منتقى الدرر في النبي واله الغرر 67

وطالت الا شلت يد الهدر فإرتقت اليهم وهم فيه الحجى والطوائل
لهم حسب كالشمس لو قيس ضوءها به ولهم مثل النجوم فضائل
وعلم وحلم وإنبساط وهيبة وحزم وإقدام وبأس ونائل
فيا واقفا في ربع ال محمد يسائل عنها الربع والدمع سائل
فلا طاب لي عيش وتلك بطيبة مرابع قد أقوت لهم ومنازل
وقوض صبري يوم شدت رحالهم وحنت الى الترحال تلك الرواحل
بهم يوم حلوا الطف وهي وضيعة تسامت فكانت للسماء تطاول
فإن سماء بالكواكب زينت سما نجمها منها الحصى والجنادل
تهاوى بها نجم العلى وهو ثاقب وغاب بها بدر الهدى وهو كامل
حوت كل فضل من بني خير مرسل فأضحت وملء الدهر منها الفضائل
حوت كل فرد من قبيلة غالب تهافت منه في الكفاح قبائل
عدت فأثارتها الى الأفق خيلهم فأظلم ذاك اليوم فهو قساطل
دجا فإدلهم الكون لكن وجوههم أضاءت بليل النقع فهي مشاعل
يحلي دم الأبطال بيض سيوفهم ويشحذها ضرب الطلا لا الصياقل
فهم خير أنصار وأكرم معشر تداعوا لنصر الدين والدهر خاذل
ويقتادهم من ال فهر شمردل طويل نجاد السيف أروع باسل
يصول فيروي صدر ذابلة القنا صدورا لها بالحقد تغلي مراجل
وقد حاولوا أن ينثني وهو ضارع ونسف الرواسي دون ماضيه حاولوا
فخاض غمار الحتف والثغر باسم وأقدم ثبت الجأش والليث ناكل
كمي يؤم الجمع وهم فوارس فيأتي عليه واحدا وهو راجل
ولما قضى لله في الدين ما قضى وأودى به سهم القضا وهو قاتل
هوى للثرى شمسا يشع ضياؤها وأسرته وهي البدور الكوامل
فعسعس ليل الدهر فالدهر مظلم وأنى يضيء الأفق والبدر آفل
حقيق بأن تقضي النفوس لرزء من قضى ظمأ والسمر منه نواهل


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 68

رأى من عظيم الطعن والضرب ما رأى وأعظم منه ما به الشمر فاعل
أيرفع منه الرأس في رأس ذابل الا حطمت سمر الرماح الذوابل
ويوطأ بالجرد الصواهل جسمه الا عقرت جرد العتاق الصواهل
لقد وطأت صدر النبي بنعلها ومولى فدته الخلق حاف وناعل
فيا حوزة الإسلام لست منيعة فحصنك مهوم وطودك زائل
مضى من هو المأوى من الدهر والحمى إذا ناب خطب فيه أو هال هائل
فمن بعد ذاك الغوث والغيث للورى فيدعو به داع ويسال سائل
مضى من عفاة الجدب تأوي لربعه وينزل فيه من به الخطب نازل
تثوب بنو الآمال منه نجيبة وما خاب منه قبل ذلك آمل
بحور ندى غاضت بضفة نينوى وكان نداها مسجلا لا يساجل
وآساد غاب غالها حادث الردى وإن المنايا للأسود حبائل
تظل ثلاثا بالفلاة جسومهم تعفرها فيها الذئاب العواسل
وأرؤسهم يجلو دجى الليل نورها مشهرة فيها القنا تتمايل
وما بينها زين العباد مصفد برته الرزايا والسرى فهو ناحل
ولولاه ساخت هذه الأرض في الورى فأصبح أعلا ظهرها وهو سافل
يرى خفرات الوحي بين أمية سبايا تجوب البيد فيها هوازل
وثاكلة لا تسأم النوح والبكا وما حولها الا نساء ثواكل
يسار بها يا لهفة الدين حسرا وليس لتلك الفاطميات كافل
عقائل خير الرسل في شر أمة تقاسي العنا في الأسر تلك العقائل
بني المصطفى فرض علي ولاؤكم وإن قام فيه الدهر وهو مجادل
فما أنا في نهج من الرشد سالك ولا أنا فيما كنت أعلم عامل
ولكنني واليت فيكم . معاديا عدوكم والفعل ما أنا قائل
ومن سار في أشياعكم وهو جائر ومن حاد عن نهج الهدى وهو عادل
فحبكم حصني وأنتم وسيلتي الى الله في يوم ترد الوسائل


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 69

حرف الميم

وله أيضا في رثاء الأمير (ع) :
أنوح إذا أتي شهر الصيام لفقد المرتضى نوح الحمام
هو الشهر الحرام به أحلت دماء المرتضى فيه أطلت
لقد عظمت رزيته وجلت ويعظم في الورى رزء العظام
هو الشهر العظيم به المرادي أغار ففاز في نيل المراد
وغادر في السماء به المنادي ينادي معلنا والدمع هامي
ثوى ليث الهدى حامي حماه وفلل عضبه وهوى لواه
وزلزل طوده ووهى قواه وأنى يستقيم بلا دعام
لقد ذل الهدى والكفر عزا لنازلة لها العرش إستفزا
أطلت والنبي بها المعزى وقد عظمت على الرسل الكرام
بكى الهادي النبي وهد ركنا عليه والبتول تنوح حزنا
وأبكى رزؤه إنسا وجنا وضعضع ركن زمزم والمقام
الا شلت يمينك ياإبن ملجم لقد مدت لغابة أي ضيغم
فأردت حيدرا ذاك الغشمشم زعيم الدين والبطل المحامي
ليوم هويت يا شمس المعالي غدت أيامهن به ليالي
وسام الأرض رزؤك بالزوال ودك الراسيات على الأكام
فأين الماجدون بنو لوي غطارفة الورى من كل حي
إيتقتحم العرين على علي غضنفرها الهزبر أخي الحمام
يعز على النبي بأن يراه على محرابه تجري دماه
حسام فل من طه شباه حسام الله فلل من حسام
هوت شمس الهدى فغدا مساءا صباح الدين ليس يرى إنجلاءا
وأصبحت الهدى تبكي دماءا عليه وحاربت طيب المنام
* * *


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 70

وله أيضا عندما مرض وقد أقبلت زيارة الأضحى وهو لم يخرج الى الزيارة وكانت لا تفوته إحدى زيارات الحسين عليه السلام فنظم هذه القصيدة في سنة 1325 هـ :
كنت سقيما فزادني سقما وإنهار جسمي على الحشا الما
ترقصت فيه وهي واهية إذ لاعج الوجد شبها ضرما
وطود صبري بالحزن زلزله وغم قلبي أعاده غمما
فأرعدت زفرتي تشب جوى وإنهملت سحب أدمعي ديما
إن قيل لي زائرو الحسين مضوا يستقبلون الأمر الذي عظما
تفرج في كربلاء كربتهم برغم من غير ذاك قد زعما
أرض بها الأنبياء قد سعدت بل كل أرض سمت بها وسما
يصافح المرسلون والملأ الـ... ...أعلى بها كل زائر كرما
فهام وجدي والهم يقلقني مغتبطا من يزور مغتنما
وطار قلبي وهام مرتحلا عني فأصبحت خاشعا وجما
إني ورب السما لذو همم لكن همي قد صارع الهمما
قد خاب من أوبقته شقوته وفاز من حل ذلك الحرما
والمرء إن يقض دهره أسفا ويقرع السن لم يفد ندما
أنى وخير الأنام سادته قضت الى ضفة الفرات ظما
قد زلزل الأرض يومها وعلى أهل السماوات خطبها فقما
ما أولد الدهر مثله ولئن أولد من قبله فقد عقما
خطب دهى الأنبياء قاطبة من قد بدا منهم ومن ختما
هد قوى المصطفى وقبل شجا عيسى وقلب الكليم قد كلما
وأسخك المرتضى بمرقده وليته قام منه منتقما
تلقاه بين الصفوف مرتجزا يخوض بحر الحتوف ملتطما
مجردا ذا الفقار مؤتلقا كالبرق فيه يقطر البهما


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 71

ولو رأيت البتول والحسن الزكي ما برح الجوى بهما
فلست أنسى الحسن أكرم خلــ ـق الله ما بين معشر لؤما
غداة حرب لحربه نهضت تغلي عليه صدورها أضما
يا ليتني وارد كما وردت من دونه الحتف صفوة كرما
يأتي على الجمع فردهم بطلا قد سئمته الوغى وما سئما
يا ليت انا بكربلا معهم أو كان منا وجودنا عدما
أو ليتنا لم يكن ليبلغنا بفقدهم أن ظهرهم قصما
أو ليتهم قد رأوه حين به أحاط جيش الضلا ل مزدحما
في الجمع أضحى يكر منفردا والجمع منه يفر منهزما
وضل نفسي فداه لو قبلت يشق عرض الصفوف مقتحما
مأإنقاد مستسلما فمد يدا الا الى خير حاكم حكما
دعاه شوقا حبيبه فمضى مستقبلا أمره الذي حتما
وقد رماه الدعي سهم ردى أي فؤاد شلت يداه رمى
فضعضع العرش إذ رماه به وزلزل الحل في والحرما
والمجد والمكرمات والــ ـرشد والسؤدد أنوارها غدت ظلما
فأي عذر من النبي لهم وليت ــ وهو العليم ــ لا علما
إن حسينا من فوق منكبه رقى وأرسى على السهى قدما
ملقى على الأرض جسمه وعلى عالي القنا رأسه الأحطما
وظل منه اللعين مبتسما ينكت بالخيزران مبتسما
وبيت محمد بنى دعائمه فهل درى أن ركنه إنهدما
ناد عليا برنة تسم الــ ـدهر فيستك سمعه صمما
يا غوث كل الورى ومفزعها إن لم تجد مفزعا ومعتصما
وغيثها والبلاد مجدبة والدهر أكدى والعام قد أزما
وعزه بالحسين مجتنبا ما كان من أمره فقد عظما


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 72

معرضا بالذي تطرق من هتك حريم لهم وسفك دما
أيام قد ثارت الضغون لهم وإصطف جيش الضلال وإرتكما
أفنى بنيه الكهول والشيب والشبان حتى الرضيع ما سلما
شبوا ولم يبلغوا وطفلهم بالسهم قبل الفطام قد فطما
فكم أراعت أمية لهم ربة خدر وأحرقت خيما
وكم أراقت دما وكم هتكت يا غيرة الله منكم حرما
تساق سوق الإما حرائركم ما حالها إذ تساق سوق إما
بغير حام ــ تروح حاسرة وأنت حامي الحما ــ وغير حما
قد أنزلوهن منزلا وعرا وأركبوهن أنيقا رسما
وجشموهن الفلا تجوب بها سهولها والجبال والأكما
تكتم بالقلب شجوها جلدا فيظهر الدمع منه ما كتما
من وجدها الروض كاد يحرق لو لم يتبع الوجد أدمعا سجما
لجيدها عن قلائد سلبت ما كان في نثر دمعها نظما
وناحل الجسم كم الم به خطب اليم يزيده الما
قد جرعته العدى بما غضب الله عليها لكنها حلما
الغل والقيد من يديه ومن رجليه في السبى يجريان دما
يا أهل حلف الفضول إنكم صيد الورى بل أبرهم قسما
لقد وفيتم فكان عقدكم عقدا فأنتم أوفى الورى ذمما
من الطواغيت تقمعون به من جار تستنفذون من هظما
فلا عدمتم وأنتم ورز في الدهر ذاك الحفاظ والشيما
ولا جنت منكم حميتكم قوموا فإن الحسين قد ظلما
يا أمة قد بغت أما علمت كم أهلك الله قبلها أمما
كقوم نوح وأين عاد وسل ثمود من بعدهم وسل إرما
يكون فيء النبي مقتسما لهم وال النبي مغتنما


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 73

تالله ما أن حييت أذكرهم ما بدأ الذكر فيه أو ختما
حتى أرى الصافنات ضابحة وآخذ الثار رافعا علما
* * *

وله أيضا في رثاء الحسين عليه السلام:
خذ بالبكاء فقد أتاك محرم وإعلم بأن به السلوّ محرم
وأذل به دمعا أذل عزيزه يوم يذل الدين فيه ويهضم
للحزن فوق جبين كل موحد وسم برغم عدوه هو ميسم
فيحق أن يجري مدامعه دما عيد جرى من نحر سيده الدم
إني الفت وما سئمت به البكا سئمتني العلياء إن أنا أسأم
فوق البسيطة للأنام وتحتها للجن فيه للنياحة موسم
والحجر أعول والمشاعر كلها والركن ضعضع والحطيم وزمزم
وتجاوبت بالنوح أندية العلى والمكرمات فكل ناد مأتم
وتعاظم الرسل العظيم مصابهم يوما أصيب به النبي الأعظم
والمرتضى صهر النبي وفاطم والمجتبى الحسن الزكي الأشيم
شهر به شهرت أمية مخذما فتكت به في الدين فهو مخذم
فعجبت حتى قلت لم لا حلهم غضب الاله وكيف عنهم يحلم
وبعينه زمر الضلالة أقبلت عدوا على حرم الإمامة تهجم
الله يغدو رحل ال المصطفى فيئا لأرجاس الطغاة يقسم
صاحوا به نهبا فه هو مقسم بين العدى وبنات أحمد مغنم
ما وقروا من اله شيخا ولم ينج الشباب وطفلهم لا يحرم
لم يبق لا بقيت علوج أمية من أهل بيت الوحي الا مسقم
دهمته من دهم الخطوب ثلاثة غل وجامعة وقيد أدهم
غلوا يديه وقيدوا رجليه وإز دحموا عليه وهو لا يتكلم
فلكم رأى طفلا يرن وحرة تسبى وزاكية تسب وتشتم
وتهم من حذر لتكتم شجوها جلدا فيظهر كعها ما تكتم


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 74

برزت ضحى لما بدت شمس الضحى وبفقد شمس الأفق تبدو الأنجم
تهدى سبايا ال بيت محمد جهرا كما تهدى وتسبى الديلم
سيقت بفقد حماتها وجماتها فرد يضاحيها الهجير وتوأم
هم للسوابق موطئ هم للذوا. . . . بل منهل هم للصوارم مطعم
للقتل منهم مقدمون وللغنيــ ــمة واهبون وللحريق مخيم
يا واقفا في ربع ال محمد بحشاشة تذكى ودمع يسجم
ومسائلا عنهم وليس يجيبه الا الصدى أ ترى الصدى يتكلم
لا تسالن الربع خف قطينه فعفى فلم تر فيه الا الأرسم
ماذا السؤال برسم ربع دارس أنى يجيبك وهو رسم أعجم
ظعنوا برغم المجد عن اوطانهم فغدا بها ينعى الغراب الأسحم
ضربوا الخيام بكربلاء وقوضوا ولهم على الأيام يوم أشأم
نقضوا لعمرو الله من أعدائهم ما أبرموا لولا القضاء المبرم
أودى أبو الأشبال وإقتحم الشرى منه الذئاب فأين ذاك الضيغم
وإسود أفق الدهر يوم هويه حتى كأن الدهر ليل مظلم
يا لهفة الإسلام بإبن مقيمه يقضي الحسين ظما ويهدأ مسلم
ويل الفرات من البتول وأنه من مهرها وعلى الحسين يحرم
حتى قضى وبنو أبيه وولده منها القلوب على الشريعة حوّم
من مبلغ الهادي النبي بأنهم صرعى على حر الظهيرة جثم
نبذوا ثلاثا في الصعيد رؤوسهم فوق الصعاد فليتها تتحطم
تغدو بشمس الأفق رأس رئيسها وتروح فيه الريح ما تتنسم
ويزيد ذاك الرجس ينكت ثغره بالخيزرانة منشدا يترنم
يا ليت أشياخي وقبح عتبة وأخوه شيبة والوليد المجرم
قد ذاق ما ذاقوا وأن مصيرهم لجهنم بئس المصير جهنم
يا خامس الأشباح من أبنائهم عظمت على الأيام يومك أعظم


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 75

ما خلت فيك من الهدى يـــ ــتزلزل الطود الشم وركنه يتهدم
أقسمت بالله العظيم وقدسه أترى بأعظم منه يقسم مقسم
فلأنت جنب الله والكهف الذي تأوي اليه والصراط الأقوم
ولأنت سيف الله في أعدائه ولأنت أنت حبيبه وهم هم
ولأنت أنف العز عز يد الهدى والكفر يخضع والمعاطس ترغم
أنى أقيم عليك حلف الوجد لي دمع يسح ونار وجد تضرم
ما زلت أنثر من لالي مقلتي أسفا عليك مدى الزمان وأنظم
أنى يضاهي المسك نشر مقالتي وبذكركم بدأت وفيه تختم
* * *

وله أيضا في رثاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :
أقم للردى تحت الوشيج المقوم فإن المنايا ثم أكبر مغنم
وإن الفتى من جد في طلب العلى ولاقى حمام الموت غير مذمم
ويفتر أن يغشى الكريهة باسما وإن كشرت نابا لغير تبسم
ويغنم منه في الندى كل وافد ويحجم عنه في الوغى كل مقدم
ومن يك للعلياء يصبو متيما يهم بمحانيها بقلب متيم
فيهديه نهج الرشد ثاقب عزمه إذا سار في جنح من الليل مظلم
فحزها يتغليس الحنادس إنما تجاز بقطع البيد لا بالتنعم
فمن رامها عفوا فقد رام ظلة ليرقى السما بالوهم من غير سلم
وحسب الفتى كسب الثناء فإنه كرائم أموال الأبي المكرم
سل الدهر كم جاشت علي صروفه مقعقعة تدوي دوي عرمرم
رماني بمثل الدهر من مصعقاته فأبصر من جنبي ثبات يلملم
وكم قاس مني أي نفس نفيسة بأنفس قوم تسترق بدرهم
خليلي ما للدهر تلقي ذوو النهى يصغر منهم فيه كل معظم
يعيد وضيع الشأن واطئ هامه علاً ورفيع القدر موطئ منسم
أفي الحق أن يثني الى السلم من به سما العز في الإسلام من كل مسلم


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 76

عليا تعالى شأنه أن ترومه جحاجحة العليا ولا بالتوهم
أجل كان ما قاسى عليه محتما ولولا رضاه لم يكن بمحتم
وما ضره كيد الضلال وكلما أعز الهدى يعزى غليه وينتمي
به قد تلقى آدم كلماته فأسعده الباري بها بالتكلم
وسارت بنوح إذ طمى الماء باسمه سفينته في زاخر الموج مفعم
به إتخذ الله الخليل خليله وأطفأ عنه النار ذات التضرم
والقى العصا موسى به أي آية لفرعون تسعى سعي رقشاء أيم
رفيع ذرى أولاه ما كان للسما لييرفع روح الله عيسى بن مريم
فتى قد براه الله سهم كنانة له ولواعز وشفرة مخذم
وافرغه درعا على الدين يتقى به الدهر من حزب الضلالة ما رمي
فيردى مقاديم الوغى أن تواثبت على ضمر في زاخر الطعن عوم
فكان بها لله أصلت مرهف ومن عضد المختار أثبت معصم
فيفتح فيه خاتم الرسل كلما نضاه ومن يفتح به الفتح يختم
فيثبت ما يبني بشارعة القنا ويمحو بفعل السيف قول المنجم
يضيء جبين الدهر ضوء جبينه وتوسمه يمناه أوضح ميسم
أراه وأن وافى به متأخرا مناقب يزري منه بالمتقدم
وأضرمها حربا على الشرك لم يكن رأى مثلها من عهد عاد وجرهم
أقر الهدى حتى أقام قواعدا له برقيق الشفرتين المصمم
وقد طلق الدنيا وخف مقوضا فناحت له ثكلى برنة أيم
فلو جردت أيدي المقادير عضبها ولا بطشت الا بساعد أجذم
وشنت من الدنيا على الدين غارة بها فل سيف الله سيف إبن ملجم
أطلت فدكت للهدى طود عزه فلم تر من آفاقه غير أقتم
نعى في السما ناعيه فإنبجست له مدامع منها تصبغ الأرض بالدم
نعى فالهدى قد صيح في حجراته فلم يبق في دور العلى غير أرسم


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 77

هوى العلم الهادي فحن له الهدى بقلب له واه وركن مهدم
أشاط السما حزنا عظيم مصابه فعجت بمن فيها بأعظم مأتم
وأسرته وافت اليه مروعة بأفئدة حرى بمثواه حوم
وكلا ترى منهم وقد فاض دمعه يحن بقلب من جوى الوجد مضرم
لقد كاد لولا الوجد تضرم ناره ليغرق في بحر من الدمع مفعم
دنت حوله كالليث طيف بأشبل مغاضبة والبدر حف بأنجم
تقول لأشقى العالمين إبن ملجم لأعظم جرما أنت من كل مجرم
شللت يدا ويل لأمك ما جنت يمينك في يوم على الدين أشأم
بسيفك يهوى من علمت وفي الوغى شبا عضبه يهوي به كل معلم
ويصرع للإسلام في الغاب ضيغم يهيج فيردي دونه كل ضيغم
وخواض أمواج الردى كيف يغتدي ومن رأسه محرابه ماج من دم
له الحرب ناحت والمحارب عطلت وحن عليه للندى كل معدم
لتنع به الهيجاء عزمة باسل وعدوة ضرغام ونفثة أرقم
ويبكي الندى من كان ينهل في الندى شآبيب خفاق البوارق مرزم
لقد حطمت منا الضلوع رزية تزلزل أركان الحطيم وزمزم
كستنا ثياب الحزن حتى كأنما يسود وجه الدهر منها بعظلم
فأصبح ربع المجد خلوا فلم تجد به غير نعاب عن البين أسحم
* * *

وله أيضا في رثاء الحسين عليه السلام :
بوجرة دار عفى رسمها كصب برى نفسه سقمها
وقفت فأطلقت فيها الدموع دما من حشا فتها غمها
أسائلها وسؤال الديار ضلال وهل ناطق عجمها
متى ظعن الحي عنها فحل بها من فنون العلى ضخمها
نأوا فعفت غير نأي يليه بها من أثاثي القرى سحمها
تلفت فيها ندامى الهوى حيارى وكان بها غنمها


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 78

كأن لم يكن يهتدى المدلجون لها في الدياجي وهم نجعها
كأن لم تكن تطأ الصافنات ربها مقعقعة لجمها
تقيم فتمنع حافاتها ليوث وشيج القنا أجمها
دهتها الليالي وقد حكمت عليها النوى جائر حكما
الا إن دنيا فتنا بها عظيم ــ وإن صغرت ــ جرمها
تعلل فيها بمثل السراب نفوسا يطير بها وهمها
حقيق بذكرى الردى أن يـكــو... ....ن عند الفتى طعهمه طعمها
مزخرفة كل قوم لها سعت سعيها طائش سهمها
أرى والعيوب بها جمة يدق على جمهم جمها
كأفعى سعت لينا مسها منضنضة قاتل سمها
مقوضة زائل ظلها فلا يوهنن الفتى همها
كأن ــ لما قل من مكثها وغايتها ــ بدءها ختمها
أسن لمن حاد عنها المديح وفرض على ذمتي ذمها
أبادت من الصيد أعلامها هداة يزيل الهدى علمها
وأطواد حلم إذا الراسيات أزيلت رسا ثابتا حكمها
أتطمع في الغلب من غالب ليغدوا لها ضارعا شهمها
وتقتاد للسلم منها الأباة وما دار في خلد سلمها
وتثني بعزمتها عصبة يقارع شهب السما عزمها
كرام بها طال جيد العلى وعز مساعيهم كرمها
فشب بها ثاقبا عزمها وشد حيازيمها حزمها
وهبت الى الحرب تغشى الجموع فرادى يذل لها دهمها
بهاليل يقتادها إبن البتول أخو الحرب طود العلى قرمها
يخوض بها غمرات المنون قد التطمت بالقنا فعمها
وكشرت الحرب عن نابها يبيد ليوث الشرى قضمها


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 79

ولما أفاض عليها الاله مشيئته وجرى حكمها
أتتها المقادير منقضة يقود أزمتها حتمها
فلا غشى الخسف تلك البدور لقد خفيت مذ بدا تمها
أ تقضي علىظمأ والرما... ...حُ تنهل من دمها صمها
وما برحت في الندى والعفاة يتممها طافحا يمها
كرام قضت فترى المكرمات يرن بأربعهم لدمها
فأضحت برمضاء مشبوبة يكاد يذيب الصفا غتمها
تمد لهم من علوج الضلال يدا في جبين الهدى وسمها
مجردة شفرة البغي منه وفي كبد المصطفى كلمها
فأقسم بالصيد من غالب شأت في العلى وافر قسمها
بأن المكارم مذ قوضوا وهم روحها مقفر جسمها
خفي سناها وهل ساطع سنى الشمس محتجب جرمها
فلهفي لها ولها نكبة لها ثلمة في الهدى ثلمها
بها مكنعت وردها وإستبيح من حرمة المصطفى حرمها
ولا غرو أن دهتها الصروف فطاف بساحتها دهمها
حمت من تعادي الليالي فكان عليها برغم العلى غرمها
لحا الله حربا لقد حاربت نبي الهدى وفشى ظلمها
لها الويل منه غدا والجحيم تأجج والمصطفى خصمها
أتشمخ منها بقتل الحسين معاطس سؤدده رغمها
بمن بعده تستغيث العفاة إذا ما أضر بها عدمها
وتستمطر السحب للمجدبين إذا إشتد من عامهم أزمها
دماء يذل الهدى سفكها وقتلى يذيب الصفا خطمها
وعم الورى فادح خصها فغصت شجى عربها عجمها


السابق السابق الفهرس التالي التالي