سما العز من نفسي فأيقظ عزمها |
|
وشد لها فوق الحيازيم حزمها |
وتعتها ذكر الهوان فشمرت |
|
تجشمني سهل الفلاة وحزمها |
أبى الله أن يحتل دار هضيمة |
|
فيقعس أنى حاول الدهر هضمها |
تقيم على شوك الهوان سقيمة |
|
وقطع الفيافي البيد يذهب سقمها |
على الدهر أن ذلت من الدهر ساعة |
|
الى غير جبار السما أن يذمها |
وأنى وقد قيست بنفسي أنفس |
|
لأعجب ممن قاس بالشم أكمها |
لقد سدت أقواما تراني عبدها |
|
بهمة نفس لا ترى الكون همها |
وأعطيت في الإعطاء والمنع عزة |
|
تجنبني مدح البرايا وذمها |
أرى الدهر شتى في الكرام صروفه |
|
فكم نكبات منه لم أدر كمها |
وكم فئة من بعد عز أذلها |
|
وموتورة مذمومة قد أذمها |
وأنجب فيها المال غير نجيبة |
|
فكانت أباها البيض والصفر أمها |
سأمضي ولو حتفا لما قد أهمني |
|
ويأتي على نفس الفتى ما أهمها |
أخو الفضل من يأتي بكل فضيلة |
|
فيذهب مشهور المناقب جمها |
وتخطو به عن خطة الخسف نفسه |
|
فتنزو به رقشاء تقذف سمها |
بنفسي من سن الإباء فريضة |
|
فأجرى كما يختاره العز حكمها |
حسينا سرى يحمي عن الضيم نفسه |
|
فأم المنايا خيفة أن يؤمها |
أتعدو بنو حرب لما أبى السلم دونه |
|
أباة أبت الا الى الله سلمها |
ليوث ترى الهندية البيض في الوغى |
|
مخالبها والذبل السمر أجمها |
فهب بها يغشى الكريهة غمرة |
|
يخوض بها من أبحر الحتف فعمها |
ويملأ صدر الدهر والأرض رجفة |
|
ببطش يد لا يملأ الدهر كمها |
أشم أثار الأرض نقعا الى السما |
|
وأرسى بها حلما يزلزل شمها |
ولما أرادته الشهادة سيدا |
|
ــ وكان أبوه بدءها ــ كان ختمها |
دعاه لها رب المقادير ظاميا |
|
فأجرى عليه لا جرى الماء حتمها |
فجاشت صدور القوم بالحقد نحوه |
|
وراشت له ويح المنية سهمها |
قضى فعلى الدنيا العفاء لقد حمت |
|
عليه نواحيها فما ذاق طعمها |
بكته ولا يجدي السموات لو بكت |
|
وإن نثرت عن واكف الدمع نجمها |
وأظلمت الدنيا ولكن رأسه |
|
على الرمح جلى نوره مدلهمها |
تموج البحار الزاخرات طواميا |
|
وقد جففت أيدي الحمام خضمها |
ويغتال أقمار الهداية خسفها |
|
وما بلغت يا لهفة الدين تمها |
وتذهب هوجاء البلى أربع الهدى |
|
وتبقى مناحا للنوائح رسمها |
لتبك الورى ولتفض بالنوح عجمها |
|
تجاوب فيه العرب والعرب عجمها |
لرزء اصاب المصطفى ووصيه |
|
ومض بأحشاء البتول فغمها |
أتمسي نشاوى في القصور أمية |
|
ولاة الورى والحكم يصبح حكمها |
وأبناء خير الرسل صرعى على الثرى |
|
تكابد رمضاء الهجير وغتمها |
فيا أمة ضلت هداها فجرعت |
|
هداة البرايا سادة العدل ظلمها |
فيا جثثا ما ضمها اللحد بينها |
|
ثلاثا وحق اللحد أن لا يضمها |
وأنى يضم اللحد منها مكارما |
|
تقوم بها الدنيا وتنعش عدمها |
لقد ضاق شرق الأرض فيها وغربها |
|
نوالا وبأسا وإمترى الدهر علمها |
سأندبها ما حاربتها أمية |
|
وأبسط فيها المدح ما الله ذمها |
أريحانة الهادي يضوع لأنفه |
|
شذا الخلد ما أحنى عليها وشمها |
فطوبى لأرض ضمنت منك جثة |
|
غدت كل أرض تنشق إسمك وإسمها |
فأضحت تمنى طيبة نشر طيبها |
|
وتهوى وأن تهوى السماوات لثمها |
فدت كا نفس منك نفسا على الورى |
|
أفاض تعالى راحم الخلق رحمها |
بكتك ولا يجدي السماوات لو بكت |
|
وأن نثرت من واكف الدمع نجمها |
فرزؤك أعمى كل عين بصيرة |
|
وقد صك أسماع الورى فأصمها |
لعمرك ما حرب تنادت لحربكم |
|
جهارا وإن لم تحمل الشم إثمها |
ولكن . . . صيرتكم غنيمة |
|
ليوم يكون المصطفى فيه خصمها |
درى جدك الهادي ويا ليت لا درى |
|
بأن أخاه ليث فهر وقرمها |
المت به أم الدواهي فجرأت |
|
ضئيل (تيم) عليه وجهمها |
فما هد أركان الهدى غير عصبة |
|
أباحت حنى العليا ودكت أشمها |
وما كربلا لولا السقيفة إنما |
|
تظاهرت الدنيا على الدين يومها |
وهل وقعة في الدين الا رأيتها |
|
هي الفرع كانت (والسقيفة) أمها |
يمض فلا يرقى السليم وإن مضت |
|
إذا قذفت فيه الأراقم سمها |
فإن يدا مدت الى هتك زينب |
|
يد هتكت من قبل زينب ( أمها) |
وكفا بها قادوا عليا لبيعة |
|
ثقال الرواسي لا توازن جرمها |
بها قيد زين العابدين مقيدا |
|
يكابد ضغن الشامتين وهضمها |
سقيما براه السير حثا ومض في |
|
حشاه من الأرزاء ما زاد سقمها |
ونسوته أسرى على النيب مهمها |
|
سرت تقطع البيداء فيها فمهمها |
يزيل الجبال الراسيات عويلها |
|
ويصدع من صلب الصياخيد صمها |
فكم غيبت من لوعة الحزن روحها |
|
الرزايا وأضنى السير في السبي جسمها |
هواتف بالصيد الحماة فهذه |
|
أباها غدت تدعو وهاتيك أمها |
فظلت تنادي حين لم تر ماجدا |
|
يجيب نداها شيبة الحمد قومها |
بني شيبة الحمد المنيع جوارها الــ |
|
ـرزين فأنى تحمل الشم حلمها |
عهدتك حيث العر ذلت رقابها |
|
وكنت سراة يحسد النجم عزمها |
أذمت فلا يستطرق الضيم جارها |
|
وحمت فلا حادت عن النهج حمها |
تطول عليك اليوم أيد قصيرة |
|
وقد وسمت في جبهة المجد وسمها |
وتبذخ أقوام عليك أذلة |
|
وتشمخ آناف لها كنت رغمها |
فكم هتكت بالرغم منك أمية |
|
مخدرة لا يطرق الهتك إسمها |
تبيح كما شاءتمنيع حجابها |
|
وتبدي على رغم المنية شتمها |
فأجفانها جفت سحائب دمعها |
|
فتسجم لكن من ذم القلب سجمها |
قد إستل يوم الطف للحزن شفرة |
|
تقاسي فلا قاست حشا الدين كلمها |
أطل على الدنيا به أي فادح |
|
فخص جميع الأنبياء وعمها |
وقارعة هدت من الدين ركنه |
|
ترى أبدا في ذلك الركن هدمها |
وجلت رزايا الأنبياء على الورى |
|
فما عظمت تلك المصائب عظمها |
بني المصطفى كم جرع الغيض كاظما |
|
بكم جرعا لا يملك الدهر كظمها |
فأهدى لكم مما تحن ضلوعه |
|
من النوح ثكلى تتبع النوح لدمها |
محقرة لولا عظيم ثنائكم |
|
به راق معناها فعظم جرمها |
تمنى يتيم الدهر مهما تشعشعت |
|
فريدة نظم نظمه كن نظمها |
لقد أضحى من الحزن فؤادي في سعير |
|
حسين جسمه عار برمضاء الهجير |
وذا علج بني الزرقاء من فوق السرير |
|
غدا ينكت يا لهفاه بالعود ثناياه |
الا من مبلغ المختار والكرار حيدر |
|
وبنت المصطفى أن إبنهم دام معفر |
طريح جسمه والرأس فوق الرمح يشهر |
|
كبدر الأفق في الأفق ظلام الليل جلاه |
لقد جلت على الإسلام هاتيك الرزايا لمن |
|
أضحت تجوب القفر هاتيك السبايا |
بنات المصطفى تهدى على عجف المطايا |
|
لرجس كافر من ال حرب حارب الله |
الا فلتذرف الدمع وتبكي كل عين |
|
على ندب جرت فيه دما عين الحسين |
أبو الفضل قضى ظمآن مقطوع اليدين |
|
وكم أروت عطاشى الطف يمناه ويسراه |
فما أدري لما أبكي وهل يجدي البكاء |
|
وكم من عترة المختار قد سالت دماء |
وكم قد أهديت منهم الى الظاغي نساء |
|
فأضحى تنثني في هتك ال الله عطفاه |
فيا لله من خطب دهى عرش الجليل |
|
وقد أضحت له الأملاك تدعو بالعويل |
وتبكي الوحش في القفر على ال الرسول |
|
قضوا صبرا فذا الدين دما تذرف عيناه |
سرى بسراة الحي يا حي مسراه |
|
بجنح الدجى ركب تخب مطاياه |
يرقصها صوت الحداة كأنها |
|
معنى هوى غض الشبيبة غناه |
بأقفر عنه تنفر الوحش وحشة |
|
وترهب آساد الشرى وطء حصباه |
معودة طي الفلا فهي لا تني |
|
تجوب الفيافي والحصى تتراماه |
يكلفها قطع الدياميم أصيد |
|
به نفرت عن مورد الضيم علياه |
وجلى به عزا تبذخ فإرتقى |
|
ذرى النجم حتى جاز بالشأو جوزاه |
وناداه بالوادي المقدس ربه |
|
الي فلبى ربه حين ناداه |
وقاد اليه الغي كا مشمر |
|
أطاع الهوى فإبتاع بالدين دنياه |
و طافت عليه بالطفوف أمية |
|
لدين لها من يوم بدر تقاضاه |
فيا ملكا ساد الملائك في السما |
|
وقد حكمت بغيا عليه رعاياه |
لقد أنكرت شمس الملائك ويحها |
|
أينكر من لم يعرف الله لولاه |
سطا حين سامته الهوان مبادرا |
|
بكل كمي تزهق الدهر سطواه |
ترى السمهري اللدن وهو يهزه |
|
فتحسبه صلا تلوى بيمناه |
فكم بطل ي الحرب يهوي بسيفه |
|
ومفتقر في الجدب يأوي لمغناه |
وكم طود حرب بادر الطعن دكه |
|
وشامخ أنف عثر الخيل واراه |
فيا نفس ذوبي ويك بالحزن وإندبي |
|
نفوسا فدته ليت إنا فديناه |
فلاطف مثواها الغمام وقل لو |
|
تروى من الفردوس ماء وحياه |
وأضحى بعين الله ناصر دينه |
|
ينادي الا من ناصر بين أعداه |
فلم ينتدب الا نساء نوادب |
|
والا عليل ينهش السقم أحشاه |
فما رأى أن ليس ــ روحي له الفدا ـ |
|
مجيب فلبى داعي الله لباه |
وأقبل لا يثني له السقم عزمه |
|
وأن هو أوهى والنوائب أعضاه |
ووافى أباه ناحلا فتبادرت |
|
دموع أبيه قائلا حين وافاه |
فمن لثغور الدين بعدك مانع |
|
فيصرف عنه ما من الشرك يلقاه |
وبعدك بعدي من الناس تقتدي |
|
إذا الناس طرا عن طريق الهدى تاهوا |
وبعدك بعدي منأرى لعقائلي |
|
ثمالا ومن للدين بعدك يرعاه |
وخف بجأش في الهزاهز دونه |
|
تزول الرواسي فهي من دون أدناه |
ويا بأبي من يرهق الجمع مفردا |
|
فتكره أبطال الكريهة لقياه |
وظام يروي البيض فيض نجيعهم |
|
تروى عطاشى الوفد من فيض جدواه |
غدا وظلام النقع كالليل مسدف |
|
يشعان فيه عضبه ومحياه |
ويغشى على عبل الذراعين جمعهم |
|
فتحسبه سيلا من اليم يغشاه |
أما ولعمر الله تلك الية |
|
وسؤدده لولا القضاء لأفناه |
ولما تجلى الله خر لوجهه |
|
كا خر موسى إذ تجلى له الله |
الا ليت ماء النهر غيض ولا جرى |
|
قضى فيه ظام من به الله أجراه |
وهاجت تعادي خيلهم لخيامه |
|
وصيح بها نهبا ففرت صفاياه |
وقد أقبلت مذهولة من سجوفها |
|
تحوم كمرتاع القطا حول مثواه |
رأته وبيض الهند فلت حدودها |
|
برغم العلى أضحت توزع أشلاه |
تعاتبه وهو العطوف بزفرة |
|
تذيب الصفا لولا دموع يتاماه |
كفى حزا أن الحسود يسومنا |
|
فيدرك فينا كلما يتمناه |
أتعلم أنا يوم هاجت علوجهم |
|
على سلبنا حتى القناع سلبناه |
وما حالها إذ ميز الشمر رأسه |
|
لحا الله قلب الرجس ما كان أقساه |
وعلاه منصوبا على رأس ذابل |
|
رفيع فيا خفض العلى يوم علاه |
وقدإسود مبيض الفضا غير أنه |
|
تجلى محياه المنير فجلاه |
وناح له من في السماء وكيف لا |
|
ينوح لمن جبريل في المهد ناغاه |
فأضحى برمضاء الهجير مجردا |
|
وليس سوى نور الجلالة يغشاه |
كفي يا جفون الوافدين لفقده |
|
كما وكفت في صيب الجود كفاه |
ليبك غرار السيف من كان مرويا |
|
صداه دما والضيف من كان مأواه |
وتنعى المعالي الغر غبرى شجية |
|
وحق لها شجوا مدى الدهر تنعاه |
لتبك له ولتدم باللطم خدها |
|
فإن حسينا صافح الترب خداه |
فلا افتر ثغر الطالبيين باسما |
|
وقد قرعوا بالخيزرانة ثناياه |
فيا لهف نفسي يوم طيف برأسه |
|
ويا حر قلبي يوم سيقت سباياه |
أتلك بنات الوحي بين أمية |
|
بها سير أسرى أين عنها سراياه |
ووارث علم الأنبياء عليله |
|
فلم تك قاست ما من الوجد قاساه |
فلو أن أيوبا رأى بعض ما رأى |
|
لقال بلى هذا العظيمة بلواه |
يحن ولكن من جوى الوجد قلبه |
|
وتهمي ولكن من دم القلب عيناه |
وثاكلة ترنو له وهو في السبى |
|
تعاني يداه الغل والقيد رجلاه |
فرفقا بقلبي أن قلبي أوشكت |
|
تطيح بأظفار الخطوب شظاياه |
تناهبه بالأمس فقد أحبتي |
|
وأنت أخذت اليوم مني بقاياه |
وتدعو ودمع العين أسبله الجوى |
|
دما ولهيب الوجد للقلب أوراه |
فيا من سرينا عنه أسرى وجسمه |
|
على الرغم منا في الصعيد تركناه |
كأنك من عيني وطأت سوادها |
|
مرحيا ومن قلبي نزلت سويداه |
فرأسك نصب العين في الرمح مزهر |
|
وإن غاب عنه الجسم فالقلب يرعاه |
فيا عجبا والدهر يبدي عجائبا |
|
لمن طوع يمناه الردى كيف أرداه |
وكيف يروح الذئب مقتحم الشرى |
|
ومدمية من مهجة الليث ظفراه |
أقول لركب بالغريين مدلج |
|
ولي مهجة تقفو خفاف مطاياه |
قفو ربما يقتص بالسير أثركم |
|
حليف أسى لا يالف النوم جفناه |
شجي براه الوجد حتى أذابه |
|
فأبدى من الأشجان ما كان أخفاه |
فلا وجده يخبو ولا الدمع ناضب |
|
فللقلب نيران وللعين أواه |
أما وقتيل الطف للطف كاد أن |
|
يطير إذا عنت الى القلب ذكراه |
يعي ما جرى فيه فيشتاق من به |
|
فيا ما أمر الذكر منه وأحلاه |
أعيدوا لقلبي ذكره أن ذكره |
|
وإن سام قلبي مورد الحتف أهواه |
بمن فد ثوى فيه قفوا بي وقفة |
|
بمثواه روى صيب الدمع مثواه |
بقبر تود الشهب تهوي للثمه |
|
وشمس الضحى في عينها تتمناه |
تضوع به نشرا فما المسك أرضه |
|
وتسمو فما بحبوحة الخلد بطحاه |
بريحانة الهادي التي غرست به |
|
تأرج حتى طبق الكون رياه |
فلا نسيتني بل دهتني منيتي |
|
ولست جميل الذكر إن أنا أنساه |
قتيل عصي الدمع قد عاد طيعا |
|
له خلق العبد المطيع لمولاه |
فأحيي ثراه بالدموع ومت أسى |
|
على من أمات الكفر والدين أحياه |
ولا تهد من الدهر إن كنت باكيا |
|
لمن كل شيء ما خلا الله أبكاه |
ووال أبن من والى الاله وليه |
|
وعاد الذي عادى وإن هو والاه |
فجاد عليه صيب الدمع لا الحيا |
|
وحيي بسقيا أدمعي لا بسقياه |
ومن صلوات الله ما ليس ينتهي |
|
به العد الا أن تعد مزاياه |