دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 162

(82)
يا لثارات الحسين (*)

بيتان من الطويل (**) :
1ـ ولما دعا المختار جئنا لنصره على الخيل تردي من كميت وأشقرا
2ـ دعا يالثارات الحسين فأقبلـت تعـادي بفـرسان الصبـاح لتثـأرا

(*) البيتان لأحد أنصار المختار الثقفي والظاهر أنها قيلت في يوم 14 أو 15 شهر ربيع الأول عام 66 هـ عندما تولى المختار الكوفة وبايعه الناس على كتاب الله وسنة رسول الله والطلب بدم الحسين بن علي عليهما السلام ودماء أهل بيته والدفع عن الضعفاء . وإن لم تكن الأبيات من القرن الأول فهي لا تتجاوز القرن الثالث لأن الشيخ الطوسي ( المتوفى سنة 460 هـ ) نقلها في أماليه عن المدائني ( المتوفى سنة 225 هـ ) .
(**) بحار الأنوار : 45 / 333 عن أمالي الطوسي ، أصدق الأخبار : 63 ، عوالم العلوم : 659 .
(1) ردت الفرس : رجمت الأرض بحوافرها .
الكميت من الخيل : ما كان لونه بين الأسود والأحمر . الأشقر : ما كان لونه يأخذ من الأحمر والأصفر .
(2) عدا : جرى وركض ، وتعادى القوم : تباروا في العدو والركض ، كناية عن سرعة الإجابة . وكذا قوله : « فرسان الصباح » أي أنهم بكروا بها .
ثأر القتيل : طلب بدمه ، وثأره بكذا : أدرك به ثأره منه .
يا لثارات : بكسر اللام ، وتعني المستغاث لأجله .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 163

(83)
أنا ابن حيدرة (*)

أربعة أبيات من الرجز المشطور(**) :
1ـ إن تنكـروني فأنا ابـن حيـدره
2ـ ضرغام آجـام وليـث قسـوره
3ـ على الأعادي مثل ريح صرصره
4ـ أكيلكـم بالسيف كـيل السـندره

(*) الأبيات لعبد الله الأكبر بن الحسن بن علي عليهم السلام المستشهد عام 61 هـ أنشأها حين برز إلى قتال جيش عمر بن سعد بمعركة الطف.
(**) ناسخ التواريخ : 2/ 320 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 2/ 28 ، وفي المناقب لابن شهرآشوب : 4/ 109 نسبها إلى القاسم بن الحسين عليه السلام وهو سهو منه ،حيث انه لم يكن للامام الحسين عليه السلام ولد باسم القاسم ، ولعله أراد القاسم بن الحسن عليه السلام حيث أنه لم يذكره . أو لعله غلط مطبعي .
(1) الحيدرة : الأسد ، وأراد هنا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام .
(2) الضرغام والليث والقسورة : الأسد .
الآجام : جمع أجمة ، وهي مأوى الأسد .
(3) ريح صرصرة : شديدة الهبوب أوالبرد .
(4)كال الكيل : عيّن كميته ومقداره بآلة معدة .
والسندرة : ضرب من الكيل غراف جراف ، والغراف : مكيال ضخم .
ومعنى البيت : أقتلكم قتلاً واسعاً كبيراً ذريعاً .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 164

(84)
الأسد الصؤول(*)

أربعة أبيات من الرجز المشطور (**):
1ـ أنا الذي أعرف عند الزمجرة
2ـ بابـن علـي المسمى حيدرة
3ـ فاثبتوا اليـوم لنـا يا كفـرة
4ـ لعتـرة الـحمد وآل البقـرة

(*) الأبيات للعباس بن علي بن أبي طالب عليهما السلام المستشهد عام 61 هـ أنشأها حين توجه إلى المشرعة والنبال قد وجهت إليه .
(**) الحسين قتيل العبرة : 110 ، أسرار الشهادة : 335 .
(1) الزمجرة : تردد الصوت ويكون ذلك غالباً في زئير الأسد .
(2) حيدرة : أحد أسماء الأسد ، ويطلق على الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام وسبب تسميته بذاك أن عمرو بن معد يكرب السلمي جاءه متحدياً حين سمع عن بطولاته عليه السلام فدخل المدينة ، وإذا الإمام يحرث أحد البساتين ، فكلمه في صفات علي عليه السلام وهو لا يعرفه ، فأجابه الإمام : أنه رجل من قامتي وقدي هذا ، فاستهان عمرو به فصرخ به الإمام صرخة أسقطته من على ظهر جواده بها ، فنهض عمرو إليه قائلاً : والله إنك لحيدرة ولا أظنك إلا هو ، وأخذ يعتذر إليه ويرجوه أن يصطفيه لنفسه ، ويذكر أن غلامه المسمى قنبر هو عمرو بذاته .
(3) هذا البيت والذي بعده أثبتهما أسرار الشهادة .
والوزن غير مستقيم إلا أن يقال : « فأثبتوا » وهو خلل .
(4) عترة الحمد : كأنه أراد ـ والله العالم ـ عترة شيبة الحمد ، وشيبة الحمد اسم لعبد المطلب ، أو اسم لأبي طالب على قول ، فالمعنى لأولاد أبي طالب ، وقد كان في كربلاء من عترته كثير .
وقوله : « آل البقرة » لعله إشارة إلى نداء العباس يوم حنين وقد فر المسلمون «يا أصحاب سورة البقرة ويا أصحاب بيعة الشجرة أين تفرون وهذا رسول الله ؟ » كأنه يذكرهم ببيعتهم وتخصيصه بسورة البقرة لما فيها من أوائل آيات الجهاد وقتال الكفار وذم المنافقين ، فذكرهم بأن من تلقى مثل هذه الآيات لا يليق به أن يفر=
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 165




= ومن القلائل الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يفروا عنه كان أمير المؤمنين عليه السلام فكأن العباس عليه السلام أشار إلى أن من معه في كربلاء هم من نسل ذلك الليث الهصور . وتقدير كلامه : أثبتوا إن استطعتم لعترة شيبة الحمد ونسل من ثبت حين فر غيره في مواطن القتال.
وعلى أية حال ، فلا يخفى أن في البيتين الأخيرين من الضعف ما لا يخفى ، ويبعد صدورهما عن العباس عليه السلام وأغلب الظن أن ناظماً نظمهما على لسانه فنسبا إليه .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 166

الراء المضمومة
(85)
أنا حبيب (*)

ستة عشر بيتاً من الرجز المشطور (**):
1ـ أنا حـبيب وأبـي مظهـر
2ـ فارس هيجاء وليث قسور
3ـ وفي يميني صارم مذكـر

(*) الأبيات لحبيب بن مظاهر الأسدي المستشهد مع الإمام الحسين عليه السلام بأرض الطف في عاشوراء سنة 61 هـ أرتجزها حين برز إلى قتال القوم الظالمين .
(**) مقتل الحسين لأبي مخنف : 103 ، الحسين قتيل العبرة : 84 ، أدب الحسين وحماسته : 212 ، مناقب آل أبي طالب : 4/ 103 ، إبصار العين : 84 ، ناسخ التواريخ : 2 / 284 ، بحار الأنوار : 44/ 319 ، أسرار الشهادة : 281 ، مقتل الحسين لبحر العلوم : 398 ، معالي السبطين : 1/ 374 ، حياة الإمام الحسين للقرشي : 3/ 220 ، تاريخ الطبري : 3/ 237 ، نفس المهموم : 164 ، أنساب الأشراف : 3/ 195 ، الفتوح : 5/ 197 ، مقتل الحسين للخوارزمي: 2/ 18 ، مثير الأحزان : 62 .
(1) في مقتل أبي مخنف : « مظاهر » ، وفي البحار : « طهر » ، وفي الناسخ : « مظهر » وباقي المصادر على الإحدى هذه النسخ .
(2) في مقتل أبي مخنف :« وفارس الهيجاء ليث قسور » ، وفي مقتل بحر العلوم والأنساب : « فارس هيجاء وحرب تسعر » وفي قتيل العبرة « فارس هيجاء ونار تسعر » ، وفي هامش الفتوح : « وحرب مستقر » .
القسور : الأسد .
(3) هذا البيت أسقطه المناقب وإبصار العين ، وذكره الناسخ وأبو مخنف والأسرار وفيه : « صارم باتر » .
سيف ذكر : شفرته حديد ذكر ، أي صلب متين ، والمذكر من السيوف : الذي شفرته من حديد ، وسيف مذكر : أي ذو ماء .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 167

4ـ وفيكم نار الجحيـم تسعـر
5ـ أنتـم أعـد عـدة وأكـثر
6ـ ونحن في كل الأمور أجدر
7ـ وأنتم عند الوفـاء أغـدر
8ـ لنحن أزكى منكم وأطهـر
9ـ ونحن أوفى منكم وأصـبر
10 ـ ونحن أعلى حجة وأظهر
11ـ حقا وأنقى منكم وأعـذر
12ـ الموت عندي عسل وسكر

(4) هذا البيت كقبله أسقطه المناقب والابصار وذكره أبو مخنف والناسخ وقتيل العبرة وفيه : « فارس هيجاء ونار تسعر » .
(5) في مقتل أبي مخنف والأسرار : « وأنتم ذو عدد واكثر » وفي المناقب : « وأنتم عند العديد اكثر » وفي الحسين قتيل العبرة : « أنتم أعد عدة وأكثر » وكذا في معالي السبطين ، وفي الحياة والأنساب : « وأنتم منا لعمري أكثر » وفي هامش الفتوح : « وأنتم أوفى عداداً أكثر » وفي مقتل الخوارزمي كما في المناقب إلا أنه فيه : « فأنتم » .
(6) في مقتل أبي مخنف : « أيضاً وفي كل الأمور أقدر » وفي الأسرار : « أيضاً وأنا في الأمور أقدر » .
(7) ذكره الناسخ . وفي مقتل الخوارزمي : « وأنتم عند الهياج غدّر » .
(8) أثبته البحار .
زكا الرجل : صلُح .
(9) في مقتل أبي مخنف والأسرار : « ونحن منكم في الحروب أصبر » وفي الطبري كما في المتن ، وفي هامش الفتوح : « ونحن حكم في الحروب أصبر » .
(10) ذكره الطبري وأبو مخنف وفيه : « والله أعلى حجة وأظهر » وفي المناقب والأبصار : « ونحن أعلى حجة وأقهر » .
(11) في نفس المهموم : « اتقى » بالتاء بدلاً من النون ، وفي البحار : « وأنمى » من النمو ، وفي الأسرار : « حقاً وربي شاهد وحاضر » وفي الحياة والأنساب : « وأبقى » بدلاً من « وأنقى » ولم يذكرالبيت أبو مخنف .
(12) ذكره الأسرار .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 168

13ـ مـن البقـاء بينكـم يا خسَّـر
14ـ أضربكم ولا أخـاف المحـذر
15 ـ عن الحسين ذي الفخار الأطهر
16 ـ أنصر خير الناس حين يذكـر

(13) أورده الأسرار . ولم يذكر في البيت السابق أفعل التفضيل ليصح قوله : « من » فلو قال هناك مثلاً : « الموت أحلى ... » لصح ما هنا .
(14) أثبته الأسرار . وفي البيت إقواء ، فحركة « المحذر » النصب . ويرتفع الاقواء لوكانت حركات الأبيات السكون ولكن أبيات الهامش (16) تدل على الضم .
(15) ذكره الأسرار . وفي البيت إقواء ، فحركة « الأطهر » الكسر .
(16) أورده البحار ، وفي الأصل : « لننصر خير الناس حين يذكر » ولقد أضاف الأسرار بعد قوله :
« والله أعلى حجـة وأظهـر »
«منكم وأنتم نفر لا تنصروا »
« سبط رسول الله إذ يستنصر »
« يا شر قوم بالهدى قـد كفروا » .
في بعض المصادر : « لأ نصر » ولا يستقيم معه الوزن .
وفي هامش الفتوح :
« أيضاً وفي كل الأمور أقدر »
« والله أعلى حجـة وأظهـر »
« منكم وأنتم نصر لا تنصر »
« سبط رسول الله إن تنصروا »
« يا شر قوم في الورى وأكفـر » .
ولا وجه لها .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 169

(86)
نفلق هاماً(*)

خمسة أبيات من الطويل (**) :
1ـ نفلق هاماً من رجـال أعـزة علينا وهم كانوا أعـف وأصبـر
2ـ وأكـرم عنـد الله منا محلـة وأفضل في كل الأمـور وأفخـر
3ـ عدونا وما العدوان إلا ضلالة عليهم ومن يعدو على الحق يخسر
4ـ وإن تعدلوا فالعدل ألقاه آخراً إذا ضمنا يـوم القيامـة محشـر
5ـ ولكننـا فزنا بمـلك معجـل وإن كـان في عقباه نـار تسـعر

(*) الأبيات منسوبة إلى يزيد بن معاوية الأموي المتوفى سنة 64 هـ أنشأها حين شرب الخمر وجعل ينكت ثنايا الإمام الحسين عليه السلام .
(**) مقتل الحسين لأبي مخنف : 202 ، ناسخ التواريخ : 3/ 128 ، مروج الذهب : 3/ 61 ، شرح ديوان الحماسة للمرزوقي : 392 ، إلا أنه قال : تمثل يزيد بأبيات الحصين بن الحمام المري ، أسرار الشهادة : 499 .
(1) هذا البيت مأخوذ من قول عبد الله بن الزبعرى :
نفلق هاما من رجال أعزة علينا وهم كانوا أعق وأظلما
وفي مقتل الحسين للخوارزمي : 2/ 8 ، أنه أنشد حين نكت ثنايا أبي عبد الله عليه السلام :
أبى قومنا أن ينصفونا فأنصفت قواضب في أيماننا تقطر الدما
صبرنا وكان الصبر منا عزيمة وأسيافنا يقـطعن كفاً ومعصما
نفلـق هاماً مـن أناس أعـزة علينا وهم كانوا أعـق وأظلـما
وفي مروج الذهب : « أحبة » بدل « أعزة » . وفي البيت إقواء .
(2) في هذا البيت إقواء أيضا .
(3) العدوان : الظلم . السياق أن تكون «من » شرطية فتكون الجملة : « ومن يعد على الحق يخسر » وبها يضطرب الوزن والحركة فتحمل « من » على الموصولية .
(4) في أسرار الشهادة : « فإن » وفي الناسخ : « فالعدل ألفاه نافعاً » .
(5) في الناسخ : «في العقباء نار تسعر» .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 170

(87 )
كافر بكرسيكم(*)

ثلاثة أبيات من السريع (**) :
1ـ أبلغ أبا إسحاق إن جئته أني بكرسيكـم كافـر
2ـ تنزو شبام حول أعواده وتحمل الوحي له شاكر
3ـ محمرة أعينهـم حوله كأنهن الحمـص الحادر

(*) الأبيات للمتوكل بن عبد الله الليثي المتوفى حدود عام 85 هـ هجا بها المختار ومن معه .
(**) حياة الشعر في الكوفة : 405 عن تاريخ الطبري : 2/ 705 .
(1) أبو إسحاق : هو المختار الثقفي .
كرسيكم : إشارة إلى الكرسي الذي شبه بتابوت بني إسرائيل وأخرج على بغل يوم قاتل أصحاب المختار أهل الشام ، أو الكرسي الذي طلبه المختار من آل جعدة على أنه كرسي على بن أبي طالب والتفت حوله شبام وشاكر ورؤوس أصحاب المختار وعصبوه بالحرير .
(2) شبام : قبيلة من قبائل العرب كان جماعة منهم مع المختاركصاحب الخراج على الكوفة عبد الله بن شريح الشبامي .
(3) الحمص والحمص : الواحدة حمصة حب القدر وهي من فصيلة القطانيات يؤكل نيا أيضا .
والحادر : الممتلىء الشباب ، ومن الرجل : المجتمع الخلق والحادر : السمين الغليظ ، وهو الأنسب لمكان احمرار العين الدال على الغضب .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 171

(88)
قتلوا حسينا (*)

تسعة أبيات من الكامل (**) :
1ـ قتلوا حسينا ثم هـم ينعونـه إن الزمـان بأهلـه أطـوار
2ـ لا تبعدن بالطف قتلى ضيعت وسقى مساكن هامها الأمطار
3ـ ما شرطة الدجال تحت لوائـه بأضل ممـن غـره المختـار

(*) القصيدة للمتوكل بن عبد الله الليثي المتوفى حدود سنة 85 هـ هجا بها الذين لم ينصروا الإمام الحسين عليه السلام في حياته ثم بعدها طالبوا بثأره ، ويشير إلى أن المختار الثقفي ومن معه من قبيلة شاكر وقبيلة شبام كصاحب شرطته عبد الله بن كامل الشاكري وصاحب الخراج بالكوفة عبد الله بن شريح الشبامي هم الذين خذلوا الحسين عليه السلام ، ولكن ذكرنا في ترجمة الشاعر أنه كان مواليا للأمويين ويريد إلقاء اللوم على الكوفيين الذين أغروا الإمام عليه السلام والذين منهم المختار ، إلا أن التاريخ يذكر أن أمثال المختار كانوا في سجون عبيد الله بن زياد ، كما لا شك أن خذلان الكوفيين سبب في مقتل الإمام عليه السلام إلاأن الذي وراء الخذ لان والقتل هم بنو أمية وعلى رأسهم يزيد بن معاوية .
(**) ديوان المتوكل الليثي : 254 مقطوعة رقم 12 ، ونقل أدب الطف : 5/ 369 البيتين الأولين فقط من القصيدة ، تاريخ الطبري : 3/ 470 ، حياة الشعر في الكوفة : 404 ، ديوان شعر الخوارج جمع وتحقيق الدكتور إحسان عباس : 231 مقطوعة 282 .
(1) قتلوا : الضمير يرجع إلى أهل الكوفة الذين طالبوا بعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام بثأره .
الزمان اطوار : أي على حالات شتى .
وجاء البيت في كتاب ديوان شعر الخوارج هكذا :
قتلوا الحسين وأصبحوا ينعونه إن الزمـان بأهـلـه أطـوار
ونسبه والبيت الثالث إلى حبيب بن خدرة الهلالي باختلاف يسير في اللفظ .
(2) الهام : الرأس ، ويطلق على الجنة ، وكأنه أراد بمساكن الهام : القبور .
(3) الدجال : في اللغة هو الكذاب ، ولعله أراد به الدجال الذي يظهر في آخر الزمان قبل ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه لإغواء الناس وتضليلهم . ويقال له : =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 172

4ـ أبني قسي أو ثقــوا دجالكـم يجل الغبار وأنتـم أحـرار
5ـ لو كان علم الغيب عند أخيكـم لتـوطات لـكم بـه الأحبار
6ـ ولكان أمـرا بينا فيمـا مضى تـأتي بـه الأنباء والأخبار
7ـ إني لأرجو ان يكذب وحيكـم طعن يشق عصاكم وحصار
8ـ ويجيؤكم قـوم كأن سيوفهـم بأكفهم تحت العجاجـة نـار
9ـ لاينثنون إذا هـم لا قـوكـم إلا وهام كمـا تكـم أعشـار

= دجال ، لأنه يدجل الحق بالباطل ، ودجل الشيء : غطاه .
وفي ديوان شعر الخوارج جاء منسوبا إلى حبيب بن خدرة الهلالي وجاء البيت هكذا :
ياشيعة الدجال تحت لوائه بأضـل ممـن قاده المختار
(4) بنو قسي : بنو ثقيف الذين من منهم المختار الثقفي ، وقسي هو ابن منبه بن بكر بن هوازن .
أوثقه : شده بالوثاق ، وهو القيد والحبل ونحوهما .
الدجال : أراد به المختار .
(5) وطأ الأمر : مهده وتواطأ القوم على الأمر : توافقوا ، وكلاهما يصح ، ولعل الأول بمعنى الإنقياد أولى .
الأحبار : جمع حبر ، وهو العالم ، وأشتهر به علماء اليهود .
(6) البين : الواضح .
(7) يشق عصاكم : أي يفرق أمركم .
(8) تحت العجاجة : أي عجاجة الحرب التي تثيرها الخيل بحوافرها .
(9) انثنى : أنعطف ، أي رجع .
الهام : جمع هامة ، وهو الرأس .
الكماة : جمع كمي ، وهو الشجاع .
أعشار : جمع عشر ، وهو جزء من عشرة أجزاء ، والمراد يقطعونها أجزاء .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 173

(89)
فقد الأكرمين(*)

أحد عشر بيتا من الطويل (**):
1ـ أعـينـي إلا تـبكيـا لمصيبتـي فـكل عيون الناس عني أصبر
2ـ أعيني جودا من دمـوع غزيـرة فقد حق إشفاقي وما كنت أحذر
3ـ بكيت لفقـد الأكـرميـن تتابعـوا لوصـل المنايا دارعون وحسر
4ـ من الأكرمين البيض من آل هاشم لهم سلف من واضح المجد يذكر
5ـ مصابيـح أمثال الأهلـة إذ هـم لدى الجود أو دفع الكريهة أبصر

(*) الأبيات للفضل بن العباس بن عتبة المتوفى سنة 90 هـ يرثي من قتل مع الإمام الحسين عليه السلام من أهله عليه السلام بكربلاء .
وقد رواها المحقق الاربلي عن عبد الله عن محمدبن عمرو الشيباني .
(**) كشف الغمة : 2/ 271 لعلي بن عيسى الاربلي ، ونقل أكثرها أدب الطف : 1/ 126 ولكن مع اختلاف يسير في الكلمات وتغيير في ترتيب الأبيات ، أعيان الشيعة : 8/ 406 ، الدرجات الرفيعة : 562 .
(1) في كشف الغمة : « وكل عيون » وما أثبتناه الصحيح .
(2) الجود : صفة تحمل صاحبها على بذل ما ينبغي من الخير بغير عوض، والمراد به هنا عدم البخل .
أشفق من الشيء : حاذر وخاف وحرص .
(3) في كشف الغمة :
أعيني هذا الأكرمين تتابعوا وصلوا المنايا دارعون وحسر
الدارع : من عليه الدرع .
الحسّر : جمع حاسر ، وهوالذي لادرع عليه ، وربما أطلق على الرجالة في الحرب الذين ليس لهم درع ولا بيض . والتقدير : وهم دارعون وحسر ، والا لزم النصف .
(4) البيض : جمع أبيض ، كناية عن نقاء العرض من الدنس .
في كشف الغمة : « من واضع المجد » واضع : بالعين المهملة .
(5) الأهلة : جمع الهلال .
في أدب الطف : « لدى الحرب أو دفع ... » .
الكريهة : الشدة في الحرب، والداهية .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 174

6ـ بهم فجـعـتنا والـفواجـع كاسمهـا تميم وبكر والسكون وحميـر
7ـ وهمدان قـد جاشت علينا وأجـلـبت هوازن في أفناء قيس وأعصر
8ـ وفي كل حـي نضحة مـن دمائنـا بني هاشم يعلوسناها ويشهـر
9ـ فلله مـحـيـانـا وكـان مـماتـنا ولله قتلانـا تـدان وتـنشـر
10 ـ لكل دمٍ مولىً ومولى دمائنا بمرتقب يعلو عليكـم ويظهـر
11ـ فسوف يـرى أعداؤنا حـين نلتقي لأي الفريقيـن النبي المطـهر

(6) تميم وبكر والسكون وحمير قبائل معروفة .
(7) هذا البيت لم يثبته أدب الطف .
همدان : قبيلة يمانية معروفة .
جاش : أضطرب وهاج ، وجاش : سار الليل كله .
أجلب القوم : جمعهم ، وأجلبه : توعده .
هوازن : قبيلة عربية معروفة .
قيس : أيضا قبيلة .
أفناء الناس : الذي لا يعلم ممن هو .
أعصر : قبيلة .
(8) نضحة : رشحة ورشة .
السناء : الرفعة والمكانة ، الضياء ، أراد : شهرتها معرفتها من قبل الناس .
(9) المحيى : ضد الممات .
تدان : تجازى ، ومنه يوم الدين أي يوم الجزاء .
(10) مولى : ولي الدم أي الذي يأخذ بالثأر .
قوله : بمرتقب يعلو عليكم ويظهر : لعله أراد الإمام الحجة بن الحسن عليه السلام حيث يظهر وتعلو كلمته ويأخذ بثأر الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه .
(11) في أدب الطف : « حين تلتقي » بالتاء بدلا من النون .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 175

(90)
أقاد ذليلا (*)

ثلاثة أبيات من الطويل (**):
1ـ أقـاد ذليلا في دمشـق كأننـي من الزنج عبد غاب عنه نصير
2ـ وجدي رسول الله في كل مشهد وشيخي أميـر المؤمنين وزيـر
3ـ فياليت أمي لم تلدني ولـم يكـن يزيـد يراني فـي البلاد أسيـر

(*) الأبيات لعلي بن الحسين السجاد عليه السلام المتوفى عام 95 هـ أنشأها في الشام بعدما كلف سهلا يدفع مبلغ من المال لمن يحمل رأس الإمام الحسين عليه السلام ليبعده عن النساء ليشتغل الناس به عن النظر إليهن .
(**) مقتل الحسين لأبي مخنف : 197 ، ناسخ التواريخ : 3/ 124 ، عبير الرسالة : 99 عن نور الابصار في أحوال الأئمة التسعة الأبرار للشيخ محمد مهدي المازندراني : 13 .
(1) الزنج : قوم من السودان ، والجمع زنوج ، والنسبة إليه زنجي ، وكان الزنوج آنذاك غير مسلمين كما هو الحال بالنسبة إلى الترك والديلم والروم ، وقد كثر أسرهم في الفتوحات الإسلامية فلذلك تمثل بهم .
(2) في كل مشهد : أراد كل مشهد ذي فضيلة في الإيمان بالله والجهاد في سبيله ، وغيرهما .
في مقتل أبي مخنف : « أمير » ، بدل « وزير » وما أثبتناه الأنسب .
(3) في مقتل أبي مخنف : « ولم أكن » . وما أثبتناه هو الأصح ، وفي البيت إقواء .
الأذهان تستبعد أن يصدر من مثل الإمام المعصوم السجاد عليه السلام التمني بأن أمه لم تلده وهوالصابر المحتسب ، إلا أنه تعبير مستعمل لبيان مدى الذل الذي لاقاه ، ولا ينافي الصبر ، لأنه اخبار لاشكوى أو اعتراض على قضاء الله .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الاول ـ 1 176

(91)
يا أهل يثرب (*)

ثلاثة أبيات من الكامل (**):
1ـ يا أهل يثرب لامقام لكم بهـا قتل الحسين فأدمعي مـدرار
2ـ الجسم منه بكـربلاء مضرج والرأس منه على القناة يـدار
3ـ يا أهل يثرب شيخكم وإمامكم ما منكـم أحـد عليـه يغـار

(*) الأبيات لبشير بن جذلم ( القرن الأول ) أنشأها حين أمره الإمام السجاد عليه السلام بدخول المدينة ونعي الحسين عليه السلام وذلك عندما وصل موكب أهل البيت إلى مشارف المدينة بعد مقتل الإمام الحسين وسبيهم عام 61 هـ .
(**) أدب الطف : : 1/ 64 ، أعيان الشيعة : 3/ 582 ، معالي السبطين : 2/ 203 ، اللهوف : 82 إلا أنه أورد البيتين الأولين فقط ، مثير الأحزان : 112 بيتان أيضا .
(1) قوله : « يا أهل يثرب لامقام لكم » فيه نوع براعة ، حيث ضمنه الآية : «وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا» ( الأحزاب : 13 ) . يثرب : اسم مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن تسمى بالمدينة .
المدرار : الكثير السيلان .
(2) ضرج الشيء إلى الأرض : ألقاه ، الثوب المضرج بالدم : الملطخ به .
القناة : الرمح .
(3) الشيخ : هو كبير القوم ، وأراد به وبالإمام : الحسين بن علي عليه السلام .
في المعالي : « هل فيكم أحد » .

السابق السابق الفهرس التالي التالي