دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 171

الميم المضمومة
(64)
هذا حسين (*)



(*) القصيدة لهمام بن غالب الفرزدق المتوفى عام 110 هـ ، وعلى ماذكره فخر الدين الطريحي في كتابه عن الدرجات الرفيعة ، فإنه مدح بها الإمام الحسين عليه السلام .
ولكن المعروف والمشهور ، بل المنقول في كتب التاريخ والسير ، وعليه أكثر العلماء ، أنه أنشأها في الإمام علي بن الحسين عليه السلام ، وإليك نص ما قاله الطريحي :
بعدما التقى الإمام الحسين عليه السلام بالفرزدق في طريقه إلى العراق ـ إلى أن يقول ـ : ثم ودعه الفرزدق في نفر من أصحابه ومضى يريد مكة فأقبل عليه ابن عم له من بني مجاشع فقال : يا أبا فراس ، هذا الحسين بن علي ؟ فقال : هذا الحسين بن فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى ، هذا والله ابن خيرة الله وأفضل من مشى على الأرض من ولد آدم أبي البشر ، وقد كنت قلت أبياتا قبل اليوم فلا عليك أن تسمعها ، فقال له ابن عمه : ما اكره ذلك يا ابا فراس ، فإن رأيت أن تنشدني ما قلت فيه ، فقال الفرزدق : نعم ، أنا القائل فيه وفي أبيه وأخيه وجده هذه الأبيات : هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... ( الأبيات ) .
ثم أقبل الفرزدق على ابن عمه ذلك فقال : والله لقد قلت فيه الأبيات غير معترض لمعروفه ، ولكن أردت الله بذلك والدار الآخرة . هذا ما قاله الشيخ فخر الدين الطريحي في سبب إنشاء القصيدة .
وجاء في الفتوح لابن أعثم : 5/ 127 أنها في الإمام الحسين عليه السلام وعدها ( 16 ) بيتا .
وجاء في مقتل الخوارزمي ( 27) بيتا ، وجاء في المعجم الكبير أنها في الحسين عليه السلام وعدها تسعة أبيات .
ورأينا في مجلة « الإيمان » الكندية العدد : 12 / السنة الأولى التاريخ ( 15 ) شعبان ص : 21 بيتا في أول القصيدة ، وهو :
هذا سليـل حسـين وابن فاطمـة بنت الرسول الذي أنجابت به الظلم
والملاحظ فيه أنه ليس بقوة الأبيات الأخرى ، ولو صح البيت فإنه يقوي كون الأبيات قد قيلت في الإمام علي بن الحسين عليه السلام . =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 172




= وأما الآخرون ـ كالأمين في أعيان الشيعة : 10 / 268 ـ فقد قالوا : إن هشام بن عبد الملك حج إلى البيت الحرام في ولاية أبيه أو أخيه الوليد ومعه رؤساء أهل الشام ، فجهد أن يستلم الحجر فلم يقدر من ازدحام الناس ، فنصب له منبر فجلس عليه ينظر إلى الناس . وأقبل علي بن الحسين عليه السلام ـ وهو أحسن الناس وجها وأنظفهم ثوبا وأطيبهم رائحة ـ فطاف بالبيت ، فلما بلغ الحجر الأسود تنحى الناس كلهم وأخلوا له الحجر ليستلمه ، هيبة وإجلالا له ، فغاظ ذلك هشاما وبلغ منه ، فقال رجل لهشام : من هذا ، أصلح الله الأمير ؟ فقال هشام : لا أعرفه ، وكان به عارفا ولكنه خاف ان يرغب فيه أهل الشام ويسمعوا منه ، فقال له الفرزدق ـ وكان حاضرا ـ أنا أعرفه فسلني يا شامي ، قال : ومن هو ؟ فأنشد الفرزدق :
1ـ هذا الذي تعـرف البطحـاء وطأتـه والبيت يعرفـه والحـل و الـحـرم
2ـ هـذا ابـن خيـر عبـاد الله كلهـم هـذا التقـي النقـي الطاهـر العلـم
3ـ هذا ابن فاطمـة إن كـنت جـاهلـه بجـده أنبـيـاء الله قـد خـتـمـوا
4ـ هـذا علـي رســول الله والــده أمست بنـور هـداه تهتـدي الأمـم
5ـ إذا رأتـه قـريـش قـال قائـلهـا إلى مكـارم هـذا ينتـهـي الكـرم
6ـ يكـاد يمسـكـه عـرفـان راحتـه ركن الحطيم إذا مـا جـاء يستـلـم
7ـ الله شـرفـه قـدمـا وعظـمــه جرى بـذاك لـه في لـوحـه القلـم
8ـ أي الخلائـق ليسـت في رقـابهـم لأولــيــة هـذا أولـه نعـــم
9ـ من يشكـر الله يشـكـر أولـيـة ذا فالدين من بيت هـذا نـالـه الأمـم
10ـ ينمـى إلى ذروة العز التي قصرت عن نيلها عـرب الإسـلام والعجـم
11ـ يغضي حياء ويغضى من مهابتـه فمـا يكـلـم إلا حـيـن يبتـسـم
12ـ في كفـه خيـزران ريحـه عبق من كـف أروع في عرنينـه شـمم
13ـ من جده دان فضل الأنبيـاء لـه وفضـل أمتـه دانـت لـه الأمـم
14ـ مشتقـة من رسـول الله نبعتـه طـابت عناصـره والخيم والشـيم
15ـ ينشق ثوب الدجى عن نور غرته كالشمس ينجاب عن إشراقهـا الظلم
16 مـاقـال لا قـط إلا في تشهــده لـولا التشهـد لم ينطـق بـذاك فم
17ـ حمال أثقـال أقـوام إذا فدحـوا حلـو الشمائل تحلـو عنـده نعـم
18ـ عم البريـة بالإحسـان فانقشعت عنهـا العنـايـة و الإملاق والعدم
19ـ كلتا يديـه غيـاث عـم نفعهمـا يسـتمطـران ولايعـروهمـا العدم
20 ـ سهل الخليقـة لا تخشى بـوادره يزينـه أثنان حسن الخلـق والكـرم
21 ـ لا يخلف الوعد ميمـون نقيبتـه رحب الفناء أريـب حيـن يعتـزم
22ـ من معشـر حبهـم دين وبغضهم كفـر وقـربهم منجـى ومعتصـم
23ـ يستدفع السـوء و البلـوى بحبهم ويسـتدب بـه الإحسـان و النعـم
24ـ مقـدم بعـد ذكـر الله ذكـرهـم في كل بـدء ومختـوم بـه الكـلم
=
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 173


=
25ـ إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
26 ـ لا يستطيع جـواد بعد جـودهم ولا يدانيـهـم قـوم وإن كـرمـوا
27ـ هم الغيوث إذا ما ازمـة أزمت والأسد أسد الشـرى والبأس محتدم
28ـ يأبى لهم أن يحل الذم سـاحتهم خيم كـريم وأيـد بالنـدى هضـم
29 ـ لا ينقص العسر بسطا من أكفهم سـيان ذلك إن أثـروا وإن عدمـوا
30 ـ وليس قـولك من هذا بضائره العرب تعرف إن أنكـرت والـعجم
ويذكر الأمين : أن الروايات مختلفة اختلافا كثيرا في عدد الأبيات بالزيادة والنقصان وقائلها فنحن نذكر أولا أكثرها عددا ثم نشير إلى باقي الروايات .
فقيل خمسة وقيل سبعة ، وقيل عشرة ، وفي ديوان الفرزدق المطبوع بدار صادر بيروت سبعة وعشرون بيتا ألا إن الأمين يرجح أنها ثمانية وعشرون أو تسعة وعشرون حيث يوافق أبا الفرج الأصبهاني بأن البيتين الحادي عشر والثاني عشر ليسا مما يمدح بهما علي بن الحسين عليه السلام وله من الفضل المتعال ما ليس لأحد . كما أنه يرجح كون القصيدة للفرزدق رغم أن هناك أقوالا في نسبتها إلى غيره فقيل أنها للحزين الليثي كما في لسان العرب :2/ 392 وقيل لذود بن أسلم وقيل لخالد ابن يزيد أو داوود .
كما أن الأمين يرجح كونها في الإمام السجاد عليه السلام بل يؤكد ذلك وينسبه إلى الشهرة بل إلى التواتر غير أن هناك أقوالا بأن القصيدة قيلت في غيره ولو بعضها فقيل أنها في قثم بن العباس وقيل في عبد الله بن عبد الملك وقيل أنها في عبد العزيز بن مروان ومن ذكر أنها في قثم قال أن منها :
كم صارخ بك من راج وراجية يرجوك ياقثم الخيرات ياقثم
أي الضمائر ليست في رقـابهم لأولـي هـذا أولـه نعـم
ومن قال أنها للحزين في عبد الله بن عبد الملك ذكر أن منها :
الله يعلم أن قد جئت ذا يمن ثم العراقين لايثنيني السأم
ويرى الأمين أن البيتين « يغضي » و«في كفه خيزران» من جملة هذه الأبيات حيث دخل الحزين على عبد الله بن عبد الملك بالمدينة وكان في يد ابن عبد الملك قضيب خيزران فأنشد الأبيات :
وقد عرفت أن الشيخ الطريحي يصر أنها في الإمام الحسين عليه السلام وأنها تسعة عشر بيتا وأن قائلها هو الفرزدق وهناك اختلاف في الفاظها وكلماتها وقد ذكرناها في الهامش كاملة ليتبين الاختلاف في عدد الأبيات و كلماتها .
ولكن الذي عليه أكثر المؤرخين إن لم نقل جلهم أنها قيلت في الإمام السجاد عليه السلام ومن أراد التفصيل فيراجع أعيان الشيعة : 10 / 270 وعليه جامع =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 174

خمسة وثلاثون بيتا من البسيط (**) :
1ـ هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفـه والحل والحـرم



= الديوان : 2/ 178 وابن شهر آشوب في المناقب : 4/ 169 والمجلسي في البحار : 46 / 426 والأمين في أعيان الشيعة نقلا عن أبي الفرج في الأغاني والمرزباني في معجم الشعراء والقيرواني في زهر الأداب والسيد المرتضى في أماليه ، والهجويري في كشف المحجوب : 280 ، ولكن يمكن القول بالجمع بين الأقوال كلها بأن لكل منها وجها حيث أن لبعض الشعراء أبياتا في ممدوحه على هذا الوزن والقافية فاختلط بعض الأبيات فانضمت إلى قصيدة الآخر أو بالعكس . و أما في هذا المورد بالخصوص فلعل الفرزدق قالها أولا في الإمام الحسين عليه السلام ثم كملها في الإمام السجاد عليه السلام وأنه قالها في الإمام الحسين عليه السلام ولكنها لم تشتهر فيه ثم لما اتفق ما رآه وسمعه من هشام بن عبد الملك حورها في الامام السجاد عليه السلام حيث لا اختلاف بينهما في الصفات إذ أنهما من نور واحد . والله العالم بحقائق الأمور . ورغم أنا نميل إلى ما ذهب إليه المشهور الا أن إصرار الطريحي بانضمام ما أخذناه على أنفسنا أن نذكر كلما يتعلق بالإمام عليه السلام في هذه الموسوعة جعلنا لا نحيد عن ذكرها هنا لمكان الاحتمال ، ولا مجال لنسبته إلى غلط النساخ لما عرفت من صريح كلامه أنها في الحسين عليه السلام مضافا إلى نقله قول الفرزدق أنا القائل فيه وفي أبيه وأخيه وجده ، ويؤيد ما أخذناه أن محمد بن طلحة يؤكد أنه أنشأها في الحسين عليه السلام في صفحة 23 من كتابه مطالب السؤول ثم يقول في صفحة 46 لدى ترجمة الإمام السجاد عليه السلام : وأنشد هشاما من الأبيات التي قالها في أبيه الحسين وقد تقدم ذكرها ... فزاد فيها بعض الأبيات لمخاطبة هشام بذلك .
ويقول السيد علي خان المدني في الدرجات الرفيعة : فإن ابن أعثم نسب القصيدة إلى الفرزدق في الحسين عليه السلام والذي عليه الرواة ، مع اختلاف كثير في أبياتها ، أنها للحزين الليثي قالها في قثم بن العباس ، وأن الفرزدق أنشدها في علي بن الحسين عليه السلام قال المؤلف ( السيد علي خان ) عفا الله عنه : أما كون القصيدة بتمامها في قثم بن العباس فأمر يشهد بعض أبيات القصيدة باستحالته كما تراه وأما إنشاد الفرزدق لها في علي بن الحسين فقد ذكره كثير من رواة الأخبار والمؤرخين .
(**) المنتخب لفخر الدين الطريحي : 111 ، الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة : 549 عن مطالب السؤول لمحمد بن طلحة : 2/ 33 ، 46 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 1/ 224 ، الفتوح : 5/ 127 ، المعجم الكبير : 3/ 101 .
(1) بطحاء الوادي : تراب لين مما جرته السيول ، والمسيل الواسع فيه دقائق الحصى .
الوطأة : موضع القدم . =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 175

2ـ هذا ابـن خيـر عبـاد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهـر العلـم
3ـ هذا حسـين رسـول الله والـده أمست بنـورهداه تهتـدي الأمم
4ـ هذا ابن فاطمـة إن كنت جاهلـه بجـده أنبيـاء الله قـد ختمـوا
5ـ هذا ابن فاطمـة الزهراء عترتها أئمـة الديـن مجريـا بـه القلم
6ـ إذا رأتـه قـريش قـال قـائلها إلى مكـارم هـذا ينتهي الكـرم
7ـ ينمى إلى ذروة العز التي قصرت عن نيلهـا عرب الإسلام والعجم
8ـ يكاد يمسكـه عرفـان راحتـه ركـن الحطيم إذا ماجـاء يستلم
9ـ بكفـه خيـزران ريحـه عبـق بكف أروع في عرنينـه شمـم


= الحل والحرم : كناية عن جميع الناس من أحرم منهم ومن أحل ، ولم يرد في الطبقات .
(2) خير العباد : هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
(3) هذا البيت كما لاحظته ذكره الأمين : « هذا علي رسول الله والده » .
(4) ورد في المقتل والمطالب .
(5) في المطالب : « عترته » والضمير هنا يعود على الإمام عليه السلام وفي الطبقات :« غرتها » وفي الفتوح والمطالب :« في جنة الخلد مجريا به القلم» . لم يرد في المقتل .
(6) أي أن الكرم يبلغ غايته ويقف عند مكارم الإمام عليه السلام .
في هامش الفتوح :« قريشا » . ولا وجه له .
(7) نمى الحديث إلى فلان : رفعه إليه وعزاه ، وانتمى إلى أبيه : أنتسب واعتزى .
ذروة كل شيء : أعلاه . ورد في المقتل .
(8) شبه بأن للركن يدا ، فلما أقبل الإمام عليه السلام مد إليه راحته ليمسكه إياها ، وهو من جميل التصوير . وفي المعجم الكبير :« لديه حين يستلم » .
(9) في المعجم الكبير : « وفي كفه خيزران » .
العبق : الذي تفوح منه رائحة الطيب .
الأروع : من يعجبك بحسنه وجماله ، الشهم الذكي .
العرنين : الألف كله ، أو ما صلب منه .
الشمم : ارتفاع قصبة الأنف مع حسنها واستوائها .
ويصر الأمين ان الصحيح في البيت :« في كفه خيزران » وأنه ليس في الإمام عليه السلام .
لم يرد في المقتل . في الطبقات : « من كف » وفي هامش الفتوح : « ريحها » .
الخيزران : كل عود لين .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 176

10ـ يغضي حياء ويغضى من مهابته فـلا يكـلم إلا حيـن يبتســم
11ـ ينشق نور الدجى عن نور غرته كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم
12ـ مشتقـة من رسول الله نبعتـه طابت أرومتـه والخيـم والشيم
13ـ الله شرفـه قـدمـا و عظمـه جرى بذاك لـه في لـوحة القلم
14ـ فليس قـولك من هذا بضائـره العرب تعرف من أنكرت والعجم
15ـ كلتا يديـه غيـاث عم نفعهمـا تستـوكفان و لايعروهمـا العدم


(10) أغضى عينيه : طبق جفنيها حتى لا يبصر شيئا ، وأغضى عنه طرفه : صده عنه .
ويقول الأمين : إن هذا البيت ليس في الإمام عليه السلام .
وروى صاحب الأغاني القصيدة ، وأشار إلى أن البيتين (9 ، 10 ) ليسا في الإمام ، ولا هما للفرزدق ، وإنما هما للحزين الديلمي في عبد الله بن عبد الملك ، أدخلهما الرواة في قصيدة الفرزدق اشتباها . وقد أكد صاحب الأغاني في حديثه عن الحزين الديلمي ذلك . راجع أخباره في الإغاني : 15 / 315 . في الطبقات والمعجم الكبير :« فما يكلم » .
(11) في المقتل : « ثوب الدجى » . أراد : أن النور الذي يكون في الظلام ـ كضوء القمر أو السراج ـ يكون منيرا جدا ، وهو فرع نور جبهته . ولعل من أورد نسخة : « ثوب الدجى » نظر إلى أن الظلمة ليس لها نور فرجح الثوب ، وله وجه .
الدجى : الظلمة .
غرة كل شيء : أوله ومعظمه وطلعته . في هامش الفتوح :« عترته » .
انجاب : انكشف . في الطبقات : « نور الهدى » وفي المطالب : 33 :« من نور » .
(12) في المطالب : 34 :« منشقة » .
النبعة : الأصل . في هامش الفتوح : « المنبعثة » .
الأرومة : الأصل والحسب .
في هامش الفتوح : « أروهته ، مغارسه» وفي المقتل والمعجم الكبير :« عناصره » .
الخيم : الطبيعة والسجية .
الشيمة : السجية .
(13) قدما : أي في قديم الزمان . ورد في المقتل .
(14) ورد في المقتل والمطالب : 47 .
بضائره : أي لا يضره ولا ينقص من شأنه .
(15) الغياث : ما أغثت به المضطر من طعام أو نجدة ، والغيث : مفرد أغياث وغيوث ، وهو المطر ، وهو أنسب لما بعده ، فلو قال : « غيوث» كان أبلغ . =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 177

16ـ من جده دان فضل الأنبياء له وفضل أمتـه دانت لـه الأمم
17ـ سهل الخليقـة لاتخشى بوادره يزينه أثنان حسن الخلق والشيم
18ـ حمال أثقال أقوام إذا فدحـوا حلو الشمـائل تحلـوعنده نعم
19ـ لايخلف الوعد ميمـون نقيبته رحب الفناء أريب حين يعتزم
20ـ عم البرية بالإحسان فانقشعت عنها الغيابـة والإملاق والعدم
21ـ من معشر حبهم دين وبغضهم كفر وقربهم فـوز ومعتصـم
22ـ يستدفع الضر و البلوى بحبهم ويستقيم بـه الإحسـان والنعم


= وكف الدمع ونحوه : سال .
عرا فلانا أمر : ألم به . أي أن كرمه وعطاءه دائم لا ينقطع . ورد في المقتل .
(16) دان : أطاع ، أراد تفوق فضل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الأنبياء وأمته على الأمم . ورد في المقتل .
(17) البوادر : جمع بادرة ، وهي الحدة أو ما يبدو من الإنسان عند حدته ، والبادرة : طرف السهم من جهة النصل ، والمراد الأول . ورد في المقتل .
(18) فدحه الحمل : أثقله وبهظه .
الشمائل : جمع شميلة وشمال ، وهو الطبع . ورد في المقتل .
(19) يمن الله فلانا فهو ميمون : جعله مباركا .
النقيبة : النفس ، الطبيعة ، نفاذ الرأي ، يقال : فلان ميمون النقيبة ، أي : محمود المختبر .
رحب المكان : أتسع .
الفناء : الساحة أمام البيت ، كناية عن سعة الصدر أو كثرة الضيافة والكرم .
أرب الشيء : صار ماهرا فيه وبصيرا ورد في المقتل .
(20) عم الشيء : شمل الجماعة .
انقشع السحاب : زال وانكشف .
الغيابة : المنخفض من الأرض ولعله كناية عن سوء الحال .
الإملاق : الفقر . ورد في المقتل .
(21) في الفتوح :« في معشر حبهم شكر» وفي هامشه : « بي معشر » وهو تصحيف . في بعض المصادر : « مبغضهم » ولا وجه له . في الدرجات والفتوح والمقتل : « وقربهم منجى» وفي المطالب :« ملجا» . في هامش الفتوح : « نور » .
اعتصم به من الشر : التجأ وامتنع .
(22) في المنتخب : « الظلم » وفي هامش الفتوح : « الشر» وفي المقتل والطبقات : « السوء » . =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 178

23ـ إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
24ـ لا يستطيع جـوازا بعد غايتهم ولا يـدانيـهم قـوم وإن كـرمـوا
25ـ بيوتهم في قريش يستضاء بها في النائبات وعند الحكم إن حكموا
26ـ هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت والأسد أسد الشرى و البأس محتدم
27ـ يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم خيم كريم و أيـد بـالـندى هضم
28ـ لا يقبض العسر بسطا من أكفهم سيان ذلك إن أثـروا وإن عدمـوا

= البلوى : الاختبار ، المصيبة ، الغم ، والأخير الأنسب . في هامش الفتوح : « بحسبهم » وبه يختل الوزن إلا بتسكين السين . في المقتل :« ويستزاد به » وفي هامش الفتوح : « ويسترب » .
(23) في الطبقات والفتوح والمنتخب : « الندى » . في هامش الفتوح : « أو قبل » وهو تصحيف . وفيه : « قبلهم » وهو تصحيف .
(24) جاز المكان : تركه خلفه وقطعه .
الغاية : المدى . أي أنهم النهاية والغاية في كل شيء فلا يجوزهم قوم ، بل ولا يدانيهم أحد .
داناه : قاربه . في الفتوح والمعجم الكبير : « لا يستطيع جواد بعد جودهم » وفي هامشه : « جوارا بعد غائبهم » . وفي المقتل :« جواد » وفي المطالب والطبقات : « لا يستطيع مجار » .
(25) في الفتوح والطبقات : « من قريش » . في المطالب : « يستضلها » ولا وجه له ، ما إذا كانت تصحيف : « يستظل بها » فإنها أقوى من المتن .
النائبة : المصيبة . لم يرد في المقتل .
(26) الغيوث : جمع غيث ، وهو المطر .
الأزمة : الشدة والضيقة ، القحط .
الشرى : مأسدة جانب الفرات يضرب بها المثل .
البأس : القوة والشجاعة ، الخوف .
احتدم الرجل : اشتعل غيظه ، واحتدم النهار : اشتد حره . ورد في المقتل .
(27) الخيم : الطبيعة والسجية . ويمكن أن يكون الفعل : « يؤبى » . ورد في المقتل .
الندى : الجود والخير .
هضم له من حقه : ترك منه شيئا عن طيبة نفس ، والهضم جمع هضوم ، وهو المنفق لماله ، ولعله الأنسب .
(28) السي : المثل ، أي أن كرمهم على حاله سواء أثروا ام افتقروا . =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 179

29ـ مقدم بعد ذكـر الله ذكـرهم في كل بدء ومختـوم به الكلـم
30ـ اي الخلائق ليست في رقابهم لأوليـة هـذا أو لـه نعــم
31ـ من يعرف الله يعرف أولية ذا فالدين من بيت هذا نالـه الأمم
32ـ و جده من قريش في أرومتها محـمـد وعلـي بعـده علـم
33ـ بدر له شاهد والشعب من أحد و الخندقان ويوم الفتح قد علمـوا
34ـ وخيبـر وحنين يشهدان لـه وفي قريظـة يـوم صيلم قتـم
35ـ مواطن قد علت في كل نائبة على الصحابة لم أكتم كما كتموا


= أعدم الرجل : افتقر . ورد في المقتل .
(29) ورد في المقتل .
(30) ورد في المقتل والمعجم الكبير وفي الثاني : « أي العشائر ليست » .
(31) ورد في المقتل .
(32) في الفتوح : « فجده » وفي المطالب : « فجده في » .
الأرومة : أصل الشيء .
في المطالب : « من أرومتها » . لم يرد في المقتل .
(33) الشعب : الطريق في الجبل .
الخندقان : إشارة إلى غزوتين : إحداهما غزوة الخندق ، ولعله أراد بالأخرى غزوة بني المصطلق حيث لم يفصل بينهما شهر ، وكلتا الغزوتين وقعتا حوالي رمضان .
(34) يشهدان : تذكير الفعل بتقدير : موضع خيبر وموضع حنين يشهدان ... والمراد اللازم وهو الغزوتان . الصيلم : الأمر الشديد ، ووقعة صيلمة : مستأصلة .
قتم : ضرب إلى السواد ، وقتم الغبار : ارتفع ، والقتم : الغبار .
في المطالب والمنتخب : « قريضة » وهو تصحيف . لم يرد في المقتل والفتوح . وفي هامش الفتوح : « صائم قتم » . وقوله : « قريظة » إشارة إلى غزوة بني قريظة .
(35) في المطالب والطبقات :
مناقب قد علت أقدارها ونمت آثارها لم ينلها العرب والعجم
لم يرد في الفتوح والمقتل .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 180

(65)
مات الفخار (*)

ستة أبيات من البسيط (**) :
1ـ مات الفخار ومـات الجـود والكـرم واغبرت الأرض والآفـاق والحـرم
2ـ وأغلـق الله أبـواب السمـاء فــلا ترقـى لهم دعـوة تجلى بهـا الغمم
3ـ ياأخت قـومي انظري هذا الجواد أتى ينبئك أن ابن خيـر الخلـق مختـرم
4ـ مـات الحسين فيـا لهفي لمصرعـه وصار يعلـو ضيـاء الأمـة الظلم
5ـ ياموت هل من فدى ياموت هل عوض الله ربـي مـن الفـجـار ينتـقـم


(*) الأبيات للسيدة سكينة بنت الحسين بن علي عليهم السلام المتوفاة سنة 117 هـ أنشأتها حين رأت جواد أبيها وقد رجع من المعركة لوحده فعلمت أنه قد قتل في المعركة .
وفي نور العين جاءت منسوبة إلى فاطمة بنت الحسين عليه السلام .
(**) ناسخ التواريخ : 3/ 3 ، أسرار الشهادة : 435 ، نور العين في مشهد الحسين : 32 ، مقتل الحسين لأبي مخنف : 149 ، ينابيع المودة : 2/ 175 .
(1) فخر فخراً وفخارا : باهى وتمدح بالخصال والمناقب والمكارم إما فيه أو في أهله .
غبر غبورا فهو أغبر : أصابه الغبار . في الينابيع : « مات الإمام » .
(2) في الناسخ ومقتل أبي مخنف : « تجلى بها الهمم » .
رقى الجبل : صعده .
جلا عنه الهم : أذهبه وأزاله .
الغمم : جمع غمة وهو الحزن والكرب . وجاء الشطر الثاني في النور :« توقى لنا دعوة تجلى بها النعم » وفي الينابيع « فلم ترقى » .
(3) في أبي مخنف : « انظري إلى هذا الجواد » وبه يختل الوزن .
أخرمه : أهلكه ، والمخترم : الهالك .
وفي الينابيع : « ياعمتي انظري هذا الجواد أتى » .
(4) في النور :
غاب الحسين فوالهفي لغيبته وصار يعلو علينا بعده الظلم
في الينابيع جاء الشطر الأول كما في النور ، وجاء فيه « فصار يعلو » . لهف على ما فات : حزن وتحسر .
(5) في الأسرار والينابيع : « فلله ربي من الكفار » . وفي النور : =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 181

6ـ يا أمة السوء لاسقيا لمربعكم يا أمة أعجبت من فعلها الأمم



= يا قوم هل من هذا ياقوم هل عوض تفديـه والله هـذي النـاس والأمـم
(6) هذا البيت أضافه الأسرار عن المنتخب . والمربع : الموضع الذي يقام فيه في فصل الربيع .
أعجبه : حمله على العجب .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 182

(66)
حرمة الله (*)

بيت من الخفيف (**) :
1ـ في حرام من الشهور أحلت حرمـة الله والحـرام حرام



(*) البيت لإسماعيل بن محمد الحميري المتوفى عام 178 هـ أنشأه في الإمام الحسين عليه السلام .
(**) أعيان الشيعة : 3/ 427 ، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب : 4/ 86 .
(1) حرام الشهور : أراد به شهر محرم ، والأشهر الحرم أربعة : رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم . وكانت العرب في الجاهلية تحرم فيها القتال ، وكان الأمر في الإسلام كذلك إلا بني أمية انتهكوا حرمة هذا الشهر ، فلا هم عملوا بعرف الجاهلية ، ولا التزموا بحكم الإسلام .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 183

(67)
سنا البدر (*)

بيت من الوافر (**) :
1ـ وثالثه الحسين فليس يخفى سنـا بدر إذا أختلط الظلام



(*) البيت لإسماعيل بن محمد الحميري المتوفى عام 178 هـ من جملة أبيات أولها :
على آل الرسـول وأقربيـه سلام كلمـا سجـع الحمـام
أليسـوا في السماء هم نجوم وهم أعـلام عـز لا يـرام
فيا من قد تحير في ضـلال أمير المـؤمنين هو الإمـام
رسـول الله يـوم غدير خم أناف بـه وقد حفر الأنـام
وثاني أمره الحسن المرجى لـه بيت المشـاعر والمقام
وثالثه ... البيت .
(**) أعيان الشيعة : 3/ 427 ، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب : 1/ 317 ، الغدير : 2/ 252 ، إثبات الهداة : 3/ 285 .
(1) سنا البدر : أضاء ، والسناء : الضياء .
اختلط الظلام : اشتد سواده .

السابق السابق الفهرس التالي التالي