دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 154

7ـ أيركب أسماء الهماليج آمنا وقد طلبتـه مذحج بذحـول
8ـ تطوف حواليه مراد وكلهم على رقبة من سائل ومسول
9ـ فـإن أنتم لم تثأروا بأخيكم فكونـوا بغايا أرضيت بقليل


= أصحر : خرج إلى الصحراء ، كناية عن الشجاعة .
الضاري من الحيوانات : السباع كالأسد والنمر ، وضري الكلب بالصيد : تطعم بلحمه ودمه . في المنتخب « وأجرأ من ليث » .
الغيل : الأجمة ، وهي مأوى الأسد .
(7) في المروج : « أيترك أسماء » والمراد به أسماء بن خارجة .
الهماليج : جمع هملاج وهو نوع من البراذين .
مذحج : قبيلة هانئ بن عروة .
الذحول : جمع ذحل ، وهو الثأر .
ويظهر من قول الشاعر أن الذي ذهب إلى هانئ بن عروة ورافقه إلى دار الإمارة هو أسماء بن حسان بن أسماء لا والده حسان بن أسماء ، وهو موافق للرواية الثانية . في مقتل أبي مخنف والناسخ :« وقد طالبته » .
(8) في المثير : « تطيف حفافيه » .
طاف حوله : دار حوله .
الرقبة : التحفظ ، الحراسة . وفي مقتل أبي مخنف والناسخ : « على رفقة » .
(9) في بعض المصادر : « لم تأثروا » وفي بعضها : « لم توتروا » .
وفي بعض المصادر : « فكانوا بغايا أرغمت ببغول » وما أثبتناه أبلغ وأكثر أنطباقا على المعنى وأكبر أثرا في النفوس .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 155

(60)
أبناء السعادة (*)

ثلاثون بيتا من الوافر (**) :
1ـ متى يشفيك دمعك من همـول ويبرد مـا بقلبـك من غليـل
2ـ ألايـارب ذي حـزن تعـايـا بصبر فاستـراح إلى العـويل
3ـ قتيـل مـا قتيـل بني زيـاد ألا بـأبـي و أمي من قتيـل
4ـ رويد ابن الدعي ومـا ادعـاه سيـلقى مـاتسلف عن قليـل
5ـ غدت بيض الصفائح والعوالي بـأيدي كل مـؤتشب دخيـل


(*) القصيدة لمنصور بن سلمة النمري المتوفى سنة 190 هـ رثى بها الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه .
(**) ديوان« شعر منصور النمري » المقطوعة رقم : 41 ، ونقل أدب الطف أربعة وعشرين بيتا منه : 1/ 209 ، بحار الأنوار : 45 / 289 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 2/ 148 ، عوالم العلوم : 586 ، أعيان الشيعة : 10 / 139 ، الدر النضيد : 259 ، ناسخ التواريخ : 4/ 231 .
(1) هملت العين همولا : فاضت دموعا .
الغليل : شدة العطش ، الحقد ، والمراد : الغيظ والثأر . في العوالم :« هموم » .
(2) تعايا الأمر عليه وتعاياه : أعجزه . يريد أنه لم يستطع الصبر فاستعان بالبكاء ليخفف من حزنه .
(3) قتيل بني زياد : يعني به الإمام الحسين عليه السلام وكأنه قال : « قتيل وما أدراك ما قتيل . . . » . في نسخة في العوالم : « ابن زياد » وفيه وفي البحار والمقتل : « بأبي ونفسي » .
(4) ابن الدعي : يريد به عبيد الله بن زياد ، لأن زياد ابن أبيه دعي عرف له أكثر من أب .
رويدا : مهلا .
سلف : مضى وتسلف : اقترض .
(5) بيض الصفائح : السيوف .
العوالي : الرماح .
النسب المؤتشب : المخلوط غير الصحيح .
الدخيل : من دخل في قوم وانتسب إليهم وليس منهم .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 156

6ـ معـاشر أودعت أيـام بدر صدورهم وديعـات العليـل
7ـ فلمـا أمكن الإسلام شدوا عليـه شدة الحنـق الصؤول
8ـ فـوافوا كربلاء مع المنايا بمـرداة مسومـة الخيـول
9ـ وأبناء السعادة قد تواصوا على الحدثان بالصبر الجميل
10ـ فما بخلت أكفهم بضرب كأمثـال المصاعبـة البزول


(6) كأنه أراد ـ والله العالم ـ أن أيام بدر جعلت هؤلاء مرضى نفوس أشتملت صدورهم على حقد أضمروه وأظهروه فيما بعد وهو ما عبر عنه بـ« وديعات العليل » .
في الدر :« الغليل » وهو أولى ، ولعل الأمين التفت إلى ذلك فأبدل الكلمة .
(7) أمكن الشيء : قوي ومتن ورسخ .
شد عليه : حمل عليه .
حنق منه اغتاظ ، وأحنق الرجل : حقد حقدا لا ينحل ، والحَنَق والحَنِق : شدة الاغتياظ .
صؤل البعير فهو صؤول : أخذ يهجم على الناس ويقتلهم . وما أحسن وصفه لبني أمية بذلك ، أذ كان هذا حالهم مع المسلمين . أي لما رأوا الإسلام وقد قوي سكنوا فترة وفي صدروهم أحقاد بدر فلما أمكنتهم الفرصة وتولوا زمام أمور المسلمين شدوا عليه وأظهروا ما انطوت عليه نفوسهم ، فقتلوا الناس دونما جرم وظلموا أيما ظلم .
(8) وافى المكان : أتاه .
المنايا : جمع منية ، وهي الموت .
يقال للرجل الشجاع : أنه لمردي حروب ، وهم مرادي الحروب ، وكذلك المرادة ، كناية عن الشدة والقوة .
سوم الفرس : جعل عليه السيمة ، وهي العلامة .
(9) الحدثان : مصائب الدهر ، وهي ليست مثنى ولاجمعا كما يتوهم البعض وإنما هي كميلان وفوران وسيلان . وأراد بابناء السعادة : الإمام الحسين عليه السلام وصحبه الذين تواصوا على الصبر وصبروا على القتال حتى نالوا عز الدارين فمضوا محمودين واستقبلهم رضى الله فأسكنوا الجنان خالدين فيها ، ونعم ماعبر به عنهم .
(10) المصعب من الإبل : الذي لم يمسسه حبل ولم يركب .
بزل البعير بزولا : فطر نابه أي أنشق وذلك في السنة التاسعة والثامنة ، ويقال للبعير إذا استكمل السنة الثامنة وطعن في التاسعة : بازل ، والأنثى بزول ، ورجل بازل : على التشبيه بالبعير ، وربما يعنون به كماله في عقله وتجربته ، ففي رجز =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 157

11ـ ولا وجدت على الأصلاب منهم ولا الأكتاف آثـار النصـول
12ـ ولكن الـوجـوه بهـا كلـوم وفوق نحورهم مجرى السيول
13ـ تعـاورهم أسنـة آل حـرب وأسـيـاف قليـلات الفلـول
14ـ أريق دم الحسين ولم يراعـوا و في الأحيـاء أموات العقول
15ـ فـدت نفس جبينك من جبين جرى دمـه على خد أسيـل


= علي عليه السلام : « بازل عامين حديث سني » أراد أني مستجمع الشباب مستكمل القوة .
قال النابغة يصف الغساسنة وفعلهم في المعركة :
إذا استنزلوا عنهن للطعن ارقلوا إلى الموت أرقال الجمال المصاعب
(11) في المقتل:
فما وجدت على الإعقاب منهم ولا الأنـقـاء ....................
ولم يرد في البحار والعوالم .
الصلب : عظم الظهر .
النصل : السيف .
والبيت يصور الشجاعة تصويرا رائعا ، إذ يبين عدم إدبارهم عند النزال ، وهو مأخوذ من قول الشاعر :
فلسنا على الإعقاب تدمى كلومنا ولكـن على أكتافنـا تقطر الدمـا
(12) كلوم : جمع كلم ، وهو الجرح . وفي المقتل :
« ولكن الوجوه مكلمات وفوق صدورهم . . . »
ولم يرد البيت في البحار والعوالم .
(13) هذا البيت ورد في المقتل والبحار والعوالم .
تعاور القوم الشيء : تعاطوه وتداولوه .
الأسنة : الرماح .
فل السيف : ثلمه ، والفلول : جمع فل ، وهو الكسر أو الثلم في حد السيف ، وقلة الفلول كناية عن قلة القتال والشجاعة .
(14) هذا البيت أسقطه أدب الطف .
أراق دمه : سفكه ، كناية عن قتلهم إياه .
في البحار والعوالم : « فلم يراعوا » والمراد بموت العقل : انحرافه عن الرشاد ، وبانحرافه عن الهدى يموت قلب الإنسان .
(15) هذا البيت مما لم يذكره أدب الطف . خد أسيل : سهل لين ، ورجل أسيل الخد : إذا كان لين الخد طويله ، وكان هذا من صفات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . في المقتل : «الخد الأسيل » .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 158

16ـ فيا طول الأسى من بعد قوم أدير عليهم كـأس الأفـول
17ـ فؤادك والسلـو فـإن قلبي ليأبى أن تعـود إلى ذهـول
18ـ أيخلـو قلب ذي ورع ودين من الأحزان والهم الطـويل
19ـ وقد شرقت رماح بني زياد بري من دماء بني الرسول
20ـ ألم يحزنك سرب من نساء لأل محمد خمـش الذيـول
21ـ يشققن الجيوب على حسين ربيع الناس في العام المحيل


(16) ورد هذا البيت في المقتل والبحار والعوالم .
الأسى : الحزن .
أفل القمر : غاب ، والمراد بالأفول : الموت .
(17) هذا البيت لم يذكره أدب الطف .
في البحار والعوالم والناسخ :« سيأبى » .
سلا الشيء سلوا : نسيه ، طابت نفسه عنه وذهل عن ذكره . وذهل الشيء ذهولا : نسيه ، وغاب عن رشده .
ذهل عنه : تناساه على عمد أو شغله عنه شاغل . كأنه يخاطب نفسه ، أي أين فؤادك من السلو فإن القلب يأبى أن يعود إليه او ينسى ما جرى على الحسين عليه السلام .
والظاهر إن« سيأبى »« تصحيف تناءى » أو ما في معناها .
(18) في الديوان :« أيخلو كل ذي ورع » وفي البحار والعوالم :« ورع نقي » وفيهما والمقتل :« والألم الطويل» .
ورع ورعا : أبتعد عن الاثم وكف عن الشبهات والمعاصي .
(19) شرق بريقه : غص .
والبيت غاية في الجمال ، فإن الرماح قد شرقت لكثرة ما شربت من دماء بني الرسول .
(20) السرب : الجماعة .
الذيل : ثوب المرأة إذا جرته على الأرض من خلفها .
الخمش : لا وجه لها ، والظاهر أنها تصحيف : « خمص » والخميصة : كساء أسود مربع له علمان كأنه كناية عن الحزن .
(21) ربع الرجل : أخصب .
أمحل المكان : أجدب .
وهذا العجز جعله السيد الأمين بدلا من العجز الموجود في الأصل وقال في الهامش : أنه أنسب بمراعاة الأدب ، وقوله صواب . وفي الأصل :« أيامى قد خلون من البعول » .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 159

22ـ فقدن محمدا فلقيـن ضيمـا وكن بـه مصونات الحجول
23ـ ألم يبلغك و الأنبـاء تنمـى مصال الدهر في ولد البتول
24ـ بتربـة كربـلاء لهم ديـار نيام الأهل دارسة الطلـول
25ـ وأوصال الحسين ببطن قاع ملاعب للدبـور و للقبـول
26ـ تحيـات و مغفـرة وروح على تلك المحلـة و الحلول
27ـ و لازالت معـادن كل غيث من الوسمي مرتجس هطول


(22) الضيم : الظلم .
صان الشيء : حفظه .
الحجول : جمع الحجل ، وهو الخلخال . ومصونات الحجول تعبير عن سترهن وصونهن حيث لا يسمع لحجولهن صوت ، ولا يرى لهن شخص .
(23) نمى الحديث إلى فلان : نسبه إليه وعزاه ، وأنمى الحديث : أذاعه على وجه النميمة .
صال عليه : سطا عليه وقهره .
(24) درس الرسم : عفا وانمحى .
الطلول : جمع طلل ، وهو الشاخص من الآثار .
نيام الأهل : كناية عن موتهم . في المقتل :« له ديار » . وفي البحار والعوالم :« دارسة السلول » وهو تصحيف .
(25) هذا البيت لم يرد في الأدب . في الديوان :« فأوصال » . الأوصال : جمع وصل ، وهو كل عضو على حدة .
بطن الأرض : ما غمض منها واطمأن ، والداخل الغامض ، والبطن : مسايل الماء في الغلظ .
القاع : الأرض الواسعة السهلة المطمئنة ، وما استوى من الأرض وصلب ولم يكن فيه نبات .
ملاعب الريح : مدارجها ، وتركته في ملاعب الجن أي حيث لايدرى أين هو .
الدبور : الريح التي تقابل الصبا مما يذهب نحو المشرق .
القبول : هي ريح تهب من نحو المغرب والصبا تقابلها من ناحية المشرق .
(26) الروح : الراحة والرحمة .
حل المكان حلولا : نزل فيه ، والمحلة : مكان الحلول . كأنه أراد : السلام على المحلة وعلى ذلك الحلول فيها .
(27) معدن كل شيء : مركزه وأصله . =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 160

28ـ برئنـا يـارسـول الله ممـن أصـابك بالأذاة وبالذحـول
29ـ ألا يـاليتني و صلـت يمينـي هناك بقائم السيف الصقيـل
30ـ فجدت على السيوف بحر وجهي ولم أخـذل بنيك مع الخذول


= الوسمي : أول مطر الربيع ، سمي بذلك لأنه يسم الأرض بالنبات .
ارتجست السماء : رعدت ، وسحاب رجاس : شديد الهدير أو الصوت .
هطل المطر : نزل متتابعا متفرقا عظيم القطر .
(28) في الديوان والدر : « بالأذاءة والذحول » وفي البحار والعوالم :« بالأذاء وبالذحول » وفي نسخة في العوالم :« وبالدخول » وفي المقتل :« بالأذية والذحول » .
الذحول : جمع ذحل ، وهو الثأر .
(29) قائم السيف : مقبضه .
صقل الشيء : جلاه وكشف صدأه ، والصقيل : السيف ، المصقول ، والمراد الثاني .
(30) حر الوجه : ما بدا من الوجنة .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 161

اللام الساكنة
(61)
العترة المظلومة (*)

عشرون بيتا من المنسرح (**) :
1ـ شاء من الناس راتع هامل يعللـون النفوس بالبـاطل
2ـ تقتـل ذريـة النبي ويـر جـون جنان الخلود للقاتل


(*) القصيدة لمنصور بن سلمة النمري المتوفى سنة 190 هـ رثى بها الإمام الحسين عليه السلام وقيل أنها كانت من أسباب السعي إلى قتله ، وقد أنشد كلثوم بن عمرو العتابي هذه القصيدة أمام هارون الرشيد فغضب غضبا شديدا وقال للفضل بن الربيع : أحضره الساعة ، فبعث الفضل في ذلك فوجدوه قد توفي ، فأمر بنبشه ليحرقه ، فلم يزل الفضل يلطف له حتى كف عنه ، كما في الأغاني ، وفي نسمة السحر أنها قصيدة طويلة وبسببها أمر بقتله .
(**) أدب الطف : 11 / 208 ، ديوان « شعر منصور النمري » : 121 رقم : 39 ، الحسن والحسين سبطا رسول الله : 162 نقل منها سبعة أبيات وهي : 3 ، 4 ، 6 ، 7 ، 10 ، 11 ، 17 ، وكذا في أسد الغابة : 2/ 22 والاستيعاب : 1/ 380 ، شهر حسين : 201 ، أربعة أبيات وهي : 8 ، 9 ، 10 ، 15 ، عوالم العلوم : 587 ، وبحار الأنوار : 45/ 290 بيتان : 2 ، 7 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 2/ 148 ، عشرون بيتا ، أعيان الشيعة : 10 / 140 ثلاثة عشر بيتا ، وورد بعض ابياتها في الأغاني : 13 / 167 ، درر السمط : 50 أربعة أبيات ، نسمة السحر : 2/ 317 خمسة أبيات .
(1) شاء : جمع شاة ، وهي المفرد من الغنم للذكر والأنثى .
رتع في المكان : أقام وتنعم وأكل فيه وشرب ما شاء . في الأعيان : « راقع » وهو تصحيف .
هملت الإبل فهي هامل : تركت سدى ، أي مسيبة ليلا ونهارا .
علله بكذا : شغله ولهاه به .
(2) ذرية الرجل : نسله وولده .
في البحار:« يقتل ذرية النبي » . =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 162

3ـ و يلك ياقاتـل الحسـين لقد بؤت بحمـل ينوء بالحامل
4ـ أي حباء حبـوت أحمد في حفرتـه من حرارة الثاكل
5ـ بأي وجـه تلقى النبي وقـد دخلت في قتلـه مع الداخل
6ـ هلم فاطلب غـدا شفاعتـه أو لا فرد حوضه مع الناهل
7ـ ما الشك عندي في كفر قاتله لكنني قد أشك في الخـاذل
8ـ نفسي فداء الحسين حين غدا إلى المنـايا غـدو لا قافـل


= في المقتل :« خلود الجنان » .
(3) باء بالذنب أو بالحق : أقر ، وباء : رجع .
ناءه الحمل : أثقله وأماله ، وناء بالحمل : نهض بجهد ومشقة قال امرؤ القيس :
وأردف أعجازا وناء بكلكل
في الدرر :« لقد نؤت » .
في المقتل :« جئت بعبء » وفي الإعيان : « جئت بعبء بالحامل » ولا شك في سقوط كلمة« ينوء» .
(4) حباه : أعطاه بلا جزاء .
الحفرة : القبر .
الثاكل : التي فقدت ولدها .
في الأعيان : « أي حبا قد حبوت أحمد في . . » .
(5) تلقى : أراد : تلقاه يوم القيامة .
(6) في الحسن والحسين والدرر :« تعال فاطلب » وفي الدرر :« وانهض فرد » .
رد : فعل أمر من« ورد » ، يقال : ورد الماء : أي صار إليه وداناه وبلغه .
نهلت الإبل : شربت أول الشرب ، والناهل : الريان . أراد : إن كنت تستطيع مع فعلك هذا أن تطلب شفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فافعل ، أو إن استطعت أن ترد حوضه فاجهد لذلك فإنك لا توقف إليه . والكلام على سبيل التهكم .
في الاستيعاب : « وانهض فرد . . . » .
(7) في المقتل : « لا شك عندي » وفي الديوان : « في حال قاتله» في الحسن والحسين :«بحار قاتله » وفيه : « شك بالخاذل » وفي النسمة :« وإنما قلت بكفر الخاذل » ، وما أحسن ما قال في بيان عقيدته ببساطة ووضوح ، وشتان بين من أيقن بكفر قاتل الحسين عليه السلام وبين يترضى ويترحم عليه ، والمرء مع من أحب .
وفي الدرر « لكنني أشك » بدون قد .
(8) في الديوان والمقتل : « يوم غدا » . =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 163

9ـ ذلك يـوم أنحى بشفـرتـه على سنام الإسلام والكاهل
10ـ حتى متى أنت تعجلـين ألا تنزل بالقوم نقمـة العاجل
11ـ لا يعجل الله إن عجلت وما ربك عمـا ترين بالغـافل
12ـ أعاذلي إننـي أحـب بني أحمد فالترب في فم العاذل
13ـ قد دنت ما دينكم عليه فما رجعت عن دينكم إلى طائل


= غدا غدوا : انطلق ، وذهب غدوة .
قفل من السفر : رجع .
وفي كتاب شهر حسين :« عدوا ولا غافل » . وقوله :« غدو لا قافل » يعني تيقنه من عدم الرجوع .
(9) في المقتل : « أخنى بكلكله» وفي شهر حسين : « ذلك يوم الحي سفر به» وبه يختل الوزن .
أنحى عليه بالسيف : أقبل عليه به .
الشفرة : حد السيف .
سنام البعير : أعلى ظهره .
الكاهل : أعلى الظهر مما يلي العنق . أي أن السيف الذي قطع رأس الحسين قد قصم ظهر الإسلام .
(10) في الحسن والحسين :« كأنما أنت تعجبين ألا » .
وفي الاستيعاب : « كأنما أنت تعجبين الأمور » وفي المقتل : « ينزل بالقوم بأسه العاجل » . وفي شهر حسين :
كأنمـا أنت تعجبـيـن ألا ينزل بالقوم نعمة العاجل .
ألا : أي : أن لا . ولعله يخاطب نفسه فجاء حديثه بصيغة التأنيث .
(11) في الديوان : « عما يريد بالغافل » .
(12) في الديوان : « وعاذلي » . عذله : لامه . في المقتل : « والترب » .
(13) في الديوان : « وصلت من دينكم » .
دان بالإسلام : اتخذه دينا له . أراد أني دنت بما كنتم عليه في بداية دعوتكم للرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولم أرجع عنه حينما رجعتم عنه ونكثتم العهد والقول ، ويؤيده قوله في البيت التالي :«جفوتم » ولو أراد أنه لايزال على دينهم لناقض قوله : « جفوتم » . في الأدب والأعيان : « من دينكم » . في المقتل :
دنت بما أنتم عليـه ومـا رجعت عن دينكم إلى باطل
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 164

14ـ جفوتم عترة النبي وما الـ ـجافي لآل النبي كالواصل
15ـ مظلومـة والنبي والـدها تدير أرجاء مقلـة حافـل
16ـ ألا مصاليت يغضبـون لها بسلـة البيض و القنا الذابل
17ـ كـم ميـت منهم بغصتـه مقترب العمر بالعرا نـازل
18ـ ما أنتجت حولـه قرابتـه عند مقاساة يومـه النـازل
19ـ أذكـر منهم مـاقد أصابهم فيمنع القلب سلـوة الـذاهل


(14) في الديوان :« دينكم جفوة النبي » وفي المقتل للخوارزمي : « دينهم جفوة النبي » .
(15) يالله ما اروع هذا البيت ، جاء على بساطته يحمل معاني عظيمة وجليلة ، فما أبدعه حين قال :« مظلومة والنبي والدها» ثم وقف عند عينها المليئة بالدموع وهي تديرها هنا وهناك . في النسمة :« مدمع هامل» وفي شهر حسين : « يدبر أرجاء مقلة الحافل » .
حفل الدمع : كثر .
(16) في الديوان والمقتل والنسمة :« ألا مساعير يغضبون لها » .
المصلات من الرجال : الشجاع الماضي في الحوائج .
سل الشيء : انتزعه وأخرجه برفق .
الذابل : الدقيق . وليس المراد سلة الرماح ، فإنها لا تسل وإنما تشرع ، بل المراد ألا يغضبون لها بالرمح الذابل.
(17) الغصة : الحزن والهم .
مقترب العمر : كناية عن قصره ، وهذا ما رجح لدينا ، وإلا فإن الكلمة غير واضحة في المصدر .
نزل بالقوم : حل بهم .
(18) أنتجت الريح السحاب : أستدرته حتى خرج قطره ، كأنه كناية عن البكاء .
قاسى الأمر : كابده وعالج شدته .
نزل به الأمر : حل ، والمراد حلول أجله ووفاته وليس حوله من يبكي عليه والمراد بالشكل المألوف وبما يليق بمقام الحسين عليه السلام وإلا فإن نساء الحسين عليه السلام وأخواته وبناته وبقية النساء قد بكينه وكذلك الإمام السجاد عليه السلام من الرجال رغم أنهم منعوا من البكاء عليه . ولم تنقطع دموع شيعته والمسلمين على مصابه وستبقى حتى ظهور الإمام المهدي المنتظر ( عج ) حيث يأخذ بثأره .
(19) سلا الشيء : نسيه ، طابت نفسه عنه وذهل عن ذكره .
ذهل الشيء : نسيه لشغل . =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 165

20 ـ ماحصلت لامرئ سعادته حقت عليـه عقوبـة الآجل



= والمراد : إن ذكر مصابهم يمنع القلب من السلو .
(20) هذا البيت أضافه « الحسن والحسين» . ونعم ما قال : فإنما الأمور بخواتيمها وسعادة المرء أن تكون عاقبته خيرا .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 166




دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 167


قافية الميم


دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 168




دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 169

الميم المفتوحة
(62)
سبطان (*)

ثلاثة أبيات من البسيط (**) :
1ـ كان الوصي وكانت ابنـة أحمد خير البريـة كلها وابنـاهمـا
2ـ سبطان بارك ذو المعارج فيهما و حباهما وهداهمـا بهداهمـا
3ـ فرعان قد غرسا بأكرم مغرس طابت فروعهما وطاب ثراهما


(*) الأبيات لإسماعيل بن محمد الحميري المتوفى عام 178 هـ من جملة أبيات أولها :
ياصاحبي لدمنتين عفاهما مر الرياح عليهما فمحاهما
وهي في مدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وأهل بيته عليهم السلام مشيرا فيها إلى ما جاء في سورة البينة الآية 7 : « إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية » .
(**) ديوان الحميري : 385 عن أخبار السيد للمرزباني .
(1) الوصي : هو امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .
البرية : الخلق .
(2) السبط : ولد الولد ، وغلب استعماله في ولد البنت .
حباه : أعطاه بلا جزاء . وهداهما : أي هدى الله السبطين بهدي أبويهما .
(3) الثرى : التراب . وكأنه أراد به الأصل الذي تفرعا منه .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 170

(63)
التجعفر (*)

بيتان من مجزوء الرمل (**) :
1ـ وأزال الله عنــي إذ تجعفرت الملامه
2ـ قلت من بعد حسين بعلي ذي العلامـه


(*) البيتان لإسماعيل بن محمد الحميري المتوفى عام 178 هـ ضمن قصيدة أولها :
صح قولي بالإمامه وتعجلت السلامة
أنشأها عند رجوعه عن مذهب الكيسانية واعتقاده بإمامة السجاد عليه السلام والأئمة من بعده .
(**) أعيان الشيعة : 3/ 410 ، ديوان الحميري : 409 ، الغدير : 2/ 249 .
(1) تجعفرت : أي أصبحت جعفريا من أتباع جعفر الصادق عليه السلام ، وذلك عند رجوعه عن مذهب الكيسانية القائلة بإمامة محمد بن الحنفية بعد الإمام الحسين عليه السلام .
الملامة : اللوم وهو مفعول أزال ، أي : أزال الله الملامة حين تجعفرت .
(2) علي ذو العلامة : هو الإمام السجاد عليه السلام ولكثرة سجوده كان على محل سجوده ثفنات ، ولكثرة حمله الطعام للفقراء والأيتام رؤي على ظهره سواد من أثر الجراب ، وذلك عند تغسيله . ويقال له : ذو الثفنات ، وكان يقصها بين فترة وأخرى .
العلامة : إشارة إلى الثفنات . والثفنة من البعير : ما يقع على الأرض من أعضائه إذا استناخ وغلظ .

السابق السابق الفهرس التالي التالي