منتقى الدرر في النبي واله الغرر 15

والروح نادى في السماء معلنا قد سقط الكرار في محرابه
قد غاب بدر للهدى وغاض بحر للندى يعب في عبابه
مضى الجواد ضاعنا عن ربعه بمن يغاث الدهر من جنابه
ما فيه بعد الوفد من ضجيجها الا غراب البين في نعابه
لعز ما يعنو الضلال وبمن يختال دين الله في جلبابه
والكون لولا الحسنان كاد أن يؤذن لما خر بإنقلابه
والحسن الزكي بات قلبه مرمى لقوس الوجد في نشابه
يرى أباه بالدما مخضبا قد شمت العدو في خضابه
مفرقه شق الى جبهته ودمه يجري على ثيابه
والدين أضحى للحسين إذ غدا مكتئبا يعج لإكتئابه
أشم يهمي دمعه منتحبا كادت تزول الشم لإنتحابه
يدعو ودمع العين ينهل دما والوجد يوري القلب بالتهابه
* * *

وله أيضا يندب الإمام المهدي عجل الله فرجه ويرثي الحسين (ع) وقد الى أن لا تقرالأول مرة الا في الغيبة بسامراء فزار العسكريين فقرأها بالغيبة بمحضر من الزوار :
ما آن أن يتلافى الدين صاحبه فقد وهى ركنه وأنهار جانبه
وعسعس الغي فليبدو لنا قمرا بنوره تنجلي عنا غياهبه
يا سوءة الدهر كم سام الهوان فتى مالان ذلا لغير الله جانبه
وكم به شيد ركن للضلال وكم للدين ربع قد إغبرت جوانبه
يامن لديه القضا القى مقالده والأنبياء على ودت تصاحبه
ونيرا يقتدي عيسى المسيح به يا عز من ملك والخضر حاجبه
وضيغما لو يؤم الموت غابته لظل وهو قصير الخطو ناكبه
الى م تبقى سيوف الله مغمدة والشرك مشحوذة فينا قواضبه
كم سامنا الدهر خفضا فيكم فمتى نمسي وقد رفعت عنا نواصبه
والغيث أنت إذا جفت سحائبه والمستغاث إذا نابت نوائبه


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 16

بالله يا راكبا هيماء نافحة في الجري قد قصرت عنها سلاهبه
وجناء ما نشرت يوما قوائمها في القفز الا إنطوت فيها سباسبه
عرج إذا شمت سامراء مزهرة وشع من ضوء نور الله ثاقبه
وإحبس وحي حمى إبن العسكري وقل دين به صيح نهبه أين صاحبه
وقل له شاكيا صنع الزمان بنا يابن الأطايب قد ذلت أطايبه
لا صب للدين الا أن تؤلبه عرمرما تملأ الدنيا مواكبه
مشارق الدهر لو ريعت بوطأته لأشرقت من مواضيه مغاربه
أدرك فداؤك أهل الدين دينكم فالشرك قد نشبت فيه مخالبه
اليك اضحى من الضيم الممض به يعج وهو قريح الجفن ساكبه
واهي الدعائم قد أجرى مدامعه يوم الحسين لقد جلت مصائبه
لله يوم أنوف المسلمين به جذت وجب من الإسلام غاربه
فيه السماء غدت تبكي دما لدم أراقه الكفر هدرا أين طالبه
أما أتاك حديث الطف إذ هتفت حزنا فطبقت الدنيا نوادبه
ناحت له الجن تحت الأرض معولة عن حر قلب جرى في الجف ذائبه
يقضي حسين الى جنب الفرات ظما ويل الفرات فلا ساغت مشاربه
لتخلع العز فهر إن سيدها فوق الصعيد سليب شل سالبه
ملقى تناهبه البيض الحداد الا تفللت أي جثمان تناهبه
كيف البسيطة قرت والحسين على وجه الصعيد تريبات ترائبه
ورب ثاكلة وافته عاتبة توهي الجبال الرواسي إذ تعاتبه
تقول والجفن تحكي الغيث أدمعه ولاعج الوجد يوري القلب لاهبه
أنت الحجاب لصوني كيف تتركه وكيف يهتك صون أنت حاجبه
أُظام والمرتضى حامي الجوار أبي جواره الأسد رعبا لا تقاربه
وذي يتامى إبنه تطوي الحشا سغبا وهو الذي عمت الدنيا مواهبه
فليت عينيك يابن العسكري ترى السجاد جدك والبلوى تجاذبه


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 17

قاسى من الخطب مالو أن أيسره أمسى على جبل ساخت مناكبه
ويلي عليه فدته النفس يوم غدا يئن وهو سقيم الجسم شاحبه
ياذلة الدين قد جلت رزيته في الدهر حتى بنو حرب تجاربه
من مبلغن كماة الحرب من مضر بأن سيف الهدى فلت مضاربه
من مبلغن قريشا أن مجدهم دكت رواسيه وإنقضت كواكبه
ويح الزمان فلا ذرت شوارقه بعد الحسين ولا لاخت غواربه
يا صاح هذي ديار الماجدين خلت والبين قد نعبت فيها نواعبه
يا سائلا عن أهيل الدار ارسمها وليس الا الصدى فيها يجاوبه
لا صم سمعك قد صاح النفير بها وجعجعت للردى فيهم ركائبه
مقوضين برغم المجد قد نسفت مندكة يوم مسراهم أهاضمه
صلى الاله عليهم ما بدا قمر ولاح برق وما درت سحائبه
* * *

وله في رثاء الحسين عليه السلام
فقمت فأنستك الخطوب خطوب منه يضيق الصدر وهو رحيب
ولوت صروف النائبات عنانها تعدو بمضمار الردى وتنوب
وإعصوصبت بالمرجفات يشلها يوم أطل به البلاء عصيب
وتجمعت منها على قلب الهدى مما دهاه بكربلاء كروب
لا يعجبنك من الزمان فعاله بل لو عجبت من الزمان عجيب
أخنى على الصيد الهداة فشملهم من بعد ذاك الالتئام شعوب
سل عنهم أرض الطفوف فكم لهم فنيت شباب في الطفوف وشيب
خلت الديار من الكرام فما بها بعد الندى الا بكى ونحيب
وغدا غداة البين خف بخيلهم لغرابه بعد الصهيل نعيب
أين البحور الفعم يزخر موجها كيف إعتراها للحمام نضوب
لا طاب عيش للزمان ولا زها روض ولا صوب الربيع يصوب
أ يطيب عيش والحسين على الثرى وكريمه بدم الوريد خضيب


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 18

الله أكبر كيف يغدو موطئا للخيل من هو للحبيب حبيب
ويرض صدر للمكارم مصدر ولصدر خير الأنبياء ربيب
هد الهدى يوم الحسين فإنه يوم يكاد به الجنين يشيب
فيه الحسين هوى وصيح برحله نهبا فراح ورحله منهوب
كم حرة تسبى به ومصونة تهدى كما تهدى وتسبى النوب
ثكلى وقل لها بهذا الرزء لو شقت قلوب لا تشق جيوب
جفت دموع العين فيه فإن بكت فالدمع من ذوب الحشا مسكوب
وتلوذ بالسجاد وهو من الضنى والقيد فيه جراحة وشحوب
وبزينب فكأن زينب كعبة طافت بها محروبة وحريب
وإذا رأت زين العباد مصفدا حنت عليه كما تحن النيب
عانٍ يسار به أسيرا شفه سقم به لا يستطاع ركوب
سامى بلاء الأنبياء بلاؤه حتى تعاظم صبره أيوب
وأقام يبكي الدهر ذكر مصيبة ينسى المصائب عندها يعقوب
يبكي ليوسف عامل بحياته وعليه من بعد الذهاب يؤوب
وبكى علي بن الحسين بدور تــ ــم غيبت ولها التراب مغيب
علقت به الأحزان لم تبرح به ولها عليه نهضة ووثوب
وغدا يؤنبه الخلي من الأسى لو كان يثني الواله التأنيب
وعليه ما خطر السلو بخاطري الا وثار من الدموع رقيب
أيلام زين العابدين بحزنه لو ظل عمر الدهر وهو كئيب
ويرى بنات الوحي أسرى سيرت فوق النياق أصابهن لغوب
سبيت ودون السبي ودت أنه قطعا تساقط قلبها المرعوب
يا راكب الوجناء في أخفافها تطوي القفار فدافد وسهوب
موّارة كالريح يعصف جريها فلها بهاتيك البطاح هبوب


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 19

تنقض تخترق المفاوز مثلما ينقض سيل في الحضيض صبيب
فيروقها حدب الفلاة وأكمها ويشوقها التصعيد والتصويب
أبدا عليك ولا عدتك ملمة إن لم تلم بيثر تثريب
فإذا بدا نور الرسالة لامعا متضوعا من نشر طيبة طيب
أبلغ رسول الله ما يعلو به مثواه منه زفرة ووجيب
إن الحسين وولده وحماته بسهام حقد المارقين أصيبوا
يغدوا بن فاطم قطب دائرة الوغى فيهم لقا ولقاؤه المرهوب
لكنما نهج السبيل بقتله فالحق إبلج واضح ملحوب
ما مر في اليام فادح رزئه الا بقلب الدين شب لهيب
لم لا يشب له أسى قلب الهدى وعليه من حرب تشب حروب
يدعو فريدا بالنصير وماله الا الأسنة والسيوف مجيب
فنحى الجموع مقربا آجالها حتى رأت أن البعيد قريب
بأبي فريدا منه يكبو الجمع أن يعدو به عبل الشوى يعبوب
يغشاهم ويغوص في أوساطهم كالشمس يطلع تارة ويغيب
لم يثنه ويصيب رشق سهامهم لكنما سهم القضاء مصيب
فهوى كبدر التم بين جموعهم لكنه دامي الجبين تريب
كم سام الك ال صخر فادحا قد كاد صم الصخر منه يذوب
تبت يدا صخر بن حرب كم بغى وبنيه لا يعدوهم التبيب
وقست قلوبهم ومن حر الظمى كادت تفطر من بنيك قلوب
ومروعة ولهى تركم كربها حتى بكاها الواله المكروب
تدعو الحسين وللحشاشة زفرة توري القلوب وللجفون سكوب
هو ندبها غيث الأنام إذا إحتمت شهب السنين وغوثها المندوب
أدعوك ما لك لا تجيب وكنت يا غوث الصريخ إذا دعيت تجيب
الويت فإنقطع الرجاء وخاب يا من لم يكن فيه الرجا ويخيب


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 20

وسلبتني طيب الكرى لا لذ لي طيب الكرى والجسم عنك سليب
ومن الغريب بأن أرى وعليك لا أبكي وأنت بكرلاء غريب
يا بهجة الدنيا ومطرف عزها الضافي على الأيام وهو قشيب
أ تفارق الدنيا على الدنيا العفى فالعيش بعدك لا يكاد يطيب
لك تربة يشفى السقيم بها إذا أعي عن الداء الدفين طبيب
فلأبكين عليك لو يجدي البكا وأحن ما هبت صبا وجنوب
ولالعنن أمية فعليك ما صلى الاله على أمية حوب
يبكيك من يرجو الشفاعة في غد وبها يكون له هناك نصيب
* * *


حرف التاء

وله أيضا في رثاء الحسين (ع) :
برغم المجد من مضر سراة سرت تحدو بعيسهم الحداة
سرت تطوي الفلا بجبال حلم أسيرت الجبال الراسيات
حلوم لا توازنها الرواسي لها فيما يزلزلها ثبات
كرام قوضت فلها ربوع ترن بها عليها المكرمات
وباتت فالمازل يوم باتت طوامس والمدارس دارسات
وتلك قلوبها طارت شظايا بأيدي البين فهي موزعات
يرقصها الجوى أنى ترامت تجوب البيد فهي موزعات
وظلت إثر أنيقها المعالي تدير بطرفها فلها التفات
تحن لها وفي الأحشاء نار تأجج والمدامع واكفات
أطيبة لعدها لا طبت عيشا وكنت حمى الورى وهي الحماة
عهدتك كعبة والعام جدب فما برحت تطوف بك العفاة
تخب بها ركائبها خفافا فترجع وهي منك موقرات
دهتك ضحى وقد ذهبت أناس تقيك فمن يقيك النائبات
وكنت سما العلي وبنوا علي بدور هدى بأفقك ساطعات
بدور أظلمت بك حين غابت منازل من سناها نيرات


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 21

أباة سامها الحدثان ضيما ولم تهدأ على الضيم الأباة
أ تهجر دار هجرتها فتقوى وتأنس بالطفوف لهم فلاة
على الدنيا العفى والدين فيها له شمل بما صنعت شتات
بأصحاب الكساء الم خطب تذوب له الصلاد القاسيات
بخامسها دهى جهة المعالي ضحى فبكت له الست الجهات
لقد وتر الهدى ببنيه حتى أحاط من الضلال بهم عتاة
بدت فتأججت حربا لحرب ضغائن في الضمائر كامنات
بجمع ضاق رحب الأرض فيه فلا رزقت حيا فنما نبات
وقد نزلت وما سئمت نزالا كماة لا تازلها الكماة
وفتيان صبت للحرب شوقا كأن الحرب غانية فتاة
تمايل كالنزيف بها إذا ما تمايل في الطعان مثقفات
مقاديم الوغى والشوس عنها نواكس والسوابق عابسات
وعثيرها علا في الجو سحبا تالق فيه منها البارقات
دجا كالليل تصدعه وجوه كضوء الصبح منها مسفرات
وكل في الخميس يرى خميسا وأن قلوا وأن كثر العدات
يبدد شمل ذاك الجمع فردا فقل بدبا سفته الذاريات
كأن السد تفزع حين يسطو بغاث الطير ترهقها البزاة
كأن السمر مشرعة اليه إذا غمرت قدود مائسات
كأن البيض وهي مجردات عليه ثغور خود باسمات
يخوض بها إبن فاطمة غمارا تظل بها تعوم السابحات
تدفع من الأبطال فيها بقرع البيض فعم زاخرات
كأن السابحات جرين فيهم بموج الطعن فلك جاريات
قدير كاد يفنى الجمع بطشا به لولا المقدر والأناة
لتنعى الحرب منه كمي حرب تقطر والرماح محطمات


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 22

أصيب وما قضى للحتف حتى تثلمت الصفاح الماضيات
وقد الوى عن الدنيا فظلت تنوح بها عليه النائحات
تعج الكائنات عليه حزنا وحق بأن تعج الكائنات
فلا قرت وهذا القطب أودى وكيف تقر وهي معطلات
وقل ولو قضت ندبا لندب قضى وله الفواطم نادبات
وقوض ذاهبا عنها فأنى تعود به الليالي الذاهبات
دهتنا الحادثات فحملتنا بما لم تستطعه الحادثات
الى جنب الفرات بنو علي قضت عطشا الا غاض الفرات
تسيل دماؤها هدرا وتمسي تغسلها الدماء السائلات
وتنبذ في هجير الصيف عنها سل الرمضاء وهي بها عرات
قضت فعلى الأماجد من قريش تأمر من بني حرب طغاة
أباة الضيم أن الصبر صبر ومنه في جباهكم سماة
كفى هما بأن يحتل فيكم وأنتم في المهمات الكفاة
أهاشم طاولتك أميّ حتى تسل عليك منها المرهفات
الام فلا تدك الأرض عدوا تمطى الخيل وهي مسومات
ولا تثنى رقاب الشوس ضربا سيوف الهند وهي مجدرات
وهلا ضاق صدر الدهر منكم طعانا والأسنة مشرعات
فلا ضجت بكم والجو نقع أثارته الجياد الصافنات
تشب الحرب عادية فحرب لها بالطف تضبح عاديات
الا عقرت لقد وطئت جسوما لها آيات فضل محكمات
وحطمت القنا ولها رؤوس بأرؤسكم تميل متوجات
وكنتم للمخوف حمى ومنكم تروع في الخدود مخدرات
أحقا أن بين القوم جهرا كريمات النبي مهتكات
تسير اليعملات بها سبايا مسيرا تشتكيه اليعملات


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 23

بلوعة ذات خدر لو وعتها لصدعت الجبال الشامخات
لقد هتكت علوج البغي منكم بنات الوحي لا حجبت بنات
والبسكم ثياب الحزن عاد لكفنه الرياح السافيات
فإن له بأرض الطف جسما غدا غرضا تقاصده الرماة
ورأسا للشئام برأس رمح ينوء به تهاداه البغاة
فكم ظهرت وما خفيت قديما له بين البرية معجزات
فيروى أنه في الرمح يتلو كتاب الله وإتفق الروات
له حال بتمييرز ورفع ونصب لا كما قال النحاة
يميزه الحسام بأي حال وترفعه وتنصبه القناة
أما لك التصبر ذكر رهط على ظمأ بقرب الماء ماتوا
فمت حزنا فإن الموت حزنا إذا ذكر الحسين هو الحياة
وبت قلقا لأطفال صغار لهم في الغاضرية كيف باتوا
علاكم يا بني الهادي ويا من سما بهم الهدى وهم الهداة
حوت جمل الثناء فليس يحصى وهل تحصى النجوم لها صفاة
ولايتكم وكل الخلق أنتم على رغم العدو لهم ولاة
أنال بها الشفاعة يوم حشري فأنجو حيث لا ترجى النجاة


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 24

حرف الحاء في رثاء الحسين (ع)

وله يندب الإمام المهدي (عج) ويرثي الحسين (ع) :
طال ليل الهدى وأنت الصباح فليبن فيه وجهك الوضاح
وطغى الجور فإشمخر فسادا فليغث عدلك الورى والصلاح
يا منى القلب كم بذكراك قلب طار شوقا اليك وهو الجناح
ومليحا نأى فحنت عليه وقلت حسنها الحسان الملاح
وحسام الاله حامي حماه أنت غوث الهدى وفيك النجاح
أنت ذاك الركن المنيع إذا ما ناب خطب والماجد الفياح
بعدك الدهر لا يرى غير عبد غاب عنه مليكه الجحجاح
كم يرى ما أصابكم من عداكم وعليه تراكم الأتراح
فحقيق لنا وإن فني العـــ ــمر عليكم وهل يفيد النياح
لا براح عن العكوف على الــ ــحزن لقد جل رزؤكم لا براح
ذهب الصبر عن فوادح يشــ ــجو الصم منها والشامت المفراح
هتكوا حرمة الهدى بعلي واباحوا من سره ما أباحوا
كم بأسيافهم تطل دماء من بنيه وحرمة تستباح
يوم جاشت للحرب من ال حرب كل مرهوبة اللقاء رداح
وأطافت كماتها بحسين أين من لج بحره الضحاح
تملأ الأرض بالصواهل لكن لم يزل طودها الأشم الطفاح
فثنى جمعها فريع وولى طائرا منه قلبه والجناح
ينثني باسما فيحسب راء أن جد الردى لديه مزاح
وكأن الحر العوان عروس طيبها النقع والسيوف الوشاح
وكأن القنا تميس قدود وصهيل الجرد العتاق صداح
ما إنثنى في النزال حتى أتاه قدر ليت لا أتاه متاح


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 25

فهوى للصعيد بدرا ولكن حجبته سمر القنا والصفاح
مثخن الجسم بالجراح فالوى وبقلب الهدى عليه جراح
وقليل عما جنى الشمر مالو زهقت عن جسومنا الأرواح
شال بالمح منه رأسا توارى من محياه بالكسوف براح
أظلم الدهر ما هناك كأن الــ ــدهر ليل ووجهه المصباح
مادت الأرض والرواسي عليها لرؤس تميد فيها الرماح
كيف قرت ومن بها الله أرسا... ...ها عليها تسفي عليها الرياح
نبذت بالعرا جسوما يود الــ ــنجم يمسي ضريحها والضراح
أيها الوافدون خفوا سراعا جف بحر الندى وغاض السماح
والمروعون من صروف الليالي لا تريحوا إن المحامين راحوا
المصابيح والليالي دجن والمساميح والكرام شحاح
ليت لا يعقب المساء صباح يوم غابت تلك الوجوه الصباح
وردوا طافح المنايا بيوم منعوا الماء فيه وهو المباح
قوضوا عن ربوعهم فهي قفر غاب عنها الأنيس فهي مناح
وتخطوا عن خطة الخسف للحــ ــتف فراحوا الى العلى فإستراحوا
ميتة تملأ العوالم عزا وتوفق الحياة وهي الفلاح
فهلموا نبكي حليف الرزايا نال منه غدوها والرواح
وسقيما من الفوادح قاسى ما به تمرض الشداد الصحاح
هو زين العباد قيد أسيرا ودم الغل والقيود مفاح
ما لمغوارة الصباح لوي هدأت لا يشب منها الكفاح
المقاديم والضياغم تكبوا والمطاعيم والسنين كلاح
إن تقم يشهد الدجى كيف قامت أو تنادي يوم الصياح الحباح
ليس والعاديات الا عليها لامة الحرب منهم والسلاح
فهم الغوث إن دعاهم صريخ وثبوا قبل أن يقوم الصياح


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 26

سل بحلف الفضول في كل حي فهم حيه الكرام اللقاح
كيف قرت وبالعقائل منها بين أعدائها تجاب البطاح
رق أعداؤها لها وهي ثكلى فشجاها عويلها والنياح
سيروها حواسرا فوق عجف نقعها الخدر والعفاف الوجاح
وحداة العيس الطلاح حدتها بعنيف تكل منه الطلاح
حادي العيس هل تريح رويدا أين يلقى عقالها والمراح
ويك رفقا بظعن ذات حجال ما على ربة الحجال جناح
كيف تطوى بها السباسب وخدا وهضاب البيداء والصحصاح
لا عدا كربلا ولا طفها من كوثر الخلد عارض سحاح
ضمنت خامس الأولى محقوا الــ ــكفر وهم صفوة الاله الصراح
قد براهم من نور قدس فلاحوا جل في عرشه وهم أشباح


حرف الدال

وله أيضا :
عقرت عتاق الخيل أو تقتادها شعواء تملأ بيدها ووهادها
وتثيرها للنيرين عجاجة تكسو بياض المشرقين سوادها
وتسوم أرجاء البسيطة رجفة حتى تدك على الربى أطوادها
وتثيرها حربا فتملأ رحبها عدى وتبدل بالصلاح فسادها
واها لنفسي كم دعوت فلم تجب يوما فتقضي النفس فيك مرادها
أنى وطلعتك المنيرة أختشي أني أموت فلا أرى ميعادها
تغضي وقد شخصت اليك نواظر منعت صروف الدهر فيك رقادها
وتقر جفنا عن جفون طالما قصرت عليك فلم تقر سهادها
وعجبت كيف تغض طرفك دونها واليك من ضيم لوت أجيادها
خضعت وما خضعت لغيرك أسرة أسر الهوان لها الحفاظ فقادها


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 27

أطلق فدتك لها نفوسا علقت قدما على خرط القتاد قيادها
يا غيرة الله إنهضي بوليه غيران يبعث للوغى آسادها
فتشق سورتها ببيض صوارم نشأت وقد شب الإباء نجادها
فكأنما هي بالنجاد تقمطت وتسنمت قبل المهود جيادها
يا ليت مشتبك القنا وزعيمها ورواق أخبية الهدى وعمادها
هذي زروع المانعين لإرثكم هلا تبيح المشرفي حصادها
والرمح تورده صدورا أوغرت فشفت بسفك دمائكم أحقادها
إني أبثك عن مصائب جمة فقمت وجلت أن أطيق عدادها
لبست حنيفتكم ثياب مذلة فلتنزعن سيوفكم أغمادها
تدعوك ثكلى تستهل دموعها فأكفف مدامعها ونض حدادها
كم ذا القعود الا تناهض عصبة شنت على صدر الحسين طرادها
أ نسيت يوم الطف جدك بينها ظمآن تروي من دماه حدادها
أورى بقلب الدين نار رزية ذرت على أفق السماء رمادها
وعليه ما ذهبت لواعج حسرتي الا تجدد رزؤه فأعادها
أفلا يهيجك إن ال أمية تخذت مآتم حزنكم أعيادها
وسرت بزين العابدين الى العدى مضنى يكابد في السبى أصفادها
أفلا يهيجك أن زينب سيرت في فتية فت السرى أعضادها
ثكلى تطارح بالمناح ثواكلا الفت لفقد عديدها تعدادها
أو ما أتاك على المنابر سبهم من قد أقام بسيفه أعوادها
وودائع الهادي كأن قلوبها ضمنت تباريح الجوى إيقادها
يشفي سقيم الروض فيض دموعها لو لم يكن ذوب الفؤاد مدادها
تطوي دياميم القفار بحالة ساءت وإن شمتت بها حسادها
وتعج تهتف عن لهيب حشاشة قدحت بها نوب الخطوب زنادها
أحسين يا شمس الهداية من به عصب الضلالة أبرزت الحادها


السابق السابق الفهرس التالي التالي