ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 100

أمن هو بابٌ للعلوم كمن غدا يفضّلُ ربات الحجال من الجهل(1)
ومن هو أقضاكم كمن جد جده ليقضي في جد قضية ذي فصل(2)


=
النبي صلى ألله عليه وآله وسلم عن الكلالة فسألته فقال لها : أبوك أمرك بهذا ، قالت نعم ، قال لها : إن أباك لا يفهمها حتى يموت . فمن لم يعرف الكلالة كيف يعرف أحكام الدين .
وسُئل أبو بكر عن الكلالة فقال : أقول فيها برأيي فإن أصبت فمن ألله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ، فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فقال : ( ما أغناه عن الرأي في هذا المكان أما علم أن الكلالة هم ألأخوة وألأخوات من قبل ألأب وألأم ، ومن قبل ألأب على إنفراد ومن قبل ألأم على حدتها ...)
أنظر ألإرشاد 1 / 200 ، إبن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة 17 / 201 ـ 202 ، المجلسي، بحار ألأنوار 40 / 247 ـ 248 ، الصدوق ، معاني ألأخبار ص 273 ، الكليني، الكافي 7 / 99 ، الطوسي، التهذيب 9 / 319 ، الحر العاملي ، وسائل الشيعة 26 / 92 .
(1) تنويها لقول رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم للإمام علي عليه السلام : «أنا مدينة العلم وعلي بابها »وقد روته عدد غير قليل من كتب ألأخبار والحديث .
أنظر : النيسابوري، المستدرك على الصحيحين 3 / 137 ، الطبراني، المعجم الكبير 11 / 65 ، المزني ، تهذيب الكمال 18 / 77 ، إبن حجر ، تهذيب التهذيب 6 / 285 ، الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد 7 / 721 ، الذهبي، سير أعلام النبلاء 11 / 447 ، إبن تيمية ، مجموع الفتاوي 4 / 398 .
وفي الشطر الثاني أشار قدس سره إلى حادثة مفادها : أن عمر خطب يوما فقال : من غالى في مهر إبنته فقد جعلته في بيت المال ، فقامت إليه إمرأة فقالت : كيف تمنعنا ما منحنا ألله تعالى به في كتابه من قوله تعالى : «وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً» (النساء20).
فقال كل الناس أفقه من عمر حتى المخدرات في البيوت ، أنظر : العلامة الحلي ، كشف اليقين ص 18 .
(2) إشارة لقول الرسول الكريم : «أقضاكم علي».

=

ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 101

فأحصوا قضاياه ثمانين وجهة تلوّن ألوانا وأخطأ في الكل
ومن بين من قال إسألوني جهرة ومن يستقيل الناس في المحفل الحفل(1)
ومن هو كرار إلى الحرب يصطلي بنيرانها حتى تبوح بما يصلي(2)


=
أنظر القرطبي ، تفسير 15 / 162 ، إبن عبدالوهاب ، شرح كتاب التوحيد 1/ 549 ، إبن حجر العسقلاني ، فتح الباري 10 / 590 ، الآمدي، ألأحكام 4 / 244 ، الغزالي، المستصفى 1 / 170 ، إبن تيمية، مجموع الفتاوى 4 / 398 .
(1) إشارة لقوله عليه السلام : «سلوني قبل أن تفقدوني ، فإن عندي علم ألأولين وألآخرين ، أما وألله لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجليهم وأهل الزبور بزبورهم ، وأهل القرآن بقرآنهم حتى يزهر كتاب من هذه الكتب ويقول يا رب إن عليا قضى بقضائك ...».
أنظر : المجلسي، بحار ألأنوار 4 / 153 ، الطبرسي، ألإحتجاج 1 / 258 ، المفيد، ألإختصاص ص 235 ، ألإرشاد 1 / 34 ، الصدوق، ألأمالي ص 341 ، الصدوق، التوحيد ص 304 ، إبن الفتال، روضة الواعظين 1 / 118 .
شطر البيت الثاني يشير إلى ما نقل عن أبي بكر أنه قال : «أقيلوني فلست بخيركم ».
أنظر : إبن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة 1 / 169، العلامة الحلي، كشف اليقين ص 264 ، إبن طاووس ، الطرائف 2 / 402 ، المجلسي ، بحار ألأنوار 30 / 504 .
(2) إشارة إلى حديث رسول ألله في حق ألإمام علي عليه السلام في غزوة خيبر بعد إنكسار راية المسلمين لأكثر من مرة ، فعندها قال صلى الله عليه وآله وسلم : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب ألله ورسوله ويحبه ألله ورسوله كرار غير فرار لا يرجع حتى يفتح ألله على يديه » فبات الناس يتطاولون أيهم يُعطاها فلما اصبحوا غدوا على رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم كل يرجو أن يعطاها ، فقال أين علي بن أبي طالب ؟فقيل : هو يشتكي رمدا في عينيه ، فأرسلوا إليه ، فأتى إليه فبصق في عينيه ودعا له فبرأ

=

ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 102

له الراية العظمى يطير بها إلى قلوب أُطيرت منه بالرعب والنصل
ومن لا يرى في الحرب إلا مشمّرا بذيل ذيول الفر في المعشر الفل
أبو حسن ليث الوغى أسد الشرى مقدّمها عند الهزاهز والوهل
أقام عماد الدين من بعد ميله وثل عروش المشركين أُولي الحل(1)
وقاتل في التأويل من بعد من بغى كما كان في التنزيل قاتل من قبل(2)
فروّى من الكفار بالدم سيفه وثنّى به الباغين علا على نهل


=
كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية ، وفتح ألله على يديه .
أنظر : البخاري ، صحيح 3 / 1096 ، إبن حبان ، صحيح 15 / 382 ، النيسابوري ، المستدرك على الصحيحين 3 / 40 ، النيسابوري ، صحيح مسلم ، 3 / 1440 ، إبن ماجة ، السنن ، 1 / 45 ، الترمذي ، السنن ، 5 / 368 ، البهيقي ، السنن الكبرى 6 / 362 ، إبن حنبل، مسند 1 / 99 ، أبو نعيم ألأصفهاني ، حلية ألأولياء 1 / 62 ، إبن تيمية، مجموع الفتاوى 4 / 496 .
(1) ثلَّ : ثل إذا هلك والثل بالتحريك الهلاك ،إبن منظور ، لسان العرب 11 / 90 .
(2) إشارة إلى قوله صلى الله عليه وآله وسلم «إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزليه وهو علي بن أبي طالب »
أنظر المجلسي ، بحار ألأنوار 22 / 315 ، المفيد ، ألإرشاد 1 / 180 ، الطبري ، بشارة المصطفى ص 141 ، العياشي، تفسير العياشي 1 / 15 ، إبن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة 2 / 277 ، البياضي، الصراط المستقيم 1 / 318 ، إبن شهر آشوب، المناقب 3 / 44 .
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 103

وزوّجه المختار بضعته وما لها غيره في الناس من كفوٍ عدل
وقال لها زوجتك اليوم سيدا تقيا نقيا طاهر الفرع وألأصل(1)
وأنت أحب الناس عندي وأنه أعز وأولى الكل بعدي بالكل
وإن إله العرش رب العلا قضى بذا وتولى ألأمر والعقد من قبلي (2)
فأبدت رضاها وإستجابت لربها ووالدها رب المكارم والفضل
وكم خاطب قد رُدّ فيها ولم يجب وكم طالب صهرا وما كان بألأهل


(1) إشارة إلى ما نقل عن رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم أنه قال : «يا فاطمة ، أما علمت أن ألله إطلع على أهل ألأرض ، فإختار منهم أباك فبعثه نبيا ثم إطلع الثانية ، فإختار بعلك ، فأوحى إليّ ، فأنكحته وإتخذته وصيا ».
أنظر الطوسي ،ألأمالي ص 154 ، البياضي ، الصراط المستقيم ص 237 ، المجلسي، بحار ألأنوار 37 / 41 .
(2) إشارة لما ورد في رواية مفادها أن جبرئيل جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له : «ألله يأمرك أن تزوج فاطمة من علي وأنه جل وعلا زوجها في الملأ ألأعلى وإستشهد على تزويجها أربعين الف ملك ، فزوِّجها في ألأرض .
أنظر : إبن شهر آشوب، المناقب 3 / 346 ، المجلسي، بحار ألأنوار 43 / 109 .
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 104

وشيخاكم رُدّا وقد حدثتهما نفوسهما أمراً فآبا على ذل
ولولا عليٌ ما إستجيب لخاطب ولا كانت الزهرا تُزفُّ إلى بعل(1)
وأكرم بمن يعلي النبي بشأنها وأسمع بما قد قال من قوله الفصل
ألا فاطم مني ومن هي بضعتي ومن قطعها قطعي ومن وصلها وصلي(2)
ومن لرضاها ألله يرضى وسخطها له سخطٌ أعظِم بذلك من فضل
لذا إختارها المختار للمرتضى الذي رضاها رضاه في العزيمة والفعل


(1) عن ألإمام الصادق عليه السلام قال : «لولا أن ألله خلق فاطمة لعلي ، ما كان لها على وجه ألأرض كفؤا آدم فمن دونه ».
أنظر : وسائل الشيعة للحر العاملي 20 / 74 ، من لا يحضره الفقيه للصدوق 3 / 393 .
(2) إشارة إلى قول رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم في حق الزهراء عليها السلام «فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني » . وجاء هذا الحديث بصور مختلفة تدل على نفس المعنى .
أنظر : البخاري، صحيح 3 / 1374 ، إبن حبان ، صحيح 15 / 406 ، النيسابوري، المستدرك على الصحيحين 3 / 173 ، مسلم، صحيح 4 / 1209 ، إبن ماجة 12 / 643 ، الترمذي، سنن 5 / 698 ، الطبراني،المعجم الكبير 22 / 404 ، الأصبهاني، حلية ألأولياء 2 / 41 ، وقد ذكرته مصادر عديدة أخرى وإكتفينا بما تقدم .
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 105

ومن لا يزال الحق معه ولم يزل مع الحق لا ينفك كل عن الكل(1)
فأعظم بزوجين إلإله إرتضاهما جليلين جلاَّ عن شبيه وعن مثل
فكلٌّ لكلٍ صالحٌ غير صالحٍ له غيره والشكل يأبى سوى الشكل
لذلك ما همّ الوصي بخطبة حيوة البتول الطهر فاقدة المثل
بذا أخبر المختار والصدق قوله أبو حسن ذاك المصدق في النقل
فأضحى بريئا والرسول مبرئا (وقد أبطلا دعواكم الرثة الحبل)(2)
بذلك فإعلم جهل قوم تحدثوا (بخطبته بنت اللعين أبي جهل)(3)


(1) إشارة لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم «علي مع الحق والحق مع علي لا يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض».
أنظر : الهيثمي، مجمع الزوائد 7 / 235 ، الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 14 / 320 ، أبي يعلى ، مسند 2 / 319 .
(2) يشير السيد قدس سره إلى هذه الدعوى المزيفة (دعوى خطبة أمير المؤمنين بنت أبي جهل) ، وإنها أوهن من بيت العنكبوت أو رثة كرثاث الحبل القديم . ولا يخفى أن عجز البيت هو من شعر مروان بن أبي حفصة وقد ذكرناه فيما تقدم .
(3) إجمال القصة المختلقة هو ألآتي :

=

ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 106

نعم رغبت مخزوم فيه وحاولت بذلك فضلا لو أجيبت إلى الفضل
فلما أبى الطهر الوصي ولم يجب رمته بما رامت ومالت إلى العذل
وساعدها الرجسان فيه وحاولا إثارة بغضاء من الحقد في ألأهل


=
(حدثنا عبدألله بن عبدألرحمن الدارمي ، أخبرنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب عن الزهري ، قال أخبرني علي بن الحسين أن المسور بن مخزمة أخبره أن علي بن أبي طالب عليه السلام خطب بنت أبي جهل وعنده فاطمة بنت رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم فلما سمعت بذلك فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت له أن قومك يتحدثون إنك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكحا إبنة أبي جهل ، قال المسور فقام النبي صلى ألله عليه وآله وسلم وسمعته حين تشهد ثم قال : أما بعد فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني وصدقني وأن فاطمة بنت محمد بضعة مني وإنما أكره أن يفتنوها وإنها وألله لا تجتمع بنت رسول وبنت عدو ألله عند رجل واحد أبدا . قال : فترك علي الخطبة .
أنظر : إبن حجر ، ألإصابة 4 / 538 ، ألربعي ، مواليد العلماء ووفايتهم 1 / 99 ، تاريخ إبن خياط 1 / 92 ، ألبستي ، مشاهير علماء ألأمصار 1 / 33 .
وقد وردت القصة بعينها ، ولكن برواية تتصل بالحسين بن علي بن يزيد الكرابيسي المعروف بشدة بغضه للإمام علي عليه السلام وقد فند مصداقيتها الشريف المرتضى قدس سره حيث قال : «هذا خبر باطل موضوع غير معروف ولا ثابت عند أهل النقل وإنما ذكره الكرابيسي طاعنا به على أمير المؤمنين معارضا لبعض ما يذكره شيعته من ألأخبار في أعدائه ، وهيهات أن يشبه الحق والباطل ولو لم يكن في ضعفه إلا رواية الكرابيسي له وإعتماده عليه ، وهو من العداوة لأهل البيت عليهم السلام والمناصبة لهم وألإرزاء على فضائلهم ومآثرهم على ما هو مشهور».
أنظر : الشريف المرتضى ، تنزيه ألأنبياء ص 167 ـ 168 ، إبن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة 4 / 64 ـ 65 ، البياضي ، الصراط المستقيم ص 293 .
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 107

فبّرأه المختار مما تحدثت وما أظهر الرجسان من كامن الغل
وقد طوقا إذ ذاك منه بلعنة فسامتهما خسفا وذلا على ذل
وقد جاء تحريم النكاح لحيدر على فاطم فيما الرواة له تُملي
فإن كان حقا فالوصي أحق من تجنب محظورا من القول والفعل
وكيف يظن السوء بالطهر حيدر ورب العلى في ذكره فضله يُعلي
وكيف يحوم الوهم حول مطهر من الرجس في فصل من القول لا هزل
ومثل عليٍّ هل يروم دنية كفى حاجزا عن مثلها حاجز العقل
وأنى يشاء المستحيل الذي شأى جميع الورى في العقل والفضل والنبل
وإن لم يكن حقا وكان محللا له كل ما قد حل من ذاك للكل
فما كانت الزهرا ليسخطها الذي به ألله راض حاكم فيه بالعدل


ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 108

ولا كان خير الخلق من لا يهيجه سوى غضب لله يغضب من جهل
وليس عليٌّ حاش لله بالذي يسوء أخاه أو يسيءُ إلى ألأهل
وهل ساء نفسا نفسها وسرورها إذا سرها مر المساءة من محل(1)
وما ساء خير الناس غير شرارهم كعجل بني تيم وصاحبه الرذل
وجرّارة ألأذناب تلك التي سعت على جمل يوما ويوما على بغل
بهم سيئت الزهرا وأوذي أحمدٌ وصنو النبي المصطفى خاتم الرسل
وما ضر مجد المرتضى ظلمهم له ولا فلتة منهم وشورى ذوي خذل(2)


(1) إشارة إلى آية المباهلة : «فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ» (آل عمران61) .
فقد أنزل رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم عليا عليه السلام بمنزلة نفسه .
أنظر : القرطبي، تفسير 4 / 104 ، الطبري ، تفسير 3 / 299 ، الطبراني، المعجم ألأوسط 7 / 319 ، إبن حجر العسقلاني ، فتح الباري 8 / 94 .
(2) إشارة إلى ما نقل عن عمر بقوله : «بيعة أبي بكر فلتة وقى ألله المسلمين شرها فمن عاد

=

ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 109

ولا ضره جهل إبن قيس وقد هوى ودلاه جرو العاص في المدحض الزل(1)
وقد بان عجز ألأشعري وعزه وما كان بالمرضي والحكم العدل(2)
نهاهم عن التحكيم والحكم بالهوى فلم ينتهوا حتى رأوا سبّة الجهل(3)
وحاولت نقصا من عليٍّ وإنما نقصت العلا في ذاك إذ كنت ذا عقل(4)


=
لمثلها فإقتلوه».
أنظر : الطبرسي ،ألإحتجاج 1/ 255 ، إبن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة 2 / 24 ، البيضاني، الصراط المستقيم 2 / 301 ، المجلسي ، بحار ألأنوار 32 / 49 .
(1) إبن قيس : هو ألأشعث بن قيس الكندي .
جرو العاص : عمرو بن العاص .
(2) ألأشعري : أبو موسى ألأشعري .
(3) جاء في خطبة ألإمام علي عليه السلام بعد التحكيم :
«الحمد لله وإن أتى الدهر بالخطب الفادح ، والحدث الجليل ، وأشهد أن لا إله إلا ألله وحده لا شريك له ليس معه إله غيره ، وأن محمدا عبده ورسوله صلى ألله عليه وآله وسلم .
أما بعد فإن معصية الناصح الشفيق العالم المجرب تورث الحسرة ، وتعقب الندامة ، وقد كنت أمرتكم في هذه الحكومة أمري ، ونخلت لكم مخزون رأيي ، لوكان يطاع ، فأبيتم عليَّ إباء المخالفين الجفاة والمنابذين العصاة ، حتى إرتاب الناصح بنصحه وضن الزند بقدحه فكنت وإياكم كما قال أخو هوازن :
أمرتكم أمري بمنعرج اللوى فلم تستبينوا النصح إلا ضحى الغد

أنظر : شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد 2 / 204 ، المجلسي ، بحار ألأنوار 33 / 321 ـ 322 .
(4) ألإشارة إلى مروان بن أبي حفصة ، لنأخذ لمحات مما كتبه ألأديب طه حسين في كتابه

=

ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 110

فما علت العلياء إلا بمجده ولو خلع العلياء خرّت إلى السفل
وأما التي قد خصه ربه بها فليست برغم منك تدفع بالعزل
أّيُعزل منصوب ألإله بعزلهم إذا فلهم عزل النبيين والرسل
وقست العلا بالنعل وهي بقلبها مواقعها جيد اللعينين والعجل


=
حديث ألأربعاء 2 / 229 ، (كانت أسرة مروان بن أبي حفصة منذ أن عرفها ألأدب والتاريخ متصلة ببني أمية ، محسوبة عليهم ، فقد كان أبو حفصة جده ألأعلى عبدا فارسيا لمروان بن الحكم فما كان الحظ يديل من بني أمية لبني العباس ، حتى إنتفض مروان بن أبي حفصة ، فإذا هو شاعر بني العباس ) ، ثم يضيف طه حسين بقوله : (فكيف إستطاع مروان بن أبي حفصة أن ينكر ماضيه وماضي أسرته ، وأن يجحد ولاء ألأمويين ، وينتقض فإذا هو عباسي أكثر من العباسيين ؟ ليس الجواب عسيرا ولا في حاجة إلى بحث دقيق ، فقد كان مروان بن أبي حفصة محبا للمال ، هذا التعبير ضعيف لا يصف مروان ، وإنما كان يعبد المال عبادة ، ويقدسه تقديسا ، وكان فيما بينه وبين نفسه يزدري العباسيين وألأمويين والعلويين ، وكان فيما بينه وبين نفسه مقتنعا بأنه يفوز بأموال العباسيين ، فلو أدال ألله منهم للإمويين أو للعلويين لسار مع الدولة الجديدة سيرته مع الدولة القديمة ، ليظفر منها بهذا المال الذي يعبده ويقدسه ولم يكن عباسيا مخلصا بل لم يكن شاعرا من شعراء ألأحزاب بالمعنى الصحيح) .
نقول : إذا كان هذا واقع مروان بن أبي حفصة فليس بغريب أن يذم علي بن أبي طالب إرضاءا للعباسيين وطمعا في ألأموال التي ينتظرها ، فكل قصيدة ينظمها إنما هي كنز موجود في خزائن العباسيين يستخرجه متى ما شاء .
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 111

فبشراكم بالنعل تتبع لعنة مضاعفة من تابعي خاصف النعل
وما شان شأن المجتبى سبط أحمد مصالحة الباغي الغوي على دخل(1)
فقد صالح المختار من صالح إبنه وصد عن البيت الحرام إلى الحل
وقال خطيبا فيه : إبني سيدٌ يكف به ألله ألكف عن القتل(2)
كما كف أيديكم بمكة عنهم لما كان في ألأصلاب من طيب النسل
وقد قال في السبطين قولا جهلتم معانيه لكن قد وعاه ذوو العقل


(1) وهو مقارنة بين صلح الحديبية الذي عقده الرسول صلى ألله عليه وآله وسلم مع كفار مكة وصلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية بن أبي سفيان .
(2) إشارة لقول الرسول ألأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في حق ألإمام الحسن عليه السلام : «إن إبني هذا سيد وسيصلح ألله به بين طائفتين من المسلمين عظيمتين ».
أنظر : تفسير القرطبي 4 / 77 ، تفسير إبن كثير 2 / 156 ، صحيح البخاري 2 / 962 ، صحيح إبن حبان 15 / 419 ، النيسابوري ، المستدرك على الصحيحين 3 / 191 ، سنن الترمذي 5 / 658 ، ألهيثمي ، مجمع الزوائد 9 / 175 ، سنن البهيقي 6 / 165 ، سنن أبي داود 4 / 216 ، ألطبراني ،المعجم ألأوسط 2 / 224 .
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 112

إمامان إن قاما وإن قعدا فما يضرهما خذلان من هَمَّ بالخذل(1)
فصيرتموا صلح الزكي مسبة وأكثر فيه العاذلون من العذل
وتلك شكاةٌ ظاهر عنه عارها وما هي إلا عصمة رثة الحبل
لئن كنتم أنكرتم حُسْنَ ما أتى به الحسن ألأخلاق والخيم والفعل
لفي مثلها ذم الذميم محمدا على صلحه كفار مكة من قبل
وسماه ذو الرجس الدني دنية فطابقتموه وإحتذى النعل بالنعل
وليس بنكرٍ ذاك منهم فإنهم له تبعٌ من بعد صاحبه الرذل
هما سهّلا للقوم ذم نبيهم وعترته والطعن فيهم وفي ألأهل


(1) إشارة لقول النبي صلى ألله عليه وآله وسلم في الحسن والحسين عليهما السلام : «إبناي هذان إمامان إن قاما وإن قعدا». المجلسي ، بحار ألأنوار 16 / 603 ، المفيد ، ألإرشاد 2 / 30 ، الطبرسي ، أعلام الورى ص 209 ، إبن الفتال ، روضة الواعظين 1 / 156 ، البياضي ، الصراط المستقيم 2 / 118 ، ألصدوق ،علل الشرائع 1 / 211 ، ألإحسائي ، عوالي اللئالي 3 / 129 ، ألأربلي ، كشف الغمة 1 / 533 .
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 113

هما أسسا ظلم الهداة وقد بنى غواتهم بغيا على ذلك ألأصل
ولولاهما ما كان شورى ونعثل ولا جمل والقاسطون ذوو الذحل(1)
ولا كان تحكيم ولا كان مارق ولا رُمي ألإسلام بالحادث الجُل
ولا كان مخضوبا عليٌ بضربة لأشقى ألأنام الكافر (الجاحد ) الوغل(2)
ولا سيئت الزهرا ولا إبتز حقها ولا دفنت سرا بمحلولك الطفل (3)
ولا عُمي القبر الشريف وقرب البعيد إلى الهادي وبوعد بالأهل


(1) النعثل : الشيخ ألأحمق ، ويقال فيه نعثلة أي حمق ، وفي حديث عائشة : (أقتلوا نعثلا قتل ألله نعثلا ) ، تعني عثمان وكان هذا لما غاضبته وذهبت إلى مكة ، ونعثل رجل من أهل مصر ، كان طويلا يشبه عثمان ، وقيل أن نعثلا هذا كان يهوديا .
أنظر : إبن منظور ، لسان العرب 11 / 669 ، ألفراهيدي ،العين 2 / 341 .
(2) الوغل : الوغل من الرجال : النذل الساقط الضعيف ، المقصر في ألأشياء ، والجمع أوغال ، إبن منظور ، لسان العرب 11 / 732 .
وقد أشار السيد قدس سره إلى قول ألإمام علي عليه السلام : «متى يبعث أشقاها ، فيخضب هذه من هذه».
المجلسي ، بحار ألأنوار 42 / 195 ، العلامة الحلي، العدد القوية ص 237 .
(3) محلولك : حلك الشيء ، يحلك ، بالضم حُلُكة ، إشتد سواده ، وإحلولك مثله ، الرازي ، مختار الصحاح 1 / 150 .
الطفل : الشمس عند غروبها ، إبن منظور ، لسان العرب 11 / 403 .
ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 114



ولاجنح السبط الزكي إبن أحمد لسلم إبن حرب كل أخي فضل
ولا كان في الطف الحسين مجدلا ولا رأسه للشام يهدى إلى النذل
ولا سبيت يوما بنات محمد ولا آله أضحت أضاحي على الرمل
ولا طمعت فيها علوج أمية ولا حكمت أبناء نثلة في النسل
جعلتم تراث ألأقربين لمن نأى وأدنيتم ألأقصين عدلا عن العدل
وأخرتم من قد علا كعبهم على خدود ألأُلى مالوا وملتم إلى المثل
على أنني مستغفر من مقالتي وذكرى شرور سار في مثل قبلي
فما خَدُّ من قستم به صالحا لأن يكون لعمري موطئ الرجل والنعل
وأين سماء المجد من مهبط الثرى وأين سنام العلم من مدحض الجهل
وأين السهى من بهجة الشمس في الضحى وأين العلى من منتهى البعد في السفل


ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم 115

زعمتم بني العباس عقدة أمرها وما صلحوا للعقد يوما ولا ألحل
وجدهم قد كان أفضل منهم وما أُدخل الشورى ولا عدَّ للفضل(1)
وقد قدموا التيمي قدما لسنه وما قدموا الشيخ الشريف أبا الفضل
لقد ظلموا العباس إن كان أهلها وإن لم يكن أهلا فما الولد بألأهل
فما بالكم صيرتموها لولده وأثبتموا للفرع ما ليس للأصل
وقد بذل العباس نصرة حيدر وبيعته بعد النبي بلا فصل
وكان بحق الطهر كالحبر نجله عليما وأكرم بإبن عباس من نجل
ولكن أبى ألأحفاد سيرة جدهم فجدوا بظلم الطيبين من النسل
وغرهم الملك العقيم وعزهم فبعدا لعز عاد بالخزي والذل


(1) وهو إشارة إلى العباس بن عبدالمطلب جد العباسيين .
السابق السابق الفهرس التالي التالي