ما آن أن يتلافى الدين صاحبه |
|
فقد وهى ركنه وأنهار جانبه |
وعسعس الغي فليبدو لنا قمرا |
|
بنوره تنجلي عنا غياهبه |
يا سوءة الدهر كم سام الهوان فتى |
|
مالان ذلا لغير الله جانبه |
وكم به شيد ركن للضلال وكم |
|
للدين ربع قد إغبرت جوانبه |
يامن لديه القضا القى مقالده |
|
والأنبياء على ودت تصاحبه |
ونيرا يقتدي عيسى المسيح به |
|
يا عز من ملك والخضر حاجبه |
وضيغما لو يؤم الموت غابته |
|
لظل وهو قصير الخطو ناكبه |
الى م تبقى سيوف الله مغمدة |
|
والشرك مشحوذة فينا قواضبه |
كم سامنا الدهر خفضا فيكم فمتى |
|
نمسي وقد رفعت عنا نواصبه |
والغيث أنت إذا جفت سحائبه |
|
والمستغاث إذا نابت نوائبه |
بالله يا راكبا هيماء نافحة |
|
في الجري قد قصرت عنها سلاهبه |
وجناء ما نشرت يوما قوائمها |
|
في القفز الا إنطوت فيها سباسبه |
عرج إذا شمت سامراء مزهرة |
|
وشع من ضوء نور الله ثاقبه |
وإحبس وحي حمى إبن العسكري وقل |
|
دين به صيح نهبه أين صاحبه |
وقل له شاكيا صنع الزمان بنا |
|
يابن الأطايب قد ذلت أطايبه |
لا صب للدين الا أن تؤلبه |
|
عرمرما تملأ الدنيا مواكبه |
مشارق الدهر لو ريعت بوطأته |
|
لأشرقت من مواضيه مغاربه |
أدرك فداؤك أهل الدين دينكم |
|
فالشرك قد نشبت فيه مخالبه |
اليك اضحى من الضيم الممض به |
|
يعج وهو قريح الجفن ساكبه |
واهي الدعائم قد أجرى مدامعه |
|
يوم الحسين لقد جلت مصائبه |
لله يوم أنوف المسلمين به |
|
جذت وجب من الإسلام غاربه |
فيه السماء غدت تبكي دما لدم |
|
أراقه الكفر هدرا أين طالبه |
أما أتاك حديث الطف إذ هتفت |
|
حزنا فطبقت الدنيا نوادبه |
ناحت له الجن تحت الأرض معولة |
|
عن حر قلب جرى في الجف ذائبه |
يقضي حسين الى جنب الفرات ظما |
|
ويل الفرات فلا ساغت مشاربه |
لتخلع العز فهر إن سيدها |
|
فوق الصعيد سليب شل سالبه |
ملقى تناهبه البيض الحداد الا |
|
تفللت أي جثمان تناهبه |
كيف البسيطة قرت والحسين على |
|
وجه الصعيد تريبات ترائبه |
ورب ثاكلة وافته عاتبة |
|
توهي الجبال الرواسي إذ تعاتبه |
تقول والجفن تحكي الغيث أدمعه |
|
ولاعج الوجد يوري القلب لاهبه |
أنت الحجاب لصوني كيف تتركه |
|
وكيف يهتك صون أنت حاجبه |
أُظام والمرتضى حامي الجوار أبي |
|
جواره الأسد رعبا لا تقاربه |
وذي يتامى إبنه تطوي الحشا سغبا |
|
وهو الذي عمت الدنيا مواهبه |
فليت عينيك يابن العسكري ترى |
|
السجاد جدك والبلوى تجاذبه |
قاسى من الخطب مالو أن أيسره |
|
أمسى على جبل ساخت مناكبه |
ويلي عليه فدته النفس يوم غدا |
|
يئن وهو سقيم الجسم شاحبه |
ياذلة الدين قد جلت رزيته |
|
في الدهر حتى بنو حرب تجاربه |
من مبلغن كماة الحرب من مضر |
|
بأن سيف الهدى فلت مضاربه |
من مبلغن قريشا أن مجدهم |
|
دكت رواسيه وإنقضت كواكبه |
ويح الزمان فلا ذرت شوارقه |
|
بعد الحسين ولا لاخت غواربه |
يا صاح هذي ديار الماجدين خلت |
|
والبين قد نعبت فيها نواعبه |
يا سائلا عن أهيل الدار ارسمها |
|
وليس الا الصدى فيها يجاوبه |
لا صم سمعك قد صاح النفير بها |
|
وجعجعت للردى فيهم ركائبه |
مقوضين برغم المجد قد نسفت |
|
مندكة يوم مسراهم أهاضمه |
صلى الاله عليهم ما بدا قمر |
|
ولاح برق وما درت سحائبه |
فقمت فأنستك الخطوب خطوب |
|
منه يضيق الصدر وهو رحيب |
ولوت صروف النائبات عنانها |
|
تعدو بمضمار الردى وتنوب |
وإعصوصبت بالمرجفات يشلها |
|
يوم أطل به البلاء عصيب |
وتجمعت منها على قلب الهدى |
|
مما دهاه بكربلاء كروب |
لا يعجبنك من الزمان فعاله |
|
بل لو عجبت من الزمان عجيب |
أخنى على الصيد الهداة فشملهم |
|
من بعد ذاك الالتئام شعوب |
سل عنهم أرض الطفوف فكم لهم |
|
فنيت شباب في الطفوف وشيب |
خلت الديار من الكرام فما بها |
|
بعد الندى الا بكى ونحيب |
وغدا غداة البين خف بخيلهم |
|
لغرابه بعد الصهيل نعيب |
أين البحور الفعم يزخر موجها |
|
كيف إعتراها للحمام نضوب |
لا طاب عيش للزمان ولا زها |
|
روض ولا صوب الربيع يصوب |
أ يطيب عيش والحسين على الثرى |
|
وكريمه بدم الوريد خضيب |
الله أكبر كيف يغدو موطئا |
|
للخيل من هو للحبيب حبيب |
ويرض صدر للمكارم مصدر |
|
ولصدر خير الأنبياء ربيب |
هد الهدى يوم الحسين فإنه |
|
يوم يكاد به الجنين يشيب |
فيه الحسين هوى وصيح برحله |
|
نهبا فراح ورحله منهوب |
كم حرة تسبى به ومصونة |
|
تهدى كما تهدى وتسبى النوب |
ثكلى وقل لها بهذا الرزء لو |
|
شقت قلوب لا تشق جيوب |
جفت دموع العين فيه فإن بكت |
|
فالدمع من ذوب الحشا مسكوب |
وتلوذ بالسجاد وهو من الضنى |
|
والقيد فيه جراحة وشحوب |
وبزينب فكأن زينب كعبة |
|
طافت بها محروبة وحريب |
وإذا رأت زين العباد مصفدا |
|
حنت عليه كما تحن النيب |
عانٍ يسار به أسيرا شفه |
|
سقم به لا يستطاع ركوب |
سامى بلاء الأنبياء بلاؤه |
|
حتى تعاظم صبره أيوب |
وأقام يبكي الدهر ذكر مصيبة |
|
ينسى المصائب عندها يعقوب |
يبكي ليوسف عامل بحياته |
|
وعليه من بعد الذهاب يؤوب |
وبكى علي بن الحسين بدور تــ |
|
ــم غيبت ولها التراب مغيب |
علقت به الأحزان لم تبرح به |
|
ولها عليه نهضة ووثوب |
وغدا يؤنبه الخلي من الأسى |
|
لو كان يثني الواله التأنيب |
وعليه ما خطر السلو بخاطري |
|
الا وثار من الدموع رقيب |
أيلام زين العابدين بحزنه |
|
لو ظل عمر الدهر وهو كئيب |
ويرى بنات الوحي أسرى سيرت |
|
فوق النياق أصابهن لغوب |
سبيت ودون السبي ودت أنه |
|
قطعا تساقط قلبها المرعوب |
يا راكب الوجناء في أخفافها |
|
تطوي القفار فدافد وسهوب |
موّارة كالريح يعصف جريها |
|
فلها بهاتيك البطاح هبوب |
تنقض تخترق المفاوز مثلما |
|
ينقض سيل في الحضيض صبيب |
فيروقها حدب الفلاة وأكمها |
|
ويشوقها التصعيد والتصويب |
أبدا عليك ولا عدتك ملمة |
|
إن لم تلم بيثر تثريب |
فإذا بدا نور الرسالة لامعا |
|
متضوعا من نشر طيبة طيب |
أبلغ رسول الله ما يعلو به |
|
مثواه منه زفرة ووجيب |
إن الحسين وولده وحماته |
|
بسهام حقد المارقين أصيبوا |
يغدوا بن فاطم قطب دائرة الوغى |
|
فيهم لقا ولقاؤه المرهوب |
لكنما نهج السبيل بقتله |
|
فالحق إبلج واضح ملحوب |
ما مر في اليام فادح رزئه |
|
الا بقلب الدين شب لهيب |
لم لا يشب له أسى قلب الهدى |
|
وعليه من حرب تشب حروب |
يدعو فريدا بالنصير وماله |
|
الا الأسنة والسيوف مجيب |
فنحى الجموع مقربا آجالها |
|
حتى رأت أن البعيد قريب |
بأبي فريدا منه يكبو الجمع أن |
|
يعدو به عبل الشوى يعبوب |
يغشاهم ويغوص في أوساطهم |
|
كالشمس يطلع تارة ويغيب |
لم يثنه ويصيب رشق سهامهم |
|
لكنما سهم القضاء مصيب |
فهوى كبدر التم بين جموعهم |
|
لكنه دامي الجبين تريب |
كم سام الك ال صخر فادحا |
|
قد كاد صم الصخر منه يذوب |
تبت يدا صخر بن حرب كم بغى |
|
وبنيه لا يعدوهم التبيب |
وقست قلوبهم ومن حر الظمى |
|
كادت تفطر من بنيك قلوب |
ومروعة ولهى تركم كربها |
|
حتى بكاها الواله المكروب |
تدعو الحسين وللحشاشة زفرة |
|
توري القلوب وللجفون سكوب |
هو ندبها غيث الأنام إذا إحتمت |
|
شهب السنين وغوثها المندوب |
أدعوك ما لك لا تجيب وكنت يا |
|
غوث الصريخ إذا دعيت تجيب |
الويت فإنقطع الرجاء وخاب يا |
|
من لم يكن فيه الرجا ويخيب |
وسلبتني طيب الكرى لا لذ لي |
|
طيب الكرى والجسم عنك سليب |
ومن الغريب بأن أرى وعليك لا |
|
أبكي وأنت بكرلاء غريب |
يا بهجة الدنيا ومطرف عزها |
|
الضافي على الأيام وهو قشيب |
أ تفارق الدنيا على الدنيا العفى |
|
فالعيش بعدك لا يكاد يطيب |
لك تربة يشفى السقيم بها إذا |
|
أعي عن الداء الدفين طبيب |
فلأبكين عليك لو يجدي البكا |
|
وأحن ما هبت صبا وجنوب |
ولالعنن أمية فعليك ما |
|
صلى الاله على أمية حوب |
يبكيك من يرجو الشفاعة في غد |
|
وبها يكون له هناك نصيب |
طال ليل الهدى وأنت الصباح |
|
فليبن فيه وجهك الوضاح |
وطغى الجور فإشمخر فسادا |
|
فليغث عدلك الورى والصلاح |
يا منى القلب كم بذكراك قلب |
|
طار شوقا اليك وهو الجناح |
ومليحا نأى فحنت عليه |
|
وقلت حسنها الحسان الملاح |
وحسام الاله حامي حماه |
|
أنت غوث الهدى وفيك النجاح |
أنت ذاك الركن المنيع إذا ما |
|
ناب خطب والماجد الفياح |
بعدك الدهر لا يرى غير عبد |
|
غاب عنه مليكه الجحجاح |
كم يرى ما أصابكم من عداكم |
|
وعليه تراكم الأتراح |
فحقيق لنا وإن فني العـــ |
|
ــمر عليكم وهل يفيد النياح |
لا براح عن العكوف على الــ |
|
ــحزن لقد جل رزؤكم لا براح |
ذهب الصبر عن فوادح يشــ |
|
ــجو الصم منها والشامت المفراح |
هتكوا حرمة الهدى بعلي |
|
واباحوا من سره ما أباحوا |
كم بأسيافهم تطل دماء |
|
من بنيه وحرمة تستباح |
يوم جاشت للحرب من ال حرب |
|
كل مرهوبة اللقاء رداح |
وأطافت كماتها بحسين |
|
أين من لج بحره الضحاح |
تملأ الأرض بالصواهل لكن |
|
لم يزل طودها الأشم الطفاح |
فثنى جمعها فريع وولى |
|
طائرا منه قلبه والجناح |
ينثني باسما فيحسب راء |
|
أن جد الردى لديه مزاح |
وكأن الحر العوان عروس |
|
طيبها النقع والسيوف الوشاح |
وكأن القنا تميس قدود |
|
وصهيل الجرد العتاق صداح |
ما إنثنى في النزال حتى أتاه |
|
قدر ليت لا أتاه متاح |
فهوى للصعيد بدرا ولكن |
|
حجبته سمر القنا والصفاح |
مثخن الجسم بالجراح فالوى |
|
وبقلب الهدى عليه جراح |
وقليل عما جنى الشمر مالو |
|
زهقت عن جسومنا الأرواح |
شال بالمح منه رأسا توارى |
|
من محياه بالكسوف براح |
أظلم الدهر ما هناك كأن الــ |
|
ــدهر ليل ووجهه المصباح |
مادت الأرض والرواسي عليها |
|
لرؤس تميد فيها الرماح |
كيف قرت ومن بها الله أرسا... |
|
...ها عليها تسفي عليها الرياح |
نبذت بالعرا جسوما يود الــ |
|
ــنجم يمسي ضريحها والضراح |
أيها الوافدون خفوا سراعا |
|
جف بحر الندى وغاض السماح |
والمروعون من صروف الليالي |
|
لا تريحوا إن المحامين راحوا |
المصابيح والليالي دجن |
|
والمساميح والكرام شحاح |
ليت لا يعقب المساء صباح |
|
يوم غابت تلك الوجوه الصباح |
وردوا طافح المنايا بيوم |
|
منعوا الماء فيه وهو المباح |
قوضوا عن ربوعهم فهي قفر |
|
غاب عنها الأنيس فهي مناح |
وتخطوا عن خطة الخسف للحــ |
|
ــتف فراحوا الى العلى فإستراحوا |
ميتة تملأ العوالم عزا |
|
وتوفق الحياة وهي الفلاح |
فهلموا نبكي حليف الرزايا |
|
نال منه غدوها والرواح |
وسقيما من الفوادح قاسى |
|
ما به تمرض الشداد الصحاح |
هو زين العباد قيد أسيرا |
|
ودم الغل والقيود مفاح |
ما لمغوارة الصباح لوي |
|
هدأت لا يشب منها الكفاح |
المقاديم والضياغم تكبوا |
|
والمطاعيم والسنين كلاح |
إن تقم يشهد الدجى كيف قامت |
|
أو تنادي يوم الصياح الحباح |
ليس والعاديات الا عليها |
|
لامة الحرب منهم والسلاح |
فهم الغوث إن دعاهم صريخ |
|
وثبوا قبل أن يقوم الصياح |
أطلق فدتك لها نفوسا علقت |
|
قدما على خرط القتاد قيادها |
يا غيرة الله إنهضي بوليه |
|
غيران يبعث للوغى آسادها |
فتشق سورتها ببيض صوارم |
|
نشأت وقد شب الإباء نجادها |
فكأنما هي بالنجاد تقمطت |
|
وتسنمت قبل المهود جيادها |
يا ليت مشتبك القنا وزعيمها |
|
ورواق أخبية الهدى وعمادها |
هذي زروع المانعين لإرثكم |
|
هلا تبيح المشرفي حصادها |
والرمح تورده صدورا أوغرت |
|
فشفت بسفك دمائكم أحقادها |
إني أبثك عن مصائب جمة |
|
فقمت وجلت أن أطيق عدادها |
لبست حنيفتكم ثياب مذلة |
|
فلتنزعن سيوفكم أغمادها |
تدعوك ثكلى تستهل دموعها |
|
فأكفف مدامعها ونض حدادها |
كم ذا القعود الا تناهض عصبة |
|
شنت على صدر الحسين طرادها |
أ نسيت يوم الطف جدك بينها |
|
ظمآن تروي من دماه حدادها |
أورى بقلب الدين نار رزية |
|
ذرت على أفق السماء رمادها |
وعليه ما ذهبت لواعج حسرتي |
|
الا تجدد رزؤه فأعادها |
أفلا يهيجك إن ال أمية |
|
تخذت مآتم حزنكم أعيادها |
وسرت بزين العابدين الى العدى |
|
مضنى يكابد في السبى أصفادها |
أفلا يهيجك أن زينب سيرت |
|
في فتية فت السرى أعضادها |
ثكلى تطارح بالمناح ثواكلا |
|
الفت لفقد عديدها تعدادها |
أو ما أتاك على المنابر سبهم |
|
من قد أقام بسيفه أعوادها |
وودائع الهادي كأن قلوبها |
|
ضمنت تباريح الجوى إيقادها |
يشفي سقيم الروض فيض دموعها |
|
لو لم يكن ذوب الفؤاد مدادها |
تطوي دياميم القفار بحالة |
|
ساءت وإن شمتت بها حسادها |
وتعج تهتف عن لهيب حشاشة |
|
قدحت بها نوب الخطوب زنادها |
أحسين يا شمس الهداية من به |
|
عصب الضلالة أبرزت الحادها |