دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 20

المقطوعة الثانية :

1ـ النص الپالي بالأبجدية السنگالية :
(1)
2ـ التلفظ الپالي بالأبجدية اللاتينية :
« Pucchämi munim pahütapaññam tinnam päragatam parin b butam thitattam : nikkhamma gharä panujja käme katham bhikkhu sammä so loke pari b bajeyya . » (2)
3ـ الترجمة الإنكليزية :
« I ask the sage of the great wisdom , who has crossed , gone to the far shore , [ is completely quenched , with steadfast self ] : having gone forth from the house , having thrust away sensual pleasure , how would that bhikkhu wander properly in the world ? » . (3)
4ـ الترجمة العربية :
سألت الحكيم الذي فاز بالكمال وتمكن من الترفع عن ملاذ الحياة وعاش باستقامة وطلق الدنيا .
يا ترى كيف على الراهب أن يقضي حياة الدنيا (4).
5ـ التلفظ بالپالي وبالأبجدية العربية :
بوچامي مونِمْ بهوتبنّام

(1) The Sutta-Nipäta الصفحة : 64 ، المقطوعة : 361 .
(2) The Sutta-Nipäta الصفحة : 63 ، المقطوعة : 359 .
(3) The Rhinoceras Horn الصفحة : 61 ، المقطوعة : 359(63) .
(4) لا يخفى جاء الترجمة بالمعنى .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 21

تنّام پركاتم پرينبوتم ذتاتام
نيكاما گاراپنوجّ كام كاتام
بيكوسام سولو كپاري بجيّة
6ـ التفعيلة :
أ- پوچـامي موتـمْ پهـوتـينْنـامْ/ه/ه/ه/ه/ه//ه//ه/ه ه
مـفعـولـن مستـفعلـن فـعولان
ب - تَنْنام پركاتم پري نيبوتم ذتاتام /ه/ه//ه/ه/ه//ه/ه/ه/ه//ه/ه
مفعولان مستفعلن مفعولـن فعولان
ج - نيكاما گاراپه نوججْكـا مكاتام /ه/ه/ه/ه/ه/ه/ه/ه/ه//ه/ه
مفعولن مفعـولن مفعولن فـعولان
د- بيكوسام سولو كپـاري بجيـيه /ه/ه/ه ه/ه/ه//ه/ه//ه/ه
مفعـولان فعلـن فعولـن فعولـن
فعلى التسميات التي استخدمنا لتحديد الأوزان فالشطرين الأولين يصدق عليهما المرج والشطرين الآخرين يصدق عليهما الهزج .
من الملاحظ أن هناك قواسم مشتركة بين هذين البيتين والأبوذية وهي :
1ـ إتحاد عدد الأشطر .
2ـ توحيد قوافي الأشطر الثلاثة الأولى .
3ـ ختم الشطر الرابع بـ « يه » .
4ـ الاتحاد في استخدام نوعية التفعيلات .
كل هذه الأمور توحي إلى أن هذا اللون من الشعر المسمى بالأبوذية قد تعود أصوله إلى الأدب البوذي ولكن كيف وصل إلى جنوب العراق المهد الأول للأبوذية العراقية فهذا ما يجب بيانه ، وأكثر الظن أنه انتقل عبر

دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 22

التجار الذين كانوا يتنقلون بين الهند والبصرة للتجارة على امتداد التاريخ وقد ذكر الأستاذ الكاظمي في مقال له : بأن ميناء « حِرا » القريب من موقع البصرة ـ قبل إنشائِها ـ كان منذ زمن بعيد قبل الإسلام من أكبر الموانئ التجارية العالمية وكان للهنود علاقات تجارية واسعة مع غرب آسيا ومصر والروم وكانوا يستخدمون هذا الميناء كما كان عدد كثير منهم يقيمون هناك .
ويضيف الكاظمي قائلاً بأن قبائل « دوت براهمين » (1) المتواجدة الآن في شمال الهند هم من أبناء هؤلاء الهنود الذين كانوا يسكنون ميناء « حِرا » بالعراق .
ويعيد الكاظمي تاريخ تواجدهم هناك ـ جنوب العراق ـ إلى عام 686 م( 67 هـ ) ثم يذكر بأنهم رجعوا إلى الهند في حدود عام 700 م(81هـ ) (2).
هذا وقد ظلت البصرة منذ تلك الأيام إلى يومنا الحاضر محطاً للسفن التجارية وكان للهنود الدور الأكبر في التجارة ما بين الهند والمنطقة وبالأخص في القرون المتأخرة وهو ما يجعلنا أن نرجح بأن النقلة جاءت عبرهم .
ورغم كل ما أوردناه عن علاقة الأبوذية بالأدب البوذي إلا أنه ليس بالدليل القاطع والبرهان الساطع على ذلك لجهات أهمها :
1ـ إن عينتين لا تكفي لإثبات المدعى .
2ـ إن الجناس مفقود في البيتين ولا يكفي مجرد اتحاد القافية .
3ـ إن البيت الثاني رغم أن تفعيلاته مطابقة مع تفعيلات الأبوذية إلا أنها لا تطابقها في العدد ، نعم إن البيت الأول له تطابق مع الأبوذية من هذه الناحية .

(1) « Dutt brahmin » .
(2) مجلة الجعفري(Jafari ) عدد محرم عام 1410هـ الصفحة : 9 مقال تحت عنوان الهندوس المحبين للإمام الحسين عليه السلام لكاتبه السيد زمير حسن الكاظمي والمنشود باللغة الإنكليزية .
ولقد أثبتنا ترجمة هذا المقال في قسم الشعائر الحسينية : تاريخها ومقوماتها ، فصل الشعائر الحسينية عند غير المسلمين من هذا الموسوعة .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 23

ونرجو أن نتمكن من التأكد من حقيقة التسمية وتاريخها من خلال بحثنا المتواصل (1).
ولعلنا إذا تمكنا من الحصول على تاريخ نشأتها وتطورها لتمكنا من التوصل إلى وجه التسمية ولكن مع ما لدينا من المعلومات لا يمكن البت بشيء أكثر مما أوردناه وإن كنا نرجح الاحتمال الأول ثم الثاني إلى أن يثبت الاحتمال الأخير .
أما عن تاريخها فلم نحصل على شيء في ذلك وحتى أننا لم نتوصل إلى أول من نظم على هذا اللون ، نعم هناك عدد من الشعراء ظهروا في أوائل القرن الرابع عشر الهجري بل في أواخر القرن الثالث عشر ممن نظموا الأبوذية منهم حسـين الـعبادي (2) والسيد جعفر الحلي (3) والحاج زاير (4) ومـلا حسـين الكربـلائي (5) .
ويصر العامري على أن العبادي هو الذي اخترع الأبوذية ويقول إنه أنشأ البيت الأول أي الشطرين الأولين وكملته زوجته (6) ولكن لم يسند قوله بدليل .

(1) لقد استحصل المتحف البريطاني في لندن من حوالي سنتين ست ملفات بطول حوالي 30سم محيط دائرتها 2 سم وقد أرسلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراستها من قبل الخبير المتخصص بالحروف الهندية البروفسور ريچارد سلمون( Richard Salmon ) في جامعة سياتل( Seatale ) بواشنطن حيث أنها حررت باللغة البوذية القديمة واستخدم الحرف السنسكريتي ويذكر أنها تحتوي على ستين جزءاَ من المواعظ والأخلاق والعقيدة البوذية إلى جانب أبحاث نفسية للإدراك الحسي لنفاذ البصيرة والقدرة على الفهم ، كما يعتقد أن هذه الملفات هي مجموعة أعمال وأقوال البودا مؤسس البوذية « راجع جريدة( Independant ) بتاريخ : 22/ 6/1996م » .
(2) العبادي : هو حسين بن عبد الله النجم آل مگن عاش أكثر من تسعين عاماً وقد توفي في إمارة ناصر باشا بن راشد السعدون المتوفى عام 1301هـ والذي بدأت إمارته عام 1282 هـ .
(3)هو السيد جعفر بن مهدي القزويني الحلي المتوفى عام 1298هـ له مساجلة مع الحاج زاير راجع ديوان الحاج زاير : 189 .
(4) هو الحاج زاير بن علي الدويچ المتوفى عام 1329هـ .
(5) ملا حسين بن علي الكربلائي المولود عام 1283هـ والمتوفى عام 1328هـ .
(6) المغنون الريفيون وأطوار الأبوذية العراقية : 30 .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 24

وهناك من يقول بأن الأبوذية من مولدات الموال وإليك نص ما قاله الدويش في ذلك : « وبتقادم الزمن وتنوع الأقاليم التي انتشر فيها الموال فقد امتدت يد التبديل والتحوير والتطوير في الموال فولد منه موال العتابا والميجانا خاصة في سورية ولبنان وفلسطين والبوذية في العراق (1) ... » ولكن كلامه مجرد تخيل اذ أنهما يختلفان في الوزن واللون ولعل الذي حدى به لآن يقول ذلك إن تركيبة الموال كتركيبة الأبوذية حيث أن كلتيهما تنظمان على أربعة أشطر (2) وفيهما جناس إلا أنه غفل عن أن الموال ينظم غالباً على أكثر من بيت واحد ذو ثلاثة أشطر ويكون الشطر الأخير رباطاً ولا بد ان يتحد قافيته وجناسه مع الأشطر الثلاثة الأولى وكل هذا يبعد احتمال أن تكون الأبوذية من مولداته .
نعم يقول الحنفي في ضمن تعريفه عن الأبوذية : انه (3)طرأ على بغداد ولم يكن من أدبياتها ثم عرف فيها وظهر بين شعرائها الشعبيين من ينظمه (4).
ويفهم من كلامه أنه لم يكن بغدادياً بل طرأ على المجتمع البغدادي ، وهو ليس كالموال الذي قيل في أن منشأه بغدادي وعباسي ، والأبوذية لم يكن شائعاً في بغداد كشيوعه في مدن جنوب بغداد وأريافها وما ذكره الدكتور مصطفى جواد في تحليل تسميته وأن أصله من دوبيت كما سبق لا يدلنا على أنه عباسي المنشأ نعم ربما يكون أصل النظم كان دوبيتياً وألزم أحدهم نفسه على نظم الدوبيت على هذا الشكل ثم شاع أما متى واين فهذا ما نريد التوصل إليه ، ولكن لا يساعده الوزن (5).
نعم حاول القيسي أن يرجع تاريخ نشوء الأبوذية إلى القرن الحادي

(1) ديوان الزهيري لعبد الله الدويش : 15 .
(2) الموال : أقل ما ينظم عليه أربعة أشطر ولا حد لأكثره وغالباً ما ينظم على سبعة أشطر .
(3) الضمير في « انه » يعود إلى كلمة « فن » المقدرة قبل كلمة الأبوذية وقد سايرنا الحنفي في تذكير الضمير في هذه المقطوعة بهذا الاعتبار ليتوحد الضمير .
(4) معجم اللغة العامية البغدادية الطبعة الحديثة : 1/ 69 .
(5) سبق وذكرنا أن وزن الدوبيت :
فَعْلُنْ فَعِلُنْ مفاعلن مفعول فَعْلُنْ فَعِلُنْ مفاعلن مفعول
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 25

عشر الهجري حيث قال : « عرض علي مخطوط بغدادي قديم حصل عليه الأستاذ علي الخاقاني في أوائل سنة 1967م( 1387هـ ) يرجع تاريخ زمن المخطوط مستخرجاً من الورق والكتابة إلى ثلاثة قرون من الزمن » (1) ولكن ليس بالدليل القاصم حتى ولو كان مؤيداً من قبل الخبير بالآثار فكيف وهو غير مستند إليه .
هذا وسيأتي الكلام عن عميد هذا النوع من الشعر عند البحث عن الإبداعات في الأبوذية .
ومن جهة أخرى لم نعهد أحداً نظم الأبوذية من غير المدرسة العراقية والتي يعد منها الخوزستانيون .
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الشاوي ذكر أن نوعاً من الشعر ما يسمى بالعلوانيات وقال في تعريفه : « العلوانيات نوع من الأدب الشعبي يردده وينظمه عرب الأحواز (2)ويتقارب تقارباً تاماً مع الأبوذية ويغنى بأسلوب ولحن خاص بهم يشوبه الأنين واللوعة وأصل العلوانيات من « على ألوان » وبالادغـام أصبحت « علوان » أو « علوانيات » للجمع ويردد المطرب في النهاية « علوان يا بويه » وأثبتناها في هذا الكتاب لتشابهها مع غناء ونظم الأبوذية العراقية » ، وذكر عينات ومن ذلك :
مَرَ مرّه حـبيبي و َمْـردانَهْ (3)
گَعَدْ يُسحَگكْ بگلبي مَرْدانَهْْ (4)
غِديتْ أخْلَعْ قميصي مَرْدانَهْ (5)

(1) انماط تراثية شعبية فولكلورية : 72 عن معرفة اوزان الشعر الشعبي : 32 للقيسي مجيد بن لطيف .
(2) أنماط تراثية شعبية : 60 .
(3) مردانه : مركبة ومخففة من « مرة دنى » من الدنو وهو الاقتراب ، أي « مرة واحدة اقترب مني » .
(4) مردانه : من مرد الشيء إذا مرسه .
(5) مردانه : مخففة « من ردانه » من حرف جر ، وردان محرفة الردن وهو أصل الكُمْ .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 26

لأنْ بَسَّ العَظْمْ والجِلِدْ بِيَّهْ
ولا يخفى أن في قوله : « ويتقارب تقارباً تاماً مع الأبوذية » تسامح حيث أنها هي الأبوذية بعينها ، والصحيح أنها طور من الأطوار التي تغنى بها الأبوذية . وعلى كل الأحوال فهذا الفن أكثر شيوعاً من سائر فنون الأدب الدارج حيث يقول الطريحي : هذا القسم أكثر استعمالاً من غيره عند الاعراب إذ قلما يخلو منه مهرجان من المهرجانات التي يقيمونها لأفراحهم وأحزانهم وأنسهم وطربهم وأيام بؤسهم وسرورهم فينطقون بتلك اللهجة التي يصفقون لها ، ويطربون على نغمات موقعها وما تبعثه في النفوس من البهجـة والانشـراح (1).
وفي عبارته منافاة لما ذكروه في وجه التسمية وكونها مأخوذة من الأذية حيث قال : إنهم يستخدمونها في أفراحهم وأحزانهم وأنسهم وطربهم وتبعث في النفوس البهجة والانشراح ، مع العلم أنهم ذكروا في وجه التسمية بأن ناظمها إنما ينشدها أو ينشؤها حينما يشعر بالأذى والألم .
ويقول الخاقاني : « وهذا الفن أكثر شيوعاً من سائر فنون الأدب الشعبي ، ففيه تتجلى البراعة وقوة الديباجة والإرهاف الحسي الدقيق وهو أقرب الفنون إلى المشاعر والنفوس الرقيقة التي صهرها الحب المجهد ، والعشيق القاتل ، وقد استخدم هذا الفن في الغناء الريفي فهيمن على الإحساس وصفد العقل وأضاف عنصراَ حياً إلى عناصر الغناء خاصة إذا كان المغني يجيد أطواره (2) .
وعلى أية حال فهي كغيرها من فنون الأدب الدارج تحتوي على كل أبواب الشعر واصنافه ففيها الحكمة والغزل والشكوى والعتاب والمدح والرثاء والحماسة والهجاء إلى غيرها من الأغراض الشعرية وأخيراً توسع

(1) مجلة لغة العرب البغدادية العدد : 9/ السنة : 5/ الصفحة : 516/ التاريخ : آذار 1928م .
(2) فنون الأدب الشعبي : 1/ 55 .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 27

الشعراء الشعبيون في جانب المدح والرثاء (1)والسياسة (2)والشكوى والفخر والحنين والوصف والأخواني والوجداني إلى غيرها من الأغراض (3) وتتغنى الأبوذية على المقامات المنصوري والحياوي واللامي والعنيسي والصبيّ (4) وغيرها (5).
وهي من فنون الأدب الشعبي العراقي في اللهجة الدارجة جميلة الأداء لأنها تتجلى بالجناس الثلاثي ، ومن خصائصها أنها مضغوطة المعنى فالأشطر الأربعة في الغالب تستوعب معنى قصيدة طويلة وتعطي صورة كاملة عن المعاناة .

(1) مقدمة ديوان أبوذية جابر الكاظمي بقلم عباس الترجمان .
(2) العروض في الشعر الشعبي : 72 .
(3) جاء في المغنون الريفيون وأطوار الأبوذية العراقية : 31 ـ 36 لم يترك الأبوذية باباً إلا وطرقه وأجاد في ترجمة كل معاناة الواقع الاجتماعي ، وذكر عدداً من الأغراض مستشهداً بأبيات من الأبوذية ومن تلك الأغراض : التوجع ، الصبر ، التفاؤل ، اليأس ، الجزع ، الخصام ، المرض ، الأشواق ، الاستغاثة ، المراسلة .
(4) راجع الطرب عند العرب : 168 وفنون الأدب الشعبي : 1/ 55 .
(5) جاء في كتاب المغنون الريفيون وأطوار الأبوذية العراقية : 40 « أن أطوار الأبوذية وتسمياته كثيرة لا حصر لها والذي استطعنا أن نحصل عليه بعد البحث الطويل والزيارات الميدانية المرهقة يزيد على الخمسة والثلاثين طوراً وقد سميت هذه الأطوار بأسماء ، كثيرة منها سمي باسم المنطقة ومنها اطلق علي اسم مبتكره أو الذي اشتهر بغنائه وهناك بعض الأطوار التي سميت بأسماء المقامات والبعض الآخر اطلق عليه اسم السلف أو القبيلة ، أما الأطوار المنسوبة إلى المكان فهي : الحياوي والشطراوي والمجراوي والصنداكي والبحراني وأما المنسوبة إلى القبيلة فهي المحمداوي والقزويني والطريحي والغافلي والسويطي والحليوي والأميري والعراكي ، وأما المنسوبة إلى الأشخاص فهي : الجادري والزايري والطويرجاوي والمشموم والعياش والحميدي والمحبوب والجبهاني والعنيسي والنوري ، وأما المنسوبة إلى الطوائف فهو الصبي ، وأما المنسوبة إلى المقامات فهي اللامي والمنصوري والدشت والحويزي والشرقي ، وأما المنوسبة إلى المهنة فهي الملاحي(أو السفاني) والمـلائي النواعي( أو النعي ) . ويضيف قائلاً : وهناك أطوار اندرست بمرور الزمن ومنها : النديم والصويلحي والواسطي والمراني وغيرها . وهناك أطوار ظهرت واختص بغنائها بعض الأشخاص كالعلوانية والشجي والمناجات والشطيت وغيرها : « راجع أيضاً معرفة أوزان الشعر الشعبي : 38 » .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 28

المساحة الجغرافية

يتعاطى الأبوذية أهالي المدن والقرى الجنوبية في العراق ويتبعهم أهالي منطقة خوزستان الإيرانية والذي أغلبهم من العرب ولا يفصلهم عن إخوانهم في الجنوب العراقي سوى الحدود الدولية ؛ بينما يتعاطى أهالي المدن والقرى الشمالية في العراق العتابة التي توازي الأبوذية من حيث الوزن والجناس إلا أنها تختلف معها في قافية الشطر الرابع وزناً والتزاماً كما سيأتي الكلام عنه في محله(1).
وربما أراد البعض (2) تحديد المناطق التي تستخدم فيها كل من الأبوذية والعتابة إلا أن كلاهما شاعا في غير منطقتيهما أيضاً ويكفي القول بأن الأبوذية لأهل الجنوب بالدرجة الأولى ويقابلها العتابة لأهل الشمال أيضاً بالدرجة الأولى .
كما أنه أراد إعطاء صورة عن الأغراض التي تستخدم فيها الأبوذية والأغراض التي تستخدم فيها العتابا على اسس جغرافية باعتبار ان الجنوب منطقة زراعية سهلة والشمال منطقة جبلية إلى جانب الفوارق الاجتماعية بين الجنوب والشمال ، وأراد أن يخضعهما لهذين العنصرين الجغرافي والاجتماعي ولكنه لم يفلح لأن تعليله لا يمت إلى الحقيقة بصلة فلا الأبوذية خالية من الرجولية ولا العتابة خالية من الحزن وفي كلاهما قوة وضعفا يرتبط بمقدرة الشاعر .

(1) سيأتي في ديوان العتابة من الموسوعة التفصيل عن ذلك .
(2) راجع مقال لعامر رشيد السامرائي تحت عنوان بين الأبوذية والعتابة المنشور بمجلة التراث الشعبي البغدادية العدد : 9/ السنة : 1/ الصفحة : 74 ـ 81 / التاريخ : صفر ـ ربيع الأول 1390 هـ .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 29

تركيبة الأبوذية

تتألف الأبوذية من أربعة أشطر كل شطر منها مركب من ثلاث تفعيلات ، الأشطر الثلاثة الأولى والثانية والثالثة يلتزم فيها الجناس والرابعة لا بد وأن تنتهي بياء مشددة مفتوحة ملازمة مع هاء ساكنة .
وبما أن التفعيلات المستخدمة فيها لا تتجاوز العشرة(1) على ما سنبينه ، كما أن أربعة منها لا تستخدم إلا في التفعيلة الثالثة( القافية)(2) والستة الباقية تتناوب على التفعيلة الأولى والثانية فيتولد لدينا مئة وأربعة وأربعون(144) نموذجاً من الأشطر وهو حاصل ضرب عدد تفاعيل الأولى في عدد تفاعيل الثانية في عدد تفاعيل الثالثة 6 × 6 × 4= 144 .
وبسبب عدم تلاؤم بعض التفعيلات مع بعضها الآخر فالعدد يختزل ليصل إلى ستة وثلاثين(36) نموذجاً.
ولأجل توضيح ما لا يتلاءم من التفعيلات وضعنا الجدول التالي ليسهل معرفتها والعمل بها ، واتبعناه بجدول آخر لبيان ما يلائم وما لا يلائم :

(1) وهي مفاعيلن ، مفاعيلتن ، مفاعيلان ، مفعولن ، مفعولان ، مستفعلن ، فعولن ، فعولات ، فعلن ، فعلان .
(2) والتي تستخدم للجناس .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 30


مفاعيلن مفاعيلتن مفاعيلان مفعولن مفعولان مستفعلن فعولن فعولان فعلن فعلان
لا يأتي قبله(1) مفاعيلتن
مفاعيلان
مفعولان
مستفعلن
مفاعيلتن
مفاعيلان
مفعولان
مستفعلن
مفاعيلتن
مفاعيلان
مفعولان
مستفعلن
مفاعيلن
مفعولن
مفاعيلن
مفعولن
مفاعيلن
مفعولن
مفاعيلتن
مفاعيلان
مفعولان
مستفعلن
مفاعيلتن
مفاعيلان
مفعولان
مستفعلن
مفاعيلن
مفعولن
مفاعيلن
مفعولن
لا يأتي بعده(2) مفعولن
مفعولان
مستفعلن
فعلن
فعلان
مفاعيلن
مفاعيلتن
مفاعيلان
فعولن
فعولان
مفاعيلن
مفاعيلتن
مفاعيلان
فعولن
فعولان
مفعولن
مفعولان
مستفعلن
فعلن
فعلان
مفاعيلن
مفاعيلتن
مفاعيلان
فعولن
فعولان
مفاعيلن
مفاعيلتن
مفاعيلان
فعولن
فعولان
الجدول الأول

(1)(2) الضمير في قبله وبعده يعود إلى كل واحدة من التفعيلات العشرة الموجودة في أعلى الجدول .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 31

1 ـ قبل بعد2 ـ بعد قبل
مفاعيلن
مفاعيلتن
مفاعيلان
مفعولن
مفعولان
مستفعلن
فعولن
فعولان
فعلن
فعلان
مفاعيلن
نعم
نعم
نعم
لا
لا
لا
نعم
نعم
لا
لا
مفاعيلتن
لا
لا
لا
نعم
نعم
نعم
لا
لا
نعم
نعم
مفاعيلان
لا
لا
لا
نعم
نعم
نعم
لا
لا
نعم
نعم
مفعولن
نعم
نعم
نعم
لا
لا
لا
نعم
نعم
لا
لا
مفعولان
لا
لا
لا
نعم
نعم
نعم
لا
لا
نعم
نعم
مستفعلن
لا
لا
لا
نعم
نعم
نعم
لا
لا
نعم
نعم
فعولن
لا
لا
لا
لا
لا
لا
لا
لا
لا
لا
فعولان
لا
لا
لا
لا
لا
لا
لا
لا
لا
لا
فعلن
لا
لا
لا
لا
لا
لا
لا
لا
لا
لا
فعلان
لا
لا
لا
لا
لا
لا
لا
لا
لا
لا
الجدول الثاني
الصورة الاولى : مفاعيلن يقع بعده مفاعيلتن ، الجواب نعم
الصورة الثانية : مفاعيلن يقع قبله مفاعيلتن ، الجواب لا


السابق السابق الفهرس التالي التالي