دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 43

إشْكُثر اعليه بِــالدلالْ وَنْصـارْ(1)
گَبْلِ ابْيُـومْ عِنْدِي اخْوانْ وَنْصارْ (2)
صِرْتِ الْيُـومُ بَسْ عِدْوانْ لِيَّـهْ
28 ـ عَالْمَحْبوبْ أَنْشِدْ دُوم وَانَه (3)/ه/ه/ه ه/ه/ه/ه ه/ه/ه
لَـمَّـنْ راحْ گِلْـبي زادْ وَانَهْ(4)
وَلْفِي يِعيشْ صافي البالْ وَانَه(5)
شِـفْتِ الْضـِيمْ وَالالامْ بِيّـهْ
29 ـ وَجْهَكْ نورْ يِزْهِي وْيِشِعْ شَبْهاكْ(6)/ه/ه/ه ه/ه/ه//ه/ه/ه ه
بَينِ الـنّـاسْ مـايـِنْـوِجِدْ شِبْهاكْ (7)
مِنْ فَرْگـاكْ جَمْرِ الْگـلُـبْ شَبْهاكْ(8)
شـوفْ إشْلـونْ هَجْـرِكْ عِمَلْ بِيَّـه
30 ـ صَبْري اعْلَيكْ لو بِالصَّخَرْ هَمَّلْ(9)/ه/ه/ه ه/ه/ه//ه/ه/ه
وِالْـعَيـنَيـنْ دَمْ و دَمِـعْ هُـمَّـلْ (10)
عِنْدي اصْحابْ حَيفٍ اِو وِسَفْ هُمَّلْ(11)

(1) ونصار : مركبة من الأنين وصار .
(2) ونصار : الأنصار والأصحاب .
(3) وانه : أين هو .
(4) وانه : من الونين أي الأنين .
(5) وانه : وأنا(ضمير متكلم) .
(6) شبهاك : أي بهاء بهاءك .
(7) شبهاك : شبيهك .
(8) شبهاك : مركبة من شبّ وهاك .
(9) همّل : مركبة من هم ملّ أي أيضاً كان يمل .
(10) همّل : سال .
(11) همّل : مركبة من هم الذين ...
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 44

شِعْلَوا نارْ ضَيمْ اِوْ هَضُمْ بِيَّـه
31 ـ رَصْعَةْ حِسِنْ بِخْدودَه وَشامَه(1)/ه/ه//ه/ه/ه/ه//ه/ه
مِثْلَـه ابْنَجِدْ ما يِحْصـَلْ وشامَه(2)
جوري وِمِسچْ وَجْنَاتَـه و َشامَه(3)
يِحْيِي إلْغِفَـوْا بِحْجـورِ الْمِنِيَّـه
32 ـ مُرِّ الصَّبْرُ مَشْروبِي وَنَهْلاي(4)/ه/ه//ه/ه/ه/ه//ه/ه ه
حَتّى الصَّخَـرْ مِنْ وَنّي وَنَهْلاي(5)
وَينْ الـوَطَنْ واحبابـي وَنَهْلاي (6)
عَنْهُمْ غِبِتْ مِنْ غَصْـبَنْ عَلَيَّـه
33 ـ صَبّ الْدَمِعْ عَالْوَجْناتْ وَنْسالْ(7)/ه/ه//ه/ه/ه/ه ه/ه/ه ه
سـِيفِ الْهَجـِرْ بِيدَكْ لاح وَنْسالْ(8)
ذابِ الگَلُـبْ مِنْ فِرْگـاكْ وَنسال(9)
شنهـو الـسبب مـا رديت ليَّـه
34 ـ عگب الثمر زرعي صار تالي(10)/ه/ه//ه/ه/ه/ه ه/ه/ه

(1) وشامة : الشامة هي الخال .
(2) وشامة : بلاد الشام .
(3) وشامة : أصلها ومن شمَّه .
(4) ونهلاي : موردي .
(5) ونهلاي : أصله أنّ لي .
(6) ونهلاي : أين أهلي .
(7) ونسال : من سال يسيل .
(8) ونسال : من سل السيف .
(9) ونسال : مرض السل أي أصبح مسلولاً .
(10) تالي : التال هو ليف النخل .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 45

طِـحـت ابـشـرك والعـذال تالي(1)
ضـاع الأمـل گـلي اشلـون تالي(2)
صبري خـلـص يمتـه تعـود ليّه
35 ـ جمر الهضم حدر الضلع چاوين(3)/ه/ه//ه/ه/ه//ه/ه/ه ه
هم العلـي لـو بالـصخـر چاوين(4)
يالـواعدت حفـظ الـوعـد چاوين(5)
شنهـو الـسبب لـيش إغدرت بيّـه
36 ـ داي العسـر بس الـيسـر دوله (6)/ه/ه//ه/ه/ه//ه/ه/ه
صوت الظـلم من كـل كـتر دوله (7)
لا تـعـتـقد إلـهـم تـظـل دوله(8)
مهمـا كـثر طاغـي العصـر غيّـه
هذه مجموعة النماذج الموحدة الأشطر ، ومن الخليق ذكره أن الشاعر لا يلتزم بتوحيد الأشطر الأربعة في الأبوذية من حيث التفاعيل فله الحرية في اختيار أي نموذج من النماذج الستة والثلاثين التي ذكرناها لأي شطر من الأشطر الأربعة ، ولا يخفى أن التفعيلة الثالثة في الشطر الرابع لا بد وأن تأتي على فعولن(//ه/ه) أو فعلن(/ه/ه) على ما سبق ذكره فعلى هذا لا يأتي الشطر الرابع إلا على ثمانية عشر(18) نموذجاً أي نصف مجموع

(1) تالي : من الولية وهو تولي الأمر بالظلم .
)2) التالي : الأخير والنهاية .
(3) چاوين : من الكوي أي كواني .
(4) چاوين : أصلها چاون أي كان يئنُ .
(5) چاوين : إذاً أين ؟
(6) دوله : مركبة ومخففة من دواء له .
(7) دوله : مركبة ومخففة من دويّ له .
(8) دوله : الشوكة والسلطة .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 46

النماذج الستة والثلاثين(36) فيكون حاصل ضرب ستة وثلاثين في نفسه ثلاث مرات(أي تكعيبه) ثم ضربه في ثمانية عشر(36 × 36 × 36 × 18) = 839808 نمطاً من الأبوذية يمكنه الشاعر النظم عليه وإليك بعض النماذج من الأبوذية غير موحدة الأشطر وهو من نظم الحاج جابر الكاظمي :
الأول :
عــلى العاشگ ليالي الهجر شامات (1)
أتـأمـّل من الـمحـبـوب شامات(2)
بين الـخصـر والـنّهـدين شامات(3)
والـخـدين شـمـس وگمـر هيّـه
وهي على الشكل التالي :

مفاعيلن مفاعيلتن فعلان
//ه/ه/ه //ه/ه//ه /ه/ه ه
عللعاشگ لياللهجر شامات
2 ـ مفعولن مفاعيلان فعلان
/ه/ه/ه //ه/ه/ه ه /ه/ه ه
أتأممل منلمحبوب شامات
3 ـ مستفعلن مفعولان فعلان
/ه/ه//ه /ه/ه/ه ه /ه/ه ه
بينلخصر وننهدين شامات
4 ـ مفعولان مستفعلن فعلن
/ه/ه/ه ه /ه/ه//ه /ه/ه
ولخددين شمسوگمر هييه


(1) شامات : من الشوم .
(2) شامات : من الشم .
(3) شامات : من الشامة وهي الخال .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 47

الثاني :
جبــل يا گلب من دهــرك ولم بيك(1)
دومـه ايـنـثـر اوصـالـك ولم بيك(2)
ربيب الـنـوح ما أعـتــب ولم بيك(3)
كـثـر الـعـتـب مــردوده عليـّه
مفاعيلتن مفعولن فعولان
//ه/ه//ه /ه/ه/ه //ه/ه ه
جِبَلْياگَلُب مِنْدَهْرَكْ وَلَمْبيْك
مفعولن مفاعيلن فعولان
/ه/ه/ه //ه/ه/ه //ه/ه ه
دُومَيْنَثْ ثِرِوْصالَكْ وَلَمْبيْكْ
مفاعيلان مفعولن فعولان
//ه/ه/ه ه /ه/ه/ه //ه/ه ه
رِبيْبِلْنُوْحْ ماأَعتِبْ وَلُمْبيْكْ
4 ـ مستفعلن مفعولن فعولن
/ه/ه//ه /ه/ه/ه //ه/ه
كِثْرِلْعَتَبْ مَرْدُوْدَهْ عَلَيْيَهْ

(1) ولم بيك : من الألم وهي مركبة من الألم وبك .
(2) ولم بيك : من اللم وهي مركبة من اللم وبك .
(3) ولم بيك : من اللوم وهي مركبة من اللوم وبك .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 48

التقطيع

وهنا لا بد من الإشارة الى دور التقطيع فإنه بحد ذاته فن إذ أن كثيراً ممن نظموا الشعر لا يمكنه تقطيعه على « التفعيلات » وبالنتيجة تطبيقه مع الأوزان . ولكن بعد معرفة أن الوزن والتقطيع إنما يتبعان اللفظ دون الكتابة فعندها تسهل عملية التقطيع وتطبيقها على الأوزان حالها حال الشعر القريض ولكن الصعوبة في الدارج تكمن في أن كثيراً من الحروف لا تلفظ مثال ذلك :
1ـ هله بالظعن وأهل الظعن والشاة(1)
2ـ اشعلينه من حچي النمام والشاة(2)
3ـ إنتـه الفت بين الـذيب والشاة(3)
4 ـ الذنب ذنبك عليش اتلوم بيـه(4)
فلو قطعنا الشطر الثالث على تفعيلاته والتي هي : « مستفعلن مفعولان فعلان » لكان كالتالي : « إنتالفت بينذذيب وششاة » فالملاحظ أن الهاء من انته وإحدى الألفين من آلفت لا يلفظ بالإضافة الى ما هو مألوف في الفصحى أيضاً بالنسبة الى الألف واللام الشمسية كما في الذيب والشاة .

(1) الشاة : من تشتت بمعنى تفرق .
(2) الشاة : من الوشاية بمعنى النميمة .
(3) الشاة : الواحد من الغنم للذكر والأنثى ، في ديوان الكربلائي : « إنته الألفيت » .
(4) ديوان الحاج زاير : 181 ، الشاعر حسين الكربلائي : 67 ويظهر إن البيت منسوب ألى كليهما وفي المصدرين « منّك » بدلاً من « ذنبك » وما أثبتناه هو الأنسب .
وفي ديوان الكربلائي : « وليش » .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 49

وزن الأبوذية

ذهب كل من كتب عن الأبوذية ـ على ما أطلعت عليه ـ إنها تنظم على وزن الوافر « مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن » ولكن الواقع يدلنا على خلاف ما ذهبوا إليه لأن الوزن المعتمد فيها بشكل عام هو : « مفاعيلن مفاعيلن فعولن » وهو أقرب إلى الهزج بإضافة تفعيلة واحدة عليه وهو « فعولن » .
والقول بأنه من الوافر غريب جداً ، إذ لو كان منه لبان ولو في تفعيلة واحدة على الأقل من الاثنى عشر تفعيلة في البيت الواحد من الأبوذية .
وبعد دراسة واسعة لعينات كثيرة ومختلفة من الأبوذيات رجحنا أن يكون للأبوذية وزن مستقل خاص بها وهي : « مفاعيلن مفاعيلن فعولن » وبسبب خضوعها كما في القريض إلى الزحاف وغيره تولدت تفعيلات أخرى سنشير إليها إنشاء الله .
وبما أن الخليل سمى مكررة التفعيلة « مفاعيلن » بالهزج ربما استحسنا أن نسميه بمستزاد الهزج لكي لا نتخطى الأوزان التي حددها الخليل ، ولكن من الجدير ذكره أن الخليل عندما وضع الدوائر العروضية استخرج للهزج ستة تفعيلات متكررة من « مفاعيلن » وبما أنه لم يتوصل في استقصائه لأشعار العرب فلم يجد من نظم على ستة تفعيلات بل وجدهم قد اقتصروا على أربعة تفعيلات فتماشى معهم وبقي الهزج لهذا اليوم ينظم على أربعة تفعيلات وهو في الواقع مجزوء الهزج وليس بالتام ، ومن هنا يمكن القول بأن وزن الأبوذية هو الهزج التام دخل على عروضه وضربه القبض ثم الحذف وبما أنه تام يمكن إطلاق الاسم عليه دون إضافة إلى التام .
ومما يدلنا على كون الأبوذية من بحر الهزج هو أنا وجدنا الذين طوروها وقد الحقوا بها مقاصير أضافوا بعد الشطر الثاني على « مفاعيلن مفاعيلن » أو « مفاعيلن مفاعيلان » وهي من الهزج أيضاً كقول الشاعر :

دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 50

ظلام إسنيني عگبك عيب مرضيت(1) وانه ابهجرك يروح الروح مرضيت(2)
نـظـر حـبي إلـك يـربي كـثـر عتـبي إخـذ گلـبي
لـون بالگلب يا مدلـول مرضيت(3) إخذ ويه الگـلب روحـي سـويـه

ولا حاجة لنا بتعليل إلحاق هاتين التفعيلتين اللتين من الهزج بقولهم : ( لملاءمتها مع بحر الوافر ) (4) .
وكنت قد توصلت إلى هذا الرأي منذ زمن بعيد ولكني توقفت عن إبدائه حيث كنت أخشى وحشة التفرد بالرأي ، إلى أن قرأت مقالاً ينقل عن الحاج هاشم محمد الرجب ، وذلك من خلال تتبعنا المتواصل ، قوله بأن الأبوذية لا تنظم على وزن الوافر وصرح بأن وزنها « مفاعيلن مفاعيلن مفعول » (5) فعندها واصلت دراستي عن الأبوذية وتوصلت بعد جهد كبير إلى أنّ التفاعيل المستخدمة في الأبوذية لا تتجاوز العشرة حسب تتبعي وهي :
1 ـ مفاعيلن .
2 ـ مفاعيلان .
3 ـ مفاعيلتن .

(1) مرضيت : مركبة من مرة أضاءت .
(2) مرضيت : من المرض .
(3) مرضيت : أي ما رضيت .
(4) جاء في كتاب العروض في الشعر الشعبي العراقي : 74 : « وقد ذهب بعض الشعراء إلى تطوير الأبوذية وعدم إبقائها على الشكل القديم فوضعوا لها مقاصير بعد الشطر الثاني وعلى بحر الهزج(مفاعيلن مفاعيلن) أو(مفاعيلن مفاعيلان) لملاءمتها بحر الوافر » .
(5) راجع مجلة التراث الشعبي البغدادية العدد : 9/ السنة : 1/ الصفحة : 74/ التاريخ : صفر وربيع الأول 1390هـ عن كتاب الأبوذية للحاج هاشم محمد الرجب وأخيراً قرأت مقالاً لخير الله سعيد في مجلة الفاخرة العدد : 7-8 / السنة : 1/ الصفحة : 80/ التاريخ : 1991م( 1411هـ ) نقل عن العلاف في كتابه الطرب عند العرب : 199 أنه يرى أن وزن الأبوذية هو : « مفاعيلن مفاعيلن فعول » وصاحب المقال يؤيد في ذلك هاشم محمد الرجب وعبد الكريم العلاف .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 51

4ـ مستفعلن .
5ـ مفعولن .
6ـ مفعولان .
7ـ فعولن .
8ـ فعولان .
9ـ فعلن .
10ـ فعلان .
ولم أجد تفعيلة واحدة على مفاعلتن التي هي من تفعيلات الوافر .
ولعل الشيء الذي حدا بهم أن ينسبوها إلى الوافر دون الهزج ، هو أن الوافر يتركب كل شطر فيه من ثلاث تفعيلات كما هو الحال في الأبوذية والشطر في الهزج مركب من تفعيلتين .
واعتمد بعضهم على كونها من الوافر فجعل يكلف نفسه ويجهدها ليقول : « بأن الأبوذية من بحر الوافر والذي أصله « مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن » ولكنه لم يرد صحيحاً فتقطعت التفعيلة الثالثة منه( تن /ه ) فاصبح(مفاعل //ه/ه) ونقل الى ما يعادله وهو( فعولن //ه/ه) فاصبح « مفاعلتن مفاعلتن فعولن » .
وبالنسبة الى التفعيلتين الاولى والثانية قال : « اما في الشعر الشعبي فيدخل العصب على( مفاعلتن //ه///ه ) أي إسكان الخامس منه وهو اللام فيصبح( مفاعِلْتُنْ //ه/ه/ه ) ونقل إلى ما يعادله وهو( مفاعيلن //ه/ه/ه ) فأصبح « مفاعيلن مفاعيلن فعولن » (1) ومن الواضح أن في ذلك تكلف وهو كالأكل من القفا ، والغريب أن التفعيلة الأصلية( مفاعلتن ) ـ على حد زعمهم ـ لم تظهر أبداً في تفعيلات الأبوذية .
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا الإصرار على أنها من الوافر في حين أن هناك وزن آخر من أوزان الخليل بذات التفعيلات وهو الهزج إلا أنه مخالف له من عدد التفعيلات ؟ وهذا بعينه حاصل في التجليبة حيث وزنه

(1) راجع العروض في الشعر الشعبي العراقي : 72.
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 52

على( مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن ) بالإضافة إلى أنه سبق وقلنا أن الخليل استخرج وزن الهزج من ثلاثة تفعيلات لكل شطر ، لكن شاع نظمه على تفعيلتين ، ومع هذا فإن هناك من نظم الهزج في القريض على ثلاث تفعيلات كما في قول عمرو بن كلثوم :
بأنا نـورد الرايات بيضـا ونصدرهن حمرا قد روينا

جاءت على :
مفاعيلن مفاعيلن فعولن مفاعيلن مفاعيلن فعولن

فلا يمكن أن يكون هذا سبباً لانتسابه إلى الوافر .
ولنرجع إلى البحث عن التفعيلات العشر المستخدمة في الأبوذية وجذورها .
1ـ مفاعيلن : هي التفعيلة الأصلية ، وهي العمود الفقري في الأبوذية .
2ـ مفعولن : أصلها مفاعيلن(//ه/ه/ه) دخلها الوقص ـ وهو حذف الثاني المتحرك ـ فأصبح فاعيلن(/ه/ه/ه) وهو يعادل مفعولن(/ه/ه/ه) ولا يخفى ان الوقص في القريض يدخل على متفاعلن فتصبح مفاعلن .
ويمكن ان يكون مفعولن هذه اصلها مستفعلن(/ه/ه//ه) عرض عليها القطع ـ وهو حذف ساكن الوتد المجموع(//ه) وإسكان ما قبله ـ فيصبح مستفعلْ(/ه/ه/ه) وهو يعادل مفعولن(/ه/ه/ه) .
3ـ مفاعيلان : أصلها مفاعيلن(//ه/ه/ه) عرض عليه التسبيغ ـ وهو زيادة حرف ساكن على ما آخره سبب خفيف(/ه) ـ فيصبح مفاعيلان(//ه/ه/ه ه ).
4ـ مفاعيلتن : أصلها مفاعيلن(//ه/ه/ه) يمكن أن يقال أنه عرض عليه ما يشبه التسبيغ ـ أي زيادة حرف متحرك على ما آخره سبب خفيف ـ فيصبح مفاعيلتن(//ه/ه//ه).
5ـ فعولن : أصلها مفاعيلن(//ه/ه/ه) عرض عليها الحذف ـ وهو إسقاط السبب الخفيف(/ه) من آخر التفعيلة في العروض أو الضرب ـ فأصبح مفاعي(//ه/ه) والذي يعادله فعولن(//ه/ه).

دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 53

6ـ فعولان : أصلها مفاعيلن(//ه/ه/ه) دخلها الكف ـ وهو حذف السابع الساكن ـ فأصبحت مفاعيلُ(//ه/ه/) ويعرض عليها الوقف ـ وهو تسكين متحرك آخر الوتد المفروق(/ه/) ـ فتصير مفاعيلْ( //ه/ه ه) فتنقل إلى معادلها فعولان(//ه/ه ه ) .
7ـ فعلان : أصلها مفاعيلن(//ه/ه/ه ) دخلها الوقص ـ وهو حذف الثاني المتحرك ـ فأصبحت فاعيلن(/ه/ه/ه) ويعادلها مفعولن(/ه/ه/ه) ثم دخلها العقل ـ وهو حذف الخامس المتحرك ـ فاصبحت مفعون(/ه/ه ه) ويعادلها فعلان(/ه/ه ه) .
8ـ فعلن : أصلها مفاعيلن دخلها الوقص ـ كما سبق وقلنا ـ فأصبحت مفعولن(/ه/ه/ه) ثم دخلها الحذف ـ وهو إسقاط السبب الخفيف(/ه) ـ فأصبح مفعو(/ه/ه) ويعادلها فعلن(/ه/ه) .
ويمكن ان يقال ان اصلها مستفعلن(/ه/ه//ه) عرض عليها الجدذ ـ وهو حذف الوتد المجموع(//ه) ـ فاصبحت مستفع(/ه/ه) وهي تعادل فعلن(/ه/ه) ، هذا إن قلنا أن مستفعلن تفعيلة أصلية في الأبوذية .
9ـ مستفعلن : تفعيلة أصلية على الظاهر ولا يمكن القول بأنها مستلة من تفعيلة أخرى نعم هي مقلوبة مفاعيلن(//ه/ه/ه) حيث أنها مركبة من وتد مجموع(//ه ) وسببين خفيفين(/ه + /ه) فاذا قلبتها يكون هكذا سببين خفيفين(/ه/ه) ثم وتد مجموع(//ه) فيصبح مستفعلن(/ه/ه//ه) (1).

(1) ولا يخفى أن التجليبة وزنها وزن الهزج التام( مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن ) ومع هذا تدخل معهما في بعض الأحيان تفعيلة مستفعلن ، كما أن الزحاف والعلة تدخل على تفعيلات فتنقلب إلى مفعولن مفاعيلان ومفعولان كما في الأبوذية وسيأتي الكلام عنها في محله .
ويبدو لي أن تفعيلة مستفعلن والمولدة منه دخيلة على الوزن وقد أشار الشمري إلى ذلك لدى بحثه عن النعي قائلاً ويحول إلى مستفعلن مفعولن فعولن أو مستفعلن مفعولاتُ فعلن ويمكن اعتباره من بحر المنسرح حينما يكون ضربه أحذ مضمر وقد وجدت هذا الوزن غير المقصود في أبيات الأبوذية التي قيلت منذ أكثر من مائة سنة .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 54

نعم يمكن أن تحول متفاعلن(///ه//ه) بالإضمار ـ وهو تسكين الثاني المتحرك ـ إلى مستفعلن(/ه/ه//ه) فحينئذ تكون من تفعيلات الكامل « متفاعلن متفاعلن متفاعلن » .
10ـ مفعولان : أصلها مستفعلن(/ه/ه//ه) دخل عليها ما يشبه العصب ـ أي تسكين السادس المتحرك ـ فأصبحت مسْتَفْعِلْنْ(/ه/ه/ه ه) وهي تعادل مفعولان(/ه/ه/ه ه).
ويمكن أن يكون أصل مفعولان مفعولاتُ(/ه/ه/ه/) فدخلها الوقف ـ أي تسكين السابع ـ فأصبحت مفعولات ْ بالسكون( /ه/ه/ه ه ) ولكن هذا يستلزم زيادة تفعيلة أخرى لم تستخدم في الأبوذية (1) .
ولا يخفى أن هناك مصطلحان في علم العروض هما الزحاف والعلة فالثاني يختص بالعروض والضرب أي آخر تفعيلة من الشطر الأول وآخر تفعيلة من الشطر الثاني للبيت ، والزحاف مختص ببقية التفعيلات وهما أي الزحاف والعلة يعرضان على التفعيلات فيسببان تغييرها .
ومن الجدير بالذكر أن تأثيرات الزحاف والعلة في الشعر الدارج تختلف عنها في الشعر القريض . فربما جاز في الدارج ما لا يجوز في القريض من الزحاف وقد سبق البحث عنه (2) .
ومما قدمناه تبين أن هناك تفعيلتين هما( مفاعيلن ومشتقاته ) و( مستفعلن ومشتقاته ) ، لا يمكن القول بأن إحداها مولدة من الأخرى ، لأن كلا التفعيلتين مستنتجتين من دائرة المجتلب حيث أن تفعيلاتها تأتي على أربعة أوجه هي :
1ـ مفاعيلن .
2ـ مفعولات.
3ـ مستفعلن.
4ـ فاعلاتن .

(1) هذا وقد يحصل في بعضها من جراء هذا التغيير إلى انكسار الجرس الموسيقي .
(2) راجع مقدمة الشعر الدارج من هذه الموسوعة .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 55

ومن هذه الدائرة يتألف الهزج والرجز والرمل .
ولا يخفى أن تفعيلة( مفعولن ) و( فعلن ) هما الوحيدتان يمكن أن تكونا من مولدات كل من التفعيلتين الأصيلتين( مفاعيلن ) و(مستفعلن ).
والجدول التالي يبين لنا أصل التفاعيل المستخدمة في الأبوذية مع عدد استخدامها للتفعيلات :

مفاعيلن(10)
مستفعلن(14)
الاستخدامات(24)
مفعولن
مفعولن
14
فعلن
فعلن
12
ـ
مفعولان
14
فعولن
ـ
6
مفاعيلان
ـ
10
مفاعيلتن
ـ
10
فعلان
ـ
12
فعولان
ـ
6
108

فالحاصل أن الأبوذية بالإضافة إلى أنها لون من ألوان الشعر الشعبي( الدارج) فإن لها وزناً خاصاً بها مركباً من وزني الهزج والرجز . فتارة تأتي على الهزج وتارة على الرجز وتارة اخرى تأتي بعض اشطرها على الهزج وبعض آخر منها على الرجز وتارة يأتي الشطر الواحد منه على تفعيلة الهزج مركبة مع تفعيلة الرجز ، إذاً فلا علاقة لها بالوافر لا من قريب ولا من بعيد .
ونود أن نقول بأنا قد أثبتنا في عملنا في ديوان الأبوذيات إلى ما كانت أشطرها الأربعة على مفاعيلن ومولداته بالهزج ، وإلى ما كانت أشطرها الأربعة على مستفعلن ومولداته بالرجز ، وإما ما كان كل شطر منها على أحدهما فرمزنا إلى الهزج بالهاء وإلى الرجز بالراء ، واما اذا كان الشطر مركبا منهما فنرمز اليه بالميم إشارة إلى أنه مرج أي مختلط منهما تبركاً بالآية القرآنية « مرج البحرين يلـتقيان » (1) بحر الهزج والرجز .

(1) سورة الرحمن ، الآية : 19.
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان الأبوذية ـ 1 56

ألوان الأبوذية

وهناك ألوان (1) من الأبوذية تغني بها الشعراء ، منها الأبوذية المطرزة والتي ينثر الشاعر اسم عزيز له أو حبيبته في صدر كل شطر من أشطرها الأربعة ومنها قولهم :
ثِبَرْنَا الْشُوگ ياصاحِبْ وصِحْنَه (2)
إهْـناكِ الأَمَلْ وَعّانَـه وَصَحْنه (3)
مِرْيِ الْطِيبْ مِنْ كاسَه وَصَحْنه (4)
رشفنا الشهد وأثمـاره الهنيـة (5)
فلو جمعنا أوائل الأشطر الأربعة لحصل لدينا اسم ثامر .
ومنها المدوّر وهو الذي يكون الشطر الرابع منها مكملاًّ للشطر الثالث كما في قول الحاج زاير الدويچ :
رِماني هْواكْ يامَدْلولْ بِسِّلْ (6)
ودَمْعِي فَيَّضْ الْوِدْيانْ بِسَّلْ (7)

(1) من الأبوذية ما يسمى بالمولد وفي مقابله المطلق وهذه التسمية لا يختص بها فالمولد ما اعتمد الشاعر في إنشائه على شعر غيره في المعنى ، والمطلق هو الذي يعتمد على خياله ومشاعره .
(2) صحنه : من الصياح .
(3) صحنه : من صحى بمعنى أيقظ .
(4) صحنه : الصحن الذي يؤكل فيه .
(5) المغنون الريفيون وأطوار الأبوذية العراقية : 29.
(6) بسل : من السل المرض الرئوي .
(7) بسل : مخففة بالسيل .

السابق السابق الفهرس التالي التالي