منتقى الدرر في النبي واله الغرر 80

فسحت تلاطف أرض الطفوف دموع الحيا ما يمر إسمها
يضوع بريحانة المصطفى عبيرا لأنف الصبا شمها
ويلثمها الواله المستهام لو كان يشفي الجوى لثمها
اليكم بني الوحي فياحة لكم بدؤها وبكم ختمها
هي الدر من لجة الفكر شع ففاق على نظمه نظمها
* * *

وله أيضا في رثاء الحسين عليه السلام :
سما العز من نفسي فأيقظ عزمها وشد لها فوق الحيازيم حزمها
وتعتها ذكر الهوان فشمرت تجشمني سهل الفلاة وحزمها
أبى الله أن يحتل دار هضيمة فيقعس أنى حاول الدهر هضمها
تقيم على شوك الهوان سقيمة وقطع الفيافي البيد يذهب سقمها
على الدهر أن ذلت من الدهر ساعة الى غير جبار السما أن يذمها
وأنى وقد قيست بنفسي أنفس لأعجب ممن قاس بالشم أكمها
لقد سدت أقواما تراني عبدها بهمة نفس لا ترى الكون همها
وأعطيت في الإعطاء والمنع عزة تجنبني مدح البرايا وذمها
أرى الدهر شتى في الكرام صروفه فكم نكبات منه لم أدر كمها
وكم فئة من بعد عز أذلها وموتورة مذمومة قد أذمها
وأنجب فيها المال غير نجيبة فكانت أباها البيض والصفر أمها
سأمضي ولو حتفا لما قد أهمني ويأتي على نفس الفتى ما أهمها
أخو الفضل من يأتي بكل فضيلة فيذهب مشهور المناقب جمها
وتخطو به عن خطة الخسف نفسه فتنزو به رقشاء تقذف سمها
بنفسي من سن الإباء فريضة فأجرى كما يختاره العز حكمها
حسينا سرى يحمي عن الضيم نفسه فأم المنايا خيفة أن يؤمها
أتعدو بنو حرب لما أبى السلم دونه أباة أبت الا الى الله سلمها


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 81

ليوث ترى الهندية البيض في الوغى مخالبها والذبل السمر أجمها
فهب بها يغشى الكريهة غمرة يخوض بها من أبحر الحتف فعمها
ويملأ صدر الدهر والأرض رجفة ببطش يد لا يملأ الدهر كمها
أشم أثار الأرض نقعا الى السما وأرسى بها حلما يزلزل شمها
ولما أرادته الشهادة سيدا ــ وكان أبوه بدءها ــ كان ختمها
دعاه لها رب المقادير ظاميا فأجرى عليه لا جرى الماء حتمها
فجاشت صدور القوم بالحقد نحوه وراشت له ويح المنية سهمها
قضى فعلى الدنيا العفاء لقد حمت عليه نواحيها فما ذاق طعمها
بكته ولا يجدي السموات لو بكت وإن نثرت عن واكف الدمع نجمها
وأظلمت الدنيا ولكن رأسه على الرمح جلى نوره مدلهمها
تموج البحار الزاخرات طواميا وقد جففت أيدي الحمام خضمها
ويغتال أقمار الهداية خسفها وما بلغت يا لهفة الدين تمها
وتذهب هوجاء البلى أربع الهدى وتبقى مناحا للنوائح رسمها
لتبك الورى ولتفض بالنوح عجمها تجاوب فيه العرب والعرب عجمها
لرزء اصاب المصطفى ووصيه ومض بأحشاء البتول فغمها
أتمسي نشاوى في القصور أمية ولاة الورى والحكم يصبح حكمها
وأبناء خير الرسل صرعى على الثرى تكابد رمضاء الهجير وغتمها
فيا أمة ضلت هداها فجرعت هداة البرايا سادة العدل ظلمها
فيا جثثا ما ضمها اللحد بينها ثلاثا وحق اللحد أن لا يضمها
وأنى يضم اللحد منها مكارما تقوم بها الدنيا وتنعش عدمها
لقد ضاق شرق الأرض فيها وغربها نوالا وبأسا وإمترى الدهر علمها
سأندبها ما حاربتها أمية وأبسط فيها المدح ما الله ذمها
أريحانة الهادي يضوع لأنفه شذا الخلد ما أحنى عليها وشمها
فطوبى لأرض ضمنت منك جثة غدت كل أرض تنشق إسمك وإسمها
فأضحت تمنى طيبة نشر طيبها وتهوى وأن تهوى السماوات لثمها


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 82

فدت كا نفس منك نفسا على الورى أفاض تعالى راحم الخلق رحمها
بكتك ولا يجدي السماوات لو بكت وأن نثرت من واكف الدمع نجمها
فرزؤك أعمى كل عين بصيرة وقد صك أسماع الورى فأصمها
لعمرك ما حرب تنادت لحربكم جهارا وإن لم تحمل الشم إثمها
ولكن . . . صيرتكم غنيمة ليوم يكون المصطفى فيه خصمها
درى جدك الهادي ويا ليت لا درى بأن أخاه ليث فهر وقرمها
المت به أم الدواهي فجرأت ضئيل (تيم) عليه وجهمها
فما هد أركان الهدى غير عصبة أباحت حنى العليا ودكت أشمها
وما كربلا لولا السقيفة إنما تظاهرت الدنيا على الدين يومها
وهل وقعة في الدين الا رأيتها هي الفرع كانت (والسقيفة) أمها
يمض فلا يرقى السليم وإن مضت إذا قذفت فيه الأراقم سمها
فإن يدا مدت الى هتك زينب يد هتكت من قبل زينب ( أمها)
وكفا بها قادوا عليا لبيعة ثقال الرواسي لا توازن جرمها
بها قيد زين العابدين مقيدا يكابد ضغن الشامتين وهضمها
سقيما براه السير حثا ومض في حشاه من الأرزاء ما زاد سقمها
ونسوته أسرى على النيب مهمها سرت تقطع البيداء فيها فمهمها
يزيل الجبال الراسيات عويلها ويصدع من صلب الصياخيد صمها
فكم غيبت من لوعة الحزن روحها الرزايا وأضنى السير في السبي جسمها
هواتف بالصيد الحماة فهذه أباها غدت تدعو وهاتيك أمها
فظلت تنادي حين لم تر ماجدا يجيب نداها شيبة الحمد قومها
بني شيبة الحمد المنيع جوارها الــ ـرزين فأنى تحمل الشم حلمها
عهدتك حيث العر ذلت رقابها وكنت سراة يحسد النجم عزمها
أذمت فلا يستطرق الضيم جارها وحمت فلا حادت عن النهج حمها
تطول عليك اليوم أيد قصيرة وقد وسمت في جبهة المجد وسمها


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 83

وتبذخ أقوام عليك أذلة وتشمخ آناف لها كنت رغمها
فكم هتكت بالرغم منك أمية مخدرة لا يطرق الهتك إسمها
تبيح كما شاءتمنيع حجابها وتبدي على رغم المنية شتمها
فأجفانها جفت سحائب دمعها فتسجم لكن من ذم القلب سجمها
قد إستل يوم الطف للحزن شفرة تقاسي فلا قاست حشا الدين كلمها
أطل على الدنيا به أي فادح فخص جميع الأنبياء وعمها
وقارعة هدت من الدين ركنه ترى أبدا في ذلك الركن هدمها
وجلت رزايا الأنبياء على الورى فما عظمت تلك المصائب عظمها
بني المصطفى كم جرع الغيض كاظما بكم جرعا لا يملك الدهر كظمها
فأهدى لكم مما تحن ضلوعه من النوح ثكلى تتبع النوح لدمها
محقرة لولا عظيم ثنائكم به راق معناها فعظم جرمها
تمنى يتيم الدهر مهما تشعشعت فريدة نظم نظمه كن نظمها
* * *


حرف النون

وله أيضا في رثاء أبي الفضل العباس عليه السلام :
ونيت وأسرعت نحدو المنون فخفت للمسير لها ظعون
فلم سمحت بها الدنيا وهلا فدتها وهي للدنيا تدين
بنت فيها الحصون فشيدتها وقد ظعنت فهدمت الحصون
الا م تغض والأسواء تبدي لهم ما لا تغض به الجفون
وبان من الحوادث يوم بانوا لهم مالا يكاد لنا يبين
فهلا لا عداك اللوم يوما بذكر الموت تفزع أو تلين
الست إبن الأولى أمنوا الليالي وكان لهم لجانبها ركون
الست إبن الأولى طرقت فناهم تراكم من حوادثها فنون
ينال من الكرام الصيد ما لم ينل ممن عليه له ديون


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 84

فتلك على الهدى حركات تيم ليوم الحشر ليس لها سكون
لقد قادت لحرب بني علي بني حرب تثور بها الضغون
فكرت فتية الكرار تذكي على حرب بها الحرب الزبون
كأنهم غداة الروع أسد ومشتبك الرماح لها عرين
سطت يتبسم العباس منها وقد عبس الضراغمة القرون
سطا ودم الأسود بها بحور طمت والصافنات بها سفين
أطل على الخميس فدك منه جبال الحرب ضيغمها الركين
أباد كماتها وطوى لواها فبارزها تقطر والكمين
وقد ملك العلى وعليه تاج جلال الله لا الدر الثمين
يمينا ياإبن حامي الجار برت به ما مثلها برت يمين
لسوّد أوجه الأيام يوم به قطعت شمالك واليمين
أصبت فدون يومك كل يوم وإن عظمت به الجلى يهون
أتقضي بالفرات وأنت ظام ويهنأ بعدك الماء المعين
وهل عين تقر وأنت عار على الرمضاء تنظرك العيون
وتجتنب الهجير وأنت فيها لقى ويحز نحرك والوتين
حقيق أن تنوح عليك حزنا وأن تهمي دما منا الجفون
وأنى والحسين عليك جهرا سخا بالدمع وهو به ضنين
فديتك لو رأيت أخاك لما رآك معفرا منك الجبين
فنادى والفواطم معولات تحن عليك لو يجدي الحنين
فيا علما هوى وقناة عز يمقترح الهزاهز لا تلين
وهى عضدي وفت قواي لما مضيت وأوهنت جلدي الشجون
أطل بك الردى فوددت أني أقيك الحتف أو حيني يحين
على الدنيا العفاء وأنت عنها رحلت فليس لي فيها دجون
بمن القى الصفوف وأتقيها وأنت السيف والدرع الحصين


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 85

ليهنك أن زهت بك خير دار وحور في جنان الخلد عين
وظل أخوك بين القوم فردا يدير الطرف ليس له معين
لقد سئم الحياة وهان حزنا عليك عليه أن ترد المنون
فجانبها وخاض الحتف حتى أزيل الشك وإتضح اليقين
وغاب عن الفواطم فهي عبرى بأرض الطف وهو بها طعين
فديتك لو ترى الخفرات أسرى سرت بين العدى ولها رنين
مصونات تجلد في الرزايا فيظهر حزنها الدمع المصون
فلا تخفى الحجال حصان خدر لمن تخفي الحجال ومن تصون
وفي تلك العقائل من لوي سهول القفر تقطع والحزون
فيا لك نكبة طرفت حماهم وحادثة يشيب لها الجنين
كفى أن لا يرى في الدهر ند لها أن النبي بها حزين
أما لولا رضا السجاد فيها ولولا الصبر والحلم الرزين
لما غلوا يديه وقيدوه وسير به كما شاء اللعين
فكم رفعوا برأس الرمح رأسا يشهر وهو قرآن مبين
وتعلو الخيزرانة منه ثغرا يطيل برشفه الهادي الأمين
الا بعدت كا بعدت ثمود بنو حرب وأهلكت القرون
فكم قاسى فؤاد الدين منها ضنا إحن هي الداء الدفين
تباغت فالفجور لها شعار علانية وهتك الدين دين
* * *

وله أيضا في رثاء الحسين عليه السلام :
بكت عين النبي فكل عين دما تهمي الدموع على الحسين
الا يجري مدامعنا قتيل بكى حزنا له الهادي الرسول
وحيدرة وفاطمة البتول وجن عليه أفق المشرقين
دهى من في السماء لأي حزن وأهل الأرض من إنس وجن
ووحش القفر ناح بكل لحن وأم الفخر تلدم باليدين


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 86

لقد نهض الضلال بال صخر يقود جموعها لكرام فهر
الى أن أدركت ثارات بدر بها حتى تقاضت كل دين
جسومهم على وجه الرمال وتلك رؤوسهم فوق العوالي
ونسوتهم تقرن بالحبال مع السجاد مغلول اليدين
ال أبكي وأن أفنيت عمري بدمع من دم الأحشاء يجري
لقد أخنى وجار علي دهري وفرق بين أحبابي وبيني
حدا بظعونهم حادي المنايا فطبق فيهم الدنيا رزايا
وياق الدهر نسوتهم سبايا لشري فاجرين والعنين
خليت منها المنازل فهي قفر فما غير الرياح بها يمر
وكانت عصبة إن ناب دهر يعود بها المنوب قرير عين
* * *

وله أيضا يرثي امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :
الا من هد ركن المسلمينا ومن أردى أمير المؤمنينا
ومن أدمى أبا حسن عليا فخضي ويحه منه الجبينا
فكم قرت لمقلته عيون الا عميت عيون الشامتينا
وكم قذيت عيون فيه ويل لمن أقذى به تلك العيونا
فللحسن الزكي عليه نوح ويتبعه الحسين له أنينا
وأضحت زينب تبكي عليه وتتبع نعشه السامي حنينا
الا يا حاملين النعش مهلا أراكم قد سريتم في أبينا
حملتم فيه للإسلام طودا ومطعانا وقرآنا مبينا
فمن للوافدين إذا أناخوا ومن يحمي ثغور المسلمينا
أيدري دين أحمد في علي يمينا منه قد قطعوا اليمينا
فليس المجد بعد علاه مجدا وليس الدين بعد هداه دينا
الا من مبلغ المختار عنا لقد جالت صروف الدهر فينا
وهل تدري البتول بما دهانا ومن أعدائنا ماذا لقينا


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 87

أطل على الرزايا أي خطب دهى فأشاب فادحه الجنينا
فهل علم الغري بمن تسامى ومن أضحى بتربته دفينا
أمير المؤمنين وهل سواه أمير كافل للمؤمنينا
* * *

وله أيضا ملتمسا له بعض الأتقياء وقد دخلوا كربلاء في زيارة الأربعين :
كربلا يا كربلا أين الحسين أين من للمصطفى قرة عين
أين سبط المصطفى من رزؤه في الورى جل فأبكى كل عين
ذبحوه ظاميا حول الفرات وسقوه من دما الودجين
أين يغدون غدا تعسا لهم وابوه خصمهم في النشأتين
طبق الأيام حزنا يومه ودهى بالحزن أفق المشرقين
كربلا أنت سماء فيك قد غاب كالبدر علي بن الحسين
ورأته زينب طعم السيوف وترى العباس مقطوع اليدين
كم رأت فيك نفوسا جرعت من حمام وأوام قاتلين
كم أراشوا فيك من سهم به أفجعوا بالطفل قلب الوالدين
وبال المصطفى أعداؤهم أدركوا ثارات بدر وحنين
هل درى الكرار صنو المصطفى خيرة الخلق إمام الثقلين
قد شفت أبناء حرب حقدها وتقاضت في بنيه كل دين
أين أنصار الهدى أنصاره كحبيب وزهير بن لقين
* * *


حرف الهاء

وله في رثاء الحسين عليه السلام :
سبط المصطفى بالسيف مخضوب محياه أضحى ثاويا بالطف وحش القفر ينعاه
وهذا جسمه ملقى عليه الخيل تعدو وهذا رأسه في الرمح مثل الشمس يبدو
ومن نسج الصبا يكسوه يالله برد به أضحى يميد الرمح ما بين سباياه
وهذا نجله السجاد قد غلت يداه فطورا ينظر الرأس وطورا لنساه


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 88

لقد أضحى من الحزن فؤادي في سعير حسين جسمه عار برمضاء الهجير
وذا علج بني الزرقاء من فوق السرير غدا ينكت يا لهفاه بالعود ثناياه
الا من مبلغ المختار والكرار حيدر وبنت المصطفى أن إبنهم دام معفر
طريح جسمه والرأس فوق الرمح يشهر كبدر الأفق في الأفق ظلام الليل جلاه
لقد جلت على الإسلام هاتيك الرزايا لمن أضحت تجوب القفر هاتيك السبايا
بنات المصطفى تهدى على عجف المطايا لرجس كافر من ال حرب حارب الله
الا فلتذرف الدمع وتبكي كل عين على ندب جرت فيه دما عين الحسين
أبو الفضل قضى ظمآن مقطوع اليدين وكم أروت عطاشى الطف يمناه ويسراه
فما أدري لما أبكي وهل يجدي البكاء وكم من عترة المختار قد سالت دماء
وكم قد أهديت منهم الى الظاغي نساء فأضحى تنثني في هتك ال الله عطفاه
فيا لله من خطب دهى عرش الجليل وقد أضحت له الأملاك تدعو بالعويل
وتبكي الوحش في القفر على ال الرسول قضوا صبرا فذا الدين دما تذرف عيناه
* * *

وله أيضا يرثي بها الحسين بن علي عليهما السلام :
سرى بسراة الحي يا حي مسراه بجنح الدجى ركب تخب مطاياه
يرقصها صوت الحداة كأنها معنى هوى غض الشبيبة غناه
بأقفر عنه تنفر الوحش وحشة وترهب آساد الشرى وطء حصباه
معودة طي الفلا فهي لا تني تجوب الفيافي والحصى تتراماه
يكلفها قطع الدياميم أصيد به نفرت عن مورد الضيم علياه
وجلى به عزا تبذخ فإرتقى ذرى النجم حتى جاز بالشأو جوزاه
وناداه بالوادي المقدس ربه الي فلبى ربه حين ناداه
وقاد اليه الغي كا مشمر أطاع الهوى فإبتاع بالدين دنياه
و طافت عليه بالطفوف أمية لدين لها من يوم بدر تقاضاه
فيا ملكا ساد الملائك في السما وقد حكمت بغيا عليه رعاياه
لقد أنكرت شمس الملائك ويحها أينكر من لم يعرف الله لولاه


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 89

سطا حين سامته الهوان مبادرا بكل كمي تزهق الدهر سطواه
ترى السمهري اللدن وهو يهزه فتحسبه صلا تلوى بيمناه
فكم بطل ي الحرب يهوي بسيفه ومفتقر في الجدب يأوي لمغناه
وكم طود حرب بادر الطعن دكه وشامخ أنف عثر الخيل واراه
فيا نفس ذوبي ويك بالحزن وإندبي نفوسا فدته ليت إنا فديناه
فلاطف مثواها الغمام وقل لو تروى من الفردوس ماء وحياه
وأضحى بعين الله ناصر دينه ينادي الا من ناصر بين أعداه
فلم ينتدب الا نساء نوادب والا عليل ينهش السقم أحشاه
فما رأى أن ليس ــ روحي له الفدا ـ مجيب فلبى داعي الله لباه
وأقبل لا يثني له السقم عزمه وأن هو أوهى والنوائب أعضاه
ووافى أباه ناحلا فتبادرت دموع أبيه قائلا حين وافاه
فمن لثغور الدين بعدك مانع فيصرف عنه ما من الشرك يلقاه
وبعدك بعدي من الناس تقتدي إذا الناس طرا عن طريق الهدى تاهوا
وبعدك بعدي منأرى لعقائلي ثمالا ومن للدين بعدك يرعاه
وخف بجأش في الهزاهز دونه تزول الرواسي فهي من دون أدناه
ويا بأبي من يرهق الجمع مفردا فتكره أبطال الكريهة لقياه
وظام يروي البيض فيض نجيعهم تروى عطاشى الوفد من فيض جدواه
غدا وظلام النقع كالليل مسدف يشعان فيه عضبه ومحياه
ويغشى على عبل الذراعين جمعهم فتحسبه سيلا من اليم يغشاه
أما ولعمر الله تلك الية وسؤدده لولا القضاء لأفناه
ولما تجلى الله خر لوجهه كا خر موسى إذ تجلى له الله
الا ليت ماء النهر غيض ولا جرى قضى فيه ظام من به الله أجراه
وهاجت تعادي خيلهم لخيامه وصيح بها نهبا ففرت صفاياه
وقد أقبلت مذهولة من سجوفها تحوم كمرتاع القطا حول مثواه


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 90

رأته وبيض الهند فلت حدودها برغم العلى أضحت توزع أشلاه
تعاتبه وهو العطوف بزفرة تذيب الصفا لولا دموع يتاماه
كفى حزا أن الحسود يسومنا فيدرك فينا كلما يتمناه
أتعلم أنا يوم هاجت علوجهم على سلبنا حتى القناع سلبناه
وما حالها إذ ميز الشمر رأسه لحا الله قلب الرجس ما كان أقساه
وعلاه منصوبا على رأس ذابل رفيع فيا خفض العلى يوم علاه
وقدإسود مبيض الفضا غير أنه تجلى محياه المنير فجلاه
وناح له من في السماء وكيف لا ينوح لمن جبريل في المهد ناغاه
فأضحى برمضاء الهجير مجردا وليس سوى نور الجلالة يغشاه
كفي يا جفون الوافدين لفقده كما وكفت في صيب الجود كفاه
ليبك غرار السيف من كان مرويا صداه دما والضيف من كان مأواه
وتنعى المعالي الغر غبرى شجية وحق لها شجوا مدى الدهر تنعاه
لتبك له ولتدم باللطم خدها فإن حسينا صافح الترب خداه
فلا افتر ثغر الطالبيين باسما وقد قرعوا بالخيزرانة ثناياه
فيا لهف نفسي يوم طيف برأسه ويا حر قلبي يوم سيقت سباياه
أتلك بنات الوحي بين أمية بها سير أسرى أين عنها سراياه
ووارث علم الأنبياء عليله فلم تك قاست ما من الوجد قاساه
فلو أن أيوبا رأى بعض ما رأى لقال بلى هذا العظيمة بلواه
يحن ولكن من جوى الوجد قلبه وتهمي ولكن من دم القلب عيناه
وثاكلة ترنو له وهو في السبى تعاني يداه الغل والقيد رجلاه
فرفقا بقلبي أن قلبي أوشكت تطيح بأظفار الخطوب شظاياه
تناهبه بالأمس فقد أحبتي وأنت أخذت اليوم مني بقاياه
وتدعو ودمع العين أسبله الجوى دما ولهيب الوجد للقلب أوراه


منتقى الدرر في النبي واله الغرر 91

فيا من سرينا عنه أسرى وجسمه على الرغم منا في الصعيد تركناه
كأنك من عيني وطأت سوادها مرحيا ومن قلبي نزلت سويداه
فرأسك نصب العين في الرمح مزهر وإن غاب عنه الجسم فالقلب يرعاه
فيا عجبا والدهر يبدي عجائبا لمن طوع يمناه الردى كيف أرداه
وكيف يروح الذئب مقتحم الشرى ومدمية من مهجة الليث ظفراه
أقول لركب بالغريين مدلج ولي مهجة تقفو خفاف مطاياه
قفو ربما يقتص بالسير أثركم حليف أسى لا يالف النوم جفناه
شجي براه الوجد حتى أذابه فأبدى من الأشجان ما كان أخفاه
فلا وجده يخبو ولا الدمع ناضب فللقلب نيران وللعين أواه
أما وقتيل الطف للطف كاد أن يطير إذا عنت الى القلب ذكراه
يعي ما جرى فيه فيشتاق من به فيا ما أمر الذكر منه وأحلاه
أعيدوا لقلبي ذكره أن ذكره وإن سام قلبي مورد الحتف أهواه
بمن فد ثوى فيه قفوا بي وقفة بمثواه روى صيب الدمع مثواه
بقبر تود الشهب تهوي للثمه وشمس الضحى في عينها تتمناه
تضوع به نشرا فما المسك أرضه وتسمو فما بحبوحة الخلد بطحاه
بريحانة الهادي التي غرست به تأرج حتى طبق الكون رياه
فلا نسيتني بل دهتني منيتي ولست جميل الذكر إن أنا أنساه
قتيل عصي الدمع قد عاد طيعا له خلق العبد المطيع لمولاه
فأحيي ثراه بالدموع ومت أسى على من أمات الكفر والدين أحياه
ولا تهد من الدهر إن كنت باكيا لمن كل شيء ما خلا الله أبكاه
ووال أبن من والى الاله وليه وعاد الذي عادى وإن هو والاه
فجاد عليه صيب الدمع لا الحيا وحيي بسقيا أدمعي لا بسقياه
ومن صلوات الله ما ليس ينتهي به العد الا أن تعد مزاياه
* * *


السابق السابق الفهرس التالي التالي