1ـ ناديت سكـان القبـور فأسكتوا |
|
وأجابني عن صمتهم ترب الحصا |
2ـ قالت أتدري ما فعلـت بساكـني |
|
مزقت لـحمهم وخرقت الـكـسا |
3ـ و حشـوت أعينهم تراباً بعدمـا |
|
كانت تـأذى بالـيسير من الـقذا |
4ـ أمـا العظـام فإنني فـرقتهـا |
|
حتى تباينت المفاصل و الـشـوا |
5ـ قطعت ذا من ذا ومن هـذاك ذا |
|
فتركتها رمماً يطـوف بها الـبلا |
|
والحصى : هو صغار الحجارة ، ولعله أراد بترب الحصا الرمل . |
|
جاء في تاريخ دمشق : « ما صنعت » وفي بعض نسخه : « ما قنعت » ولا يخفى أن الفعل والصنع هنا بمعنى واحد ، ولكن بينهما عموماً وخصوصاً من وجه إذ أن كل صنع فعل وليس العكس ، واما « قنعت » فالظاهر أنه تصحيف « صنعت » ولا معنى لها هنا إلا بتكلف وذلك بتقدير « ما قنعت بساكني حتى مزقت لحمهم ... » . |
|
جاء في هامش تاريخ دمشق : « مرفت الجهم » وليس بشيء وهو ظاهر التصحيف ، وكذلك « مزقت لحمهم » ، وجاء في الأدب : « مزجت » وهو تصحيف أيضاً ، وأما في البداية والنهاية فجاء « ألحمهم » وهو جمع لحم ويستقيم الوزن بسكون آخره ولكن لا يفضل استخدام جمعه مضافاً إلى ضمير الجمع « هم » ، وجاء في الأدب والتهذيب « جثماناً » بدل « لحمهم » ولا يستقيم معه الوزن والمعنى ، كما لا يستقيم الوزن مع تسكين آخر « لحمهم » (1) . |
|
جاء في نسخة من تاريخ دمشق : « ومزقت » بدل « وخرقت » إلا أن استخدام الثاني أنسب إلى الكساء ، وفيه تجنب لتكرار الفعل . |
|
جاء العجز في تاريخ دمشق وتهذيبه « كانت تباينه المفاصل والشوا » وهذا هو عجز البيت الرابع ، وذلك لأن ابن عساكر أوردها أربعة أبيات وذلك بإسقاط عجز البيت الثالث مع صدر البيت الرابع . |
|
وجاء في الأعيان « بالقليل » بدل « باليسير » ولا فرق في استخدامه هنا ولكن هناك فرق بينهما فالقلة تقتضي نقصان العدد ، واليسير من الأشياء ما تيسر تحصيله أو طلبه فلذلك يقال عدد قليل ولا يقال عدد يسير ، ولكن يقال مال يسير . |