلى (قصر بني مقاتل) . وكلما أراد الحسين (ع) أن يميل نحو البادية رده الحر بن يزيد نحو الكوفة حتى أنتهى (ع) إلى نينوى. وفي الثاني من محرم الحرام سنة 61هـ (680م) حط رحاله في أرض تسمى كربلاء على مقربة من نهر الفرات(1). فسأل الإمام الحسين (ع) : ما أسم هذه الأرض؟ قالوا: كربلاء ، قال (ع) : كرب وبلاء(2).
وكتب عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد قائد الجيش الأموي طالباً منه أن يحول بين الحسين (ع) وأصحابه وبين ماء الفرات وألا يذوقوا منه قطرة. وعلى أثر ذلك أرسل عمر بن سعد قائده عمرو بن الحجاج على رأس خمسمائة فارس فأحتلوا جميع الشرائع والأنهر المتفرعة من نهر الفرات وأوصدوا على الحسين (ع) وأصحابه سبل الوصول إلى الماء. وكان غرضه من ذلك مضايقة الإمام (ع) لحمله على الأستسلام وسد الطريق أمام من يحاول الألتحاق به عن طريق الماء والمبالغة في التشفي والأنتقام . وكان ذلك قبل ثلاثة أيام من مقتل الإمام الحسين (ع) . وكان أعظم ما عاناه الإمام (ع) من المحن الشاقة مشاهدة أطفاله وحرائر الرسالة المحمدية وهم يضجون من ألم الظمأ القاتل فقد كان الأطفال ينادون : الماء الماء(3).
وفي اليوم السابع من شهر محرم أشتد العطش بالإمام الحسين (ع) وأصحابه فدعا أخاه العباس (ع) وبعثه في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً فجاءوا حتى دنوا من الماء ليلاً. ولما أرادوا أن يملأوا قربهم ثار إليهم عمرو بن الحجاج وأصحابه فحمل عليهم العباس (ع) وأستطاع أن يملأ القرب بالماء ويعود بها إلى الإمام الحسين (ع)(4).

(1) الكامل في التاريخ ، ج4/ ص : 49 51 . الأخبار الطوال ، ص : 250.
(2) البداية والنهاية في التاريخ ، ج8/ ص : 176 177. اللهوف في قتلى الطفوف ، ص : 33.
(3) باقر شريف القرشي : حياة الإمام الحسين (ع) ، ج3/ ص : 136 ، الطبعة الأولى ، مطبعة الآداب ، النجف الأشرف العراق 1396 هـ (1976م ) .
(4) لوط بن يحيى الأزدي : مقتل الحسين (ع) ، ص : 99 ، 1342هـ (1924م ) . تاريخ الطبري ، ج5/ ص : 412 .
عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 47

ولكن الماء نفد في اليوم التالي فلم يتحمل الأطفال مقاومة العطش وكانوا ينظرون إلى الفرات وهو فياض بمائه فيزداد صراخهم . وكان من أفجع وأقسى ما نكب به رزيته بولده عبد الله الرضيع الذي إشتد به العطش وبلغ منه مبلغاً عظيماً فأجلسه في حجره فقال للقوم ما ذنب هذا الطفل الرضيع أن يمنع عنه الماء خلافاً لجميع الشرائع. فرماه رجل من بني أسد بسهم فذبحه ، فأخذ الحسين (ع) دمه فصبه في الأرض ثم قال: ربي إن تكن حبست عنا النصر من السماء فأجعل ذلك لما هو خير وأنتقم لنا من هؤلاء الظالمين(1).
وفي صباح يوم الجمعة العاشر من شهر محرم الحرام صلى الإمام الحسين (ع) صلاة الصبح بأصحابه البالغ عددهم اثنين وثلاثين فارساً ، وأربعين راجلاً. ثم أمتطى الحسين (ع) صهوة فرسه ، وأخذ مصحفاً فوضعه بين يديه ، وشرع الإمام (ع) يذكر الناس فضله وعظمة نسبه ، وعلو قدره وشرفه ، ويقول: راجعوا أنفسكم وحاسبوها ، هل يصلح لكم قتال مثلي ، وأنا أبن بنت نبيكم ، إلى أخره...(2).
وقد ألتحق بركب الإمام جماعة منهم حبيب بن مظاهر الأسدي وزهير بن القين ، كما التحق نفر من معسكر أبن زياد أبرزهم الحر بن يزيد الرياحي القائد الأموي الذي مر ذكره. وزحف عمر بن سعد بجيشه الكبير الذي تجاوز الالوف نحو الإمام الحسين (ع) وأصحابه ثم رمى سهماً بأتجاه الإمام (ع) إيذاناً ببدء القتال وهو يقول مفاخراً « أشهدوا لي عند الأمير أني أول من رمى القوم » (3).
وقام شمر بن ذي الجوشن أحد قادة عبيد الله بن زياد فحمل على أصحاب الحسين ، ووقف أنصار الحسين جميعاً مواقف رائعة وهم يقاتلون الأعداء بين يدي الإمام الحسين (ع) ، وهو يدعوا لهم ويقول: جزاكم الله أحسن جزاء المتقين ،

(1) المنتظم في تاريخ الأمم والملوك ، ص : 340.
(2)تاريخ الطبري ، ص : 422 ، 423. البداية والنهاية في التاريخ ، ج8/ ص : 178.
(3) تاريخ الطبري ، ج5/ ص : 427 ، 428. الكامل في التاريخ ، ج4/ ص : 65 .
عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 48

وقاتلوا بين يديه حتى تفانوا ، وقتل كافة أهل بيته وأنصاره باستثناء نفر منهم على رأسهم الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (ع) لعدم قدرته على القتال لمرضه.
وروي عن محمد بن الحنفية أنه قال: أستشهد مع الحسين (ع) سبعة عشر رجلاً من أهل البيت ، أبرزهم أخوه العباس بن علي بن أبي طالب (ع)(1).
وكان عمر الإمام الحسين (ع) يوم استشهد ستاً وخمسين سنة وشهوراً وذلك يوم العاشر من شهر محرم الحرام سنة 61هـ (680م) بعد صلاة الظهر(2).
وأمر عمر بن سعد أعوانه بحمل رأس الحسين (ع) ورؤوس أهل بيته وأصحابه إلى عبيد الله بن زياد ، فلما وصل رأس الحسين (ع) إلى أبن زياد جعل ينكث ثنيته بقضيب في يده ، فقال له زيد بن أرقم: والله الذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله (ص) على هاتين الشفتين (يقبلهما)(3).
وخرج قوم من بني أسد كانوا قد نزلوا بالغاضرية إلى الحسين (ع) وأصحابه بعد أستشهادهم بيومين ، فصلوا عليهم ، ودفنوا الحسين (ع) حيث قبره الآن ، ودفنوا أبنه علي الأكبر (ع) عند رجله ، وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه الكرام ممن أستشهدو معه في المعركة مما يلي رجلي الحسين ، فجمعوهم ودفنوهم جميعاً معاً. ودفنوا العباس بن علي بن أبي طالب (ع) في موضعه الذي قتل فيه حيث يبعد عن مرقد الإمام الحسين (ع) 350 متراً على طريق الغاضرية(4).

(1) البداية والنهاية في التاريخ ، ج4/ ص : 188. موسوعة العتبات المقدسة لجعفر الخليلي ، ص : 69.
(2) مروج الذهب ، ج3/ ص : 71. مقاتل الطالبيين ، مصدر سابق ، ص : 84.
(3) تاريخ الطبري ، ج5/ ص : 459 . الكامل في التاريخ ، ج4/ ص : 80. الأخبار الطوال ، ص : 259.
(4) الكامل في التاريخ ، مصدر سابق ، ج4/ ص : 80. مقاتل الطالبيين ، مصدر سابق ، ص : 146.
المرجع الفقيه الشيخ المفيد: الإرشاد ، ص : 243 ، الطبعة الثالثة ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت لبنان 1399 هـ (1979م ) .
عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 49

وقد أخذت الرؤوس مع أهل بيت الإمام الحسين (ع) وكان معهم الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (ع) الذي كان مريضاً إلى الشام ، فلما نظر يزيد بن معاوية إلى السبايا والرؤوس قد وضعت على الحراب أمتلأ سروراً(1).
وتتناول المصادر التاريخية مدفن رأس الحسين (ع) وأكثرها ترجيحاً تلك التي تقول بأنه أعيد مع بقية الرؤوس مع الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (ع) إلى كربلاء ودفن مع جسده الشريف(2).
وهكذا كانت النهاية المؤلمة للإمام الحسين (ع) الذي لقب بسيد الشهداء وأهل بيته وصحبه الكرام الذين ضربوا أروع الأمثلة في الثبات على المبدأ ، وسمو النفس والفداء ، وقد تركت واقعة الطف آثاراً بعيدة المدى في التاريخ الإسلامي والحضارة الإنسانية ، ظلت أصداؤها تتجاوب على مر القرون كما كان لها اثرها العميق في نشوء مدينة كربلاء المقدسة.

(1) حياة الإمام الحسين (ع) ، مصدر سابق ، ج3/ ص : 372.
(2) السبط بن الجوزي : تذكرة الخواص ، ص : 265 ، مكتبة نينوى الحديثة ، طهران.
السيد محسن الأمين : أعيان الشيعة ، ج 1 / ص : 578. بحار الانوار للمجلسي ، ج 44 / ص : 199 .
عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 50

تاريخ كربلاء
من واقعة الطف حتى الحكم الصفوي للعراق

أضطر الإمام الحسين (ع) تحت ضغط الجيش الأموي أن ينزل بأهله وأصحابه في أرض غير مأهولة بالسكان وكانت تحيط بها يومئذ قرى عديدة متناثرة هنا وهناك تعرف بكربلاء. كان بعضها موغلاً في القدم لم يبق منها سوى الأطلال مثل عمورا ، وماريا ، وصفورا ، وبعضها الآخر قرى قديمة أو محدثة مثل نينوى والغاضرية وشفية(1).
وهذه القرى معروفة بخصوبتها وكثرة ما فيها من العيون والنهيرات ، ومن أهم هذه النهيرات نهران كان أحدهما يتفرع من الفرات قرب مدينة المسيب والذي سمي بعد ذلك بالعلقمي. أما النهر الآخر فكان يسمى بنهر نينوى وكان يتفرع من الفرات أيضاً في المنطقة الواقعة بين سدة الهندية الحالية والمسيب(2).
وبعد أستشهاد الإمام الحسين (ع) بيومين ، وضع رهط من بني أسد معالم على قبره . وأخذ الزوار يأمون القبر رويداً وبأعداد تتكاثر باستمرار. وقد أدى ذلك إلى أن يكون القبر نواة لمدينة كربلاء(3).

(1) د. عبد الجواد الكليدار : تاريخ كربلاء وحائر الحسين ، ص : 23 ، 112 ، الطبعة الثانية ، المطبعة الحيدرية ، النجف العراق 1386هـ (1967م ) .
(2) أبو فرج الأصفهاني : مقاتل الطالبيين ، ص : 146 ، الطبعة الثانية ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت لبنان ، 1408هـ (1987م ) .
(3) أي. جي. برل: دائرة المعارف الإسلامية ، ج4/ ص : 637 ، 1978م . السيد محسن الأمين : أعيان الشيعة ، ج1/ ص : 627 .
عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 51

ومن أوائل الزائرين ، كما تروي المصادر التاريخية ، عبيد الله بن الحر الجعفي والمختار بن أبي عبيد الثقفي ومصعب بن الزبير وسليمان بن صرد الخزاعي وكثيرون آخرون في عام 61هـ (680م) ، وذلك بعد الواقعة بقليل(1).
وفي السنة التالية (20 صفر سنة 62 هـ (681م) ) قام الصحابي الجليل الضرير جابر بن عبد الله الأنصاري بزيارة قبر الإمام الحسين (ع) قادماً من المدينة المنورة مع جماعة من أهلها من المسلمين ، وأجتمع في السنة نفسها بالإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (ع) . وتروي الأخبار أنه عندما وصل إلى قبر الإمام (ع) قال لأصحابه (المسوني القبر)(2).
وفي العهد الأموي كان بجانب قبر [ الإمام ] الحسين مسجد شيده المختار إبن أبي عبيدة الثقفي أيام إمرته على الكوفة سنة 66هـ (686م) وكانت على مقربة منه شجرة السدرة التي كان المسلمون يتظلّلون بها عند زيارتهم القبر الشريف(3).
وتذكر المصارد التاريخية بأن كربلاء لم تمصر طوال العهد الأموي. وعلى الرغم مما كان في نفوس الهاشميين وشيعتهم من لهفة ورغبة في العيش جوار قبر [ الإمام ] الحسين (ع) فإنهم لم يتمكنوا من بناء الدور والبدء بالعمران فيها خوفاً من بطش وتنكيل بني أمية. فقد أنتشرت في العهد الأموي المسالح (مخافر الشرطة) حول كربلاء لمنع الزوار من زيارة مشهد [ الإمام ] الحسين (ع) .وكان الزائرون من جانبهم يتخدون من الغاضرية ونينوى ملجأً ومحطاً لرحالهم لقربهما من كربلاء ويجعلونهما بالظاهر هدفاً فيمكثون فيها حيناً لإبعاد الشبهة عنهم والتمويه على المسالح الأموية ثم يلجأون منها سراً إلى المرقد الشريف(4).

(1) أبن جرير الطبري : تاريخ الطبري ، تاريخ الرسل والملوك ، ج5/ ص : 470 ، دار المعارف ، مصر ، 1963م . تاريخ كربلاء وحائر الحسين ، ص : 102.
(2) محمد حسن مصطفى آل كليدار : مدينة الحسين ، ص : 19 ، الطبعة الأولى ، مطبعة النجاح بغداد ، 1367هـ (1947م ) .
سلمان هادي طعمة : تراث كربلاء ، ص : 33.
(3) السيد حسن الصدر : نزهة أهل الحرمين في عمارة المشهدين ، ص : 21 ، مطبعة أهل البيت ، كربلاء ، 1384هـ (1965م ) .
(4) تاريخ كربلاء وحائر الحسين ، ص : 99 ، 192 ، 193 .
عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 52

وفي أوائل حكم الخلفاء العباسيين أخذ الناس يتقاطرون على كربلاء ليتخذوا فيها سكناً. وأخذت هذه المنطقة بالتقدم والعمران وأصحبت مأهولة بالسكان. وتذكر المصادر التاريخية بأن الراوية الكبير عثمان بن عيسى الكوفي العامري كان أول من سكن كربلاء الحالية في عهد الإمام علي بن موسى الرضا (ع) ، أي بعد عام 183هـ (799م) مع ولديه. وكانت لهذا الراوية مؤلفات أهمها ، كتاب المياه ، وكتاب القضايا والأحكام ، وكتاب الوصايا(1).
يذكر الطبري أثناء عرضه لحوادث عام 193هـ (809م) أن والدة الخليفة العباسي المهدي (أم موسى) وأبنة يزيد بن منصور كانت تصرف مرتبات إلى رجال يخدمون مرقد [ الإمام ] الحسين (ع) . وعند بداية حكم الخليفة العباسي هارون الرشيد أستمر صرف تلك المرتبات من قبل هارون الرشيد(2).
ثم أخذت هذه المدينة بالتراجع بعد ذلك. فقد غير هارون الرشيد من سياسته في أواخر أيام حياته فأمر بحرث الأرض التي تضم قبر [الإمام ] الحسين (ع) وقطع شجرة السدرة وهدم المسجد الصغير(3).
وعندما تولى الخليفة العباسي المأمون بن هارون الرشيد الحكم بعد أخيه الأمين سنة 198هـ (813م) عاد الأهتمام بمدينة كربلاء بشكل عام ، وأعيد بناء مرقد الإمام الحسين (ع) ، وأخذ المأمون بإظهار الحب لأهل البيت (ع) وبدأ المسلمون يتوافدون على المدينة والسكنى بجوار المرقد تباعاً(4).
وفي أواخر القرن الثاني الهجري قام رجل من بني علقمة بطن من تميم ثم من دارم الذين جدهم علقمة بن زرارة بن عدس بحفر نهر محاذ لطف

(1) النجاشي : رجال النجاشي ، ص : 212 ، طبعة ثانية ، قم إيران ، 1398هـ (1978م ) .
(2) تاريخ الرسل والملوك ، تاريخ الطبري ، ج8/ ص : 355 ، 356.
(3) تاريخ كربلاء وحائر الحسين ، ص : 198 . أعيان الشيعة ، ج1/ ص : 627.
(4) عبد الرزاق الحسني : العراق قديماً وحديثاً ، ص : 129 ، الطبعة الثانية ، مطبعة العرفان ، صيدا ـ لبنان ، 1375هـ (1956م ) . محمد باقر مدرس : شهر حسين ، ص : 203 .
عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 53

كربلاء ـ وكان مجرى هذا النهر موجوداً في السابق ولكنه أندثر ـ يمر بالقرب من مرقد العباس (ع) إلى الشرق منه عرف بنهر العلقمي(1).
وفي خلال فترة حكم الخليفة العباسي المتوكل 236 ـ 247 هـ (850 ـ 861م) تعرض قبر [ الإمام ] الحسين إلى سياسة عدائية ظاهرة ، إذ أمر المتوكل بهدم قبر [ الإمام ] الحسين ثلاث مرات ، وأسال الماء عليه ، فحار الماء حول القبر الشريف وأقام في المسالح (مخافر الشرطة) أناساً يترصدون من يأتي لزيارة قبر الحسين (ع) ، والتعامل مع زائريه بكل قسوة مما دفع بالمسلمين إلى الرحيل عن كربلاء(2).
وفي سنة 247هـ (861م) قتل المتوكل على يد ابنه المنتصر الذي أصبح الخليفة بعد أبيه ، وأعاد بناء مرقد [ الإمام ] الحسين وأخذ المسلمون يتوافدون على أرض كربلاء فأقاموا المباني والأسواق من حول المرقد الشريف فاستعادت كربلاء مكانتها العمرانية والعلمية وأستطاعت أن تسترجع ما كانت عليه ، وإن لم يدم حكم المنتصر سوى ستة أشهر حيث توفي بعد ذلك(3).
ومهما يكن من أمر فإن هذه الفترة كان لها أثر كبير في تطور المدينة وأستقطاب الزائرين إليها. وكان أول من جاور الحائر الحسيني في هذا الوقت من العلويين هو إبراهيم المجاب المعروف بإبراهيم الضرير الكوفي أبن محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم (ع) مع ولده وذلك سنة 247هـ (861م) ولا زال قبره موجوداً في الزاوية الشمالية الغربية من الرواق المعروف بأسمه في الروضة الحسينية(4).

(1) تراث كربلاء ، مصدر سابق ، ص : 27.
(2) تاريخ الطبري ، ج9/ ص : 185.
(3) المسعودي : مروج الذهب ، ج4/ ص : 121 ، المكتبة الإسلامية ، بيروت ـ لبنان . أعيان الشيعة ، ج1/ ص : 628.
(4) مدينة الحسين ، ص : 24. نزهة أهل الحرمين في عمارة المشهدين ، ص : 36 ، 37.

السابق السابق الفهرس التالي التالي