دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 184

(68)
حنان الرسول (*)

بيتان من الطويل (**) :
1ـ ويدعو بسبطيه حنانا ورقة فيدنيهما منـه قريبا و يكرم
2ـ يضمهما ضم الحبيب حبيبه إلى صدره ضما وشما فيلثم


(*) البيتان لإسماعيل بن محمد الحميري المتوفى عام 178 هـ ولعلهما من قصيدة أولها :
فمال إلى أدناهم منه بيعا توسم فيه خير ما يتوسم
وهي في مدح الإمام علي عليه السلام وبيان فضائله وفي آخر الأبيات يعرج على الإمامين الهمامين السبطين الحسن والحسين عليهما السلام ويشير إلى الحديث الذي يروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا رأى الحسين عليه السلام مقبلا قبله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه وقال : « فديت من فديته بابني إبراهيم » . فضائل الخمسة 3/ 317 . وفي حديث طويل : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل حسنا عليه السلام وضمه إليه وجعل يشمه ، مستدرك الصحيحين : 3/ 170 .
(**) مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب : 2/ 272 وأول الأبيات ص 76 .
(1) السبط : ولد البنت .
(2) لثم الفم : قبله .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 185

(69)
أشجاني بنوك (*)

عشرة أبيات من الطويل (**) :
1ـ لقـد هـد ركني رزء آل محمد وتلك الرزايا والخطـوب عظام
2ـ وأبكت جفوني بالفرات مصارع لآل النبي المصطفـى وعظـام
3ـ عظـام بأكناف الفرات زكيـة بهـن علينـا حرمـة و ذمـام
4ـ فكـم حـرة مسبيـة ويتيمـة وكم من كريم قد عـلاه حسـام
5ـ لآل رسـول الله صلت عليهم ملائكـة بيض الوجـوه كـرام
6ـ أفاطم أشجاني بنوك ذوو العلى فشبت وإنـي صـادق لغـلام


(*) الأبيات لسفيان بن مصعب العبدي المتوفى حدود عام 178 هـ أنشأها في رثاء قتلى الطف .
(**) أدب الطف : 1/ 169 ، وذكر في كامل الزيارات : 105 ح 2 : أن أباعمارة أنشد شعر العبدي الإمام الصادق عليه السلام بأمر منه ، ترجمة الإمام الحسين المستل من تاريخ دمشق لابن عساكر : 301 إلا أنه قال لبعض الشعراء وعنه أدب الطف : 7/ 8 .
(1) هد البناء : هدمه وضعضعه ، وهدته المصيبة : أوهنت ركنه . والركن : ما يقوى به ، وفي تاريخ دمشق : « هد جسمي » .
الرزية : المصيبة العظيمة . الخطب : الشأن صغر أو عظم ، وغلب في الأمر العظيم المكروه .
(2) العظام : هنا جمع عظم ، والمراد بالبيت الأول : الخطوب العظيمة .
(3) الأكناف : جمع كنف وهو الجانب .
الذمام : الحرمة والحق .
في تاريخ دمشق : « لهن علينا » .
(4) في تاريخ دمشق : « مسبية فاطمية » .
(5) بيض الوجوه : كناية عن أنهم كرام ويقابله ـ سود الوجوه ـ حيث يطلق على المسيء .
(6) أشجاني : أحزنني .
شاب : أبيض شعره . =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 186

7ـ وأضحيت لا ألتذ طيب معيشتي كـأن علـي الطيبـات حـرام
8ـ ولا البارد العذب الفرات أسيغه ولا ظل يهنينـي الغـداة طعـام
9ـ يقولون لي صبرا جميلا وسلوة وما لي إلى الصبر الجميل مرام
10ـ فكيف اصطباري بعد آل محمد وفي القلب مني لوعـة وضرام


= وقوله : « صادق » معترض ، أي لقد شبت وأنا غلام ، وأنا صادق فيما أقول .
(7) في تاريخ دمشق : « وأصبحت » .
(8) ساغ الشراب : هنأ وسهل مدخله في الحلق ، وأساغه : سهل مدخله في الحلق .
أي : ولا أسيغ البارد الفرات .
(9) السلوة : السلو ، وسلا الشيء : طابت نفسه عنه وذهل عن ذكره .
رام الشيء : أراده وطلبه ، والمرام : الطلب ، كأنه أراد أن ليس هناك سبيل فيطلبه .
وهذا البيت لم يورده ابن عساكر .
(10) اللوعة : حرقة الحزن والوجد .
الضرام : الاتقاد .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 187

(70)
الحصن الحصين (*)

أربعة أبيات من الكامل (**) :
1ـ متمسكـا بمحمـد وبـآلـه إن الموفق من بهم يستعصم
2ـ ثم الشفاعـة من نبيك أحمد ثـم الحمايـة من علي أعلم
3ـ ثم الحسـين وبعـده أولاده ساداتنا حتى الإمـام المكتم
4ـ سـادات حر ملجأ مستعصم بهم ألوذ فذاك حصن محكم


(*) الأبيات للحسن ( أبي نؤاس ) بن هاني الحكمي المتوفى عام 198 هـ حيث يقدم أولياءه الذين أذهب الله عنهم الرجس بين يدي الله ليغفر ذنبه .
(**) أعيان الشيعة : 5/ 349 ، مناقب آل أبي طالب : 2 / 165 .
(1) استعصم به : استمسك به ولزمه .
(2) الشفاعة : السؤال في التجاوز عن الذنوب .
(3) كتم الأمر : أخفاه ، والإمام المكتم : إشارة إلى إلإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف الذي غاب عن الأنظار سنة 260 هـ وسيظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا.
(4) لاذ بالجبل : التجأ إليه واستتر به .
الحصن : كل مكان محمي منيع .
أحكم الشي : أتقنه ، كناية عن قوته وعدم إمكان تسرب الخلل إليه . وما أجمل قوله : « سادات حر » فإن السيد يملك العبد وهم يملكون الأحرار بما لهم من الله سبحانه .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 188

الميم المكسورة
(71)
ذكرهم شفاء النفوس (*)

عشرة أبيات من الخفيف (**) :
1ـ ووصي الوصي ذي الخطة الفصـ ل ومردي الخصـوم يـوم الخصام
2ـ و قتيـل بـالطف غـودر منهـم بـيـن غـوغـاء أمـة و طغـام
3ـ تـركب الطيـر كالمجـاسد منـه مـع هـاب مـن التـراب هيــام
4ـ و تطيـل المـرزات المقـالـيـ ـت عليـه القـعـود بعـد القيـام


(*) الأبيات للكميت بن زيد الأسدي المتوفى عام 126 هـ من قصيدة أنشدها الإمام الباقر عليه السلام فأبكاه ، ومطلعها :
من لقلب متيـم مستهـام غير ما صبوة ولا أحلام
(**) مقتل الحسين لبحر العلوم : 57 نقل قسما منها ، أدب الطف : 1/ 190 ، الحسن والحسين سبطا رسول الله : 64 ذكر بيتين ؛ الغدير : 2/ 187 عن مروج الذهب : 3/ 229 البيت الثاني فقط ، الروضة المختارة : 20 .
(1) وصي الوصي : هو الإمام الحسن عليه السلام حيث ذكر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بالوصاية قبل هذا البيت .
(2) في الروضة : « غودر منه » الغوغاء : السفلة من الناس والمتسرعين إلى الشر .
الطغام : أوغاد الناس .
(3) المجاسد : جمع مجسد ، وهو ما أشبع صبغة من الثياب ، وثوب مجسد : مصبوغ بالزعفران ، وقيل : هو الأحمر ، وهو الأنسب لحال القتيل .
هبا الغبار : سطع ، وتراب هاب : منتشر في الجو .
الهيام : تراب يخالطه رمل ينشف الماء نشفاً ، والهيام : التراب أو الرمل الذي لا يتمالك أن يسيل من اليد للينه .
(4) المرزؤون : قوم مات خيارهم .
المقاليت : جمع مقلات ، وهي التي لا يعيش لها ولد .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 189

5ـ يتعـرفـن حر وجـه عليـه عقبـة السرو ظاهرا والـوسام
6ـ وأبو الفضل إن ذكرهم الحلـ و شفاء الـنفـوس و الأسقـام
7ـ قـتـل الأدعيـاء إذ قتلـوه أكرم الشاربين صـوب الغمـام
8ـ ما أبالي ولـن أبـالي فيهـم أبـدا رغم سـاخطيـن رغـام
9ـ فهم شيعتي وقسمي من الأمـ ـة حسـبي من سائر الأقسـام
10ـ ولهت نفسي الطروب إليهم ولهاً حـال دون طعم الطعـام


(5) حر الوجه : مرتفع الخد ، وهو أكرم موضع في الوجه وأحسنه .
العقبة : الآثر والهيئة ، والعقبة من الجمال : أثره وهيئته .
السرو : المروءة والشرف .
الوسام : الجمال والحسن .
(6) في الحسن والحسين : « شفاء النفوس من السقام » .
أبو الفضل هو العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام .
في الروضة : « بفي الشفاء للأسقام » .
(7) الدعي : من يدعي غير أبيه أو غير قومه .
شرب : عطش ، أي قتلوا أكرم العطاشى وهو الأمام الحسين عليه السلام .
الصوب : المطر . وهو بدل من « أكرم » أي أنهم قتلوا معدن الخير والكرم تشبيها بالمطر . والمعنى : أنهم قتلوا أكرم عطشان وهو منبع الخير والعطاء .
الغمام : السحاب .
(8) في الروضة : « لا أبالي » .
رغمه : قهره وقسره ، ورغم الله أنفه : أذله . والمرغام : المغضب .
(9) القسم : النصيب .
(10) وله : حزن شديدا حتى كاد يذهب عقله ، وتحير من شدة الوجد .
طرب : اهتز واضطرب فرحا أو حزنا ، والمراد الأخير ، والطروب : الكثير الطرب ، أي الحزن .
حال بينهما : حجز واعترض ، أي أن هذا الوله منعني من التلذذ بالطعام .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 190

(72)
سبطا رسول الله (*)

بيت من الطويل (**) :
1ـ وسبطا رسول الله عمي ووالدي وأولاده الأطهار تسعـة أنجم



(*) البيت لموسى بن جعفر الكاظم عليه السلام المتوفى 183 هـ وهو من قصيدة أولها :
أنا ابن منى والمشعرين وزمزم ومكـة والبيت العتيـق المعظم
(**) بحار الأنوار : 48 / 181 وعنه عبير الرسالة : 111 .
(1) السبط : ولد الولد وغلب استعماله في ولد البنت مقابل الحفيد لولد الولد .
عمه : هو الإمام الحسن عليه السلام .
ووالده : الإمام الحسين عليه السلام .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 191

(73)
حبهم حرز (*)


(*) المقطوعة الشعرية لوهب (بهلول ) بن عمر الكوفي ( الصدفي ) المتوفى عام 190 هـ قالها في الإمام الحسين عليه السلام وجده وأبيه وأمه وأخيه متوسلا بهم في قصة ذكرها الأمين في الأبيات عن مجالس المؤمنين نقلا عن الشيخ الأجل المتكلم محمد بن جرير بن رستم الطبري أنه روى في كتاب الإيضاح أن البهلول كان مارا في بعض أزقة البصرة فرأى جماعة يسرعون في المشي أمامه فقال لرجل منهم : هؤلاء البهائم الشاردون بلا راع إلى أين يذهبون ؟ فقال له ذلك الرجل من باب المزاح : يطلبون الماء والكلأ فقال له البهلول : كيف ذلك مع قلة الحمى والمنع الشديد والله لقد كان العلف كثيرا رخيصا ولكنهم أحرقوه بالنار ثم أنشد الأبيات .
فلما سمعوا كلامه رجعوا إليه وقالوا له : إنهم ذاهبون إلى مجلس والي البصرة محمد بن سليمان ابن عم الرشيد ، فقال لأي شيء تذهبون إليه ؟ فقالوا : إن عمرو أبن عطاء العدوي من أولاد عمر بن الخطاب ومن علماء الزمان حضر مجلسه ونريد تحقيق حاله ومعرفة مبلغ فضله وكماله وإن كنت تذهب معنا لتناظره كان ذلك حسنا ، فقال لهم بهلول : ويلكم مجادلة العاصي توجب زيادة جرأته على العصيان ويمكن أن توقع أصحاب البصيرة في الشبهة ولا شك في وجود الله تعالى ولا شبهة في الحق ولا التباس فإذا كنتم من أهل المعرفة تقنعون بما أخذتم من أهل العرفان فلما يئسوا منه ذهبوا إلى مجلس محمد بن سليمان وحكوا له ما جرى لهم مع البهلول فأمر غلمانه بإحضاره فأحضروه فلما وصل إلى قرب دار محمد بن سليمان قام عمرو بن عطاء العدوي وإستأذن محمد بن سليمان في مناظرة بهلول فأذن له ولما وصل بهلول إلى الدار قال : السلام على من اتبع الهدى وتجنب الضلالة والغوى ، فقال عمرو بن عطاء السلام على المسلمين اجلس يا بهلول فقال بهلول : أتأمرني بشيء لا مدخل لك فيه ، وتتقدم فيه على رجل فضله عليك ظاهر ، ومثلك في هذا الباب مثل رجل طفيلي على خوان رجل آخر ويريد أن يمتن على الناس ويعطيهم من هذا الخوان ، فبقي عمرو بن عطاء مبهوتا لا يحير جوابا ، فحينئذ قال محمد بن سليمان لعمرو بن عطاء كنت تريد أن تناظره ، وهو في حديث الورود جعلك ساكتا مبهوتا ، فقال بهلول : أيها الأمير هذا الأمر ليس صعبا عند الله تعالى أما قرأت قوله تعالى :« فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين » . [ البقرة : 258] ثم قال محمد بن سليمان للبهلول : المجلس مجلسي وقد أذنت لك في الجلوس . فدعا له بهلول فقال : عمر الله مجلسك وأسبغ نعمه عليك وأوضح برهان الحق لديك وأراك الحق حقا وأعانك على أتباعه وأراك الباطل باطلا وأعانك على =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 192


= اجتنابه ، فقال عمرو بن عطاء : يا بهلول التزم طريق الحق وابتعد عن الهزل وتكلم كلاماً حسنا فقال بهلول : ويلك هو يوجد كلام أحسن من هذا الكلام الإلهي وهل يوجد كلام جدي غيره ، فأنت تكلم كلاماً نقيا ولا تشر إلى عيوب الناس قبل أن تنظر في عيب نفسك ، فقال عمرو بن عطاء : يابهلول أنت ترى نفسك من مشهوري زمانك وتدعي الاطلاع على المعارف فأريد إما أن تسألني أو أسألك ، فقال بهلول : لا أحب أن أكون سائلا ولا مسؤولا فقال العدوي : لماذا ؟ قال لأني إذا سألتك عن شيء لا تعلمه لا تقدر أن تجيبني عنه ، وإذا سألتني تسألني بطريق أهل التعنت والعناد فيختلط الحق بالباطل ، والذين هم كذلك نهى الله تعالى عن مجالستهم بقوله تعالى :« وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين » [ الأنعام : 68 ] . فقال العدوي : إن كنت من أهل الإيمان فقال لي ما هو الإيمان ، فقال بهلول : قال مولاي جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : الإيمان عقد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان ، فقال العدوي : تفول إن إمامك الصادق فيظهر من هذا أنه في في زمانه لم يكن صادق غيره ؟ فقال بهول : هو كذلك ومع ذلك فهذا يجري عليك فإن جدك سمي أبا بكر الصديق ، فهل في زمانه لم يكن صديق غيره ، فقال العدوي : بلى لم يكن غيره ، فقال بهلول : كلامك هذا رد على الكتاب والسنة ، أما الكتاب : فلأن الله تعالى جعل من آمن بالله ورسوله صديقا فقال : « والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون» [ الحديد : 19 ] وأما السنة فلأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال لبعض أصحابه : « إذا فعلت الخير كنت صديقا » فقال العدوي إن : أبا بكر سمي صديقا لأنه أول رجل صدق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم . فقال بهلول : مع أن الأولية ممنوعة تخصيصه بذلك خطأ في اللغة ورد على الآية المذكورة . فترك العدوي هذه الجهة وجعل ينتقل معه من غصن إلى غصن إلى أن قال لبهلول : من أمامك ؟ قال أمامي من أوجب الرسول له على الخلق الولاء وتكاملت فيه الخيرات وتنزه عن الأخلاق الد نيات ، ذلك إمامي وإمام البريات ، فقال له العدوي : ويلك إذا لا ترى أن إمامك هارون الرشيد ، فقال البهلول : أنت لأشيء ترى أن أمير المؤمنين خال من هذه الصفات والمحامد والله إني لا أظن إلا أنك عدو لأمير المؤمنين مخالف له في الباطن وتظهر الاعتقاد بخلافته وأقسم بالله لو بلغه هذا الخبر لأدبك تأديبا بليغا . فضحك عند ذلك محمد بن سليمان وقال لعمرو بن عطاء : والله لقد ضيعك بهلول وجعلك لاشيء وأوقعك في الورطة التي أردت أن توقعه فيها وما أحسن بالإنسان أن يبتعد عما لا يحسنه وما أقبح به أن يدخل في شيء يعلم أنه ليس من أهله ، ثم أمر بعض غلمانه فأخذ بيد عمرو بن عطاء =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 193

أربعة أبيات من المتقارب (**) :
1ـ برئت إلى الله من ظالـم لسبط النبي أبي القـاسم
2ـ ودنت إلهي بحب الوصي وحب النبي أبي فـاطم


= وأخرجه من المجلس وقال لبهلول : ما الفضل إلا فيك وما العقل إلا عندك والمجنون من سماك مجنونا ، يابهلول أخبرني أيهما أفضل على بن أبي طالب أو أبو بكر ، فقال بهلول أصلح الله الأمير : إن عليا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم كالصنو من الصنو والعضد من الذراع ، وأبو بكر ليس منه ولا يوازيه في فضله إلا مثله ولك فاضل فضله . ثم قال محمد بن سليمان لبهلول : أخبرني أولاد علي أحق بالخلافة أو أولاد العباس فرأى بهلول أن المقام حرج فسكت خوفا من محمد : فقال له محمد : لم لا تتكلم ؟ فقال بهلول : أين للمجانين قوة تمييز وتحقيق هذه الأمور ، دع عنك ذكر ما مضى وأصلح ما نحن فيه الآن فإنني جائع ، قال محمد بن سليمان : ما تشتهي ؟ قال ما يسد باب الجوع . فأمر محمد أن يحضروا له عدة ألوان من الطعام مع شيء من الخبز ، فاحضروا ذلك فقال : كل فقال بهلول : أصلح الله الأمير ما طاب طعام المخشى ولا المغشى ـ يعني لا ينبغي الأكل في الظلمة ولا بين جماعة ـ فائذن لي أن آخذ هذا الطعام وأخرج إلى خارج المجلس ، فأذن له . فألقى تلك الاطعمة على الأرض وفر هاربا وهو يقول هذه الأبيات :
إن كنت تهـواهم حقا بلا كذب فالزم جنونك في جد وفي لعب
إياك من أن يقـولوا عاقل فطن فتبتلى بطـويل الكـد والنصب
مولاك يعلم ماتطـويه من خلق فما يضرك إن سبـوك بالكذب
فاجتمع الأطفال الذين كانوا حوله وأخذوا ذلك الطعام وهوب منهم ودخل مسجدا كان قريبا من ذلك المكان وأغلق بابه ووقف خلف الباب وجعل يقرأ هذه الآية :« فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب » [ الحديد : 13 ] فلما رأى محمد بن سليمان ما جرى لبهلول مع الأطفال ضحك وأمر بطرد الأطفال وقال لا إله إلا الله لقد رزق الله علي بن أبي طالب لب كل ذي لب .
(**) أعيان الشيعة : 3/ 618 ، روضات الجنات : 2/ 153 ، مجالس المؤمنين : 2/ 15 عن الايضاح .
(1) أراد بظالم السبط بني أمية قاطبة ويزيد وابن زياد وابن سعد ومن قاتل الإمام الحسين عليه السلام بشكل خاص .
(2) دان بالإسلام : أتخذه له دينا ، في المجالس : « وددت إلهي » .
الوصي : هو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وصي رسول الله صلى الله عليه آله وسلم . في نسخة : « إمام الورى من بني هاشم » .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 194

3ـ وذلك حرز من النـائبـات و من كـل متهم غـاشـم
4ـ بهم أرتجي الفوز يوم المعاد وأنجو غدا من لظى ضارم


(3) الحرز : الموضع الحصين ، وما تحفظ به الأشياء من صندوق ونحوه .
الغاشم : الظالم .
النائبات : في المجالس : « الصايبات » .
(4) في الروضات : « وآمن من نقمة الحاكم » .
اللظى : لهب النار الخالص لا دخان فيه .
ضرمت النار : أشتعلت ، وضرمها وأضرمها : أشعلها .
في المجالس جاء العجز هكذا : « وآمن من نعمة الحاكم » .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 195

(74)
لعن الله اللاعن (*)

خمسة أبيات من الخفيف (**) :
1ـ لعن الله من يسـب عليـا وحسينا من سوقـة وإمام
2ـ أيسب المطيبـون جـدودا والكرام الأخوال والأعمام
3ـ طبت نفسا وطاب بيتك بيتا أهل بيت النبي والإسـلام


(*) الأبيات لعبد الله بن كثير السهمي ( القرن الثاني ) أنشأها حين سمع عمال خالد بن عبد الله القسري والي هشام بن عبد الملك على المدينة يلعنون عليا والحسن والحسين عليهم السلام وكانت خلافة هشام بين 105 ـ 125 هـ وعزل خالد عن المدينة عام 118 هـ .
ونسبت الابيات الى كثير (عزة ) بن عبد الرحمن الخزاعي المتوفى عام 105 هـ وأنه أنشأها في هجاء بني أمية ، وخاصة معاوية ، حيث كان يسب أمير المؤمنين والحسنين عليهم السلام في قنوته .
(**) الرسالة البغدادية لعلي بن محمد التوحيدي : 54 ، البيتان والتبيين : 4/ 59 ، أدب الطف : 3/ 20 وجاء اسمه : كثير بن عبد المطلب بن لؤي بن غالب ، أعيان الشيعة : 8/ 68 ، شرح رسالة أبي بكر الخوارزمي : 41 ذكر البيت الأول ولم يسم الشاعر ، ديوان كثير عزة : 537 عن الذهب المسبوك : 32 ، ونسب الأبيات إلى كثير ( عزة ) .
(1) في الرسالة البغداية : « لعن الله من يعادي عليا » . في الديوان : « وبنيه » بدل : « وحسينا » .
السوقة : الرعية من الناس ، لأن الملك يسوقهم ويصرفهم إلى ما شاء من أمره .
الإمام : من تقدم واقتدي به . والمراد هنا الحاكم ، وهو معاوية ومن بعده الذين سنوا سب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وبنيه في الصلاة وبعد الخطب ، وقد الزموا الخطباء أيضا بالسب .
(2) في بعض المصادر : « أتسب المطيبين جدودا» . وفي الديوان : « أيسب المطهرون أصولا » .
(3) في البيتان :« طبت بيتا » وفي الأعيان : « طبت نفسا وطاب أهلك أهلا » . ولم يرد البيت في الديوان . =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 196

4ـ رحمة الله و السلام عليكم كلمـا قـام قـائم بسـلام
5ـ يأمن الطير والظباء ولا يأ من رهط النبي عند المقام


= ولعل المخاطب هو الإمام علي عليه السلام أو الحسين عليه السلام .
(4) في الأعيان : « والسلام عليهم » .
(5) في الأعيان :
يأمن الظبي والحمام ولا يأ من آل الرسول عند المقام
وفي الديوان : « يأمن الطير والحمام ... » .
الرهط : قوم الرجل وقبيلته .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 197


قافية النون


دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 198




دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 199

النون المفتوحة
(75)
ألا ياكربلا (*)

خمسة أبيات من الوافر (**) :
1ـ رحلنا يـا أبي بالرغم منـا ألا فانظر إلى مـا حل فينا
2ـ ألا يا كربلا أودعت جسما بلا غسل و لا كفن دفينـا
3ـ ألا يا كربلا أودعت نورا لباري الخلق طرا أجمعينا
4ـ ألا يا كربلا أودعت روحا لأحمد والوصي مع الأمينا
5ـ ألا يا كربلا أودعت كنزا وذخر القاصدين الزائرينـا


(*) الأبيات منسوبة إلى سكينة بنت الحسين بن علي عليهم السلام المتوفاة سنة 117 هـ أنشأتها حين رجع ركب أهل بيت الحسين عليه السلام إلى كربلاء لزيارة الشهداء في طريقهم إلى المدينة وقد وقعت سكينة على قبر أبيها عليه السلام وأنشأت الأبيات .
(**) أسرار الشهادة : 257 ، معالي السبطين : 2/ 198 .
(1) الأمثل أن يقال : « بالرغم عنا » .
(2) جاء في المعالي :
ألا يا كربلا نودعك جسما بلا كفن ولا غسل دفينـا
(3) طرا : كلا ، جميعا .
(4) هذا البيت أثبته المعالي وأسقطه الأسرار ، والمعالي أقتصر عليه وعلى الثاني فقط .
وفيه : « ألا يا كربلاء نودعك روحا » ولا يستقيم إلا بسكون العين ، ولا وجه للجزم . وحركة « الأمين » الكسر ، ففيه الاقواء .
الأمين : إن أراد به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد مر ذكره ، وإن أراد جبرائيل عليه السلام فهو بعيد ، ولعله لو قال مثلا : « لفاطم والوصي مع الأمينا » كان أحسن مع بقاء الإقواء .
(5) الكنز : الشيء الثمين المدفون في الأرض أو في الحائط من مال أو ذهب وفضة ، وأي شيء أثمن من الحسين سبط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وابن علي وفاطمة عليهما السلام .

السابق السابق الفهرس التالي التالي