ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 56

قال أيضا في رثاء الحسين عليه السلام (بحر البسيط)
يوم بنو المصطفى الهادي ذبايحه والفاطميات أسراه نوايحه
وسبط أحمد عارٍ بالعراء لقىً مرمل بالدما جرحى جوارحه
فوق القنا رأسه يهدى لكاشحه فنال أقصى مناه منه كاشحه(1)
كم هام عز وأيدٍ للسماح وكم أقدام سبق بها طاحت طوائحه(2)
وكم حريم لأهل البيت محترم قد إستحل وكم صاحت صوايحه
مصاب خامس أصحاب الكساء وهم أهل العزاء بهم حلت فوادحه(3)
لم ينس قط ولا الذكرى تجدده أورى بزند ألأسى للشجو قادحه(4)


(1) الكاشح : الذي يضمر لك العداوة ، الفراهيدي ، العين 3 / 57 ، إبن منظور ، لسان العرب 4 / 324 .
(2) هام : جمع الهامة أعلى الرأس وفيه الناصية والقصة ، إبن منظور ، لسان العرب 1 / 624 .
(3) فوادح : جمع فادح ، والفادح هو أمر يبهض ألإنسان ، إبن منظور ، لسان العرب 2 / 540 ، الرازي ، مختار الصحاح 1 / 207 ـ الفراهيدي،العين 3 / 186 ، إبن المطرز ،المغرب 2 / 126 .
(4) أورى : إذا خرج ناره ، والورى مثل الحصى ، ألفيومي ،المصباح المنير 2 / 656 .
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 57

كيف السلؤُّ عن المكثور منفردا من غير نسوته خلواً مطارحه(1)
يلقى ألأعادي بقلب منه منقسم بين الخيام وأعداء تكافحه
وأللّحظُ كالقلب عينٌ نحو نسوته ترنو وعين لقوم لا تبارحه(2)
لهفي عليه وقد مال الطغاة إلى نحو الخيام وخاض النقع سابحه(3)
قال أقصدوني بنفسي وإتركوا حرمي قد حان حيني وقد لاحت لوايحه


(1) المكثور : المرء الذي نزلت به الكوارث إشارة إلى أبي عبدألله الحسين عليه السلام وقد وردت كلمة المكثور في كل كتب المقاتل والسير ونص العبارة :
يقول العدو : (ما رأيت مكثورا قط قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا ولا أقوى جنانا ولا أجرأ مقدما من الحسين عليه السلام ولقد كانت الرجال تشد عليه فيشد عليها فتنكشف من بين يديه إنكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب وكانوا يتفرقون عنه يمينا وشمالا كأنهم الجراد المنتشر وقد تكاملوا ثلاثين ألفا وهو رجل واحد) .
أنظر المفيد ، ألإرشاد 2 / 111 ، إبن الفتال ، روضة الواعظين 1 / 188 ، إبن طاووس ، اللهوف ص 119 .
(2) اللحظ : والجمع اللحاظ ، مؤخر العين ، وأللحاظ هو مصدر ، إبن منظور ، لسان العرب 4 / 12 ،ألفيروز آبادي ، ألقاموس المحيط 10 / 436 ، الرازي ، مختار الصحاح 1 / 247 .
(3) النقع : الغبار ، إبن منظور ، لسان العرب 8 / 363 ، إبن سلام ،غريب الحديث 3 / 276 .
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 58

وقال مشطرا أبيات السيد صادق الفحام (1) في مدح الجوادين عليهما السلام :
(بحر الوافر)
(هما العلمان بالزوراء لاحا) وقد برح الخفاء فلا براحا


(1) السيد صادق الفحام : هو السيد صادق بن السيد علي بن السيد حسن بن السيد هاشم الحسيني ألأعرجي الشهير بالفحام النجفي ، ولد في قرية الحصين (من قرى الحلة) سنة 1124 هـ ونشأ فقيها ثم هاجر إلى النجف في عصر الشيخ خضر الجناجي وقرأ عليه الفقه وألأصول وقيل قرأ على والد السيد بحر العلوم قدس سره أي السيد المرتضى (محمد رضا ) الطباطبائي في الفقه في كربلاء ، وصار أستاذا في علم العربية محققا فقيها شاعرا أديبا له شعر رائق ونثر رقيق ومحاسن جيدة ، وتواريخ متينة ، من مؤلفاته شواهد قطر الندى ، والدرة النجفية في علم العربية ، وتاريخ النجف وآثاره ، وله تقريض على تخميس الدردية ، توفى في النجف في 20 شعبان سنة 1205 هـ وقيل 1204 ، حرز الدين ، معارف الرجال 5 / 369 ـ 368 .
وقد وجدنا القصيدة ألأصل في ديوان السيد صادق الفحام المخطوط ، الموجود بمكتبة ألإمام الحكيم العامة ، رقم 389 ص 30 . وألأصل نورده كالتالي :
أرى العلمين بالزوراء لاحا فعج بالعيس وأغتنم الفلاحا
على ربع يطيب لها مناخا إذا وردت ويشعفها مراحا
على وادي طوى إذ نار موسى أعاد الليل ثاقبها الصباحا
وإذ يقري العفاة به جواد إذا سئل القـرى إهتز إرتياحا
فيقري ذا الضلال هدى ورشدا وذا ألإقتار منا وإمتناحا
سلالة سادة سادوا البرايا جميعا من غدا منهم وراحا
نجوم للهدى طبعوا رشادا وسحب للندى جبلوا سماحا
هم راشوا المكارم فإستقلت وقد كانت ولم تملك جناحا
فادنُ إخلع به النعلين وإخضع وعفر في التراب ولا جناحا
وسل لمطالب الدارين نجحا بجاههما العظيم تر النجاحا

وقد جاء إختلاف في بعض الكلمات بين ألأصل والتشطير وكما ترى في المتن والهامش .
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 59

وإذ لاح الفلاح لطالبيه (فعج بالعيس وإغتنم الفلاحا)
(فلا ربع يطيب لها مناخا) إذا صدرت غدوا أو رواحا(1)
ويشفعها بعلّ بعد نهل (إذا وردت ويشفعها مراحا)


(1) الرواح ضد الصباح وهو إسم للوقت من زوال الشمس إلى الليل ، إبن منظور ، لسان العرب 2 / 465 ، الفيروز آبادي ، القاموس المحيط 1 / 282 .
نهل : الشرب ألأول ، إبن منظور ، لسان العرب 11 / 682 ، الرازي ، مختار الصحاح 1 / 284 .
علل : الشرب الثاني : يقال عللٌ بعد نهل ، إبن منظور ، لسان العرب 3 / 336 ، الرازي ، مختار الصحاح 1 / 89 .
شعف الحب يشعفه بفتح العين فيهما (شعفا) بفتحتين أحرق قلبه وقيل أمرضه ، إبن منظور ، لسان العرب 15 / 177 ، الفيروز آبادي ، القاموس المحيط 1 / 1066 ، الرازي ، مختار الصحاح 1 / 143 .
المراح ، بالكسر ، ألإسم والفعل أمرحه أي فرحه ، الرازي ، مختار الصحاح 16 / 620 .
يقري : قرى الضيف يقريه (قرى) أي أكرمه واحسن إليه ، إبن منظور ، لسان العرب 12 / 381 ، الفراهيدي ، العين 20/ 46 ، ألخطابي ،غريب الحديث 20 / 22 .
راشوا : راش فلانا اصلح حاله وهو على التشبيه ، الرازي ، مختار الصحاح 1 / 266 ، إبن منظور ، لسان العرب / 310 .
ومما يناسب هذه القصيدة وجدنا أبياتا وأحببنا إيرادها هنا وهي :
ألا يا قاصد الزوراء عرج على الغربي من تلك المغـاني
ونعليك إخلعن وإخضع خشوعا إذا لاحت لديك القبتان
فتحتهما لعمرك نار موسى ونور محمد متقابلان
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 60

(على وادي طوى إذ نار موسى) كنور محمد ملأ البطاحا
إذا لاحت بليل من بعيد (أعاد ألليل ثاقبها صباحا)
(وإذ يقري العفاة به جواد) يباري البحر جودا والرياحا
فتىً ما هزه خطب ولكن (إذا سئل القرى إهتز إرتياحا)
(فيقري ذا الضلال هدى ورشدا) وذا الخسران فضلا وإرتياحا
وذا ألإعسار يسرا بعد عسر (وذا ألإقتار مناً وإمتناحا)
(سلالة سادة سادوا البرايا) وعمّوا الخلق جودا وإمتياحا
وجازوا في الفضائل من عداهم (جميعا من غدا منهم وراحا)
(نجوم للهدى طبهوا رشادا) شموس للعلى جعلوا صباحا
جبال للنهى خُلقوا رجاحا (وسحبٌ للندى جُبلوا سماحا)


ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 61

(هم راشوا المكارم فإستقلت ) ولكن لم تجد عنهم براحا(1)
وقد خفضت جناح الذل شكرا (فقد كانت ولم تملك جناحا)
(فزُر وإخلع به النعلين وإخضع) وأرغم أنف من بالزور لاحى
وقبّل تربه وإلثم ثراه (وعفّر في التراب ولا جناحا)
(وسل لمطالب الدارين نجحا) تجد كل النجاح به متحا
وإما تخش من رد فسله (بجاههما العظيم تر النجاحا)

وقال أيضا في شأن ألإمام المنتظر (عج) (بحر الكامل)
طال المدى فإزداد ذو العلم الهدى والجاهل إزداد الضلالة وإعتدى
والعالمون إستيقنوا لما رأوا آيات صدق الوعد في طول المدى


(1) البراح : الزوال وبرح (البارحة) أقرب ليلة مضت وهي من برح أي زال ، الرازي ، مختار الصحاح 1 / 46 ، إبن منظور ، لسان العرب 16 / 427 . الغدو : الصباح وهو ضد الرواح ، الرازي ، مختار الصحاح 1 / 470 ، إبن منظور ، لسان العرب 15 / 117 ، ألفيروز آبادي ، القاموس المحيط 1 / 1698 .
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 62

والجاهلون إستعجلوا فإستبطئوا الميعاد إذ لم يبصروا علم الهدى
لو يظهر الموعود قبل أوانه لتعاكس الجمعان فيه إذ بدا
فالجاهلون إستيقنوا من جهلهم والعالم النحرير ذا جهل غدا(1)

وله في شأن المنتظر (عج) (بحر الكامل)
هذي المنازل بالغري فأنجدوا قد حان للمهدي فيها الموعد
أوَ ما ترون الجاحدين إستشعروا آيات بدر في الصعيد فصعّدوا
ودّوا كما ودَّ ألأُلى قد أشركوا إن الذي قد أنكروا لم يجحدوا

وقال أيضا مخمسا (2): (بحر الخفيف)

(1) النحرير : العالم المتقن ، ألرازي ، الصحاح 1 / 649 .
(2) ألأصل للحاج محمد جواد البغدادي وهو :
يا سمي الكليم جئتك أسعى نحو مغنـاك قاصدا من بلادي
ليس تقضى لنا الحوائج إلا عند باب الرجاء جد الجواد
وقد شطرهما وخمسهما كثيرون منهم السيد عباس الموسوي البغدادي فقد خمس البيتين المتقدمين وقد رويت في التخميس قصة أوردها السيد كمال الدين المقدس الغريفي في كتابه الصحيفة الموسوية المقدسة مع ترجمة للسيد عباس الموسوي على الصفحات

=

ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 63

طفت فيك البلاد إذ كنت أسعى من بأبوابه أطوف وأسعى
سائق الشوق ساقني ثم أسعى (يا سمي الكليم جئتك أسعى
نحو مغناك قاصدا من بلادي)
قد جعلنا ولاءنا لك إلا فأجرنا وراع جارا وإلا
قسماً ما لنا سواك وإلا (ليس تقضى لنا الحوائج إلا
عند باب الرجاء جد الجواد)

وقال أيضا مشطرا لهما :
(يا سمي الكليم جئتك أسعى) والهوى مركبي وحبك زادي
مسني الضر وإنتحى بي فقري (نحو مغناك قاصدا من بلادي)
(ليس تقضى لنا الحوائج إلا ) عند باب الحوائج المعتاد
عند بحر الندى إبن جعفر موسى (عند باب الرجاء جد الجواد)


=
(18 ـ 20) فليراجع وها نحن نورد التخميس فقط لمناسبة الذكر :
لم تزل للأنام تحسن صنعا وتجير الذي أتاك وترعى
وإذا ضاقت الفضا بي ذرعا يا سمي الكليم جئتك أسعى
والهوى مركبي وحبك زادي
أنت غيث للمجدبين ولـولا فيض جدواكم الوجـود إضمحلا
قسما بالذي تعالى وجلا ليس تقضى لنا الحوائج إلا
عند باب الرجاء جد الجواد
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 64

وقال أيضا مشطرا لهما :
(يا سمي الكليم جئتك أسعى) والهوى مركبي وحبك زادي
جئت أبغي القِرى ووجهت وجهي (نحو مغناك قاصدا من بلادي)
(ليس تقضى لنا الحوائج إلا) عند غيث البلاد غوث العباد
عند بحر الندى إبن جعفر موسى (عند باب الرجاء جد الجواد)

وقد شُطّر ألأصل والتشطير أعلاه للسيد محمد الزيني (1) ثم شطر الجميع السيد قدس سره .
(يا سمي الكليم جئتك أسعى ) وألبي كريم ذاك النادي
طرت شوقا وشب بي الشوق نارا حين آنست نار ذاك الوادي(2)


(1) السيد محمد زيني : هو السيد محمد بن السيد زين الدين أحمد بن السيد علي الحسني العطار البغدادي النجفي كان من العلماء ألأفاضل وألأدباء الأماثل ، محقق في علم الحديث والرواة إضافة إلى أنه شاعر أديب وكامل ظريف لبيب ، توفى سنة 1216 هـ ، حرز الدين ، معارف الرجال 2 / 330 ـ 334 .
(2) آنس به : أبصره ، الرازي ، مختار الصحاح 1 / 28 .
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 65

كيف في السير لا اطير إرتياحا وجناحاي حاجتي وودادي
جئت أفري الفلا وشوقي دليلي والهوى مركبي وحبك زادي(1)
جئت أبغي القرى ووجهت وجهي نحو باب المراد في بغداد
فزت بالحج إذ أتيت شطيرا قاصدا شطر كعبة القصاد
مسني الضر فإنتحى بي فقري نحو بيت الندى وباب المراد
وأصبت الغنى إذ كان سعيي (نحو مغناك قاصدا من بلادي)
(ليس تقضى لنا الحوائج إلا ) من جواد بفضله عواد
من أب ألأكرمين جد كرام من كريم ألآباء وألأجداد
جئت مسترفد العطا مستغيثا فأغثني برفدك المعتاد


(1) أفرى الشيء : شقه فإنفرى ، الرازي ، مختار الصحاح 1 / 502 .
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 66

لست أرجو العطاء والغوث إلا عند رب العطاء غوث العباد
(عند بحر الندى إبن جعفر موسى) منهل الصادرين والوراد
خصب كل العباد إذ مس جدب مزنة الجود غيث كل البلاد
لا يخيب الرجاء حاشا وكلا من منيخ الرجا بباب المراد
حاش لله أن يخيب رجاء (عند باب الرجاء جد الجواد)

وقال أيضا يذكر آل رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم (بحر البسيط)
هم أهل بيت رسول ألله جدهم أجر الرسالة عند ألله ودهم(1)
هم ألأئمة دان العالمون لهم حتى أقر لهم بالفضل ضدهم
سعت أعاديهم في حط قدرهم فإزدادوا شأوا ومنه إزداد حقدهم


(1) إشارة لقوله تعالى : «قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى» (الشورى23).
شأوا : الغاية وألأمد ، الرازي ، مختار الصحاح 1 / 327 .
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 67

ونابذوهم على علم ومعرفة منهم بأن رسول ألله جدهم
كأن قربهم من جدهم سبب للبعد عنه وأن القرب بعدهم
لو أنهم أمروا بالبغض ما صنعوا فوق الذي صنعوا لو جد جدهم
دعوا وصي رسول ألله وإغتصبوا إرث البتول وأورى الظلم زندهم
وأضرموا النار في بيت النبي ولم يرجو الورود فبئس الورد وردهم (1)
ومهدوا لذوي ألأحقاد بعدهم أمرا به ثم للأقوام قصدهم
أبت صحيفتهم إلا الذي فعلوا من بعدها وأضاع العهد عهدهم
تعاقدوا وأعانتهم بطانتهم وحل ما عقد ألإسلام عقدهم


(1) وقد اشار إلى قصة إضرام النار في بيت علي وفاطمة شاعر النيل حافظ إبراهيم بقوله :
وقولة لعلي قالها عمر أكرم بسامعها أعظم بملقيها
حرّقتُ دارك لا أبقي عليك بها إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص بقائلها أمام فارس عدنان وحاميها
إنظر ديوان حافظإبراهيم ص 82 .
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 68

أوصى برفد بنيه الطهر أمته فإستأصلوهم فبئس الرفد رفدهم

وقال أيضا في رثاء أبي عبدألله الحسين عليه السلام (بحر البسيط)
صك المسامع من أنبائهم خبر لا ينقضي حزنه أو ينقضى العمر(1)
ما حل بألآل في يوم الطفوف وما في كربلاء جرى من معشر غدروا
قد بايعوا السبط طوعا منهم ورضا وسيروا صحفا بالنصر تبتدر(2)
أقبل فإنا جميعا شيعة تبعٌ وكلنا ناصر والكل منتصر
أقبل وعجل قد إخضر الجناب وقد زهت بنضرتها ألأزهار والثمر(3)


(1) صك : صكه أي ضربه ، الرازي ، مختار الصحاح 1 / 467 .
(2) تبتدر : تبادر القوم : تسارعوا ، وإبتدروا السلاح تسارعوا إلى أخذه ، الرازي ، مختار الصحاح 1 / 43 .
(3) ورد في كتاب معالي السبطين في أحوال الحسن والحسين تأليف الشيخ محمد مهدي الحائري ألأبيات (3 ـ 11) بعينها وقد صدرها بقوله ولقد أحسن وأجاد القائل دونما ذكر لسيدنا بحر العلوم (نور ألله رمسه) .
النكث : نكث العهد نقضه وبابه نصر ، الرازي ، مختار الصحاح 1 / 678 .
وقد إختلفت الروايات في عدد الكتب التي وصلت من الكوفة إلى ألإمام الحسين تحثه على

=

ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 69

أنت ألإمام الذي نرجو بطاعته خلد الجنان إذا النيران تستعر
لا رأي للناس إلا فيك فأت ولا تخش إختلافا ففيك ألأمر منحصر
وآثموه إذا لم يأتهم فأتى قوما لبيعتهم بالنكث قد خفروا
قوما يقولون لكن لا فعال لهم ورأيهم من قديم الدهر منتشر
فعاد نصرهم خذلا وخذلهم قتلا له بسيوف للعدى إدخروا
يا ويلهم من رسول الله كم ذبحوا ولدا له وكريمات له أسروا


=
المجيء إلى الكوفة .
فقد ضمن السيد رحمه ألله في البيت الرابع نص رسالة مجموعة من المنافقين الغدرة أمثال ـ شبث بن ربعي اليربوعي ومحمد بن عمر التميمي وحجار بن أبجر العجلي وعمرو بن الحجاج الزبيدي وممن على شاكلتهم فقد بعثوا له برسالة هذا نصها «أما بعد .. فقد إخضر الجناب وأينعت الثمار ، وطمت الجمام (أي ألآبار) فأقدم ، إنما تقدم على جند لك مجندة والسلام ... » أنظر : الشافعي في مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ص 74 ، وقد أخرجها ألإمام الحسين عليه السلام يوم العاشر من المحرم وقرأها امام من كتبها وهم يومئذ في معسكر عمر بن سعد فأنكروا ذلك ، كما إحتج ألإمام على من بعث بالكتب إليه وتجد نص ألإحتجاج في كتب السير والمقاتل .
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 70

ما ظنهم برسول ألله لو نظرت عيناه ما صنعوا لو أنهم نظروا

وقال أيضا في رثائه عليه السلام (بحر البسيط)
ما آمن القوم قدما أو همُ كفروا من بعد إيمانهم لو أنهم شعروا
قد حاربوا المصطفى في حرب عترته ولو أغاثهم في حربه إبتدروا
لا كان ينزل عن سطلانه ملكٌ ولا لمنيته الساعي لها يذر
مهما نسيت فلا أنسى الحسين وقد كرّت على قتله ألأفواج والزمر
كما قام فيهم خطيبا منذرا وتلا آياً فما أغنت ألأيات والسور
قال إنسبوني فجدي أحمد وسلوا ما قال فيّ فلم يكذبكم الخبر
دعوتموني لنصري أين نصركم وأين ما خطت ألأقلام والزبر
حلأتمونا عن الماء المباح وقد أضحت تناهله ألأوغاد والغمر(1)


(1) حلأتمونا : يقال : حلأ الناقة عن الورد منعها وذادها عنه ، إبن منظور ، لسان العرب 1 / 59 .
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 71

هل من مغيث يغيث ألآل من ظمأ بشربة من نمير مالها خطر(1)
هل راحمٌ يرحم الطفل الرضيع وقد جف الرضاع وما للطفل مصطبر
هل من نصير محام أو أخي حسب يرعى النبي فما حاموا ولا نصروا
تلك الرزايا لو أن القلب من حجر أصمَّ كان لأدناهن ينفطر

وقال أيضا في رثائه عليه السلام (بحر البسيط)
الدين من بعدهم أقوت مرابعه والشرع من بعدهم غارت شرايعه
قد إشتفى الكفر بألإسلام مذ رحلوا والبغي بالحق لما راح صادعه(2)
ودايع المصطفى أوصى بحفظهم فضيعوها فلم تحفظ ودايعه
صنايع ألله بدءاً وألأنام لهم صنايع شد ما لاقت صنايعه(3)


(1) نمير : اي ناجعٌ ، عذبا كان أو غير عذب ، ألفيرز آبادي، القاموس المحيط 16 / 581 .
(2) الصادع : أي تكلم بالحق جهارا ، إبن منظور ، لسان العرب 8 / 195 .
(3) عن أبي محمد الحسن العسكري : وفي حديث طويل منه ( ... نحن صنائع ربنا ،

=

السابق السابق الفهرس التالي التالي