منتقى الدرر في النبي واله الغرر 28

سهم أصابك قد أصاب المصطفى واصاب يا كبد البتول فؤادها
وإسود وجه الدهر في يوم به حشدت عليك أمية أجنادها
وعجبت كيف أنار بعدك أفقه ويرى برأسك مزهرا ميادها
يبكيك محمر الدموع وعينه حزنا قد إبيضت وكنت سوادها
نضبت بحار الجود يا ورادها وذوت رياض المجد يا روادها
رحل الكرام عن الديار فعاذر أن لا يجيب سوى الصدى وفادها
نزلت ضيوفا بالطفوف فصرعت عطشا وأوردت القنا أكبادها
وتمهدت حر الربى وأظلها شجر القنا وغدا الرمال وسادها
يا تربة بلغت بهم هام السما بوركت أرضا ضمنت أجسادها
نشر الربيع عليك أبهى حلة وسقتك غادية الغمام عهادها
واليكم ىل النبي خريدة تبدو فيطوى نشرها أندادها
تختال في حلل الثناء وذكركم قد كان مهما إنشدت وصادها
فالدر يغبط نظمه أنشاءها والمسك يلتمس الشذا إنشادها
* * *

وقال (ره) يرثي الحسين بن علي عليهما السلام سنة 1306 :
الى مَ توانيك والغي جد فإن لكل توان أمد
نأيت فصد الهنا نائيا فهلا ترى وصله بعد صد
بدا كوكب النحس لما خفيت فما مر بعدك يوم سعد
تركت الهدى ساهرا والضلال برغم الهدى راقدا لا رقد
لقد سامنا الدهر فيك الهوان فما عيشنا فيه الا نكد
وفت به الضيم أكبادنا فالقى أعزتنا في كبد
وأخنى على كل ذي شيمة به فيود الفتى لو برد
لحا الله دهرا يذل العزيز فتفترس الحمر فيه الأسد
تعدى الحدود فأنى يقيم عليه سوى مرهف الحد حد
يفل قنا الدين مغمورة عنيد عن الحق فيه عند


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 29

أقمها فقد أودت إنه بغيرك لا يستقيم الأود
لقد عيل صبر الهدى أو يبيت من الذل ما للأعادي أعد
الا مهد الأرض رب السماء لنا منجزا فيك ما قد وعد
فهذي مواليكم تستغيث الا فأغثها فأنت العضد
تحن للقياك منها القلوب وقد أوقد الشوق فيها وقد
ولم يبق منها وقد غودرت أيادي سبا غير جمع بدد
فيا شمس أفق هدى ضوؤها وإن حجبت فاضح من جحد
ويا إبن الأولى فوق هام السما سما بهم وتعدى معد
وأكرم بهم سادة سادت الملا... ...ئــك فإتخذتها حفد
فأنشأهم حيث لا منشأ ولم يك يولد من لم يلد
فكانوا وهم علة الكائنات ولا أحد ثم الا الأحد
فنزلهم جل من كل شيء بمنزلة الروح وهو الجسد
فلولاهم لم يكن آدم فكان له ساجدا من سجد
وما كان وضع الثرى للأنام ورفع السماء بغير عمد
فلم تحص عد مزاياهم وشهب السما كيف تحصى عدد
حقيق على من تولاهم ولم يشفه النوح طول الأبد
أصيبوا فأدنى رزاياهم تهد مضاضتها الشم هد
ترى الدين من يومهم بالطفوف براه القنا فهو واهي الجلد
غداة حسين عليه الضلال برغم الهدى شر حزب حشد
تفاقم بالبغي حتى بغى عليه إبن سعد الا لا سعد
سرى منفذا فيه رأي الدعي وما رأيه فيه الا فند
أيطمع من نفس ذاك الأبي بما لم يكن دائرا في الخلد
لينسف طود علاً راسيا ويقتاد ليث شرىً ذا لبد
فشب به عزه للقراع وأورى له عزمه فإتقد


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 30

ترى عضبه يقرع البيض فيه كبرق أضاء ورعد رعد
وغام القتام وهام الكماة تساقط من عضبه كالبرد
يمد يدا منه لا تنثني لو الآرض كانت عليها مدد
ويرسي بها قدما زلزلت بها ولها قبل كانت وتد
الى أن هوى يا هلا نكبة أطلت علينا بإحدى الأحد
قضى عطشا في سبيل الاله خضم ندى من نداه إستمد
طغى زاخر اللج للواردين إذ اللجج الفعم كانت ثمد
حقيق لكل فتى أن يعيش كئيبا فيقضى بسيف الكمد
يقطعه مفصلا مفصلا لمنفصل الرأس عاري الجسد
على من أبوه الوصي ومن له كان خير النبيين جد
أقام فيالهف قلبي عليه بعفر الثرى ثاويا في وصد
وقامت له خفرات النبي تشق الجيوب وإن لم يفد
شديد على الدين ما نابها وهتك الطغاة عليها أشد
مصاب يمد لها دمعها يذوب الفؤاد إذا ما نفد
نوائح ما دمعت عينها من الحزن الا عليها رصد
تقام على الرغم من قومها لوي لدى شر علج الد
وتجلب من كربلا كالإماء بأيدي الطغاة لأقصى بلد
وما بينها وارث الأنبياء علي وما وجدت ما وجد
فديت وليت لزين العباد يكون الفدا كل عبد عبد
يصفده حلمه والحليم ما إنفك من حلمه في صفد
فإني أقيم حليف الأسى أعد مصائبهم لو تعد
والف الا الهنا والقرار وأهجر الا البكا والسهد
ولاء بني المصطفى عدتي إذ إنقضت بسواه العدد
ووردي إذا رد يوم الورود على ظمأ صادرا من ورد


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 31

بيوم عظيم البلا لم يكن ليغني به والد عن ولد
به عقدة من لساني تحل فأنطق إذ لا تحل العقد
وما ضر من أثقلته الذنوب غدا وعليه به المعتمد

وله أيضا (ره) في رثاء سيد الشهداء (ع) :
غشيتك النوى فسامتك بعدا صير الحر من مواليك عبدا
كم أذلت شهما وكم فيك صبا أوهنت جنبه وقد كان جلدا
يا حبيب الهدى وقيت حبيبا نائيا عنه ما رأى منه صدا
أنت في قلبه وإن غبت عنه غيبة هدت القوى منه هدا
كان منك الوداع أودع منه في الحشى جذوة وفي العين سهدا
أي أرض حوت علاك فكانت ليتها لم تكن بمثواك خلدا
وأستمر النسيم يعبق لما مر فإستاف كثب ناديك ندا
إبحزوى حللت أم سفح نجد جادها الغيث إن حوتك ونجدا
قد أطلت النوى فلم يأن أن تنــ ـجز يوما لموعد فيك وعدا
قد براه الضنا فحن بقلب فيه أورت لواعج الشوق زندا
من لدهرٍ محندس الالإق نحس بمحياك قد تلالأ سعدا
كم له قام ما ذكرت رقيب فيكنى يا سعد عنك بسعدا
يا جوادا لو قيس في راحتيه صيب الودق يالندى كان أندا
أنت تولي الورى نوالا وعزا وهو يكسو الثرى عرارا ورندا
لو ملأت الزمان شرقا وغربا كان نزرا مما تؤمل رفدا
أنت غوث الورى إذا أغبر عام الــ ــجدب وإستمطر الغمام فأكدى
وغياث الصريخ إن ناب خطب فأقم صرفه عدى فتعدى
فأذم الزمان ذم خبير فيه أعيى عنه وكان الدا
فمتى تبدل الفساد صلاحا في البرايا فأبدل الذم حمدا
كان والله ما نقاسي شديدا من عداكم والصبر فيك أشدا


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 32

جار حتى أذلنا فيك دهر عز لا عز أن نرى فيه بردا
فسئمنا أيامه غير يوم فيه ترقى عبل الذراعين نهدا
واطئا هامه بأشرف نعل وطؤها قبل أكسب المجد مجدا
صارخا عضبك المهند فيها لا نبا ذلك المهند حدا
كم تراه بغمده يتلوى كاد ذاك الصقيل في الغمد يصدا
حبذا ساعة من الدهر تأتي برجال تغشى الكريهة أسدا
عودتهم لثامها الحرب حتى منهم تحسب المشائخ مردا
ولأطفالهم وقد ولدتهم كان متن المطهم النهد مهدا
لو ترى كل ثاقب العزم منهم رابط الجأش يرهق الجمع فردا
فتراه يسطو إذا الحرب شبت باسما يحسب الكتيبة وفدا
ويرى البارق المهند ثغرا بارد الظلم والمثقف قدا
وقريع الضبا غوان تغنيــ ــه ومر الطعان في الحرب شهدا
لرأيت الكماة تنفر منه حمرا أبصرت أخا الغاب وردا
يا ترى هل تراك عيناي تبدو ملكا تنزل الملائك جندا
واضعا في الرقاب كالبرق عضبا رافعا كالعقاب يخفق بندا
وخميس يمده الله بالنصر يرى من ذرى الشناتخيب مدا
يملأ الدهر بالصواعق منه فيلق يملأ البسيطة جردا
وسيوفا أدل إن نضبت من سنة النوم للرؤوس وأهدى
يوم حرب تخال بيض المواضي تقرع البيض فيه برقا ورعدا
فتبيد الكماة طعنا وبيض الهــ ــند كسرا والذبل السمر قصدا
ياإبن من كل ذي علاء بأعلى ذروة المجد عد منهم معدا
والغطاريف من ذؤابة فهر وبكل فديت لو كنت تفدى
أقمع الدهر والحدود عليه وأقمها فكم تجاوز حدا
لا أرى والهوانأن تتوانى وعلى محو دين جدك جدا


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 33

كيف تغضي والدين منه مروع هل ترى من إغاثة الدين جدا
قد أثيرت زعازع الحقد حتى نسفت من جباله الشم فندا
ودهاكم يوم (السقيفة) خطب لو دهى أعظم الرواسي لهدا
هد ركن الهدى وعم البرايا فادح خصكم لقد كان أدا
فرزاياكم ولم تنه وصفا كمزاياكم فلم تحص عدا
فإشف قلب الهدى فإن عليا كم شفت فيه عصبة ... حقدا
نقضت فيه ويحها أي عقد كان في جيدها من العز عقدا
ما لقوم هداهم الله بالهادي غدوا بعده لأهليه لدا
(أوقدوا ) نارهم على أهل بيت جعل الله منهم البيت خلدا
فترى يوم أو قدوها عليه بحشا الدين منه للحشر وقدا
(غصبوا فاطم) حقها وقد رمقوها بعيون كانت عن الحق رمدى
فقضت نحبها ولم تبلغ العشــ ــرين توهي الجبال غما ووجدا
والإمام الزكي بعد أبيه نقض القوم فيه لله عهدا
نزعته شلت يد الدهر عضبا صارما بيته له صار غمدا
جرعته الردى بجرعة سم ذاب لو لمست من الصم صلدا
هل محب يشفى غليل شجي كان يخفي الجوى فغص فأبدى
قد كساه ثوب الحداد حسين وهو عار حاكت له الريح بردى
يا قتيلا سما بفاطم أما وعلي أبا وأحمد جدا
كم يفدونه حبيبا ومن لي أن أكون الفدا لذاك المفدى
يوم أودى به القضا قام يتلو بإذا الشمس كورت يوم أودى
وإستمرت معالم الدين تدعو من أصاب الردى ومن كان أردى
بأبي ظاميا يغادر للبيض الموا ضي طعما وللسمر وردا
وحقيق أن لا يعاتب غيث ماسقاه والغيث منه إستمدا
كم بعفر الثرى ترى خد شهم ما لغير الاله يضرع خدا


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 34

وترى الرأس منه في رأس رمح وثلاثا ما ضمن الجسم لحدا
وسبوا بعده عقائل خير الــ ـرسل سحقا لشر قوم وبعدا
حرم الله كيف تساق أسرى لإبن هند لحى إبن هند وهندا
لا تواري الخدور ربة خدر وبنات الهدى الى الشام تهدى
فتذيب الصفا عويلا ونوحا وتجوب الفلا ذميلا ووخدا
مزقت ثوبها عليها المعالي وإكتست للمصاب ما الحزن أسدى
يا لها حسرة لهيب جواها يدع الروض في البسيطة همدا
يا بني الوحي هاكموها عروسا لا أرى أن يرى لها الدهر ندا
آية النظم يعلم النظم منها حين تتلى بأنه كان وردا
كان كل الثناء أدنى محل من ذوي مجدكم وإن كان جهدا
ظل سعي يهدى الى غير قوم بسنا نورهم الى الحق يهدى
لست مستبدلا بكم من سواكم خسر المبدلون بالغي رشدا


حرف الراء

في رثاء أمير المؤمنين علي (ع)
خطب الم بركن الدين فإنهارا أورى الغداة بقلب المصطفى نارا
والدهر أنشأ غدرا في الهدى فدهى صنو النبي وكان الدهر غدارا
قذى لعينيه إذ أهدى الحمام له كيف إستطاع لشمس الدين إنكارا
فأي حادثة في الدين قد وقعت فالبسته من الشجان أطمارا
قد كشرت ويحها عن ناب مفترس فأنشبت فيه أنيابا وأظفارا
فأظلمت طبقات الجو كاسفة من نقعها حين في آفاقها دارا
كرت وقد شمرت عن ساقها فرمت فجدلت بطلا في الحرب كرارا
هذي المحاريب أين القائمون بها والليل مرخ من الظلماء استارا
جار الزمان عليهم كم بهم ملأ الــ ـدنيا مصابا وكم أخلى لهم دارا


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 35

هذي منازلهم بعد الأنيس فلا ترى بها غي وحش القفر زوارا
سرحت ــ فيها ودمع العين منهمل ــ فكري وبي ضاق صدر الدهر أفكارا
أضحى المؤمل بالجدوى يجيل بها طرفا فليس يرى في الدار ديارا
اليك يا طالب المعروف عن دمن ما الظيم يوما عرا من أهلها دارا
نعمت في نيلهم حتى إذا ظعنوا أتيت تطلب بعد العين آثارا
بالله يا راكبا حرفا معودة طي السباسب أنجادا وأغوارا
يمم بها بمنى من غالب فئة وجوهها سطعت في الليل أقمارا
مطعامة الجدب إن كف به بخلت واسرة الحرب إن نقع لها ثارا
ترى الفتى منهم يحكي الفتاة حيا وفي الكريهة مثل الليث هدارا
وفي الظلام إذا قاموا لربهم قاموا عبيدا ويوم السلم أحرارا
وأبدي لها الويل حران الحشا وأذل مذاب قلبك في العين مدرارا
فأي طود هدى من مجدكم سارا واي بحر ندى من جودكم غارا
هذا علي أمير المؤمنين لقى مضرجا بدم من رأسه فارا
قد حجب الخسف بدرا منه مكتملا وغيض الحتف بحرا منه تيارا
أودى ومن حوله للمسلمين ترى من دهشة الخطب إقبالا وإدبارا
وافت اليه بنوه الغر مسفرة عن أوجه تملأ الظلماء أنوارا
تدعوه والعين عبرى تستهل دما والحزن أجج في أحشائها نارا
يا نيرا غاب عن أفق الهدى فأرى أفق الهدى لا يرى للصبح إسفارا
قد كان فيك ولم يخطر له خطر من الضلال ليخشى اليوم أخطارا
ترضى ببطن الثرى قبرا وقل علىً لو إتخذت بعين الشمس إقبارا
وقبل نعشك ما شاهدت نعش فتى من فوق أعناق أملاك السما سارا
أبكيك في الجدب مطعاما ومنتجعا وفي لظى الحرب وقداما ومغوارا
فلا أرى بعدها في الجار من أحد يجيرنا من صروف الدهر لو جارا
فلا بدا بعده بدر ولا طلعت شمس ولا فلك في أفقها دارا


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 36

في مبدأها يندب الإمام المهدي (ع) وفي ختامها يرثي أبا الفضل العباس (ع)
شغف الهوى قلبي فشب أواره من لي بمن لقياه تطفئ ناره
الوى فجف الدمع يوم فراقه فمددت من ذوب الحشا مدراره
قد غاب عن عيني ومنزله الحشا ما كان أقرب يوم شط مزاره
نصب الضلال له حبائل غدره والله جل كفى الهدى غداره
فنأى وصد عن الأحبة نافرا كالضبي روع صده ونفاره
حيى حيا الوسمي زهر ربعه وعليه قد نشر الربيع بهاره
ومن العنا أن المشوق بوجده يقضي ولا يقضي به أوطاره
يا بدر أن الجو عسعس ليله فكم الغروب لقد أطلت سراره
لا تنجلي منه الدجنة أو نرى كالصبح وجهك مسفرا إسفاره
وعجبت كيف تغض طرفك معرضا عمن ثنى لك طرفه أو داره
أسلمت للدنيا أعزة دينكم حتى كأنك قد جفوت خياره
منعت ــ فلا عذب الفرات لشارب ــ صفو الزمان وجرعت أكداره
من ساهر يرعى الكواكب ليله ومصاحب وحش القفار نهاره
يا مدلجا والجو جن محندسا في الدو بقطع بيده وقفاره
عرج على الوادي المقدس من منى وأحبس إذا آنست منه ناره
والم بين دياره وربوعه جاد الربيع ربوعه ودياره
والبيت ذي الأستار أن بسفحه بيتا تنوط يد العلى أستاره
بيت به إبن العسكري محجب يرجو الهدى بظهوره إظهاره
ملك تذل له الملوك فلا ترى الا ملائكة السما سماره
غيث الورى في جدبها وكميها في حربها والكهف يعصم جاره
والبحر عم الدهر فيض نواله إن جففت شهب السنين بحاره
إن شمت من ذاك المحيا نوره ورأيت من ذاك الحمى نواره
وشممت من ريحانة الهادي شذا كالمسك ضوع رنده وعراره


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 37

فإستفززن من الشرى ضرغامه وإستجدين من الندى تياره
فمتى رعاك الله تنهض ثائرا فبمن سواك الله يدرك ثاره
ومتى منادي الحق يجهر مسمعا من كان بين الخافقين جهاره
بشراكم بظهور خير مغيب ينشاب احزاب الضلال شراره
فرأيت يخفق كالعقاب لواءه وسمعت يشدو بالنجاح هزاره
ويضيء أفق الدهر برق حسامه فيقوم فيه ممهدا أمصاره
يغشى الكفاح بكل أروع باسل يسطو وذكر الله كان شعاره
لجب يغص الدهر فيه مضيقا رحب الفضاء مطبقا أقطاره
فأشدد فديت وحل عقدة كفرهم حيزوم عزمك قاطعا زناره
دمكم يراق وماله من طالب أو لست تسمع يستغيث جباره
أ تقر لا زاغت قواعد دينكم والكفر زلزل عزه وفخاره
ورقى لشامخ مجدكم فإبتزه أبراده وكساه عنها عاره
وعدى عليه بجزيه ليزلزلوا أطواده وليطفئوا أنواره
والله جل متمها ومضيئها بالرغم منه مدمرا كفاره
يا دهر قد زلزلت راسية الحجى فغدا يسرح ذو الحجى أفكاره
قد طال خطوك فإرتقيت الى ذرى دوح المكارم فإقتطفت ثماره
حتى عمدت الى علي ذي العلى فأبحت شقوتك المنيعة داره
وحمى تحاماه الأسود وتتقي صيد الرجال وغلبها أخطاره
تالله بئس الدهر دهر لم يكن يحمي به حامي الذمار ذماره
ما راق لي في الدهر رائق عيشه فلقد بغى حتى سئمت غضاره
أنى يروق وفيه كل غضنفر منكم به نشب الردى أظفاره
فلكم دهى بصروفه أمناءه ولكم رمى بخسوفه أقماره


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 38

غال الوصي المرتضى والمجتبى أغرى الضلال بسمه جباره
فإخضر منه وجهه وإسود وجـــ ــه عدوه فكأن كساه شناره
فله بقلب الدين جرح شب في قلب النبي فلا يبوخ أواره
برزت أميةيوم طيف بنعشه والحقد الب جمعها فأثاره
وثبت وقد وافت غليه سهامهم رشقا كما وكف السحاب قطاره
وسرت تخب الى الحسين مثيرة نقعا تخال دجى الظلام مثاره
الله كم من عثرة للدهر في ال النبي فلا أقال عثاره
لا تنس يوم الطف إن مصابه للحشر لا تنسى الورى تذكاره
رزء بقلب الدين أضرم ناره فغدا يصعد للسماء شراره
والأرض فيه زلزلت زلزالها فإسال تحدثك السما اخباره
يوم ابو الفضل أستفز الى الوغى وقد إستجار به الهدى فأجاره
يغشى الكريهة فوق أجرد سابح ويخوض فيه من الحمام غماره
متهللا يلقى الردى متقلدا ماضيه معتقلا به خطاره
وفديته فردا مضى مستقبلا تلك الجموع فما رأت إدباره
مقدام يوم الروع إن تر محجما مقدامه ومروعا مغواره
أسد تحاماه الأسود بغابه إن كر تحسبه الفتى كراره
أو أحجمت في الحرب يزأر مقدما شبل الغضنفر مصحرا إصحاره
يستل مشحوذالغرار مكهما من كل مشحوذ الغرار غراره
حتى إذا ورد الفرات فخاره وغدا برغم أنوفهم سمساره
والله توجه بتاج جلاله والمجد قد أسدى عليه إيثاره
قد حق قول الحق فيه لدى الظمــ ــاء ويؤثرون الا ترى إيثاره
ذكر الحسين وكيف ينسى قلبه رهن الظما وكباره وصغاره
ملأ المزادة لم يذقه وقلبه كالجمر شب به الأوام أواره
وقد إنتضى بتاره وحمامهم يوم الوغى إن ينتضي بتاره


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 39

وإذا عدا لم ينج مه عدوه الا افرار لو إستطاع فراره
حتى إذا سئم الحياة مجاهدا وإختار من شرف العلى ما إختاره
وإشتاق للفردوس حتى قد رأى مر الردى شهدا حلا فإشتاره
عند القضاء له فقنع رأسه بعموده من لا يشق غباره
وإستل مرهفه فمد له يدا حسمت يديه يمينه ويساره
فهوى ففت من الهدى عضدا به قد شد يعضده فخار فخاره
وكفى بفادحه العظيم مصيبة إن زلزلت طود الهدى صباره
وقف الحسين عليه وقفة واجد ولهان حمله القضا أوقاره
ابدى من الزفرات ما من دونه حذر الشماتة يتقي إظهاره
ودعا أخاه فديته مستعبرا ما كاد يسبق نطقه إستعباره
اليوم بيت الدين طاف به الردى فأباد سادات الورى عماره
قد كنت لي عضبا أذود به العدى ولعسكري قطبا يدور مداره
أشقيق روحي إن رزءك هدني حتى حنا ظهري ودق فقاره
أشقيق روحي إن رزءك مض في قلبي فلو لم يدمه لأطاره
فلأندبنك ما حييت الدهر ذا نوح يطارح في الدجى أطياره
ولأعكفن على الوغى فأثيرها نقعا تخال دجى الظلام مثاره
لكن أخي أهان خطبك أنني بك لاحق لوث الكمي إزاره
من مبلغن الرسل أن زعيمها نشب الحمام بقلبه أظفاره
صوم الهواجر كاد يفطر قلبه ظمأ غدا دم نحره إفطاره
من مبلغ الأملاك إن مزورها في القفر أضحى وحشه زواره
ما ضره والله منّ على الورى إن حط عمن زاره أوزاره


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 40

في ذكر أهل البيت (ص) ووقعة الطف :
ركاب الأحبة فيهم سرت وتلك مرابعهم أقفرت
فهاهي قفر كأن لم تكن بصيب نائلهم أمطرت
وكانت ربيعا لشهب السنين إذا أجدبت سنة أزهرت
فأضحت يبابا مكن الوحوش كأن لم تكن بالندى عمرت
تعود إذا يممتها الركاب خفافا ومن رفدهم أوقرت
وقفت بها قفرة أوحشت ويا طالما أرضها ابشرت
أسرح طرفي بأكنافها وفيها دموعي دما أهمرت
فتنكرها العين إذ قد عفت ويعرفها القلب إن أنكرت
وأسالها ويجيب الصدى سؤالي وأرجاؤها غبرت
متى ظعن الحي عنها وأين ترامت بها العيس لما سرت
سرت بوجوه كضوء الشموس إذا ما سرت في الدياجي إنسرت
رويدكم أيها الظاعنون بذي كبد بالجوى سعرت
وذابت جوى وبها عينه غداة النوى بدم فجرت
فما زال يشتاق غض النسيم تمر ومن نشركم عطرت
فلا طرقتكم صروف الزمان بهوج لكم أي هوج ذرت
فكم انس دهر لكم نكدت وكم صفو عيش لكم كدرت
كذلك تجري عواري الصروف وهل نافع ليتها لا جرت
وحسبك مما جنت أنها على الدين كم قد بغت وإفترت
المت بطاها نبي الهدى وبالخسف عترة طاها إعترت
عليه بغت وعلى اله إعتدت وعلى الله فيها إجترت


السابق السابق الفهرس التالي التالي